بهجة الأنوار شرح قصيدة أنوار العقول في التوحيد للإمام السالمي

January 12, 2017 | Author: badr | Category: N/A
Share Embed Donate


Short Description

Download بهجة الأنوار شرح ق...

Description

‫‪3‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪4‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪5‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪6‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪7‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪8‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪9‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫تنبـيه‬ ‫أ صل هذا الكتاب ر سالة قد مت من ق بل الح قق لن يل در جة الاج ستي ف أ صول الد ين؛ ف‬ ‫جام عة أم درمان ال سلمية بال سودان الشق يق‪ ،‬ت ت عنوان "ب ـهجة النوار ‪ ..‬للش يخ أب ـي م مد‬ ‫عبدال بن ح يد ال سالي ‪ ..‬درا سة وتقي قا" أشرف علي ها فضيلة الش يخ ال ستاذ الدكتور شو قي بش ي‬ ‫عبدالجيد‪ ،‬وقد نوقشت وأجيزت بتاريخ ‪ 20‬ربـيع الول سنة ‪1419‬هـ الوافق ‪13/8/1998‬م‪.‬‬ ‫وتقت ضي مقابلة الح سان بالح سان أن أ سجل ه نا جز يل شكري وعظ يم إمتنا ن لفضيلت ـه‬ ‫على ما أسداه ل من جهد وإرشاد‪.‬‬

‫******‬ ‫قمنا باختصار كثي من متويات الرسالة فيما يتعلق بالدراسة والتحقيق فقط!! من باب إخراج‬ ‫ما لبد منـه وما كان على خلف ذلك استبعدناه تفيفا على القراء‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫مقدمة التحقيق‬

‫المـد ل الول فليـس قبله ش يء وال خر فل يس بعده ش يء سـبحانـه تن ـزه عن الدوث‬ ‫والزوال وتقدس عن الشب ـيه والمثال وأش هد أن ل إله إل ال وحده لشر يك له وأش هد أن سيدنا‬ ‫م مد عبده ور سوله الل هم صل على م مد ف الول ي و صل على م مد ف الخر ين وارض الل هم عن‬ ‫صحابتـه الطاهرين وعن التابعي لم ال يوم الدين … أما بعد‬

‫فإن علم أ صول الد ين من أشرف العلوم الشرع ية‪ ،‬لتعل قه بإثبات ال صانع‪ ،‬وتوح يد الالق‬ ‫عز وجل‪ ،‬ونفي الشباه والضداد عنه تعال‪ ،‬وإثبات الرسالت والقدر والعاد‪ ،‬وهي الركائز الت‬ ‫تقوم علي ها الشري عة ال سلمية‪ ،‬والكلم على سائر الركان التعل قة باليان؛ ال ت ل ي صح إيان‬ ‫الكلف إل بإثباتـها جلة‪ ،‬وعدم الزيغ ف مضامينها تفصيل‪ ،‬ومرد حراسة الخي منها إل هذا‬ ‫العلم الشريف‪ ،‬وقد عُن علماء السادة الباضية بـهذا العلم منذ القرون الول‪ ،‬من أجل إيضاح‬ ‫الق والكشف عن ضللت البتدعي وتزييف آرائهم ودحض مفترياتـهم ودسهم ف الشريعة‬ ‫الغراء‪ ،‬وهذا دأب ـهم على تطاول القرون إل يوم نا هذا‪ ،‬و ما مناظرة المام أ ب عبيدة م سلم بن‬ ‫أبـ كريةـ رحهـ ال تعال لواصـل بـن عطاء العتزل فـ القدر التـ ذكرهـا الدرجينـ فـ "طبقاتـه" (‬ ‫‪ )2/246‬إل مثا ً‬ ‫ل بينا لذلك‪ ،‬فضل عن الرسائل الت حررها المام مبوب بن الرحيل رح ه ال تعال‬ ‫ف كشف حقيقة هارون بن اليمان‪ ،‬ومناظرة الوفد النفوسي من الباضية للواصلية – من العتزلة‬ ‫– ف أيام المام عبد الوهاب بن عبد الرحن أيام الدولة الرستمية الت تد أخبارها ف "الزهار‬ ‫الرياضيـة" للبارونــي ص(‪ ،)178-170‬ومناظرة العلمـة أبـ خزر يغل بـن زلتاف رحهـ ال تعال‬ ‫للمعتزل الذي عجز عنه علماء مصر آنذاك فغلبه وأسقط حجته كما تراه ف "سي الئمة" لب‬ ‫زكرياء يي بن أب زكرياء الوارجلنـي ص(‪ ،)234‬أما مدوناتـهم الطبوعة ف هذا العلم فهي‬ ‫من الكثرة بكان‪ ،‬لعل أقدمها تلكم الرويات ف العقيدة ف الزء الثالث من "مسند المام الربيع‬ ‫بن حبيب‪/‬ط"‪ ،‬وما جاء ف بداية "أصول الدينونة الصافية‪/‬ط(‪ ")1‬لعمروس بن فتح النفوسي (ت‬ ‫‪283‬هــ)‪ ،‬وكتاب "الدليـل والبهان‪/‬ط(‪ ")1‬لبـ يعقوب الوارجلنـ (ت ‪570‬هــ)‪ ،‬وكتاب‬ ‫"الوجز‪/‬ط(‪ ")3‬لرفيقه أب عمار عبد الكاف التناوت (ت قبل ‪570‬هـ)‪ ،‬والجزاء الثلثة الول من‬ ‫"الضياء‪/‬ط(‪ ")1‬للعل مة سلمة بن م سلم العو تب (ق ‪ 5‬ه ـ)‪ ،‬و"الو هر القت صر‪/‬ط(‪ ")1‬ل ب ب كر‬ ‫‪11‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أح د بن ع بد ال الكندي (ق ‪6‬ه ـ)‪ ،‬وكتاب "النور‪/‬ط(‪ ")1‬للش يخ عثمان بن أ ب عبدال ال صم‬ ‫(ق ‪7‬ه ـ)‪ ،‬وأول "قوا عد ال سلم" للجيطال (ت ‪750‬ه ـ)‪ ،‬و"مقد مة التوح يد‪/‬ط" الن سوب‬ ‫لب حفص عمر بن جيع (ق ‪8‬هـ) مع حاشيت الشماخي والتلت‪ ،‬وأول "منهج الطالبي‪/‬ط(‪")1‬‬ ‫للش يخ خيس الشق صي (ق ‪11‬ه ـ)‪ ،‬و من أش هر م صنفات التأخر ين كتا ب "معال الد ين‪/‬ط(‪")1‬‬ ‫و"النور‪/‬ط" للشيخ عبد العزيز الثمين (ت ‪1223‬هـ)‪ ،‬و"قاموس الشريعة‪/‬ط(‪ ")1‬للشيخ جيل بن‬ ‫خيس السعدي تد مباحث العقيدة ف الجزاء (‪ )4،5،6‬منه‪ ،‬وكتاب "تهيد قواعد اليان‪/‬ط(‪")1‬‬ ‫للمح قق الليلي ومبا حث العقيدة ف أجزائه الول‪ ،‬و"شرح عقيدة التوح يد‪/‬ط(‪ ")1‬للش يخ م مد‬ ‫بـن يوسـف أطفيـش الشهيـ بقطـب الئمـة‪ ،‬وكتاب "الرشاد‪/‬ط(‪ ")2‬للشيـخ سـيف بـن ناصـر‬ ‫الروصي (ت ‪1341‬هـ)‪.‬‬ ‫وأما مؤلفات المام نور الدين عبد ال بن حيد السالي مؤسس النهضة العلمية ف عمان‬ ‫فـ هذا الجال فهـي ثلثـة أههـا "مشارق النوار‪/‬ط(‪ ")3‬وكتابنـا هذا "بجـة النوار" إضافـة إل‬ ‫"روض البيان على ف يض النان‪/‬ط" ف الرد على من ادّ عى قدم القرآن‪ ،‬وتع تب مؤلفا ته رحهـ ال تعال من‬ ‫أحسن مؤلفات إباضية الشرق‪ ،‬وأجودها سبكا وتقيقا للمسائل‪.‬‬ ‫وكتابه (بـهجة النوار) هو من أشهر كتبـه ف العقيدة بعد كتابـه (مشارق أنوار العقول)‪،‬‬ ‫أودع فيه خلصة مباحث العقيدة بأسلوب وسط بـي الطناب والياز‪ ،‬وهو الشرح الصغي لنظومته‬ ‫ف أصول الدين السماة "أنوار العقول"‪ ،‬بيد أنه ما يستكفى به ف هذا الفن للمبتدىء والتوسط‪ ،‬فقد‬ ‫حوى زبدة "الشارق" بأسلوب ميسر‪ ،‬ويكفي أن يكون الشارح واللخص المام السالي وهو مَن هو‪،‬‬ ‫وهذه النسخة الت نضعها بـي يديك مققة لول مرة‪ ،‬ولا كانت الطبعة التداولة للكتاب ل تلوا من‬ ‫أخطاء آثرنا أن نسعف القارئ بذه النسخة الت نرجوا أن تكون خلوا من أخطاء ما قبلها ولعلي أشي‬ ‫إل خطأ فادح ورد ف تلك الطبعة حت ل يظن بأننا نلقي بالكلم على عواهنه فمثل جاء السطر الخي‬ ‫ف الصفحة (‪ 30‬من الطبعة التداولة)‪:‬‬ ‫(ويصح على تأويل آخر أن يمل معن الية على الوجوب)ا‪.‬هـ‬ ‫هذا ال سطر وجوده ه نا خ طأ بل مله ب عد الب يت ر قم (‪ )18‬ك ما تده م صححا ف هذه‬ ‫النسخة‪.‬‬ ‫‪ )(1‬طبع ف وزارة التراث والثقافة – سلطنة عمان‪.‬‬ ‫‪ )(2‬طبعته مكتبة السيد الستشار – سلطنة عمان‪.‬‬ ‫‪ )(3‬طبع ف دار اليل بيوت‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫هذا بالضا فة إل أخطاء أخرى أشر نا ل ا ف ثنا يا الكتاب‪ ،‬وأهل نا تارة ما كان على خلف‬ ‫الخطوطات العتمدة‪ ،‬ماـ قـد يتنبـه له القارئ بنفسـه‪ ،‬ولسـت أدعـي هنـا أن هذه النسـخة مـبأة مـن‬ ‫العيوب‪ ،‬إذ الكمال للعزيز الغفار‪ ،‬والطأ من النسان وارد‪ ،‬والعصمة لن عصمهم ال‪ ،‬وبال التوفيق‪.‬‬ ‫علي بن سعيد بن مسعود الغافري‬ ‫البيد اللكترون‬ ‫‪[email protected]‬‬

‫‪13‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫فصل‬

‫في التعريف بالمصنف رحمه الله‬ ‫اسمه ونسبـه‬ ‫هو المام الجدد الجتـهد الحقق الفقيه الصول التكلم الؤرخ الديب أبـي ممد عبدال بن حيد‬ ‫بن سلوم بن عبـيد بن خلفان بن خيس السالي(‪ )4‬العمان(‪ )5‬رحه ال تعال‪.‬‬ ‫‪ )(4‬ترجتـه مأخوذة من‪:‬‬ ‫‪" ‬نـهضة العيان" ـ للشيخ ممد ولد العلمة السالي ـ ص(‪ 118‬ـ ‪ )262‬وهو أهم مصدر لترجتـه‪.‬‬ ‫‪ ‬مقدمة "جوهر النظام" للشيخ أبو إسحاق إبراهيم اطفيش الزائري ـ نـزيل القاهرة ـ الزء الول ص(د ـ ن)‪.‬‬ ‫‪" ‬العلم" لي الدين الزركلي (‪.)4/84‬‬ ‫‪" ‬شقائق النعمان" للشيخ ممد بن راشد الصيبـي (‪ 3/9‬ـ ‪.)24‬‬ ‫‪ )(5‬فضائل أهل عمان مشهورة وهم من جرى ذكرهم بالي على أشرف لسان‪:‬‬ ‫ـ فقد جاء من طريق أبـي برزة السلمي قال‪ :‬بعث رسول ال رجل إل حي من أحياء العرب‪ ،‬فسبوه وضربوه‪،‬‬ ‫فجاء إل رسول ال فأخبه فقال رسول ال ‪» :‬لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ول ضربوك«‪.‬‬ ‫رواه المام مسلم ف "صحيحه" برقم [‪ ]2544‬والمام أحد ف "مسنده" برقم [ ‪ ]19794‬والرويان ف "مسند الصحابة"‬ ‫برقم [‪.]1325‬‬ ‫ـ وعن أبـي لبـيد قال‪ :‬خرج رجل من طاحية مهاجرا‪ ،‬يقال له‪ :‬بـيح بن أسد‪ ،‬فقدم الدينة بعد وفاة رسول ال‬ ‫بأيام فرآه عمر فعلم أنـه غريب فقال له‪ :‬من أنت؟‪ .‬قال‪ :‬من أهل عمان‪ .‬قال‪ :‬من أهل عمان؟‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فأدخله‬ ‫على أبــي بكـر فقال‪ :‬هذا مـن الرض التـ سـعت رسـول ال يقول‪» :‬إنـ لعلم أرضـا يقال لاـ عمان ينضـح‬ ‫بناحيتـها البحر‪ ،‬بـها حي من أحياء العرب لو أتاهم رسول ما رموه بسهم ول حجر«‪.‬‬ ‫رواه المام أحد ف "مسنده" برقم [‪ ]310‬والارث بن أبـي أسامة ف "مسنده" برقم [ ‪ 1042‬ـ بغية الباحث] وأبو‬ ‫يعلى ف "مسنده" [‪ 1485‬و ‪ 1486‬ـ القصد العلي]‪.‬‬ ‫وعنـه يقول اليثمي ف "ممع الزوائد" (‪" :)10/24‬رواه أحد ورجاله رجال الصحيح غي لازة بن زبار؛ وهو ثقة‪ ،‬ورواه‬ ‫أبو يعلى كذلك"‪ .‬ا‪.‬هـ‬ ‫ـ وروى ابن حبان ف "صحيحه" برقم [‪/ 7266‬الحسان] عن أبـي برزة السلمي قال‪" :‬بعث رسول ال رجل‬ ‫إل حيّ من أحياء العرب ف شيء ل أدري ما قال‪ ،‬فسبوه وضربوه فرجع إل النبـي فشكا إليه فقال‪» :‬لكن أهل عمان‬ ‫لو أتاهم رسول ما سبوه ول ضربوه«‪.‬‬ ‫ـ وعن طلحة بن داود قال‪ :‬قال رسول ال ‪» :‬نعم الرضعون أهل عمان«‪.‬‬ ‫رواه الطبان ف "العجم الكبـي" [‪ ]8164‬وعبدالرزاق ف "مصنفه" [‪]13987‬‬ ‫وعن ـه يقول اليث مي ف "مم عه" (‪" :)10/20‬رواه ال طبان وف يه عنب سة مول طل حة بن داود ول أعر فه‪ ،‬وبق ية رجاله‬ ‫ثقات"‪ .‬ا‪.‬هـ‬ ‫‪14‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫يعود نسبـه إل قبـيلة السوال وعنـهم يقول العلمة السيابـي رحه ال تعال ف "اسعاف العيان"‪:‬‬ ‫"ومن النـزار بعمان السوال وهم قوم من ضبة بن أدّ بن طابة بن إلياس بن مضر بن نـزار بن معد‬ ‫بن عدنان ‪ ...‬ال أن قال‪ :‬وان ا أقام شهرت ـهم ذلك العلم وال سيد الم د أ بو م مد عبدال بن ح يد‬ ‫رحه ال ورضي عنـه‪ .)6(".‬ا‪.‬هـ‬ ‫هذا نسبـه رحه ال ولسان حاله يقول‪:‬‬ ‫يومـــا على الحســـاب نتكـــل‬ ‫ــت‬ ‫ــابنا كرمـ‬ ‫ــنا وإن أحسـ‬ ‫لسـ‬ ‫ــا فعلوا‬ ‫ــل مـ‬ ‫ــل مثـ‬ ‫ــ‪ ،‬ونفعـ‬ ‫تبنـ‬ ‫نبنــ كمــا كانــت أوائلنـــا‬ ‫ويقطن السوال ف الناطق الشرقية والداخلية والباطنة من عمان‪ ،‬وتعتب "الوقي" النازل القدية لم‪.‬‬ ‫مولده ونشأتـه‬ ‫ولد ف سنة ‪1286‬ه ـ ف بلدة "الوق ي" التاب عة لدينة الر ستاق‪،‬وكأن العنا ية اللية شاءت‬ ‫لذا الصبـي أن يرى ببصيتـه أكثر ما يرى ببصره لئل ينشغل بزخارف الدنيا فكف بصره وهو ابن‬ ‫اثنت عشرة سنة وكان حافظا قوي الذاكرة ل يكاد يسمع شيء إل حفظه ووعاه‪.‬‬ ‫نشأ ف بلدتـه الذكورة حيث فتح عينيه على الدنيا لول مرة ف أحضان أسرتـه الطيبة النبت وتعلم‬ ‫البادئ الول ية على يد والده الوقور ح يد بن سلوم‪ ،‬ث تا قت نف سه ال تل قي الز يد فتو جه بدا ية ال‬ ‫الرستاق الت هي أقرب الواضر الت تزخر بالعلماء والكتبات آنذاك فأخذ عن الشيخ عبدال بن ممد‬ ‫الاشي‪ ،‬كما لزم ف قرية "قصرى" منـها الشيخ راشد بن سيف اللمكي حيث انضم إل مدرستـه‬ ‫هناك فأتّ ح فظ القرآن علي يد يه وأ خذ عن ـه مبادئ العلوم وقوا عد الل غة العرب ـية والف قه وأ صول‬ ‫الد ين‪ ،‬وابان مك ثه مع الش يخ اللم كي حدث أن قام العل مة صال بن علي الار ثي بزيارة ل صديقه‬ ‫اللمكي فأعجب بالسالي الذي كان طالبا آنذاك لا رأى من توقد بصيتـه‪ ،‬فطلب من الشيخ اللمكي‬ ‫أن يسمح له بزيارتـه ف بلده "القابل" فوافق الشيخ اللمكي على ذلك‪.‬‬ ‫وأخذ العلم كذلك عن الشيخ ماجد بن خيس العبي وتتلمذ على يديه‪ ،‬ولا بلغ السابعة عشر من‬ ‫عمره بدأ ف كتابة تاربـه فألف منظومتـه الت ساها "بلوغ المل ف الفرادات والمل" ف قواعد‬ ‫اللغة والنحو‪ ،‬ث كتب عليها شرحا ول ياوز العشرين من عمره‪ ،‬وحي فاق ما عند أشياخه طلبت‬ ‫نفسه الزيد‪ ،‬وف سنة ‪1308‬هـ عزم على السي ال النطقة الشرقية بعمان بعد ذيوع صيت العلمة‬ ‫وانظر الديث ف "الصابة" لبن حجر (‪ 3/428‬دار الكتب العلمية)‪.‬‬ ‫‪ )(6‬اسعاف العيان ـ للشيخ سال بن حود السيابـي ـ ص ‪ 69‬ـ الكتب السلمي ـ بـيوت ـ الطبعة الول ـ‬ ‫‪1384‬هـ‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الصلح المي صال بن علي الارثي الذي اتذ هو وآباءه من "القابل" مسكنا لم ذلك الشهم الذي‬ ‫جنّد نف سه لد مة الشرع وال صلح ب ـي الناس وال مر بالعروف والن ـهي عن الن كر ول يس ذلك‬ ‫ببدع من المر فهو تربـية العلمة الحقق الليلي رحه ال(‪ )7‬وحي وصل ال هناك نـزل ف ضيافة‬ ‫الش يخ سلطان بن م مد الب سي‪ ،‬ث انت قل ال مدر سة العل مة الار ثي الذي فرح ب ـهذا التلم يذ‬ ‫النجيب‪.‬‬ ‫يقول الش يخ سعيد بن ح د الار ثي حف ظه ال‪" :‬حدث ن أب ـي عن أب ـيه قال‪ :‬جئت يو ما إل "القا بل"‬ ‫فوجدت صالا متلئا سرورا ـ يع ن الش يخ صال بن علي ـ يقول‪ :‬يا سليمان؛ لو تعجلت قليل‬ ‫لشاهدت ولدا ساليا يكاد أن يلتـهم العلم التـهاما‪ ،‬ولئن بارك ال فيه ليكو نن مددا لذا الدين‬ ‫قدوة للمسـلمي(‪ ،)8‬مـر عليّـ الشيـخ سـلطان بـن ممـد البسـي وعنده هذا الولد السـالي مـن أهـل‬ ‫"الوق ي" جاء طال با للعلم‪ ،‬فن ـزل ع ند الش يخ سلطان‪ ،‬وجاءا زائر ين لطاو عة الجري ي‪ ،‬فك نا أ نا‬ ‫والشيخ سلطان نتذاكر مسألة‪ ،‬ول نتفق عل حل لا‪ .‬فلما رجعا ‪ ..‬قال السالي لشيخه‪ :‬كان عندي ف‬ ‫السألة وجه‪ .‬قال‪ :‬لِ مَ ل تقله؟‪ .‬قال‪ :‬إن هبت الشيخ‪ .‬فلما جاءا ف الساء قال سلطان‪ :‬إن هذا الولد‬ ‫السـالي عنده قول فـ السـألة التـ تذاكرناهـا‪ .‬فقلت له‪ :‬حسـن؛ يسـنّ قرونــه ويأتـ باـ عنده‪.‬‬ ‫فا ستنطقناه‪ ،‬فإذا عل مه وعقله أ كب من ج سمه‪ ،‬فأخذت ـه عن ـه أر يد أن ينفع نا‪ ،‬ولكن ـه طلب م ن‬ ‫حت يعود من "بدية" إل "الضيبـي" ث ينتقل إلينا‪.‬‬ ‫وبالفعل فقد حصل ذلك وانتقل بكله وثقله‪ ،‬وسكن ف جوار الشيخ‪ .‬وصار كما ذكر ف مؤلفاتـه‬ ‫أنـه من أكب شيوخه‪ ،‬كما هو معلوم ف تراجه‪ .‬ولا استقر الال بالشيخ السالي وترعرع‪ ،‬وصار‬ ‫مدرسامنظورا إليه جاء رجل حجري ف بعض اليام فسأل الشيخ صال عن مسألة ف الطلق ‪ ..‬فأفتاه‬ ‫الشيخ برمة زَوْجِه عليه‪ .‬فراح ـ الرجل ـ إل الشيخ السالي فسأله عن السألة ول يبه أنـه سأل‬ ‫عن ـها من ق بل‪ .‬فأفتاه الش يخ بواز الرّجْعَة إلي ها‪ .‬فر جع ال سائل إل الش يخ صال فأ خبه عن فتوى‬ ‫تلميذه‪ .‬فغضب غضبا شديدا‪ ،‬وأرسل إليه قائل‪ :‬ما يملك على أن تفت ف شيء ل تعرفه‪ ،‬تعلمتم وما‬ ‫تأدب تم‪ .‬قال‪ :‬وكان الش يخ ال سالي يغ ضب كثيا‪ .‬ول ا ل ي كن مال لنفاذ غضب ـه‪ ،‬قام ود خل الفلج‬ ‫واغتسل ث رجع إل شيخه قائل‪ :‬يا شيخي؛ اسع حجت فيما قلت‪ ،‬لكنّي أهابك فتفضّل؛ حي أتكلم‬ ‫ل تتكلم ح ت أفرغ‪ ،‬فإن رأ يت حج ت مقبولة‪ ،‬فال ق يق بل من أ صغر م ن‪ ،‬وإن كان باطل‪ ،‬فالبا طل‬

‫‪ )(7‬نـهضة العيـان ـ ل بن السالي ص (‪.)119‬‬ ‫‪ )(8‬وقد صحت فراسته رحه ال‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫مردود على من كان أ كب م ن(‪ .)9‬قال‪ :‬قل‪ .‬وكان ال سالي أعطاه ال عل ما ول سانا‪ ،‬فأدل بالدلة ال ت‬ ‫يستدل بـها على قوله حت فرغ‪.‬‬ ‫وكان قبـل إحضار الدليـل قال‪ :‬أول؛ أعتذر إليـك لنـ ل أعلم أنـك أفتيـت فـ هذه السـألة‪ ،‬وإل‬ ‫لتأدبت‪ ،‬وأعرف منـزلت‪ ،‬ولكن إذ وقع ما وقع لبد من إظهار الجة‪.‬‬ ‫قال الشيخ لا سع قوله‪ :‬إف تِ؛ فقد آن لك أن تفت‪ ،‬نن حي يتعلم الناس ننازع البدو تت ـ شجر‬ ‫ــ السـّمر‪ ،‬القـ مـا قلت‪".‬ا‪.‬هــ وهكذا لعـ نمـ الشيـخ السـالي فـ سـاء العلم باعتراف أشياخـه‬ ‫وتزكيتـهم له‪.‬‬ ‫أوصافه‬ ‫يقول ولده الشيخ ممد ف كتابـه "نـهضة العيان" ص (‪ 119‬ـ ‪ )121‬واصفا له‪:‬‬ ‫"كان شديد الغية ف ذات ال تعال‪ ،‬ل تأخذه فيه لومة لئم‪ ،‬يقول الق وينطق بالصدق‪ ،‬مشهور‬ ‫بالب سالة وال صلبة‪ ،‬كث ي الردّ على من خالف ملة ال سلم‪ ،‬مشغول البال بأمّت ـه‪ ،‬يفرح ب ا ينفع ها‪،‬‬ ‫ويزن لا يضرها‪ ،‬وإنـه ليكتئب إذا أصيب أحد من المة بدث ولو بالصي‪.‬‬ ‫ل تلو مَشَاهِدُ هُ الكري ة من فائدة دين ية‪ ،‬أو عائدة دنيو ية‪ ،‬أو شاردة أدب ـية‪ ،‬مشتغل بتدر يس العلم‬ ‫والتأليف‪ ،‬والفصل بـي الصوم بالكم الشرعي‪.‬‬ ‫كان خطيبا ِمْنطِْيقَا‪ ،‬يرتل الطب الطوال ف الجامع والحافل؛ حسْب ما يقتضيه القام من السعي ف‬ ‫اصلح المة وجع الشمل‪ ،‬يُرَغّب وُيرَهّب بأبلغ بـيان وأفصح لسان‪.‬‬ ‫كان جوادا سخيا؛ قلّ ما أ كل وحده لزدحام الضيوف بناد يه وكثرة ملزم يه الغترف ي من ف يض‬ ‫أياديـه‪ ،‬يقدم للضيـف مـا حضره بل تكلّف ول بطـر‪ ،‬كثيـ التفقّد والتعرف على حاجـة إخوانــه‬ ‫وتلمذتـه ليواسيهم‪.‬‬

‫‪ )(9‬تأمل أدب التلميذ مع شيخه حت وإن جانبه الصواب‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫كان قد َعزَف نفسه عن التوسع ف الدنيا والسكون إليها(‪ ،)10‬قليل التعلّق بتبعاتـها وشواغلها العائقة‬ ‫عن طريق الخرة‪ .‬كان عظيم اليبة ل ينطق أحد ف ملسه‪ ،‬إل أن يكون سائل أو متعلما أو ذا حاجة‬ ‫جدّية‪ .‬ولقد رأى ذات مرة خصما يتعنت خصمه وقد قهره بفضول منطقه‪ .‬وكان الشيخ ياول الصلح‬ ‫ب ـينـهما‪ ،‬فل ما رأى ذلك التع نت زَ َجرَه ا وقال‪ :‬هَلُمّ ا إل ال كم‪ .‬وضرب بع صاه أما مه‪ ،‬وكا نت‬ ‫سوداء من حطب البنوس‪ ،‬فما هو إل أن سلّم ذلك التعنت المر‪ ،‬وصال خصمه‪ .‬فعوتب بعد ذلك‬ ‫فقال‪ :‬إن خفت من تلك العصى السوداء‪ .‬ومناقبـه كثية العدد‪.‬‬ ‫…‪..‬كان يك ثر من تلوة هذه ال ية ف الحا فل‪ :‬يـا أيهـا الذيـن آمنوا هـل أدلكـم‬ ‫على تجارة تنجيكـم مـن عذاب أليـم ‪..‬اليـة ال صف ‪ 10 :‬وغي ها من اليات الشو قة‬ ‫للجهاد الرغّبة لدار العاد‪.‬‬ ‫كان ـ عفا ال عنـه ـ كثي التضرع إل ال فتراه ف بعض الحيان ف ملسه‪ ،‬أو ف الطريق‪ ،‬أو ف‬ ‫م صلّه و قد ر فع يد يه إل ال سماء قائل‪ :‬لب ـيك الل هم لب ـيك‪ .‬ث يب سط يد يه ويقول‪ :‬الل هم اج ع‬ ‫الش مل‪ ،‬وألّف ب ـي القلوب‪ ،‬وأ يد الكل مة‪ .‬ون و ذلك من الدع ية ال ت ير جو ب ـها نظام ال سلمي‪،‬‬ ‫وتد ذلك ف أجوبة السائل عنـه إذا تأمّلتـها‪.‬‬

‫‪ )(10‬وهو على جانب عظيم من التواضع استمع إليه يرد على سؤال بعضهم وقد أطراه ف مطلعه فأجابـه ـ كما ف "العقد‬ ‫الثمي" (‪:)1/345‬‬ ‫غُررت ومثلك مـــــــــــــــــــــن ل يُغَـــــــــــــــــــــر‬ ‫أيدح مثلك مثلي بذا‬ ‫ولو شُمتنــــــــــــــــــــــ وأنــــــــــــــــــــــا نائم‬ ‫ـــــــــــــرت‬ ‫ـــــــــــــ هل اقتصـ‬ ‫ـــــــــــــت إل اليـ‬ ‫هُديـ‬ ‫أعوذ بربــــــــــــــــــــــي أن أ ْح َمدَنـــــــــــــــــــــْ‬ ‫ــــــــــر‬ ‫ــــــــــت القمـ‬ ‫ــــــــــّهى فظننـ‬ ‫ــــــــــت السـ‬ ‫رأيـ‬ ‫ومـــــــــــا أنـــــــــــا فـــــــــــ ِورْدِه والصـــــــــــّدَر‬ ‫زمان الغنائم عِفْـــــــــــــــــــــت البـــــــــــــــــــــ‬ ‫مديكـــــــــــ منـــــــــــ على مـــــــــــا ظهـــــــــــر‬ ‫باـــــــــــ ليـــــــــــس فِيّـــــــــــ لكيل أغـــــــــــر‬ ‫وهذا من تواضعه كما هو شأن العلماء العاملي‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫كان كثيا ما يقول‪ :‬اختب نا ال فوجَدَ نا كاذب ـي(‪ .)11‬يتأوه كثيا ل ا يراه ف الناس من الختلف‪،‬‬ ‫وعدم الد فيما يعود على حياتـهم بالسعادة‪ ،‬ولا يراه من الفساد ف البلد‪ ،‬فتراه قطع حديثه وتنفس‬ ‫الصعداء قائل‪ :‬ذهب الوفاء‪ ،‬ذهب لدين‪ ،‬ذهبت الرؤة‪ ،‬ذهبت الغية‪ ،‬ذهبت الَ ِميّة‪ ،‬طمع فينا الصم‪،‬‬ ‫طُلبْنا بالكائد‪ ،‬نُصب لنا البائل‪ ،‬فإنا ل وإنا إليه راجعون‪ .‬ومن قوله‪:‬‬ ‫والكــل منــا غافــل ولهــي‬ ‫حرب النصـــارى اليوم بالدواهـــي‬ ‫وإنــــها أقوى مـــن الدافـــع‬ ‫فيأخذون الدار بالدايـــــــــع‬ ‫وكثيا ما يتمثل بقول دعبل‪:‬‬ ‫مــا أكثــر الناس ل بــل مــا أقلّهــم‬ ‫إنــ لفتــح عينــ حيــ أفتحهــا‬

‫ــــ ل أقــــل َفنَدَا‬ ‫ال يعلم أنـ‬ ‫على كثيـــ؛ ولكـــن ل أرى أحدا‬

‫ويكرر قوله‪ :‬ول كن ل أرى أحدا‪ .‬ل ا ي يش ف صدره من المور ال ت ل ي د من ي ساعده على القيام‬ ‫ب ـها‪ ،‬ويك ثر الدعاء على الن صارى وال ستعمرين ف أك ثر مال سه‪ .‬و من أدعيت ـه الام عة‪ :‬الل هم خذ‬ ‫أعداء الدين‪ ،‬وارددهم على أعقابـهم خاسرين خاسئي‪ .".‬ا‪.‬هـ‬ ‫شيوخه‬ ‫إن النفوس الكبـية ل تأنف عن الستفادة من الغي جل أو صغر لذا كان من الطبـيعي أن‬ ‫يكون الناس بـي عال ومتعلم ومفيد ومستفيد وكان لبد لكل طالب علم من شيخ يسدده ويضبط‬ ‫له العارف خشية أن يتبلبل فكره لو أسلمه دون توجيه‪ ،‬وكان العلماء ف السابق يتخيون من الشيوخ‬ ‫من عرف بطهارة السية ونبل السريرة وللشيخ السالي جلة من الشيوخ نـهل من مراشدهم واغترف‬ ‫من ني معارفهم حيث ل مدارس نظامية ول جامعات متخصصه ف تلك الونة‪ ،‬وكان الال ف عمان‬ ‫على النظام الألوف ف القرون الاضية‪ ،‬وأشهر من تتلمذ عليه النور السالي‪:‬‬ ‫‪ )1‬الشيخ راشد بن سيف اللمكي وهو الذي رباه على العلم وكان أول شيوخه الذين لزمهم وجلس‬ ‫ف حَِلقِ هم أيام كان يتردد عل يه ف بلدت ـه‪ ،‬من ت صانيفه "ال سالك ف علم النا سك ـ ؟" وب عض‬ ‫(‪)12‬‬ ‫الرسائل والنظومات الشعرية‪ ،‬وتوف بالرستاق سنة ‪1333‬هـ‪.‬‬

‫‪ )(11‬هذا من تواضعه رحه ال وهكذا ديدن من يشى ال يظن بنفسه التقصي‪ ،‬ل كالمل من بغاث اللق الذين يظن الواحد‬ ‫منـهم أنـه خي خلق ال وأنـه ول ل وهو عن تلك النازل نازل وال الستعان‪.‬‬ ‫‪ )(12‬نـهضة العيان ـ (‪ 274‬ـ ‪.)275‬‬ ‫‪19‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪ )2‬الشيخ صال بن علي الارثي وهو الذي ترج على يديه وكان كل الشيخي متعلق بالخر وعند‬ ‫وفاة الشيخ صال حزن عليه الشيخ السالي حزنا بالغا حيث كان له أكثر من والده‪ ،‬وهو الذي كان له‬ ‫ال ثر الكب ـي على الش يخ ال سالي‪ ،‬ح يث كان له مرب ـيا وشي خا ومعل ما وم ساندا‪ ،‬وأعان تلميذه‬ ‫ال سالي على انشاء مدر ستـه ال ت أ صبحت ملذا لطلب العلم وتو ف الش يخ صال سنة ‪1314‬ه ـ‬ ‫وقام السالي بمع فتاواه ورسائله ف مموع طبع بعنوان "عي الصال" وجعل كتابـه "الق اللي ف‬ ‫سية الشيخ صال بن علي" مقدمة لذا الجموع‪.‬‬ ‫‪ )3‬الش يخ ما جد بن سعيد العَبي من العلماء الذ ين ا ستفاد من ـهم ف مدي نة "الر ستاق" وكان النور‬ ‫السالي يتردد عليه لينـهل من علمه ويستفيد منـه وكان يكن له وافرا من الحترام حت إنـه حي‬ ‫يقوم بزيارتـه ويتوجه له أحدهم بالسؤال ـ ف حضرة الشيخ العبي ـ يقول‪" :‬ان لذه النواحي فقيه‬ ‫وفقيهها الشيخ العبي"‪ .‬وتوف سنة ‪1346‬هـ(‪.)13‬‬ ‫‪ )4‬الشيخ عبدال بن ممد الاشي وهو من العلماء الذين أخذ عنـهم ف مدينة "الرستاق"(‪.)14‬‬ ‫‪ )5‬الشيخ ممد بن سيف الرحيلي(‪.)15‬‬ ‫‪ )6‬الشيخ ممد بن مسعود البوسعيدي(‪.)16‬‬ ‫تلميذه‬ ‫ليس من الغريب أن العلماءَ التقياء ف كل زمان الكه فُ الذي يأوي إليه طالبوا العرفة واللجأ‬ ‫الذي يق صده مرتادوا العلوم ول غرا بة أن ن د مدر سة العل مة ال سالي احدى البقاع ال ت ت ضم ب ـي‬ ‫جنباتــها جيل مـن ثار غرسـه بـل إن أغلب رجال العلم بعده هـم نتاج جهوده‪ ،‬يقول الشيـخ أبـو‬

‫‪ )(13‬ترجتـه ف نـهضة العيان (‪ 451‬ـ ‪.)458‬‬ ‫‪ )(14‬الرجع السابق ص (‪.)118‬‬

‫‪" )(15‬السالي ‪ ..‬الجدد" للشيخ ناصر الرموري ص (‪ )44‬ضمن قراءات ف فكر السالي‪.‬‬ ‫‪ )(16‬الرجع السابق ص (‪.)44‬‬ ‫‪20‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ا سحاق ف تقدي ه لكتاب "جو هر النظام"‪" :‬تلميذه كث ي ل نبالغ إذا قل نا إن رجال العلم اليوم بعمان‬ ‫جلّهم من تلميذه‪ ،‬وقد نبغ منـهم كثي …"‪.‬ا‪.‬هـ وأهم تلميذه هم‪:‬‬ ‫‪ )1‬المام العادل سال بن را شد بن سليمان بن عا مر الرو صي‪ ،‬ولد ف الباط نة سنة ‪1301‬ه ـ‬ ‫وتعلم القرآن ومبادئ العلوم على يد والده ث رحل ال الشرقية ليلتحق بدرسة السالي وبقي ملزما‬ ‫له منذ راهق اللم‪ ،‬استشهد ف بلدة "الضراء" بالنطقة الشرقية ف ليلة الامس من ذي القعدة سنة‬ ‫‪1338‬هـ وكانت فترة امامتـه ‪ 7‬سني(‪.)17‬‬ ‫‪ )2‬المام العادل ممد بن عبدال الليلي حفيد العلمة الشهي سعيد بن خلفان الليلي‪ ،‬ولد المام‬ ‫ممد ف مدينة "سائل" سنة ‪1299‬هـ نشأ فيها ولزم العلماء هناك ث انتقل ال الرتع الشهي ف‬ ‫بلدة "القابل" ليكون تلميذا بـي يدي النور السالي‪ ،‬وتقلد المامة بعد وفاة المام سال بسبعة أيام‬

‫‪ )(17‬ترجت ـه ف ن ـهضة العيان ـ ل بن ال سالي (ص ‪ 125‬وص ‪ )197‬وليتأ مل القارئ آثار ترب ـية الش يخ ال سالي‬ ‫لتلميذه ح يث ي صف ولده م مد ف ن ـهضة العيان (‪ )198‬المام العادل سال بن را شد الرو صي فيقول‪" :‬كان ر بع‬ ‫القا مة‪ ،‬ن يف ال سم‪ ،‬أن ـهكتـه العبادة … أع بد أ هل زمان ـه وأورع هم‪ ،‬وأشد هم غِية على مارم ال … ضُرب ب ـه‬ ‫الثل ف عمان قبل المامة وبعدها زهدا وورعا وعفافا‪ ،‬ترى يده اليمن ترتعش إذا دخل ف الصلة‪ ،‬وتسمع لصدره وجيبا‪ ،‬ل‬ ‫ي س ب ا يتحدث الناس ب ـه إذا د خل صلتـه‪ ،‬ح ت إن ـه ليغ يب عن الكون إل الذب‪ ،‬ل تراه طول عمره إل راك عا أو‬ ‫ساجدا‪.‬‬ ‫كان قوت ـه كفا فا‪ ،‬كان يق عد على الب ساط والرض الفرو شة بال صباء‪ ،‬كان ل يت جب عن الناس‪ ،‬يبا سط إخوان ـه‪،‬‬ ‫ويُحضرهم ما يضُره من الطعام … ل يدخر الوجود ول يطلب الفقود‪ .‬ولا تول أمر السلمي كانت حالتـه التعفف عن‬ ‫الخذ من بـيت الال جهده إل قُوتـه وقُوت من يعوله بالعروف‪ .‬فمن ورعه أدركتـه فطرة البدان (زكاة الفطر ) بعد‬ ‫فتح سايل‪ ،‬فلم يد شيئا يلكه لدائها‪ ،‬وأب أن يقترض من بـيت الال أو من الناس‪ ،‬فباع عباءتـه ‪ ..‬وأنفق ثنـها فيما‬ ‫وجب عليه‪...‬ال"‪ .‬ا‪.‬هـ وطالع "نـهضة العيان" ص ‪.311‬‬ ‫‪21‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫(‪)18‬‬

‫ف ش هر ذي القعدة عام ‪1338‬ه ـ و سار ف الناس ب سيتـه فكان خ ي سلف ل ي خلف‬ ‫واستمرت امامتـه لدة ‪ 35‬سنة نشر فيها العدل والرخاء حت توف سنة ‪1373‬هـ‪.‬‬ ‫‪ )3‬الشيخ عيسى نل الشيخ صال بن علي الارثي كان أحد الستفيدين من الشيخ السالي بعد وفاة‬ ‫والده‪ ،‬تقلد إمارة قو مه ب عد أب ـيه وكان كري ا مضيا فا وجي ها ع ند الناس واشت ـهر ب سن ال سية‬ ‫على طريقـة والده وإن كان ل يبلغهـا‪ ،‬كان ملزمـا للعتكاف والعبادة‪ ،‬ولد الشيـخ عيسـى فـ‬ ‫"القابل" سنة ‪1290‬هـ ونشأ ف كنف أبـيه وكان خلفا له بعد وفاتـه وسار على خطاه وله‬ ‫ب عض الر سائل والجو بة من ـها "الرد العز يز على أحكام الدر يز ـ ؟" ور سالة ف "م نع ال سقاط‬ ‫بالوائح ـ ؟" وغيها‪ ،‬واستفاد منـه الكثيون حت توف سنة ‪1365‬هـ(‪.)19‬‬ ‫‪ )4‬الشيخ أبوزيد عبدال بن ممد بن رزيق الريامي الزكوي‪( ،‬خرج من "ازكي" إل "القابل" ف‬ ‫أوائل سنة ستة ع شر وثلثائة وألف و هو غلم؛ يطلب العلم الشر يف‪ ،‬فبذل مهجت ـه ف خد مة‬ ‫العلم وأهله) هكذا وصفه شيخه السالي ف مطلع كتابـه (حل الشكلت) وكان يكتب عن شيخه‬ ‫مسودات التآليف ويعد من كبار تلمذتـه مع اتصافه بأنـه على جانب عظيم من الزهد والورع‬ ‫وسيتـه ف توليه للمامي سال وممد على مدينة "بـهل" تدل على التسامي ف بذل الي للناس‬ ‫وهضم النفس عن الظوظ الدنيوية والقيام بالمر بالعروف والنـهي عن النكر استلهاما من سية‬ ‫العمرين رضي ال عنـهما‪ .‬وتوف ف مدينة "بـهل" سنة ‪1364‬هـ(‪.)20‬‬ ‫‪ )5‬العلمـة أبـو مالك عامـر بـن خيـس بـن مسـعود الالكـي الذي ولد فـ "وادي بنـ خالد" سـنة‬ ‫‪1280‬ه ـ وتتل مذ على يد الشيخ ي صال بن علي الار ثي والش يخ نور الد ين ال سالي ح ت بلغ‬ ‫شأوا عظيما‪ ،‬وف حقه يقول عنـه شيخه السالي ـ حي مرض ـ‪" :‬ما أخاف عليكم من جهل‬ ‫‪ )(18‬ي صفه تلميذه العل مة م مد بن شا مس البطا شي رح ه ال تعال ف كتاب ـه "الك شف عن ال صابة" ص (‪ )49‬فيقول‪" :‬و قد‬ ‫أدركنا من أئمة الباضية المام ممد بن عبدال الليلي وصحبناه مقدار ثلثي سنة فما وجدناه فحاشا ول لعانا يكم بالق‬ ‫ويقول الق‪ ،‬القريب والبعيد عنده سواء‪ ،‬كف يده ولسانـه عما ل يل‪ ،‬ل ينطق بالفضول ورِعَا عن الحارم‪ ،‬مسارعا إل‬ ‫أداء اللوازم‪ ،‬يكفيه من القوت ما يسد الرمق‪ ،‬ل يستأثر عن صغي ول كبـي‪ ،‬ن صّب نفسه لوائج السلمي‪ ،‬أنفق أمواله!!‬ ‫لوجـه ال وِلعِزّ دولة السـلمي‪ ،‬متسـبا صـابرا على مضـض الزمان وعلى سـوء أخلق الرجال‪ ،‬ل يعرف الغضـب إل أن‬ ‫تنتـهك مارم ال‪ ،‬عاش على هذه السية حت توفاه ال ف وقت الظهية والر شديد؛ فأظلتـه والاملي له سحابة!! حت‬ ‫دفن عند قب المامي العادلي ناصر بن مرشد وسلطان بن سيف‪ ،‬وقد وجد الافرون للقب رائحة كرائحة السك!! وال‬ ‫يول فضله من يشاء‪ ،‬والذي يؤثر عن الئمة السابقي أضعاف أضعاف هذا"‪ .‬ا‪.‬هـ ث استطرد ف ذكر كرامات من سبقه من‬ ‫الئمة فلياجعه من أراد‪.‬‬ ‫‪ )(19‬نـهضة العيان لبن السالي (‪ 87‬ـ ‪.)95‬‬ ‫‪ )(20‬ترجتـه ف نـهضة العيان (‪ 493‬وما بعدها) وأعماله الصلحية ف ص (‪ 495‬ـ ‪.)497‬‬ ‫‪22‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وفي كم عا مر بن خ يس"‪ .‬و من ت صانيفه كتاب ـه "موارد اللطاف ـ ط‪/‬التراث" َنظَ مَ ف يه كتاب‬ ‫ للشيخ الشماخي‪ ،‬و"غاية الطلوب ف الثر النسوب ـ ؟" و "غاية‬ ‫التحق يق ف أحكام النت صار والتغر يق" ط بع مع للش يخ سال الار ثي‪ .‬وتو ف‬ ‫الشيخ عامر سنة ‪1346‬هـ(‪.)21‬‬ ‫‪ )6‬العل مة نا صر بن را شد الرو صي شق يق المام سال وقاض يه وعامله على الر ستاق والعواب ـي‬ ‫وتوابعهما‪ ،‬كما أنـه عمل للمام الليلي‪ ،‬وهو عال ماهد غيور وتوف سنة ‪1362‬هـ(‪.)22‬‬ ‫‪ )7‬العل مة أ بو ال ي عبدال بن غا بش النوفلي كان عال ا عامل ور عا فاضل‪ ،‬تول القضاء للمام ي‬ ‫الروصـي والليلي‪ ،‬واسـتعفى آخـر عمره شفقـة على نفسـه مـن تمـل التبعات‪ ،‬وتوفـ سـنة‬ ‫‪1339‬هـ والكل راض عن سيتـه(‪.)23‬‬ ‫‪ )8‬العل مة سليمان بن سيف الميي كان أعلم أ هل م صره بعلم اللة‪ ،‬طلب ـه أ هل زنبار من‬ ‫شيخه أن يكون مدرسا لم‪ ،‬فأسعفهم شيخه وأرسله إليهم(‪.)24‬‬ ‫‪ )9‬الشيخ سليمان بن ممد بن أحد بن عبدال الكندي ولد ف مسقط سنة ‪1298‬هـ تعلم على‬ ‫يد خاله الشيخ سعيد بن ناصر الكندي وأخذ عن العلمة السالي وشرح منظومتـه "غاية الراد" ف‬ ‫كتابـه "بداية المداد ـ ط‪/‬التراث" ويقال انـه أمره بشرحها‪ .‬وكانت وفاتـه ف نـزوى سنة‬ ‫‪1337‬هـ وهو العام الذي تصادف فيه نـزول وباء الطاعون بـها(‪.)25‬‬ ‫‪ )10‬العل مة ح د بن عب ـيد ال سليمي أ حد العلماء الجلء‪ ،‬ع مل للمام ي الرو صي والليلي‪،‬‬ ‫وتقلد القضاء بسمايل وبدبد وفنجا وتوابعهن(‪.)26‬‬ ‫‪ )11‬العل مة سيف بن ح د بن شيخان ال غبي‪ ،‬أ حد العلماء البارز ين ع مل كذلك للمام ي على‬ ‫منح ودما والطائيي ونواحيها(‪.)27‬‬

‫‪ )(21‬نـهضة العيان ص (‪.)465‬‬ ‫‪ )(22‬الرجع السابق ص (‪.)486‬‬ ‫‪ )(23‬الرجع السابق ص (‪.)412‬‬ ‫‪ )(24‬الرجع السابق ص (‪.)126‬‬ ‫‪ )(25‬الرجع السابق ص (‪.)301‬‬ ‫‪ )(26‬الرجع السابق ص (‪.)126‬‬ ‫‪ )(27‬الرجع السابق ص (‪.)126‬‬ ‫‪23‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪ )12‬الشيخ الشاعر ممد بن شيخان السالي الذي لقبـه القطب الزائري بـ "شيخ البـيان" توف‬ ‫سنة ‪1346‬ه ـ و ف ح قه يقول الش يخ ال سالي‪" :‬لول وجود شا عر العرب أب ـي م سلم الرواحي‬ ‫بزنبار لقلت‪ :‬إنـه أشعر أهل عصره"(‪.)28‬‬ ‫‪ )13‬العلمة سعيد بن أحد الراشدي(‪.)29‬‬ ‫‪ )14‬الشيخ سليمان بن حامد الباشدي(‪.)30‬‬ ‫‪ )15‬العلمة الضرير سال بن حد الراشدي(‪.)31‬‬ ‫‪ )16‬العلمة أبو شيذان عامر بن علي الشيذان(‪.)32‬‬ ‫‪ )17‬العلمة الزاهد عبدال بن عامر بن مهيّل العزري توف سنة ‪1358‬هـ(‪.)33‬‬ ‫‪)18‬العلمة قسور بن حود الراشدي(‪.)34‬‬ ‫‪)19‬العلمة أبو الوليد سعود بن حد بن خليفي التوف سنة ‪.)35(1373‬‬ ‫يقول الش يخ م مد ال سالي ف "ن ـهضة العيان" (‪" :)127‬هؤلء مشاه ي تلميذه‪ ،‬والذ ين ت ت‬ ‫طبقتـهم كثي‪ ،‬بل ل تد عمانيا له أدن مسكة من العلم‪ ،‬إل وقد اغترف من ذلك البحر والتقط من‬ ‫ذلك الدرّ‪ ،‬ب سب ما ق سم له الوا هب من الوا هب‪ ،‬ذلك ف ضل ال يؤت يه من يشاء وال ذو الف ضل‬ ‫العظيم"‪ .‬ا‪.‬هـ‬ ‫مصنفاتـه‬ ‫خلّف الش يخ ال سالي جلة طي بة من الت صانيف ال ت تطايرت ف البلد وتناقل ها العباد‪ ،‬ول ي كن م ن‬ ‫ي صنفون ل جل الشهرة وال سمعة بل كان ف كتب ـه راجيا الفضل من ال ملتم سا خد مة الد ين ب كل‬ ‫اصرار راجيا أن تزاح غشاوة الهل عن الناس فصنف الكتب النافعة ول يغفل أن يترك ما يفيد الصغي‬ ‫والكبــي والقتصـد والجتــهد‪ ،‬وكان يُعنـ بتحريـر كتبــه ومصـنفاتـه ويهتـم بتوضيـح الدلئل‬

