الموضوع1

October 16, 2017 | Author: Mehdi Ben Arif | Category: N/A
Share Embed Donate


Short Description

Download الموضوع1...

Description

‫الستاذ ‪ :‬جمال بوعجاجة‬

‫معهد منــزل بـورقيبة‬ ‫الموضوع‪:‬‬

‫ليست الحكاية المثلية في كليلة ودمنة طريفة بفنها القصصي فحسب‬ ‫وإنما بتنوع وظائفها أيضا‪.‬‬ ‫توسع في هذا القول من خلل شواهد دقيقة من كليلة ودمنة‪.‬‬

‫المقدمة‪:‬‬ ‫التمهيد‪:‬‬ ‫تشكل الحكاية المثلية في كتاب كليلة ودمنة لعبد ال بن المقفع ظاهرة إبداعية في النثر العربي‬ ‫القديم خلل القرن الثاني للهجرة وهي ذات أصول سردية موصولة بالخرافة والسطورة‬ ‫والحكاية العجيبة‪،‬‬ ‫تنزيل الموضوع‪:‬‬ ‫ويرى بعضهم أن قيمة هذا البداع ل تكمن "في طرافة الفن القصصي فحسب وإنما في‬ ‫تنوع وظائف الحكاية أيضا"‬ ‫طرح الشكالية‪:‬‬ ‫فما أوجه طرافة القص في كليلة ودمنة؟‬ ‫وما مظاهر تنوع وظائف الحكاية فيها؟‬ ‫الجوهر‪:‬‬ ‫مقدمة الجوهر‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫يستدعي هذا الموضوع من خلل صياغته القائمة على ثنائية النفي والثبات علقة التكامل‬ ‫بين الشكل الفني الطريف والمضمون الدللي المتنوع‪ ،‬ولو شرعنا في استخلص مظاهر‬ ‫طرافة الفن القصصي فإننا نستقصي مظاهر منه متعددة‪.‬‬ ‫جوهر الجوهر‪:‬‬ ‫إن القص ل يستقيم كما هو معلوم بداهة إل بأساليب وأركان هي مقومات أساسية تقوم عليها‬ ‫كل حكاية‪ ،‬ومتى ولجنا عالم كليلة ودمنة ألفيناه يفتتح بعبارة سردية ذات محمول حكائي بها‬ ‫ينفتح القص وهي "زعموا أن ‪ "...‬فهي سنة سردية راسخة تحقق وظيفة تواصلية تفتح‬ ‫الخطاب على جو عجائبي غرائبي هو من جنس الخرافة التي ل يعرف لها قائل و ل يتحمل‬ ‫تبعاتها سارد‪ ،‬وهي قاعدة كلمية تبرر الوهم ومخالفة الحقيقة ‪.‬‬ ‫كما يستند القص إلى أسلوب الحوار الذي يمسرح الحداث في ساحة الخيال العجيب بين‬ ‫كائنات حيوانية ‪ ،‬والحوار في أغلبه ثنائي بين الملك والفيلسوف حينا والسد والحيوان حينا‬ ‫آخر ‪ ،‬يقول الفيلسوف دبشليم "اضرب لي مثل ‪ "..‬فيجيب الفيلسوف بيدبا "زعموا‬ ‫أن ‪"..‬وبدلك تتولد الحداث ويتطور الحديث‪.‬‬ ‫أما السرد فهو خطي تتابعي عادة يتدرج وفق برنامج اتصالي أو انفصالي من بداية معلومة‬ ‫يقترحها الملك إلى نهاية مرسومة من إنتاج الفيلسوف "إنما ضربت لك هذا المثل لتعلم"‪،‬‬ ‫والقصص ههنا مستقلة البواب يحكمها مبدأ التناظر حينا )باب السد والثور ‪ -‬الحمامة‬ ‫المطوقة ( أو مبدأ التقابل أحيانا ) باب السد والثور ‪ -‬السد وابن آوى الناسك(‬ ‫أما الوصف فقد استبطن مشاعر الشخصيات وكينونتها المتقلبة "فدخل على شتربة كالكئيب‬ ‫الحزين" فهو تأطير للحداث ولفضاء القص زمانا ومكانا وللشخصيات "صورة الصياد في‬ ‫باب الحمامة المطوقة"‪.‬‬ ‫ولو نظرنا في أركان القص فإنها تدور على فضاء موهوم زمانا ومكانا فالمكان مطلق‬ ‫والزمان كذلك‪ ،‬وفي ذلك تجريد للحكاية وحماية لها من أعدائها‪ ،‬أما الشخصيات فهي من‬ ‫عالم الحيوان )السد‪ -‬ابن آوى ‪-‬كليلة ‪-‬دمنة‪ -‬الحمامة‪-‬الغراب‪ (..‬أو عالم النسان )الملك‬ ‫الفيلسوف ‪ -‬الصياد‪ (..‬وبين هؤلء وأولئك علقة الرمز بمرموزه‪ ،‬فكل حيوان له ما يطبقه‬‫في عالم النسان‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫وأما الحداث فهي ذات بنية تقوم على التضمين تدرجا من القصة الصلية إلى القصة‬ ‫الفرعية ‪،‬وعلى التتابع ربطا بين قصص ل يربطها ببعضها منطق غير اشتراكها في أبواب‬ ‫الكتاب‪.