‫‪ )(28‬الرجع السابق ص (‪ 459‬وما بعدها) وانظر كلم السالي عنـه ص (‪ )461‬منـه‪.‬‬ ‫‪ )(29‬الرجع السابق ص (‪.)126‬‬ ‫‪ )(30‬الرجع السابق ص (‪.)127‬‬ ‫‪ )(31‬الرجع السابق ص (‪.)127‬‬ ‫‪ )(32‬الرجع السابق ص (‪.)127‬‬ ‫‪ )(33‬الرجع السابق ص (‪.)481‬‬ ‫‪ )(34‬الرجع السابق ص (‪.)127‬‬ ‫‪ )(35‬الرجع السابق ص (‪.)503‬‬ ‫‪24‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وتب سيط ال سائل فل يس في ها إطناب م ل‪ ،‬ول اخت صار م ل‪ ،‬يعت ن باللب دون الق شر وبالو هر دون‬ ‫الظهر ولذا صارت مؤلفاتـه مقدمة على غيها واعتن بـها الناس أيا عناية‪ ،‬ومن أبرزها‪:‬‬ ‫‪ o‬في علم الحديث‪:‬‬ ‫‪" )1‬شرح مسند المام الربـيع بن حبـيب الفراهيدي" رحه ال تعال ف ثلثة ملدات (طبع)‪.‬‬ ‫‪ o‬في علم العقيدة‪:‬‬ ‫‪" )1‬مشارق أنوار العقول" و هو أ هم كتب الش يخ ف هذا الجال و هو شرح مو سع لنظومت ـه "أنوار‬ ‫العقول" و قد أث ن على هذا الكتاب عال الباض ية الزائري الق طب م مد بن يو سف اطف يش عند ما‬ ‫وقف عليه(‪ )36‬طبع ف ملدين‪.‬‬ ‫‪ )2‬منظومة "أنوار العقول" وهي أرجوزة صنفها ف علم العقيدة بلغت (‪ )317‬بـيتا‪.‬‬ ‫‪" )3‬بـهجة النوار" كتابنا هذا‪.‬‬ ‫‪" )4‬روض البـيان على فيض النان" شرح فيه منظومة رفيق عمره الشيخ سعيد بن حد الراشدي‬ ‫"ف يض النان ف الرد على من ادّ عى قدم القرآن" ال ت بل غت ( ‪ )106‬ب ـيتا‪ ،‬وشرح ها شر حا بدي عا‬ ‫(طبع)‪.‬‬ ‫‪" )5‬كشف القيقة" أرجوزة ف الدفاع عن مذهب الباضية ونقض تقولت خصومهم وبـيان خطأ‬ ‫العتراضات عليهم‪ .‬وقام بشرحها الشيخ سال بن حود السيابـي رحه ال تعال ‪.‬‬ ‫‪" )6‬غاية الراد ف العتقاد" منظومة أخرى تنتـهي برف اللم مطلعها‪:‬‬ ‫مـا شاءهـا وبل مِثـل هنـاك خـل"‬ ‫"المـد ل منشـئ الكائنـات على‬ ‫وشرحها العلمة سليمان بن ممد الكندي (ت ‪1337‬هـ) طبع بوزارة التراث العمانية‪ ،‬ولا شرح‬ ‫آ خر ل سماحة الش يخ أح د بن ح د الليلي مف ت عمان و هو ف أوراق مطبو عة بالا سوب‪ ،‬ل ين شر‬ ‫تاريا بعد‪.‬‬ ‫‪" )7‬رسالة ف التوحيد" ل تزيد عن أربع ورقات كتبـها تلبـية لطلب رفيقه الشيخ سعيد بن حد‬ ‫الراشدي اهتم فيها ببحثي الليات والنبوات باياز ‪...‬‬ ‫‪ o‬في أصول الفقه‪:‬‬ ‫‪" )1‬طلعة الشمس" شرح بـه منظومتـه "شس الصول" ف هذا العلم الليل‪ ،‬ت طبعه ف ملدين‬ ‫ب صر ث صورتـه وزارة التراث العمان ية‪ ،‬وو ضع بواش يه كتاب "ب ـهجة النوار" ف الجلد الول‪.‬‬ ‫وكتاب "الِجج القنعة ف أحكام صلة المعة" ف الجلد الثان‪.‬‬ ‫‪ )(36‬الرجع السابق ص (‪.)128‬‬ ‫‪25‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪")2‬الجة الواضحة ف الرد على التلفيقات الفاضحة" رد فيها على من ادّعى العلم وتعاطى منـزلة‬ ‫الجتـهاد من أهل زمانـه‪ .‬ل ينشر‪.‬‬ ‫‪ o‬في علم الفقه‪:‬‬ ‫‪" )1‬معارج المال على مدارج الكمال" وهو أوسع كتاب فقهي خلّفه الشيخ وهو شرح لكتابـه‬ ‫النظمي "مدارج الكمال" بـيد أنـه ل يتم حيث عاجلتـه النية قبل ذلك‪ ،‬يقع ف ثان قطع مطوطة‬ ‫وقد طبعتـه وزارة التراث ف (‪ )18‬ملدا‪.‬‬ ‫‪" )2‬مدارج الكمال بنظم متصر الصال" وهو كتاب نظمي على بر الرجز يزيد على اللفي بـيت‬ ‫نَظَم ف يه كتاب العل مة اليم ن أ بو ا سحاق ابراه يم بن ق يس بن سليمان الضر مي البا ضي ال سمى‬ ‫"متصر الصال ـ ط" ّت طبْع "الدارج" أيضا بوزارة التراث‪.‬‬ ‫‪" )3‬جوهر النظام" وهو أرجوزة جامعة لكثي من البواب الشرعية وقد طبع هذا الكتاب قديا ف مصر‬ ‫ص ّورَت تلك الطبعة مرارا ث أعيد طبعه‬ ‫مع تعليقات قيمة للشيخ ابراهيم اطفيش أبو اسحاق الزائري و ُ‬ ‫مؤخرا مع تعليقات الشيخ الذكور بالضافة إل تعليقات للشيخ الفقيد ابراهيم بن سعيد العبي ‪ ،‬ف‬ ‫ملدين‪.‬‬ ‫‪" )4‬جوابات الشيخ السالي" حيث كان يعتن با يرد إليه من أسئلة فيأمر بتدوين السؤال والواب‬ ‫والبحوث الصغية والرسائل ف كتاب خاص وقد جع بعضها الشيخ سال بن حد الارثي وأطلق على‬ ‫ما ج عه "الع قد الثم ي ‪ ..‬ناذج من فتاوى نور الد ين" وط بع ف (‪ )4‬أجزاء ب صر ث قا مت مكت بة‬ ‫الضامري ـ السيب‪ .‬بتصويرها‪ ،‬غي أنـها ل تشكّل الجموعة الصلية‪ .‬هذا وقد نشرت الجموعة‬ ‫الكاملة مؤخرا ف سبعة أجزاء مرتبة على البواب العهودة‪.‬‬ ‫‪" )5‬حل الشكلت" وهو ملد عبارة عن أجوبة لسئلة كتبـها تلميذه الزاهد أبوزيد عبدال بن ممد‬ ‫الريامي وقد طبع ف وزارة التراث العمانية‪.‬‬ ‫‪" )6‬ايضاح البـيان ف أحكام نكاح الصبـيان" يبحث فيه قضية زواج البالغ بالصبـية أو العكس أو‬ ‫زواج الصبـي بالصبـية‪ .‬ويكشف رأي فقهاء الباضية ف هذه السألة وقد نشر مؤخرا‪.‬‬ ‫‪" )7‬الجج القنعة ف أحكام صلة المعة" وقد طبع بـهامش كتابـه "طلعة الشمس" التقدم‪.‬‬ ‫‪" )8‬تلق ي ال صبـيان" و هو كتاب مت صر ك ما يت ضح من عنوان ـه مو جه إل شري ة كب ـية من‬ ‫الجت مع أل و هم صغار ال سن والعوام‪ .‬و قد ط بع هذا الكتاب البارك مرارا وتكرارا لشدة الطلب عل يه‬ ‫رغم صغر حجمه وهو منتشر ف الكتبات‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪" )9‬طريق السداد إل علم الرشاد" شرح لنظومة رفيق عمره الشيخ سعيد بن حد الراشدي ف أحكام‬ ‫الهاد السماة "علم الرشاد ـ ط" فعلق عليها الشيخ شرحا يكشف مدراتـها ‪ .‬ل يكمل ول ينشر‬ ‫بعد‪.‬‬ ‫‪ )10‬رسالة "بـيان الدلة على ناسة الدم السفوح" تكلم فيها عن هذه القضية بتحليل الفقيه الناقد‬ ‫مع اللام بأطراف القضية وكشف ما يتعلق بكم الدم السفوح من حيث ناستـه طبع مؤخرا‪.‬‬ ‫‪ o‬في التاريخ‪:‬‬ ‫‪" )1‬تفة العيان ف سية أهل عمان" وهو خدمة جليلة أسداها الشيخ لبلده الت ل يظهر لا تاريخ‬ ‫يضارع ما كتبـه ف هذا الكتاب فما يوجد من كتب التاريخ الت نشرت ل يستوعب التاريخ الافل‬ ‫بالحداث لذه البلد‪ ،‬وكتابـه هذا أهم مصدر لي باحث عن عمان وما يتعلق بـها‪ ،‬فقام بتسجيل‬ ‫تاري ه هذا لي سد خلل وثغرة مه مة‪ .‬و قد ن شر هذا الكتاب الق يم ف جزئ ي ب صر ح يث اعت ن بنشره‬ ‫والتعليق عليه الشيخ أبو اسحاق الزائري رحه ال تعال نـزيل القاهرة‪ ،‬ث صورت تلك الطبعة مرارا‪.‬‬ ‫‪" )2‬الق اللي ف سية الشيخ صال بن علي رحه ال تعال " كتبـه عرفانا بالميل لشيخه الفضال الذي‬ ‫أوله رعايتـه وضمه إل كنفه فاستفاد منـه وأفاد‪ .‬طبع أيضا‪.‬‬ ‫‪ o‬في اللغة والدب‪:‬‬ ‫‪" )1‬النـهل الصاف ف العروض والقواف" شرح متع على أرجوزتـه ف علم العروض‪ .‬طبعتـه وزارة‬ ‫التراث بعمان‪.‬‬ ‫‪" )2‬شرح بلوغ المل ف الفردات والمل" وهو شرح صنعه على منظومتـه "بلوغ المل" ف مبادئ‬ ‫الل غة و هي أول ما صاغتـه قريت ـه وك تب علي ها الشرح الذكور ب عد ذلك‪ .‬طبعت ـه وزارة التراث‬ ‫بعمان‪.‬‬ ‫‪ " )3‬الوا هب ال سنية على الدرة الب ـهية" شرح على ن ظم "الجروميّة" للعمري طي طبعت ـه وزارة‬ ‫التراث ف جزئي صغار (سلسلة تراثنا)‪.‬‬ ‫‪" )4‬ديوان السالي" فيه مموعة طيبة من قصائده الرائعة‪ .‬وهو ل يزال مطوطا؛ ل ينشر منـه إل بعض‬ ‫القصائد الختارة جُعلت ف نـهاية كتابـه "الق اللي"‪.‬‬ ‫‪ o‬مجالت أخرى‪:‬‬ ‫‪" )1‬بذل الجهود ف مال فة الن صارى واليهود" تكلم ف يه عن التشب ـه بالشرك ي ف الو نة الخية‬ ‫وأضراره على الجتمع‪.‬‬ ‫‪ )2‬رسالة "سواطع البهان" وهي رسالة ف اللباس بعث بـها لهل زنبار ول تنشر حت الن‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪ )3‬قام بتصحيح نسخ مسند الربـيع الفراهيدي وحاول جهده تليصها من التصحيفات الت لقت‬ ‫ب ـه و سجل ف مقدمت ـه تنب ـيهات قيّ مة‪ .‬و هي مطبو عة مع ن سخ ال سند الذكور ـ باختلف‬ ‫طبعاتـه ـ‪.‬‬ ‫‪ )4‬قام بالتعليق على كتاب العلمة القطب الزائري وردّه السمى "ياعقب يا جزائري" ونشر الكتاب‬ ‫مع تعليقات الشيخ السالي ف مصر قديا‪.‬‬ ‫‪ )5‬قام بمع فتاوى وأجوبة شيخه صال بن علي الارثي ف ملد ساه "عي الصال من أجوبة الشيخ‬ ‫الصال" طبع ف دمشق‪ ،‬ث أعيد طبعه ف عمان‪.‬‬ ‫‪ )6‬له رسائل متعددة إل بعض العلماء سواء من الباضية الغاربة أو من علماء بقية الذاهب خصوصا‬ ‫الذين كان يلتقي بـهم ف جوار الرمي وقد تباحث مع جاعة منـهم‪ .‬وهذه الرسائل موجودة ف‬ ‫بعض الجلدات بوزة أحفاده ف مكتبة السالي‪.‬‬ ‫وفاتـه‬ ‫توف رحه ال تعال عندما كان متوجها لقابلة الشيخ ماجد بن سعيد العبي ليفهمه رأيه ف مسألة الوصية‬ ‫بقراءة القرآن على القابر حيث يرى الشيخ أنـها ل تثبت‪" ،‬فكان من قضاء ال وقدره أنـه لا وصل‬ ‫ومن معه من العيان إل قرية بن صبح عند غروب الشمس‪ ،‬عزموا على البـيت بـها‪ ،‬فتوجهوا إل‬ ‫الحلة ال سفلى من ـها‪ ،‬ف صدعه غ صن شجرة أم با(‪ )37‬معتر ضا على الطر يق‪ ،‬و هو على راحلت ـه ول‬ ‫يبصـره لكونــه ضريرا‪ ،‬ول ينبــهه أصـحابـه لمـر أراده ال‪ ،‬فألقاه على ظهره واهـي القوى"(‪.)38‬‬ ‫ا‪.‬هـ وكان مرضه هذا هو الذي مات فيه(‪ )39‬حيث توف بعد العتمة من ليلة ‪ 5‬من شهر ربـيع الول‬ ‫سنة ‪1332‬هـ وعمره ‪ 48‬سنة وبضعة أشهر وُقبِر ف بلدة تنوف تت سفح البل الخضر بعدما‬ ‫‪ )(37‬هي شجرة الانو‪.‬‬ ‫‪ )(38‬الرجع السابق ص (‪.)131‬‬

‫‪ )(39‬قال الشيخ سعيد بن حد الارثي‪" :‬لا سقط الشيخ نور الدين من راحلتـه‪ ،‬وبقي يعال الوت ف بلدة "تنوف" كان‬ ‫يقول‪ :‬سنقسم إن شاء ال مغا ن الند‪ .‬وكان يكرر ها‪ ،‬يقول هذا ح ثا للم سلمي على اقتفاء ال سلف‪ ،‬ول كي تك تب الن ية ف‬ ‫حسناتـه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وجاءه المام يعوده‪ .‬فقال له‪ :‬لِم جئت؟‪ .‬قال‪ :‬عائدا لك‪ .‬قال‪ :‬ار جع فأ نت ف مقام أ صلح للم سلمي من عياد ت‪.‬‬ ‫فرجع ف الال‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وانكسرت رقبتـه فبقي أياما إذا حل على الكتاف هان عليه السهر‪ ،‬وإذا وضع اشتد عليه‪ .‬وذات يوم قال‪ :‬ما هذا‬ ‫اليوم؟‪ .‬قلنا‪ :‬كذا‪ .‬قال‪ :‬بعد غد!‪ .‬ل يزد على هذه الملة‪ ،‬وما عرفنا معناها‪ ،‬فإذا هو يوت بعد غد‪ .‬رحم ال تلك الوصال‬ ‫وأدخلها دار اللد واللل"‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫صلى عليه تلميذه الكبـي أبوزيد عبدال بن ممد بن رزيق الريامي رحه ال تعال‪ ،‬وكان موتـه نكبة ف‬ ‫عمان بأسرها‪ ،‬وف شهر ربـيع الثان توف قطب الئمة عال الديار الزائرية ومتـهد السادة الباضية‬ ‫ف تلك البقاع الشيخ ممد بن يوسف اطفيش رحه ال تعال فكان الطب جلل‪.‬‬ ‫هذا وقد رثى الشيخ السالي طائفة من الشعراء من أهل زمانـه وأبرزهم الشاعر الكبـي العلمة‬ ‫أبومسلم ناصر بن سال الرواحي رحه ال تعال ف قصدتي عصماوتي‪ ،‬نقتبس منـهما البـيات التالية‪:‬‬ ‫قال ف القصيدة الول(‪:)40‬‬ ‫وحياتنــــــــا تعدو إل الضمارِ‬ ‫ريـــــــب النون مقارض العمار‬ ‫ياليتـــــها حذرت مــــن التيار‬ ‫والنفــــس تلهــــو فوق تيار الردى‬ ‫مثــــل القرار على شفيــــ هار‬ ‫قرّت على رنـــق وزخرف باطـــل‬ ‫ث قال‪:‬‬ ‫وتركـــت أمتنـــا بغيـــ خيار‬ ‫ـــا‬ ‫ـــرعة الوت انتقرت خيارنـ‬ ‫ياصـ‬ ‫ـاري‬ ‫ـل فيــه السـ‬ ‫غشــي الظلم وضـ‬ ‫ناهيــــك مــــن اطفاء أنوار الدى‬ ‫فالديــــن ل يبقــــى بل أحبار‬ ‫ناهيـــك مـــن اعدام أحبار التقـــى‬ ‫ســور لديــن الصــطفى وســواري‬ ‫ـهم‬ ‫ـص الس ـّراة فانــ‬ ‫ـن قعـ‬ ‫ـك مـ‬ ‫ناهيـ‬ ‫ــــــم الكرام ول حاة الار‬ ‫رسـ‬ ‫ناهيــك مــن هلك الكرام فمــا بقــي‬ ‫كانوا خلئف ســـــــنة الختار‬ ‫ويله أوحشـــت الديار مـــن الل‬ ‫قدرتـــــها وترا مــــن الوتار‬ ‫أو كلمـــا نمـــت فضيلة ســـيد‬ ‫والعلم والبدال والخيار‬ ‫أســـرعت فـــ الغواث والقطاب‬ ‫نـــزح القطيــ وجــف روض الدار‬ ‫مهل فمـــا أبقيـــت ثـــ بقيـــة‬ ‫فالوـــــــ خاو والديار عواري‬ ‫مازلت تعتقريـــن كـــل أعزتـــ‬ ‫ويله مــن شهبـــي ومــن أقماري‬ ‫ــم‬ ‫ــب الفضائل كلهـ‬ ‫ــ شهـ‬ ‫أفقدتنـ‬ ‫ث قال‪:‬‬ ‫ــــلماء طرا كعبـــة الســـرار‬ ‫العال القطـــب الجدد عمدة العــــ‬ ‫رفــــع النار ولت حيــــ منار‬ ‫ليــث العارك مربــع الفضــل الذي‬ ‫أبـــي الضيــم مولنــا عزيــز الار‬ ‫‪ )(40‬ديوان أبـي مسلم ـ للعلمة أبومسلم نا صر بن سال الروا حي العمان ـ ن ـزيل زنبار ـ ص (‪ 399‬ـ ‪)406‬‬ ‫الطبعة الت قدم لا عبدالرحن الزندار‪ ،‬وديوان أبـي مسلم رحه ال أفضل دواوين الشعر بل منازع‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫معـــز الديـــن ســـيف اللة البتار‬ ‫ـــــمال فــــ القبال والدبار‬ ‫ــف الذكـر طود الجـد بدر السـاري‬ ‫والليــــــل داج والذئاب ضواري‬ ‫غادرت مـــن هول ومـــن اذعار‬ ‫ـــفار‬ ‫ـــا هجرة طالت على السـ‬ ‫يـ‬ ‫ارجــع فديتــك يــا غريــب الدار‬ ‫فالعـــز تتـــ عزائم النصـــار‬ ‫ارحــم يتيمــك وهــو ديــن الباري‬ ‫والعســــال والقلم والســــفار‬ ‫بوار ربــــــــك جية الشرار‬

‫ــــا‬ ‫ــــيطة معلم الدنيـ‬ ‫غوث البسـ‬ ‫حامــي حىــ الســلم حجتـــه‬ ‫برــ العارف والكمال مســدد العـــ‬ ‫الســالي أبـــي ممــد النيـــ‬ ‫ــة‬ ‫ــلها العراك مروعـ‬ ‫ــي وترسـ‬ ‫تضـ‬ ‫مهل هام الســــتقامة مــــا الذي‬ ‫ــت فهجرتـــها‬ ‫قوّمتـــها فتقوّمـ‬ ‫ارجــع إليهــا حيــث قــل حاتـــها‬ ‫ارجــع إل الســلم تمــ نصــره‬ ‫ارجــــع فإن الســــتقامة أرملت‬ ‫ـيف‬ ‫ـع السـ‬ ‫ـف دمـ‬ ‫ـد كيـ‬ ‫ـع تشاهـ‬ ‫ارجـ‬ ‫ارجــع ومــا ظنــ بأنــك مشتــر‬ ‫ث يقول‪:‬‬ ‫هيهات يــا أســفاه ل رجعــى وقــد‬ ‫ــحابـها‬ ‫ــد صـ‬ ‫ــلون بالثار بعـ‬ ‫يسـ‬ ‫يـا "طلعـة الشمـس" اسـتري عنـا الضيـا‬ ‫ـى‬ ‫ـب الصـ‬ ‫ـي وكان ل صـ‬ ‫ـت النصـ‬ ‫كنـ‬ ‫أقدرت ل جلدا يقاوم نكبتـــــــ‬ ‫ناهيــك مــن جلدي يقينــ بالرضــا‬ ‫ــان العزا‬ ‫ــش إحسـ‬ ‫ــت برد العيـ‬ ‫فرأيـ‬ ‫……ال القصيدة‬ ‫وقال ف القصيدة الثانية(‪:)41‬‬ ‫نكســـي العلم يـــا خيـــ اللل‬ ‫وانتثــر يــا دمــع أجفان التقــى‬ ‫وانفطــر يــا قلب واســتقص الســى‬ ‫ث يقول‪:‬‬

‫جثمــت عليــك صــحائف الحجار‬ ‫ومثار حزنــــ فيــــك بالثار‬ ‫وخذي الداد "مشارق النوار"‬ ‫فأصـبت فـ صـبي وفـ أنصـاري‬ ‫فاليوم ل جلدي ول أقداري‬ ‫والســــخط فــــ أن القدر جار‬ ‫والطمنانــة تتــ حكــم الباري‬

‫رُزئ الســـلم بالطْـــب الل ْل‬ ‫قــد أصــيب العلم واغتيــل العملْ‬ ‫ــس انبتلْ‬ ‫ــن بالمـ‬ ‫ــل الديـ‬ ‫إن حبـ‬

‫‪ )(41‬الرجع السابق ص (‪ 406‬ـ ‪ )411‬تصرف بالذف‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫بـــل جيـــع العلم أودى والعملْ‬ ‫غارة شعواء مـــا عنــــها حِولْ‬ ‫والســموات ومــا فيهــا اســتقل‬ ‫ل ول دافعهـــا وقـــع الســـل‬ ‫فتيــة وهــو على الكون اشتمــل‬ ‫ــزل‬ ‫ــب نــ‬ ‫ــ القـ‬ ‫أترى العال فـ‬

‫يارجال العلم أودى قطبكــــــــم‬ ‫فتكـــت بالســـالي الرتضـــى‬ ‫فتكـــة أورثـــت الرض البكـــا‬ ‫فتكــة ل يمــ منـــها جيشــه‬ ‫عجبــــا مــــن نعشــــه تمله‬ ‫جعــــ العال فــــ حيزومــــه‬ ‫ث قال‪:‬‬ ‫مــا حيــد العيــش مــن بعدك فــ‬ ‫والبكاء الرــــ ل يشفــــي الوى‬ ‫مـــــا فقدناك هامـــــا مفردا‬ ‫ـــ‬ ‫ـــك فـ‬ ‫ـــا فقدناك وعرفانـ‬ ‫مـ‬ ‫ســـــيد العرفان دهري مأتـــــ‬ ‫أخرس الول لســـان فـــ الرثـــا‬ ‫مــا هنئت العيــش مــذ فارقتـــه‬ ‫مـــا هناء الؤمـــن القـــ على‬ ‫أنـــــا ل أعلم رزءً فادحـــــا‬ ‫يرفـــــع العلم بوت العلمـــــا‬ ‫أكرم ال بـــــــه أمتنــــــا‬ ‫يــا لاــ مــن رحلة مــا تركــت‬ ‫يــا لاــ مــن رحلة صــحّت بـــها‬ ‫ــن العزا‬ ‫ــم حسـ‬ ‫ــ لكـ‬ ‫ــة اليـ‬ ‫أمـ‬

‫هذه الدنيا وما معن الذل‬ ‫لو طفقت الدهر أستمري القل‬ ‫بل فقدنا الي ف كل مل‬ ‫صفحات الكون ضوء يشتعل‬ ‫فيك ما أشرق نم أو أفل‬ ‫ولسان حَدّهُ يَفري البل‬ ‫وهنيئا لك عيشا ل ُيثَل‬ ‫صدعة الدين وما برد الغلل‬ ‫كمصاب الدين أو نقص الكمل‬ ‫وارتفاع العلم هُلك وخَبل‬ ‫برهة ث دعاه فرحل‬ ‫خلفها من كرم إل انتقل‬ ‫غربة السلم ف أزكى مل‬ ‫إنـها داهية ُأمّ الغِيَل‬

‫‪31‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫فصل‬ ‫فيما يتعلق بالكتاب‬ ‫نسبتـه وأهميتـه‬ ‫يتضح ببوز من الصفحة الول ف كلت الخطوطتي عنوان هذا الكتاب حيث شاء مصنفه أن‬ ‫يسميه (بـهجة النوار) وقد صرح الشيخ بنفسه بـهذه التسمية حي يقول ف مقدمتـه ـ كما‬ ‫سيأت ـ ‪" :‬وقد كنت شرحتـها شرحا متصرا‪ ،‬على معان أبـياتـها مقتصرا‪ ،‬ث إن زدت على‬ ‫نظمها زيادات‪ ،‬وألقتـه جلة أبـيات‪ ،‬فرجعت إل ذلك الشرح فنقّحتـه وإل هذا الزيد‬ ‫فشرحتـه‪ ،‬فهاك نظما مررا وشرحا مهذبا متصرا سيتـه (بـهجة النوار) جعله ال ل ذخرا ف دار‬ ‫القرار‪ ،‬وهو حسبـي ونعم الوكيل"‪ .‬وهو الذي يعنيه ف مقدمة كتابـه "مشارق أنوار العقول" حي‬ ‫يقول (‪.." :)1/47‬وقد أجرى النّان على لسان منظومة منطوية ف ذلك الفنّ على أجلّ العان‪ .‬سالكة‬ ‫طريقة الوسط‪ ،‬وقد كنت ألفت عليها شرحا مطابقا لقتضى حالا‪ ،‬موضحا لشكلها ومفسرا لجالا"‪.‬‬ ‫وكتاب (بـهجة النوار) شرحه الصغي على منظومتـه تلك‬ ‫‪ o‬وقد نسب هذا الكتاب للسالي أيضا ولده الشيخ ممد اللقب بـ"الشيبة" بن العلمة السالي ف‬ ‫كتابـه "نـهضة العيان" ص(‪ )128‬ف جلة مصنفات والده‪.‬‬ ‫ولخلف ف صحة نسبة الكتاب للشيخ السالي ول المد‪.‬‬ ‫ويكن الشارة إل أهية الكتاب ف النقاط التية‪:‬‬ ‫أول‪ :‬أن هذا كتاب مـن ك تب العقيدة ال ت تناولت أكثـر من موضوع في ها بل تناول أكثـر القضايـا‬ ‫العقائدية ما عدا قضية المامة الت أوردها كثي من الصنفي ف أصول الدين على اختلف مذاهبـهم‬ ‫ف كتب ـهم ومؤلفات ـهم‪ ،‬ول عل الش يخ إن ا أغ فل هذا ال مر ف كتاب ـه هذا لتو فر مادت ـه ف بق ية‬ ‫الك تب الخرى‪ ،‬والتعدد ية ف الواض يع ب صورة أقرب لل ستيعاب ي قل وجود ها ف ك تب الباض ية‬ ‫القدامى من أهل عمان إل ف الوسوعات الضخمة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬معالة الصنف ف شرح أبـيات منظومتـه "أنوار العقول" تتسم ف هذا الكتاب بأنـها موجّهة‬ ‫خالية من التشعب وإطالة الَنفَس كما هو الال ف شرحه الكبـي "مشارق أنوار العقول"‪ ،‬وهذه اليزة‬ ‫تصلح للناشئ ف الطلب وللمتوسطي الذين أنـهوا البادئ الولية ف علم العقيدة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬يتسم عرض الصنف ف هذا الكتاب بناقشة أدلة الخالفي وبـيان ما فيها من هفوات كما هو‬ ‫الال ف بقية مصنفاتـه وهذ بده يعطي الكتاب ميزة وقيمة ل توجد ف كتاب يلو من الناقشات أو‬ ‫الذي يهتم بالسرد فقط دون نقاش‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫مخطوطاتـه‬ ‫يسر ل الول سبحانـه وتعال أن أعثر على مطوطتي لذا الكتاب ويكن اعطاء صورة سريعة‬ ‫عنـهما كالتال‪:‬‬ ‫الول‪ :‬مطوطة مكتبة السالي ف "بدية"‪ ،‬وهذه الكتبة تضم نفائس الكتب والخطوطات الت خلفها‬ ‫الشيخ السالي ‪ ..‬والخطوطة تأت ف (‪ )119‬ورقة أي ف حوال (‪ )238‬صفحة من القطع العادي مع‬ ‫سقوط ور قة من ـها ب سبب التمزق الناش يء من قدم ها‪ ،‬و ف كل صفحة (‪ )17‬سطر ف الغالب مع‬ ‫استعمال اللون الحر أحيانا ف بعض الكلمات للتنبـيه عليها‪ ،‬وإبراز السطر الت تكون فيها أبـيات‬ ‫النظومة بط أكب من الط الستعمل ف الشرح‪ ،‬كما يلحظ عليها كثرت الخطاء الملئية وهي من‬ ‫الناسخ دون شك‪ ،‬كما يلحظ وجود تزق ف أطراف بعض الورق الناشئ من القدم‪ ،‬مع انفرادها عن‬ ‫رفيقتـها بفهرس للمنظومة والكتاب معا‪ ،‬كما أن هذه النسخة كتبت ف حياة الصنف يدل على ذلك‬ ‫تأريها إذ كتبت ف سنة ‪1314‬هـ وبـهذا تكون هي النسخة الم لذا الكتاب ورمزت لا بالرف‬ ‫(أ)‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬مطوطة مكتبة السيد الستشار برقم (‪ 154‬ب) وعدد أوراقها يبلغ (‪ )122‬أي أنـها تشكل‬ ‫(‪ )244‬صفحة من القطع العادي وهي كاملة ليس فيها سقط ـ ف الصفحات ـ وف كل صفحة (‬ ‫‪ )15‬سطر ف الغالب‪ ،‬وكتا بة أب ـيات النظو مة والعناو ين باللون الحر وتتميز هذه النسخة بأن ـها‬ ‫أقل أخطاءً من سابقتـها وأكثر اعتناءً بالنسخ من حيث وضوح الكلمات ودقة الكتابة‪ ،‬غي أن هذه‬ ‫النسخة كتبت متأخرة عن الول إذ ت النتـهاء منـها سنة ‪1337‬هـ أي بعد وفاة الصنف بمس‬ ‫سـنوات‪ ،‬وناسـخها هـو زهران بـن خلفان بـن سـرور اليعربــي‪ .‬ثـ أضيـف إل هذه النسـخة أرقام‬ ‫الصفحات بقلم مغاير‪ ،‬ورمزت لذه النسخة بالرمز (ب)‪.‬‬

‫‪ o‬منـهج التحقيق‪:‬‬

‫أما عن النـهج الذي سلكتـه ف تقيق الكتاب فقد اتبعت منـهج (النص النتخب)‪ ،‬حيث أن هذا‬ ‫الن ـهج كف يل باظهار ال نص ب صورتـه ال ت أراد ها الؤلف وذلك لن بق ية الطرق التب عة ل تلو من‬ ‫عيوب‪ ،‬فمثل طري قة اعتماد ن سخة معي نة وجعل ها الن سخة الم لعتبارات من ـها القدم؛ ل ا عيوب ـها‬ ‫مـن حيـث وجود النقـص أو التصـحيفات فـ تلك الخطوطـة واضطرار الحقـق ال تفصـيل تلك‬ ‫الختلفات وتكملة ذلك النقص ف الواشي ما ل يؤدي إل خدمة الت والنص النقول حيث يؤدي‬ ‫إل تكليف القارئ ضبط النص بنفسه وهذا تعقيد ل طائل وراءه‪ .‬أما طريقة النص النتخب فهي أسلم‬ ‫الطرق وأولها بالتباع وذلك أن الحقق يراعي اتام اللل من بقية النسخ الت عنده فيثبتـه ف الت ل‬ ‫‪33‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ف الواشي وعند اختلف العبارات يراعي النسب بالسياق وبراد الصنف ومقتضى مذهبـه وآرائه‬ ‫ال ت عرف ب ـها‪ ،‬ل أن يورد عبارات مطوطة معي نة وإن كانت ل تؤدي الغرض الطلوب‪ ،‬لذا آثرت‬ ‫اتباع هذه الطريقة مع مراعاة أن القدم أول بالثبات مت ما كانت العبارات تؤدي نفس الغرض‪ ،‬كما‬ ‫قمت بترقيم البـيات حيث يفيد مثل هذا العمل ف بعض الحالت أحيانا كما قمت بقابلة بعض‬ ‫الب ـيات وت صحيحها من كتاب "مشارق أنوار العقول" باعتباره الشرح التأ خر وف يه ا صلح لب عض‬ ‫البـيات تد ذلك مبـينا ف الواشي لحقا‪ ،‬هذا مع تريج أحاديث الكتاب وعزو اليات الكرية‬ ‫إل مظانـها ف الكتاب العزيز وبـيان ما يشكل من النص والتعليق على ما ينبغي التعليق عليه‪.‬‬ ‫وهذه بعض الصور من مطوطت الكتاب‪:‬‬

‫‪34‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الصفحات الولى من النسخة (أ)‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الصفحات الخيرة من النسخة‬ ‫(أ)‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الصفحات الولى من النسخة‬ ‫(ب)‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الصفحات الخيرة من النسخة‬ ‫(ب)‬

‫‪38‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫نص‬ ‫الكتاب‬

‫‪39‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫لك ال مد يا من نور عقول نا بالد ين‪ ،‬وط هر قلوب نا من ز يغ اللحد ين‪ ،‬و صفى عقائد نا من‬ ‫ضللت البتدع ي‪ ،‬وخلص أعمال نا من أقاو يل البطل ي‪ ،‬وجعلنا من القوم الاد ين الهتدين‪ ،‬وال صلة‬ ‫والسلم على خي مبعوث رحة للعالي‪ ،‬وعلى آله وصحبـه وعلى تابعيهم إل يوم الدين‪.‬‬ ‫وب عد؛ فهذه منظو مة مَنّ عليّ ب ـها الرح ن النان‪ ،‬ف قوا عد التوح يد وأ صول(‪ )42‬الديان‪،‬‬ ‫سالكة أعلى منـهج ف هذا الشأن‪ ،‬واردة أعذب منـهل يلو الذهان‪ ،‬تنطق بالصدق ف كل نادي‪،‬‬ ‫وتصـدع بالقـ بــي الاضـر والبادي‪ ،‬قريبـة الأخـذ للمتناول‪ ،‬بعيدة الغور عـن اعتراض الجادل‪،‬‬ ‫سيتـها (أنوار العقول)‪ ،‬وما أجدرها با فيها أقول‪:‬‬ ‫ل ولإشراق شســــ أوقمــــر‬ ‫هذه النوار ل نمــــ زهــــر‬ ‫مطلع زانــت بـــه تلك الفكــر‬ ‫فلهــــــــا ألباب أرباب العلى‬ ‫وحوت كـــل مهمـــّ معتـــب‬ ‫ـد نأى‬ ‫ـا قـ‬ ‫ـها مـ‬ ‫ـت ف ـ فنــ‬ ‫قربـ‬ ‫شهدوا وضــــع مبانيهــــا الغرر‬ ‫ليــت أشياخــي الُل قــد ســلفوا‬ ‫وانتخابـــــي لعانيهــــا الدرر‬ ‫ورأوا تنقيحهـــا فـــ جعهـــا‬ ‫ــــم أعلى قدر‬ ‫ــــ عندهـ‬ ‫ولاـ‬ ‫فلهـــم فيهـــا مال واســـع‬ ‫وقد كنت شرحتـها شرحا متصرا‪ ،‬على معان أبـياتـها مقتصرا‪ ،‬ث إن زدت على نظمها‬ ‫زيادات‪ ،‬وألقتــه جلة أبــيات‪ ،‬فرجعـت إل ذلك الشرح فنقّحتــه وإل هذا الزيـد فشرحتــه‪،‬‬ ‫فهاك نظ ما مررا وشر حا مهذ با مت صرا سيتـه (ب ـهجة النوار) جعله ال ل ذخرا ف دار القرار‪،‬‬ ‫وهو حسبـي ونعم الوكيل‪.‬‬ ‫‪ )(42‬سقطت من (ب) كلمة أصول‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫(‪)43‬‬

‫(بسـم الله الرحمـن الرحـيم)‬ ‫(الباء) للستعانـه متعلقة بحذوف مقدم عند النحويي‪ ،‬ومؤخر عند البـيانيي لفائدة القصر‬ ‫والهتمام‪ ،‬وهل ذلك الحذوف اسم أو فعل؟‪ ،‬والق انـه فعل مناسب لغرض البسمل تقديره بسم‬ ‫ال أبتديء أو أُألّف أو نو ذلك‪.‬‬ ‫وإضافة اسم إل ال للبـيان أو للحقيقة أو للستغراق كما ف "الميان"(‪ )44‬وصرح ف "حاشية‬ ‫الشذور" أن الضافة تأت لا تأت عليه ال من العان‪ ،‬و(ال) َعلَ مٌ على الذات الواجب الوجود الستحق‬ ‫لميع الحامد‪.‬‬ ‫(الرحن الرحيم) هل ها اسان من اساء ال؟ أو صفتان ؟ وعلى كل القولي فليسا بِعَلَمَي؛‬ ‫لن كل واحد منـهما كُلّي ينحصر فيه فرد‪ ،‬والعَلَم ليس كذلك‪ ،‬وهل ها ف أوجه العراب صفتان‬ ‫ل ؟ اوبدلن منـه ؟ او عطفا بـيان؟ وجوه‪..‬وهل الرحن أبلغ معنً من الرحيم؟ أو الرحيم أبلغ معن‬ ‫من الرحن؟‪ .‬أو ها مترادفان ف العن؟ كما يعلم من الطولت‪.‬‬ ‫وابتدأ بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز‪ ،‬وعمل با جاء ف الرواية عنـه ‪ » :‬كل أمر ذي بال‬ ‫ليبدؤ فيه ببسم ال فهو أبتر«(‪ ،)45‬وف رواية ›أقطع]‪ ،‬وف رواية ›أجذم]‪ ،‬والعن متحد ف كلها أي‬ ‫منقطـع عـن البكات وإن تـ بناءً ليتـم معنً‪ ،‬وكذلك يكون البتداء بالمدلة بعـد البسـملة اقتداءً‬

‫‪ )(43‬ف (أ) كتب بعد البسملة "رب يسر وأعن ياكري" وهي ساقطة من (ب) ويتمل أن هذه اللفظة من زيادة الناسخ أو‬ ‫أنـها زيدت فيما بعد كما يظهر من تغي الط إل أن يقال أن الصنف كان قد أتى بـها ف أول نظمه لـ"أنوار العقول"‬ ‫وأدرجها هنا‪.‬‬ ‫‪ )(44‬هيميان الزاد (‪ 1/54‬و ‪.)55‬‬

‫‪ )(45‬الديث رواه التاج السبكي بسنده ف "طبقات الشافعية الكبى" (‪ )1/12‬بلفظ‪" :‬ليبدأ فيه ببسم ال الرحن الرحيم‬ ‫فهو أقطع"‪ .‬ورواه عبد القاهر الرهاوي ف "الربعي" كما ف "كنـز العمال" للمتقي الندي برقم [‪ .]2491‬قال السيوطي‬ ‫ف تفسيه "الدر النثور" عند الكلم على البسملة من سورة الفاتة‪" :‬وأخرج الافظ عبد القاهر الرهاوي ف "الربعي" بسند‬ ‫صحيح! عن أبـي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال ‪» :‬كل أمر ذي بال ل يبدأ فيه ببسم ال الرحن الرحيم أقطع«" ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫بالكتاب العزيز؛ فإنـها ف أول الفاتة‪ ،‬وعمل با ف الرواية عنـه ‪ » :‬كل أمر ذي بال ليبدؤ فيه‬ ‫بمد ال والصلة عليّ فهو أقطع أبتر محوق من كل بركة«(‪.)47( )46‬‬ ‫(‪()1‬الحمد لله الذي قــــد أشرقـــــــا‬ ‫في نـهى ذوي التقى)‬

‫شمـــــس الصول‬

‫‪ )(46‬الديث بـهذا اللفظ رواه الليلي ف "الرشاد" ص(‪/ 118‬دار الفكر) عن أبـي هريرة ‪ .‬ومن طريقه التاج السبكي‬ ‫ف "الطبقات الكبى" (‪ )1/15‬ورواه الرهاوي ف "الربعي" كما ف "كنـز العمال" للهندي برقم [‪.]2510‬‬ ‫وجاء بلفظ‪» :‬كل أمر ذي بال ل يبدأ فيه بالمد أقطع«‪ .‬رواه ابن ماجة برقم [‪ ]1894‬والبـيهقي ف "السنن الكبى"‬ ‫(‪ )3/296‬والتاج السبكي ف "الطبقات الكبى" (‪ )1/7‬عن أبـي هريرة ‪ .‬وعند الطبان ف "الكبـي" (‪ )19/72‬من‬ ‫طريق كعب بن مالك ‪.‬‬ ‫وبلفظ‪» :‬بمد ال فهو أقطع« النسائي ف "السنن الكبى" برقم [‪ ]10328‬وهو أيضا ف "عمل اليوم والليلة" له برقم [‬ ‫‪ ]498‬والب ـيهقي ف "ش عب اليان" بر قم [‪ ]4372‬وا بن حبان ف صحيحه بر قم [‪1‬و ‪ /2‬الح سان] والدارقط ن ف‬ ‫سننـه بر قم [‪ ]872‬والليلي ف "الرشاد" ص(‪ )117‬وا بن النجار ف "ذ يل تار يخ بغداد" (‪ 19/218‬مع التار يخ) من‬ ‫طريق أبـي هريرة ‪.‬‬ ‫كما جاء بلفظ‪» :‬كل كلم ل يبدأ فيه بالمد ل فهو أجذم« رواه أبو داود ف سننـه برقم [‪ ]4840‬من طريق أبـي‬ ‫هريرة وحسنـه النووي ف "رياض الصالي" ـ عند كتاب‪ :‬حد ال تعال وشكره ـ ورواه أيضا ابن أبـي شيبة ف‬ ‫"ال صنف" بر قم [‪ ]26674‬بل فظ (أق طع) وكذا الليلي ف "الرشاد" ص(‪ )381‬و من طري قه التاج ال سبكي ف "الطبقات‬ ‫الكبى" (‪ )1/12‬و (‪ )1/15‬عن أبـي هريرة ‪.‬‬ ‫وبلفظ‪» :‬كل كلم ل يبدأ ف أوله بذكر ال فهو أبتر« النسائي ف "السنن الكبى" برقم [‪ ]10331‬ومثله ف "عمل اليوم‬ ‫والليلة" له برقم [‪ ]501‬وهو ف هذين الوضعي من مراسيل الزهري وهي بنـزلة الريح عند يي القطان‪.‬‬ ‫وجاء بلفظ‪» :‬كل كلم أو أمر ذي بال ل يفتح بذكر ال عزوجل فهو أبتر ـ أو قال‪ :‬أقطع« هكذا ف مسند المام أحد‬ ‫(‪ 2/359‬القدي ة) و(‪ 2/477‬بر قم ‪ /8733‬الك تب العلم ية)‪ .‬و من طري قه التاج ال سبكي ف "الطبقات" (‪ )1/16‬ورواه‬ ‫أيضا الدارقطن ف سننـه برقم [‪ ]873‬عن أبـي هريرة ‪.‬‬ ‫وجاء بل فظ‪ » :‬كل كلم ليذ كر ال ف يه فيبدأ ب ـه وي صلى علي ف يه ف هو أق طع أك تع محوق من كل بر كة«‪ .‬رواه أ بو‬ ‫ال سي أح د بن م مد بن ميمون ف "فضائل علي" عن أب ـي هريرة ك ما ف "كن ـز العمال" للمت قي الندي بر قم [‬ ‫‪.]6463‬‬ ‫وقد أطال الكلم عن الروايتي ـ اللتي ذكرها الصنف هنا ـ التاج السبكي ف "طبقات الشافعية الكبى" ( ‪ 1/5‬ـ ‪24‬‬ ‫تق يق اللو والطنا حي) فليطال عه من أراد التو سع ف طرق الد يث وأ سانيده‪ .‬قال الا فظ ا بن ح جر ف "ف تح الباري" (‬ ‫‪/ 8/278‬الكتب العلمية) بعد نقله لكلم النووي عن روايات هذا الديث‪" :‬والديث الذي أشار إليه أخرجه أبو عوانة ف‬ ‫صحيحه و صححه ا بن حبان أي ضا و ف سنده مقال‪ ،‬وعلى تقد ير صحتـه فالروا ية الشهورة ف يه بل فظ (ح د ال) و ما عدا‬ ‫ذلك من اللفاظ ال ت ذكر ها النووي وردت ف ب عض طرق الد يث بأ سانيد واه ية"‪ .‬وأن ظر أي ضا كلم الشوكان ف "ن يل‬ ‫‪42‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫قال اللوي(‪" :)48‬المـد هو الثناء بغيـ الادث الطبوع"‪ .‬فدخـل فيـه الثناء على ال بصـفاتـه القديةـ‬ ‫فإنـه من أجل الحامد‪ ،‬وبـهذا يعترض على غي هذا التعريف من التعاريف فإنـها ترج هذا المد‬ ‫وإن كان قد أجيب عن ذلك بتع سفات ف بعضها سوء أدب مع الر بّ تعال وليس هذا مل ب سطه‪.‬‬ ‫وخرج عن الثناء و صف من هو ف الدرك ال سفل من النار ب ا(‪ )49‬تضمن ـه ذق انـك أنـت‬ ‫العزيـز الكــريم الدخان ‪ 49 :‬فإن ـه ل يس بثناء بل تنق يص له و سخرية‪ .‬والش كر ف عل ين بئ عن‬ ‫تعظ يم الن عم ب سبب النعام وق يل ل بد أن يكون النعام على الشا كر فعُلم أن ب ـينـهما عمو ما من‬ ‫وجه‪.‬‬ ‫و(ال) ف ال مد إ ما للع هد والعهود حينئذ ال مد القد ي‪ ،‬وإ ما للج نس و هو مذ هب الزمشري(‪ )50‬ف‬ ‫"كشافه" وعليه فجائز تارة ومتنع أخرى على حسب الحتمالت كما ف "الميان"‪.‬‬ ‫وإما للستغراق فيكون العن كل فرد من أفراد المد ل ‪ -‬وهو الق ‪ -‬وعليه اعتمد القطب(‪ )51‬ف‬ ‫"الميان" ويؤيده قوله تعال‪ :‬وما بكم من نعمة فمن الله النحل ‪ 53 :‬وينصره ما حكى‬ ‫الوطار" (‪1/14‬و ‪ )15‬و (‪ )3/300‬و كلم الناوي ف "فيض القدير" (‪5/13‬و ‪.)14‬‬ ‫‪ )(47‬ف (ب) زيادة ‪:‬وهذه النظومة فقال شعرا‪.‬‬ ‫‪ )(48‬أحد بن عبد الفتاح بن يوسف الجيي اللوي أبو العباس شهاب الدين‪ ،‬الزهري شافعي الذهب‪ ،‬ولد ف القاهرة سنة‬ ‫‪1088‬هـ وتوف بـها عام ‪1181‬هـ وصفه البت بأنـه‪ :‬إمام وقتـه ف حل الشكلت‪ ،‬العول عليه ف العقولت‬ ‫والنقولت‪ .‬له ت صانيف كثية من ـها "شرحان ل ت ال سلم" ف الن طق كب ـي و صغي‪ ،‬و"شرح عقيدة الغمري" و "من ـهل‬ ‫التحقيق ف مسألة الغرانيق" و "عقد الدرر البـهية ف شرح الرسالة السمرقندية" وغيها‪( .‬العلم ‪.)1/152‬‬ ‫‪ )(49‬ف (ب) ‪ :‬لا‪.‬‬

‫‪ )(50‬تأت ترجتـه عند التعليق على البـيت رقم (‪.)143‬‬ ‫‪ )(51‬هو العلمة الغربـي ممد بن يوسف اطفيش أحد كبار علماء الباضية ف الزائر نابغة زمانـه كان حريصا على العلم‬ ‫ف صغره ول ا بلغ سن الام سة عشرة من عمره جلس للتدر يس ف حلقات العلم يقول ال ستاذ الرا حل عدون جهلن ف‬ ‫كتابـه "الفكر السياسي" ص (‪" :)105‬وحي بلغ العشرين كان أكب عال ف وادي ميزاب ـ النطقة الت يقطنـها إباضية‬ ‫الزائر ـ ففتح دارا للتعليم وعكف على التأليف وشر للصلح الجتماعي والسي بالنـهضة الديثة‪ ،‬وليس هذا بالمر‬ ‫الي على مفكر أعزل نشأ ف وطن عظمت فيه الحن وانعدمت وسائل الراحة وقلّت مذكيات الواهب بل عاش ف وسط‬ ‫كثي الفت اشتدت فيه وطأة الضطهاد للعلماء العاملي ‪ "..‬انتـهى وما بـي الشرطتي من للتوضيح‪ .‬وأزيد هنا بأن هذا‬ ‫العال كان له دور كبـي ف النضال ضد الفرنسيي وكان السلطان العثمان عبد الميد الثان من يله ويترمه وكذا سلطي‬ ‫عمان ف تلك الفترة وتوف سنة ‪1332‬هـ وله من الؤلفات ما يشار إليه بالبنان عند الباضية كـ"شرح النيل" ف الفقه‬ ‫القارن طبع ف ‪17‬ج "وهيميان الزاد" ف التفسي طبع ف ‪15‬ج و"تيسي التفسي" ف التفسي أيضا طبع ف ‪15‬ج و"شرح‬ ‫لمية الفعال" ف فن التصريف طبع ف ‪3‬ج و "شرح لشرح متصر العدل والنصاف للشماخي" ف أصول الفقه بلغ ‪6‬ج ‪-‬‬ ‫ل يطبع للسف ‪ -‬وغيها كثي‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫اللوي ف حاشيت ـه م ا وجده مكتوبا ب ط شي خه‪" :‬قال المام الف خر(‪ :)52‬ال مد معرفا ليقال إل ف‬ ‫حق ال عز وجل ول يوز أن يقال المد لزيد‪ .‬قاله سيبويه"‪.‬‬ ‫واللم ف (ل) للختصاص وينصره تقدي الار والجرور ف سورة التغابن وذلك [عند](‪ )53‬قوله تعال‬ ‫صيّر ال صول‬ ‫له الملك وله الحمـد التغابـن ‪ 1 :‬و(أشر قا‪..‬ال) المزة لل صيورة فكان الع ن َ‬ ‫الت هي كالشمس ف الهتداء بـها مشرقةً؛ فإن قلتَ‪ :‬قد جعلت الشمس من باب الشبـه بـه فل مَ‬ ‫ل تعلهـا مـن باب السـتعارة؟‪ .‬قلت‪ :‬ليصـح أن يكون مـن باب السـتعارة إل حيـث يطوى ذكـر‬ ‫الشبـه أصلً وهو هنا مذكور وهوالصول‪ ،‬والضافة بـينـهما من باب اضافة الشبـه بـه ال‬ ‫الشبـه‪.‬‬ ‫و(ال صول) ج ع أ صل و هو ما عُرف ح كم غيه ب ـه‪ .‬و(الن ـهى) ج ع ن ـهيَة و هي(‪ )54‬الع قل‪،‬‬ ‫و(التّقى) اسم بعن التقوى و هو(‪ )55‬الزهد عن الحارم والسارعة إل تأدية اللوازم؛ وف يه اشارة إل أن‬ ‫العلم النافـع ليعطـى لغيـ التقـي لن وعاء العلم الورع؛ وفـ البـ‪» :‬يلهمـه ال السـعداء ويرمـه‬ ‫(‪)56‬‬ ‫الشقياء«‬ ‫وكلمة الق طب هي الل قب الذي اشت ـهر ب ـه‪ ،‬ول يعن الباض ية ب ـهذا اللقب العن الذي فسر ب ـه الصوفية لصطلح‬ ‫الق طب عند هم‪ ،‬فالق طب هو الذي تدور عل يه الشياء قال ف "متار ال صحاح" ص (‪" :)541‬وق طب القوم سيدهم الذي‬ ‫يدور عليه أمرهم‪ ،‬وصاحب اليش قطب رحى الرب" ا‪.‬هـ‪ .‬وإنا لقبوه بـهذا للمنـزلة الت بلغها من العلم حت صار‬ ‫مدار الفتوى عليه ف ذلك الوقت‪ ،‬قال ابن دريد ف مقصورتـه‪:‬‬ ‫للحرب فاعلــم أنن قطــب الرحى‬ ‫فـإن سعت بـرحى منصــوبة‬ ‫أ ما ع ند ال صوفية فلهذا ال سم تف سي خاص ب ـهم فترى الناوي ي صفه ف "التوق يف على مهمّات التعار يف" ص (‪)586‬‬ ‫بقوله‪" :‬القطب‪ :‬وقد يُسمى غوثا؛ باعتبار التجاء اللهوف إليه‪ ،‬عبارة عن الواحد الذي هو موضع نظر ال تعال ف كل زمان‬ ‫أعطاه الطلسم العظم من لدنـه‪ ،‬وهو يسري ف الكون وأعيانـه الباطنة والظاهرة سريان الروح ف السد‪ ،‬بـيده قسطاس‬ ‫الفيض العمّ‪ ،‬وزنـه يتبع علمه‪ ،‬وعلمه يتبع علم الق‪ ،‬وعلم الق يتبع الاهيات الغي معولة‪ ،‬فهو يُفيض روح الياة على‬ ‫الكون العلى والسفل‪ ،‬وهو قلب إسرافيل من حيث حصتـه اللكية الاملة مادة الياة والحساس ل من حيث إنسانيتـه‪،‬‬ ‫وحكم جبيل فيه كحكم النفس الناطقة ف النشأة النسانية‪ ،‬وحكم ميكائيل فيه كحكم القوة الاذبة فيها‪ ،‬وحكم عزرائيل‬ ‫ف يه كح كم القوة الداف عة في ها"‪ .‬انت ـهى بن صه وف يه مغالة وانراف فتب ـي الفرق ول تلط ب ـي مراد الباض ية وتف سي‬ ‫الصوفية‪.‬‬ ‫‪ )(52‬تأت ترجتـه عند البـيت رقم (‪.)125‬‬ ‫‪ )(53‬زيادة من للسياق‪.‬‬ ‫‪ )(54‬ف (ب)‪ :‬وهو ‪.‬‬ ‫‪ )(55‬ف (أ)‪ :‬وهي‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وف قوله (شس الصول) براعة الستـهلل؛ وهي أن يعل التكلم ف أول كلمه اشارة إل مقصوده‪،‬‬ ‫وأحسنـها مايكون على وجه التورية‪.‬‬ ‫وجـــانبوا بســــرها‬

‫(‪()2‬فأبصـــــــروا بنورهــــــا المسالكـــا‬ ‫المهــــالــكا)‬ ‫قوله‪( :‬فأب صروا) الراد بالب صية لبالب صر‪ ،‬والباء ف قوله‪( :‬بنور ها) لل سببـية أوللم صاحبة‪ ،‬و(الاء)‬ ‫منـه عائدة إل الصول ل إل الشمس كما قد يُتَوَهّم‪ ،‬و(السالك) جع مسلك وهو مكان السلوك‪،‬‬ ‫و(جانبوا) فا عل من الجانبة و هي الباعدة؛ فإن قل تَ‪ :‬ل أت يت بفَا َعلَ ف هذا القام مع أن ـه موضوع‬ ‫للمفاعلة غالبا ول تأت بافت عل مع أن ـه موضوع للتج نب والتاذ ونوه ا؟ قل تُ‪ :‬التيان بفَا َعلَ ف‬ ‫هذا الوضع أول من التعبـي بـافتعل لكونـه أبلغ معنً وأنح فائدةً وأوف بتأدية القصود؛ أل ترى‬ ‫أن العن حينئذ كأن الهالك جانبتـهم بنفسها بسبب ذلك السر الذي أودع ف الصول فلم تتعرض‬ ‫لم أصل وبـهذا يظهر لك القصود و(الهالك) جع مهلك وهو موضع اللك‪.‬‬ ‫فــي حضـــرة‬

‫(‪()3‬حتى استــووا على بسـاط القــــرب‬ ‫قدسيــــة فى القرب)‬ ‫(‪)57‬‬ ‫(السـتواء) هـو العتدال‪ ،‬و (بسـاط القرب) عبارة عـن كون الوصـول إل خيـ مأمول إل مقام‬ ‫الشاهدة ودرجة الكاشفة‪ ،‬وتقرب العبد إل موله امتثاله لمره وزجره‪ ،‬وتقريب ال لعبده توفيقه اياه‬ ‫لطاعتـه واعانتـه له وتليصه له من كثيف الغيار‪ ،‬و (الضرة) عبارة عن دائرة الكمال‪.‬‬ ‫قال الدمنـهوري(‪" :)58‬الراد بالضرة ـ ويعب عنـها بضرة القدس وهي الالة الت اذا وصل اليها‬ ‫السـالك سـي عارفا وواصـلً ــ أن يكون فـ حالة ليرى فيهـا ال الول سـبحانـه وتعال"‪ .‬والراد‬ ‫‪ )(56‬مقطـع مـن خـب موقوف مـن كلم معاذ بـن جبـل أوله‪" :‬تعلموا العلم فإن تعلمـه ل تعال خشيـة وطلبــه عبادة‬ ‫ومذاكرتـه تسبـيح والبحث عنـه جهاد وتعليمه لن ل يعلمه صدقة ‪...‬ال" رواه أبو نعيم الصفهان ف "حلية الولياء" (‬ ‫‪ 1/302‬برقم ‪ 809‬ـ دار الكتب العلمية) وعزاه الشيخ أبو ستـه ممد بن عمر ف "حاشية الترتيب" ( ‪ )1/44‬لبـي‬ ‫الشيخ الصفهان وابن عبد الب‪ .‬وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(57‬ف (ب) الصول‪ .‬وهو تصحيف‪.‬‬ ‫‪ )(58‬أحد بن عبد النعم بن يوسف بن صيام الدمنـهوري‪ ،‬شيخ الامع الزهر وأحد علماء مصر الكثرين من التصنيف‪،‬‬ ‫كان يعرف بالذاهب ـي لعل مه بالذا هب الرب عة‪ .‬ولد ف دمن ـهور عام ‪1101‬ه ـ وتعلم بالز هر‪ ،‬وول مشيخت ـه‪ .‬من‬ ‫ت صانيفه‪" :‬ن ـهاية التعر يف بأق سام الد يث الضع يف ـ خ" و "الف يض العم يم ف مع ن القرآن العظ يم ـ خ" و "إيضاح‬ ‫البـهم من معان السلم ـ ط" ف النطق‪ ،‬و"حلية اللب الصون بشرح الوهر الكنون ـ ط" و "سبـيل الرشاد إل نفع‬ ‫العباد ـ ط" وغيها‪ .‬توف بالقاهرة عام ‪1192‬هـ‪( .‬العلم ـ للزركلي ‪.)1/164‬‬ ‫‪45‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫بقوله(‪› :)59‬ليرى فيهـا ال الول]‪ .‬أي ليرى صـدور الشياء على القيقـة ال منــه تعال فانيا عـن‬ ‫الكوان؛ متوج ها بقلب ـه إل الرح ن‪ ،‬متلقفا ما يلق يه الول سبحانـه وتعال ف قلب ـه من لطائف‬ ‫العرفان‪ ،‬ولشك أن الوسيلة إل هذه الالة ذكر الول سبحانـه وتعال‪ ،‬و(القدسية) نسبة إل القدس‬ ‫وهو البعد عما ليليق بـها‪ ،‬ول ايطاء ف البـيت لن القرب الول بعن التقرب الذي هو فعل العبد‬ ‫والقرب الثان بعن التقريب الذي هو فعل ال‪.‬‬ ‫وبسقـــت‬

‫(‪()4‬فانتعشــــــــت عقـــولهم بالـــذكر‬ ‫أســــرارهـــــم بالفكر)‬ ‫يقال انتعش العاثر اذا نـهض من عثرتـه‪ ،‬و (العقول) جع عقل وقد اختلف فيه فقال الشافعي‪" :‬هو‬ ‫آلة خلقها ال ف عباده ييزون بـها بـي الشياء وأضدادها ركبـها فيهم سبحانـه ليستدلوا بـها‬ ‫ب ـي المور الغائ بة بالعلمات‪ ،‬ن صبـها ل م منّا من ـه ونع مة"‪ .‬وقال قوم‪ :‬هو مع ي(‪ )60‬ف القلب‬ ‫و سلطانـه ف الدماغ؛ لن أك ثر الواس ف الرأس‪ ،‬ولذلك قد يذ هب بالضرب على الدماغ‪ .‬وقال‬ ‫آخرون‪ :‬هو قُوّةٌ وبصية ف القلب منـزلتـه منـه منـزلة البصر من العي ويسمى عقلً لكونـه‬ ‫مان عا للن فس عن ف عل مات ـهواه ـ مأخوذ من عِقال النّا قة الا نع ل ا أن تذ هب ح يث شاءت ـ‬ ‫وهوملوق ف النسان أن يزداد وينتقص جيع العلومات بس وغيه اليه مرجعها وهو ييزها ويقضي‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫و(الذكر) القرآن العظيم وهو أصل للعلوم بأسرها فما من أصلٍ إل وهو مستنبط منـه؛ قال رسول ال‬ ‫‪»:‬العلم كله القرآن و هو ال صل والتن ـزيل و ما بعده من العلم تف سي له وتأو يل«(‪ ،)61‬و ساه ذكرا‬ ‫لقوله تعال‪ :‬وهذا ذكر مبارك أنـزلناه النبـياء ‪. 50 :‬‬ ‫وقول الناظـم‪( :‬بسـقت) أي طالت كمـا عـن ماهـد وعكرمـة فـ تفسـي قوله تعال‪ : :‬والنخـل‬ ‫باســقات ق ‪ ، 10 :‬والراد ب ـ (ال سرار) العقول و ضع الظا هر ف مو ضع الض مر على ل فظ غ ي‬ ‫الول وهو أحسن ما يكون فيه‪ ،‬و(الفكر) حركة الّنفْس ف العقولت‪ ،‬وحركتـها ف الحسوسات‬ ‫تييل‪.‬‬ ‫(‪()5‬فأبــرزوا نتـــــــــائج الفكــــــار‬ ‫شـــــرف المقدار)‬

‫فأعربــــــــت عن‬

‫‪ )(59‬أي الدمنـهوري‪.‬‬

‫‪ )(60‬ف (أ)‪ :‬معن‪ .‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬ ‫‪ )(61‬ل يتيسر ل العثور عليه‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫(البراز) نق يض ال سْتار‪ ،‬و (النتائج) هي ال ت تن شأ عن الف كر ج ع نتي جة؛ و هي ل غة الثمرة واضا فة‬ ‫(‪)62‬‬ ‫النتائج إل الفكار مـن باب اضافـة التسـبب إل السـبب‪( ،‬فأعربـت) أي أبانـت‪ ،‬و(شرف القدار)‬ ‫عبارة عن الرتبة العالية الت وصلوا اليها ووقفوا لديها بواسطة العلم‪.‬‬ ‫مصطحبـــــان‬

‫(‪()6‬ثم صـــــــلة الله مـــــع سلمــه‬ ‫بســنــــا انعـــامــه)‬ ‫عــلى النـــــبـي‬ ‫(‪()7‬ممتزجــــان بالثنــــــا الجــميــــل‬ ‫المصـطفى الجليـــل)‬ ‫الصلة من ال رحة ومن اللئكة استغفار ومن الناس دعاء‪ ،‬وقيل بل صلة اللئكة دعاء أيضا وف‬ ‫معناه قلت‪:‬‬ ‫صلة اللق معنـاها الدعاء‬ ‫صلة ال رحتـه وأمــا‬ ‫وجلة (الصلة) خبية لفظا انشائية معنً‪ ،‬و(السلم) التحية‪ ،‬ورفع (مصطحبان) على أنـه خب لبتدأ‬ ‫مذوف تقديره ه ا(‪ )63‬م صطحبان و(ال سناء) ـ بف تح ال سي ـ الضوء‪ ،‬و(النعام) بف تح المزة ج ع‬ ‫نع مة‪ ،‬وبك سرها م صدر أن عم عل يه‪ ،‬واضا فة ال سناء إل النعام من باب اضا فة ال صفة إل مو صوفها‪،‬‬ ‫والع ن ف يه م صطحبان بانعا مه ال سنية‪ ،‬ور فع (متزجان) على أن ـه خب لبتدأ أي ضا‪ ،‬والنب ـي ان سان‬ ‫أوحي اليه بشرع؛ فإن أمر بتبليغه سي رسولً(‪ )64‬أيضا‪ ،‬وهو بالمزة من النبأ اي الب فيصح أن يكون‬ ‫بعن فاعل باعتبار أنـه ُمبِر ـ بكسر الباء ـ عن ال عزوجل أو بعن مفعول باعتبار أن جبيل أخبه‬ ‫عن ال تعال ‪ ..‬وبالنبأ من النبوة وهي الرفعة؛ فيصح أن يكون بعن مفعول لنـه مرفوع الرتبة عن‬

‫‪ )(62‬تصحفت هذه العبارة ف (أ) فكتبت‪ :‬أي أبانت فأعربت القدار‪ .‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬ ‫‪ )(63‬ف (ب)‪ :‬هنا‪ .‬وهو خطأ‪.‬‬

‫‪ )(64‬الظاهر أن الصواب مع من قال أن النبـي مبعوث بدعوة من سبقه من الرسل إذ ل معن ف أن يوحى إليه بشرع خاص‬ ‫له وحده هذا إذا صح التعريف ف عدم مطالبتـه بالتبليغ أما لو طلب منـه التبليغ فيحتمل أن يكون بشرع من سبقه فيلزمه‬ ‫و صف النبوة ـ ل جل التمي يز ب ـينـه وب ـي الر سول ف كون الثا ن له تشر يع م ستقل ـ أو أن يكون بشرع خاص‬ ‫وحينـها يسمى رسول وهذه القواعد ل يوجد لا ضابط من النصوص حت يوصف مالفها بجانبة الصواب إل أنـها ترجع‬ ‫إل تري النسب با يتلئم مع الطرفي‪ ،‬قال العلمة الثمين ف (معال الدين)‪ )2/50( :‬بعد ذكر اللف ف السألة‪" :‬وقيل‬ ‫ها بعن"ا‪.‬هـ أي النبوة والرسالة بعن واحد‪ .‬ومن أوضح أدلة القائلي بأن النبـي هو الذي يكم بشريعة من قبله قوله‬ ‫ـ هدى ونور يكـم بــها النبــيون الذيـن أسـلموا للذيـن هادوا (الائدة ‪ )44 :‬فذكـر‬ ‫تعال‪ :‬إنـا أنــزلنا التوراة فيه ا‬ ‫سبحانـه أن التوراة هي شريعة النبـياء من بن إسرائيل‪ ،‬فيظهر منـه أن النبـي يكم بشرع من قبله‪ .‬وال أعلم‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫غيه أوفاعـل لرفعـة غيه إذ مـا مـن مرفوع ال وباب رفعتــه النبــي ‪ ،‬و(الصـطفى) الالص(‪،)65‬‬ ‫و(الليل) العظيم‪.‬‬ ‫والل والصحـــب‬ ‫(‪()8‬محمـــــد سيـد كل من شفـــــع‬ ‫الرضى ومن تبع)‬ ‫(م مد) مفعّل مـن ال مد؛ علم لاتـ النبــيي والرسـلي ‪ ،‬وسـي بذلك لكثرة خ صاله الحمودة‪،‬‬ ‫و(سيد كل من شفع) أي أشرف هم وأفضل هم؛ قال ‪»:‬أنا سيد ولد آدم ول فخر«(‪ ،)66‬و(الل) الراد‬ ‫بـهم آله وهم هنا كل من كان على طريقـتـه‪ ،‬متمسكا بشريعتـه بدليل ما ف الرواية عنـه‬ ‫‪»:‬آل ممد كل مؤمن«‪ ،‬وف رواية »آل ممد كل تقي«(‪ )67‬وعلى هذا العن أنشدوا‪:‬‬ ‫‪ )(65‬الالص ‪ .‬سقطت من (ب)‪.‬‬

‫‪ )(66‬الديث بـهذا اللفظ رواه ابن ماجة برقم [‪ ]4308‬عن أبـي سعيد ورواه ابن أبـي شيبة ف "الصنف" برقم [‬ ‫‪ ]31940‬والارث ف "مسنده" برقم [‪ 937‬ـ بغية الباحث] كلها عن السيدة عائشة رضي ال عنـها‪ ،‬والبـيهقي ف‬ ‫"شعب اليان" برقم [‪ ]1488‬عن ابن عباس ‪ ،‬وابن أبـي عاصم ف "سنتـه" [‪ ]793‬عن عبدال بن سلم ‪.‬‬ ‫وجاء بل فظ‪» :‬أ نا سيد الناس يوم القيا مة« رواه البخاري ف " صحيحه" بر قم [‪ ]4712‬وم سلم ف " صحيحه" [‪]194‬‬ ‫كلها عن أبـي هريرة ‪ ،‬والاكم ف "الستدرك" برقم [‪ ]82‬عن عبادة و[‪ ]8712‬عن حذيفة ‪.‬‬ ‫وجاء بلفظ‪» :‬أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ول فخر« رواه المام أحد ف "مسنده" برقم [‪ 2550‬و ‪ ]2696‬وابن حبان‬ ‫[‪ ]6444‬كلهاـ عـن ابـن عباس ‪ ،‬والترمذي فـ "سـننـه" برقـم [‪ 3148‬و ‪ ]3615‬عـن أبــي سـعيد ‪ ،‬ورواه‬ ‫البـيهقي ف "شعب اليان" برقم [‪ ]1489‬عن أنس وأبو يعلى ف "مسنده" [‪ 1256‬ـ القصد العلي] عن عبدال بن‬ ‫سلم ‪ ،‬ومسلم ف "صحيحه" برقم [‪ ]2278‬عن أبـي هريرة ـ دون لفظة "ول فخر" ـ‪.‬‬ ‫وجاء بل فظ‪» :‬أ نا سيد ولد آدم« ع ند أبوداود ف "ال سنن" بر قم [‪ ]4673‬عن أب ـي هريرة وأ بو ب كر الشاف عي ف‬ ‫"الغيلنيات" برقم [‪ ]7‬عن عائشة رضي ال عنـها‪ .. .‬وغيهم‪.‬‬ ‫‪ )(67‬رواه البـيهقي ف "السنن الكبى" (‪ 2/218‬برقم ‪ )2873‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬سئل رسول ال عن آل‬ ‫م مد؟‪ .‬فقال‪ » :‬كل ت قي«‪ .‬وقال الب ـيهقي ع قب ذلك‪" :‬وهذا ل ي ل الحتجاج بثله؛ نا فع ال سلمي أ بو هر مز ب صري‬ ‫كذبـه يي بن معي وضعفه أحد بن حنبل وغيها من الفاظ‪ ".‬ورواه أيضا تام الرازي ف "الفوائد" برقم [‪ ]1567‬عن‬ ‫أ نس بن مالك قال‪ :‬سئل ر سول ال من آل م مد؟‪ .‬فقال‪ » :‬كل ت قي من أ مة م مد«‪ .‬ورواه عن ـه كذلك ا بن‬ ‫مردويه ف "تفسيه" واسناده تراه ف "تفسي ابن كثي" (‪ 2/293‬ـ النفال‪ )34/‬ورواه ابن عدي ف "الكامل" (‪)7/41‬‬ ‫والعقيلي ف "الضعفاء" (‪ )4/287‬بلفظ »كل مؤمن تقي« بأسانيد فيها ضعفاء‪.‬‬ ‫وروى البــيهقي فـ "السـنن الكـبى" (‪ 2/217‬برقـم ‪ )2872‬موقوفا على جابر بـن عبدال قال‪" :‬آل ممـد‬ ‫أمت ـه"‪ .‬وف يه (‪ 2/217‬بر قم ‪ )2869‬من طر يق عبدالرزاق قال‪ :‬سعت رجل يقول للثوري‪ :‬من آل م مد؟‪ .‬قال‪ :‬قد‬ ‫اختلف الناس فمنـهم من يقول‪ :‬أهل البـيت‪ .‬ومنـهم من يقول‪ :‬من أطاعه وعمل بسنتـه‪.‬‬ ‫‪ o‬وله شاهد عن عمرو بن العاص قال‪" :‬سعت رسول ال جهارا غي سر يقول‪» :‬إن آل أبـي فلن ليسوا ل بأولياء‬ ‫إنا وليي ال وصال الؤمني‪ .‬قال عمرو‪ :‬سعت النبـي يقول‪ :‬ولكن لم رحم أبلها ببللا« يعن أصلها بصلتـها"‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫من العاجـم والسودان والعرب‬ ‫آل النبـي هم أتباع ملتـه‬ ‫صلى الصلي على الغاوي أب لب‬ ‫لو ل يكن آلـه ال قرابتــه‬ ‫و(ال صحب) ـ بف تح الهملة الول وا سكان الثان ية ـ ا سم ج ع ل صاحب بع ن ال صحابـي‪ ،‬قال‬ ‫الناوي(‪ )68‬ف "التيسي"‪" :‬هو من لقيه بعد النبوة وقبل موتـه مؤمنا بـه" (انتـهى)‪ .‬و(الرِضى) ـ‬ ‫بكسر الراء ـ مصدر رَضي ـ بفتحها ـ صفة للل والصحب على حد زيدٌ عدلٌ‪ ،‬ويوز أن تقول‬ ‫على حذف مضاف تقديره أهل الرضى ونوه‪.‬‬ ‫وقوله‪( :‬ومن تبع) أراد التابعي لم بإحسان إل يوم الدين‪ ،‬فإن قلت قد جعلت آله كل من كان على‬ ‫طريقتــه متمسـكا بشريعتــه ونفيـت أن يكون آله على الصـوص أهـل بــيتـه تشريفا لمـ على‬ ‫غيهم فما الفائدة ف عطف الصحب على الل ؟‪ .‬قلت‪ :‬هذا العطف من باب عطف الاص على العام‬ ‫أخرجـه المام البخاري فـ "صـحيحه" [‪ ]5990‬والمام أحدـ فـ "مسـنده" (‪ 4/249‬برقـم ‪ )17821‬وأبـو عوانـة فـ‬ ‫"مسنده" (‪ .)1/96‬والشاهد ف هذه الرواية أن قوله »إن آل أبـي فلن« ـ الت ل يبعد أن الرواة أبـهموها ـ مشعرة‬ ‫بقرابتـهم من النبـي بدليل قوله ‪» :‬ولكن لم رحم«‪ .‬قال الافظ ابن حجر العسقلن ف "فتح الباري" (‪10/514‬‬ ‫و ‪/ 515‬الكتب العلمية)‪" :‬قلت‪ :‬قال أبو بكر بن العربـي ف (سراج الريدين)‪ :‬كان ف أصل حديث عمرو بن العاص‪:‬‬ ‫»إن آل أب ـي طالب« فغُ ـيّ َر »آل أب ـي فلن«‪ .‬كذا جزم ب ـه‪ ،‬وتعقب ـه ب عض الناس وبالغ ف التشن يع ون سبـه إل‬ ‫التحا مل على آل أبـي طالب‪ ،‬ول ي صب هذا الن كر فإن هذه الروا ية ال ت أشار إلي ها ا بن العرب ـي موجودة ف (مستخرج‬ ‫أبـي نعيم) من طريق الفضل بن الوفق عن عنبسة بن عبدالواحد بسند البخاري عن بـيان بن بشر عن قيس بن أبـي‬ ‫حازم عن عمرو بن العاص رفعه‪» :‬إن لبن أبـي طالب رحا أبلها ببللا« وقد أخرجه الساعيلي من هذا الوجه أيضا لكن‬ ‫أبـهم لفظ "طالب" وكأن الامل لن أبـهم هذا الوضع ظنـهم أن ذلك يقتضي نقصا ف آل أبـي طالب وليس كما‬ ‫توهوه‪ ".‬ا‪.‬هـ‬ ‫‪ o‬وله شا هد آ خر‪ :‬عن أ نس بن مالك قال‪ :‬كان لر سول ال موليان حب شي وقب طي فا ستبّا يو ما فقال أحده ا‪ :‬يا‬ ‫حب شي‪ .‬وقال ال خر‪ :‬يا قب طي‪ .‬فقال ر سول ال ‪» :‬ل تقول هكذا‪ ،‬إن ا أنت ما رجلن من آل م مد ـ ـ«‪ .‬رواه‬ ‫الطبان ف "العجم الصغي" برقم [‪ ]564‬وف "الوسط" أيضا وقال اليثمي ف "ممع الزوائد" (‪ 1/462‬دار الفكر)‪" :‬رواه‬ ‫الطبان ف الصغي والوسط ورجاله موثقون"‪ .‬ا‪.‬هـ ويكفي ف هذا القام قوله تعال‪ :‬إن أولياؤه إل التقون‬ ‫‪ .)34‬وال أعلم‪.‬‬

‫(النفال ‪:‬‬

‫‪ )(68‬ز ين الد ين م مد عبدالرؤوف بن تاج العارف ي بن علي بن ز ين العابد ين الدادي ث الناوي أ حد علماء الشافع ية ولد‬ ‫بالقاهرة سنة ‪952‬هـ من مؤلفاتـه‪" :‬فيض القدير ـ ط" شرح الامع الصغي للسيوطي وهو أشهرها‪ ،‬و"التيسي ـ ط"‬ ‫اختصار للول‪ ،‬و "كنوز القائق ـ ط" و"شرح الشمائل للترمذي ـ ط" و"الكواكب الدرية ف تراجم السادة الصوفية ـ‬ ‫ط" و"التوقيف على مهمات التعاريف ـ ط" وغيها وتوف سنة ‪1031‬هـ‪.‬‬ ‫("العلم" للزركلي ‪ 6/204‬ـ مقدمة د‪ .‬رضوان الدايه على كتاب "التوقيف" للمناوي ص ‪ 5‬ـ ‪ 7‬وهو ينقل هناك من‬ ‫"خلصة الثر ف أعيان القرن الادي عشر" للمحبـي)‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫لنك تة يدري ها من خاض رياض جنان علم الب ـيان؛ و قد ورد م ثل هذا ف القرآن الكر ي من ـها قوله‬ ‫تعال‪ :‬حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى البقرة ‪. 238 :‬‬ ‫وأنـه أجـــل‬ ‫(‪()9‬وبعـــــد فالـــــدين أهـــم مقصــدا‬ ‫علـــــم قصــــــدا)‬ ‫عن كــل مـا كلــــف‬ ‫(‪()10‬لنـه يعـــــــــــرب للنســــــان‬ ‫بالـــــــبرهان)‬ ‫(الواو) ـ من قوله‪ :‬وبعد ـ إما عاطفة والعطوف حينئذ قصة على قصة‪ ،‬وإما نائبة عن إما التفضيلية؛‬ ‫وهذا الوجه أحسن من الول لقترانـها بالفاء‪ ،‬وعليه فيكون العن على مذهب سيبويه(‪ )69‬مهما يكن‬ ‫من ش يء م هم ب عد ح د ال وال صلة وال سلم على ر سول ال وعلى أولياء ال ف هو عِلْ مُ الد ين لشدة‬ ‫الحتياج اليه وكثرة التعويل عليه‪ ،‬وقوله‪( :‬فالدين) أي فعلم الدين‪..‬ال‪ .‬والدين هو وضع الي سائق‬ ‫لذوي العقول باختيارهم الحمود إل ما هو خي لم بالذات‪ .‬ويسمى شريعة باعتبار أن ال شرعه لنا‬ ‫دينـا‪ ،‬ويسـمى ملة باعتبار أن اللك أمله على النبــي‪ ،‬أو باعتبار املء النبــي على أمتــه فالعنـ‬ ‫واحد‪ ،‬واختلف العبارات باختلف العتبارات‪ ،‬وقوله‪( :‬أهم مقصدا) أي مقصده أهم أي أشد َهمّا‬ ‫(‪)70‬‬ ‫من مقصد غيه‪ ،‬والَمّ هنا بعن العزم‪ ،‬وقوله‪( :‬وانـه أجل علم) أي وأن علم الدين أعظم [من]‬ ‫كل علم طلب لينتفع بـه‪ ،‬وقوله‪( :‬يُعرب) أي يبـي‪ ،‬و(النسان)‪ :‬هو اليوان الناطق‪ ،‬والراد بـه‬ ‫ه نا الكلف‪ ،‬و(التكل يف)‪ :‬هو إلزام ال الع بد ما ي شق على الن فس فعله‪ ،‬وعرّ فه بعض هم بأن ـه ال مر‬ ‫والن ـهي اللذان ي ب ب ـهما العقاب والثواب‪ .‬وف يه ن ظر لن التكل يف ش يء غ ي ال مر والن ـهي‪،‬‬ ‫و(البهان) هو ما أثبت العن ف النفس وهو والجة والدليل ألفاظ متحدة العن‪.‬‬ ‫إن تــــدرها‬ ‫(‪()11‬وقد نظمــــت دررا فـــي أصلــــه‬ ‫جـــــــزت طريق عدله)‬ ‫‪ )(69‬إمام النحو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنب الفارسي الصل والارثي بالولء من أهل البصرة الشهي بسيبويه وهي كلمة‬ ‫فارسية تعن رائحة التفاح‪ .‬ولد سنة ‪148‬هـ ف إحدى قرى شياز وانتقل إل البصرة‪ ،‬واستملى على حاد بن سلمة وأخذ‬ ‫الن حو عن عي سى بن ع مر‪ ،‬ويو نس بن حب ـيب ولزم الل يل بن أح د وأ خذ عن أب ـي الطاب الخ فش الكب ـي‬ ‫(والخافشة ثلثة)‪ .‬وصفه العيشي بقوله‪" :‬كنا نلس مع سيبويه النحوي ف السجد وكان شابا جيل نظيفا قد تعلق من كل‬ ‫علم بسبب‪ ،‬وضرب ف كل أدب بسهم مع حداثة سنـه وبراعتـه ف النحو"‪ .‬وقال الذهبـي‪ :‬طلب الفقه والديث مدة‬ ‫ث أق بل على العرب ـية فبع و ساد أ هل الع صر؛ وألف في ها كتاب ـه الكب ـي الذي ل يدرك شأوه ف يه‪ .‬ور حل إل بغداد‬ ‫وجرت بـينـه وبـي الكسائي وأصحابـه مناظرة‪ .‬من تصانيفه كتابـه الشهي ف النحو السمى "الكتاب ـ ط" وتوف‬ ‫سنة ‪ 180‬على ال صحيح ق يل ف شياز وق يل ف الب صرة وال أعلم‪"( .‬تار يخ بغداد" للخط يب البغدادي ‪ 12/190‬الك تب‬ ‫العلمية ـ "سي النبلء" للذهبـي ‪ 7/583‬الفكر ـ "العلم" للزركلي ‪.)5/81‬‬ ‫‪ )(70‬زيادة من للسياق‪.‬‬ ‫‪50‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫(النظم) لغة لفّ الشيء إل الشيء؛ يقال نظمت اللؤلؤ ف السلك اذا ضممت بعضه إل بعض‪ ،‬وف‬ ‫ال صطلح‪ :‬وزن م صوص على قاف ية م صوصة‪ .‬و (الدرر) اللؤلؤ شَب ـه ال سائل ال ت نظم ها بالدرر‬ ‫وا ستعار ل ا ا سها‪ ،‬وقوله‪ ( :‬ف أ صله) أي ف أ صوله؛ والضم ي عائد إل الد ين لن ـه شا مل لل صول‬ ‫والفروع‪ ،‬أي وقد نظمت هذه السائل الت هي كالدرر ف حسنـها وصفائها ف علم أصول الدين‪:‬‬ ‫وهو معرفة ما للنفس وما عليها اعتقادا؛ وانّما سي هذا العلم أصول الدين ل نّ الدين كله مبنّ عليه‬ ‫صحةً وف سادا فل د ين ل ن ل اعتقاد له‪ ،‬وقوله‪( :‬ان تدر ها) أي تعلم ها مِ نْ َدرَى الشيءَ اذا عَلِمَه‪ ،‬و‬ ‫(جزت) بعن سلكت‪ .‬و(طريق عدله) عبارة عن الستقامة ف الدين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫عـــــــن الكرام‬ ‫(‪()12‬لَقَّط ّتـهــــــا مـــــن زاخـــر الثار‬ ‫الســـــادة البـرار)‬ ‫(التلقيط) الخذ شيئا فشيئا من حيث ل يُحَس‪ ،‬والضم ي ف لقّطت ـها عائد إل الدرر بعن السائل‪،‬‬ ‫و(الزاخر) الطامي يقال زخر البحر اذا طمى‪ ،‬و(الثار) جع أثر وهو ف الصل الب الروي عن رسول‬ ‫ال ‪ ،‬و هو مع ن قول م ل حظ للن ظر مع ورود ال ثر‪ ،‬ث ن قل ف ا صطلحنا إل كلم العلماء(‪ )71‬ف‬ ‫الحكام الشرعية‪ ،‬وقوله‪( :‬عن الكرام) جع كري؛ فهو لغة من إذا سئل أعطى‪ ،‬ث نقل إل التّقي لقوله‬ ‫تعال‪ :‬ان أكرمكـم عنـد الله أتقاكـم الجرات ‪ ، 13 :‬و (ال سادة) ج ع سيد و هو مَن فاق‬ ‫قومه بفضيلة‪ ،‬و(البرار) جع بَرّ ـ بفتح ال َوحّدَة ـ؛ وهو من أصلح ما بـينـه وبـي ربـه‪.‬‬ ‫حتـــــــى أراهـــا‬ ‫(‪()13‬والله بالقبـــــــــول فيهـــــا يقضي‬ ‫في غد من قرضي)‬ ‫كـــــل الـــــــورى‬ ‫(‪()14‬ومنـه أرجــــو أن يعـــــم نفعهـــــا‬ ‫وأن يتم صنعهــا)‬ ‫(القبول) الثواب على الشيء‪ ،‬و (يقضي) أي يكم‪ ،‬وقوله‪( :‬حت أراها) أي كي أجدها‪ ،‬فحت بعن‬ ‫كي كقولك للكافر أسلم حت تدخل النة‪ .‬و(غدٍ) اسم لليوم الذي بعد يومك الذي أنت فيه‪ ،‬وأراد‬ ‫ب ـه ه نا الخرة‪ ،‬و ف التعب ـي ب ـه عن ـها تنب ـيه على سرعة اضمحلل الدن يا واقبال الخرة‪ ،‬و‬ ‫‪ )(71‬وهو اصطلح تده ف كتب أئمة الذهب الباضي فحيث يقول التقدمون‪[ :‬ف الثر] فإنا يعنون بـه كلم أجلة علماء‬ ‫الذ هب ال سابقي‪ ،‬ول أر يد القارئ الكر ي أن يب عد النج عة في ظن أن الباض ية يعلون كلم أئمت ـهم ال سابقي ف در جة‬ ‫تتساوى مع سنة النبـي بيث يعلون من كلمهم أمرا ل يكن التغاضي عنـه‪ ،‬فإن الواقع بلف ذلك‪ ،‬ولئن كان من‬ ‫رجالت الدارس الخرى من ينبذ التقليد ف إلتزام أقوال الئمة عند ظهور ما يالف ذلك من الجج والباهي فإن الباضية‬ ‫كانوا أحرص الفرق على رد أقوال السابقي من العلماء إذا كانت تلك القوال مالفة للدليل القطعي‪ ،‬ولكن هذا التعبـي ـ‬ ‫بالثر ـ إنا هو إصطلح درجوا عليه ليس إل وكما يقال‪ :‬ل مشاحة ف الصطلح‪ .‬بلف الشيعة الذين يعلون النقول‬ ‫عن أئمتـهم مكمل للسنة فل تتلط عليك المور‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫(قر ضي) أي عملي ال صال؛ وأصل القرض هو ما أعطيتـه غيك لتقتضيه منـه‪ ،‬شبـه ب ـه العمل‬ ‫ل منـهما راجع إل صاحبـه بنفعه؛ اقتباسا من قوله تعال‪ :‬من ذا الذي‬ ‫الصال بامع أن ك ً‬ ‫يقرض الله قرضا ً حسـنا ً فيضاعفـه له وله أجٌر كريـم الديـد ‪ ، 11 :‬والاء من‬ ‫قوله (ومنـه) عائد إل اسم الللة‪ ،‬و (الورى) اللق‪ .‬و(الصنع) اسم بعن الصناعة‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الـركـن الول‬ ‫في العلم وما يشتمل عليه‬ ‫ـ وفيه أربعة أبواب ـ‬ ‫قَدّ مَ ركن العلم على ركن الملة مع أنـها هي العروة الوثقى لن تسك بـها‪ ،‬وهي السلمة لن ل‬ ‫ينقض ها؛ لكون العلم أصلً ل ا‪ ،‬وب ـه تقوم الجة ب ـها على الكلف‪ ،‬وإن كا نت حجة معنا ها تقوم‬ ‫باطر البال فهو أيضا علم‪.‬‬ ‫واختلف ف حَدّ العلم فقال قوم إنـه لحد له‪ ،‬وقيل بل ُيحَد وحَدّه ادراك العلوم على ما هو بـه(‪،)72‬‬ ‫وقيل الدراك والحاطة والستبانة‪ ،‬قال ف "الدلة والبـيان" وهو الصحيح‪.‬‬ ‫البــــــاب الول‬ ‫في أقســـام العلم وأحكامــه‬ ‫[الحكام](‪ )73‬ج ع ح كم و هو النِ سبَة التا مة ب ـي الشيئ ي‪ .‬وشرعا‪ :‬هو أ ثر خطاب ال تعال التعلق‬ ‫بفعل العباد‪ ،‬كان اقتضاءً كالياب والتحري والندب والتكريه أو تييا كالباحة‪ ،‬قدم ذكر العلم على‬ ‫ال هل مع أن ال هل موجود َطبْعَا ف الن سان لقوله تعال‪ :‬والله أخرجكـم مـن بطون‬ ‫أمهاتكم ل تعلمون شيئا الن حل ‪ 78 :‬تنبـيها على شرف العلم وفضيلت ـه وارتفاع رتبتـه‬ ‫وعلو درجتـه‪.‬‬ ‫تأ ُّ‬ ‫مــــــــــــل‬ ‫(‪()15‬ومحـــــــدث العلــــــم ضروري بل‬ ‫ونظــــري تؤمـــــل)‬ ‫ينقسم العلم الادث ـ بالنسبة إل حصوله ـ إل قسمي‪ :‬ضروري ونظري؛ (فالضروري) هو الذي‬ ‫سهُ و ما هو عل يه من‬ ‫غ ي متاج إل تأ مل أي َتفَكّ ر واكت ساب‪ ،‬و هو أنواع أقوا ها علم الن سان نَفْ َ‬ ‫حالت ـه ث الفرق ب ـي الوجود والعدوم‪ ،‬وأن الش يء ي ستحيل كون ـه ف مكان ي ف و قت وا حد‬ ‫وموجود ومعدوم ف وقت واحد‪ ،‬وقائم وقاعد ف حال‪ ،‬ثُمّ ما وََق عَ عند تواترالخبار كالعلم بالبلدان‬ ‫النائية واللوك الاضية‪ ،‬ث العلم باجة البناء إل بانٍ والكتابة إل كاتب‪.‬‬ ‫و(النظري) هو الذي يتاج ف ت صيله إل تأ مل واكت ساب‪ ،‬و ف "الدلة والب ـيان"‪ " :‬هو الذي يعلم‬ ‫بالستدلل"‪ ،‬واحْترز بحدث العلم عن علمه تعال فانـه لتقسيم له ول يوصف بأنـه ضروري ول‬

‫‪ )(72‬قال البدر الشماخي رحه ال تعال ف (متصر العدل والنصاف) ص ‪" :8‬العلم إدراك الشيء بيث ل يتمل النقيض‪ ،‬خلفا‬ ‫ل قال‪ :‬ل يد‪ .‬وهو ضربان‪ :‬قدي صفة ذات ل تعال‪ .‬ومدث"ا‪.‬هـ وحاصله أن العلم هو القائم على الزم واليقي الوافق‬ ‫لقيقة الشيء‪.‬‬ ‫‪ )(73‬ليست ف الخطوطتي وإنا زيدت للسياق‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫نظري‪ .‬وقسـّم العلم المام الليلي(‪ )74‬إل ثلثـة أقسـام‪ :‬إل وهْبــي وضروري ومكتسـبـي‪ .‬فكان‬ ‫جوابـه لن سأله عن الفرق بـينـهما بأن قال‪" :‬الوهبـي يلقيه ال تعال ف قلب عبده َفيْ ضٌ نوران‬ ‫ومَدَد رحان‪ ،‬والضروري ليكن أن يتصور لذي بال خلفه بأنّ الثني اكثر من الواحد‪ ،‬والكسبـي‬ ‫ماعُرف بالتعليم والتحفظ والجتـهاد فحصل بسمع من السموعات أو نظر من الرئيات أو بفكرة من‬ ‫القدمات لهل الستدلل والنظر" (انتـهى)‪ .‬وعند التحقيق فالوهبـي راجع إل الضروري وداخل ف‬ ‫حَدّه(‪.)75‬‬ ‫فـــي الشـــــرع‬ ‫ن لـــــه تَعَبُّـــــد‬ ‫(‪()16‬والكــــل من ذ َي ْ ِ‬ ‫معــروف كما سنورد)‬ ‫(‪)76‬‬ ‫اخْـتُلف ف دخول ال على كل وبعض فأجازه قوم ومنعه آخرون كذا ذكره العطار ف "حاشيتـه‬ ‫على الزهر ية"‪ .‬ولف ظة (ذ ين) اشارة إل الضروري والنظري أي كل من الضروري والنظري له تع بد‬ ‫تُدرَك معر فة ذلك التع بد من علم الشرع‪ ،‬فتع بد الضروري كاليان بال وملئكت ـه وكتب ـه ور سله‬ ‫‪ )(74‬المام الح قق سعيد بن خلفان بن أحد بن صال الليلي من ن سل المام العادل الل يل بن شاذان والمام ال صلت بن‬ ‫مالك الروصي‪ ،‬فهو من أسرة عريقة خدمت السلم علما وعمل‪ ،‬أحد علماء الباضية بعمان‪ ،‬ولد ف بوشر من ضواحي‬ ‫مسقط عام ‪1231‬هـ ونشأ بـها حيث كان ملزما للشيخ سعيد بن عامر الطيوان وبعدها انتقل ال الشيخ حاد بن ممد‬ ‫البسط ولا آنس منـه شيخه تبحره ف علوم اللغة طلب منـه نظم كتاب الكاف ف العروض الذي شرحه بعد ف كتاب‬ ‫"مظ هر الا ف"‪ ،‬ث لزم العل مة الكب ـي الش يخ نا صر بن أب ـي نب ـهان الرو صي وترج على يد يه ك ما تأ ثر ب ـه ف‬ ‫أ سلوبـه‪ ،‬وكان مناضل لد مة د ين ال وأ كب شا هد على ذلك ما بذله من ج هد ومال ف إقا مة الل فة العادلة ف عمان‬ ‫حيث قام بساعدة بعض العلماء ف تنصيب المام عزان بن قيس إماما على عمان ـ وتفاصيل نضاله تدها ف "تفة العيان"‬ ‫(‪ 193 /2‬ـ ‪ )227‬للشيخ السالي ـ‪ .‬من جلة تلميذه الشيخ صال بن علي الارثي والشيخ عبدال بن ممد الاشي‬ ‫والش يخ م مد بن خ يس ال سيفي الن ـزوي‪ ،‬من ت صانيفه‪" :‬ته يد قوا عد اليان ـ ط" و هو جا مع ف الف قه والعقيدة‪،‬‬ ‫و"النواميس الرحانية ـ ط" و"لطائف الكم ف صدقات النعم ـ ط" و"كرسي أصول الدين" (مطوط) و"مقاليد التصريف‬ ‫ـ ط" و"مظهر الاف ف العروض والقواف" (مطوط) و"إغاثة اللهوف ف المر بالعروف والنـهي عن النكر" (مطوط)‬ ‫وغيها استشهد ف عام ‪1287‬هـ‪"( .‬شقائق النعمان" للخصيبـي ‪ 2/333‬ـ "قراءات ف فكر الليلي" ـ استفادة عامة‬ ‫من بوث الندوة وبالخص بث د‪ .‬مبارك الراشدي)‪.‬‬ ‫‪ )(75‬أصل التفرقة بـي القسمي من حيث منشأها فالضروري ناشئ بسبب الضرورة بسب نوعها والوهبـي ناشئ من‬ ‫الن حة الل ية ـ بل تكسب ـ وعل يه فكلم الح قق الليلي ل غبار عل يه‪ ،‬ن عم ها متفقان من حيث كون من ح صل له‬ ‫جازم بكذب مالفهما إن كان ف ُح ْك ٍم يقتضي تكذيب مالفه‪.‬‬ ‫‪ )(76‬هو حسن بن ممد بن ممود العطار من علماء مصر ‪ ..‬أصله من الغرب ومولده بالقاهرة سنة ‪1190‬هـ‪ .‬وكان أبوه‬ ‫عطارا فتبع أباه ف تارتـه بادئ المر‪ ..‬ث انصرف إل الدب والعلم‪ .‬وله رسالة ف "كيفية العمل بالسطرلب والربعي‬ ‫القنطر والجيب والبسائط" وكتاب ف "النشاء والراسلت ـ ط" و"ديوان شعر" و حواشٍ ف العربـية‪ ،‬والنطق‪ ،‬والصول‬ ‫ـ أكثرها مطبوع‪ .‬وتوف بالقاهرة سنة ‪1250‬هـ‪( .‬بتصرف من "العلم" للزركلي ‪.)2/220‬‬ ‫‪54‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫واليوم ال خر‪ ،‬وكالعتقاد بأن ـه ل ي صحّ مُح سنٌ مُ سيء ف حالة واحدة‪ ،‬ول مؤ من كا فر ف حالة‬ ‫واحدة؛ اللهم ال أن يراد باليان اللغوي ل الشرعي‪ ،‬ول شقي سعيد ف حالة واحدة إل غي ذلك من‬ ‫الضداد ونو ها‪ ،‬وتع بد النظري هو كالعر فة بتفا صيل ال صلة وحدود ها والعر فة بال صيام وحدوده‬ ‫وتفا صيله والعر فة بال ج ومواقيت ـه وفرائ ضه و سننـه والعر فة بالزكاة وتفا صيلها‪ ،‬إل غ ي ذلك م ا‬ ‫يدرك علمه بالستدلل والتعلم والتفكر‪.‬‬ ‫تعليـــــــمه‬ ‫(‪()17‬والعلــــم منـه لزم قــــد وجبا‬ ‫والثانـــــــي نفل ندبـا)‬ ‫فواجـــــب ومــا‬ ‫(‪()18‬فكل شـــــيء لم يسعنـــا جهلــــه‬ ‫عـــــــداه نفلــه)‬ ‫ينقسم العلم(‪ )77‬ـ بالنسبة إل الكم الشرعي ـ إل واجب ومندوب اليه‪( .‬فالواجب)هو علم كل‬ ‫شيء غي واسع الهل بـه‪ ،‬وهو الراد بقوله ‪» :‬العلم فريضة على كل مسلم«‪ ،‬وف رواية‪» :‬طلب‬

‫‪ )(77‬ينبغي تقييده بـ(العلم النافع أو الشرعي) كما هنا؛ لن ف اطلقه يتمل الحكام الشرعية المسة فيدخل فيه ما هو‬ ‫مرم وهو ما كان موصل للشرك أو لرتكاب الحرمات كالسحر ـ ف الغالب ـ مثل‪ ،‬وما هو مكروه كتعلم ما ل فائدة‬ ‫فيه وتعلم اليل الت تُبطل بـها القوق ـ وهذا يرم فيه فعل تلك اليل دون التعلم ـ ‪ ،‬وكذا الباحة ف البعض الخر‬ ‫وله أمثلة كثية من ـها تعلم الِرف التعددة ـ و هو قد ير قى ال الوجوب والندب ب سب الن ية وكذا ب سب تو قف أمور‬ ‫الدين عليه ـ‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫العلم فري ضة على كل م سلم«(‪)78‬وقوله‪» :‬اطلبوا العلم ولو ف ال صي«(‪ )79‬وهذا الق سم مه ما لزم أ حد‬ ‫ليسعه التأخي عن طلبـه إل بعذر بـي كما سيأت ان شاء ال‪.‬‬ ‫و(الندوب) هو علم كل شيء واسع الهل بـه‪ ،‬ولكن ف تعليمه منفعة دينية أو صلح للعالَم‪ ،‬فمن‬ ‫طلبـه من غي تضييع لفرض كقوت عيال إل غيه من الفرائض الاضرة كان له الفضل العظيم كما‬ ‫سـيأت ان شاء ال‪ ،‬وهذا القسـم هـو الشار اليـه بقوله تعال‪ :‬قـل هـل يسـتوي الذيــن‬ ‫يعلمون والذين ليعلمون إنما يتذكر أولو اللباب الز مر ‪ 9 :‬ويصح على تأويل‬ ‫آخر أن يمل معن الية على الوجوب‪.‬‬ ‫لقــــــادر‬ ‫(‪()19‬والبحـــــث للواجـــب حتما ً يلزم‬ ‫بـــــــــترك ذاك يـأثـــم)‬ ‫معـــــــبرا وان‬ ‫(‪()20‬والحــــد للقــــــــدرة أن يَرى لــه‬ ‫نـــــأى يمضي لـــه)‬ ‫ومـــــــــأمن مع‬ ‫(‪()21‬في الصـــح مـــع وجـــدان ما يحمله‬ ‫قـــوت من يكفله)‬ ‫(البحث) طل بٌ باجتـهاد؛ أي يلزم طلب العلم الواجب لزوما حتميا على من قدر عليه‪ ،‬ومن تركه‬ ‫مع القدرة على طلب ـه ف هو آ ث هالك إل أن يتوب‪ ،‬وحدّ القدرة ف هذا أن ي د من يعل مه علم ذلك‬ ‫وإن بَعُد هذا العلم لز مه أن ير حل ال يه فيتعلم من ـه ما لز مه عل مه؛ وليلزم ال سي ال يه ال اذا كان‬ ‫‪ )(78‬جاء من طر يق أ نس بن مالك رواه ا بن ما جة ف " سننـه" [‪ ]224‬و الب ـيهقي ف "ش عب اليان" [‪ 1663‬و‬ ‫‪ 1664‬و ‪ 1665‬و ‪ ]1666‬وأبـو نعيـم فـ "الليـة" [‪ ]12506‬والطيـب فـ "تاريـخ بغداد" (‪ 4/378‬و ‪ 429‬ــ‬ ‫‪ 7/398‬ـ ‪ 9/113‬و ‪ 369‬ـ ‪ 10/373‬ـ ‪ ]11/421‬وا بن النجار ف "ذ يل تار يخ بغداد (‪ 18/87‬مع التار يخ)‬ ‫والقضاعي ف "الشهاب" [‪ ]175‬والعقيلي ف "الضعفاء" (‪.)4/250‬‬ ‫كما جاء من طريق أبـي سعيد الدري رواه البـيهقي ف "الشعب" [‪ ]1667‬والطيب (‪ )5/193‬والقضاعي [‬ ‫‪.]174‬‬ ‫ورواه الطبان ف "الصغي" [‪ ]22‬عن السيدة عائشة رضي ال عنـها‪ ،‬والطيب ف "التاريخ" (‪ )1/424‬من طريق المام‬ ‫علي‪ ،‬و المام أبو حنيفة ف "مسنده" عن أبـي هريرة ‪ ،‬والعقيلي ف "الضعفاء" (‪ )2/58‬عن ابن عمر و(‪)3/410‬‬ ‫عن ا بن عباس ‪ ،‬وجاء مر سل عن ال سي بن علي ع ند ال طبان ف "ال صغي" [‪ ]61‬والط يب ف "تار يخ بغداد" (‬ ‫‪.)5/414‬‬ ‫رواه الطبان ف "الكبـي" [‪]10439‬‬ ‫‪ )(79‬رواه المام الرب ـيع الفراهيدي ف "م سنده" بر قم [‪ ]18‬والب ـيهقي ف "ش عب اليان" بر قم [‪ ]1663‬والط يب ف‬ ‫"تاريخ بغداد" (‪ 9/369‬دار الكتب العلمية) والشجري ف "المال الميسية" (‪ )1/57‬والعقيلي ف "الضعفاء" (‪)2/230‬‬ ‫وابن عدي ف "الكامل" (‪ )4/118‬من طريق أنس بن مالك وهو حديث صحيح ثابت لتصاله برواية العدول الثقات ف‬ ‫"مسند" الربـيع الفراهيدي‪ ،‬أما بقية طرقه فل تلو من مقال‪.‬‬ ‫‪56‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫صحيحا واجدا للراحلة والمان ف الطر يق وواجدا للقوت الذي يتر كه ل ن يلز مه عوله إل أن ير جع‬ ‫إليهـم‪ ،‬فقوله (يرى) أي يدـ له‪ ،‬وقوله‪( :‬معـبا) أي من ي عب له عل مه بعبارة يعقلهـا وال فل يلزمـه‪.‬‬ ‫وقوله‪( :‬وان نأى) أي بَعُدَ ذلك ال عب عن بلده‪ .‬وقوله‪( :‬ي ضي له) أي ير حل ال يه‪ .‬وقوله‪ ( :‬ف ال صح)‬ ‫بضم ال صاد اسم بع ن الصحة‪ .‬وقوله‪ ( :‬مع وجدان) مصدر وجد‪ .‬وقوله‪ ( :‬ما يمله) أي مع وجوده‬ ‫الذي يمله ال يه و هو الركوب؛ وذلك اذا ل ي ستطع ال شي ال يه‪ .‬وقوله‪( :‬ومأ من) م صدر أمِ نَ بع ن‬ ‫المان‪ .‬وقوله‪( :‬مع قوت من يكفله) أي مع وجدانـه قوتا يتركه لن يكفله أي لن يلزمه عَوْله‪ ،‬فهذه‬ ‫خسـة شروط وهـي‪ :‬وجود الــ ُم َعبّر‪ ،‬والصـحة‪ ،‬والركوب اذا ل يسـتطع الشـي‪ ،‬والمان‪ ،‬وقوت‬ ‫العيال‪ ،‬وترك شرطـا سـادسا وهـو الزاد ا ُلبَلّغ إل أنــه تنطوي عليـه عبارتــه بالأمـن‪ ،‬فان ترك الزاد‬ ‫موف‪ .‬وهذا الذي ذكره الناظم ما تقوم فيه الجة بالسماع‪ ،‬وأما الذي تقوم عليه فيه الجة من العقل‬ ‫فغي مَُنفّس لحد فيه بالسؤال بعد خطور البال كما سيأت ان شاء ال ف موضعه‪.‬‬ ‫فان قل تَ‪ :‬هل يلزم أحدا علم ما يطمئن اليه قلبـه أنـه لو عاش يلزمه ذلك(‪ )80‬وياف عند لزومه أن‬ ‫ل يد من يُ َعّبرُ له ايّاه؟‪ .‬قل تُ‪ :‬ل يلزمه ذلك ال أنـه من باب الفضيلة والوسيلة‪ ،‬ولو كان يلزمه ذلك‬ ‫للزمه أن يعرف ما هو أبعد منـه فَيتَمَشّى هذا القول إل أن يلزمه أن يعرف جيع ما ف علم ال؛ وهذا‬

‫‪ )(80‬كأن يسئل من كان قبل وجود الطائرات مثل عن حكم الصلة ف الطائرة وكيفيتـها‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫مال والدائن بــه دائن بضلل‪ .‬وباـ أورده المام أبـو سـعيد(‪ )81‬ــ رضـي ال عنــه ــ فـ كتاب‬ ‫"الستقامة"(‪ )82‬كفاية من أن نطيل بالتفصيل له هاهنا‪.‬‬ ‫جاءت بـه مـــن‬ ‫(‪()22‬وفضلــــه ليـــــس له احــصــاء‬ ‫ربنــــا النباء)‬ ‫الاء من قوله (وفضله) عائدة إل العلم‪ ،‬و(الحصاء) ـ بالكسر ـ الضبط والصر‪ ،‬و(النباء) بالفتح‬ ‫الخبار أي ف ضل العلم ل يس له ض بط ل ن رام ضب طه‪ ،‬ول ح صر ل ن شاء ح صره لِعِظَم ما منّ ال‬ ‫بسببـه من النّعم على صاحبـه دلت على ذلك اليات القرانية والحاديث النبوية‪.‬‬ ‫أمـا اليات فقـد قال عزوجـل‪ :‬شهـد الله أنــه ل اله ال هـو والملئكـة وأولوا‬ ‫العلم قائمـا بالقسـط آل عمران ‪ 18 :‬فان ظر ك يف بدأ سبحانـه وتعال بنف سه وَثنّ ى باللئ كة‬ ‫وثَلّث بأهـل العلم‪ ،‬وناهيـك بــهذا شرفـا وفضلً‪ ،‬وقال تعال‪ :‬يرفـع الله الذيـن آمنوا‬ ‫منكـم والذيـن أوتوا العلم درجات الجادلة ‪ 11 :‬قال ا بن عباس ـ ر ضي ال عن ـه ـ‪:‬‬ ‫"للعلماء درجات فوق درجات الؤمن ي ب سبعمائة در جة ما ب ـي الدرجت ي م سية خ سمائة عام"‪.‬‬ ‫وقال ال عزوجل‪ :‬قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ليعلمون‬

‫الزمر ‪9 :‬‬

‫ه من عباده العلماءُ فا طر ‪، 28 :‬وقال تعال‪ :‬قل كفى‬ ‫‪،‬وقال‪ :‬انما يخشى الل َ‬ ‫‪ )(81‬العلمة الكبـي أبو سعيد ممد بن سعيد بن ممد بن سعيد الناعبـي الكدمي من كبار علماء الباضية بعمان‪ ،‬وكدم‬ ‫إحدى ضواحي ولية المراء ولد عام ‪305‬هـ تقريبا ونشأ ف ظلل حكومة المام العادل سعيد بن عبد ال وكان مؤازرا‬ ‫له منذ بلوغه اللم ويبدو أنـه تتلمذ عليه ف بداية أمره إذ كان هذا المام موصوفا بأنـه عال ل يشق له غبار‪ ،‬كما أخذ‬ ‫عن الشيخ أبو السن ممد بن السن و عاصر إمامة المام الرضي راشد بن الوليد‪ ،‬وكان أبو سعيد عال يشار إليه بالبنان‬ ‫ول أدل على ذلك من قوة التأثي الذي خلفه من بعده حيث لقت فتاواه وأجوبتـه ومصنفاتـه صدورا رحبة فكان تراثه‬ ‫مط اهتمام عند أهل عمان ويندر أن ترى الصنفات الت جاءت بعده إل وتول فتاواه اهتماما بالغا وهو القصود بـ(أبـي‬ ‫سعيد) إذا اطلق ع ند الباض ية‪ ،‬وكان زاهدا متور عا ب ق ي صفه الش يخ ال سالي ف "ت فة العيان" ( ‪ )1/191‬بقوله‪" :‬وكان‬ ‫لبـي سعيد يومئذ نلة وخرة وهي شجرة العنب‪ ،‬قيل انـه يأكل من تر النخلة بل خبز ول حلء [وهو اللحم بأنواعه]‪،‬‬ ‫وله ثلث ن سوة مو سرات ل يأ كل من مال ن شيئا‪ ،‬و قد أخذن ـه ل جل عل مه وأح سب أن ـه كان يق سم ثرة النخلة على‬ ‫السنة والمرة [شجرة العنب] للكسوة فيما قيل‪ ،‬هذا هو الزهد لن عقله" ا‪.‬هـ‪ .‬من تصانيفه "العتب ـ ط" و "الستقامة‬ ‫ـ ط" و "زيادات الشراف ـ خ" وف يه تت بع كتاب الشراف على مذا هب أ هل العلم ل بن النذر الني سابوري وعلق عل يه‬ ‫كحاش ية يبز في ها رأي الذ هب البا ضي و قد أورد صاحب "ب ـيان الشرع" ب عض هذا الكتاب‪ .‬ك ما له ممو عة أجو بة‬ ‫بعنوان "الامع الفيد ف أحكام أبـي سعيد ـ ط" جعه الشيخ سرحان بن سعيد الزكوي‪ .‬وتوف سنة ‪355‬هـ تقريبا ول‬ ‫يزال قـبه معروف ببلد العارض مـن كدم‪"( .‬تفـة العيان" للسـالي ‪ 1/191‬ــ "إتاف اعيان" للبطاشـي ‪ 1/215‬ــ‬ ‫‪.)225‬‬ ‫‪ )(82‬انظر "الستقامة" للمام أبـي سعيد الكدمي (‪ 2/214‬وما بعدها)‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫بالله شهيدا ً بـيني وبـينكم ومن عنده علم الكتاب الرعد ‪ ، 43 :‬وقال تعال‪:‬‬ ‫وقال الذي عنده علم مـن الكتاب أنـا آتيـك بــه النمـل ‪ 40 :‬تنب ـيها على أن ـه‬ ‫اقتدر بقوة العلم‪ ،‬وقال عزوجـل‪ :‬وقال الذيــن اوتوا العلم ويلكــم ثواب الله‬ ‫خيـر لمـن آمـن وعمـل صـالحاً القصـص ‪ 80 :‬وف يه أن عِظَم قدر الخرة يعلم بالعلم‪ ،‬وقال‬ ‫َ‬ ‫تعال‪ :‬وتلك المثال نضربــها للن ّاس ومـا يعقلهـا إل العالمون العنكبوت ‪43 :‬‬ ‫وقال تعال‪ :‬ولو ردوه إلى الرســول وإلى اولي المــر منـــهم لعلمــه‬ ‫الذيـن يسـتنبطونـه منــهم الن ساء ‪َ 83 :‬ردّ ُحكْمَ هُ ف الوقائع إل ا ستنباطهم وَألَ قَ رتبت ـهم‬ ‫برتبة النبـياء ف كشف حكم ال‪.‬‬ ‫وأ ما الخبار النبو ية ف قد أورد الا فظ ا بن ح جر(‪ )83‬من ـها جلة م سرودة مذو فة ال سناد ف ها ن ن‬ ‫نوردها على طريقتـه‪ :‬قال رسول ال ‪ » :‬من يرد ال بـه خيا يفقّهه ف الدين«(‪» )84‬اذا أراد ال‬