‬وعلى التداول مراوحة بين قصتين في وقت واحد‪.‬‬ ‫إن هذه الخصائص الفنية تجعل من الحكاية المثلية أثرا فنيا طريفا في الدب العربي إذ أسس‬ ‫لعالم عجيب بقدر ما فيه من الهزل والمتاع فإنه ل يخلو من الفائدة ‪.‬‬ ‫التخلص‪:‬فما هي وظائف الحكاية المثلية المتنوعة؟‬ ‫لما كان المثل حجة يستدل بها المتكلم على حكمة ويخلص بها إلى عبرة فقد نهض بعديد‬ ‫الوظائف التزاما برسالة الدب بما هو عطف للقلوب على قيم أصيلة في مواجهة واقع مترد‬ ‫على مختلف المستويات‪.‬‬ ‫ولعل الوظيفة الولى التي تتصدر مقاصد التأليف هي الوظيفة التعليمية‪ ،‬إذ ليست المثال‬ ‫سوى عبر وحكم يستفيد منها الناس جميعا قيما تربوية وفوائد سياسية واجتماعية ‪ ،‬فقد جعل‬ ‫الفيلسوف من التعليم مقصدا أصيل لحكايته إذ يختمها بقوله مثل "وإنما ضربت لك هذا المثل‬ ‫لتعلم أن صاحب الشر ليسلم من شره أحد"‪ .‬فالمثل يعلم الخلق والدب وأصول التعامل‬ ‫الجتماعي بين مختلف الجناس والفئات‪.‬‬ ‫أما الوظيفة الثانية فهي نقدية بالساس ‪ ،‬نقد لمظاهر انحراف الواقع السياسي والقضائي‬ ‫والجتماعي بغاية التوجيه والصلح ‪ :‬فسياسيا استحال الحكم استبداديا تتقاطع فيه السلطات‬ ‫الثلث دون استقللية حقيقية وهيمنت الحاشية الفاسدة التي تؤثر مصلحتها على حساب‬ ‫الجماعة شأن دمنة في باب السد والثور‪ ,‬فنقد ابن المقفع القيم المذمومة كالحسد والنميمة‬ ‫والدسيسة والكذب والخداع وفساد القضاء كما دعا في المقابل إلى الصدق والصداقة والتعاون‬ ‫والتحاد كما في باب الحمامة المطوقة ‪.‬‬ ‫يضاف إلى ذلك الوظيفة الدبية تحقيقا للجمالية والبداع من خلل أسلوب المجاز واليجاز‬ ‫وحسن البلغة‪ ,‬وهي الوظيفة الولى التي يستقيم بها الدب إمتاعا وإبداعا ‪.‬‬ ‫كما أن الوظيفة العقلية تبدو بارزة من خلل الدعوة إلى استعمال العقل في الخير ل في الشر‬ ‫بديل عن الغريزة التي يتأتى منها الهلك‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫إن العقل في الحكاية المثلية عقل عملي ل عقل علمي إ ذ يراد العلم للعمل به ل لمجرد‬ ‫المعرفة "إن العاقل ل يعدل عن الخوان شيئا "‪ ,‬ومن تجليات النزعة العقلية في الحكاية‬ ‫المثلية ما ينص عليه ابن المقفع من ضرورة التخلي عن مقتضيات الغضب والندفاع أو‬ ‫الحتكام إلى ضرورات الغريزة كما وقع للحمامة المطوقة حين وقعت في الشرك نتيجة‬ ‫ب أو شان السد والثور إذ انقاد كلهما إلى غريزة الخوف والنفس الغضبية‬ ‫اندفاعها نحو الح ّ‬ ‫دون النفس العاقلة‪.‬‬ ‫إن تنوع هذه الوظائف إذن سبيل لثراء كتاب كليلة ودمنة تحقيقا لرسالة أدبية هادفة فالدب‬ ‫ليس ترفا فكريا إنما هو علم وعمل ومتعة وإفادة في وقت واحد‪.‬‬ ‫الخاتمة‪:‬‬ ‫خلصة الفكار‪:‬‬ ‫إن كتاب كليلة ودمنة أدب حكائي عجيب يقوم على ظاهر فني قصصي ممتع وبديع وباطن‬ ‫نقدي جاد ومتنوع الوظائف‪ ،‬ما به استقام الكتاب إبداعا وإبلغا وإقناعا فهو فن وفكر وأدب‬ ‫وعقل معا‪.‬‬ ‫التقويم‪:‬‬ ‫غير أن الكتاب يستمد مرجعيته من سياق هندي تحول إلى فضاء فارسي ومنه حوله ابن‬ ‫المقفع إلى اللغة العربية مستخدما لغة الرموز دون مواجهة مباشرة للواقع‪.‬‬ ‫فتح الفاق‪ :‬فإلى أي مدى تدخل الكاتب في الترجمة زيادة وحذفا أم كان ناقل أمينا للتراث‬ ‫الجنبي؟‬

‫‪4‬‬

View more...

Comments

Copyright ©2017 KUPDF Inc.
SUPPORT KUPDF