‫‪ )(83‬تأت ترجتـه ف التعليق على البـيت رقم (‪.)285‬‬

‫‪ )(84‬بـهذا اللفظ جاء من طريق معاوية بن أبـي سفيان رواه الربـيع الفراهيدي ف "مسنده" برقم [‪ ]26‬والبخاري ف‬ ‫"صـحيحه" [‪ 71‬و ‪ ]3116‬ومسـلم فـ "صـحيحه" [‪ 1037‬و ‪ 1038‬و ‪ ]1923‬وأحدـ فـ "مسـنده" [‪ 16843‬و‬ ‫‪ 16852‬و ‪ 16856‬و ‪ 16866‬و ‪ 16884‬و ‪ 16915‬و ‪ ]16934‬وا بن حبان ف " صحيحه" [‪ ]89‬و الدار مي ف‬ ‫" سننـه" [‪ 224‬و ‪ ]226‬وا بن أب ـي شي بة ف "ال صنف" [‪ 31036‬و ‪ ]31037‬وع بد بن ح يد ف "م سنده" [‪/412‬‬ ‫النت خب] والب ـيهقي ف "ش عب اليان" [‪ 4870‬و ‪ ]10307‬والقضا عي ف "الشهاب" [‪ 346‬و ‪ ]954‬والجري ف‬ ‫"أخلق العلماء" ص(‪.)15‬‬ ‫وجاء من طر يق ا بن عباس رواه المام أح د ف "م سنده" [‪ ]2794‬والترمذي ف " سننـه" [‪ ]2645‬والدار مي ف‬ ‫"سننـه" [‪ ]225‬والجري ف "اخلق العلماء" ص(‪.)15‬‬ ‫وجاء من طريق أبـي هريرة رواه المام أحد برقم [‪ ]7212‬وابن ماجة ف "سننـه" [‪ ]220‬والطبان ف "الصغي" [‬ ‫‪ ]797‬والقضاعي ف "الشهاب" [‪ ]345‬والجري ف "الربعي" ـ الديث الول منـها ـ وف "أخلق العلماء" له ص(‬ ‫‪.)15‬‬ ‫وجاء من طريق أنس بن مالك رواه المام الربـيع ف "مسنده" برقم [‪ ]25‬ولفظه‪» :‬من أراد ال بـه ‪.«..‬‬ ‫‪59‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫بعبد خيا فقهه ف الدين وألمه رشده«(‪» )85‬أفضل العبادة الفقه وأفضل الدين الورع«(‪ )86‬وف حديث‬ ‫(‪)87‬‬ ‫ختَلَف ف يه والمهور على قبوله‪» :‬ف ضل العلم خ ي من ف ضل العبادة وخ ي دين كم الورع«‬ ‫سنده ُم ْ‬ ‫و» من سلك طريقا يلتمس فيه علما سَهّل ال له بـه طريقا إل النّة‪ ،‬وان اللئكة لتضع أجنحتـها‬ ‫لطالب العلم رضا لا يطلب وان العال ليستغفر له من ف السموات ومن ف الرض حت اليتان ف الاء‬ ‫وفضل العال على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وان العلماء ورثة النبـياء‪ ،‬وان النبـياء‬ ‫ل يُ َورّثوا دينارا ول درهاـ‪ ،‬واناـ َورّثوا العلم فمـن أخذه أخـذ بظـ أوفـر«(‪ .)88‬ووقـع للناس فـ هذا‬ ‫‪ )(85‬بـهذا اللفظ من طريق أبـي هريرة رواه النسائي ف "السنن الكبى" برقم [‪ ]5839‬وابن ماجة ف "سننـه" [‬ ‫‪ ]220‬وعبد الرزاق الصنعان ف "الصنف" [‪ .]20851‬ومن طريق معاوية بن أبـي سفيان رواه المام أحد [‪ 16840‬و‬ ‫‪ 16848‬و ‪ 16880‬و ‪ ]16886‬ـ دون لفظة‪" :‬وألمه رشده" ـ ورواه أيضا أبو نعيم ف "اللية" [‪.]6714‬‬ ‫ورواه ابن أبـي شيبة ف "الصنف" [‪ ]31039‬من كلم عبـيد بن عمي وف [‪ ]31040‬من كلم ممد بن كعب‪.‬‬ ‫قال اليثمي ف "ممع الزوائد" (‪ 1/327‬دار الفكر)‪" :‬رواه البزار والطبان ف الكبـي ورجاله موثقون"‪ .‬ا‪.‬هـ ولعله فيما‬ ‫ل يطبع من "الكبـي" للطبان‪.‬‬ ‫قال اليثمي ف "ممع الزوائد" (‪" :)1/325‬رواه الطبان‬ ‫‪ )(86‬رواه الطبان ف "الصغي" برقم [‪ ]1086‬عن ابن عمر‬ ‫ف الثلثة وفيه ممد بن أبـي ليلى ضعفوه لسوء حفظه"‪ .‬ول أجده ف مطبوعة "الكبـي" فلعله فيما ل يطبع‪.‬‬ ‫ورواه القضاعي ف "الشهاب" [‪ ]1290‬عن ابن عمر وابن عباس كلها بسند ليس فيه ابن أبـي ليلى هذا‪.‬‬ ‫‪ )(87‬الد يث ب ـهذا الل فظ جاء من طر يق حذي فة رواه الا كم ف "ال ستدرك" بر قم [‪ ]317‬وأ بو نع يم ف "الل ية" [‬ ‫‪ ]2087‬وابن عدي ف "الكامل" (‪ )4/198‬والطبان ف "الوسط" والبزار ف "مسنده" وعنـهما يقول اليثمي ف "ممع‬ ‫الزوائد" (‪" :)1/325‬رواه الطبان ف "الوسط" والبزار وفيه عبد ال بن عبدالقدوس وثقه البخاري وابن حبان وضعفه ابن‬ ‫معي وجاعة"‪.‬‬ ‫ورواه الا كم ف "الستدرك" برقم [‪ 314‬و ‪ 315‬و ‪ ]316‬عن سعد بن أب ـي وقاص بل فظ‪" :‬أ حب إلّ"‪ .‬وعن ـه‬ ‫يقول الذهب ـي ف "تلخ يص ال ستدرك" ـ م عه ـ ‪ :‬على شرطه ما‪ .‬أي البخاري وم سلم‪ .‬ك ما رواه ا بن ع ساكر ف‬ ‫"البلدانية" ـ البلد السادس عشر ـ ص(‪ )94‬عن ثوبان بلفظة‪" :‬أفضل من"‪ .‬بدل من‪" :‬خي من"‪.‬‬ ‫وروي بلفظ‪» :‬أفضل العلم خي من فضل العبادة وملك دينكم الورع« رواه ابن أبـي شيبة ف "مصنفه" [‪ 26106‬و‬ ‫‪ ]34396‬عن عمرو بن قيس ‪ .‬والقضاعي ف "الشهاب" [‪ ]40‬والطيب ف "تاريخ بغداد" (‪ )5/203‬ـ بدون لفظة‬ ‫"أفضل" ـ كلها عن ابن عباس ‪ .‬والشجري ف "أماليه" (‪ )1/59‬عن ابن عمر ‪.‬‬ ‫‪ )(88‬الد يث بتما مه هكذا جاء من طر يق أب ـي الدرداء رواه الترمذي ف " سننـه" [‪ ]2682‬وأبوداود ف "ال سنن" [‬ ‫‪ ]3641‬وا بن ما جة ف " سننـه" [‪ ]223‬وا بن حبان ف " صحيحه" [‪ /88‬الح سان] والدار مي ف " سننـه" [‪]342‬‬ ‫والبـيهقي ف "شعب اليان" [‪ 1696‬و ‪ ]1697‬والطيب ف "تاريخ بغداد" (‪.)1/414‬‬ ‫وجاء قوله ‪ » :‬من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل ال له طريقا إل النة« مفردا من طريق أبـي هريرة عند‬ ‫الرب ـيع الفراهيدي ف "م سنده" [‪ ]20‬وأح د ف "م سنده" [‪ 7445‬و ‪ ]8336‬وا بن حبان [‪ ]84‬وا بن أب ـي شي بة ف‬ ‫‪60‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ـ رسـول ال جئت أطلب العلم‪ .‬قال‪» :‬مرحب ا‬ ‫ـ‬ ‫الديـث اختلف كثيـ قال صـفوان بـن عسـّال(‪ :)89‬ي ا‬ ‫بطالب العلم‪ ،‬ان طالب العلم لتحفّه اللئكة بأجنحتـها ث يركب بعضهم بعضا حت يبلغوا ساء الدنيا‬ ‫من مبتـهم لا يطلب«(‪» )90‬يا أبا ذر لئن تغدوا فَتعَلّم آية من كتاب ال خي لك من أن تصلي مائة‬ ‫(‪)91‬‬ ‫ركعة‪ ،‬ولئن تغدو فَتعَلّم بابا من العلم عُ ِملَ ب ـه أو ل يُع مل خ ي لك من أن تصلي ألف ركعة«‬ ‫»الدنيا ملعونة ملعون ما فيها ال ذكر ال وما واله وعالا أو متعلما«(‪» )92‬ان ما يلحق الؤمن من‬ ‫"مصنفه" [‪ .]26108‬وهو موقوف على ابن عباس عند الدارمي [‪.]345‬‬ ‫وجاء قوله ‪» :‬إن اللئ كة لت ضع أجتحت ـها لطالب العلم ر ضا ل ا يطلب« مفردا من طر يق أ نس‬ ‫‪ ]19‬ومن طريق صفوان بن عسال عند أحد [‪ 18113‬و ‪ 18122‬و ‪ ]18124‬وغيهم‪.‬‬

‫ع ند الرب ـيع [‬

‫‪ )(89‬الصحابـي الليل صفوان بن عسال من بن الربض بن زاهر الرادي‪ ،‬غزا مع النبـي اثنت عشرة غزوة‪ .‬وسكن‬ ‫الكوفة‪ ،‬روى عنـه من الصحابة عبدال بن مسعود‪ ،‬وأما بقية الرواة الذين أخذوا عنـه فأشهرهم زر بن حبـيش وعبدال‬ ‫بن سلمة وعبـيدال بن خليفة وغيهم‪ .‬ويقال إنـه من بن جل بن كنانة بن ناجية بن مراد‪"( .‬الستيعاب" لبن عبدالب‬ ‫‪ 2/279‬ـ "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر ‪.)4/393‬‬ ‫‪ )(90‬هذا الديث روي مرفوعا عند الطبان ف "الكبـي" (‪ 8/54‬برقم ‪ )7347‬وابن عدي ف "الكامل" (‪ )6/331‬عن‬ ‫ا بن م سعود ورواه الجري ف "أخلق العلماء" ص(‪ )22‬والا كم ف "ال ستدرك" بر قم [‪ ]341‬عن زر بن حب ـيش‪.‬‬ ‫وقد روي هذا الديث موقوفا من كلم صفوان بن عسال عند طائفة من أصحاب الديث‪ ..‬يقول الذهبـي عن رواية‬ ‫الا كم ف تلخي صه باش ية "ال ستدرك" (‪ 1/180‬دار الك تب العلم ية)‪" :‬خال فه شيبان فقال‪ :‬ث نا ال صعق‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن‬ ‫النـهال‪ ،‬عن زر عن ابن مسعود قال‪ :‬حدّث صفوان بن عسال قال‪ :‬أتيت رسول ال ‪ .‬ورواه أبو جناب الكلبـي عن‬ ‫طلحة بن مصرف عن زر موقوفا على صفوان ‪ ..‬والذين أسندوه أحفظ‪ ".‬بل إن الاكم نفسه ـ بعدما أورد رواية موقوفة‬ ‫ـ يقول ف "ال ستدرك" (‪ .. " :)1/181‬ف قد أ سنده جا عة وأوق فه جا عة والذي أ سنده أح فظ والزيادة من ـهم مقبولة"‪.‬‬ ‫ا‪.‬هـ‬ ‫و عن روا ية ال طبان التقد مة يقول اليث مي ف "م مع الزوائد" (‪" :)1/344‬رواه ال طبان ف "الكب ـي" ورجاله رجال‬ ‫الصحيح‪ ".‬ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫‪ )(91‬رواه ابن ماجة ف "السنن" برقم [‪ ]219‬عن أبـي ذر ‪ ..‬وف اسناده عبدال بن زياد البحران تكلموا فيه وعلي بن‬ ‫زيد بن جدعان "ضعيف" كما ف "تقريب التـهذيب" لبن حجر (‪ )2/37‬وعليه يكون الديث ضعيفا وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(92‬جاء مـن طريـق أبــي هريرة رواه ابـن ماجـة [‪ ]4112‬والبــيهقي فـ "شعـب اليان" [‪ ]1708‬والعقيلي فـ‬ ‫"الضعفاء" (‪ )2/326‬كما رواه أيضا الترمذي ف "سننـه" [‪ ]2322‬بزيادة ‪» :‬أل إن الدنيا ‪.«..‬‬ ‫وجاء بلفظ‪» :‬الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إل متعلم خيا ومعلمه« موقوف على كعب رواه الدارمي ف "سننـه" [‬ ‫‪ ]322‬وابن أبـي شيبة ف "مصنفه" [‪.]35321‬‬ ‫وجاء بل فظ‪» :‬الدن يا ملعو نة ملعون ما في ها إل عال وذ كر ال و ما واله« من طر يق ا بن م سعود رواه ال طبان ف‬ ‫"الوسط" وفيه يقول اليثمي ف "ممعه" (‪" :)1/328‬رواه الطبان ف "الوسط" وقال‪ :‬ل يروه عن ابن ثوبان عن عبدة إل‬ ‫أبو الطرف الغية بن الطرف‪ .‬قلت‪ :‬ل أر من ذكره‪ ".‬ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫‪61‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫عمله وحسناتـه بعد موتـه علما َعلّمَه ونشره‪ ،‬أو ولدا صالا تركه‪ ،‬أو مصحفا َو ّرثَه‪ ،‬أو مسجدا‬ ‫بناه‪ ،‬أو بـيتا لبن السبـيل بناه ‪ ،‬أو نـهرا أجراه‪ ،‬أو صدقة أخرجها من ماله ف صحتـه وحياتـه‬ ‫تلحقه ب عد موتـه«(‪» )93‬خي ما يلف الرجل من بعده ثلث‪ :‬ولد صال يدعو له‪ ،‬وصدقة تري‬ ‫يبل غه أجر ها‪ ،‬وعلم يع مل ب ـه من بعده«(‪» )94‬علماء هذه ال مة رجلن ر جل آتاه ال عل ما فبذله‬ ‫للناس ول يأخذ عليه طمعا ول يشتر بـه ثنا؛ فذلك يستغفر له حيتان البحر ودواب الب والطي ف جو‬ ‫السماء‪ ،‬ورجل آتاه ال علما فبخل بـه عن عباد ال وأخذ عليه طمعا واشترى بـه ثنا؛ فذلك يلجم‬ ‫يوم القيا مة بلجام من نار‪ ،‬وينادي منادٍ هذا الذي آتاه ال عل ما فب خل ب ـه عن عباد ال وأ خذ عل يه‬ ‫طمعا واشترى ب ـه ث نا‪ ،‬وكذلك ح ت يفرغ ال ساب«(‪» )95‬ف ضل العال على العا بد كفضلي على‬ ‫أدناكم«(‪» )96‬إن ال وملئكتـه وأهل السماوات وأهل الرض حت النملة ف جحرها وحت الوت‬ ‫ف الاء لي صلون على معل مي الناس ال ي«(‪» )97‬يقول ال عزو جل للعلماء يوم القيا مه‪ :‬ا ن ل أج عل‬ ‫علمي وحلمي فيكم ال وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ول أبال«(‪ )98‬واضافة العلم واللم‬ ‫الذَيْنِ فيهم اليه تعال صريح ف أنـهم كانو عاملي ملصي‪».‬العلم علمان؛ علم ف القلب فذلك العلم‬ ‫‪ )(93‬جاء من طريق أبـي هريرة رواه ابن خزية ف "صحيحه" برقم [‪ ]2490‬وابن ماجة برقم [‪.]242‬‬ ‫و ف "حل ية الولياء" لب ـي نع يم ال صفهان بر قم [‪ ]2675‬عن أ نس بن مالك قال‪ :‬قال ر سول ال ‪ » :‬سبع يري‬ ‫أجرها للعبد بعد موتـه وهو ف قبه‪ :‬من علم علما‪ ،‬أو أجرى نـهرا‪ ،‬أو حفر بئرا‪ ،‬أو غرس نل‪ ،‬أو بن مسجدا‪ ،‬أو ورّث‬ ‫مصحفا‪ ،‬أو ترك ولدا يستغفر له بعد موتـه«‪.‬‬ ‫‪ )(94‬جاء من طريق أبـي قتادة رواه ابن خزية ف "صحيحه" برقم [‪ ]2495‬وابن حبان ف "صحيحه" [‪ 93‬و ‪/4882‬‬ ‫الحسان] وابن ماجة [‪ ]241‬والطبان ف "الصغي" [‪ ]387‬ـ دون لفظة‪" :‬ثلث" ـ وجاء من طريق أبـي هريرة‬ ‫عند الشجري ف "أماليه" (‪.)1/69‬‬ ‫‪ )(95‬رواه الطبان ف "الوسط" عن ابن عباس يقول اليثمي ف "ممع الزوائد" (‪ 1/332‬دار الفكر)‪" :‬رواه الطبان ف‬ ‫"الوسط" وفيه عبد ال بن خراش ضعفه البخاري وأبو زرعة وأبو حات وابن عدي ووثقه ابن حبان"‪ .‬ا‪.‬هـ ول يعتد بتوثيق‬ ‫ا بن حبان إذا تفرد لشت ـهاره بتوث يق الجاه يل وا بن خراش ضع فه أي ضا ال ساجي والن سائي والدارقط ن والو صلي ك ما ف‬ ‫"تـهذيب التـهذيب" لبن حجر (‪ /5/177‬العلمية) ولص حاله ف "التقريب" (‪ )1/412‬فقال‪" :‬ضعيف‪ ،‬وأطلق عليه‬ ‫ابن عمار‪ :‬الكذاب‪ ".‬ا‪.‬هـ و قال الذهبـي ف "الكاشف" (‪" :)2/74‬ضعفوه" ا‪.‬هـ‪ .‬وعليه فيكون الديث ضعيفا وال‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(96‬جاء من طر يق أب ـي أما مة رواه الترمذي ف " سننـه" بر قم [‪ ]2685‬وال طبان ف "الكب ـي" (‪ 8/233‬بر قم‬ ‫‪ .)7911‬ورواه الدار مي ف " سننـه" بر قم [‪ ]289‬عن مكحول مر سل و[‪ ]340‬عن ال سن مر سل أي ضا مع اختلف‬ ‫يسي‪.‬‬ ‫‪ )(97‬رواه أي ضا الترمذي وال طبان ف الوضع ي التقدم ي ك ما رواه الشجري ف "أمال يه" (‪ )1/54‬كل هم من طر يق أب ـي‬ ‫أمامة ‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫النافع‪ ،‬وعلم ف اللسان فذلك حجة ال على ابن آدم«(‪» )99‬من غدا إل السجد ل يريد ال أن يتعلم‬ ‫خيا أو يعل مه كان له كأ جر حاج تاما ح جه«(‪ » )100‬من خرج ف طلب العلم ف هو ف سبـيل ال‬ ‫ح ت ير جع«(‪ » )101‬من غدا ير يد العلم يتعل مه ل ف تح له با با إل ال نة وفر شت له اللئ كة أكتاف ها‬ ‫و صلت عل يه ملئ كة ال سموات وحيتان الب حر وللعال من الف ضل على العا بد كف ضل الق مر ليلة البدر‬ ‫على أصـغر كوكـب فـ السـماء والعلماء ورثـة النبــياء لن النبــياء ل يُ َورّثوا دينارا ول درهاـ‪،‬‬ ‫ولكنـهم ورّثوا العلم فمن أخذه أخذ بظ وافر ـ وزاد البـيهقي(‪ :)102‬ـ وموت العال مصيبة لتب‬ ‫‪ )(98‬رواه ال طبان ف "الكب ـي" (‪ 2/84‬بر قم ‪ )1381‬من طر يق ثعل بة بن ال كم‪ .‬وجاء بألفاظ مقار بة ع ند ال طبان ف‬ ‫"الصغي" برقم [‪ ]582‬عن أبـي موسى الشعري‪ .‬وأبو حنيفة ف "مسنده" ص(‪ /39‬الكتب العلمية) عن ابن مسعود ‪.‬‬ ‫والرويان ف "مسند الصحابة" (‪ 1/210‬برقم ‪ )542‬عن أبـي موسى أيضا‪ .‬ورواه العقيلي ف "الضعفاء" (‪ )3/372‬عن‬ ‫ابن عباس وابن عدي ف "كامله" (‪ )4/111‬عن أبـي موسى الشعري‪ .‬وتأمل كلم السيوطي ف "اللل الصنوعة" (‬ ‫‪ 1/201‬و ‪ 202‬دار الكتب العلمية)‪.‬‬ ‫‪ )(99‬رواه الط يب البغدادي ف "تار يخ بغداد" (‪ )5/108‬عن جابر بن عبدال‬ ‫‪ 17/34‬مع التاريخ) والشجري ف "أماليه" (‪ )1/60‬كلها عن أنس ‪.‬‬ ‫ورواه الب ـيهقي ف "ش عب اليان" [‪ ]1825‬من كلم الفض يل بن عياض‪ .‬ك ما رواه الدار مي ف " سننـه" [ ‪ 364‬و‬ ‫‪ ]365‬و ابن أبـي شيبة ف "مصنفه" [ ‪ ]34350‬كلها من طريق السن البصري مرسل‪ .‬وأسانيده ل تتمل التصحيح‬ ‫وال أعلم‪.‬‬

‫وا بن النجار ف "ذ يل تار يخ بغداد" (‬

‫‪ )(100‬جاء من طريق أبـي أمامة رواه الطبان ف "الكبـي" (‪ 8/94‬برقم ‪ )7473‬وعنـه يقول اليثمي ف "ممعه" (‬ ‫‪" :)1/329‬رواه الطـبان فـ "الكبــي" ورجاله موثقون كلهـم"‪ .‬كمـا رواه أبـو نعيـم فـ "حليـة الولياء" (‪)6/102‬‬ ‫والشجري ف "أماليه" (‪ )1/56‬ورواه الاكم ف "الستدرك" برقم [‪ ]311‬عن أبـي أمامة بلفظ‪» :‬من غدا إل السجد‬ ‫ل يريد إل أن يتعلم خيا أو يعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة‪ ،‬فمن راح إل السجد ل يريد إل ليتعلم خيا أو يعلمه فله‬ ‫أجر حاج تام الجة«‪ .‬قال الذهبـي ف "تلخيصه" له‪" :‬على شرط البخاري"‪ .‬ا‪.‬هـ‬ ‫‪ )(101‬جاء من طريق أنس بن مالك رواه الترمذي ف "سننـه" برقم [‪ ]2647‬والطبان ف "الصغي" [‪ ]372‬والجري‬ ‫ف "أخلق العلماء" ص(‪ )24‬والعقيلي ف "الضعفاء" (‪.)2/17‬‬ ‫وجاء من طريق صفوان بن عسال بلفظ‪ » :‬من غدا يطلب علما كان ف سبـيل ال حت يرجع« رواه الطبان ف‬ ‫"الكبـي" (‪ 8/67‬برقم ‪.)7388‬‬ ‫وجاء من طريق أبـي هريرة بلفظ‪ » :‬من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خيا أو يعلمه كان كالجاهد ف سبـيل ال ‪«..‬‬ ‫رواه ا بن حبان ف " صحيحه" بر قم [‪ /87‬الح سان] والا كم ف "ال ستدرك" ر قم [‪ 309‬و ‪ ]310‬وقال عقب ـه‪" :‬هذا‬ ‫حديث صحيح على شرط الشيخي فقد احتجا بميع رواتـه ول أعلم علة له‪ .".‬وقال الذهبـي ف "تلخيصه" عليه‪" :‬وهو‬ ‫على شرطهما ول أعلم له علة"‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫‪ )(102‬الافظ أبو بكر أحد بن السي بن علي بن موسى البـيهقي السروجردي وبـيهق من نواحي نيسابور عال بالديث‬ ‫لكنـه غلب عليه النتصار لذهب الشافعي‪ ،‬قال أبو العال الوين‪ :‬ما من شافعي إل وللشافعي عليه منّة إل أحد البـيهقي‬ ‫‪63‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وثلمة ل تُسَد وهو نم طمس‪ ،‬موت قبـيلة أيسر من موت عال«(‪» )103‬نضّر ال امرئ ـ أي رزقه‬ ‫النضارة والبـهجة والسن ـ سع مقالت فوعاها فأداها كما سعها؛ فرب حامل فقه إل من هو أفقه‬ ‫من ـه‪ ،‬ورب حا مل ف قه ل يس بفق يه‪ ،‬ثلث لي غل علي هن قلب م سلم؛ اخلص الع مل ل‪ ،‬ومنا صحة‬ ‫اولة ال مر‪ ،‬ولزوم الما عة فإن دعوت ـهم لت بط ـ و ف روا ية‪ :‬ت فظ من ورائ هم ـ و من كا نت‬ ‫الدنيا نيتـه َفرّق ال عليه أمره وجعل فقره بـي عينيه ول يأتـه من الدنيا ال ما كتب ال له‪ ،‬ومن‬ ‫كانت الخرة نيتـه جع ال أمره وجعل غناه ف قلبـه وأتتـه الدنيا وهي راغمــة«(‪» )104‬فمن‬ ‫فإن له على الشافعي مِنّة لتصانيفه ف نصرة مذهبـه وأقاويله‪ .‬ولد سنة ‪384‬هـ سع الاكم وأبا بكر بن فورك وأبا علي‬ ‫الروذباري وغيهم‪ ،‬من تصانيفه‪" :‬السنن الكبى ـ ط" و"دلئل النبوة ـ ط" و"شعب اليان ـ ط" و "الساء والصفات‬ ‫ـ ط" وغي ها وتو ف سنة ‪458‬ه ـ‪"( .‬تذكرة الفاظ" للذهب ـي ‪ 3/1132‬ـ "تب ـيي كذب الفتري" ل بن ع ساكر‬ ‫‪ 265‬ـ "طبقات الشافعية" للتاج السبكي ‪.)4/8‬‬ ‫‪ )(103‬الد يث ب ـهذا التمام رواه الب ـيهقي ف "ش عب اليان" (‪ )2/264‬بر قم [‪ ]1699‬عن أب ـي الدرداء وا سناده‬ ‫ضعيف جدا لن فيه خالد بن يزيد بن أبـي مالك وعنـه يقول المام أحد‪ :‬ليس بشيء‪ .‬وقال ابن معي‪ :‬بالعراق كتاب‬ ‫ينبغي أن يدفن‪ ،‬وبالشام كتاب ينبغي أن يدفن‪ ،‬فأما الذي بالعراق فكتاب "التفسي" عن ابن الكلبـي عن أبـي صال عن‬ ‫ا بن عباس‪ ،‬وأ ما الذي بالشام فكتاب "الديّات" لالد بن يز يد بن أب ـي مالك؛ ل يرض أن يكذب على أب ـيه ح ت كذب‬ ‫على أ صحاب ر سول ال صلى ال عل يه وآله و سلم‪ .‬قال ا بن أب ـي الواري‪ :‬وك نت قد سعت من خالد بن يز يد كتاب‬ ‫"الديات" فأعطيت ـه ل بن عبدوس العطار فقطّ عه‪ .‬وقال الن سائي‪ :‬ل يس بث قة وقال الف سوي والدارقط ن‪ :‬ضع يف‪ .‬وقال أ بو‬ ‫داود‪ :‬ضعيف‪ .‬وقال أيضا‪ :‬متروك الديث‪ .‬وعده جاعة ف الضعفاء كما ف "تـهذيب" ابن حجر (‪ 3/115‬و ‪، )116‬‬ ‫وشيخه عثمان بن أين ل أر من ذكره‪.‬‬ ‫لكن الذي يتأمل عبارات الديث يد أنـه رواية بالعن لديث‪ » :‬من سلك طريقا يلتمس فيه علما … ال« بتمامه‬ ‫الذي تقدم فهو شاهد له‪ ،‬وزيادة‪» :‬موت العال مصيبة ل تب وثلمة …ال« رواها الطبان ف "الكبـي" قال اليثمي ف‬ ‫"ممعه" (‪" :)1/473‬رواه الطبان ف "الكبـي" وفيه عثمان بن أين ل أر من ذكره وكذلك اساعيل بن صال‪ ".‬ا‪.‬هـ ـ‬ ‫وهي ف القسم الذي ل يطبع من العجم لن أحاديث أبـي الدرداء ليست ف الطبوع ـ ورواها أيضا أبو يعلى ف "مسنده"‬ ‫كما ف "الطالب العالية" لبن حجر (‪ )3/133‬لكن يبدو أن هذه الزيادة غي ثابتة لبقاء العلل التقدمة كما يفهم من كلم‬ ‫اليث مي‪ .‬وجاء ف معنا ها ع ند الب ـيهقي ف "الش عب" [‪ ]1719‬موقوفا على ا بن م سعود وع ند الدار مي [‪ ]324‬عن‬ ‫ال سن قال‪" :‬كانوا يقولون‪ :‬موت العال ثلمة ف السلم ل يسدها شيء ما اختلف الليل والنـهار"‪ .‬ول تصلح أن تكون‬ ‫شواهد لتلك الزيادة وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(104‬الديث بـهذا التمام جاء من طريق زيد بن ثابت رواه المام أحد ف "مسنده" برقم [‪ ]21645‬وابن حبان ف‬ ‫" صحيحه" [‪ ]679‬والدار مي ف " سننـه" [‪ ]229‬والب ـيهقي ف "ش عب اليان" [‪ 1736‬و ‪ ]1737‬وتام الرازي ف‬ ‫"الفوائد" [‪.]1461‬‬ ‫و من قوله ‪» :‬ن ضر ال ‪ ....‬ح ت ‪ :‬ت فظ من ورائ هم« جاء من طر يق جب ـي بن مط عم رواه المام أح د [‬ ‫‪ 16743‬و ‪ ]16759‬وا بن ما جة ف " سننـه" [‪ ]3056‬والدار مي [‪ 227‬و ‪ ]228‬والا كم ف "ال ستدرك" [‪ 294‬و‬ ‫‪64‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫دل على خ ي فله م ثل أ جر فاعله ـ أو قال‪ :‬عامله ـ«(‪» )105‬الدال على ال ي كفاعله وال ي ب‬ ‫اغا ثة اللهفان«(‪ » )106‬من د عا إل هدى كان له من ال جر م ثل أجور من تب عه ل ين قص ذلك من‬ ‫أجورهم شيئا«(‪.)107‬‬

‫‪ 295‬و ‪ ]296‬وابن حبان ف "الجروحي" (‪.)1/5‬‬ ‫ومن طريق زيد بن ثابت رواه ابن ماجة [‪ ]230‬وابن حبان [‪ ]67‬وابن أبـي عاصم ف "سنتـه" [‪.]94‬‬ ‫ومن طريق ابن مسعود رواه الترمذي ف "سننـه" [‪ ]2658‬والشافعي ف "مسنده" ص(‪/ 240‬غي الرتّب) والميدي‬ ‫ف "م سنده" [‪ ]88‬والبغوي ف "تف سيه" (‪ )2/89‬و من طر يق أ نس رواه المام أح د [‪ .]13355‬و من طر يق أب ـي‬ ‫الدرداء عند الدارمي [‪ .]230‬ومن طريق جندرة بن خيشنة عند الطبان ف "ال صغي" برقم [‪ .]292‬ومن طريق‬ ‫النعمان بن بشي ف "الستدرك" للحاكم [‪.]297‬‬ ‫وقوله‪» :‬من كانت الدنيا ‪...‬ال« دون ما قبلها جاء من طريق أنس بن مالك عند ابن أبـي الدنيا ف جزء "ذم الدنيا"‬ ‫[‪ ]399‬وع ند الترمذي [‪ ]2465‬ـ بتقد ي الخرة على الدن يا ـ‪ .‬وجاء من طر يق ز يد بن ثا بت ع ند ال طبان ف‬ ‫"الكب ـي" (‪ 5/143‬بر قم ‪ )4891‬وع ند ا بن ما جة [‪ ]4105‬والب ـيهقي ف "الش عب" [‪ ]10338‬والخي ين بل فظ‪:‬‬ ‫»من كانت الدنيا هه‪.«..‬‬ ‫‪ )(105‬جاء من طريق أبـي مسعود النصاري رواه المام مسلم ف "صحيحه" برقم [‪ ]1893‬والمام أحد ف "مسنده"‬ ‫[‪ 17088‬و ‪ 22402‬و ‪ ]22414‬والترمذي [‪ ]2671‬وأبوداود [‪ ]5129‬وابـن حبان [‪ 289‬و ‪ ]1666‬وعبدالرزاق‬ ‫ف "مصنفه" [‪ ]20054‬والطيالسي [‪ ]611‬والطبان ف "الكبـي" (‪ 17/225‬ـ ‪ )227‬برقم [‪ 622‬و ‪ 623‬و ‪624‬‬ ‫و ‪ 625‬و ‪ 626‬و ‪ 627‬و ‪ ]630‬والبـيهقي ف "السنن الكبى" [‪ 17843‬و ‪ ]17844‬وف "شعب اليان" [‪]7655‬‬ ‫والبخاري ف "الدب الفرد" [‪ ]242‬وابن عدي ف "الكامل" (‪ 2/329‬دار الفكر) والعقيلي ف "الضعفاء" (‪.)1/236‬‬ ‫‪ )(106‬الد يث بتما مه جاء من طر يق أ نس بن مالك رواه أ بو يعلى ف "م سنده" [م ‪ 1041‬ـ الق صد العلي (زوائده)]‬ ‫وا بن أب ـي الدن يا ف جزء "قضاء الوائج" بر قم [‪ .]27‬و من طر يق بريدة رواه تام الرازي [‪ ]1583‬وا بن عدي ف‬ ‫"الكامل" (‪ .)3/298‬ومن طريق ابن عباس رواه البـيهقي ف "الشعب" [‪.]7657‬‬ ‫أما عبارة »الدال على الي كفاعله« دون ما بعدها فقد رويت من طريق أبـي مسعود النصاري عند المام أحد [‬ ‫‪ ]22423‬والطبان ف "الكبـي" (‪ 17/227‬ـ ‪ )228‬برقم [‪ 628‬و ‪ 629‬و ‪ 631‬و ‪ ]632‬والبـيهقي ف "شعب‬ ‫اليان" [‪ ]7656‬والقضا عي ف "الشهاب" بر قم [‪ ]86‬والط يب ف "تار يخ بغداد" (‪ )7/394‬وا بن عدي (‪.)2/342‬‬ ‫ومن طريق بريدة رواه أحد [‪ ]23091‬وأبوحنيفة ف "مسنده" ص(‪ )226‬والرويان ف "مسند الصحابة" برقم [‪.]6‬‬ ‫ومـن طريـق أنـس عنـد الترمذي [‪ .]2670‬ورواه العقيلي فـ "الضعفاء" (‪ )3/306‬عـن سـهل بـن سـعد وطلحـة بـن‬ ‫عبـيدال‪.‬‬ ‫‪ )(107‬جاء من طريق أبـي هريرة رواه مسلم ف "صحيحه" [‪ ]2674‬والمام أحد ف "مسنده" [‪ ]9184‬والترمذي [‬ ‫‪ ]2674‬وأبوداود [‪ ]4609‬وابن ماجة [‪ ]206‬وابن حبان [‪ /112‬الحسان] والدارمي [‪ ]513‬وابن أبـي عاصم ف‬ ‫‪65‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫البـــاب الثـــاني‬ ‫ُّ‬ ‫ســـــــؤال‬ ‫فـي ال‬ ‫وهو لغةً‪ :‬الطلب‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫فلما أبـيتم كان حاكمنا السّ ْمرُ‬ ‫سألناكم قبل الرماح حقوقنا‬ ‫وف الصطلح‪ :‬هو ما يَُبرْهَن بـه ف العلم ومنـه اشتقاق السألة ث استعمل لفظ السألة َعلَمَا عامّا‬ ‫على طائفة مصوصة من الكلم فهي من أعلم الشخاص كأساء سائر التراجم‪ ،‬وإنا قدّم الُصَنّف هذا‬ ‫الباب على الذي يليه لن السؤال سبب للفتوى‪ ،‬والسبب مقدم على مسببـه‪.‬‬ ‫والثانــــي‬ ‫(‪()23‬سؤالنا قسمــــــان قســــــم حجـرا‬ ‫تفـــــويض المجيــب قررا)‬ ‫ينقسم السؤال ـ بالنسبة إل مطالبة الواب ـ إل سؤال حجر وسؤال تفويض؛ فالول نو سؤال‬ ‫جرَ على الج يب ال أن ييب ـه‬ ‫الر جل عن العالَم ـ بف تح اللم ـ هل هو مدث أم ل؟ فكأن ـه َح َ‬ ‫بأ حد الوجه ي‪ .‬و (التفو يض) هو ن و سؤال الر جل عن الدللة [على حدوث العال فيج يب الج يب‬ ‫بأي دللة](‪ )108‬شاء فكأنـه فوضه ف ذلك‪ .‬وف شرح قصيدة فتح بن نوح(‪ )109‬قال‪" :‬وقسّمَه آخرون‬ ‫على خسة؛ فقالوا‪ :‬سؤال فائدة‪ ،‬وسؤال تعنت‪ ،‬وسؤال استفهام‪ ،‬وسؤال تقرير‪ ،‬وسؤال إجلل(‪،)110‬‬ ‫ومثل هذا من العان فكأنـهم عبوا عن العلة الت بـها سأل السائل؛ إما أن يسئل ليستفهم أو ليتعنّت‬ ‫وليس هذا الوجه من أقسام السؤال‪ ،‬وانا هو من أقسام العلة الت لا سأل السائل" (انتـهى)‪.‬‬ ‫أقول‪ :‬ول مانع من تقسيم السؤال إل ما ذكر باعتبار غرض السائل‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬ ‫ســـم‬ ‫(‪()24‬وباعتبار الشــــرع في التعبــــــد‬ ‫لــــــــلزم قَ ِّ‬ ‫ونفــل تـهتدي)‬ ‫ينق سم ال سؤال ـ بالن سبة إل العتبار الشر عي ف التع بد أي التكل يف ـ إل ق سمي؛ لزم ون فل‪،‬‬ ‫(فاللزم) هو السؤال عن كل ما ل يسع جهله من دين ال‪ .‬و(النفل) هو السؤال عما عدا ذلك وعبارة‬ ‫خرِج السـؤال الكروه والحجور كالسـؤال عمـا ل فائدة فيـه والتجسـس عـن العورات‪ ،‬قال‬ ‫الناظـم ُت ْ‬ ‫القاضي ناد(‪ )111‬ف "الكلة وحقائق الدلة"‪" :‬والسؤال سؤالن؛ سؤال مأمور بـه‪ ،‬وسؤال منـهي‬ ‫عنـه‪ ،‬فالأمور بـه على ضربـي؛ سؤال عن واجبٍ فهو واجب‪ ،‬وسؤال عن مندوب اليه فهو سؤال‬ ‫"سنتـه" [‪.]113‬‬ ‫وجاء من طريق أنس بن مالك‬

‫عند ابن ماجة برقم [‪ ]205‬ـ باختلف يسي ـ‪.‬‬

‫‪ )(108‬ساقطة من (أ) والتكملة من (ب)‪.‬‬ ‫‪ )(109‬يأت عند البـيت رقم (‪.)31‬‬

‫‪ )(110‬ف (أ) ‪ :‬الجلل‪ .‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬ ‫‪66‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ندب‪ ،‬ف من اعت قد ترك ال سؤال عن الندوب ال يه ف هو هالك باجاع‪ ،‬وال سؤال الن ـهي عن ـه هو ما‬ ‫ُعفِ يَ العباد عن ال سؤال عن ـه م ا ف الب حث عن ـه اياب ح كم أو تر ي أ مر قد كان لول ال سؤال‬ ‫حللً‪ ،‬قال ال تعال‪ :‬ياأيهـا الذيـن آمنوا ل تسـألوا عـن أشياء إن تُبْد َ لكـم‬ ‫تسؤكم‪ ..‬الية "الائدة ‪( 101 :‬انتـهى)‪.‬‬ ‫أقول‪ :‬الراد ـ بقوله‪ :‬ف من اعت قد ترك ال سؤال عن الندوب ال يه ف هو هالك باجاع ـ أي من اعت قد‬ ‫ذلك دينا فانـه ل شك ف هلكه بذلك لنـه دان ل بلف ما أمره بـه وندبـه اليه والتقرب إل‬ ‫ال بلف ما أمره بـه هالك اجاعا‪ ،‬وليس الراد بقوله‪ :‬فمن اعتقد ترك السؤال‪..‬ال‪ .‬مَ نْ عزَ مَ على‬ ‫تركه‪ ،‬لن العازم على ترك الندوب من غيدينونة بتركه مع تأدية ما وجب عليه وترك ما ُحرّ مَ عليه‬ ‫سال اجاعا‪ .‬وال أعلم‪.‬‬ ‫تناقـــــض أو‬ ‫(‪()25‬أسقط ســـؤال إن أتى خــــــمس بـه‬ ‫جـــاء باضطـــرابـه)‬ ‫أو كــــونـه من‬ ‫(‪()26‬اثبات أو جمـــــع ســـــؤالين معــــــا‬ ‫المحـــــــال وقعا)‬ ‫ينقسم السؤال ـ بالنظر إل نفس لفظه ـ إل سؤال صحيح وإل سؤال ساقط؛ فأما السؤال الصحيح‬ ‫هو ما خل من هذه الشياء الم سة وح قه أن ياب إل اذا ح صل له ما نع من غ ي لف ظه َكَتعَنّ تِ ف‬ ‫‪ )(111‬العلمة القاضي أبو العال ناد بن موسى بن الشيخ ناد بن ابراهيم النحي أحد علماء الباضية من أهل عمان ف القرن‬ ‫الامس الجري‪ .‬تتلمذ على علماء عصره ومنـهم القاضي أبو علي السن بن أحد بن نصر الجاري‪ ،‬واشتغل بالعلم حت‬ ‫بلغ ف يه مرت بة عل يا وكان قاض يا للمام م مد بن أب ـي غ سان ‪ ..‬و ف ر سالة من أهال الباط نة لذا المام قالوا في ها‪.." :‬‬ ‫وعضده بالزبر الضرغام والسيد القمقام والبطل القدام؛ القاضي الجل سيف السلم وعي العلماء والكماء‪ ،‬ذي البصية‬ ‫والرشاد والصلح والسداد‪ ،‬البارز يوم اللد أبـي العال ناد بن موسى بن ناد ‪ ..‬ال"‪ .‬ويعد الشيخ ناد أبرز العاقدين‬ ‫على المام ممد بن المام خنبش بن ممد بل كان من يشار إليهم بالبنان ف زمن والده المام خنبش وهو الذي كتب عهدا‬ ‫للشيخ ناد يقول فيه‪" :‬بسم ال الرحن الرحيم ‪ ..‬هذا ما يقول المام خنبش بن ممد بن هشام للقاضي ناد بن موسى‪ :‬إن‬ ‫قد جعلتك قاضيا بالق وحاكما بـي الناس بالعدل‪ ،‬ووليتك جيع أمور عمان برها وبرها وسهولا وجبالا؛ على أن تعمل‬ ‫ف هذه الولية الت وليتكها بكتاب ال البار وسنة نبـيه الختار ما انفصل ظلم الليل عن ضوء النـهار‪ .‬فال فاتق وإليه‬ ‫ف وعليه فتوكل وبـه فاعتصم ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ .".‬ا‪.‬هـ ومن مصنفاتـه كتاب‬ ‫فالت ِج وبـه فاكت ِ‬ ‫"الكلة وحقائق الدلة ـ خ" يقول السالي ف "اللمعة الرضية"‪" :‬يقال إنـه ف خسة أجزاء ول أجد منـه إل جزءا واحدا‬ ‫جع فيه بـي أصول الفقه وأصول الدين وحقق فيه مباحث علم الكلم‪ .".‬وكتاب "الرشاد ـ ؟" ف أصول الدين وكتاب‬ ‫"الوالة ـ ؟" وله السية العروفة بـ"سية ناد ـ ؟" ف الرد على الخالفي‪ .‬وكان مقتله ف ‪ 13‬رجب سنة ‪513‬هـ‪.‬‬ ‫("السية" لبن مداد ص ‪ 32‬ـ ‪ 33‬ـ "اللمعة الرضية" للسالي ص ‪ 24‬ـ "تفة العيان" للسالي ‪ 1/223‬و ‪ 237‬و‬ ‫‪ 244‬ـ "اتاف العيان" للبطاشي ‪ 1/277‬ـ ‪.)278‬‬ ‫‪67‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ال سائل ون و ذلك‪ ،‬وأ ما ال سؤال ال ساقط ف هو ما كان ف لف ظه أ حد هذه الم سة و هي؛ التنا قض‪،‬‬ ‫والضطراب‪ ،‬والثبات‪ ،‬وجع سؤالي متلفي ف سؤال واحد ويطلب لما جوابا واحدا‪ ،‬والسؤال عن‬ ‫الحال‪ ،‬فاذا كان ف السؤال أحد هذه المسة كان ساقطا وحقه أن ل ياب‪.‬‬ ‫فأ ما ( التنا قض) ف هو أن يكون آ خر ال سؤال مناقضا لوله‪ ،‬مثال ذلك أن يقول ال سائل‪ :‬اذا كان العال‬ ‫مدثا فما الدليل علىقدمه؟!‪ .‬أو يقول‪ :‬اذا كان الماد غي متحرك فما الدليل على تركه؟!‪.‬‬ ‫وأ ما (الضطراب) ف هو أن يُدْخِل ال سائل ف سؤاله ال عم ف ال خص مثال ذلك أن يقول‪ :‬ما الدل يل‬ ‫الذي صار بـه ال َعرَض حركة! وما الدليل الذي صار بـه العال جسما؟! فالعرض أعم من الركة‪،‬‬ ‫والعال أعم من السم‪ ،‬وف ادخال كل منـهما ف صاحبـه اضطراب‪.‬‬ ‫وأما (الثبات) فهو أن يسأل عن زيادة فائدة والسئول ينفي أصلَ ذلك الشيء؛ مثال ذلك أن يقول‪ :‬ما‬ ‫الدل يل على ثبوت رؤ ية ال ف الخرة؟!‪ .‬وال سئول ين في الرؤ ية أ صل‪ .‬و ما الدل يل على خروج أ هل‬ ‫الكبائر من النار؟!‪ .‬والسئول ليقول بذلك‪.‬‬ ‫وأما (جع السؤالي معا) فهو أن يسأل عن شيئي متلفي ويريد لما علة واحدة ودليل واحدا ف الوجه‬ ‫الذي اختلفا فيه‪ ،‬مثال ذلك أن يقول‪ :‬ما العلة الت صار بـها السم مؤلفا والعرض مضمحل؟!‪ .‬وما‬ ‫الدليل على حدوث العال وصدق الرسل؟!‪.‬‬ ‫وأما السؤال عن (الحال) فهو أن يسأل عن شيء ُيحِيل العقل وجوده‪ ،‬مثال ذلك أن يقول‪ :‬هل يقدر‬ ‫ال أن يلق له شريكا؟!‪ .‬وهل يقدر ال أن يعل النسان ناطقا صامتا ف حالة واحدة؟!‪.‬وال أعلم‪.‬‬ ‫(فصــــــل)‬ ‫في اللفاظ الممتنع بـها السؤال عن المولى‬ ‫جل وعل‬ ‫من‪ ،‬أَي‪ ،‬متى عـــن ربنا‬ ‫(‪()27‬امنع بكيف‪ ،‬لِم‪ ،‬وهـــــل سؤال‬ ‫َ‬ ‫تعالى)‬ ‫عن هيئـــة‪ ،‬وعلـــــة لِم‬ ‫من أين‪ ،‬وكم؛ فكيفـــــا‬ ‫(‪()28‬أين‪ ،‬و ِ‬ ‫تلفــا)‬ ‫يتنـع السـؤال عـن ال عزوجـل بأشياء لدللتــها على معنـ حادث‪ ،‬فالسـؤال بــها مـن خواص‬ ‫الادثات‪ ،‬وتلك الشياء هي؛ كيف‪ ،‬و لِ مَ ـ بكسر اللم وفتح اليم ـ وتسكينـه ف الشعر شائع‬ ‫لستقامة الوزن‪ ،‬وهَل‪ ،‬ومَن ـ بفتح اليم ـ‪ ،‬وأي ـ بفتح المزة ـ‪ ،‬ومت‪ ،‬وأين‪ ،‬ومِن أين‪ ،‬وكم‪.‬‬ ‫فهذه تسعة ألفاظ وترك عاشرا وهو(ما)وهي سؤال عن ماهية الشيء أي حقيقتـه‪ ،‬وكل واحدة من‬ ‫هذه اللفاظ لا معن بلف غيها ولا جواب بلف جواب الخرى‪ ،‬وكلها غي جائز ف حق الول‬

‫‪68‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫جل وعل وكذلك ل توز هذه اللفاظ سؤال عن صفاتـه الذاتية لن صفاتـه هي ذاتـه ل غيها‬ ‫ـ كما يأت ان شاء ال ـ فكل ما ليوز ف حقه تعال ليوز ف صفاتـه الذاتية لا تقدم‪.‬‬ ‫واختلف ف السؤال بِلِمَ من هذه اللفاظ عن صفاتـه الفعلية فأجازه قوم ومنعه آخرون‪ ،‬والنع مذهب‬ ‫المام أبـي عبدال ممد بن مبوب(‪ )112‬ـ رحه ال ـ‪ ،‬وقيل ان كان السؤال بـها عن الصفات‬ ‫الفعلية انكارا لفعله تعال فل يوز‪ ،‬وان كان َتعَلّمَا وَتفَهّمَا واستدللً على قدرتـه تعال فذلك جائز‪،‬‬ ‫سأل عمـا يفعـل وهـم يسـألون‬ ‫واح تج القائلون بال نع بقوله تعال‪ :‬ل ي ُـ ْ‬ ‫وسيأت الفرق بـي الصفات الذاتية والفعلية عند ذكر الناظم لا ان شاء ال‪.‬‬ ‫وقوله‪( :‬فكيفا عن هيئة) هذا شروع ف الكلم على تفصيل معان هذه اللفاظ أي فكيف سؤال يطلب‬ ‫ت مثل‪ :‬ك يف ز يد؟‪ .‬فكأ نك‬ ‫ب ـها(‪ )113‬تعي ي اليئة؛ و هي الالة ال ت علي ها ال سئول عن ـه‪ ،‬فاذا قل َ‬ ‫سألت عن حالتـه فيقال لك صحيح أو سقيم أو حيّ أو ميت‪ ،‬وهذا كله غي جائز ف حقه تعال‪.‬‬ ‫النبــياء ‪23 :‬‬

‫وقوله‪( :‬وعلة لِم تل فا) أي تو جد‪ ،‬قال تعال‪ :‬انــهم ألفوا أبائهـم ضاليـن ال صافات ‪ 69 :‬أي‬ ‫وجدوا‪ ،‬والعلة هي الت لجلها يكون ذلك الشيء يعن أ نّ لِ مَ سؤال عن علة ـ وهي مركبة من لم‬ ‫الر وما الستفهامية فحذف ألفها بدخول حرف الر عليها كما ف القانون النحوي ـ‪.‬‬ ‫‪ )(112‬العلمة أبو عبدال ممد بن مبوب بن الرحيل بن سيف بن هبـية القرشي الزومي‪ ،‬من علماء الباضية العمانيي ف‬ ‫القرن الثالث الجري‪ .‬وهو سليل العلمة الكبـي مبوب بن الرحيل فهي أسرة علم وصلح‪ ،‬يقول الشيخ البطاشي‪" :‬شيخ‬ ‫السلمي ومرجعهم ف الرأي والفتوى وكان مضرب الثل ف العلم والزهد والتقوى‪ ".‬ولد ف صحار ون شأ بـها أيام دولة‬ ‫المام العادل غسان بن عبدال وتألق نمه أيام المام الصلت بن مالك حيث كان على رأس العلماء الذين عقدوا له البـيعة‬ ‫سنة ‪237‬هـ وتقلد له القضاء على مدي نة صحار وتوابع ها‪ .‬ون ـهل من معارف والده ف بدا ية المر ث تابع تعلي مه عند‬ ‫الشيخ موسى بن علي الزكوي وتزوج من ابنتـه الت رجع بـها إل بلده صحار‪ .‬وتلميذه كثر منـهم ولداه العلمتان‬ ‫بشي وعبدال‪ ،‬والشيخ عزان بن الصقر والعلمة أبو الؤثر الصلت بن خيس والعلمة الفضل بن الواري والشيخ أبو جابر‬ ‫ممد بن جعفر الزكوي‪ .‬ومن مسائله الفقهية الت شهرت عنـه ما ذكره العلمة العوتبـي ف "الضياء" قال‪" :‬قيل لا دخل‬ ‫أهل الند ف السلم قال لم ممد بن مبوب‪ :‬اذهبوا فصلوا وقولوا (سبحان ال) ف قيامكم وركوعكم وسجودكم؛ حت‬ ‫تتعلموا ‪."..‬‬ ‫وله كتاب ي قع ف سبعي جزءا ـ مفقود ـ قال ال سالي ف "اللم عة الرض ية" ص (‪" :)19‬وكتاب م مد بن مبوب‬ ‫يذكرون أن ـه سبعون جزءا قال البادي‪ :‬رأ يت من ـه جزءا وا حد‪ ".‬ا‪.‬ه ـ وله ب عض ال سائل النثورة مبثو ثة ف الوا مع‬ ‫الفقهية الت دونـها العلماء بعده كما توجد له رسالة ضمن "السي والوابات" (‪ 223 /2‬ـ ‪ .)268‬وكانت وفاتـه ف‬ ‫ظل دولة المام الصلت بن مالك ف الثالث من مرم سنة ‪260‬هـ‪.‬‬ ‫("السية" لبن مداد ص ‪ 30‬ـ "الفتح البـي" لبن رزيق ص ‪ 233‬ـ "اللمعة الرضية" للسالي ص ‪ 19‬ـ "اتاف‬ ‫العيان" للبطاشي ‪.)1/191‬‬ ‫‪ )(113‬ف (ب) ‪ :‬بـه‪.‬‬ ‫‪69‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وأي لشــــركة وأجزا‬

‫(‪()29‬وهل لتصديق‪ ،‬ومن عن جــــنس‪،‬‬ ‫النفس)‬ ‫من أيــــن‬ ‫(‪()30‬متى ســــؤال جـــاء عن زمــــان‪،‬‬ ‫أين‪ ،‬و ِ‬ ‫عن المــكان)‬ ‫فـــرد قديم قاهــــــر‬ ‫(‪()31‬وكــــم ســـــؤال عــــدد‪ ،‬وانـه‬ ‫سبحـانـه)‬ ‫(‪)115‬‬ ‫هل سؤال يطلب ب ـها التصديق(‪ )114‬و هو طلب الن سبة بلف التصور فان ـه طلب التعي ي بعد‬ ‫العلم بالن سبة وله من الدوات ما عدا هل‪ .‬وقوله‪( :‬و من عن ج نس) أي سؤال يراد ب ـه تشخ يص‬ ‫النس‪ ،‬فقولك‪ :‬مَن هذا؟ تريد تشخيصه ونسبتـه‪ .‬ومَ نْ جبيل؟ تريد مِن أي جنس هو‪ ،‬فيقال لك‪:‬‬ ‫انـه من جنس اللئكة‪ ،‬وإل هذا قصد اللعي ف سؤاله لوسى ـ عليه السلم ـ حي قال‪ :‬فمن‬ ‫ربكما يا مـوسى طه ‪ 49 :‬أراد من أي جنس‪.‬‬ ‫وقوله‪( :‬وأي لشركـة‪..‬ال البــيت) يعنـ أن أي سـؤال عمـا ييـز التشاركيـ كقوله تعال‪ :‬أي‬ ‫الفريقيـن خيـر مقامـا مريـ ‪ 73 :‬أي أن ن أم أ صحاب م مد لن ـهما شريكان ف الفريق ية‪،‬‬ ‫ويسأل بـها أيضا عن أجزاء النفس كقولك أي أجزاء زيد أحسن؟‪ .‬فيقال لك‪ :‬وجهه أو يده أو نو‬

‫‪ )(114‬التصديق عند الناطقة هو‪ :‬ادراك تتصور فيه شيئي مفردين بـينـهما علقة ما‪ ،‬كأن تتصور أن (الشجرة خضراء) أو‬ ‫أن (الش مس مضيئة) أو أن صديقك (م مد ي ضر اليوم) ‪...‬ال‪ ،‬فأ نت ف كل هذه الدراكات تت صور شيئ ي ب ـينـهما‬ ‫علقة‪ ،‬أو بعبارة أخرى تكم بشيء على شيء‪ ،‬ففي مثال الشجرة تكم بالخضرار على الشجرة‪ ،‬ومثل هذا الكم يسمى‬ ‫ف النطق التصديق‪ ،‬فالتصديق ادراك لمرين معا وفيه حكم بشيء على شيء وهذا يعن أن التصديق يشتمل على تصورين‬ ‫ومن علقة تربط هذين التصورين‪"( .‬مدخل لدراسة النطق القدي" د‪ .‬أحد الطيب ص ‪ 11‬ـ "البصائر النصيية" للساوي‬ ‫ص ‪.)26‬‬ ‫‪ )(115‬الت صور ع ند الناط قة هو‪ :‬ادراك ب سيط لع ن ش يء مفرد م ثل (كتاب) و (من ـزل) و (ر جل) أو ما شئت من العا ن‬ ‫الفردة ال ت ت طر ببالك ح ي ت سمع عن ـها فأ نت ح ي ت سمع لف ظة (جام عة) فا نك تتخ يل مبنً يشت مل على العد يد من‬ ‫الكليات والقاعات وب ـه أ ساتذة وطلب ـه ويتوى على و سائل للكتا بة مع جلة من الك تب‪ .‬وهذا هو الذي يعرف ع ند‬ ‫الناطقة بالتصور وهو لشيء مفرد فأنت هنا تصورت معن جامعة فقط‪ ،‬ولو اضفت إليها معن آخر لصبح تصديقا كما لو‬ ‫قلت‪( :‬جامعة اسلمية) فانك هنا تتصور لوازم الامعة مع وصفها بأنـه اسلمية وهو شيء يتلف عن الامعة لكن صارت‬ ‫بـينـهما علقة وهذا هو التصديق ـ وقد تقدم ـ أما التصور فهو لشيء مفرد فقط‪.‬‬ ‫يقول الفخر الرازي ف "شرح عيون الكمة" (‪" :)1/43‬اعلم أنا إذا أدركنا أمرا من المور‪ ،‬فإن ل نكم عليه بكم البتة‬ ‫نف يا كان أو اثبا تا فذاك هو الت صور‪ .‬وان حكم نا عل يه ب كم نف يا كان أو اثبا تا فذاك هو الت صديق"‪ .‬ا‪.‬ه ـ ("شرح عيون‬ ‫الكمة" للرازي ‪ 1/43‬ـ "مدخل لدراسة النطق القدي" د‪ .‬أحد الطيب ص ‪ 11‬ـ "البصائر النصيية" للساوي ص ‪.)26‬‬ ‫‪70‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ذلك‪ .‬وقوله‪( :‬م ت سؤال) أي لف ظة م ت سؤال يطلب ب ـها تعي ي الزمان ماض يا كان أو م ستقبل‪،‬‬ ‫كقولك‪ :‬مت كان هذا؟‪.‬فيقال لك‪ :‬أمس‪ .‬أو مت يكون؟ فيقال لك‪ :‬غدا‪.‬‬ ‫وقوله‪( :‬أ ين‪ ..‬ال الب ـيت) يع ن أن أ ين ومِن أ ين ـ بك سر ال يم ـ سؤالن يطلب ب ـهما تعي ي‬ ‫الكان‪ ،‬قال السيوطي(‪ )116‬ف "شرح عقوده"‪:‬ـ "قال الشيخ بـهاء الدين(‪ :)117‬والفرق بـي أين ومِن‬ ‫أ ين؛ أنّ أ ين سؤال عن الكان الذي حل ف يه الش يء ومِن أ ين سؤال عن الكان الذي برز من ـه‬ ‫الشيء"‪(.‬انتـهى)‪.‬‬ ‫وقوله‪( :‬و كم) أي لف ظة كم سؤال يطلب ب ـها تعي ي العدد كقوله تعال‪ :‬كـم لبثتـم قالوا‬ ‫لبثنـا يومـا أو بعـض يوم الكهـف ‪ 19 :‬فهذه اللفاظ كلهـا يتنـع السـؤال بــها عـن الباري‬ ‫سـبحانـه‪ ،‬وكذلك مـا كان بعناهـا (كأنّىـ) {فانــها تارة بعنـ كيـف كقوله تعال‪ :‬فأتوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حرثكم أن ّى شئتم البقرة ‪ 223 :‬وأخرى بعن من أين كقوله تعال‪ :‬أن ّى لك هذا آل عمران‬ ‫‪ 37 :‬أي مـن أيـن لك هذا‪.‬و(كأيّان) فإنــها بعنـ متـ مطلقا عنـد النحوييـ نوـ قوله تعال‪:‬‬ ‫يسئلونك عن الساعة أيَّان مرساها العراف ‪ 187 :‬أي مت‪ ،‬وكقوله تعال‪ :‬يسأل‬ ‫أيان يوم القيامـة القيا مة ‪ 6 :‬أي م ت يكون‪ .‬و(كح ت) فان ـها بع ن إل م ت يكون هذا الش يء‬ ‫قال ف "شفاء الائم على بعض الدعائم"‪:‬ـ "‪..‬وقد قالوا إن السؤال كله عن تسعة أشياء أولا السؤال‬ ‫بــهل وهـو لنـك اناـ تسـأل أول عـن عدم الشيـء ووجوده وجوابــه موجود أو معدوم‪ ،‬فان قال‬ ‫معدوم فقد بطل وان قال موجود فحينئذ تسأل با هو‪ ،‬وانا تسأل بـها عن النس خاصة فتقول‪ :‬ما‬ ‫‪ )(116‬العل مة أ بو الف ضل جلل الد ين ع بد الرح ن بن أب ـي ب كر بن م مد بن سابق الضيي ال سيوطي من كبار علماء‬ ‫الشافع ية ف وقت ـه ولد سنة ‪849‬ه ـ ون شأ ف القاهرة يتي ما ح يث تو ف و هو ف سن الام سة‪ ،‬وكان الكمال بن المام‬ ‫النفي صاحب "فتح القدير" أحد الوصياء عليه‪ ،‬توف سنة ‪911‬هـ وصلى عليه الشعران بالقاهرة‪ .‬أما تصانيفه فأكثر من‬ ‫أن تصى قيل بلغت ستمائة مصنف ما بـي رسالة صغية وملدات ومن أشهرها "الدر النثور ـ ط" ف التفسي‪ ،‬والنصف‬ ‫الول من "تفسي الللي ـ ط" و"التقان ف علوم القرآن ـ ط" و "تدريب الراوي ـ ط" ف مصطلح الديث و "الل‬ ‫الصنوعة ف الحاديث الوضوعة ـ ط" وغيها كثي‪( .‬تقدمة الشيخ عبد الوهاب عبداللطيف على "تدريب الراوي" ‪1/10‬‬ ‫ـ ‪ 29‬ـ "العلم" للزركلي ‪ 3/301‬ـ "مسالك النفا" للسيوطي ضمن "الاوي للفتاوي" ‪.)2/229‬‬ ‫‪ )(117‬قاضي القضاة بـهاء الدين عبدال بن عبدالرحن بن عبدال بن ممد القرشي الاشي الشهي بـ ابن عقيل ـ نسبة إل‬ ‫عقيل بن أبـي طالب ـ المذان الصل والصري النشأة والوفاة ولد بالقاهرة سنة ‪698‬هـ وهو من كبار أئمة النحو حت‬ ‫قال عنـه ابن حيان‪ :‬ما تت أدي السماء أنى من ابن عقيل‪ .‬تول قضاء الديار الصرية فترة ‪ ..‬له "شرح ألفية ابن مالك" ف‬ ‫النحو متداول مشهور‪ ،‬و "التعليق الوجيز على الكتاب العزيز" تفسي ل يكمله و "الامع النفيس" ف فقه الشافعية ل يتمه‪،‬‬ ‫و"الساعد ـ خ" شرح التسهيل ف النحو‪ ،‬وغيها وكانت وفاتـه بالقاهرة سنة ‪769‬هـ‪"( .‬العلم" للزركلي ‪ 4/96‬ـ‬ ‫تقدمة الشيخ مي الدين عبد الميد على "شرح ابن عقيل" ‪.)1/7‬‬ ‫‪71‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫هو ؟‪ .‬تعن أي جنس هو‪ ،‬فيقال‪ :‬إنـه مدث‪ ،‬جسم‪ ،‬حيوان‪ ،‬إنسان‪ ،‬عرض‪ ،‬حركة‪ ،‬سكون‪ .‬فإذا‬ ‫سأل بَن؛ فإنا يسأل عن انسان خاصة‪ ،‬فيقال له‪ :‬أعرابـي‪ ،‬تركي‪ ،‬أخ‪ ،‬ابن‪ .‬فإذا سأل بأي فإنا سأل‬ ‫عن قصد واشارة‪ ،‬فيقال له‪ :‬هذا وذاك‪ .‬فإذا سأل عن كم هو ؟ فإنا سأل عن عدد‪ ،‬فيقال له‪ :‬واحد‬ ‫اثنان ثلثة‪.‬فإذا سأل بكيف؛ فإنا سأل عن حال وصفة‪ ،‬فيقال له‪ :‬حيّ أو ميت‪ ،‬أبـيض أو أسود‪،‬‬ ‫حلوٌ أو حامض‪.‬‬ ‫فإذا سـأل بأيـن؛ فإناـ سـأل عـن مكان فيقال له‪ :‬فـ مكان كذا وكذا بالشرق أو بالغرب أو بكـة أو‬ ‫بالدينة‪ .‬فإن‪ :‬سأل لِمَ كان ؟‪ .‬فإنا سأل عن علة‪ ،‬فيقال له لعلة كذا وكذا‪.‬فإذا سأل بت فإنا سأل عن‬

‫‪72‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫زمان ماض أو مستقبل‪ ،‬فيقال له‪ :‬كان ف المس أو يكون غدا؛ وقد ذكرها أبو نصر النفوسي(‪ )118‬ف‬ ‫بـيت فقال‪:‬‬ ‫وتسع سـؤالت عـن ال فانْفِهـا سأجعها ف البـيت نظما على ضمن‬ ‫فهل‪ ،‬من‪ ،‬أي‪ ،‬كيف‪ ،‬أين‪ ،‬مت‪ ،‬لِمَ وتاسعهـا كـم فاحـرز وتفطن‬ ‫انتـهى"‪ .‬وقول الناظم‪( :‬وأنـه فرد‪..‬إل آخره) أتى بالب مؤكدا لقتضاء القام ذلك؛ فإنـه لا ذكر‬ ‫أول اللفاظ الت ل توز على ال سبحانـه سارع ف تنـزيهه عن كل ما ل يليق بـه فحسن تأكيد‬ ‫ال ب وقوله‪( :‬فرد) لشر يك له ول أجزاء في سأل عن ـه ب كم وأي‪ ،‬وقوله‪( :‬قد ي) أي سابق على كل‬ ‫ش يء فل ي سأل عن ـه بك يف‪ ،‬ول ج نس في سأل ب ن‪ ،‬ول حادث في سأل عن ـه بِل مَ وم ت‪ ،‬وقوله‪:‬‬ ‫‪ )(118‬العلمة أبو نصر فتح بن نوح اللوشائي‪ ،‬من علماء الباضية عاش ف النصف الول للقرن السابع الجري وولد ف مدينة‬ ‫(تلوشايت) من ضواحي "نفوسة" ف ليبـيا حاليا‪ ،‬تلقى البادئ الولية ف بـيتـه ث انتقل إل الدرسة الكبى الت كان‬ ‫يشرف عليها خاله أبو يي زكريا بن ابراهيم فكان نعم التلميذ لنعم الستاذ‪ ،‬وله على أستاذه هذا مرثية رائعة وكان أبو نصر‬ ‫لغو يا ح ت أن ـه قرظ كل ما أل فه شعرا‪ .‬قال الش يخ علي مع مر‪" :‬بلغ ف الدرا سة مبل غا ل ي صله إل القل يل من عباد ال‬ ‫الختارين؛ ثقافة واسعة وخلق رضي‪ ،‬وإيان قوي وشدة ف دين ال‪ ،‬وقيام بالق ل يقوم بـه إل عدد ضئيل من أصحاب‬ ‫البدأ والد ين والضم ي‪ .‬إذا ترا فع إل يه الناس للخ صومة ج عل ب ـينـه وب ـينـهم سترا من باب أو جدار أو غيه ح ت ل‬ ‫يغلبـه الياء فيميل مع أحدهم ‪ ..‬أما ليله الذي يبتدئ بعد نـهاية الدروس الت يلقيها ف السجد بعد صلة العشاء لعموم‬ ‫الناس‪ ،‬ف قد كان يق سمه ق سمي؛ ق سم لذاكرة العلوم ومراج عة ال سفار الضخ مة والتحق يق العل مي الذي يتاج إل يه‪ .‬وأ ما‬ ‫القسم الخر فخاص بعبادة ربـه يناجيه فيه ويستلهمه الداية والتوفيق والبكة‪ ،‬وعند الصباح كان يشتغل بالتدريس لينشئ‬ ‫جيل من الشباب الوا عي يتح مل عن ـه ر سالة ال سلم"‪ .‬ا‪.‬ه ـ من آثاره‪" :‬الق صيدة النون ية" أجود التون ف العقيدة ع ند‬ ‫إباضية الغرب ـ وهي مدرجة ف نـهاية كتاب "الدعائم ـ ط" لبن النضر ـ وقام بشرحها العلمة الكبـي أبو طاهر‬ ‫اساعيل بن موسى اليطال ول يزال شرحه مطوطا‪ ،‬وشرحها العلمة ضياء الدين الثمين ف كتابـه "النور ـ ط‪ /‬حجرية"‪،‬‬ ‫وله "منظومة رائية" ف فقه الصلة ـ مع "الدعائم" أيضا ـ وله قصيدة "نونية" ف قضية خلق القرآن‪ ،‬وله قصائد ف الوعظ‪،‬‬ ‫وف أيامه أو قبله بقليل ورد كتاب "الل والصابة" لبن وصاف وهو شرح على كتاب "الدعائم" فأصلح ما حرفه النساخ‬ ‫وأنشد عليه أبـياتا‪ ..‬ومن أبـياتـه ف "النونية" ف العقيدة يقول‪:‬‬ ‫بفقـــه العـاش مولعي بألسـن‬ ‫"نظـرت إلـى قـرائنـا فوجدتـهـم‬ ‫صعـاب وما فيهـا ثــار لن ين"‪.‬‬ ‫تنـاسوا أصـول الـدين من أجل انـها‬ ‫ويقول ف "رائيتـه" ف فقه الصلة‪:‬‬ ‫لدنيـا وأخـرى عامـل بالتشمــر‬ ‫"أحـب فت ماضي العزيـة حازمـا‬ ‫ول بالثــوم الراكـد التــدثـر"‪.‬‬ ‫وأمـا أخو النـومات ل مرحبا بـه‬ ‫("السي" للشماخي ‪ 2/189‬ـ ‪ 190‬ـ"الباضية ف موكب التاريخ" اللقة الثانية (الباضية ف ليبـيا) القسم الثان ‪97‬‬ ‫ـ ‪ 101‬للشيخ علي يي معمر ـ والنظومتي "النونية" و"الرائية" ف نـهاية كتاب "الدعائم" لبن النضر العمان ص ‪139‬‬ ‫ـ ‪.)211‬‬ ‫‪73‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫(قاهر) أي غالب لمكان له(‪ )119‬يويه فيسأل عنـه بأين ومِن أين‪ ،‬وقوله‪( :‬سبحانـه) أي تنـزيها‬ ‫له عن ما ل يليق بـه تعال عن جيع ذلك علوّا كبـيا‪.‬‬

‫‪ )(119‬والعلو السـي الذي يعتقده البعـض والذي رفضـه الكثيـ مـن العلم على اختلف مذاهبــهم يرده فـ هذا الزمـن‬ ‫ـ مـن التقدميـ العلمـة أبـو يعقوب الوارجلنـ فـ "الدليـل‬ ‫اكتشاف أن الرض كرويـة وإن كان قـد نبــه على هذا أيض ا‬ ‫والبهان" وا بن حزم الندل سي ف "الف صل" إل أن ب عض الناس يعت قد أن الرض م سطحة وأن ال سماء فوق ها وأن العرش‬ ‫والذات العل ية فوق ذلك ك ما هو ت صور الناس ف الزم نة الغابرة‪ ،‬وهذا تنكره اليئة ال ت خلق ال تعال علي ها هذه الب سيطة‬ ‫ويردها العلم الديث ففكرة العلو مردودة بـهذا المر الذي ل ماحكة فيه‪ ،‬فاختلف جهة العلو على مستوى بلدان العال‬ ‫ل انفكاك عن ـه لكرو ية الرض‪ ،‬ف من تش بث بفكرة العلو ال سي فليب ـي أي اتاه ير يد العلو أ هو الذي يتنا سب مع بلد‬ ‫ال صي واليابان أم العلو الذي الذي يتنا سب مع بلد الزائر والغرب فإن علو هذا معا كس لعلو ذاك‪ ،‬فلي فق من يز عم غ ي‬ ‫هذا‪ ،‬وأدلة الباض ية وب عض الشاعرة ف ن في العلو ال سي وإرادة العلو العنوي مب سوطة ف كتب ـهم ان ظر (معال الد ين)‬ ‫للعلمة الثمين (‪ 1/172‬ط التراث)‪.‬‬ ‫ولف ظة (أ ين ال) ف حد يث الار ية الذي ي ستدل ب ـه الب عض رد علي ها العلماء بأن ـها شاذة وذلك لورود روايات لتلك‬ ‫الواقعة من طرق صحيحة يقول لا النبـي فيها‪» :‬أتشهدين أن ل إله إل ال؟« بدل من لفظة‪( :‬أين ال)‪ .‬الت أتت من‬ ‫رواية الديث بالعن عند ناقلها وقد روى حديث الارية بلفظ‪» :‬أتشهدين أن ل إله إل ال؟«‪ .‬من طرق صحيحة عند‬ ‫المام أحد ف "مسنده" برقم [‪ ]15749‬والمام مالك ف "الوطأ" ص(‪ 777‬ـ ط‪.‬عبدالباقي) والدارمي ف "سننـه" برقم‬ ‫[‪ ]2348‬والطبان ف "الكبـي" برقم [‪ ]12369‬وعبدالرزاق ف "مصنفه" برقم [‪ 16814‬و ‪ ]16815‬وغيهم وعن‬ ‫سند المام أحد يقول اليثمي ف "ممع الزوائد" (‪" :)4/445‬رواه أحد ورجاله رجال الصحيح"‪.‬‬ ‫وجاء أي ضا بطرق ثاب تة بل فظ‪ »( :‬من ر بك؟«‪ .‬قالت‪ :‬ال)‪ .‬ف قد روا ها ب ـهذه اللف ظة المام أح د ف "م سنده" بر قم [‬ ‫‪ 19474‬و ‪ 19484‬دار الكتب العلمية] وابن حبان ف "صحيحه" [‪ 1207‬ـ زوائده‪ :‬موارد الظمآن] وهي ف ترتيبـه‬ ‫"الح سان" بر قم [‪ ]4296‬والن سائي ف "ال سنن ال صغرى" (‪ )6/252‬بر قم [‪ ]3653‬والب ـيهقي ف "ال كبى" بر قم [‬ ‫‪ ]15266‬والطبان ف "العجم الكبـي" (‪ )7/320‬برقم [‪ ]7257‬وف (‪ )17/136‬برقم [‪.]338‬‬ ‫وأما رواية‪( :‬أين ال؟‪ .‬قالت‪ :‬ف السماء أو فأشارت إل السماء)‪ .‬الت ف "صحيح مسلم" فهي مدرجة فيه من توهم أن فيه‬ ‫نقصا ولذا فهي ليست ثابتة يدلك على هذا قول البـيهقي ف "الساء والصفات" ص(‪" :)422‬قد أخرجه مسلم مقطّعا من‬ ‫حديث الوزاعي وحجاج الصواف عن يي بن أبـي كثي دون! قصة الارية!!"‪ .‬والبـيهقي ل يشتري كتابـه من الطابع‬ ‫والكتبات بل كانوا يتلقون مثل هذه الكتب بالسماع عن الشيوخ ويعرضونـها عليهم‪ ،‬على الصوص إذا كان المر يتعلق‬ ‫بالصحيحي فيكون كلمه حجة هنا‪.‬‬ ‫وعلى تقد ير ثبوت ـها ف يه فهي شاذة‪ ،‬ولو ق يل ك يف تكون روا ية شاذة و هي ف " صحيح مسلم"! فالواب أن هناك بعض‬ ‫الروايات الت حكم عليها العلماء بالشذوذ منـها ما هو ف "صحيح" مسلم كرواية‪" :‬ث يطوي الرضي بشماله!"‪ .‬برقم [‬ ‫‪74‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪ ]2788‬فقد حكم بعضهم بشذوذ لفظة‪" :‬بشماله" بن في هم اللبان ف "تريج الصطلحات الرب عة الواردة ف القرآن"‬ ‫للمودودي‪.‬‬ ‫و قد تكلم الكوثري با سهاب عن روا ية (أ ين ال) ف تعلي قه على "ال سيف ال صقيل (أعيـد طباعتـه فـ الكتبـة الزهريـة للتراث – القاهرة)" للت قي‬ ‫السبكي ص(‪ 94‬ـ ‪ )95‬وللسيد حسن بن علي السقاف رسالة مطبوعة بعنوان "تنقيح الفهوم العالية با ثبت وما ل يثبت‬ ‫ف حد يث الار ية" أفاض في ها عن ملب سات هذه الروا ية‪ ،‬وله أيضا تعليقات قي مة على كتاب "العلو للعلي الغفار" للذ هب‬ ‫أبطل فيه النصوص الت يتج بـها الجسمة ف إثبات العلو السي للذات العلية‪ ،‬فلياجعها من شاء وال الستعان‪.‬‬ ‫‪75‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫البــــاب الثالـــث‬ ‫فـي الجتـهــاد والفتــوى‬ ‫(الفتوى) ـ بالواو مع فتح الفاء‪ ،‬وبالياء مع ضم الفاء ـ هي تبـيي الق للسائل‪ ،‬وأما (الجتـهاد)‬ ‫فهو استفراغ الفقيه الوسع ف تصيل حادثة بشرع‪ .‬ولـمّا كان مستمد الجتـهاد والفتوى الصول‬ ‫الثلثة بل خلف}(‪ )120‬بدأ بـها فقال‪:‬‬ ‫(‪()32‬والصل للفقـــــه كتـــاب الباري‬ ‫إجمــــــاع بعـــــدَ‬ ‫سنـــة المختـار)‬ ‫أصول الفقه ثلثة‪ :‬كتاب ال‪ ،‬وسنة رسول ال ‪ ،‬واجاع الهتدين من المّة؛ فأما الكتاب‪ :‬فلنـه‬ ‫معجز وهو من عند ال ول شك ول يسع جهله بل ول الشك فيه لن قامت عليه حجتة‪ .‬واختلف ف‬ ‫وجه اعجازه هل هو من حيث التراكيب على أنـه أفحم البلغاء فيها‪ ،‬أو من حيث الخبار بالغيب‪ ،‬أو‬ ‫من حيث اخباره عن المم الالية‪ ،‬أو من حيث عدم التناقض فيه مع طوله‪ ..‬أقوال؛ والظاهر أن كل‬ ‫ذلك معجز‪.‬‬ ‫وأما السنة‪ :‬فلثبوت أصلها من الكتاب قال تعال‪ :‬من يطع الرسول فقد أطاع الله‬ ‫النسـاء ‪. 80 :‬وقال‪ :‬ومـا ينطـق عـن الهوى ان هـو ال وحـي يوحـى النجـم ‪. 3 :‬‬ ‫وقال‪ :‬ومـا آتاكـم الرسـول فخذوه ومـا نــهاكم عنــه فانتــهوا‬

‫الشـر ‪7 :‬‬

‫‪.‬وقال‪ :‬وما أرسلنا من رسول ال ليطاع بإذن الله النساء ‪. 64 :‬‬ ‫وأ ما الجاع‪ :‬فلثبوت أ صله من الكتاب وال سنة؛ ف من الكتاب قوله تعال‪ :‬وكذلك جعلناكـم‬ ‫أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس البقرة ‪ 143 :‬ـ كما أن الرسول شهيد عليهم‬ ‫ـ وقوله تعال‪ :‬ياأيهـا الذيـن آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسـول وأولي‬ ‫المـر منكـم النسـاء ‪ 59 :‬فقرن ال سـبحانـه طاعتــهم بطاعتـة وطاعـة رسـوله‪ .‬وقوله‪ :‬ولو‬ ‫ردوه إلى الرسول وإلى أُولي المر منـهم لعلمه الذين يستنبطونـه‬ ‫منـهم النساء ‪. 83 :‬‬ ‫ومن السنّة قوله ‪» :‬لتتمع أمت على ضلله« وف رواية‪» :‬ليمع ال أمت على ضللة« وف حاشية‬ ‫الترتيب(‪ » :)121‬ما كان ليج مع أم ت على ضلل«(‪ ،)122‬وقوله‪ » :‬ما رآه ال سلمون ح سنا ف هو عند ال‬ ‫‪ )(120‬هذه القطعة بـي هاتي الاصرتي سقطت من (أ) بسبب تزق فيها‪.‬‬

‫‪ )(121‬ف "حاشية الترتيب" (‪ )1/62‬طبعة وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬وهو شرح لسند المام الربـيع الفراهيدي للشيخ‬ ‫أبـي عبدال ممد بن عمر العروف بأبـي ستـه والشهي بالحشي لكثرة حواشيه الت وضعها على كتب الباضية‪.‬‬ ‫‪ )(122‬جاء من طريق ابن عباس رواه المام الربـيع الفراهيدي ف "مسنده" رقم [‪ ]39‬بلفظ » ما كان ال ليجمع أمت‬ ‫على ضلل« ورواه الاكم ف "الستدرك" رقم [‪ 398‬و ‪ ]399‬بلفظ »ل يمع ال أمت على ضللة أبدا ‪.«..‬‬ ‫‪76‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫حسن«(‪ ،)123‬فالراد بأصل الفقه ف كلم الصنف هو أدلة الفقه من حيث استناده اليها واضافتـه اليها‪،‬‬ ‫والراد بالفقه ما يعمّ العلم بالعمليات والعقائد والخلق‪.‬‬ ‫و(الكتاب) هو الكلم النـزل للعجاز على رسولنا ممد النقول عنـه تواترا‪ .‬و(السنّة) هي أقواله‬ ‫وأفعاله وتقريراتـه‪ .‬و(الجاع) هو اتفاق متـهدي المة على أمر ف عصر‪ ،‬وكل واحد من هذه‬ ‫الصول الثلثة يكون قطعيّ الدللة ويكون ظنيّها‪.‬‬ ‫فأ ما القط عي من الكتاب ف هو ما كان ن صا على ش يء بعين ـه؛ ك ما ف قوله تعال‪ :‬حّرِـمت‬ ‫عليكم الميتة والدم‪..‬الية الائدة ‪ ، 3 :‬وأما الظن من الكتاب فهو ما ل يكن ن صّا ف شيء‬ ‫بعينـه وانا استخرج منـه ذلك الشيء من طريق الستدلل والستنباط وذلك كما ف قوله تعال‪:‬‬ ‫مه كرهـا ووضعتــه كرهـا‬ ‫ووصـينا النسـان بوالديـه إحسـانا حملتــه أ ُّـ‬ ‫وحمله وفصـاله ثلثون شهرا الحقاف ‪ 15 :‬فا ستنبط العلماء من هذه ال ية أن أ قل ال مل‬ ‫ستة أش هر؛ وذلك لِمَا علموا من قوله تعال‪ :‬والوالدات يرضعـن أولدهـن حوليـن‬ ‫كاملين‪..‬الية البقرة ‪ 233 :‬أنّ مدة الرضاع حولن اسقطوا الولي من ثلثي شهرا فبقيت ستة أشهر‬ ‫وليست الية نصا ف هذا كله‪ ،‬ولكن العلماء استنبطوا منـها ذلك بالشارة اليه فدللتـها على ذلك‬ ‫ظنيّة‪.‬‬

‫وجاء مـن طريـق ابـن عمـر رواه الاكـم فـ "السـتدرك" برقـم [‪ 391‬و ‪ 392‬و ‪ 393‬و ‪ 394‬و ‪ 395‬و ‪ 396‬و‬ ‫‪ ]397‬وأبو نعيم ف "حلية الولياء" برقم [‪ ]3088‬بألفاظ متقاربة‪.‬‬ ‫‪ )(123‬هذا الد يث روي من طر يق أ نس مرفو عا ع ند الط يب ف "تار يخ بغداد" (‪ 4/387‬دار الك تب العلم ية) ولف ظه‬ ‫هناك‪» :‬إن ال نظر ف قلوب العباد فلم يد قلبا أتقى من أصحابـي ولذلك اختارهم فجعلهم أصحابا‪ ،‬فما استحسنوا فهو‬ ‫عند ال حسن‪ ،‬وما استقبحوا فهو عند ال قبـيح« واسناده ليس بذاك‪.‬‬ ‫وجاء موقوفا على ابن مسعود عند البـيهقي ف "العتقاد" ص(‪/ 183‬الكتب العلمية) والطيالسي ف "مسنده" برقم [‬ ‫‪ ]246‬وكذا ف "م سند" المام أح د (‪ 1/493‬بر قم ‪ )3599‬وال طبان ف "الكب ـي" (‪ 9/113‬بر قم ‪ )8583‬ولف ظه‬ ‫»‪ ...‬فما رأى السلمون حسنا فهو عند ال حسن وما رأوا سيئا فهو عند ال سيئ«‪ .‬قال اليثمي ف "ممعه" (‪)1/428‬‬ ‫بعدما أورد خب ابن مسعود ‪" :‬رواه أحد والبزار والطبان ف الكبـي ورجاله موثقون" ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫‪77‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وأما القطعي من السنّة فهو ما نقله التواتر عنـه ‪ ،‬أو أجعت المة على أن ـه عن ـه عليه السلم‬ ‫كحد يث‪ »:‬من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار«(‪ .)124‬وأ ما الظ ن من ال سنّة ف هو ما ن قل‬ ‫عنـه من طريق الحاد أو من طريق التواتر لكنـه ليس نصّا(‪ )125‬ف الطلوب‪.‬‬ ‫وأ ما القط عي من الجاع ف هو ما كان ف شي ل يتقدم ف يه خلف ول ينازع ف يه أ حد من الجمع ي‬ ‫لقبل انعقاده ول بعده حت انقرض عصرهم على ذلك‪ ،‬ول يكن مالفا لنص من الكتاب أو السنّة؛ فان‬ ‫‪ )(124‬هذ الديث جاء بـهذا اللفظ من عدة طرق أهها‪:‬‬ ‫من طريق ابن عباس رواه الربـيع الفراهيدي برقم [‪ ]738‬وأحد [‪ 2679‬و ‪ ]2979‬والترمذي [‪ ]2951‬والدارمي‬ ‫[‪ ]232‬وابن أبـي شيبة ف "مصنفه" [‪ ]26244‬والطبان ف "الكبـي" [‪ 12393‬و ‪.]12394‬‬ ‫من طريق الغية بن شعبة رواه المام البخاري ف "صحيحه" [‪ ]1291‬ومسلم برقم [ ‪ ]4‬وأحد ف "مسنده" [ ‪ 18164‬و‬ ‫‪ ]18229‬وابن أبـي شيبة [‪ ]26245‬والطبان ف "الكبـي" (‪ 20/408‬رقم ‪ 974‬و ‪.)975‬‬ ‫مـن طريـق عبدال بـن عمرو رواه البخاري [‪ ]3461‬وأحدـ فـ "مسـنده" [‪ 6493‬و ‪ 6600‬و ‪ 6902‬و ‪]7022‬‬ ‫والترمذي [‪ ]2669‬وابن أبـي شيبة [‪.]26232‬‬ ‫من طر يق أب ـي هريرة رواه البخاري [‪ 110‬و ‪ ]6197‬وم سلم بر قم [‪ ]3‬واح د [‪ 9336‬و ‪ 9369‬و ‪ 10067‬و‬ ‫‪ ]10739‬والنسائي ف "الكبى" [‪ ]5915‬والطيالسي ف "مسنده" [‪/ 2421‬دار العرفة]‪.‬‬ ‫من طريق علي بن أبـي طالب كرم ال وجهه رواه المام أحد ف "مسنده" [‪ 586‬و ‪ ]1079‬والترمذي [‪.]3715‬‬ ‫من طريق الزبـي بن العوام رواه أحد ف "مسنده" برقم [‪ ]1417‬وأبوداود ف "سننـه" [ ‪ ]3651‬والنسائي ف "الكبى"‬ ‫[‪ ]5912‬وابن ماجة [‪ ]36‬والدارمي [‪ ]233‬وابن أبـي شيبة [‪.]26233‬‬ ‫من طر يق أب ـي سعيد الدري رواه أح د بر قم [‪ 11098‬و ‪ 11350‬و ‪ 11410‬و ‪ ]11542‬وا بن ما جة [‪]37‬‬ ‫وابن أبـي شيبة [‪.]26238‬‬ ‫من طريق أنس رواه المام أحد ف "مسنده" [‪ 11948‬و ‪ 12117‬و ‪ 12161‬و ‪ 12708‬و ‪ 12770‬و ‪12806‬‬ ‫و ‪ 13104‬و ‪ 13194‬و ‪ 13969‬و ‪ 13978‬و ‪ ]13988‬والترمذي [‪ ]2661‬والنسـائي فـ "الكـبى" [‪]5194‬‬ ‫وا بن ما جة [‪ ]32‬وا بن حبان ف " صحيحه" [‪ /31‬الح سان] والدار مي [‪ 235‬و ‪ 236‬و ‪ ]238‬وا بن أب ـي شي بة [‬ ‫‪ 26230‬و ‪ ]26243‬والطيالسي [‪.]2084‬‬ ‫مـن طريـق جابر بـن عبدال رواه المام أحدـ [‪ ]14265‬وابـن ماجـة [‪ ]33‬والدارمـي [‪ ]231‬وابـن أبــي شيبـة [‬ ‫‪.]26242‬‬ ‫مـن طريـق عقبـة بـن عامـر رواه المام أحدـ [‪ ]17441‬وابـن حبان فـ "صـحيحه" [‪ 1049‬و ‪ 2546‬و ‪]5412‬‬ ‫والطبان ف "الكبـي" (‪ 17/327‬رقم ‪ )904‬و(‪ 19/296‬رقم ‪.)657‬‬ ‫من طر يق ز يد بن أر قم رواه المام أح د [‪ ]19288‬والا كم [‪ ]258‬وا بن أب ـي شي بة [‪ ]26246‬وال طبان ف‬ ‫"الكبـي" [‪ 5017‬و ‪ 5018‬و ‪ 5019‬و ‪ 5020‬و ‪.]5055‬‬ ‫من طر يق ا بن م سعود رواه الترمذي ف سننـه" [‪ 2257‬و ‪ ]2659‬وا بن ما جة [‪ ]30‬وال طبان ف "الكب ـي" [‬ ‫‪ ]10074‬والطيالسي [‪ 342‬و ‪.]362‬‬ ‫‪78‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫خلف النصـوص حرام ول ينعقـد على مالفتــها اجاع‪ .‬وأمـا الظنـ مـن الجاع فهـو مـا عدا مـا‬ ‫ذكرتـه‪.‬‬ ‫ولّا كان مال فة القط عي من كل وا حد من هذه الثل ثة ال صول حراما وضللة بإجاع من اعترف‬ ‫بالجاع من المة الحمدية أشار إل ذلك فقال‪:‬‬ ‫وهـــــالك مـــــن كان‬ ‫منِعَـا‬ ‫(‪()33‬والجتـهــاد عند هـــــــذي ُ‬ ‫فيها مبدعــا)‬ ‫تقدم أن الجتـهاد هو استفراغ الفقيه الوسع ف استحصال حادثة بشرع‪ ،‬وف هذا البـيت اشارة إل‬ ‫حكمه الشرعي فيحرم الجتـهاد ف مواضع ورد نص الكتاب أو السنّة أو الجاع القطعي ف بـيان‬ ‫حكمها‪ ،‬ويب التسليم لا والقبول لبـيانـها‪ ،‬ويوز الجتـهاد ف الشياء الت ل يرد فيها نص من‬ ‫هذه الثلثة‪ ،‬ويب على من بلغ الجتـهاد(‪ )126‬واحتاج إل العمل أو الفتوى أو الكم با ل يرد بـه‬ ‫نص من الصول الثلثة‪.‬‬ ‫من طريق عتبة بن غزوان رواه الاكم ف "الستدرك" [‪ .]5141‬ومن طريق ابن عمر رواه ابن أبـي شيبة [‪.]26229‬‬ ‫من طريق عبدال بن الارث رواه المام الربـيع الفراهيدي ف "مسنده" [‪.]739‬‬ ‫كما رواه الدارمي أيضا ف "سننـه" برقم [‪ ]234‬عن يعلى بن مرة و[‪ ]237‬عن أبـي قتادة ‪.‬‬ ‫وروي من طريق مسلم مول خالد بن عرفطة عند الاكم [‪ ]5222‬وابن أبـي شيبة [‪.]26234‬‬ ‫ورواه الافظ الطبان ف "العجم الكبـي" برقم [‪ ]204‬عن طلحة بن عبـيدال‪ .‬و[‪ ]4100‬عن خالد بن عرفطه‪ .‬و[‬ ‫‪ ]6679‬عـن السـائب بـن يزيـد ‪ .‬و[‪ ]7302‬عـن صـهيب ‪ .‬و[‪ ]8181‬عـن طارق بـن أشيـم الشجعـي ‪ .‬و(‬ ‫‪ 17/139‬رقم ‪ )346‬عن العرس بن عميه ‪ .‬و(‪ 18/187‬رقم ‪ )442‬عن عمران بن حصي ‪ .‬و(‪ 19/393‬رقم‬ ‫‪ )922‬عن معاوية‪ .‬و(‪ 22/263‬رقم ‪ )675‬عن يعلى بن أمية التميمي ‪.‬‬ ‫ورواه كذلك ا بن سعد ف "الطبقات ال كبى" والط يب البغدادي ف "تار يخ بغداد" والميدي ف "م سنده" وا بن عدي ف‬ ‫"كامله" والعقيلي ف "الضعفاء" وقل أن يوجد كتاب من كتب السنّة إل وروى هذا الديث‪.‬‬ ‫وللطبان جزء مطبوع بعنوان "طرق حديث من كذب علي متعمدا"‪ .‬وعد هذا الديث جاعة من العلماء من قبـيل التواتر‬ ‫فقد رواه من الصحابة تسعة وتسعون صحابـيا سرد أساءهم الزبـيدي ف كتابـه "لقط الل التناثرة ‪ ..‬ف الحاديث‬ ‫التواترة" ص(‪ 261‬ـ ‪263‬دار الكتب العلمية) وانظر كلم النووي حول هذا الديث ف "شرح مسلم" (‪.)1/65‬‬ ‫‪ )(125‬ف (ب)‪ :‬لكنـه نص ف الطلوب‪ .‬وهذا خطأ والتصحيح من (أ) ومعناه أن التواتر يكون ظن الدللة إذا ل يكن نصا‬ ‫ف حكم بعينـه والعكس بالعكس فإذا كان التواتر نصا ف حكم بعينـه كان قطعي الدللة وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(126‬هذا وقد تفاوت الناس ف اف ساح الجال أمام الجت ـهاد ففر يق ي ضع أما مه العقبات وفر يق يعله ف متناول كل أ حد‬ ‫وال ق ب ـي الن ـهجي إذ ل بد من ح صول ب عض اللت في من أراد الجت ـهاد وإل ل صبح الشرع مهزلة ل كل متقوّل‪،‬‬ ‫يقول ساحة الشيخ أحد بن حد الليلي حف ظه ال تعال‪" :‬لريب أن الجتـهاد ركن ركي من أركان الفقه السلمي‪ ،‬لتوفر‬ ‫الدواعي إليه ف كل عصر‪ ،‬ولسيما هذا العصر ‪...‬؛ ولكن لبد من ضوابط ‪....‬؛ لن الناس ف قضية الجتـهاد بـي‬ ‫منطلق وجامد‪ .‬فالنطلق يب أن يكون ف حدود‪ ،‬والمود أيضا غي ممود‪ ،‬وخي المور أوسطها‪.‬‬ ‫‪79‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وقوله‪(:‬هالك‪..‬ال) أي من ابتدع حكما مع ورود أحد هذه الصول فهو هالك؛ لن مالفتـها حرام‬ ‫وضلل‪..‬ولّا كان الجتـهاد ف غيها قد يكون جائزا‪ ،‬وقد يكون واجبا أشار إل النوعي فقال‪:‬‬ ‫وواجـــــــــب أن‬ ‫جوَِّزا‬ ‫(‪()34‬والرأي في غـــــــير الصــــول ُ‬ ‫جـوََزا)‬ ‫نتحرى ال ْ‬ ‫الراد بــ(الرأي) هنـا الجتــهاد الفقهـي‪ ،‬وبــ(التحري) طلب مـا هـو الول فـ العمـل‪ ،‬أي يوز‬ ‫الجتـهاد ف الشياء الت ل يرد فيها نص أحد الصول الثلثة لن شاء أن يتـهد ويب على من بلغ‬ ‫رتبة الجتـهاد فأراد العمل أو الفتوى أو الكم با ل يرد فيه نص أحد الثلثة الصول؛ فاذا اجتـهد‬ ‫الجتــهد فعليـه أن يأخـذ باـ أداه اليـه اجتــهاده وان خالف غيه‪ ،‬ول يوز له أن يترك العدل فـ‬ ‫(‪)127‬‬ ‫اجتـهاده وان خالفه من خالفه ف ذلك خلفا لا ف "أجوبة" المام ابن مبوب لهل الغرب‬

‫فمن أنواع النطلق أن يقال بأن أيّ أحد كان ولو كان عاميّا يب عليه أن يستخرج الكم بنفسه من الكتاب ومن السنّة‪،‬‬ ‫ومن إجاع المة‪ ،‬وأل يتقيد بذهب‪ .‬هذا أمر عسي‪ ،‬لن الناس ل يكلفون ما ل يستطيعون‪ ،‬وأنّى لذا العامي‪ ،‬وكثي من‬ ‫السلمي لسانـهم غي اللسان العربـي ـ لسان القرآن ـ ولسان الرسول عليه أفضل الصلة والسلم‪ ،‬ل يفهمون معان‬ ‫القرآن وإن تلوا القرآن‪ .‬وهذا العا مي العرب ـي أنّى له أن يعرف النا سخ من الن سوخ‪ ،‬والح كم من التشاب ـه‪ ،‬والطلق من‬ ‫القيّد‪ ،‬والجمل من البـي‪ ،‬والعام من الاص‪ ،‬ويردّ كل شيء إل نصابـه‪ ،‬فإلزام عوام الناس وجهلتـهم أن يتـهدوا من‬ ‫غ ي أن تتو فر ل م القدرة على الجت ـهاد أ مر ف يه إفراط‪ ،‬وذلك يؤدي و قد أدى فعل إل تن طع كث ي من العوام على علماء‬ ‫ال سلمي؛ إذا قرأ أحد هم حدي ثا ل يعرف ف أي منا سبة قال الر سول ذلك الد يث‪ .‬أو تل آ ية ل يعرف سبب ن ـزول‬ ‫الية انطلق وقال ف الية أو قال ف الديث برأيه‪ .‬مع أن أجلة الصحابة كانوا يتوقفون أن يفسروا القرآن با تدلم عليه‬ ‫عقولم من غي أن يستندوا إل ركائز ثابتة وأدلة يستضيؤن بـها‪.‬‬ ‫والمود أيضا أن يقول القائل بأن الواجب على العال أن يقلد من قبله‪ ،‬فإن من سبق كان أكثر علما وأوسع إطلعا‪ ،‬وأطول‬ ‫باعا‪ ،‬وأعمق نظرا‪ ،‬وأرحب صدرا‪ .‬نعم ل ينكر مقام السلف ولكن كل أحد متعبد إن أطاق الجتـهاد وقدر عليه أل يقلد‬ ‫غيه‪ ،‬ول تقليد إل للمعصوم‪ ".‬ا‪.‬هـ نقل عن كتاب "ندوة الفقه السلمي" نشر وزارة العدل والوقاف ـ بسلطنة عمان‬ ‫ـ ص (‪ 98‬ـ ‪.)99‬‬ ‫‪ )(127‬مدرجة ف كتاب "السي والوابات" (‪ 2/223‬ـ ‪ )268‬وكلمه حول هذا الوضوع ف ص(‪.)234‬‬ ‫‪80‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وتابعه على ذلك أبو السن البسيان(‪ )128‬ف "سيتـه"(‪ )129‬وذلك أنـهما قال‪ :‬إنّ الاكم يترك رأيه‬ ‫إن ل يوافقه عليه أحد من الماعة ويأخذ بقولم‪ !.‬ول يفى ما فيه من العدول عن ذروة التحقيق إل‬ ‫حضيض التقليد‪ ،‬ث انـه أشار إل هذا العن بعينـه فقال‪:‬‬ ‫ممــــا نـــــرى‬ ‫(‪()35‬ولم يجز خلفنــــا للعــــــــــدل‬ ‫وميلنــــا للهزل)‬ ‫كان خــــلف كافر‬ ‫(‪()36‬في غير ما قد حكم الحـــــاكم أو‬ ‫فيــما رأوا)‬ ‫وان حكمــــت‬ ‫(‪()37‬أو من طريق الزهد كــــان أفضل‬ ‫فاقصد َّ‬ ‫ن العدل)‬ ‫َ‬ ‫حل ّهَـــا وإن نـهي‬ ‫(‪()38‬وذاك مثل الكل للسبــــاع قــد‬ ‫رأيت ِ‬ ‫ورد)‬ ‫كمثــــل ما اختــار‬ ‫(‪()39‬حملتـه علـى سـبـيــــــل الدب‬ ‫امام المذهب)‬ ‫يرم على الجتــهد العدول عـن الرأي الذي يرى أنــه القرب إل العدل للدلة التـ عنده عليـه؛‬ ‫والخذ بالرأي الذي يرى أنـه أبعد عن الصواب ف نظره لخالفتـه الدلة الت عنده‪ ،‬لن ال عزوجل‬ ‫كلف كل واحد من الجتـهدين أن يأخذ عند الاجة إل الخذ با أداه اليه اجتـهاده فهو فرض ف‬ ‫حقه‪ ،‬والعدول إل غيه عدول عن فرضه‪ ،‬لكن استثن بعضهم من هذه القاعدة ثلثة أشياء وذكر أن‬ ‫فيها جواز العدول عن العدل إل الهزل ف نظر الجتـهد‪:‬‬ ‫أحدها‪ :‬في ما اذا حكم عليك حاكم عدل ـ وكان من يوز له الكم ف الُختَلَف فيه ـ فإنـه‬ ‫ي ب عل يك اتبا عه في ما ح كم ب ـه‪ ،‬ول يوز لك مالفت ـه ف ذلك وان ك نت ترى أن الذي ح كم‬ ‫بـه هو الهزل والبعد من الدلة‪ .‬ويبحث فيه بأن هذا غي خارج من تلك القاعده؛ أل ترى أنـه اذا‬

‫‪ )(128‬العلمة أبو السن علي بن ممد بن علي بن ممد بن السن البسيوي من علماء الباضية بعُمان ف القرن الرابع الجري‬ ‫لزم العلمة أبـي ممد عبدال بن ممد بن بركة فتعلم على يديه حت صار من يشار إليه بالبنان‪ ،‬وحي تقدم بـه السن‬ ‫ث قل سعه ح ت كانوا أحيا نا إذا أرادوا ا ستفتاءه كتبوا له ف الرض فيجيب ـهم ب سب ما كتبوا له‪ ،‬من ت صانيفه "الا مع"‬ ‫مطبوع ف ‪4‬ج و"الختصر" مطبوع أيضا وله بعض الرسائل مدرجة ف "السي والوابات" الجلد الثان ‪ 1‬ـ ص(‪ 5‬ـ ‪.)8‬‬ ‫‪2‬ـ ص(‪ 62‬ـ ‪3 .)112‬ـ ص(‪ 124‬ـ ‪ )222‬ونشرت الميع وزارة التراث العمانية‪ ،‬وكانت وفاتـه ف مطلع القرن‬ ‫الا مس الجري ـ التأر يخ بال سنوات غ ي متو فر ـ‪"( .‬اتاف العيان" ـ للبطا شي ‪ 1/229‬ـ "نشأة التدو ين للف قه"‬ ‫د‪.‬مبارك الراشدي ص ‪ 190‬ضمن كتاب ندوة الفقه السلمي )‪.‬‬ ‫‪ )(129‬مدرجة ف كتاب "السي والوابات" (‪ 2/124‬ـ ‪ )222‬وكلمه حول هذا الوضوع ف ص(‪.)194‬‬ ‫‪81‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫حكم لك بشي ٍء ترى أنـه لغيك ل يوز لك أخذه غاية ما فيه أن الواجب ف الصورة الول النقياد‬ ‫لكم الاكم ل ترك العدل ف نظره‪.‬‬ ‫وثانيها‪ :‬أنـه اذا كان ف الرأي الذي يرى أنـه أبعد من الدلة مالفة لكافر قال يوز له ترك ما هو‬ ‫العدل ف نظره والخذ با هو أهزل فيخالف الكافر ف ذلك كان الكافر مشركا أو فاسقا‪ ،‬ونصب‬ ‫للول دليل "يهودي مر على ر سول ال ور سول ال وأ صحابـه واقفون ع ند د فن م يت‪ ،‬فقال‬ ‫اليهودي هكذا تف عل أحبار نا‪ .‬قال‪ :‬فق عد ر سول ال وأ مر أ صحابـه بالقعود مال فة لليهود"(‪.)130‬‬ ‫(‪)132‬‬ ‫ونصب للثان دليل ما روي أن جابر بن زيد (‪ )131‬ـ رضي ال عنـه ـ خالف السن البصري‬ ‫‪ )(130‬جاء من طريق عبادة بن الصامت رواه أبوداود ف "سننـه" برقم [‪ ]3176‬والترمذي ف "سننـه" برقم [‪]1020‬‬ ‫وابن ماجة ف "سننـه" [‪ ]1545‬والبـيهقي ف "السنن الكبى" [‪ 4/44‬برقم ‪ ]6890‬والازمي ف "العتبار" ص(‪328‬‬ ‫بتحقيق د‪ .‬قلعجي)‪.‬‬ ‫قال الافظ ابن حجر ف "فتح الباري" (‪ 3/233‬دار الكتب العلمية)‪:‬‬ ‫"و قد ورد مع ن الن ـهي من حد يث عبادة قال‪» :‬كان النب ـي يقوم للجنازة ف مر ب ـه حب من اليهود فقال‪ :‬هكذا‬ ‫نف عل‪ .‬فقال‪ :‬اجل سوا وخالفو هم« أخر جه أح د وأ صحاب ال سنن إل الن سائي‪ ،‬فلو ل ي كن ا سناده ضعي فا لكان ح جة ف‬ ‫النسخ‪ "..‬ا‪.‬هـ ويشتم منـه ضعف هذا الديث وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(131‬المام أبو الشعثاء جابر بن زيد الزدي اليحمدي العمان مولدا ووفاة قضى أكثر عمره ف البصرة حاضرة العلم آنذاك‪،‬‬ ‫وهو من طبقة كبار التابعي روى عن ابن عمر والسيدة عائشة وابن الزبـي والكم بن عمرو الغفاري وأكثر من مالسة ابن‬ ‫عباس فكان أحد أقرب تلميذه‪ ،‬أخذ عنـه قتادة وعمرو بن دينار ويعلى بن مسلم وأبو عبـيدة مسلم بن أبـي كرية‬ ‫وخلق كثي‪ ،‬شهد له ابن عباس بقوله‪" :‬لو أن أهل البصرة نـزلوا عند قول جابر بن زيد لوسعهم علما من كتاب ال"‪.‬‬ ‫وقال ا بن ع مر ف يه‪ " :‬يا جابر إ نك من فقهاء الب صرة ‪ ."...‬و ف "الضعفاء" لل ساجي عن ي ي بن مع ي‪ :‬كان جابر إباض يا‬ ‫وعكر مة صفريا‪ .‬و ف كتاب "الز هد" لح د‪ :‬ل ا مات جابر بن ز يد قال قتادة‪" :‬اليوم مات أعلم أ هل الرض‪ .‬مات سنة‬ ‫‪93‬هـ‪( .‬العب ‪ 1/80‬ـ وتذكرة الفاظ ـ للذهبـي ‪ 1/72‬ـ تـهذيب التـهذيب ـ لبن حجر ‪ 2/35‬ـ طبقات‬ ‫الدرجين ـ ‪.)2/205‬‬ ‫*(تنبـيه) كلم يي بن معي ـ إمام الرح والتعديل ـ الدال على نسبة المام جابر إل الباضية رواه عنـه أيضا الافظ‬ ‫ابن عدي ف كتابـه "الكامل" (‪ )4/71‬ـ دار الفكر ـ بـيوت ـ الطبعة الثالثة ـ ‪1988‬م‪.‬‬ ‫‪ )(132‬أبو سعيد السن بن يسار البصري من كبار التابعي وأمه خية مولة أم سلمة ولد لسنتي بقيتا من خلفة عمر‪ ،‬ونشأ‬ ‫بالدينة فحفظ كتاب ال ف خلفة عثمان‪ ،‬وسعه يطب مرات‪ ،‬وكان يوم الدار ابن أربع عشرة سنة ث كب ولزم الهاد‬ ‫ولزم العلم والعمل وكان أحد الشجعان‪ ،‬انتقل إل البصرة وعظمت هيبتـه ف القلوب‪ .‬أثن عليه أنس بن مالك بقوله‪:‬‬ ‫"سلوا السن فإنـه حفظ ونسينا"‪ .‬كان يدخل على الولة فيأمرهم وينـهاهم ل ياف ف الق لومة لئم‪ ،‬وله مع الجاج‬ ‫بن يوسف مواقف وقد سلم من أذاه‪ ،‬وصفه النسائي بتدليس السناد‪ ،‬وقال البزار‪" :‬سع السن البصري من جاعة‪ ،‬وروى‬ ‫عن آخرين ل يدركهم‪ ،‬وكان يتأول فيقول‪ :‬حدثنا وخطبنا‪ .‬يعن قومه الذين حُدثوا وخطبوا بالبصرة‪ .‬قال‪ :‬ول يسمع من‬ ‫ابن عباس‪ ،‬ول السود بن سريع‪ ،‬ولعبادة‪ ،‬ولسلمة بن الحب‪ ،‬ول عثمان‪ ،‬ول أحسبـه سع من أبـي موسى‪ ،‬ول من‬ ‫‪82‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫حي قال له ـ وقد حضر معه ف مرضه الذي مات فيه ـ‪ :‬قل يا جابر ل إله إل ال‪ .‬فأمسك جابر مع‬ ‫قدرتـه على النطق مافة أن يقال تبع السن على مذهبـه(‪.)133‬‬ ‫ويبحث فيه بأن هذا كله خلف ما عليه القاعدة‪ ،‬فإن القاعدة هي أنـه ل يوز للمجتـهد أن يالف‬ ‫ما رآه أنـه هو الق ف نظره وأن ما عداه خلف الق ف نظره؛ وقعوده وامساك جابر عن القول‬ ‫ليس حراما قبل ذلك‪.‬‬ ‫النعمان بن بشي‪ ،‬ول من عقبة بن عامر‪ ،‬ول سع من أسامة‪ ،‬ول من أبـي هريرة‪ ،‬ول من ثوبان‪ ،‬ول من العباس"‪ .‬فعلى‬ ‫هذا تكون روايتـه عنـهم من قبـيل النقطع‪ .‬قال الذهبـي‪" :‬قلت‪ :‬وهو مدلس فل يتج بقوله‪( :‬عن) ف من ل يدركه‪،‬‬ ‫و قد يدلس ع من لق يه وي سقط من ب ـينـه وب ـينـه ‪ ."..‬وله كلمات سائرة وكتاب ف "فضائل م كة ـ خ" تو ف عام‬ ‫‪110‬هــ‪"( .‬ميزان العتدال" ‪ 1/527‬ــ و"تذكرة الفاظ" للذهبــي ‪ 1/71‬ــ "طبقات الدلسـي" برقـم (‪ )40‬ــ‬ ‫و"تـهذيب التـهذيب" لبن حجر ‪.)243 /2‬‬ ‫‪ )(133‬هذا الكلم ل يؤخذ على علتـه فالمام جابر بن زيد كان صديقا حيما للحسن البصري ول يكن السن يتلف معه‬ ‫ف كثي من القضايا كما يظهر من مطالعة بعض مواقفه وكان المام جابر يكن له من الحترام والود يتضح ذلك من طلبـه‬ ‫له عند حضور أجله ولو كان السن البصري يتلف مع المام جابر ف قضايا حرجة لا كلف نفسه هذا الطلب ‪..‬‬ ‫وال ق أن ام ساك المام جابر كان تقريرا لبدأ يعتقده و هو أن من ظهرت له ش يء من علمات انت ـهاء أجله كان ذلك‬ ‫مؤذنا بأنـه يوت على ما كان عليه قبلها ول تنفع التوبة بعد معاينة أسباب الوت ـ كما حصل لفرعون عندما غرق مثل‬ ‫ـ يتضح ذلك من نقل العلمتي الدرجين ف "طبقات الشائخ" (‪ )2/207‬والشماخي ف "كتاب السي" ( ‪ )1/69‬للواقعة‬ ‫وهي كما يلي‪:‬‬ ‫[لا حضرت جابر بن زيد الوفاة أتاه ثابت البنان وقال‪ :‬يا أبا الشعثاء هل تشتـهي شيئا؟‪ .‬قال‪ :‬إن ل أشتـهي شيئا إل‬ ‫أن ألقى السن قبل أن أموت‪ .‬قال فخرج ثابت البنان فدخل على السن فأعلمه بقول جابر بن زيد‪ ،‬قال‪ :‬وكان السن إذ‬ ‫ذاك مستخفيا‪ ،‬فقال‪ :‬كيف ل بذلك؟‪ .‬قال‪ :‬اركب بغلت على السرج وأنا أردف خلفك‪ ،‬وأعطيك طيلسان وأرجو أن ل‬ ‫ُيعْرَض لنا‪ .‬قال ففعل‪ ،‬ودخل على أبـي الشعثاء وهو مضطجع فانكب عليه السن وهو يقول‪ :‬يا أبا الشعثاء؛ قل ل إله إل‬ ‫ال‪ .‬فر فع جابر عين يه‪ ،‬فقال‪ :‬أعوذ بال من غدو ورواح إل النار‪ .‬فقال له ال سن‪ :‬يا أ با الشعثاء؛ قل ل إله إل ال‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫أعوذ بال من غدو ورواح إل النار‪ .‬ث قال‪ :‬يا أبا سعيد يوم يأت بعض آيات ربك ل ينفع نفسا ايانـها ل تكن آمنت‬ ‫من قبل أو كسبت ف ايانـها خيا ـ النعام ‪ 158 :‬ـ‪ .‬قال‪ :‬فقال السن‪ :‬هذا وال الفقيه العال‪ ،‬ث قال‪ :‬يا أبا سعيد‬ ‫حدثن بديث ترويه عن رسول ال ف الؤمن إذا حضرتـه الوفاة‪ .‬قال‪ :‬قال رسول ال ‪» :‬إن الؤمن اذا حضرتـه‬ ‫الوفاة وجد على كبده بردا« فقال جابر‪ :‬ال أكب‪ ،‬وال إن لجد بردا على كبدي‪ .].‬ا‪.‬هـ‬ ‫و قد ح صل مو قف مشاب ـهه لو قف المام جابر مع ثا بت البنا ن ك ما ف "حل ية الولياء" لب ـي نع يم ( ‪ 2/366‬ر قم‬ ‫‪ )2584‬و"مسند ابن العد" برقم [‪" : ]1398‬عن ممد بن ثابت البنان قال‪ :‬ذهبت ألقن أبـي وهو ف الوت قال‪ :‬قلت‪:‬‬ ‫يا أبت قل ل إله إل ال‪ .‬قال‪ :‬يا بن خل عن فإن ف وردي السادس أو السابع‪".‬‬ ‫والشاهد أن تلقي اليت لفظة التوحيد ل يفيده إن كان غارقا طول حياتـه ف مالفة شرع ال وهذا الذي كان يرمي إليه‬ ‫المام جابر‪ ،‬فإن كان الصنف يعن مالفة المام جابر للحسن ف هذه النظرة ـ و الختيار ف السائل الشرعية يسمى مذهبا‬ ‫‪83‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وثالثها‪ :‬أنـه اذا كان ف الرأي الذي يرى أنـه الهزل ف نظره نوع زهد وتنـزه وف الرأي الذي‬ ‫يرى أنــه الرجـح والعدل ترك لذلك التنــزه والورع قال فهاهنـا يوز له أن يترك مـا يرى أنــه‬ ‫العدل فيأخذ با ف نظره أنـه الهزل‪ ،‬وضرب لذلك مثل بسألة تليل السباع وتريها على أنـه‬ ‫قد ورد النـهي من الشارع عن أكلها‪ ،‬وقد اختلف العلماء ف تأويل هذا النـهي فذهب بعضهم إل‬ ‫أن هذا النـهي للتحري فحرّم أكل السباع لذلك وذهب آخرون منـهم إمام الذهب أبو سعيد ممد‬ ‫بن سعيد الكدمي إل حل هذا النـهي على الكراهية والتنـزه فأجازوا(‪ )134‬أكل لوم السباع وقالوا‬ ‫في ها بالتكر يه‪ ،‬فاذا رأى الجت ـهد جواز أكل ها وأن هذا الن ـهي للكراه ية ك ما عل يه هذا المام ـ‬ ‫رضوان ال عليه ـ كان جائزا له أن يتمسك با رأى فيأكل‪ ،‬وأن يدع أكلها تنـزها لا ف أكلها من‬ ‫الكراهية؛ هذا ف الكم الذي يصه بنفسه‪ ،‬أما اذا حكّمَه غيه وولِيَ الكومة ف ذلك وجب عليه أن‬ ‫يكم با يرى أنـه القرب للصواب‪.‬‬ ‫مثال ذلك اذا تاصم اليه رجلن اصطاد أحدها سَُبعَا(‪ )135‬فأطلقه منـه الخر فطلب الصطاد حقّه من‬ ‫ـ َعهُ كان على هذا الاكـم أن يكـم لذا الصـطاد على هذا الذي أطلقـه بضمان سـبعه‪.‬‬ ‫الذي أطلق سَُب‬ ‫ويب حث فيه بأن ما ذ كر من جواز الترك لل كل ليس من هذا الباب الذي ن ن بصدده‪ ،‬فان ترك هذا‬ ‫الجتـهد أكل هذه السباع إنا هو لمتثال النـهي الوارد عن الشرع فل يلزم من المتناع عن أكلها‬ ‫القول بأن أكلها حرام‪ ،‬أل ترىأنـه حي صار حاكما وجب عليه الخذ با رأى أنـه الرجح ف‬ ‫نظره فيلزمه الكم بـه‪ ،‬ولجل هذه اليرادات على هذه الستثنيات أشار الصنف للتبي من استثنائها‬ ‫بقوله‪( :‬فيمـا رأوا) أي فيمـا رأى السـتثنون لذه الصـال‪ ،‬ولّاـ فرغ مـن بــيان الحكام التـ تصـ‬ ‫الجتـهد شرع ف بـيان حكم الضعيف عن الجتـهاد فقال‪:‬‬ ‫(‪()40‬والخلـف إن لم نعــــرف َّ‬ ‫هــــل جائز بما نشا‬ ‫ن العدل‬ ‫أن نعمل)‬ ‫ـ فكلمه ل غبار عليه‪ .‬وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(134‬على أن الش يخ نف سه ر جع عن هذا القول فح كم بر مة لوم ال سباع ف م صنفاتـه التأخرة فمثل يقول ف "جو هر‬ ‫النظام" (‪:)1/221‬‬ ‫والنّجـس البـيث ثـم السكـر‬ ‫وإنــايــرم منـه الضـرر‬ ‫والضّــاريات الوحـش والطيـور‬ ‫والـدّم واليتـة والنـزيـــر‬ ‫كالسْــد والفهــود والذّئـاب‬ ‫وهـي من السّـباع ذات الناب‬ ‫كالبــاز والعقــاب والنســور‪.‬‬ ‫وذات ملـب من الطيـــور‬ ‫‪ )(135‬ال سبع ـ ب ضم الباء وفتح ها و سكونـها ـ الفترس من اليوان ‪ ..‬ك ما ف "القاموس الح يط" للفيوزأبادي (مادة‪:‬‬ ‫سبع)‪.‬‬ ‫‪84‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫بل نستــــشير واجبا‬

‫(‪()41‬أو ل اذا التحري في ذا يعــــدم‬ ‫من يعلم)‬ ‫اختلف العلماء ف الضعيف الذي لقدرة له على الجتـهاد ول استطاعة له على ترجيح القوال؛ وقد‬ ‫أراد أن يعمل بشيء من الشياء ـ الت قد اختلف العلماء ف حكمها ـ ‪ :‬فذهب بعضهم إل أن لذا‬ ‫الضع يف أن يأ خذ بأي قول شاء من تلك القوال الوجوده ف م سألتـه‪ ،‬ول يلز مه ف كل قض ية أن‬ ‫ي ستعي بالفق يه الا ضر‪ ،‬واح تج لذلك بأن قوله ل يس بأث بت ف يه م ن تقد مه ف يه فأورده أثرا صحيحا‬ ‫فيحسن اتباعه لن بعده بل قد يكن أن يكون الول أكثر علما وأصح نظرا وبالعكس فاستوى المران‬ ‫في ما وجده من أ ثر صحيح أو نقله له عن الوائل من الختلف صريح(‪ )136‬أو أ خبه الفق يه ال ي‬ ‫بوجود الختلف ف يه و سكت عن التعد يل في ما يك يه‪ ،‬وحُ كم ما عَ ّدلَه ب عض علماء ال سلف وعَ ّدلَ‬ ‫َغْيرَه الفقيه الاضر من اللف حُكم ما اختلف الفقهاء ف تعديله ويرجع المر فيه إل جواز المرين‪،‬‬ ‫هذا كله اذا ل يكن لذا الضعيف قدرة على معرفة العدل‪ ،‬وكانت السألة ما وجد الختلف فيها‪،‬‬ ‫أما اذا شاء العمل بشيء ل يوجد ف بـيان حكمه شيء عن العلماء فهاهنا يب عليه مشاورة أهل‬ ‫العلم ف ذلك ول يوز له أن يعمل بـهوى نفسه‪.‬‬ ‫وذهب آخرون إل أنـه يب على هذا الضعيف اذا شاء العمل با يتلف فيه أن يشاور من قدر على‬ ‫مشورتــه مـن الفقهاء‪ ،‬وأن يسـتعي فـ طلب العدل مـن القوال والدليـل على ذلك قوله تعال‪:‬‬ ‫ولوردوه إلى الرســـول وإلى أولي المـــر منــــهم لعلمـــه الذيـــن‬ ‫يسـتنبطونـه منــهم النسـاء ‪ 83 :‬لن ال ستنباط ل يكون ال من الفقهاء العلماء ب ـه‪ ،‬و قد أُمِر‬ ‫الضعفاء برد المر فيه إليهم والخذ فيه بقولم فهم الجة فيه لم وعليهم ويدل على ذلك قوله تعال‪:‬‬ ‫فاسألوا أهل الذكر ان كنتم ل تعلمون النحل ‪. 43 :‬‬ ‫أقول‪ :‬وهذا الذهـب أقوى دليل وأقوم سـبـيل مـن الذي قبله لذه الدلة‪ ،‬ولاـ فـ مشورة العال مـن‬ ‫امكان الطلع على دل يل القول الذي يرشده عل يه ويأمره بال خذ ب ـه‪ ،‬فيكون بذلك آخذا بالدل يل‬ ‫الذي سعه فيُنـزل ف وجوب الشاورة للعال عند وجوده منـزلة القادر على الجتـهاد‪ ،‬ول يفى‬ ‫أن حكـم مـن كان متــهدا ول يطلع على الدلة فـ شيـء مـن الحكام أن حكمـه فـ ذلك حكـم‬ ‫الضع يف لن ـه ف ذلك ال كم ضع يف أي ضا بناء على القول بتجزئ الجت ـهاد و هو مذ هب المام‬ ‫الكدمي وف قول ثان ان الجتـهاد ل يتجزأ فل يكون متـهدا حت يكون عالا بميع الدلة من‬ ‫الكتاب والسنّة‪ ،‬والول هو الختار وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(136‬ف (ب)‪ :‬صحيح‪.‬‬ ‫‪85‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫والــــوزر والضمان‬

‫(‪()42‬وخطأ العالم في الفتوى همــــل‬ ‫للذي عمل)‬ ‫الطأ نوعان؛ أحدها‪ :‬أن يكون صاحبـه معتقدا اصابة الق فيما أفت بـه ويظن أنـه صواب وهو‬ ‫مالف للحق‪ ،‬فهذا غ ي معذور من ال ث والضمان ـ كان عال ا أو جاهل ـ اذا حرّم ما أ حل ال أو‬ ‫أحل ما حرم ال‪ ،‬وقد حصل التحرز من هذا النوع بقول الناظم‪(:‬وخطأ العال) لن صاحب هذا النوع‬ ‫وان كان عالا ف غيه فهو جاهل بـه‪.‬‬ ‫وثانيهما‪ :‬أن يكون الفت عالا بذلك الشيء الذي أخطأ فيه وبأصوله فأخطأ بلسانـه وهو يعلم أن لو‬ ‫انتب ـه أن ـه م طئ ف يه فهذا متلف ف تضم ي صاحبـه‪ ،‬والذي عل يه المهور من الهابذة أن ـه‬ ‫لضمان عليه‪ ،‬وأما الث فل نعلم أن أحدا قال بـه ف هذا الوضع‪ ،‬والذي وجدناه عن علمائنا انـه‬ ‫ل إث عليه بدليل قوله ‪» :‬رفع عن أمت الطأ والنسيان‪ ..‬الديث«(‪)137‬وباشارة قوله تعال ـ حكاية‬ ‫عن الؤمن ي ـ‪ :‬ربنـا ل تؤاخذنـا إن نسـينا أو أخطأنـا البقرة ‪ 286 :‬و ما أح سن قول‬ ‫الصائغي(‪:)138‬‬ ‫مرفوعة عنـه وما أوله(‪.)139‬‬ ‫وزلة العالــم ف فتــواه‬ ‫وقول النا ظم‪ ( :‬ف الفتوى) احتراز من خ طأ العال ف ال كم فإن ـه ل يعذر من ضمان ـه‪ ،‬أ ما ال ث‬ ‫فمعذور عن ـه ف الالت ي وإن ا كان عل يه الضمان ف ال كم دون الفتوى(‪ )140‬ل ا ف ال كم من جب‬ ‫‪ )(137‬تريه يأت مع ماثله ف التعليق على البـيت رقم (‪.)304‬‬

‫‪ )(138‬الشيخ سال بن سعيد بن علي الصائغي‪ ،‬من علماء الباضية بعمان عاش ف القرن الثالث عشر الجري‪ ،‬كان على درجة‬ ‫عالية من العلم والوقار وكان مهابا ف زمانـه قائما بالمر بالعروف والنـهي عن النكر‪ ،‬من تصانيفه الرجوزة الت قام‬ ‫بتنقيحها الشيخ السالي ف كتابـه جوهر النظام وأرجوزتـه هذه تبلغ ما يقارب عشرة الف بـيت يقول عنـها السالي‬ ‫ف تقديه للكتابـه جوهر النظام‪:‬‬ ‫ف الفهـــم مبلغا نظـــام الصائغي‬ ‫وبعــــد إن خي نظم بالـــغ‬ ‫من واجــب وجائـز ومنـــــع‬ ‫فــإنـه حوى بـيـان الشـــرع‬ ‫وطـاب حفظــه لدى الفــاظ ‪..‬ال‬ ‫واْنصَـبّ ف سهـــولة اللفـاظ‬ ‫وله كذلك "الرشاد" ل يزال مطوطا ترى بعض فصوله مدرجة ف "قاموس الشريعة" للسعدي‪ ،‬وله كتاب "الضنون بـه‬ ‫على غي أهله" مطوط وهو ف أصول الدين والفقه والداب ف ثلثة أجزاء‪( .‬تعليق الشيخ أبو اسحاق الزائري على "جوهر‬ ‫النظام" ‪ /1‬بداية الكتاب ـ "شقائق النعمان" للخصيبـي ‪.)3/8‬‬ ‫‪ )(139‬البـيت برمتـه ف "جوهر النظام" (‪ 1/34‬بتحقيق الشيخ ابراهيم بن سعيد العبي) وهو من أرجوزة الصائغي تراه ف‬ ‫"قاموس الشريعة" للعلمة السعدي (‪ 2/63‬التراث)‪.‬‬ ‫‪ )(140‬على أن الفتوى أمرها خطي فهي ل تتأتى من كل من تعلم بعض السائل كما هو الال ف هذا الزمن حيث يتصدر لذا‬ ‫الشأن من ل يصلح أن يكون طالبا بـي يدي علماء السلف‪ ،‬وليس بغريب أن يتواجد ف بعض الدول ف الشارع الواحد‬ ‫‪86‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ـب‪ .‬وقوله‪( :‬والوزر‬ ‫ـا جـ‬ ‫ـس فيهـ‬ ‫ـه ليـ‬ ‫ـم دون الفتوى فإنــ‬ ‫ـه على قبول قول الاكـ‬ ‫الحكوم عليـ‬ ‫والضمان‪..‬ال) أي إ ث ذلك ال طأ وضمان ـه ان ـهما على مَن َقبِلَه من العال وعَمِل ب ـه أو حَكَم‬ ‫لنـه ل يوز لحد أن يقبل خلف الق أو يعمل بـه‪ ،‬ولو قال بـه من قال من العلماء فالعلماء إنا‬ ‫هم حجة ف الق ل ف الباطل‪ .‬ولّا صرح بتأثيم العامل بلف الق وتضمينـه استدرك ذلك ببـيان‬ ‫توبتـه فقال‪:‬‬ ‫فالتـــوب مجمــــل أتى‬ ‫(‪()43‬وان خفــــي بطلنـه عليـــــه‬ ‫اليـه)‬ ‫ولم يجـــد معـــبرا‬ ‫(‪()44‬ان كان مما حجة السمــــاع بـه‬ ‫فلتنــــتبـه)‬

‫العشرات من نصب نفسه للفتيا وهذا من التلعب بأمور الشرع والعياذ بال واستسهال الال مع عدم ادراك خطورة ما هم‬ ‫بصدده‪ ،‬وإن كان غي خفي أن الصحابة وخيار التابعي كانوا يتدافعون الفتيا فيما بـينـهم وكان الواحد منـهم يتمن لو‬ ‫كفاه غيه‪ ،‬هذا و قد شرط الفحول من العلماء للجت ـهاد والفتوى شرو طا ح ت ل يكون الد ين لع بة ل كل من هب ودب‬ ‫فهذا العل مة أ بو ا سحاق الشيازي الشاف عي يقول ف كتاب ـه "الل مع ‪ ..‬ف أ صول الف قه" ص (‪" :)127‬وينب غي أن يكون‬ ‫الفت عارفا بطرق الحكام وهي الكتاب‪ ،‬والذي يب أن يعرف من ذلك ما يتعلق بذكر الحكام واللل والرام دون ما‬ ‫فيه من القصص والمثال والواعظ والخبار‪ ،‬وييط بالسنن الرويّة عن رسول ال ف بـيان الحكام‪ ،‬ويعرف الطرق الت‬ ‫يعرف بــها مـا يتاج إليـه مـن الكتاب والسـنة مـن أحكام الطاب وموارد الكلم ومصـادره مـن القيقـة والجاز‪ ،‬والعام‬ ‫والاص‪ ،‬و الج مل والف صل‪ ،‬والطلق والق يد‪ ،‬والنطوق والفهوم‪ ،‬ويعرف من الل غة والن حو ما يعرف ب ـه مراد ال تعال‬ ‫ومراد رسوله وما تقتضيه‪ ،‬ومعرفة الناسخ من ذلك من النسوخ‪ ،‬وأحكام النسخ وما يتعلق بـه‪ ،‬ويعرف اجاع السلف‬ ‫وخلفهم‪ ،‬ويعرف ما يعتد بـه من ذلك وما ل يعتد بـه‪ ،‬ويعرف القياس والجتـهاد والصول الت يوز تعليلها وما ل‬ ‫يوز‪ ،‬والوصاف الت يوز أن يعلل بـها وما ل يوز‪ ،‬وكيفية انتزاع العلل‪ ،‬ويعرف ترتيب الدلة بعضها على بعض وتقدي‬ ‫الول منـها ووجوه الترجيح‪ ،‬ويب أن يكون ثقة مأمونا ل يتساهل ف أمر الدين‪ ".‬ا‪.‬هـ وقال ابن أمي الاج النفي ف‬ ‫"التقرير و التحبـي" (‪" :)3/341‬قال ابن السمعان‪ :‬الفت من استكمل فيه ثلث شرائط؛ الجتـهاد‪ ،‬والعدالة‪ ،‬والكف‬ ‫عن الترخيص والتساهل‪ .‬وللمتساهل حالتان‪ :‬احداها أن يتساهل ف طلب الدلة وطرق الحكام ويأخذ ببادئ النظر وأوائل‬ ‫الفكر فهذا مق صّر ف حق الجتـهاد ول يل له أن يفت ول يوز أن يُستفت‪ ،‬والثانية أن يتساهل ف طلب الرخص وتأول‬ ‫ال سنّة فهذا متجوّز ف دين ـه و هو آ ث من الول‪ .‬ا‪.‬ه ـ و ف أ صول ا بن مفلح‪ :‬قال أ صحابنا وغي هم‪ :‬يرم ت ساهل الف ت‬ ‫وتقل يد معرو فٍ ب ـه ‪ .‬و ف شرح البد يع للهندي‪ :‬وي ب أن يكون عدل ث قة ح ت يو ثق في ما ي ب ب ـه من الحكام ‪..‬ال"‬ ‫ا‪.‬هـ وقد تكلم ف مثل هذا غيهم من العلماء على اختلف مذاهبـهم وتباين مشاربـهم‪ ،‬وتـهوين المر ل يكون إل‬ ‫من ل يبال بـهذا الدين متلعب بأحكامه أو من يدع نفسه فيوهها بلوغه تلك النـزلة وهي أبعد من النجوم ف أفلكها‬ ‫عنـه‪ ،‬أما من يبحث عن الرخص أينما كانت فحدث عنـهم ول حرج‪ ،‬حت صار التورع عن التخليط ف أمور الشرع‬ ‫والخذ بالعزائم والعمل بالحوط من ملفات الاضي عند كثي من الناس وال الستعان‪.‬‬ ‫‪87‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الاء من قوله‪( :‬بطلن ـه) عائدة إل ال طأ وكذلك ف قوله‪( :‬ال يه)‪ ،‬والاء من قوله‪( :‬عل يه) عائدة إل‬ ‫الذي عمل وانتصب ممل على الال من فاعل أتى أي ل يلو ذلك الطأ إما أن يكون ما تقوم بـه‬ ‫الجة من العقل أو ما تقوم حجتـه من السماع فالول‪ :‬غي معذور صاحبـه مهما خطر بباله ال‬ ‫باعتقاده الـق فيه‪ .‬والثان‪ :‬نوعان؛ ‪1‬ـ تأدية مفروض‪2.‬ـ وترك مجور‪.‬‬ ‫فأما تأدية الفروض فاذا ل يد ُمعَبّرا يعب له اياه ول يأت له من قبل بصيتـه بإلام ونوه فهو معذور‪،‬‬ ‫كما سيأت اذا اعتقد ف جلتـه السؤال عن جيع ما يلزمه من دين ال‪.‬‬ ‫ستَحِل أو‬ ‫وأ ما ترك الحجور ف قد ق يل ان ـه ل ي سع أحدا أن يرتكب ـه عال ا بجره كان أو جاهل مُ ْ‬ ‫ُمحَ ّرمَا‪ ،‬ومن ارتكبـه فهو هالك ظال لنـه قد ورد ف الثر الجتمع عليه‪ :‬يسع الناس جهل ما دانو‬ ‫بتحري ه ما ل يركبوه أو يتولوا راكب ـه أو يبأوا من العلماء اذا برؤا من راكب ـه‪ ،‬وهذا قد ارت كب‬ ‫ذلك الحجور عل يه ارتكاب ـه فل عذر له ب هل‪ ،‬ول بفتوى م طئ لن الف ت اذا أخ طأ و جه ال صواب‬ ‫فليس بجة‪ .‬وقيل اذا ل يد من العب ف هذا ونوه وكان قد اعتقد ف جلتـه التاب عن جيع ما‬ ‫لزمتـه فيه التوبة والسؤال عن جيع ما لزمه فيه السؤال فهو سال‪ ،‬وف هذا سئل المام الليـلي ـ‬ ‫رحه ال ـ‪:‬‬ ‫الســــــــــؤال‬ ‫نسائل شس العصر أعن سعيـدنا سللة خلفان الليـلي المجدا‬ ‫عن الراكب الحجور جهل ول يزل مقيمـا عليه مدة الدهر سرمدا‬ ‫يالس أعـلم النام ول يســل وموطنـه دار بـها العلـم والدى‬ ‫يدارس للثــار طول زمانـه ولكنـه لا يراه مســـوّدا‬ ‫ول يسمع التحـري فيه ول يكن خطـورا له بالبـال كي يتعبدا‬ ‫ويسبـه فعل حـلل وأنـه تقي كري خائف موقع الردى‬ ‫أيسلم عند ال ان مـات هكـذا ويدخلـه الفردوس فيها ملدا‬ ‫فقل ما أراك ال فيهـا مصـرحا صفات قيام الجة الكل مرشدا‬ ‫فل زلت مبورا وحبا موفقــا لكشـف مهمات خليفة أحدا‬ ‫عليه صلة ال ما ناحـت الربـا نسيم الصبا أو جابت العيس فدفدا‬ ‫فأجــــــــاب ـ رضوان الله عليه ـ‪:‬‬ ‫اليك بمـد ال نظمـا مؤيـدا بكم كتاب ال‪ ،‬من شـرع أحدا‬ ‫عليه صـلة ال ث سـلمــه وأهليه والصحاب أفضل من هدى‬ ‫فمن ركب الحجور جهـل بجره من الكم من مشروع ربـي تعبـدا‬ ‫‪88‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وضيع مفروض السـؤال وأنـه على قدرة منـه فقد ضل واعتـدى‬ ‫مـن الق إل أن يبشّـر بالردى‬ ‫وما عذره بالهل شيئا يفيــده‬ ‫كزان ول يـدر الزنـاء مرمـا وواطـئ أدبـار النسـاء تعمـدا‬ ‫اذا ل يسل من قبل فعل بـه ابتـدا‬ ‫فذلك بالجـاع ل شك هالك‬ ‫وهذا عليـه حجـة ال ربنــا أقيمت وما ف الهل عذر له بـدا‬ ‫ولو سقط التكليف عن كل جاهل لكان اقتنـاء الهل للنفع أعـودا‬ ‫ول تبغ ف ذاك اختـــلفا فانـه ضلل وكن أهل الـدال مفنـدا‬ ‫فهذا بإجاع على نص مكم الـ ـكتاب وما فيه اعوجـاج تـأودا‬ ‫وان تاب من قبل الذهـاب فربنا حليم غفور ذنب من تاب واهتـدى‬ ‫ودعن من ذكر الذي ليس واجدا له أحـدا مـن يعـب للهــدى‬ ‫فهذا له حكم يـص عمومهـا ولكـن أراه ل يكن لك مقصـدا‬ ‫فجئت بمد ال بالق واضحـا سلم علـى هادي البية أحـدا‬ ‫وقال ف مو ضع آ خر من "فتاو يه"‪.." :‬وأ ما النوع الثا ن و هو ركوب الحجور ف د ين ال تعال من‬ ‫أ صول ما ل تقوم ب ـه ح جج العقول فق يل ف هذا على الطلق ب ـهلك فاعله من التعبد ين لن ـه‬ ‫يف عل ما ليوز له ف دين ـه و قد ن قض الد ين‪ ،‬و ف ال ثر الجت مع عل يه (ي سع الناس ج هل ما دانوا‬ ‫بتحريهـ مال يركبوه‪..‬ال) وهذا قـد ركبــه فضاق عليـه ول يسـعه جهـل بكـم ظاهره وإل فالهـل‬ ‫أشرف بضاعة ان كان بـه عذر لن أطاعه فهو أول بالكرامة لنـه مطية السلمة؛ ويأب ال ذلك‪.‬‬ ‫وف قول آخر‪ :‬فعسى ان ل تقم عليه الجة برامه أن ل يبلغ بـه إل هلكه وآثامه إن دان ل تعال‬ ‫بالتوبة منـه بعينـه ان كان ف الدين حراما‪ ،‬وبالسؤال عنـه بعينـه أيضا إن هدي إل ذلك ف أحد‬ ‫الوجهي أو فيهما تاما وإل ففي الملة‪ ،‬ولبد أن يدين ف جلتـه الت تعبده بـها أن يطيعه ف كل‬ ‫شيء من أمره ويسأل مع القدرة عما يب عليه السؤال عنـه من دينـه ويتوب اليه من كل معصية‬ ‫علمها أو جهلها ف حينـه مع الدينونة له با يب عليه ف ذلك إن لزمه شيء هنالك‪ ،‬أو هدي اليه‬ ‫حال وجوب ـه بالتعي ي‪ ،‬أو ف الملة من أ صل ما ب ـه يد ين فإذا دان ل تعال ب ا ي ب من هذا ف‬ ‫الملة إل أن ـه لعدم قيام ال جة عليه برمة ما ركب ـه ل ي هد إل حك مه فأتاه على غ ي ع مد من ـه‬ ‫للمعصية وإنا وقع منـه لقصور علمه‪ ،‬وكذلك إن أخذ فيه بفتيا من دلّه على غي عدله ل مقلدا له‬ ‫على حال ول مدّع يا على ال ف يه بحال لكون ـه ف يه على غ ي ا ستحلل ول مهمل عل يه اعتقاده ف يه‬ ‫على ال صوص أو ف الملة إل لعذر ـ ك ما سبق ف مثله من مقال ـ فتكون الفت يا ف هذا القام‬ ‫‪89‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫لباطلها حكم لشيء فكأنـها ل تكن ف الحكام شيئا فكان ذلك من خطأ الفت على ما يعذر بـه‪،‬‬ ‫أم يلم فقابل ذلك على حجره وإن ل يكن هذا من عذره إل أنـه ما ل تقم الجة عليه بـه وهو غي‬ ‫مق صّر ف الواجب من عقيدت ـه‪ ،‬ففي قول الشيخ أبـي نبـهان(‪ )141‬ـ رحه ال عليه ـ ف غي‬ ‫موضع من "أجوبتـه" ما دل أن يسن ظنـه ف ال؛ يرجو أن ل يهلك من أجله بشرط ما ذكرناه من‬ ‫التزام طر يق النجاة ف عقيدتـه‪ ،‬وقد صرح ف هذا وف غيه من جوابـه بوجود الختلف ف هذا‬ ‫وبابـه‪ ،‬وقوله صحيح وآثار الشيخ أبـي سعيد ـ رحه ال ـ تشهد له بصوابـه‪ ،‬وكفى بـهما‬ ‫قدوة لن أراد ال بـه الداية وبأثارها نور يهدي كما له هو أهل‪ ،‬وبمده نتوسل اليه أن ينقذنا من‬ ‫الهل وبحمد وآله عليهم أفضل الصلة والسلم‪.".‬‬ ‫هذا كلمـه وبــه تعلم أن مـا فـ كلمـه النظوم ممول على مـن أتـى الرام بعـد قيام الجـة عليـه‬ ‫بـه(‪ )142‬لنـه هو موضع اللك بإجاع ـ كما يرشد إليه قوله‪" :‬ودعن من ذكر الذي ليس واجدا‬ ‫‪"..‬ال‪ ،‬والذي ف كلمه النثور ممول على من أتى الرام والال(‪ )143‬أن الجة ل تقم عليه ف ذلك‬ ‫الشيـء بعينــه لكنــها قامـت عليـه فـ الملة‪ ،‬وذلك كمـا لو علم أن فـ ديـن ال حلل وحرامـا‬ ‫فارتكب شيئا ل يعلم حكم ال فيه؛ فإذا هو حرام ف دين ال فان هذا هو موضع النـزاع وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(141‬الشيخ الرئيس أبو نبـهان جاعد بن خيس بن مبارك بن يي من نسل المام العادل الليل بن شاذان بن المام الصلت‬ ‫بن مالك الروصي من علماء الباضية بعمان ولد عام ‪1147‬هـ وتتلمذ على يد الشيخ سعيد بن أحد الكندي والشيخ‬ ‫حبـيب بن سال النـزوي‪ ،‬وصفه الشيخ السالي ف "تفة العيان" (‪ )2/147‬بقوله‪.." :‬ان أبا نبـهان كان التقدم على‬ ‫أ هل زمان ـه بالعلم والف ضل والشرف‪ ،‬واتذه الناس قدوة ف مرا شد دين ـهم وم صال دنيا هم‪ ،‬وقلده الفا ضل أمر هم ل ا‬ ‫علموا من علمه وورعه …" وهو والد العلمة الكبـي ناصر بن أبـي نبـهان ـ تأت ترجتـه ـ‪ ،‬توف عام ‪1237‬هـ‬ ‫بعد حياة قضاها ف كفاح الظلم ونشر العلم من تصانيفه‪" :‬دقاق أعناق أهل النفاق ـ خ" ورسالة ف "أحكام الذبائح ـ ؟"‬ ‫وكتاب "ال ج ولواز مه" (ن شر م صورا عن مطوطت ـه) وجزء ف "تف سي سورة الفات ة" وأكثر ها ل تن شر ب عد‪"( .‬الف تح‬ ‫البـي" لبن رزيق ص(‪ )150‬ـ "تفة العيان" للسالي ‪ 2/147‬ـ "شقائق النعمان" للخصيبـي ‪.)1/139‬‬ ‫‪ )(142‬ف هذا التوجيه نظر وذلك لن الحقق الليلي صرح هناك بأن هذا القارف من يهل الكم فيكون من ل تقم عليه‬ ‫ال جة ب ـه يدلك على هذا قوله‪" :‬ف من ر كب الحجور جهل! بجره!!" وقوله‪" :‬ول يدر! الزناء مر ما" و من قا مت عل يه‬ ‫الجة ل يسمى جاهل‪ .‬والستشهاد بقوله‪" :‬ودعن من ذكر الذي ليس واجدا ‪ "..‬ال ل تعلق له هنا بل حاصله أنـه فرّق‬ ‫بـي من يكنـه الوصول ال معرفة الكم الشرعي بسبب وجود ا ُلعَبّر فترك السؤال‪ ،‬وبـي من ل يكنـه ذلك كالنقطع‬ ‫ف جزيرة فهذا له ح كم خاص‪ .‬والتوج يه الثا ن الذي اختاره ال صنف أقرب من هذا بكث ي وعمو ما ل ج هل ول تا هل ف‬ ‫السلم ولو كان ف الهل عذر لكان أشرف من حيث أنـه موصل للسلمة ويأب ال ذلك‪ ،‬وعليه فالكم هنا يشمل من‬ ‫قامت عليه الجة على الشيء بعينـه ومن ل تقم عليه الجة عليه بعينـه ما دام هناك من يوضح له الكم الشرعي ف‬ ‫الشياء وما دام قد علم أن ف شرع ال حلل وحراما وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(143‬ف (ب)‪ :‬واللل‪ .‬وهو تصحيف‪.‬‬ ‫‪90‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أو تقول ان كلمه النظوم ممول على من ضيّع فرض السؤال وضيع اعتقاده بالهال‪ ،‬وما ف كلمه‬ ‫النثور ممول على ما إذا ل يضيع مفروض السؤال ول يهمل العتقاد ف إجتناب ما عدا اللل ث ظهر‬ ‫أن هذا الوجه هو أول أن يمل عليه كلم هذا الحقق وال أعلم‪.‬‬ ‫ولا كان الهل نقيض العلم وكانت أحكام العلم دائرة بـينـه وبـي الهل إذ ما وجب علمه َحرُمَ‬ ‫جهله‪ ،‬وما حرم جهله وجب علمه‪ ،‬ختم هذا الركن بـهذا الباب فقال‪:‬‬ ‫البــاب الــرابع‬ ‫فـي أقســــام الجهــل‬ ‫وفيما يسع جهله وما ليسع‬ ‫وبـه يتم الكلم على الركن الول ـ إن شاء‬ ‫الله ـ‬ ‫صاحبـه والثاني فهو‬ ‫(‪()45‬والجهل قسمان بسيط سلمــــا‬ ‫ما انتمى)‬ ‫صاحبـه بفعــــلـــــه‬ ‫(‪()46‬إلى مركَّـــب وليــــس يسلـم‬ ‫بل يأثــم)‬ ‫ينقسم الهل؛ إل بسيط وإل ُمرَكّب‪( ،‬فالبسيط) هو عدم العلم بالشيء ما من شأنـه العلم حت ل‬ ‫يتصور ف باله شيء ما جهل بـه ول يطر بعقله شيء من صفاتـه وصاحب هذا القسم معذور سال‬ ‫لن الجة ل تقم عليه بعلم ما جهله‪ ،‬ول يكون التكليف ال بعد قيام الجة؛ أما ما قيل من أن راكب‬ ‫الحجور فـ ديـن ال هالك ولو ل يعلم بجره فذلك ممول على مـن علم أن فـ ديـن ال حلل‬ ‫وحرامـا‪ ،‬لكنــه ل يعلم الكـم فيمـا ارتكبــه بعينــه وهذا قـد تقدم له تصـور علم بوجود جلة‬ ‫الحرمات فهلكه انا كان بعد قيام الجة عليه ف الملة وجهله با ارتكبـه جهل مركب ل بسيط‪.‬‬ ‫وأما (الركب) فهو اعتقاد الشيء على خلف ما هو عليه‪ ،‬وإنا سُمّيَ هذا القسم ُمرَ ّكبَا لتركّبـه من‬ ‫عدم العلم بالش يء واعتقاد أن ـه عال‪ ،‬ف صاحبـه ي ظن أن ـه عال بالش يء و هو جا هل ب ـه وال يه‬ ‫الشارة بقول القائل‪:‬‬ ‫وأنك ل تدري بأنك ل تدري‬ ‫ومن عجب اليام أنك جاهل‬ ‫وصاحب هذا القسم هالك ان كان جهله با يلزمه العلم بـه‪ ،‬وانا كان هالكا لقيام الجة عليه بذلك‬ ‫الشيء واعتقاده فيه على خلف حقيقتـه ل يكون عذرا له بعد وجوب علمه‪ ،‬فالراد بقوله‪( :‬والثان‬ ‫فهو ما انتمى إل مركب) أي القسم الثان من قسمي الهل هو ما انتسب إل مركب أي سي بذلك‪،‬‬ ‫وقوله‪( :‬بل يأث) تأكيد لقوله وليس يسلم‪.‬‬

‫‪91‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ولا فرغ من تقسيم الهل بالنظر إل حقيقتـه وحصوله ف ذهن الكلف شرع ف بـيان تقسيم الهل‬ ‫الركب منـه بالنظر إل حكم الشارع فيه فقال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫لواســــع الجهـــل‬ ‫(‪()47‬وباعتباره لـــــدى التكل ّـــــف‬ ‫وضيــق يفي)‬ ‫الاء مـن قوله‪( :‬وباعتباره) عائدة إل القسـم الركـب مـن قسـمي الهـل لنــه أقرب مذكور‪ ،‬ولن‬ ‫الق سم الول صاحبـه معذور و سال فل يتأ تى ف يه هذا النق سام‪ ،‬والع ن أن ال هل الر كب ينق سم‬ ‫بالن ظر إل ح كم الشارع ف يه إل ق سمي؛ أحده ا سال صاحبـه والثا ن هالك‪ ،‬في سلم صاحبـه إذا‬ ‫جهل با ل يلزمه العلم بـه‪ ،‬ويهلك إذا جهل با يلزمه العلم بـه‪ ،‬وسيأت بـيان ما يلزمه العلم بـه‬ ‫و ما ل يلز مه مف صل‪ ،‬ولك أن تقول ان الاء من قوله‪( :‬وباعتباره) عائدة إل حقي قة ال هل مع ق طع‬ ‫النظر عن التق سيم الذكور‪ ،‬والعن ينق سم الهل من حيث هو إل واسع الهل وهو الهل البسيط‬ ‫وبعـض الركـب‪ ،‬وإل مـا ل يسـع جهله وهـو بعـض الركـب‪ .‬وقول الناظـم‪( :‬فـ التكلف) أي فـ‬ ‫ُسـبّبٌ‬ ‫ّفـ م َ‬ ‫التكليـف‪ ،‬ففـي اطلق التكلف على التكليـف ماز إرسـال لعلقـة السـبّبـية لن التكل َ‬ ‫للتكليف؛ يقال‪ :‬كلفتـه فتكلّف‪.‬‬ ‫ولا فرغ من بـيان أقسام الهل وأحكامه شرع ف بـيان الشياء الت يسع جهلها والشياء الت ل‬ ‫يسع جهلها فقال‪:‬‬ ‫فعـــلمه في‬ ‫مؤَقَّـت‬ ‫(‪()48‬وأي فـرض فعــــلـــــه ُ‬ ‫مثبَّــت)‬ ‫وقتـــــــــه ُ‬ ‫وقيل ل حجة ممـــن‬ ‫(‪()49‬حجتـه تقـوم ممــــن عبَّـــــــــرا‬ ‫كفـــــرا)‬ ‫إن استطـــــعتـه بل‬ ‫(‪()50‬بل ما عــــدا البَّر أتى في المعتبر‬ ‫نيل ضرر)‬ ‫تنقسم الشياء الت ُتعُبّدْنا بـها إل قسمي‪:‬‬ ‫أحدها‪ :‬تقوم حجتـه من عقل الكلف‪ ،‬وسيأت الكلم عليه ان شاء ال تعال ف بابـه‪.‬‬ ‫ثانيهما‪ :‬تقوم حجتـه من السماع‪ ،‬وهو نوعان‪)1 :‬امتثال أمر‪)2 ،‬وامتثال نـهي؛ فامتثال المر تأدية‬ ‫الفترضات من البدان والموال؛ و هو أي ضا نوعان‪ :‬أحده ا مؤقّ ت الع مل؛ أي يلزم أداؤه ف و قت‬

‫ُمعَيّن‪ .‬وثانيهما ما ليس كذلك‪ ،‬وسيأت الكلم عليه ـ إن شاء ال تعال ـ‪.‬‬

‫فأما الذي عمله مؤقت؛ كالصلة والصوم فيلزمه عمله بدخول وقتـه وتقوم حجتـه حينئذ من جيع‬ ‫ا ُل َعبّرِ ين ولو كان ا ُلعَبّر كافرا أو طفل أو سع ذلك من ل سان طائر ففه مه أو وجده مكتو با ف كا غد‬

‫‪92‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وغيه‪ ،‬وهذا هو الذي أورده المام أبو سعيد ف "استقامتـه"(‪ )144‬وقيل إن الكافر ليس بجة ف هذا‬ ‫(‪)145‬‬ ‫وغيه‪ ،‬بل ما عدا البَرّ ـ بفتح الباء ـ وهو الصال ف جيع أموره ل يكون حجة قاله ف "العتب"‬ ‫متجا له بقوله تعال‪ :‬ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبـيل‬ ‫‪. 141‬‬ ‫قال أبو ب كر(‪ )146‬ف "الهتداء"(‪" :)147‬ذه بت الن ـزوانية إل قيام الجة ب ـه من كل معلم من كا فر‬ ‫أومسلم أو كتابة ف حجر أو من(‪ )148‬فم طائر واعتلّوا بأن الق بنفسه حجة فحيث وجد كان حجة ل‬ ‫يعتبون ف ذلك العلم بـه‪ ،‬والجة لم ف ذلك قول النبـي ‪» :‬اقبل الق من جاءك بـه بغيضا‬

‫النساء ‪:‬‬

‫‪ )(144‬ف "الستقامة" للمام الكدمي (‪ 2/215‬ـ ‪/ 216‬طبعة وزارة التراث العمانية)‪.‬‬ ‫‪ )(145‬ف "العتب" للمام الكدمي (‪ / 1/71‬التراث العمانية)‪.‬‬

‫‪ )(146‬العلمة أبو بكر أحد بن عبدال بن موسى بن سليمان الكندي‪ ،‬من كبار علماء الباضية العمانيي ف القرن السادس‬ ‫الجري‪ ،‬ولد ونشأ ف مدينة "نـزوى" حاضرة العلم آنذاك‪ .‬وهو ابن عم العلمة الكبـي ممد بن ابراهيم صاحب الكتاب‬ ‫الذائع الصيت "بـيان الشرع" أشهر كتب الشرع عند علماء عمان‪ ..‬تتلمذ على يد الشيخ أحد بن ممد بن صال الغلفقي‬ ‫النـزوي‪ ،‬واستفاد كثيا من ابن عمه الذكور حت كان يعتن بكتبـه ورسائله بل قيل إنـه هو الذي رتب "بـيان الشرع"‬ ‫على هذا الن سق‪ .‬وترب على يديه ثلة ل بأس بـهم من أهل عمان وكان له مقام بارز ف الياة السياسية وذ كر غي واحد‬ ‫أنـه توف بعد أن عقَد للمام ممد بن خنبش ببلدة "سون" هو ومن حضر من الجله‪ ،‬وأقام عنده بسون ستة أشهر ث‬ ‫عرض له الرض الذي مات فيـه فاندر إل أهله بــنـزوى فلبـث عندهـم عشرة أيام ثـ توفـ وقُب بــ"الضـ" مـن سـد‬ ‫نـزوى‪ .‬وكانت له مؤلفات راقية تدل على هتـه العالية ف العلم من أشهرها كتاب "الصنف ‪42/‬ج‪ /‬التراث" ف الفقه‬ ‫وف حقه يقول العلمة خلف بن سنان الغافري‪:‬‬ ‫كمـثل "بـيان الشرع" ل و"الصـنف"‬ ‫"ولـمـا بـلن ال بالـكم ل أجــد‬ ‫الـؤلـف ف يـوم الزا والصـنف"‪.‬‬ ‫فيـا رب فاجزِ بالكـرامـة مهــجـة‬ ‫وله كتاب "الوهر القتصر ـ ط‪/‬التراث" وفيه مسائل كلمية‪ ،‬و"الهتداء ـ ط" و "التخصيص ف الولية والباءة ـ ؟"‬ ‫و"التسهيل ـ ؟" ف الفرائض و "سية البرة ـ ؟" ف الرد على من طعن ف سيتـهم‪ ،‬وكتاب "التيسي ـ ؟" ف النحو‪،‬‬ ‫و"الذخية ـ ؟" كتاب ألفه للباضية من أهل حضرموت ‪ ..‬ول يظهر من هذه الكتب ف عال الطبوعات إل الثلثة الول‪.‬‬ ‫وتوف كما تقدم سنة ‪557‬هـ ودفن ف سد نـزوى‪.‬‬ ‫("السية" لبن مداد ص ‪ 31‬ـ "تفة العيان" ‪ 1/244‬ـ "اللمعة الرضية" للسالي ص ‪ 21‬و ‪ 22‬ـ "اتاف العيان"‬ ‫للبطاشي ‪ 1/253‬ـ ‪.)264‬‬ ‫‪ )(147‬ص (‪31‬ـ ‪.)32‬‬ ‫‪ )(148‬ف الصلي و الطبوع من "الهتداء" ‪( :‬ف)‪ .‬فأصلحتـه‪.‬‬ ‫‪93‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫كان أو حبـيبا‪ ،‬ورد الباطل على من جاءك بـه بعيدا كان أو قريبا«(‪ )149‬قالوا‪ :‬فلما كان الباطل غي‬ ‫مقبول من جاء بـه من مسلم أو كافر بإجاع كان الق مقبول من جاء بـه من مسلم أو كافر‪.‬‬ ‫وذهبت الرستاقية إل أن الجة ف تفسي ما تعبّد ال بـه ل تقوم إل من الثقات؛ واحتجوا بقول ال‬ ‫تعال‪ :‬ولن يجعـل الله للكافريـن على المؤمنيـن سـبـيل النسـاء ‪ 141 :‬وبقوله‬ ‫سبحانـه‪ :‬ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبـينوا الجرات ‪ 6 :‬قالوا‬ ‫فقد أمر بالتبـي عند خب الفاسق وهو عام ف كل نبأ حت يصح التخصيص‪ ،‬قالوا‪ :‬وف أمره بالتبـي‬ ‫عند خب الفاسق دليل على ترك التبـي عند خب غي الفاسق وال أعلم"‪(.‬انتـهى)‪ .‬أقول‪ :‬وف كل‬ ‫واحد من هذين الستدللي نظر فليتأمل‪.‬‬ ‫وقول الناظم‪( :‬إن استطعتـه ‪..‬ال) أي إن قدرت على وجود(‪ )150‬العب من غي تمل لشقة خارجية‬ ‫ول إصابة ضرر ف الن فس والعيال‪ ،‬و قد تقدم ذ كر الشروط ل ن ي ب عليه الروج ف طلب ال عب ف‬ ‫الباب الول من هذا الركن فراجعه من هنالك‪.‬‬ ‫معــــبرا نور هـــداه‬ ‫(‪()51‬واعتقد الســــؤال إن لم تستطع‬ ‫تتبــــع)‬ ‫رأيــــت من أدائـــــه‬ ‫(‪()52‬لكن عليــــك أن تؤديـــه كمـا‬ ‫متمما)‬ ‫وفقــــك الباري وإل‬ ‫(‪()53‬فإن تكن موافقا صدق العمــــل‬ ‫فالبدل)‬ ‫قــــولن بالفــور ودين‬ ‫(‪()54‬مختلف فيه ومــع مــــن أثبتـه‬ ‫مثبتـه)‬ ‫أي اج عل ف عقيدتك السؤال إذا ل تقْدِر على وجود العبّر حت تتوصل اليه بو جه من الوجوه‪ ،‬ل كن‬ ‫سنَ ف عقلك من أدائه‪،‬‬ ‫عليك مع العتقاد للسؤال أن تؤدي ذلك الفترض الواجب عليك فعله كما َح ُ‬ ‫والداء‪ :‬فعل الش يء ف وقت ـه‪ .‬والقضاء‪ :‬فعله ب عد وقت ـه أ) ا ستدراكا ـ والعادة‪ :‬فعله ف وقت ـه‬ ‫ـ‪ .‬ب) ثانيا للل‪.‬‬ ‫فإذا وجدت العبّر و َعبّر لك ذلك الفترض ك ما أديت ـه أ نت من ق بل ف قد وف قك ال عل يه ول بدل‬ ‫عليك ف يه‪ ،‬وإن عبّر لك على خلف ما أ نت مؤد له فالبدل متلف ف يه على قول ي؛ هل هو عليك أو‬ ‫ل؟ أوجبــه قوم ول يوجبــه آخرون‪ ،‬واختلف الثبتون للبدل هـل هـو لزم على الفور ــ أي فـ‬ ‫‪ )(149‬الديـث ذكره التقـي الندي فـ "كنــز العمال" (‪ )15/794‬وعزاه للديلمـي‪ .‬وهـو فـ "الفردوس بأثور الطاب"‬ ‫للديلمي (‪ 1/433‬برقم ‪ )1762‬عن ابن مسعود فذكره ـ بدون سند ـ‪.‬‬ ‫‪ )(150‬ف (ب)‪ :‬ورود‪ .‬وهو تصحيف‪.‬‬ ‫‪94‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أ سرع ما ا ستطعت لن الفور تعج يل إنفاذ الوا جب ـ أو دَيْن ُمثْبَت عل يك م ت ما شئت أن تؤد يه‬ ‫فواسع لك (قولن)‪ .‬والاء ف قول الناظم‪( :‬مثبتـه) للمبالغة كما ف قوله تعال‪ :‬بل النسان‬ ‫على نفسه بصيره القيامة ‪. 14 :‬‬ ‫ث أشار إل بـيان النوع الثان من نوعي الفرض الفعلي فقال‪:‬‬ ‫فواســع جهلــــكه إلى‬ ‫(‪()55‬وإن يكن غير مؤقــــت العمل‬ ‫الجل)‬ ‫وقيـــل كالول نظــــم‬ ‫(‪()56‬مالم تكــــن معتقــــدا لتركــه‬ ‫سلكه)‬ ‫لن وقـــــت ذيــــن‬ ‫(‪()57‬وذاك مثل الحــــج والزكـاة‬ ‫للممـات)‬ ‫هذا النوع هو الثان من نوعي امتثال المر وهو الفرائض الغي الؤقتـه ـ أي ل يكن عملها مدودا ف‬ ‫وقت معلوم(‪ )151‬ـ كالج والزكاة لن وقتـهما واسع إل حضور الوت لن ل يدن بترك فعلهما أو‬ ‫يعتقده من غي دينونة‪ ،‬فإذا لزمك أحد هذين الفرضي أو ما كان ف معناها فواسع جهلك بعلمه إل‬ ‫الجل أي إل حضور وقت انقضاء الجل‪ ،‬فإذا حضر وقتـه لزمك علم ذلك الفترض‪ ،‬وكان عليك‬ ‫جةً ف الصلة والصوم اللزمي الاضر وقتـهما‪ .‬وقيل بل يلزمك العلم بكل‬ ‫جةُ جيع من كان ح ّ‬ ‫ُح ّ‬ ‫مفترض عليك ـ وإ نْ وسعك التأخي ف أدائه ـ لئل تكون جاهل با افترض عليك ف دين ال وهذا‬ ‫معن قول الناظم‪( :‬وقيل كالول‪ ..‬إل آخر البـيت)‪ ،‬والراد بـ(الول) ف قوله الفرض الؤقت فعله‪.‬‬ ‫وفيه قول ثالث‪ :‬وهو أنـه ل يسع تأخي أدائه بعد المكان‪ ،‬فيكون من الفرائض الؤقتـه ويتمله قول‬ ‫الناظم أيضا‪ ،‬وهذا القول ليبعد عندي ف الزكاة لقترانـها بالصلة ف أكثر آي القرآن‪ ،‬ولقوله تبارك‬ ‫وتعال‪ :‬وويـل للمشركيـن ‪ o‬الذيـن ل يؤتون الزكاة وهـم بالخرة هـم‬ ‫كافرون ف صلت ‪6 :‬و ‪ 7‬ول يس من الشرك ي من يؤ ت الزكاة‪ ،‬ان ا ذكر ها ه نا تري ضا للمؤمن ي على‬ ‫السارعة ف أدائها وتنبـيها على لزوم فرضها إل أن القول الول من هذه القوال الثلثة هو الشهي‬ ‫التداول وعليه المام أبو سعيد ـ رضي ال تعال عنـه ـ ف "الستقامه"‪.‬‬ ‫جميعـــه مـــا لــــم‬ ‫(‪()58‬وواســــع جهــلــــك بالمحــَّرم‬ ‫عليـــه تُقْدِم)‬ ‫إن قائــــم العــين‬ ‫(‪()59‬كالـــــدم والميتـــــة والخنـزيــر‬ ‫وكالخمــــور)‬ ‫‪ )(151‬يبحث فيه من جهة أن الختار كون الج على الفور ل على التراخي وف حينـه يكون وقتـه معلوم مضيق غي موسع‬ ‫على الستطيع وال أعلم‪.‬‬ ‫‪95‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫فــــي أي مـا كــان من‬

‫(‪()60‬وكالذي يذبــــح للوثـــــان‬ ‫المكــان)‬ ‫والخلــــف في الخمر‬ ‫(‪()61‬وذا لدى المضطر قد أبـيحــــا‬ ‫أتى صريحا)‬ ‫هذا النوع الثا ن من النوع ي اللذ ين تقوم ب ـهما ح جة ال سماع؛ و هو امتثال الن ـهي عن ارتكاب‬ ‫الحرمات جيعها‪ ،‬والهل بـها واسع لن ل يقدم عليها بارتكاب أو تليل بقول دون ارتكاب‪ ،‬فإن‬ ‫كان ش يء من ذلك فل ي سع جهل ها ولزم الفا عل علم تري ها سواء كان إرتكاب ـه إيا ها على علم‬ ‫بن سها وج هل بتحري ها أو علم بن سها وج هل بتحري ها‪ ،‬وتلك الحرمات (كالدم) والراد ب ـه الدم‬ ‫السفوح كما صرح بـه تعال ف سورة النعام‪ ،‬فإن قلتَ‪ :‬من الدماء ما هو حرام بإجاع كالسفوح‪،‬‬ ‫ومنـه ما هو حلل باتفاق كدم السمك‪ ،‬ومنـه ما هو متلف فيه كدم الستجلبات؛ فكيف ل يسع‬ ‫جهله لراكبـه مع وجود الحتمال فيه؟! فالواب‪ :‬أن الكم فيه التحري حت يصح غيه‪( .‬وكاليتة)‬ ‫وهي الت ل تُذَكّ فدخل تت هذه العبارة النخنقة والوقوذة ـ وهي الضروبة بالعمد حت ماتت ـ‬ ‫والتردية ـ وهي الت تتردى من علو إل أسفل فماتت من غي تذكية ـ والنطيحة ـ وهي فعيلة بعن‬ ‫(‪)153‬‬ ‫مفعول من النطح وهو السدع(‪ )152‬ـ وما أكل السبع ـ كالذئب والنمر ونوها ـ إل ما ذكيتم‬ ‫أي إل ما أدركتم ذكاتـه من هذه الشياء فذكيتموه فهو حلل لكم وحدّ ما يل من هذه بالتذكية‬ ‫هو أن تتحرك الذكّاة بعد التذكية ولو بارحة قيل ولو ترك طرف عينـها ـ أي جفنـها ـ وأما‬ ‫سائر البدن الذي ليس بارحة فل اعتبار بتحرّكه ف تليلها لنـه قد تكون تلك الركة فيه وهو لم‬ ‫ن شر عا كمي تة الب حر لقوله تبارك وتعال‪ :‬أحـل‬ ‫م سلوخ‪ ،‬ويرج عن هذه العبارة ما كان م ستث ً‬ ‫لكـم صـيد البحـر وطعامـه متاعـا لكـم وللسـيارة الائدة ‪ 96 :‬فهـو حلل على‬ ‫الطلق لقوله ـ وقد سئل عنـه فقال‪:‬ـ » هو الطهور ماؤه والل ميتتـه«(‪ ،)154‬وكميتة الراد‬ ‫‪ )(152‬ف (ب)‪ :‬الدع‪ .‬والن سب ما أثبت ـه ك ما ف (أ)‪ ،‬قال الفيوزابادي ف "القاموس الح يط" (مادة َسدَع)‪" :‬ال سّدع‪:‬‬ ‫صدَم الشيء بالشيء ‪ ."...‬وف "لسان العرب" لبن منظور (مادة َسدَع)‪.." :‬والسدع‪ :‬صَدم الشيء بالشيء َسدَعَه‬ ‫كالنع‪َ ،‬‬ ‫يسدعه َسدْعَا" والنطح ل يكون بغي اصطدام!‪ .‬وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(153‬من قوله تعال‪ :‬حر مت علي كم الي تة والدم ول م الن ـزير و ما أ هل لغ ي ال ب ـه والنخن قة والوقوذة والترد ية‬ ‫والنطيحة وما أكل السبُع إل ما ذكيتم وما ذبح على النّصب وأن تستقسموا بالزلم ذلكم فسق ‪ ...‬الية (الائدة ‪.)3 :‬‬ ‫‪ )(154‬جاء من طريق أبـي هريرة رواه المام أحد ف "مسنده" [‪ 7252‬و ‪ 8756‬و ‪ ]9123‬والمام مالك ف "الوطأ"‬ ‫(‪ )1/22‬وا بن خزي ة ف " صحيحه" [‪ ]111‬والترمذي [‪ ]69‬وأبوداود [‪ ]83‬والن سائي ف "ال صغرى" [‪ 59‬و ‪ 332‬و‬ ‫‪ ]4350‬و ف "ال كبى" [‪ 58‬و ‪ ]4862‬وا بن ما جة [‪ 386‬و ‪ ]3246‬وا بن حبان [‪ ]1240‬والا كم ف "ال ستدرك" [‬ ‫‪ 491‬و ‪ 492‬و ‪ 493‬و ‪ 497‬و ‪ ]498‬والدارمي [‪ 728‬و ‪ 729‬و ‪ ]2011‬والبـيهقي ف "السنن الكبى" برقم [‪ 1‬و‬ ‫‪96‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫سنّة(‪ )155‬وما شابـهه فهو مقيس عليه‪ .‬وقول الناظم‪( :‬والنـزير إن قائم العي) أي والنـزير إن‬ ‫لل ُ‬ ‫كان قائم العي أي ل يتغي شخصه فهو من الحرمات أيضا فل يوز لحد أن يقدم على ارتكابـه ول‬ ‫تليله بقوله سواء َعلِ مَ بـه أو جَهِل‪ ،‬وأما إن كان غي قائم العي بأن كان لما مقطّعَا فواسع جهله‬ ‫ل ن أكله اذا ل يعلم ب ـه أن ـه ل م خن ـزير وأكَلَ هُ مِ نْ عِنْد مَ نْ توز ذب ـيحتـه إذ ل فرق ب ـي‬ ‫لمه وبـي لم سائر اليوانات؛ وما أحسن قول ابن النضر(‪:)156‬‬ ‫‪ 2‬و ‪.]18965‬‬ ‫و من طر يق جابر بن عبدال رواه أح د [‪ ]15022‬وا بن خزي ة [‪ ]112‬وا بن ما جة [‪ ]388‬وا بن حبان [‪1241‬‬ ‫‪/‬الحسان] والاكم [‪ ]500‬والبـيهقي ف "الكبى" برقم [‪ 1195‬و ‪.]18966‬‬ ‫ومن طريق ابن عباس رواه المام الربـيع الفراهيدي ف "مسنده" [‪.]161‬‬ ‫ورواه ابن ماجة [‪ ]387‬عن ابن الفراسي‪ .‬ورواه الاكم [‪ ]499‬عن عل يّ‪ .‬ورواه عبدالرزاق ف "مصنفه" [‪ ]318‬عن‬ ‫ابـن عمرو ‪ .‬و[‪ ]320‬عـن أنـس و[‪ ]8656‬عـن ييـ بـن أبــي كثيـ‪ .‬كمـا رواه أحدـ [‪ ]23159‬ول يسـم‬ ‫الصحابـي‪.‬‬ ‫وجاء من طريق بعض بن مدل رواه ابن أبـي شيبة ف "مصنفه" [‪ ]1378‬وعبدالرزاق برقم [‪ 321‬و ‪.]8657‬‬ ‫‪ )(155‬دليله قوله ‪» :‬أحلت لكـم ميتتان ودمان فاليتتان الراد والسـمك‪ ،‬والدمان الكبـد والطحال«‪ .‬والديـث جاء مـن‬ ‫طريق ابن عباس رواه المام الربـيع ف "مسنده" برقم [‪ .]618‬وجاء ـ بألفاظ مقاربة ـ من طريق ابن عمر رواه‬ ‫المام أحد [‪ ]5725‬وابن ماجة [‪ 3218‬و ‪ ]3314‬وعبد بن حيد ف "مسنده" [‪/ 820‬النتخب] والبـيهقي ف "السنن‬ ‫الكبى" [‪ 1197‬و ‪ .]19697‬وغيهم‪.‬‬ ‫‪ )(156‬العلمة أحد بن سليمان بن عبدال بن أحد بن العلمة الضر بن سليمان بن النضر ـ وهو جدهم الذي ينتسبون إليه‬ ‫ـ وأ صلهم من الن عب ف هو ناعب ـي اشت ـهر با بن الن ضر‪ .‬أ حد العلماء الباض ية من أ هل عمان عاش ف القرن ال سادس‬ ‫الجري ونشأ وترعرع ف مدينة "سائل" يقول السالي ف "تفة العيان" (‪ .." :)1/249‬وكان يتعلم عند الشيخ مبارك بن‬ ‫سليمان بن ذهل ومنـه تعلم الشعر وله ف الفظ ما فاق بـه أهل زمانـه وكان عالا بأشعار العرب وسيهم وتواريهم‬ ‫وماوراتـهم‪ ،‬ناهيك بعلم اللغة فإنـه أخذها بذافيها‪ ،‬وغاية ما حفظ من أشعار العرب أربعي ألف بـيت؛ ما كان من‬ ‫الثلثة إل الواحد‪ ،‬وأما القصائد الكبار فل تصى‪ ،‬وكان ينظم القصيدة ف ليلة وله ديوان أكثره تغزل فلما تبقر ف العلم مزقه‬ ‫ث صرف قريضه ف نظم الشريعة‪ ،‬وتفرقت قصائده ف البلدان وذهب أكثرها فمن الذاهب قصيدة ف الولية والباءة غي‬ ‫اللمية الشهورة وقصائد ف الصلة والحكام تزيد على أربع قصائد وقصيدة ف الضاد والطاء نو مائت بـيت‪ ،‬وقيل إنـه‬ ‫تبقر ف العلم وشاعت تصانيفه ف الفاق وهو ابن أربع عشرة سنة والدعائم من آخر ما نظم‪ ،‬وقال ابن زكريا ف حقه‪ :‬إنـه‬ ‫أشعر العلماء وأعلم الشعراء‪ .‬ونقل عن ابن النظر أنـه قال‪ :‬أنا أحفظ وقد نومتن أمي ف الهد‪ ،‬وقد علقت حول رأسي‬ ‫شراخ ب سر أب ـيض ـ أي جزء من عذق ف يه ب سر و هو الر طب ق بل نض جه ـ فانطل قت عن ـز فلكت ـه ف صحت‪،‬‬ ‫فطردتـها جارية عن‪ ،‬ث رجعت فلكت الرقة الت عليّ فصادفت ابـهام رجلي فصحت فطردتـها الارية أيضا وأخذتن‬ ‫أمي والدم يسيل من رجلي‪ ،‬فنظرت فإذا أنا ابن عشرين يوما!‪ ".‬ا‪.‬هـ وكان معاصرا للشيخ فاضل بن عبدال القلهات وكان‬ ‫عال عصره والشيخ أبـي عمر النخلي الذي ذكره ف احدى قصائده وكان من أخص أصدقائه وكان يتلف إليه وهو عال‬ ‫‪97‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫كذلك النـزير حيّا على‬ ‫وواسع من بعد تقـطيعه‬

‫ذي الهل حرم وذوي العقل‬ ‫جهلك بالعضـاء والنشـل‬

‫وحلو على النـــزير القرد لقترانـــهما فــ قوله تعال‪ :‬وجعـــل منــــهم القردة‬ ‫والخنازيـر الائدة ‪ 60 :‬واختلفوا فـ خنــزير البحـر فقال قوم هـو حلل لن ال أحـل صـيده على‬

‫ف الفقه‪.‬‬ ‫والسبب ف ذهاب أكثر مؤلفاتـه ما حصل له حيث قُتل فنـهب بـيتـه وخزانة كتبـه وأحرقت بالنار وذلك بـيد‬ ‫السلطان الائر خردلة بن ساعة بن مسن ـ أخزاه ال ـ الذي كان من فسقه وجوره وتعسفه يأخذ من كل سبع نلت‬ ‫نلة‪ ،‬ويسقي مزارعه باء العباد‪ ،‬ويأكل أموال الساجد والدارس والقابر‪ ،‬ويأخذ نصف مهر الرأة من العاجل إذا تزوجت‪،‬‬ ‫وإذا طلقت ياصم ف الجل‪ ،‬ويأخذ نصف الب والتمر والقطن‪ ،‬ويكلف الناس حل متاع بـيت الال إل الصن بعنف‪،‬‬ ‫ويكلف أهل "قيقا" و"بدبد" يملون ترهم وما يغتصبـه منـهم على دوابـهم وظهورهم إليه ول يبال‪ ،‬ويأخذ نصف حق‬ ‫الدعِي‪ ،‬ول يلّف النكر بل ينوع له العذاب حت يقر لغريه ‪ ...‬وتصادف أن تزوجت ابنة أخت الشيخ ابن النضر على مهر‬ ‫قدره خسي ممدية ـ عملة ـ فضة فأرسل خردلة جنديا لخذ نصفها من الشيخ أحد فمنعها الشيخ ول يعطه‪ ،‬فأرسل‬ ‫خردلة مموعة من الند يطلبون منـه مقابلتـه‪ ،‬فلما مثل بـي يديه طالبـه بالدراهم وتـهدده وأغلظ عليه‪ ،‬ومن بعض‬ ‫ما قاله‪ :‬ك نا أرد نا م نك الم سي ف قط‪ ،‬والن ل يكف نا إل د مك‪ .‬فقال الش يخ‪ :‬ال مر ل ن خل قك ل لك‪ .‬فقال البار‪ :‬أوَ‬ ‫تـهزأ بـي؟!‪ .‬فأشار إل بعض الند أن ألقوه من هذه الكوة ـ النافذة ـ فكتفوه وألقوه وكانت كوة قصره شديدة العلو‬ ‫فوقع إل الرض ميتا ـ رحه ال ـ وهو شاب قيل عمره خس وثلثون عاما‪.‬‬ ‫ث أمر خردلة أن تدخل داره ويؤخذ ما فيها فأخذت كتبـه ومصنفاتـه فأحرقت‪ ،‬وكان له جلة مصنفات منـها كتاب‬ ‫"سلك المان" ف سي أهل عمان ملدان ل يدوا منـهما شيئا إل تسعة كراريس مروقة‪ .‬وكتاب "الوصيد ف ذم التقليد"‬ ‫ملدان وكتاب "مرآة البصر ف ممع الختلف من الثر" أربع ملدات وجدت قطعة منـه بـ"قيقا" وهي من بعض تساويده‬ ‫إنا ل وإنا إليه راجعون‪.‬‬ ‫ومن كلم ابن زكريا يرثيه‪:‬‬ ‫وتفقـده أقـلمه ومـابـره‬ ‫"فحـسبك من تثـن علـه دفاتره‬ ‫أوائلـه تثـن لـه وأواخـره‪".‬‬ ‫فكم لبـن اليام والدهر ألســن‬ ‫ول يبق من مؤلفاتـه غي "الدعائم ـ ط" وهو مموعة من القصائد ف التوحيد والفقه‪ .‬وقصيدتـه "اللمية" ف الولية‬ ‫والباءة و قد شرح الدعائم طائ فة من العلماء كا بن و صاف و ساه "ال ل وال صابة ـ ط" و البادي ف "شفاء الائم على‬ ‫بعض الدعائم ـ خ" وللقطب اطفيش شرح مطوط‪ .‬كما لذا الخي شرح على القصيدة "اللمية ف الولية والباءة" لبن‬ ‫النضر مطوط أيضا‪.‬‬ ‫وما تيز بـه أنـه يبتدئ القصيدة الفقهية بعبارات الزهد والكمة فمثل ف "الدعائم" يقول ص (‪:)46‬‬ ‫ومن آخيتـه قـد مـات طـرا‬ ‫"أتأمـل بعـد شيب الرأس عمـرا‬ ‫وزخرف للبـلى كفـنا وقـبا‬ ‫فمـا زخـرفـت للدنـيا فدعـه‬ ‫‪98‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الطلق‪ ،‬وذهب آخرون إل التحري لن(‪ )157‬ال حرّم النـزير على الطلق‪ ،‬وقيل فيه بالتكريه من‬ ‫غي تري وهو سائغ‪ .‬وقوله‪( :‬وكالمور) جع خر أي كذلك المور فهي حرام ف كتاب ال تعال‬ ‫ول يوز لحد ارتكابـها ول تليلها بهل ول علم‪ ،‬قال ابن النضر ـ رحه ال ـ‪:‬‬ ‫ف حال علم منـه أو جهل‬ ‫والمـر لعذر لن ذاقها‬ ‫وكذلك كل مسكر لقوله ‪ » :‬كل مسكر حرام «(‪)158‬خلفا لب ـي حنيفة(‪ )159‬ف تليله المر من‬ ‫غي الزبـيب والتمر‪ ،‬قال ابن النضر‪:‬‬ ‫ومـر شهـورها شهـرا فشهرا‬ ‫يسوق إلـيك مـزرة ونــرا‬ ‫يقلـب أمرها بطنا وظهرا‪.. .‬ال"‬

‫تظنك خالـدا تصـي اللـيالـي‬ ‫فسـوف يسـوق أشهـرهن يوم‬ ‫أخـو الدنـيا يبـيـت بـها غـريرا‬ ‫ويقول ف ص (‪:)125‬‬ ‫فـإنـك ل مـالة تـدعيـن‬ ‫"دعيـن عنـك يا دنيـا دعـين‬ ‫ويُخـتدع اغـتـرارا مـرتيـن‬ ‫أيلـسع مؤمن مـن جحر أفعـى‬ ‫وموعـظة وف ذي الـيـتـي‬ ‫أمـا ف القـارظي لـنا اعتـبار‬ ‫ورب الـنـتي وذي رُعــي‬ ‫وفـي رب البـحية والسـبايا‬ ‫وأبـقى بعـدهـم ل تصرعين!‬ ‫صـرعتـيهم على البـلواء منـهم‬ ‫إذا الرشـاء جـاش لـا أنين!‬ ‫فهـل تغـني عنـي من فتيـل‬ ‫لـدي فأيسي أو فارتين ‪ ..‬ال"‬ ‫إلـيك إلـيك مالك من نصيب‬ ‫("خزا نة الثار" ـ ض من مقد مة كتاب "الدعائم" ص ‪ 4‬ـ "ت فة العيان" لل سالي ‪ 1/248‬ـ ‪ 249‬ـ "اللم عة‬ ‫الرض ية" لل سالي ص ‪ 25‬و ‪ 26‬ـ "شقائق النعمان" للخ صيبـي ‪ 2/324‬ـ "اتاف العيان" للبطا شي ‪ 1/299‬ـ‬ ‫‪.)307‬‬ ‫‪ )(157‬ف (أ)‪ :‬بأن‪.‬‬

‫‪ )(158‬جاء مـن طريـق أبــي موسـى الشعري رواه المام البخاري فـ "صـحيحه" [‪ 4343‬و ‪ ]4344‬ومسـلم [‪]2001‬‬ ‫وأحد [‪ 19695‬و ‪ ]19765‬والنسائي ف "الصغرى" [‪ ]5602‬وف "الكبى" [‪ 5105‬و ‪ 5107‬و ‪ 5112‬و ‪]6816‬‬ ‫وابن ماجة [‪ ]3391‬والطيالسي [‪ 497‬و ‪.]498‬‬ ‫ومن طريق جابر بن عبد ال رواه المام مسلم [‪ ]2002‬وأحد [‪ ]14892‬ووالنسائي ف "الصغرى" [‪ ]5709‬وف‬ ‫"الكبى" [‪ ]6818‬وابن حبان [‪/ 5336‬الحسان]‪.‬‬ ‫ومن طريق ابن عمر رضي ال عنـهما رواه مسلم [‪ ]2003‬وأحد [‪ 4644‬و ‪ 4862‬و ‪ 5650‬و ‪ 5732‬و ‪5733‬‬ ‫و ‪ 5822‬و ‪ 6184‬و ‪ ]6223‬والترمذي [ ‪ 1861‬و ‪ ]1864‬وأبوداود [ ‪ ]3679‬والنسائي ف "الصغرى" [ ‪ 5582‬و‬ ‫‪ 5583‬و ‪ 5585‬و ‪ 5586‬و ‪ 5587‬و ‪ 5605‬و ‪ 5700‬و ‪ ]5701‬وف "الكبى" [ ‪ 5092‬و ‪ 5093‬و ‪ 5095‬و‬ ‫‪ 5096‬و ‪ 5097‬و ‪ 5115‬و ‪ 6811‬و ‪ 6812‬و ‪ ]6813‬وابن ماجة [ ‪ 3387‬و ‪ 3390‬و ‪ ]3392‬وابن حبان [‬ ‫‪ 5342‬و ‪ 5344‬و ‪ 5345‬و ‪.]5351‬‬ ‫‪99‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫من كل مشروب ولو من ماء‬ ‫والسكر مكروه حرام كله‬ ‫وقوله‪( :‬وكالذي يذبح‪ ..‬ال البـيت) أي وكذلك مرم ما ذبح للوثان ـ جع َوثَن وهو الصنم ـ‬ ‫ومثله ما ذ بح للنيان العبودة ف أي مكان كان ذلك الذبوح أي بإزاء ال صنم أو ناحيةٍ عن ـه بعيدة أو‬ ‫قريبة؛ وَ ُو ّجهَ القَصْد اليه قال ابن النضر(‪:)160‬‬ ‫ولو ذكّوه ف الل الشهود‬ ‫وما ذبوا لغي ال حـرم‬ ‫وم ثل هذه الحرمات الذي ل يذ كر ا سم ال عل يه لقوله تعال‪ :‬ول تأكلوا ممـا لم يذكـر‬ ‫اسم الله عليه النعام ‪ . 121 :‬وقوله‪( :‬وذا لدى الضطر) لفظة ذا اشارة مكن بـها عن جيع ما‬ ‫تقدم من الحرمات فهي لن اضطر إليها حلل لقوله تعال‪ :‬إل ما اضطررتم إليه‬

‫النعام ‪:‬‬

‫و من طر يق ابـن عباس ر ضي ال عنــهما رواه المام أحدـ [‪ 2480‬و ‪ ]3273‬وأبوداود [ ‪ ]3680‬وا بن حبان [‬ ‫‪.]5341‬‬ ‫ومن طريق عبدال بن عمرو رواه أحد [‪ 6485‬و ‪ 6599‬و ‪ ]6747‬وأبوداود [‪.]3685‬‬ ‫و من طر يق أب ـي هريرة رواه المام أح د [‪ ]9551‬والن سائي ف "ال صغرى" [‪ 5588‬و ‪ ]5589‬و ف "ال كبى" [‬ ‫‪ 5098‬و ‪ ]5099‬وابن ماجة [‪ ]3401‬وابن أبـي شيبة ف "مصنفه" [‪.]23734‬‬ ‫ومن طريق السيدة عائشة رضي ال عنـها رواه أحد [‪ ]25045‬والترمذي [ ‪ 1863‬و ‪ ]1866‬وأبوداود [ ‪]3687‬‬ ‫والنسائي ف "الصغرى" [‪ ]5590‬وف "الكبى" [‪ ]5100‬وابن حبان [‪ ]5341‬وابن أبـي شيبة [‪.]23731‬‬ ‫ومن طريق بريدة رواه المام أحد [‪ ]23080‬والترمذي [‪ .]1869‬ومن طريق أبـي سعيد الدري رواه أحد [‬ ‫‪ 11612‬و ‪ . ]11633‬ومـن طريـق السـيدة ميمونـة بنـت الارث رضـي ال عنــها رواه المام أحدـ [‪ 26881‬و‬ ‫‪ .]26882‬ومن طر يق أب ـي بردة رواه الن سائي ف "ال صغرى" [‪ 5595‬و ‪ 5597‬و ‪ ]5604‬وا بن حبان [‪]5353‬‬ ‫وا بن أب ـي شي بة [‪ .]23728‬والد يث ف ك تب أخرى ل تذ كر ه نا كمعج مي ال طبان "ال صغي" و"الكب ـي" و" سنن‬ ‫الدارقطن" و"تاريخ بغداد" للخطيب وغيهم‪.‬‬ ‫وجاء بلفظ‪ » :‬كل شراب أسكر فهو حرام« من طريق السيدة عائشة رضي ال عنـها رواه الربـيع الفراهيدي [‪]629‬‬ ‫ومالك فـ "الوطـأ" (‪ )2/845‬والنسـائي فـ "الكـبى" [‪ 5101‬و ‪ 5103‬و ‪ ]5104‬وابـن حبان [‪ 5347‬و ‪]5348‬‬ ‫والطيالسي [‪ ]1478‬وابن أبـي شيبة [‪ ]23729‬وغيهم‪.‬‬ ‫‪ )(159‬المام أ بو حني فة النعمان بن ثا بت بن النعمان بن الرزبان التي مي بالولء‪ ،‬إمام النف ية (أ هل الرأي) ولد بالكو فة سنة‬ ‫‪80‬هـ‪ .‬أراده النصور العباسي على القضاء ببغداد فأب‪ ،‬فحلف عليه ليفعلن‪ ،‬فحلف أبو حنيفة أنـه ل يفعل فحبسه إل أن‬ ‫مات‪ .‬فتوف ف السجن ف بغداد سنة ‪150‬هـ من تصانيفه‪" :‬السند ـ ط" ف الديث جعه تلميذه و"رسالة البت ـ ط"‬ ‫وينسب له "الفقه الكب" و"رسالة العال والتعلم ـ ط"‪ .‬أسرف ف ذمه الطيب البغدادي ف "تاريخ بغداد" وانتصر له ثلة‬ ‫من علماء النفية آخرهم الكوثري ف كتابـه "تأنيب الطيب ـ ط"‪"( .‬مناقب المام أبـي حنيفة وصاحبـيه" للذهبـي‬ ‫ص ‪ 7‬و ‪ 9‬مع تعليقات الكوثري هناك ـ "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر ‪ 10/401‬ـ "العلم" للزركلي ‪.)8/36‬‬ ‫‪ )(160‬الدعائم ص (‪ )176‬وشرح ابن وصاف (‪.)2/508‬‬ ‫‪100‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪َ 119‬و َحدّ الضرر أن ياف على نفسـه اللك مـن الوع ول يدـ مـا ييـ بــه نفسـه ال أحـد هذه‬ ‫الحرمات فجائز له بل وا جب عل يه أن يتناول من ـها قدر ما ي يي ب ـه نف سه ل زيادة‪ ،‬فاذا كان ف‬ ‫حالة ضرر ووجد ميتة أنعام ولم خنـزير فليتناول من اليتة ويدع النـزير وان كان جائزا له التناول‬ ‫منـه‪ ،‬ول يوز له أن يي نفسه بيتة البشر‪ ،‬واختلف ف المر هل يوز للمضطر التناول منـها أو ل‬ ‫قولن واحتج القائلون بالنع بأن المر ل تعصم من اللك‪.‬‬ ‫فواســــع لجاهــــلي‬ ‫(‪()62‬والجهل بالنساب أي تحريــــمها‬ ‫علومهــا)‬ ‫ارتكبـــــوها جهلهم بـها‬ ‫(‪()63‬ما تركوا ارتكابـها وضــــاق إن‬ ‫استبن)‬ ‫أي يسع جهل تري نكاح النساب الوارد ذكرها ف الكتاب والسنّة والجاع لن ل تقم عليه حجة‬ ‫علمها‪ ،‬وذلك كتحري نكاح المهات والبنات والخوات والعمات والالت نسبا ورضاعا‪ ،‬وكتحري‬ ‫الربائب على من دخل بأمهاتـهن‪ ،‬ويرم بالرضاع ما يرم بالنسب‪ ،‬وكتحري ذوات الصهر‪ ،‬هذا كله‬ ‫ما ل يرتكبـه بتحليل فيكون مستحل لا حرّم ال‪ ،‬أو بإنتـهاك فيكون مضيعا لفرائض ال سواء علم‬ ‫بالرمة أو جهل اذا علم بأصل النسب‪ ،‬وحد مرتكب ذلك بهل أو بعلم أن يقتل بالسيف‪.‬‬

‫‪101‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫قال ف "شفاء الائم"‪.." :‬و ف م ثل هذا ال ثر النقول ف كتاب أب ـي سفيان(‪ )161‬عن عبداللك بن‬ ‫مروان(‪ )162‬والعراب ـي الذي ن كح امرأة أب ـيه فأ تى ب ـه عبداللك فقال له‪ :‬مالك نك حت أ مك؟!‬ ‫فقال‪ :‬لي ست بأ مي وان ا هي امرأة أب ـي فظن نت أن ـها ل حلل‪ .‬فضرب عن قه وقال‪ :‬ل ج هل ول‬ ‫تاهل ف السلم‪ .‬فبلغ ذلك أبا الشعثاء فقال‪ :‬أجاد عبد اللك‪ .‬أو قال أحسن"‪ .‬وف هذا الثر أيضا ما‬ ‫جرّ (تريها) ف قول الناظم على البدلية من النساب أو‬ ‫يدل على أنـه جائز للجبابرة إقامة الدود‪ .‬ف َ‬ ‫‪ )(161‬العلمة والؤرخ أبو سفيان مبوب بن الرحيل بن سيف بن هبـية القرشي الخزومي أحد كبار علماء الباضية من‬ ‫طبقة أتباع التابعي نشأ ف البصرة وتتلمذ على يد الافظ الربـيع بن حبـيب الفراهيدي حيث كان ربـيبا له وهو راوية‬ ‫مسنده الشهي‪ .‬كما استفاد من علماء السلمي ف تلك القبة وانتقل مع الافظ الربـيع الفراهيدي إل عمان ـ ولعله هو‬ ‫الذي شجعه عليها ـ فسكن ف صحار على مقربة من غظفان القرية الت يسكنـها المام الربـيع ‪ ..‬وبقي نسله ف صحار‬ ‫حت اليوم‪ .‬وبعد وفاة الربـيع توجه إل مكة الكرمة حرسها ال فسكن هناك مدة حت توفاه ال وكان طائفة من الباضية‬ ‫يستقرون بـها‪.‬‬ ‫وهو الد الكب لسرة آل الرحيل الت اشتـهرت بسلسلة من العلماء الفذاذ وأئمة العدل الذين منـهم ولداه العلمة‬ ‫ممد بن مبوب والشيخ مب بن مبوب‪ ،‬وحفيده العلمة بشي بن ممد بن مبوب‪ ،‬والمام العادل سعيد بن عبدال بن ممد‬ ‫بن مبوب ‪ ..‬وغيهم‪ .‬قال عنـه أبو العباس الدرجين (‪" :)2/279‬إن مناقب أبـي سفيان مغنية شهرتـها عن الشاهرة‬ ‫فقد قامت مقام العيان"‪ .‬ا‪.‬هـ وقال المام أفلح بن عبد الوهاب‪" :‬عليكم بدراسة كتب أهل الدعوة ل سيما كتب أبـي‬ ‫سفيان" كما ف "الطبقات" (‪ .)2/290‬ول يبق من كتبـه إل رسائل متناثرة ف بطون الكتب‪ ،‬ورسالتي ف كشف أحوال‬ ‫هارون بن اليمان ضمن "السي والوابات" (‪ 1/276‬ـ ‪/ 324‬التراث) ورسالة له بعثها للمام عبدال بن يي الكندي؛‬ ‫ذكرها الدرجين ف "طبقات الشائخ" (‪ 2/279‬ـ ‪.)289‬‬ ‫("طبقات الشائخ" للدرجين ‪ 2/278‬ـ ‪ 290‬ـ كتاب "السي" للشماخي ‪ 1/108‬ـ "حاشية الترتيب" لبـي ستة‬ ‫‪8/1‬و ‪ 2‬ـ "اتاف العيان" للبطاشي ‪ 1/164‬ـ ‪.)166‬‬ ‫‪ )(162‬اللك الموي أبو الوليد عبد اللك بن مروان بن الكم بن أبـي العاص بن أمية‪ .‬ولد سنة ‪26‬هـ ونشأ ف الدينة‬ ‫وكان ف بداية أمره يتصنع الفقه والعبادة فاستعمله معاوية على الدينة وهو ابن ست عشرة سنة وانتقلت إليه اللفة بوت‬ ‫أبـيه سنة ‪65‬هـ وكان شديدا على مالفيه وخلص له اللك عند وفاة ابن الزبـي وهو أول من صك الدناني ف السلم‬ ‫‪ ..‬وف "سي النبلء" للذهبـي (‪" :)5/235‬قال ابن عائشة أفضى المر إل عبداللك والصحف بـي يديه‪ ،‬فأطبقه! وقال‪:‬‬ ‫هذا آخر العهد بك!!‪ .‬قلت ـ الذهبـي ـ‪ :‬اللهم ل تكر بنا"‪ .‬وفيه ( ‪" :)5/236‬وعن يي بن يي الغسان قال‪ :‬كان‬ ‫عبد اللك كثيا ما يلس إل أم الدرداء ف مؤخر مسجد دمشق فقالت‪ :‬بلغن أنك شربت الطل ـ المر ـ بعد النسك‬ ‫والعبادة!!‪ .‬فقال‪ :‬إي وال والدماء ‪ ...‬قال الذهبــي‪ :‬كان مـن رجال الدهـر ودهاة الرجال وكان الجاج مـن ذنوبــه"‪.‬‬ ‫ا‪.‬هـ بل كان يوصي أبناءه بالجاج حت آخر رمق ف حياتـه فمن كلمه لم ـ كما ف "الكامل" لبن الثي (‪:)4/518‬‬ ‫ــ "‪ ...‬فأكرموا الجاج فإنــه الذي وطـأ لكـم النابر ودوخ لكـم البلد وأذل العداء ‪ ."..‬ويقول عنــه ابـن الثيـ فـ‬ ‫"الكا مل" (‪" :)4/522‬وكان ع بد اللك أول من غدر ف ال سلم و قد تقدم فعله بعمرو بن سعيد‪ ،‬وكان أول من ن قل‬ ‫الديوان من الفار سية إل العرب ـية وأول من ن ـهى عن الكلم ف حضرة اللفاء؛ وكان الناس قبله يراجعون ـهم‪ ،‬وأول‬ ‫‪102‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ع طف ب ـيان‪ ،‬ويوز أن يكون ع طف ن سق بأي التف سييّة على مذ هب الكوفي ي و ما من قوله‪ ( :‬ما‬ ‫تركوا) يوز أن تكون شرطيـة والواب حينئذ مذوف بدللة مـا قبله تقديره إن تركوا ارتكابــها‬ ‫فال هل ل م وا سع‪ ،‬ويوز أن تكون ظرف ية م صدرية مقدرة بدة الترك فتكون متعل قة بوا سع‪ ،‬وقوله‪:‬‬ ‫(جهلهم) فاعل ضاق وجلة الشرط معترضه بـي الفعل وفاعله‪ .‬و(استب) أمر بطلب البـيان‪.‬‬ ‫نكـاح من شــــاء بل‬ ‫(‪()64‬وواسـع لجــــاهــــــل النســـاب‬ ‫ارتياب)‬ ‫متى رأى حــــرام ما‬ ‫(‪ ()65‬إن كان لم يقصد خلفا ورجــــع‬ ‫فيه وقع)‬ ‫أي يسع من كان جاهل بالنسب عالا بالرمة أو جاهل بـها نكاح من شاء من النساء بل ارتياب أي‬ ‫بل شك‪ ،‬وان أم كن أن تكون تلك النكو حة ف علم ال من يرم عليه نكا حه فل يزيل هذا المكان‬ ‫الباحـة التـ أحلهـا ال وذلك مثل أن يكون لرجـل فـ قبــيلة أو بلدة ذات مرم منــه ول يعرفهـا‬ ‫بعينـها ول يستطيع ادراك معرفتـها بعينـها‪ ،‬فل نقول أن ذلك الرجل ينع من أن يتزوج من تلك‬ ‫القبـيلة أو البلدة مع امكان أن يقع ف ذات الحرم‪ ،‬قال ابن النضر‪:‬‬ ‫والهل ان ل يعلموا واسع بالنسب الواشج ف الصل‬ ‫فقد أحل ال من فضلــه وطئ ذوات العي النجل‬ ‫مهضومة ذات شوا خدل‬ ‫من كل خود غضة بضـة‬ ‫هذا كله اذا كان الفاعل لذلك معتقدا لوافقة دين ال ول يقصد خلفا لا أحل ال وأنـه مت ظهر له‬ ‫حرام ما وقع فيه رجع عما كان عليه‪ ،‬ول يوز له القامة على ذلك بعد العلم بـه طرفة عي‪ ،‬وحجة‬ ‫العلم ف ذلك ان ا تقوم بالشاهد ين العدل ي‪ ،‬و ما دون ذلك ل يكون ح جة على ذلك‪ ،‬و من ه نا قال‬ ‫الشافعي(‪" :)163‬اذا تزوج الرجل امرأة مهولة النسب وكان أبوه غائبا ث رجع فقال‪ :‬هذه ابنت!‪ .‬وقالت‬

‫خليفة بل وكان يقال له‪ :‬رشح الجارة‪ .‬لبخله‪ ،‬وأول من نـهى عن المر بالعروف فإنـه قال ف خطبتـه بعد قتل ابن‬ ‫الزب ـي‪ :‬ول يأمر ن أ حد بتقوى ال ب عد مقا مي هذا إل ضر بت عن قه!!‪ ".‬ا‪.‬ه ـ وكا نت وفات ـه سنة ‪86‬ه ـ ف دم شق‬ ‫وا ستمر مل كه ‪ 13‬عا ما‪"( .‬الكا مل" ل بن الث ي ‪ 4/517‬ـ ‪ 522‬ـ " سي أعلم النبلء" ‪ 5/234‬ـ ‪ 236‬ـ "ال عب"‬ ‫للذهبـي ‪ 1/75‬ـ "العلم" للزركلي ‪.)4/165‬‬ ‫‪ )(163‬المام أ بو ع بد ال م مد بن ادر يس بن العباس بن عثمان بن شا فع الشاف عي الطلب ـي القر شي إمام الشافع ية وأ حد‬ ‫الفقهاء الربعة ولد بغزة ف فلسطي سنة ‪150‬هـ من مؤلفاتـه "الم ـ ط" وقيل جعه البويطي و "اختلف الديث ـ‬ ‫ط" و "أحكام القرآن ـ ط" وله "السند ـ ط" وغيها كثي وعموما فالرجل ل يتاج إل تعريف‪"( .‬سي النبلء" للذهبـي‬ ‫‪8/377‬ـ ‪ 423‬ـ "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر ‪ 9/23‬ـ "العلم" للزركلي ‪.)6/26‬‬ ‫‪103‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الرأة‪ :‬هذا أب ـي!‪ .‬فعلى الا كم أن ي كم أن ـها اب نة أب ـي الر جل وإن ـها زوجت ـه(‪ )164‬فإن مات‬ ‫أبوها كان الرث بـينـهما للذكر مثل حظ النثيي"‪.‬‬ ‫محرمــــا أو مستحــل‬ ‫صر‬ ‫م ِ‬ ‫(‪()66‬ولم يسع جهل ضـللــــة ال ُ‬ ‫إذ أصـر)‬ ‫بعضــــهم ما لم تِع‬ ‫(‪()67‬من بعد أن تعلم كفــــره ومـع‬ ‫الحكم يسع)‬ ‫تبرأ ول تمســـــك عمن‬ ‫(‪()68‬بشـــرط أن ل تتــــــوله ول‬ ‫ضـلل)‬ ‫(الصرار) القامة على الذنب وفعل الذنب استخفافا بـه‪ ،‬والُ صِر فاعل ذلك‪ ،‬وللمصر أربع مراتب‬ ‫على حسب أوجه الحداث لن الحداث ترج على أربعة أوجه‪:‬‬ ‫أحدهـا‪ :‬أن تكون فـ نفـس الملة أو فـ شيـء منــها‪ ،‬فهذا ماـ ل يسـع مـن َعلِمَهُـ جَ ْهلُ ضَللِ‬ ‫رَاكِبـه ول جهل ضلل التول له‪ ،‬ول جهل ضلل الشاك فيهما أو ف أحدها‪ ،‬حت قال القائل بذلك‬ ‫انـه ل يعلم فيه اختلفا‪.‬‬ ‫وثانيها‪ :‬أن يكون الدث ف تفسي الملة أو ف شيء منـه ما تقوم بـه الجة من العقل فهو كما‬ ‫مضى ف الوجه الول إل أنـه قد قيل فيه ف بعض القول أنـه يسع من علمه جهل ضلل راكبـه‬ ‫مال يب له علم ذلك والول أكثر‪.‬‬ ‫وثالثهـا‪ :‬أن يكون الدث على و جه ال ستحلل من تل يل الرام وتر ي اللل م ا ل تقوم ال جة‬ ‫بـه ف الصل إل بالسماع‪ ،‬فالقول فيه كالقول ف الدث ف تفسي الملة من الختلف‪.‬‬ ‫ورابعهـا‪ :‬أن يكون الدث على سبـيل النت ـهاك ل ا يد ين الحدث بتحري ه فيخرج ف يه ما قد‬ ‫ذكرنا من الثر الرفوع عن المام جابر ـ رحه ال ـ وسيأت ذكر الوجهي الولي مرة أخرى عند‬ ‫ذكر الناظم لما ان شاء ال تعال‪.‬‬ ‫واشارة الناظم تقتضي التسوية بـي الحرّم والستحل على أنـهما مادان بإصرارها قال تعال‪ :‬ل‬ ‫تجـد قومـا يؤمنون بالله واليوم الخـر يوادُّون مـن حاد ّ الله ورسـوله‬ ‫ولو كانوا آباءهـم‪ ..‬إل آ خر ال ية الجادلة ‪ 22 :‬هذا كله ب عد العلم بدث الصر وهو مع ن قوله‪:‬‬ ‫(من بعد أن تعلم كفره) وأشار بقوله‪( :‬ومع بعضهم مال تعِ الكم) إل ما ذهب إليه بعض الفقهاء من‬ ‫أنـه يسع جهل ضللة الصر مرّما كان أو مستحل اذا ل يعرف حكم الدث الواقع فيه‪ ،‬أعن هل‬ ‫هو من الُكفّرات أم ل؟ وهذا القول حسن أيضا إل أنـه معلّق بشروط‪.‬‬ ‫‪ )(164‬ل كن ل بد من التفر يق ب ـينـهما ه نا والذي يظ هر من ن قل ال صنف عن المام الشاف عي أن ـه ل يرى التفر يق لن‬ ‫البـينة ف هذا تشترط بوجود العدلي وهاهنا ليس إل الرجل وابنتـه‪ .‬وف هذا نظر‪.‬‬ ‫‪104‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أحدها‪ :‬أن ل تتوله على فعله وان كان وليّا لك فيما سلف‪.‬‬ ‫ثانيها‪ :‬أن ل تبأ من َبرِئ منـه عالا كان أو ضعيفا‪.‬‬ ‫ثالثهـا‪ :‬أن ل ت قف عن وَل ية من بَرِئ من ـه إذا كان ول يا لك من ق بل‪ ،‬فاذا كان م نك أ حد هذه‬ ‫الشياء فل ي سعك ج هل ضللت ـه‪ ،‬وأ ما على القول الول وإن ل ي كن م نك أ حد هذه الشياء فل‬ ‫يسعك جهل ضللتـه بعد العلم بدثه‪.‬‬ ‫إن أنــــت عــــن تحليله‬ ‫(‪()69‬وواســــع جهــــلك بالمحـلل‬ ‫لم تعدل)‬ ‫علــــى شـــــروطهــــا‬ ‫(‪()70‬كالبـيع والملك وكالنكــــاح‬ ‫وكالمبــاح)‬ ‫حرّما لا أحل ال‪ ،‬فحينئذ يلزمك أن‬ ‫أي يسع جهلك بالحللت ف دين ال إن أنت ل ترمها فتكون ُم َ‬ ‫تعلم تليلها ول يسعك جهل علمه وذلك كتحليل البـيع على شروطه الت هي‪)1 :‬أن يكون البـيع‬ ‫من جنس اللل ‪)2‬وأن ل يكون البـيع والباع بـه من جنس واحد إل يدا بـيد‪)3 ،‬وأن يكون البائع‬ ‫مال كا للمب ـيع قادرا على ت سليمه للمشتري‪ .‬و(كاللك) والراد ب ـه الرق على شرو طه ال ت هي‪ :‬أن‬ ‫يكون الرق يق م ن أباح الشرع تلّكَه إ ما بإرث أو بشراء‪ ،‬أو ب سبـي وشرط هذا أن يكون ال سبـي‬ ‫مشركا غي عربـي‪ .‬و(كالنكاح) على شروطه وهي أربعة؛ ‪)1‬الرضى من الزوجي‪)2 ،‬والهر‪)3 ،‬واذن‬ ‫الول‪)4 ،‬وحضرة شاهدين‪ ،‬وما أحسن قول ابن النضر فيها‪:‬‬ ‫بهر والول وشاهدين‪.‬‬ ‫فإن بانت فتزويج جديـد‬ ‫َوَترَ كَ الرّضَى(‪ )165‬تعويل على أخذه من القام‪ .‬و(كالباحات) ال ت أباح ها ال تعال لعباده من غ ي ما‬ ‫ذكرنا‪ ،‬هذا كله مال تقم حجة علمه بوجه من الوجوه فإذا قامت فل يسع دفعها‪.‬‬ ‫ومن يكـن موافقـــــا‬ ‫(‪()71‬وحرم ارتكــــاب مالـم يعلــــم‬ ‫لم يأثم)‬ ‫قد أوجب الباري‬ ‫(‪()72‬وإن يرد في قصــــده خلف ما‬ ‫عليــــه أثما)‬ ‫اعلم أن المور ثلثة‪ 1 :‬ـ أمر بَا نَ لك ُرشْدَه فاتبعه‪ 2 .‬ـ وأمر بَانَ لك َغيّه فاجتنبـه‪ 3 .‬ـ وأمر أ ْش َكلَ‬ ‫عليك حُكْ ُمهُ ف ِقفْ عنـه؛ ول يوز لك القدوم عليه حت يتضح لك حقّه‪ .‬فإذا ارتكب الراكب أمرا ل‬ ‫يَعْلَم حقه من باطله فل يلو ذلك المر من أحد أمرين؛ إما أن يكون باطل ف أصل دين ال أو حقا‪،‬‬ ‫فإن كان باطل فالرا كب له هالك ـ ق صده أو ل يق صده ـ إل أن يتوب من ـه و قد تقدم ف باب‬ ‫الجتـهاد والفتوى شيء من هذا النوع فراجعه‪ ،‬وإن كان حقا فل يلو الراكب من أحد أمرين أيضا‬ ‫‪ )(165‬التارك هنا هو العلمة ابن النضر صاحب "الدعائم" ويقصد بتركه أي ف البـيت الذكور له‪.‬‬ ‫‪105‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫إما أن يكون ف قصده موافقة الق فل إث عليه ف هذا لنـه قصد الق َفوُفّقَ اليه‪ ،‬وقيل ان عليه التوبة‬ ‫من قدومه على ما ل يَعْلم‪ ،‬والول هو الصحيح لن كثيا من الصحابة قد فعلوا أشياء ل يعلموا حكم‬ ‫ال فيها فإذا هي حق عند ال فأقرهم رسول ال على فعل ذلك فهذا عمار بن ياسر ـ رضي ال‬ ‫عن ـه ـ تل فظ للمشرك ي بالشرك تَ ِقيّةً ول يعلم جواز التقيّ ة يومئذ بدل يل ما ن قل عن ـه أن ـه قال‬ ‫لرسول ال ‪ :‬هلكت‪ ..‬الديث(‪ .)166‬وإما أن يكون ف قصده مالفا لدين ال فهذا هالك ِبنِيّتـه ول‬ ‫تَْنفَعه موافقة الق بل عليه التوبة من تلك النيّة‪ .‬فالمور أربعة؛ ‪1‬ـ موافقتـه للباطـل مع قصـده له‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ وموافقت ـه له مع ق صده ال ق‪ 3 .‬ـ وموافقت ـه لل حق مع ق صده له‪ 4 .‬ـ وموافقت ـه له مع ق صده‬ ‫البا طل‪ .‬وب ـي كل المر ين الول ي والخر ين وا سطة و هي نوعان؛ أحدهمـا‪ :‬أن يكون الرا كب‬ ‫مهمل أي ل يكن قاصدا لشيء دون شيء فيحكم له وعليه بكم ما ارتكبـه‪ .‬وثانيهما‪ :‬أن يكون‬ ‫غي مبال أصاب حراما أم حلل فيحكم عليه باللك عند موافقة الباطل وبالتوبة عند موافقة الق‪.‬‬ ‫خـاتمـــــــة‬ ‫قــــد وسع الجهل‬ ‫(‪()73‬وقد تقوم حجـــــة العلــــم لمــا‬ ‫بقول العلما)‬ ‫وقيــل مالم تبصــر‬ ‫(‪()74‬لو كان واحدا ً له الفضل عــــل‬ ‫الحــــق فـل)‬ ‫كالنبـيـــــاء مقالهـــم‬ ‫(‪()75‬ورجـــــح الول أن العلــــمــا‬ ‫قد لزمــا)‬ ‫قيام ال جة عبارة عن وجود ها‪ ،‬وأ صل القيام النت صاب‪ ،‬و(ال جة) هي ما ي قع ب ـه للنا ظر حقي قة‬ ‫الشيـء النظور فيـه‪ ،‬و(العلماء) جعـ عال أي تقوم حجـة العلم لاـ وسـع جهله بقول العلماء ولو كان‬ ‫القائل واحدا على مذهـب المام أبــي سـعيد(‪ )167‬رضـي ال تعال عنــه وهـو الصـح‪ ،‬وقيـل ل تقوم بقول‬ ‫الواحد بل بقول العَالِمَْينِ‪ ،‬وقيل غي ذلك‪.‬‬

‫‪ )(166‬يأت تريه عند التعليق على البـيت رقم (‪.)304‬‬ ‫‪ )(167‬تقدمت ترجتـه تت البـيت رقم (‪.)21‬‬ ‫‪106‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫والعالِم الذي تقوم ب ـه ال جة في ما ي سع جهله هو الذي اشت ـهر ف الناس عدله وانت شر ف الفاق‬ ‫فضله(‪ ،)168‬وهذا هو معن قول الناظم‪(:‬له الفضل عل)(‪ )169‬أي ارتفع كناية عن اشتـهاره‪ ،‬ول يكون‬ ‫ح جة ف هذا الو ضع إل على من بلغت ـه شهرة عل مه وعرف شخ صه أن ـه هو الشهور بوج هٍ من‬ ‫الوجوه الت تتأت بـها العرفة الصحيحة‪ ..‬وقيل ل يكون العال ول العلماء حجة فيما يسع جهله حت‬ ‫يبصـر الفت َى ــ بفتـح التاء ــ حـق قول العال‪ ،‬وعلى القوليـ ل يوزللمفت َى رد قول العال ول‬ ‫تكذيب ـه‪ ،‬وال كل من هذ ين القول ي قول صادر عن الفضلء الكرام و هم أ هل ال ستقامة ف الد ين‪،‬‬ ‫‪ )(168‬و قد حرر هذه ال سألة أرباب ال صول فال صنف نف سه يقول ف "طل عة الش مس" (‪" :)2/294‬واعلم أن ـه ي ب على‬ ‫القلد البحث عن حال الفت ف الصلحية للفتوى وهل هو جامع للجتـهاد والعدالة أم ل؟ وقيل ل يلزمه ذلك إذ ل طريق‬ ‫له إل تقيقه كما ل يلزمه البحث عن وجه الكم‪ .‬ورُد بأنـه إن ل يبحث عن حال الفت ل يأمن فسقه تصريا أو تأويل‬ ‫أو جهله بعلوم الجتـهاد أو بعضها فل يصلح للفتوى فيكون تقليده إقداما على ما ل يؤمن قبحه ويكفيه ف ذلك سؤال من‬ ‫يثق ببه ويثمر الظن ويكفيه أيضا أن يرى استفتاء الناس إيّاه معظمي له آخذين بقوله‪ ،‬قال صاحب "النـهاج"‪ :‬إذا كان ف‬ ‫بلد شوكتـه لهل الق الذين ل يسكتون على منكر‪ ،‬وإل ل يأمن مع استفتاء الناس إياه كونـه غي صال"‪ .‬ا‪.‬هـ ويعن‬ ‫جواز ا ستفتاء الناس وتعظيم هم لش خص مع ابتلءه بالفظائع ك ما هو الال ف هذا الز من ع ند من ين صب مفت يا لب عض‬ ‫الدول!!‪.‬‬ ‫ويقول أ بو ا سحاق الشيازي الشاف عي ف "الل مع" ص (‪" :)128‬وأ ما ال ستفت فل يوز أن ي ستفت من شاء على الطلق‬ ‫لنـه ربا استفت من ل يعرف الفقه‪ ،‬بل يب أن يتعرف حال الفقيه ف الفقه والمانة"‪ .‬ا‪.‬هـ وللغزال كلم جيد ف هذا‬ ‫الباب ف "الستصفى" (‪ )2/390‬على أنـهم اختلفوا فيما إذا وجد ف البلد أكثر من متأهل للفتيا ـ تساووا أم تفاضلوا ـ‬ ‫هل على القلد أن يتار أي هم شاء ك ما نص عل يه أك ثر الشافع ية أم عل يه الجت ـهاد ف الترج يح ب ـينـهم في سأل العلم‬ ‫والورع كما هو اختيار ابن سريج والقفال وإليه جنح أبو اسحاق السفرايين والكيّا ونص عليه ابن السمعان وانتصر له‬ ‫الشاطبـي ف "الوافقات" (‪ 4/95‬وما بعدها ‪ /‬دار الكتب العلمية) وهذا مع وجود العلم والورع فكيف إذا انتفيا أو انتفى‬ ‫أحده ا فحين ـه ل يوز ا ستفتاءه ك ما نص عل يه غ ي وا حد‪ .‬را جع التحر ير ل بن المام وشر حه ل بن أم ي الاج ال سمى‬ ‫"التقرير والتحبـي" (‪.)3/345‬‬ ‫(تنبيه)‪ :‬الفت ف الشرع هو من بلغ مرتب ًة من العلم تؤهله لبيان حكم الشرع ف مسائل العبادات والعاملت‪ ،‬وهل يشترط له‬ ‫الجتهاد على اختلف مرات به وأجزائه أم ل – كأن يف ت باجتهاد مَن سبقه ع ند فقدان الجت هد ك ما ف "طل عة الش مس" (‬ ‫‪ – )2/295‬خلف عريض بي أهل العلم‪ ،‬غي أنه ل يلي هذا المر إل من أحاط بكثي من السائل‪ ،‬مع اطلع واسع على‬ ‫طرق الستدلل‪ ،‬ومعرفة تامة بكيفية استنباط الحكام من مظانـها‪ ،‬وليس ذلك مقصورا على من تنصبه الدول لذه الوظيفة‬ ‫ك ما يتوه ه ب عض الهلة بل قد يكون غيه أول م نه‪ ،‬و قد يشار كه واحدٌ أو أك ثر وإن ل يُن صّبْ‪ ،‬ف في ز من ال صحابة‬ ‫والتابعي يتواجد ف الصر الواحد أكثر من متأهل للفتوى‪ ،‬وكانوا يتدافعونـها بينهم خشية تبعتها‪ .‬طالع "العدل والنصاف"‬ ‫للمام أ ب يعقوب الوارجل ن رحهـال تعال (‪ )21-2/20‬و"الح صول" للف خر الرازي (‪ ،)532-2/525‬وح سب العا قل ما‬ ‫جاء ف الفتوى بغي علم الوعيد الوارد ف قوله تعال‪ :‬ول تقولوا لا تصف ألسنتكم الكذب هذا حلل وهذا حرام لتفتروا‬ ‫على ال الكذب إن الذين يفترون على ال الكذب ل يفلحون [النحل ‪.]116 :‬‬ ‫‪107‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫واح تج القائلون بالول بأن العلماء يلزم قبول قول م ك ما يلزم قبول قول النب ـياء في ما جاءوا ب ـه‪،‬‬ ‫لن العلماء ور ثة النب ـياء(‪ )170‬وين صره قوله ـ ف روا ية أخرى ـ ‪»:‬علماء أم ت كأنب ـياء ب ن‬ ‫ا سرائيل«(‪ )171‬واح تج القائلون بالثا ن أن من ل يعرف ب عض آي الكتاب العظ يم وكان قد آ من ب ـه‬ ‫ممل أنـه ليس عليه أكثر من ذلك‪ ،‬وليوز له رد ما سعه من الي الت ل يعرفها فكذلك هذا الفتَى‬ ‫ل يلزمه قبول قول العلماء فيما يسعه جهله إذا ل يردّ قولم ول يكذبـهم‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬وهذا قياس ح سن إل أن القاس عل يه متلف ف يه على قول ي‪ ،‬فذ هب قوم إل ما علم تَ مِ نْ أن‬ ‫اليان بالقرآن ممل يزي ل ن ل يعرف ب عض آي هِ‪ ،‬وذ هب آخرون إل أن اليان ب ـه ممل ل يزي‬ ‫ل ن سع من ـه ال ية واليت ي بل عل يه أن يؤ من ب كل ما سع من ـه‪ ،‬فالول من قول النا ظم‪(:‬ور جح‬ ‫صلَتـها لنـها ف تقدير بصدر‪.‬‬ ‫الول) مفعول بـه والفاعل أنّ و ِ‬ ‫ثم رأيــــت حقه ضاق‬ ‫(‪()76‬وكل شيء واسع جهــــلك بـه‬ ‫انتبـه)‬

‫‪ )(169‬ف ال صلي‪ :‬وفضله عل‪ .‬و ما أثبت ـه من كلمات النا ظم‪ ،‬والعج يب أن ال صنف كرر هذه العبارة أي ضا ف الشارق (‬ ‫‪ )1/266‬فكأن الشيخ غي ف نظم البـيت ليكون كالتال‪:‬‬ ‫وقيل ما ل تبصــر الق فـــل‪.‬‬ ‫لو كان واحدا وفضلـــه عـــل‬ ‫لكن مت النظومة ل يتغي ف الخطوطتي وكذا ف الشارق (‪ )1/264‬وعموما فليس بـي اليئتي خلف يذكر‪.‬‬ ‫‪ )(170‬تقدم تر يج »العلماء ور ثة النب ـياء« مع أحاد يث ف ضل العلم ف الب ـيت ر قم (‪ )22‬ع ند قوله ‪ » :‬من سلك‬ ‫طري قا يلت مس ف يه ‪ .«...‬قال الا فظ ا بن ح جر ف "ف تح الباري" (‪ 1/212‬دار الك تب العلم ية) ـ بعد ما أورد تبو يب‬ ‫البخاري ف "صحيحه" ف كتاب العلم باب (‪[ )10‬وأن العلماء هم ورثة النبـياء ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بظ وافر]‬ ‫قال ابن ح جر‪" :‬قوله‪( :‬وأن العلماء) بف تح أن ويوز كسرها و من هنا إل قوله‪( :‬وافر) طرف من حديث أخرجه أبو داود‬ ‫والترمذي وابن حبان والاكم مصححا من حديث أبـي الدرداء‪ ،‬وحسنـه حزة الكنان‪ ،‬وضعفه عندهم سنده (؟)‪ ،‬لكن‬ ‫له شواهد يتقوى بـها‪ ،‬ول يفصح الصنف بكونـه حديثا فلهذا ل يعد ف تعاليقه‪ ،‬لكن إيراده له ف الترجة يشعر أن له‬ ‫أصل‪ ،‬وشاهده ف القرآن قوله تعال‪ :‬ث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا‬ ‫قائم مقام الوروث‪ ،‬فله حكمه فيما قام مقامه فيه"‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫ومنا سبتة للترجة من جهة أن الوارث‬

‫‪ )(171‬هذا الديث باطل موضوع كما حققه غي واحد من أهل الصنعة وعنـه يقول الشوكان ف "الفوائد الجموعة" ص(‬ ‫‪/ 286‬الكتب السلمي)‪" :‬حديث‪ :‬علماء أمت كأنبـياء بن اسرائيل‪ .‬قال ابن حجر والزركشي‪ :‬ل أصل له‪ .‬وروي بسند‬ ‫ضعيـف‪ :‬أقرب الناس مـن درجـة النبوة أهـل العلم والهاد‪ ".‬ا‪.‬هــ وقال العجلونـ فـ "كشـف الفاء" (‪" :)2/64‬قال‬ ‫ال سيوطي ف (الدرر)‪ :‬ل أ صل له‪ .‬وقال [ال سخاوي] ف (القا صد)‪ :‬قال شيخ نا ـ يع ن ا بن ح جر ـ ل أ صل له‪ .‬وقَبله‬ ‫الدميي والزركشي‪ .‬وزاد بعضهم‪ :‬ول يعرف ف كتاب معتب‪ ".‬ا‪.‬هـ وما بـي الاصرتي زيادة للتوضيح‪.‬‬ ‫‪108‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أي كل شيء من دين ال وسعك جهله بأن ل تقم عليك حجة العلم بـه أو ل تركبـه فرأيت حقه‬ ‫من باطله أي علمت ـه‪ .‬ضاق جهلك ب ـه لن عل مك بالش يء حجة عليك‪ ،‬ول ي سعك الرجوع من‬ ‫العلم إل الهل وإن ل تعلم أن علمك حجة عليك كما أن القرآن هدى وإن ل يهتد بـه أحد مثل‪.‬‬

‫‪109‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الركـن الثـاني‬ ‫في الجملة وتفسيرها وما يشتمل عليها‬ ‫وفيـه ستـــة أبواب‬ ‫أ ّخرَ هذا الر كن عن الذي قبله ل ا تقدم هناك‪ ،‬وقد مه على ر كن الوَل ية والباءة لن التع بد ب ـها لزم‬ ‫بعد التعبد بالملة‪ ،‬فهي أحرى بالتقدي منـهما وها أجدر بالتأخي منـها لا بـينا‪.‬‬ ‫البـــــاب الول‬ ‫ـ مـن الركــن الثـاني ـ‬ ‫في لزوم الجملة وكيفية قيام الحجة بـها‬ ‫للّ"‪.." :‬ف الملة الت ليسع جهلها ول يسع‬ ‫الملة هي كما ذكرها ابن وَصّاف(‪ )172‬حيث قال ف "ا ِ‬ ‫تركها‪ ،‬وهي الت يدعو اليها رسول ال وتدعو الئمة إليها بعده؛ أن يقول‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‬ ‫وحده لشريـك له‪ ،‬وأن ممدا عبده ورسـوله‪ ،‬وأن مـا جاء بــه حـق مـن عنـد ربــه‪ ،‬واليان بال‬ ‫وملئكتـه وكتبـه ورسله واليوم الخر والبعث والساب والعقاب والنّة والنّار‪ ،‬وأن الساعة آتية ل‬ ‫ريب فيها وأن ال يبعث من ف القبور‪ ،‬فهذا ما ل يسع جهله"‪.‬‬ ‫قال البادي(‪" :)173‬اللف ف هذا بـي المة كثي وبـي الباضية أشد والشهور عند أكثر أصحابنا‬ ‫هذا‪ ،‬ومنــهم مـن يزيـد اليان بالقدر خيه وشره وأنــه مـن ال تعال‪ ،‬ويزيـد بعضهـم تريـ دماء‬ ‫‪ )(172‬الشيخ ممد بن وصاف البزار النـزوي من علماء الباضية ف عمان عاش ف النصف الثان من القرن السادس الجري‬ ‫وكان معاصرا للعلمة أبـي علي السن بن أحد بن ممد العقري (ت ‪576‬هـ)‪ .‬ومن تصانيفه كتاب "الل والصابة ـ‬ ‫ط" شرح لكتاب "الدعائم" لبن النضر وقد طبعتـه وزارة التراث العمانية بتحقيق عبد النعم عامر ـ وهو مصري ـ لكن‬ ‫ما يؤسف له أن ل يذكر عنوان الكتاب ف هذه الطبعة البتة بل البلية أن يقول هذا الحقق ف تقديه للكتاب ص (ن)‪" :‬وله‬ ‫كتاب اسـه "كحـل ابـن وصـاف" معروف فـ بلد الغرب‪ .".‬ا‪.‬هــ ول يدر الرجـل أنــه الكتاب الذي يققـه!! وليـس‬ ‫"الكحل!؟!" بل هو "الل" فلينتبـه لذا وراجع "اللمعة الرضية" للسالي ص (‪.)26‬‬ ‫هذا ول بن و صاف شرح م ستقل على "لم ية" ا بن الن ضر ف الول ية والباءة ؟‪.‬وتو ف ف ن ـهاية القرن ال سادس الجري‬ ‫ـ ؟ ـ‪.‬‬ ‫(بتصرف من "اتاف العيان" للبطاشي ‪ 1/437‬ـ ‪ 438‬ـ "اللمعة الرضية" للسالي ص ‪.)26‬‬ ‫‪ )(173‬أ بو الف ضل أ بو القا سم بن ابراه يم البادي من علماء الباض ية ف الشمال الفري قي عاش ف الن صف الول من القرن‬ ‫التاسع فنشأ ف جبل دمر ـ ف النوب التونسي ـ ث رحل إل جبل نفوسة ـ موقع إباضية ليبـيا ـ حيث درس على يد‬ ‫العلمة الكبـي عامر بن على الشماخي ـ مؤلف "اليضاح" ف الفقه ـ ث عاد فنـهل من مدرسة الشيخ يعيش بن موسى‬ ‫الزواغي ف جزيرة جربة ـ مكان إباضية تونس ـ وبعدها تول التدريس ف نفس الدرسة واستقر هناك حيث شارك ف‬ ‫عضوية ملس العزابة من مؤلفاتـه "الواهر النتقاة" طباعة حجرية (غي متوفر) وهو ذيل لطبقات العلمة الدرجين و "رسالة‬ ‫القائق" طبع ف الزائر و"شفاء الائم شرح لكتاب الدعائم" مطوط و"شرح العدل والنصاف للورجلن" ف أصول الفقه‬ ‫ل يتمه وغيها‪"( .‬السِيَر" للشماخي ‪.)2/210‬‬ ‫‪110‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫السلمي ويوجب اليان بـه ف العقيدة‪ ،‬ومن أصحابنا أيضا من اقتصر على التلفظ بالشهادة بثلث‬ ‫كلمات والعتقاد ل ا ل غ ي‪( :‬ل إله إل ال‪ ،‬م مد ر سول ال ‪ ،‬و ما جاء ب ـه حق) و هي طري قة‬ ‫المام عبدالرحن بن رستم(‪ )174‬ـ فيما وجدت عنـه ـ وهو الشهر عند أكثر الفرق" ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫أقول‪ :‬وهذه الطريقة هي الراد من عبارة الصنف وعليها بن الحكام الت ذكرها فيما سيأت وعبّر عمّا‬ ‫عداها من الشياء الت ذكرها بتفسي الملة‪.‬‬ ‫برهانـهـــا كغيرهـــا‬ ‫(‪()77‬والقول في الجمــــلة ما لم يقم‬ ‫لــــم تلـــزم)‬ ‫ج َّ‬ ‫برهـــــان صدق يوضحن‬ ‫ل مكلفــــا بــل‬ ‫(‪()78‬إذ لم يكـن َ‬ ‫السبل)‬ ‫كمثـــــل ما قد كان هذا‬ ‫(‪()79‬ولو يشا لكــان منـه عـــــدل‬ ‫فضــل)‬ ‫(القول) هنا بعن الكم‪ ،‬و(الملة) تقدم بـيانـها قريبا‪ ،‬و(البهان) بعن الجة‪ ،‬والراد بـ(غيها)‬ ‫سائر العبادات العتقاديات والعمليات والتركيّات‪ .‬ومعن ( َجلّ) أي َعظُمَ شأنـه‪ .‬و(مكلفا) أي ملزما‬ ‫سبُلْ) الطرق الوصّلة إل معرفة‬ ‫للعباد ما يشق على أنفسهم فعله‪ .‬و(برهان صدق) أي دليل صادق‪ .‬و(ال ُ‬ ‫‪ )(174‬المام عبدالرح ن بن ر ستم بن ب ـهرام بن سام ـ بن ك سرى اللك الفار سي ـ فار سي ال صل‪ ،‬ومؤ سس الدولة‬ ‫الر ستمية كا نت نشأت ـه بأرض القيوان ف الشمال الفري قي؛ و سبب و صوله هناك أن والده ر ستم بن ب ـهرام قدم م كة‬ ‫حا جا بزوجت ـه وابن ـه عبدالرح ن فتو ف ف الطر يق ث تزو جت والدت ـه رجل من القيوان فحمل ها وابن ـها إل بلده‪.‬‬ ‫والمام عبدالرحن أحد تلميذ المام الكبـي أبو عبـيدة مسلم بن أبـي كرية ـ الشيخ الثان للباضية ـ حيث رحل‬ ‫للبصرة وبقي ملزما له مع رفاقه الربعة لدة ل تقل عن خس سني ‪ ..‬وبعد رحيلهم عنـه أجاز للمام عبدالرحن الفتاء با‬ ‫سعه من ـه و ما ل ي سمعه ح ي تو سم ف يه القدرة على الجت ـهاد ‪ ..‬وأقي مت له الب ـيعة سنة ‪160‬ه ـ ف تيهرت ال ت‬ ‫أ صبحت في ما ب عد عا صمة للدولة الر ستمية و صارت مدي نة مليئة بالعمران ب عد أن كان ال هل في ها قل يل ‪ ..‬وكان زاهدا‬ ‫متواض عا على سية اللفاء الراشد ين و من أخباره أن ب عض أ هل الشرق ساروا إل يه ليطلعوا على أحواله فل ما بلغوا مدي نة‬ ‫تيهرت ونـزلوا بساحة هناك أناخوا جالم ووضعوا أحالم فدخلوا يسألون عن دار المام إل أن اهتدوا إليها وكانوا يظنون‬ ‫أنـها على شيء من العظمة كديار ملوك الشرق ولا وصلوها وجدوها دار زهد وورع‪ ،‬ووجدوا عند الباب غلما يعجن‬ ‫طينا ويناوله لخر ـ هو المام!! ـ يصلح بـه بعض خلل فيه فسلموا على الغلم‪ ،‬وطلبوا منـه أن يستأذن لم على المام‬ ‫ويبه بأنـهم رسل اخوانـه الشار قة إل يه‪ ،‬فرفع الغلم رأ سه نو السطح وقد علم أن المام سع كلمهم فأشار إليه أن‬ ‫ي صبهم قليل‪ ،‬ف صبّرهم إل أن ن ـزل وغ سل ما كان ب ـيديه من الط ي ‪ ..‬وب قي ف الما مة أ حد ع شر عا ما مل ها عدل‬ ‫ورخاء للبلد والعباد‪ ،‬ول ا حضرت ـه الوفاة ج عل الل فة من بعده شورى ف ستة ن فر ـ ك صنع ع مر بن الطاب ـ‬ ‫وتو ف سنة ‪171‬ه ـ‪"( .‬أخبار الئ مة الر ستميي" ل بن ال صغي الال كي ص ‪ 28‬ـ ‪ 42‬ـ "طبقات الشا يخ" للدرجي ن‬ ‫‪ 1/19‬ـ ‪ 22‬و ‪ 40‬ـ ‪ 47‬ـ " سي الئ مة" لب ـي زكر يا ‪ 81‬ـ ‪ 85‬ـ "ال سي" للشما خي ‪ 1/124‬ـ ‪ 126‬ـ‬ ‫"الزهار الرياضية" للبارون ‪ 2/132‬ـ ‪ 150‬ـ "العلم" للزركلي ‪.)3/306‬‬ ‫‪111‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ال تعال ومعرفة رسوله ممد ‪ .‬و(العدل) وضع الشيء ف موضعه من غي إعتراض على فاعله وضده‬ ‫الور‪ .‬و(الف ضل) اعطاء بغ ي وجوب ول اياب‪ ،‬والع ن أن ح كم الملة من ج هة التكل يف ب ـها‬ ‫كحكم غيها من سائر العبادات ل يلزم إعتقادها إل بعد قيام الجة بـها‪ ،‬والدليل على ذلك أنـه‬ ‫َعظُ مَ شَأن ـه ل يكلف العباد بغ ي ح جة و هو دل يل صادق لقوله تعال‪ :‬ومـا كنـا معذبــين‬ ‫حتى نبعث رسول السراء ‪ 15 :‬وإذا ثبت ما قررناه من أنـه عزّوجل ل يكلف العباد بغي حجة؛‬ ‫وكان الزام الملة مـن جلة التكليفات وجـب أن ل تلزم إل بعـد قيام الجـة إذ ل يقـم دليـل على‬ ‫ت صيص التكل يف ب ـها ب كم يالف التكل يف ب ا عدا ها فت ساوى ح كم ال ف التكل يف‪ ،‬فالملة‬ ‫وغيها ف التكليف سواء‪ ،‬وتكليفه عزّوجل إيّانا بعد قيام الجة فضلٌ منـه تعال تفضّلَ بـه علينا‪،‬‬ ‫ولو شاء أن يكلف نا بغ ي ح جة ول برهان كان ذلك عدل من ـه‪ ،‬ك ما كان التكل يف ب عد قيام ال جة‬ ‫فضل‪ ،‬خِلفا للمعتزلة(‪ )175‬ف قولم بوجوب الصّلحية والصلحيّة على ال تعال‪.‬‬ ‫‪ )(175‬العتزلة أ حد الذا هب ال سلمية ال ت نشأت ف ن ـهاية القرن الول ومطلع القرن الثا ن للهجرة الشري فة و هو مذ هب‬ ‫يعال قضايا العقيدة مع ميل بارز للعقل على حساب النصوص ف بعض الحيان وكان لذا الذهب ظهور ذائع الصيت ف‬ ‫العهد العباسي حيث تبناه بعض ملوك تلك الفترة من أمثال الأمون (ت ‪218‬هـ) وهو الذي نشطت ف عهده فكرة القول‬ ‫بأن القرآن ملوق وا ستعرض لجل ها الناس وألزم هم ب ـهذا القول ح ت أن ـه أ ساء إل طائ فة من علماء ال مة آنذاك ولو ل‬ ‫يفعل ما فعل لكان خيا‪ ،‬واستمرت تلك العادة ف عهد العتصم (ت ‪227‬هـ) وغل فيها الواثق (ت ‪232‬هـ) حت جاء‬ ‫التوكل (ت ‪247‬هـ) فغي السار التبع وكان ملكه نكسة للمعتزلة‪ .‬أما ف عهد الأمون والعتصم والواثق كان رجالت‬ ‫العتزلة يتمتعون بصانة سياسية وكانوا يستغلون الفرصة للنيل من مالفيهم الذين عرفوا بالفقهاء‪.‬‬ ‫أما من الهة العلمية فيقول عنـهم الكوثري ـ بإنصاف ـ ف تقدمتـه لكتاب "تبـيي كذب الفتري" لبن عساكر‬ ‫ص (‪" :)18‬والعتزلة على ضد الشوية بط مستقيم أنتجها البحث العلمي‪ ،‬ساقهم شره عقولم إل ماولة اكتناه كل شيء‬ ‫وعداؤهم الصلي نو المود وخطتـهم دفع الراء التسربة من الارج إل السلم بجج دامغة وأدلة عقلية مفحمة ولم‬ ‫موا قف شري فة ف الدفاع عن الد ين ال سلمي ازاء الدهري ي ومنكري النبوة والثنو ية والن صارى واليهود وال صابئة وأ صناف‬ ‫اللحدة‪ ،‬وترى الذهبــي يَتَرحّمـ على الاحـظ فـ سـي النبلء حيـ يذكـر كتابــه فـ النبوة‪ ،‬ول نـر مـا يقارب كتاب‬ ‫"تثبـيت دلئل النبوة" للقاضي عبدالبار ف قوة الجاج وحسن الصياغة ف دفع شكوك الشككي‪ ،‬وليس بيد العراض‬ ‫الكلي عن كتب ـهم و كم في ها من الفوائد ال ت ل تزال ف أثواب ـه القشي بة ل ت بل بكرور الز من علي ها‪ .‬و كم كان ال ستاذ‬ ‫المام ِي ُد فيها ما يدفع بـه خصوم العصر ول يتحاشى عن الخذ بـه من غي بس لقهم‪ ،‬إل أنـهم لكثرة اشتغالم‬ ‫بناظرة الخصـام عدت منــهم إل عقولمـ آراء ابتعدوا بــها عـن الصـواب وانغمسـوا فـ بدع ردهـا الصـحاب‪ .‬قال‬ ‫الطاب ـي صاحب معال ال سنن‪ :‬كا نت العتزلة ف الزمان الول على خلف هذه الهواء وان ا أحدث ها بعض هم ف الزمان‬ ‫التأخر‪ ".‬ا‪.‬هـ‬ ‫وجاءت تسميتـهم بالنظر إل طرد السن البصري لشيخهم وا صل بن عطاء حي قرر أن مرتكب الكبـية ف من ـزلة‬ ‫بـي النـزلتي أي ليس بؤمن خالص ول كافر خالص فطرده السن من ملسه فاعتزل واصل إل احدى السواري وجلس‬ ‫إليه أصحابـه فسموا معتزلة‪ ،‬لكن هذا التفسي لقى معارضة من قبل كثي من الباحثي ف القدي والديث حيث يقول الندي‬ ‫‪112‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ســــــ َّ‬ ‫ن لحظــــــة‬ ‫يُنَفَّ َ‬

‫(‪()80‬وإن أتى برهانـها امرءا فــــل‬ ‫ليســــأل)‬ ‫أي اذا قامت الجة بتكليف الملة على أحد من بلغ حد التكليف‪ ،‬وجب عليه اعتقادها وحرم عليه‬ ‫جهلها وضاق عليه الشك فيها‪ ،‬ول يوسع له ف ترك إعتقادها ل َظةَ عَي وإن قصد بذلك الترك السؤال‬ ‫عنـها وعن حقها‪ ،‬بـيانـه أنـه اذا قامت الجة بأن ل إله إل ال وأن ممد رسول ال وأن ما جاء‬ ‫ب ـه م مد من رب ـه حق‪ ،‬و جب على من قا مت عل يه إعتقاد ذلك فإن ج هل أو شك أو تو قف ف‬ ‫ف "الفهرست" ص(‪" :)282‬قال أبوبكر بن الخشيد‪ :‬ان العتزال لق بالعتزلة أيام السن على ما ذكره قوم ول يصح‬ ‫عند نا ول رويناه‪ .‬قال‪ :‬والشهور ع ند علمائ نا أن ذلك ا سم حدث ب عد ال سن‪ .‬قال‪ :‬وال سبب ف يه أن عمرو بن عب ـيد ل ا‬ ‫مات السـن وجلس قتادة ملسـه فاعتزله عمرو ونف ٌر معـه فسـماهم قتادة العتزلة‪ .‬واتصـل ذلك بعمرو فأظهـر تقبله والرضـا‬ ‫ب ـه‪ ،‬وقال ل صحابـه‪ :‬إن العتزال و صف مد حه ال ف كتاب ـه؛ فهذا اتفاق ح سن فاقبلوه‪ ".‬ا‪.‬ه ـ ويقول أ بو ال سي‬ ‫اللطي الشافعي ف كتابـه "التنبـيه والرد" ص(‪" :)36‬وهم سوا أنفسهم معتزلة وذلك عندما بايع السن بن علي عليه‬ ‫ال سلم معاو ية وسلم إل يه ال مر اعتزلوا السن ومعاوية وج يع الناس وذلك أن ـهم كانوا من أ صحاب علي ولزموا منازلم‬ ‫وم ساجدهم وقالوا‪ :‬نشت غل بالعلم والعبادة ف سموا بذلك معتزلة‪ ".‬ا‪.‬ه ـ ويقول الكوثري ف تقدي ه لكتاب "التنب ـيه والرد"‬ ‫للمل طي ص(ج‪،‬د)‪" :‬ويظ هر من أن هذا ل قب اختاروه لنف سهم ف سايرهم الناس ف هذا التلق يب مع أن الشهور ف سبب‬ ‫تلقيب ـهم كون ـهم يقولون بالن ـزلة ب ـي الن ـزلتي‪ ،‬أو اعتزال م ملس ال سن الب صري و ما ف هذا الكتاب ف سبب‬ ‫التلقيب أقرب وأقعد ف العن مع كونـه من أقدم الروايات على بُعد الؤلف من التحيز لم ‪ ..‬وقال (حاشية)‪ :‬وكون القول‬ ‫بالنـزلة بـي النـزلتي سبب التلقيب غي واضح كما أن صلة واصل زعيم العتزلة بأبـي هاشم عبدال بن ممد ابن‬ ‫النفية وانتماءهم إليه قبل صلتـهم بالسن البصري‪ ،‬وهذا يدش أن يكون الثان سبب للتلقيب على أن الطرود من الجلس‬ ‫ل يصح عده معتزل وال أعلم‪ ".‬ا‪.‬هـ بـيد أن القاضي عبد البار (ت ‪415‬هـ) وهو من متأخري علماء العتزلة يكي‬ ‫ف كتابـه "شرح الصول المسة" اللف الاصل ف مسألة مرتكب الكبـية وأن السن اختار أنـه منافق وذكر أن‬ ‫عمر بن عبـيد ذهب إل مثله وأنـه كان من أصحاب السن ث قال ف ص(‪" :)138‬وقد جرت بـي واصل وبـي‬ ‫عمرو بن عبـيد مناظرة ف هذا فرجع عمرو بن عبـيد إل مذهبـه وترك حلقة السن واعتزل جانبا فسموه معتزليا‪ .‬وهذا‬ ‫أصل تلقيب أهل العدل بالعتزلة‪ ".‬ا‪.‬هـ فتراه يعزو إل عمرو ترك حلقة السن ل واصل وال أعلم بقيقة التسمية‪ .‬والعتزلة‬ ‫اشتـهروا ببدأ من التزمه عدوه منـهم ومن خالفه أقصوه عنـهم وهو مبدأ القول بالصول المسة وهي‪ 1 :‬ـ التوحيد‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ العدل‪ 3 .‬ـ الوعد والوعيد‪4 .‬ـ النـزلة بـي النـزلتي‪5 .‬ـ المر بالعروف والنـهي عن النكر‪ .‬وهم ف الملة‬ ‫يتفقون مـع الباضيـة فـ انكار رؤيـة ال فـ الخرة والقول بلق القرآن وأن مرتكـب الكبــية ملد فـ النار إذا ل يتـب‪،‬‬ ‫وخالفوا الباضية ف القول بالصلح والصلح‪ ،‬والتحسي والتقبـيح العقليي وانفردوا كذلك بالقول بالقدر ونصهم على أن‬ ‫الع بد خالق لفعاله ومراد هم تن ـزيه ال عن اثبات خلق ال شر له‪ .‬ول يس ب ـي الباض ية والعتزلة صلة تذ كر إل الل هم ف‬ ‫التوافق الاصل ف البادئ الثلثة ولو كان ثة ارتباط كما يظن البعض لهتبل الباضية الفرصة أيام الأمون ف فترة القول بلق‬ ‫القرآن ولتبوؤا الاصب العليا ف دولتـهم لكن شيئا من ذلك ل يدث وف كتب الباضية كثي من الناظرات مع العتزلة ففي‬ ‫"طبقات الشائخ" للدرجين الباضي (‪ )2/246‬يقول‪" :‬وحكى بعض أصحابنا أن واصل بن عطاء العتزل صاحب عمرو بن‬ ‫عب ـيد كان يتم ن لقاء أب ـي عب ـيدة ويقول‪ :‬لو قطعت ـه قط عت الباض ية‪ .‬قال‪ :‬فب ـينما هو ف ال سجد الرام وم عه‬ ‫‪113‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫العتقاد حت ي سأل عن حق هذا الذي قامت ب ـه الجة عليه كان بذلك كله كافرا‪ ،‬وإن مات قبل‬ ‫التصديق واعتقاد حق الملة مات هالكا والعياذ بال‪.‬‬ ‫فإن ق يل‪ :‬ما بال الملة من ب ـي سائر العبادات ل يَُنفّ س ف ال سؤال عن ـها و ما عدا ها ُينَفّ س ف‬ ‫السؤال عنـه وقد قلتم إن الملة كغيها ف التكليف‪ ..‬قلنا‪ :‬إن الملة كغيها ف قيام الجة بـها‬ ‫للتكليف بـها ول نقل بأن جيع أحكامها كغيها وانا خصت بالتضييق عن السؤال عنـها بعد قيام‬ ‫ال جة لن اعتقاد ها مطلوب ف الال‪ ،‬وكان العذر وا سعا ق بل ال جة و قد قا مت ال جة فل عذر ف‬ ‫التأخ ي‪ ،‬أ ما ما عدا ها من العبادات العمليات والتركيات فرب ا ي سع تأخي ها‪ ،‬ورب ا ي سْلَم صاحبـها‬ ‫باعتقاد ال سؤال عن ـها وال ّديْنُونَة بال ق في ها لدلة خا صة ب ـها ن و ولم يصـروا على مـا‬ ‫فعلوا وهم يعلمون آل عمران ‪. 135 :‬‬ ‫ضيّ قَ ف ال سؤال عن ـه ك ما ضيّ ق في ها ورأى أن حك مه كحكم ها‪،‬‬ ‫وأ ما تف سيها العتقادي فبع ضٌ َ‬ ‫وبعضٌ وَسّع ف السؤال عنـه وعنده أنـه داخل تت هذه الملة فما ل يرد شيء منـه فهو واسع له‬ ‫ترك اعتقاده بعينـه حت يرسخ ف ذهنـه علم ذلك وحقّه‪.‬‬ ‫برهانـهــــا كفر جحود‬ ‫(‪()81‬ومنكر الجملة بعدمــــا نظــــر‬ ‫قد كفر)‬ ‫أي ومن جحد الملة بعد أن قامت عليه حجتـها أو قبل ذلك فهو كافر كفر جحود ول ينفعه عذر‬ ‫ف ذلك‪ .‬أما من جهلها بعد قيام الجة بـها أو َشكّ فيها فهو كافر أيضا‪ ،‬لكن كفره يسمى شرك‬ ‫مُسَاوَاه؛ وذلك لنـه قد جعل ما وجب عليه اعتقاده ولزمه علمه بنـزلة الذي ل يب عليه فيه شيء‬ ‫أصحابـه‪ ،‬إذ أقبل أبو عبـيدة ومعه أصحابـه؛ فقيل لواصل‪ :‬هذا أبو عبـيدة ف الطواف‪ .‬قال‪ :‬فقام إليه واصل فلقيه‪،‬‬ ‫وقال‪ :‬أنت أبو عبـيدة‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬أنت الذي بلغن أنك تقول‪ :‬إن ال يعذب على القدر‪ .‬فقال أبو عبـيدة‪ :‬ما هكذا‬ ‫قلت؛ ل كن قلت إن ال يعذب على القدور‪ .‬فقال أ بو عب ـيدة‪ :‬وأ نت وا صل بن عطاء‪ .‬قال‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪ :‬أ نت الذي بلغ ن‬ ‫عنك أنك تقول‪ :‬ان ال يُع صَى بالستكراه‪ .‬قال‪ :‬فنكس واصل رأسه فلم يب بشيء‪ .‬ومضى أبو عبـيدة وأقبل أصحاب‬ ‫واصل على واصل يلومونـه يقولون‪ :‬كنت تتمن لقاء أبـي عبـيدة‪ ،‬فسألتـه فخرج وسألك فلم تب!‪ .‬فقال واصل‪:‬‬ ‫ويكم بنيت بناء منذ أربعي سنة فهدمه وأنا قائم فلم أقعد ول أبرح مكان‪ ".‬ا‪.‬هـ وللمام أبـي عبـيدة مسلم بن أبـي‬ ‫كرية الشيخ الثان للباضية مناظرات مع جاعة من القائلي بالقدر فقد ناظر حزة الكوف ففي "الطبقات" أيضا ( ‪:)2/241‬‬ ‫"وقال‪ :‬كان حزة الكوف يقول بشيء من القدر فهجره أبو عبـيدة وأمر بـهجرانـه‪ ،‬فقال يوما‪ :‬عجبا لبـي عبـيدة‬ ‫يأمر بـهجران وهؤلء الفتيان يقولوا‪ :‬أراد‪ ،‬وشاء‪ ،‬وأحب‪ ،‬ورضي‪ ،‬وهو يدنيهم ول يقول بثل قولم!‪ .‬قال‪ :‬فبلغ قوله أبا‬ ‫عبـيدة فقال‪ :‬قبح ال رأيه؛ إن هؤلء أرادوا اثبات القدر فقالوا فيه وحزة يريد ازالتـه وليس مثبتـه كمزيله"‪ .‬وناظر أيضا‬ ‫ابن الشيخ البصري وتفاصيلها ف "الطبقات" للدرجين (‪ )2/241‬ما يزم العاقل بالطلع عليها أن التوافق الاصل ليس فيه‬ ‫تأثي وتأثر ولو قيل من ذلك شيء فإن الباضية أسبق من العتزلة ف النشأة فل يكون التقدم متأثرا بالتأخر فيكون العتزلة هم‬ ‫من أخذوا عن الباضية على أنا ل نثبت المرين ومن قال بغي هذا فعليه الدليل وال الستعان‪.‬‬ ‫‪114‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫مـن ذلك فكأنــه سـَاوَى بــي الكميـ مـع اختلف المريـن‪ ،‬والكـم فـ شرك الحود وشرك‬ ‫ال ساواة مت حد دن يا وأخرى والفرق ب ـينـهما إن ا هو ف ن فس الت سمية خا صة‪ ،‬و سيأت ب ـيان‬ ‫حكمهما ف الباب السادس من الركن الثالث ـ إن شاء ال ـ‪.‬‬ ‫تشـــــك فيــــه والذي له‬ ‫(‪()82‬ولم يسع جهــــل ضللــه ول‬ ‫تل)‬ ‫عــــلى قيـــــــاس شائع‬ ‫(‪()83‬كذاك جهل من يشــــك فيـه‬ ‫تلفيـه)‬ ‫هذا بـيان لكم الواقف على انكار منكر الملة‪ ،‬فحكمه أنـه يب عليه أن يعلم كفر منكر المله‬ ‫ول يسعه الهل بكفره ول الشك ف كفره‪ ،‬وكذلك ل يسع جهل ضلل من صوّبـه على كفره ول‬ ‫الشك فيه وهو معن قول الصنف (والذي له تل) أي تبع‪ ،‬وكذلك ليسع جهل ضلل من شك ف‬ ‫كفره‪ ،‬فإن حكم الشّاك ف كفره بعد علمه بكفره حكم من صوّبـه على كفره لنـه ل يسع جهل‬ ‫ضللة كل واحد منـهما‪ ،‬وهذا القياس أعن قياس الشاك ف كفر منكر المله على مصوّبـه ف عدم‬ ‫التوسعة ف جهل ضللة كل واحد منـهما قياس ظاهر جلي‪ ،‬ومثل منكر المله ف هذا الكم الاهل‬ ‫بالمله بعد قيام الجه بـها والشاك فيها فإن كل واحد من هذين ل يسع جهل ضلله ول ضلل من‬ ‫صوّبـه على ضلله‪ ،‬ول ضلل من شك ف ضلله ول يسع الشك ف ضلل كل واحد من هؤلء‪.‬‬ ‫واعلم أن م صوب الُحدِث ف المله مشرك مثله‪ ،‬وأ ما الا هل لضلله والشاك ف ضلله مع اعتقاده‬ ‫حق الملة ف هو فاسق منافق‪ ،‬وقول الصنف‪( :‬ول تشك) بصيغة الن ـهي على جهة التحري‪ ،‬وقوله‪:‬‬ ‫ـــــ الجرور على حدّ قوله تعال‪ :‬واتقوا الله الذي‬ ‫(والذى له) معطوف على الضميـ‬ ‫تسـاءلون بــه والرحام النسـاء ‪ 1 :‬بقراءة جر الرحام‪ .‬وقوله‪( :‬على قياس شائع) أي ظا هر‪،‬‬ ‫ومعن (تلفيه) تده‪.‬‬ ‫يجزيه دون نطقـــــه‬ ‫(‪()84‬والخلف في إيمانـها بالقلـــب هل‬ ‫إذا نـزل)‬ ‫للجتــــزا والبعض منـهم‬ ‫(‪()85‬تكليفه بـها فبعــــــض ذهبــــا‬ ‫قد أبى)‬ ‫اختلف العلماء ف كيفية اليان بالملة فذهب بعضهم إل أن كيفية اليان بـها أن يعتقد صدقها ف‬ ‫جنانـه‪ ،‬ويظهر ذلك إقرارا بلسانـه وأنـه ل يكون مؤمنا إل بذلك‪ ،‬فالتلفظ بالشهادتي عند هؤلء‬ ‫شرط لوجود اليان‪ ،‬وذ هب آخرون إل أن اليان ب ـها هو الت صديق ب ـها ف القلب‪ ،‬فإذا اعت قد‬ ‫جزِيَا له فيما بـينـه وبـي ربـه‪ ،‬فإن مات على ذلك‬ ‫حقها بقلبـه وصدقها بنانـه كان ذلك ُم ْ‬ ‫ف هو من جلة الؤمن ي‪ ،‬وأ ما في ما ب ـينـه وب ـي الناس فإن ـه ل يكون مع هم مؤم نا ح ت يتل فظ‬ ‫‪115‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫بالشهادت ي ويلز مه التل فظ ب ـها إذا طولب بذلك‪ ،‬هذا إذا كان منكرا للجملة في ما تقدم من أ ْمرِه أو‬ ‫شاكا في ها أو جاهل ب ـها ب عد قيام ال جة عل يه في ها‪ ،‬أ ما إذا ل يتقدم من ـه ش يء من هذا كله ول‬ ‫يكن من اهل دار يُحْكَم على أهلها بالشرك فل يلزمه التلفظ بالشهادتي وإن طولب ول يسع لحد أن‬ ‫يكم عليه بالشرك ف عدم تلفظه بذلك ول يسعه أن َيبْرَأ منـه لذلك‪ ،‬نعم يندب له أن يتلفظ مهما‬ ‫طولب بذلك إذا ل يكن له مانع من التلفظ وال تعال أعلم‪.‬‬ ‫تصديقــــه إن ذكرها قد‬ ‫(‪()86‬والخلف هل عليــــه أن يقـررا‬ ‫خطرا)‬ ‫شيئا بـها كعهــدها‬ ‫(‪()87‬أو يجتزي بالماضي مالم يحــــدث‬ ‫لم ينكـث)‬ ‫اختلف القائلون بإشتراط التلفظ لليان [بالملة](‪)176‬؛ فذهب بعضهم إل أن التلفظ بـها والتصديق‬ ‫ب ـها مزئ مرة واحدة ف عمره ول يلز مه تكرار ذلك مال يأت بدث ين قض ب ـه إيان ـه فيكون‬ ‫بـه مرتدا إل الشرك بعد السلم‪ ،‬وذهب آخرون إل أنـه يب تكرار اليان بـها إذا جرى ذكر‬ ‫ذلك‪ ،‬وعند هؤلء يب على من كان موحدا أن يتلفظ بالشهادتي إذا طولب بذلك‪ ،‬لكن يرج على‬ ‫قواعدهم أنـه إذا ل يبـهم إل التلفظ بالشهادتي ل يسعهم أن يكموا عليه بالشرك ول أن يبأوا‬ ‫منـه لذلك‪ ،‬ووجه ذلك أن هذه السألة اجتـهادية فلما أب من التلفظ ول يتقدم منـه حالة يشرك‬ ‫بـها احتمل له أن يكون مذهبـه عدم وجوب تكرار التلفظ أو أنـه مقلد ل ير وجوب ذلك‪ ،‬ومع‬ ‫تسكه بقول من أقول السلمي ل يل لحد أن يكم عليه بالروج من الدين‪.‬‬ ‫هذا والصحيح عندي عدم وجوب تكرار التلفظ بـها وإن جرى ذكرها معه إذا ل يرج عن السلم‬ ‫بدث في ها لن ال صحابة ـ رضوان ال علي هم ـ ل يُن قل عن ـهم مع كثرة ذكر هم للجملة تكرار‬ ‫التلفظ بـها كلما سعوها وإنا النقول عنـهم وعن النبـي أنـه إذا أسلم العبد وتلفظ بالشهادتي‬ ‫مرة واحدة أدخلوه ف حكم السلمي ول يطالبوه بعد ذلك بشيء وال تعال أعلم‪.‬‬ ‫كحــــكم ما رأيت من‬ ‫(‪()88‬وما عدا الجملــــة من تفسيرهـا‬ ‫تعبـيرها)‬ ‫أحــــدث والشــــائع ما‬ ‫(‪()89‬إل لدى السؤال والجهــــل بمـا‬ ‫تقدمـا)‬ ‫تفســــيرها بالقلب‬ ‫(‪()90‬وما عدا اليمــان فالــــلزم فـي‬ ‫في التكلف)‬

‫‪ )(176‬من (ب)‪.‬‬ ‫‪116‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أي ما عدا الملة من تفسيها العتقادي الشتملة عليه والندرج تتـها كمعرفة كمالت ال عزوجل‬ ‫ومعر فة النب ـياء والر سل واللئ كة والك تب الن ـزلة والوت والب عث وال ساب‪ ،‬وأن ح ساب ال ل‬ ‫يشبـهه حساب‪ ،‬ومعرفة النّة والنار فحكمه حكم الملة ف جيع ما تقدم‪ ،‬ويالفها ف ثلثة مواضع‬ ‫مستثناة من تلك القاعدة‪:‬‬ ‫أحدها‪ :‬ف السؤال؛ فإن الملة ل يلزم لا اعتقاد سؤال قبل قيام الجة ول يوسّع له ف السؤال بعد قيام‬ ‫الجة بلف تفسيها‪ ،‬وقد تقدم ف هذا ما فيه كفاية إن شاء ال‪.‬‬ ‫وثانيها‪ :‬أنّ الدث ف الملة ل يسع جهل ضللة مدثه ول الشك فيه كما تقدم والدث ف تفسيها‬ ‫قد قيل بأنـه يسع جهل ضللة ُمحْ ِدثِه ولو َعلِمَ حَ َدثَه ما ل تب له ضللتـه‪ ،‬إل أن الكثر فيه ما قيل‬ ‫ف الملة وهو الراد بقول الناظم‪( :‬والشائع ما تقدما)‪.‬‬ ‫وثالث ها‪ :‬أن اليان ف الملة متلف ف يه هل يزي بالقلب دون الن طق بالل سان أو ل ك ما تقدم؟‪ .‬ول‬ ‫نعلم اختلفا ف اليان بتفسيها بل اللزم فيه بالقلب فقط‪.‬‬ ‫وانت صبت (الملةَ) ف قول النا ظم على ال ستثناء‪ ،‬ول ا كان التكل يف بالملة متوق فا على قيام ال جة‬ ‫أخذ ف بـيان كيفية قيام الجة هنا فقال‪:‬‬ ‫وحجــــــة المعنــــى‬ ‫(‪()91‬فالحجة السمـــــاع في ذا كـله‬ ‫له من عقله)‬ ‫اعلم أن قيام الجة ف كل شيء ل يكون ال من أحد طريقي‪ ،‬الطريق الول‪ :‬العقل وهو طريق لقيام‬ ‫الجة بالعان‪.‬‬ ‫والطريق الثان‪ :‬النقل وهو طريق قيام الجة باللفاظ مع معانيها‪.‬‬ ‫ولا كان أع ظم طرق الن قل هو ال سمع أطلق ف التعب ـي عن الن قل‪ ،‬على أن النقل قد يكون من غ ي‬ ‫طريق السمع كالن ظر وذلك مثل أن يراه مكتوبا فإنـه إن عرف لفظ ذلك ومعناه كان ف حكم من‬ ‫سعه‪.‬‬ ‫ول ا كا نت الملة وتف سيها مشتمل ي على ألفاظ ومعا ن ث بت قيام ح جة العا ن ب ـهما من الع قل‪،‬‬ ‫وتوقف قيام الجة ف ألفاظها على النقل‪ ،‬فمن خطر بباله أن له صانعا وأن لصانعه رسول يبلغ اللق‬ ‫عنـه‪ ،‬وأنـه ليس كصانعه شيء وأن لن أطاع صانعه ثوابا ولن عصا عقابا‪ ،‬وجب عليه أن يعتقد‬ ‫معن ذلك‪ ،‬ول يوز له أن ينكر شيئا منـه ول يلزمه معرفة شيء من أساء هذه الشياء حت تقوم عليه‬ ‫الجة من طريق النقل أن اسم صانعه ال أو الرحن أو نو ذلك‪ ،‬وأن اسم رسوله ممدا أو أحدَ‪ ،‬وأن‬ ‫اسم ثوابـه النّة واسم عقابـه النّار‪ ،‬فإذا قامت عليه الجة من طريق النقل بشيء من هذه الساء‬ ‫وجب عليه معرفتـها وضاق عليه جهلها‪.‬‬ ‫‪117‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫واعلم أن قيام الجة من العقل بأن ل رسولً إنا هو مبنٌ على مذهب بعض الصحاب‪ ،‬وذهب غيهم‬ ‫لجّة ف ذلك إنا هي من طريق النقل وهو الصحيح وال أعلم‪.‬‬ ‫إل أن ا ُ‬

‫‪118‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫البـــاب الثــانــي‬ ‫ـ من الـركــن الثـــانـي ـ‬ ‫فــي التـــوحيـــــــــــد‬ ‫وفيه أربعة فصول وخاتمه‬ ‫الفصـــــــل الول‬ ‫في نفي الضداد والنداد والشباه عن الله‬ ‫تعالى‬ ‫من نوره وعن هــــوى‬ ‫(‪()92‬وهاك توحيدا لنــــا فلتقتبـــس‬ ‫النفس احتبس)‬ ‫(ها) اسم فعل بعن خُذ‪ ،‬و(الكاف) للخطاب‪ ،‬و(التوحيد) هو‪ :‬إثبات الوحدانية ل تعال والقرار له‬ ‫بالربوب ـية‪ ،‬ف في اثبات الوحدان ية له تعال اثبات لكمالت ـه الذات ية لن ـها أنواع وحدة الذات و ف‬ ‫اثبات ـها له تعال انتفاء الشاب ـهة له تعال‪ ،‬وانتفاء صفات الع جز والدوث ف ذات ـه تعال‪ ،‬ووحدة‬ ‫الصفات‪ ،‬ووحدة الفعال‪ ،‬وف اثبات كل واحدة منـهما اثبات للكمالت اللية‪ ،‬وف القرار له تعال‬ ‫بالربوب ـية ا ستلزام توج يه العبادة ال يه‪ ،‬ونفي ها ع من سواه‪ ،‬ف من ع بد غيه ل ي كن موحّدا‪ ،‬وقوله‪:‬‬ ‫(فلتقتبس) أي فلتتخذ لك قبسا من نور هذا التوحيد فإنـه نور ف ظلمات الهل‪ ،‬وقوله‪( :‬وعن هوى‬ ‫الن فس احت بس) أي امت نع ع ما ت يل ال يه نف سك من البا طل وأمـا مـن خاف مقام ربــه‬ ‫ونـهى النفس عن الهوى فإ َّ‬ ‫ن الجنة هي المأوى النازعات ‪. 40 :‬‬ ‫ولّ ا كان القرار بالربوب ـية م ستلزما لثبوت العبادة ل تعال دون غيه أ خذ ال صنف ف ب ـيان كيف ية‬ ‫توجيهه العبادة لربـه‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫(‪()93‬نعبــــده ج َّ‬ ‫سبحــــانـه ونـهيــــه‬ ‫ل امتثـــال أمـره‬ ‫وزجـره)‬ ‫وإن يشـــــأ عذبنــــا‬ ‫(‪()94‬فإن يشــــأ يرحمنا بفضـــلـه‬ ‫بعدلـه)‬ ‫له كـــــذا القــدرة‬ ‫(‪()95‬فالملك والعزة والسلطــــان‬ ‫والبرهان)‬ ‫أي نوجه عبادتنا اليه َعظُم شأنـه لجل إمتثال أمره الذي أمرنا بـه ف الشياء العملية‪ ،‬ولجل امتثال‬ ‫نـهيه ف الشياء الت نـهانا عن فعلها‪ ،‬فالفعل والترك منا إنا ها لجل المر والنـهي فهما عبادة‬ ‫منا له تعال‪ ،‬ومع ذلك فنحن مفوّضون المر اليه ومسلمون لكمه وراضون بقضائه ومتوكلون عليه‪،‬‬ ‫فإن شاء أن يرحنـا فذلك بحـض فضله علينـا وان شاء أن يعذبنـا فذلك بعدله فينـا‪ ،‬فإن اللك والغلبـة‬ ‫والجة والقدرة له تعال‪ ،‬فل يعترض عليه ف شيء من ملكه ول يستطيع أحد لرد ما أراده وهو قادر‬ ‫‪119‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫على كل شيء‪ ،‬ومن كان مالكا للشياء قادرا على فعل ما يريد فيها غي مكوم عليه ول معترض عليه‬ ‫ف شيء من أفعاله؛ فجميع ما فعله ف ملكه إما عدل وإما فضل‪ ،‬ث ان الصنف أخذ ف بـيان التنـزيه‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫يحويــــه جــــ َّ‬ ‫ل ل ول‬ ‫(‪()96‬سبحـــانـه ليس لــــه مكــان‬ ‫زمان)‬ ‫وأنـه في ملكــــه‬ ‫(‪()97‬بخلقه لكــل شيء نشهـــــد‬ ‫منفــرد)‬ ‫أي تنـزيها له تعال عن اللول ف المكنة‪ ،‬وعن الدوث ف الزمنة‪ ،‬فإن المكان والزمان‬ ‫خلق مـن خلقـه‪ ،‬ومـن ضرورة العقـل وجوب تقدم الالق على الخلوق فـ الوجود‪ ،‬فلو كان‬ ‫تعال حالّ ف مكان أو حادثا ف زمان لوجب تقدم الكان والزمان عليه لضرورة العقل بذلك فيستلزم‬ ‫خالقا غيه‪ ،‬وثبوت خالق غيه باطل لا يلزم عليه من المور الستحيلة‪ ،‬وأيضا فلو كان تعال حالّ ف‬ ‫مكان لكان الكان حاويا له فيلزم عليه تديده وتناهيه؛ ومن كان متحددا متناهيا فليس بإله‪ ،‬ولو كان‬ ‫تعال حادثا ف زمان لوجب أن يكون له مدث غيه‪ ،‬ومن كان مدثا فليس بإله‪ .‬وف قوله‪( :‬وأنـه ف‬ ‫ملكه منفرد) إشارة إل ثبوت الوحدانية له تعال ف مطلق التصرف‪ ،‬وهي وحدة الفعال‪.‬‬ ‫ولا نفى عنـه تعال صفت اللول والدوث أخذ ف نفي الصفات الت تلزمهما فقال‪:‬‬ ‫ول وزيــــــــر ل ول‬ ‫شبـه ول نظيـــــر‬ ‫(‪()98‬ليس لــــه ِ‬ ‫مشــــــير)‬ ‫(الشِب ـه) ـ بالك سر ـ هو الشارك لغيه ولو ف صفة واحدة من صفاتـه‪ ،‬و(النظ ي) هو الِ ثل‬ ‫الُ سَاوي‪ ،‬و(الوزير) هو العي ف المر العظيم بأرآءه الصائبة وأفكاره الثاقبة‪ ،‬و(الشي) هو الدال على‬ ‫فعـل شيـء أو على تركـه بدللة خفيّةـ‪ ،‬والراد بــها هنـا مطلق الدللة والعنـ أنــه تعال ليـس له‬ ‫مشاب ـه ف ذات ـه ول ف صفاتـه ول ف أفعاله ول ما ثل له ف ذلك‪ ،‬ول مع ي له على ش يء من‬ ‫أفعاله الت فعلها أو سيفعلها‪ ،‬وأنـه تعال فعّال لا يريد ل لا يريد غيه‪ ،‬فل مشي له ف شيء من أفعاله‬ ‫ول ف شيء من الشياء الت ل يُرد فعلها تعال ال عن ذلك‪ ،‬وعن ابن مسعود أنـه قال‪" :‬ما عرف‬ ‫ال من شب ـهه بل قه"‪ .‬نا فع(‪" :)177‬أن عبدال بن ع مر كان جال سا ف أناس فأ تى ر جل فقال‪ :‬أي كم‬ ‫‪ )(177‬المام الثقة أبو عبدال نافع بن الفقيه العدوي القرشي الدن مول ابن عمر‪ ،‬من كبار التابعي ف وقتـه‪ ،‬واختلف ف‬ ‫متده على أقوال فقيل‪ :‬هو بربري‪ .‬وقيل‪ :‬نيسابوري‪ .‬وقيل‪ :‬ديلمي‪ .‬وقيل‪ :‬طالقان‪ .‬وقيل‪ :‬كابلي‪ .‬والرجح أنـه فارسي‬ ‫الحتد ف الملة‪ .‬أصابـه ابن عمر ف بعض مغازيه صغيا ونشأ ف الدينة‪ ،‬روى عن موله وعائشة وأبـي هريرة ورافع بن‬ ‫حديج وأبـي سعيد الدري وأم سلمة وأبـي لبابة بن عبد النذر وصفية بنت أبـي عبـيد ـ زوجة موله ـ وسال‬ ‫وعبدال وعب ـيدال وز يد أبناء عبدال بن ع مر وغي هم‪ .‬وروى عن ـه الزهري وأيوب ال سختيان وعبدال بن وا قد وأخوه‬ ‫‪120‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫عبدال بن ع مر؟‪ .‬فقال‪ :‬أ نا‪ .‬فقال الر جل‪ :‬إ ن تا جر أبت غي من ف ضل ال وإ ن قد مت هذه البلدة هذه‬ ‫الليلة فاذا أنا برجل توست فيه الي فقعدت اليه فحدثن حديثا ضاق بـه صدري‪ .‬فقال عبدال‪ :‬وما‬ ‫هو؟فإنـه ل اث عليك إذا حدثت بـه من غيك‪ .‬فقال‪ :‬قال ل؛ إن ال تبارك وتعال لا أراد أن يلق‬ ‫آدم ل يدر كيف يلقه حت خلق مرآة فنظر فيها إل وجهه فخلق مثاله‪ .‬فقال له ابن عمر‪ :‬تعال ال ل‬ ‫مثـل ل أل إن هذا الشيطان أراد أن يدخلك فـ دينــه أل وإن الشيطان قـد آيـس منكـم أن تعبدوا‬ ‫أصناما ظاهرا فتعذرونـه ولكنـه يأت النسان فيقول كيف ربك؟ فل يزال بـه حت يصف ربـه‬ ‫بصفة اللق فَيضِل وُيضِل فان لقيتـه فأخبه أن ابن عمر بريء من دينك أل وان نبـي ال سئل‬ ‫عن ال عزو جل‪ ،‬فقال ال عزو جل‪ :‬قـل هـو الله أحـد الله الصـمد لم يلد ولم‬ ‫يولد ولم يكـن له كفؤا أحـد الخلص فإن و سوس الشيطان ل كم فقولوا له ك ما قال ر سول‬ ‫ال "‪.‬عن معاذ ـ رضي ال عنـه ـ "أنـه سيجع أقوام من هذه المّة عند اقتراب الساعة كفّارا‬ ‫فقال رجل‪ :‬يا أبا عبدالرحن أبالحداث كفرهم أم بالحود؟ قال‪ :‬ل ولكن بالحود يحدون خالقهم‬ ‫فيصفونـه بالصورة والعضاء والفاصل أولئك ل خلق لم ف الخرة ولم عذاب عظيم"‪.‬‬

‫زيد وحيد الطويل وابن جريج ويونس بن عبـيد وعمر وأبوبكر ولدا نافع وابن أبـي ذئب وجرير بن حازم وجويرية بن‬ ‫أساء ومالك والليث وغيهم‪.‬‬ ‫روى الصمعي قال‪ :‬حدثنا العمري عن نافع قال‪ :‬دخلت مع مولي على عبدال بن جعفر فأعطاه ف اثن عشر ألفا فأب‬ ‫وأعتقن أعتقه ال‪ .‬وله عمر بن عبد العزيز صدقات اليمن كما بعثه أيضا إل مصر ليعلم أهلها السنن‪ .‬وهو من ثقات الرواة‪.‬‬ ‫توفـ على الصـحيح سـنة ‪117‬هــ‪"( .‬تذكرة الفاظ" ‪ 1/99‬ــ "سـي النبلء" للذهبــي ‪ 5/563‬ــ "تــهذيب‬ ‫التـهذيب" لبن حجر ‪.)10/368‬‬ ‫‪121‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫عن سعيد بن جبـي(‪ )178‬أنـه قال‪" :‬أتى رهط من اليهود إل رسول ال فقالوا‪ :‬يا ممد هذا ال‬ ‫خلق اللق فمن خلقه؟‪ .‬قال‪ :‬فغضب رسول ال حت انتقع لونـه ث واثبـهم غضبا لربـه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫فجاء جبائيل صلى ال عليهما فَسَكّنـه وجاءه من ال بواب ما سألوه بـ قل هو ال أحد‪..‬إل تام‬ ‫السورة "(‪.)179‬‬ ‫قبــــل ول بعــــد فكل‬ ‫(‪()99‬ليس له فوق ول تحــــت ول‬ ‫حظــل)‬ ‫اليه تعزى حادث بــــذا‬ ‫(‪()100‬كذا يمـــين وشمــــال والـذي‬ ‫احتذي)‬ ‫(الفوق) اسم لهة العلو‪ ،‬و(التحت) اسم لهة السفل‪ ،‬و(قبل) اسم للتقدم‪ ،‬و(بعد) اسم للتأخر‪ ،‬ومعن‬ ‫(حظل) منع‪ ،‬و(يي) اسم للجهة اليمن‪ ،‬و(شال) اسم للجهة اليسرى‪ ،‬ومعن (تعزى) تنسب‪ ،‬ومعن‬ ‫(حادث) أي موجود بعد عدم‪ ،‬ومعن (احتذ) أي اقتد‪.‬‬ ‫والعن أنـه تعال ليس له جهة يكون فيها‪ ،‬ل جهة فوقية ول تتية ول عن يي ول عن شال ول أمام‬ ‫ول وراء‪ ،‬وليس له تعال َقْبلُ ـ أي ل يقال إن وجوده تعال مسبوق بشيء حت يقال إن قبله كذا ـ‬ ‫ول بَعْد له ـ أي ل يس وجوده تعال متناه يا ح ت يقال ان ب عد تنا هي وجوده يكون كذا ـ وهذه‬ ‫ال صفات أع ن الهات والقبل ية والبعد ية م ستحيلة ف ح قه تعال‪ ،‬لن من ن سب ال يه ش يء من ـها‬ ‫‪ )(178‬التابعي الليل أبو عبد ال سعيد بن جبـي بن هشام الولبـي السدي بالولء الكوف‪ ،‬ولد سنة ‪45‬هـ روى عن ابن‬ ‫عباس وابن الزبـي وأنس وطبقتـهم ويتمل عن السيدة عائشة ول يثبت ساعه من عبدال بن معقل ول من عدي بن حات‬ ‫ول من المام علي ـ كرم ال وجهه ـ ول من أبـي هريرة وأبو موسى الشعري وأبو مسعود النصاري وإنا روايتـه‬ ‫عنـهم مرسلة‪ ،‬وأخذ عنـه طائفة منـهم ابناه عبداللك وعبدال والعمش وعطاء بن السائب وساك بن حرب والنـهال‬ ‫بن عمرو وآخرون‪ ،‬عن جعفر بن أبـي الغية قال‪ :‬كان ابن عباس بعدما عمي إذا أتاه أهل الكوفة يسألونـه قال‪ :‬تسألون‬ ‫وفيكم ابن أم الدهاء؟!‪ .‬يعن سعيد بن جبـي‪ ،‬وعن أشعث بن اسحاق قال‪ :‬كان يقال لسعيد بن جبـي جهبذ العلماء‪.‬‬ ‫ول ا خرج ا بن الش عث على ع بد اللك بن مروان كان سعيد م عه وكان يقول يوم د ير الماجم‪ :‬قاتلوهم على جور هم ف‬ ‫الكم وخروجهم من الدين وتبهم على عباد ال وإماتتـهم الصلة واستذللم السلمي‪ .‬نقل عن "الطبقات الكبى" لبن‬ ‫سعد (‪ 6/265‬دار صادر) فلما انـهزموا لق سعيد بكة فأخذه خالد القسري وحله إل الجاج الذي قتله ف آخر سنة‬ ‫‪94‬هـ‪"( .‬الطبقات الكبى" لبن سعد ‪ 6/256‬ـ ‪ 267‬دار صادر ـ "تذكرة الفاظ" للذهبـي ‪ 1/76‬ـ "تـهذيب‬ ‫التـهذيب" لبن حجر ‪ 4/10‬الكتب العلمية)‪.‬‬ ‫‪ )(179‬أخرجه بـهذا اللفظ ابن جرير الطبي ف "تفسيه" (‪ 11/26‬برقم ‪ 30229‬دار الكتب العلمية) وف اسناده شيخه‬ ‫ممد بن حيد وف يه كلم قال الوزجا ن‪ :‬ردئ الذ هب غ ي ثقة ون سبـه أبو زر عة إل تعمد الكذب وكان ا بن خزي ة ل‬ ‫يروي عن ـه وقال الن سائي‪ :‬ل يس بش يء‪ .‬وقال البخاري‪ :‬ف يه ن ظر‪ .‬ك ما ف "ت ـهذيب الت ـهذيب" للحا فظ ا بن ح جر (‬ ‫‪ 9/109‬وما بعدها)‪.‬‬ ‫‪122‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫واتصـف ب ـه يكون حاد ثا قط عا ف هي دل يل الدوث والرب تعال قد ي ل يس بادث‪ ،‬فل ي صح أن‬ ‫يتصف بشيء منـها خلفا للمشبـهة القائلي بأنـه تعال ف جهة الفوق وإنـه على العرش مستقرا‬ ‫إسـتقرار اللك على سـريره تعال ال عن ذلك‪ ،‬و قد تلقوا هذه القالة الشنيعـة مـن اليهود أخزا هم ال‬ ‫تعال‪.‬‬ ‫قال ف "الضياء"‪" :‬وبلغنا أن عبدال بن مسعود ـ رضي ال عنـه ـ مر بلقة وفيهم رجل من اليهود‬ ‫يدثهم‪ ،‬فقال‪ :‬ما يدثكم؟ قالوا‪ :‬يدثنا عن التوراة وعن ربنا‪ .‬قال‪ :‬وعن ربكم باذا؟ قالوا‪ :‬يقول إن‬ ‫ال لا خلق السموات والرض صعد إل السماء من بـيت القدس فوضع رجله على الصخرة الت فيه‬ ‫وإنـه ينـزل ف السماء الدنيا ف النصف من شعبان‪ .‬فقال ابن مسعود ـ رضي ال عنـه ـ‪ :‬إنا ل‬ ‫وإنا اليه راجعون (ثلث مرات) ث قال‪ :‬ل كفر بعد إيان ودوا لو تكفرون كما كفروا‬ ‫فتكونون سواء النساء ‪ 89 :‬فهل قلتم كما قال ابراهيم خليل الرحن ل أحب الفلين‬ ‫النعام ‪ 76 :‬أل فاتـهموا اليهود والنصارى على دينكم‪ ،‬ول تصدقوهم على ما يالف كتابكم‪ ،‬فإنـهم‬ ‫سيضلون أكثر هذه المة‪ ،‬أل إن ربكم ليس بزائل ومن وصف ال زائل فقد كفر‪ ،‬ومن شبـهه بشيء‬ ‫من الشياء فقد كفر"‪.‬‬ ‫وعــــالم من قبــــل‬ ‫(‪()101‬ولم يزل وليــس شــــيء معه‬ ‫أن يصنعه)‬ ‫ومـــا اليــــه صــــائر‬ ‫(‪() 102‬بكـــونـه ولونـه وشكــلــــه‬ ‫بفعلــه)‬ ‫أي ل يزل تعال ول موجود سواه من ج يع الشياء‪ ،‬ف هو تعال متفرد بالقِدَم‪ ،‬والقِدَم وا جب له تعال‬ ‫فيستحيل عليه العدم لن ما وجب قدمه استحال عدمه‪ ،‬وقوله‪( :‬وعال‪ ..‬ال) أي وهو عال أي ل يزل‬ ‫تعال متصـفا بالعلم مـن قبـل وجود الشياء فعلمـه تعال صـفة ذاتيـة له‪ ،‬والاء مـن قوله (مـن قبـل أن‬ ‫يصنعه) عائدة إل (الشيء) ف قوله (وليس شيء معه) وقوله‪( :‬بكونـه) متعلق بعَالِم‪ ،‬ومعن كونـه‬ ‫وجوده بعـد عدم‪ ،‬أي ل يزل تعال وهـو عال بوجود الشياء التـ سـيوجدها‪ ،‬وعال بالزمان الذي‬ ‫سيوجدها فيه‪ ،‬وبالكان الذي ستكون فيه‪ ،‬وعال بلونـها الذي ستتصف بـه‪ ،‬وعال بصورتـها الت‬ ‫يكون علي ها شكل ها من طول وق صر وعرض وعال ب صيها الذي ستصي ال يه ب سبب أفعال ا ال سنة‬ ‫وبسبب أفعالا القبـيحة‪ ،‬فالضمي من (كونـه) ومن (لونـه) ومن (شكله) وما بعدها كله عائد إل‬ ‫الشيء ف قوله (وليس شيء معه)‪.‬‬ ‫والراد بالشيء هنالك جيع الوجودات ما عدا الالق تعال‪ ،‬وف البـيتي تصريح بأنـه تعال عال با‬ ‫كان وما سيكون وما هو كائن‪.‬‬ ‫‪123‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الفصـل الثانـــي‬ ‫فـي البراهـــــين‬ ‫ج ع برهان و هو ما تركّ ب من مقدمات قطع ية‪ ،‬وأل ف الباه ي للع هد الذه ن أي ف الباه ي ا ُلَثبّتَة‬ ‫لُدّعَانا فيما تقدم‪.‬‬ ‫جــــاز عليــــــه وصف‬ ‫(‪()103‬لو أنـه مشابـه فــــي ذاتـه‬ ‫مخلوقاتـه)‬ ‫في الكل ما لـــــذلك‬ ‫(‪()104‬إذ كل شبـهــــين بوجـه لزما‬ ‫الوجه انتمى)‬ ‫هذا برهان ا ستحالة الشاب ـهة له تعال الذكورة ف قول ال صنّف‪( :‬ل يس له شب ـه‪ ..‬ال)‪ ،‬و صورة‬ ‫البهان أن ـه لو كان تعال مشاب ـها ف ذات ـه لاز عل يه ما يوز على مشاب ـهه من ال صفات‪ ،‬ول‬ ‫موجود إل وهـو إمـا خالق أو ملوق‪ ،‬وقـد ثبـت بالبهان أنــه تعال هـو الالق وأن جيـع مـا عداه‬ ‫ملوق‪ ،‬فلو كان له مشابـه لكان ذلك الشابـه هو أحد ملوقاتـه فيستلزم أن يكون عزوجل يصح‬ ‫أن يتصف بصفات ملوقاتـه‪ ،‬وصفات ملوقاتـه مستحيلة ف حقه فالشابـه مستحيل أيضا ووجه‬ ‫ذلك أن التشابـهي إذا تشابـها ف صفة وجب أن يتصف كل واحد منـهما بوجب تلك الصفة‪،‬‬ ‫وهذا معن قوله‪( :‬إذ كل شبـهي ‪..‬إل)‪ ،‬ومعن قوله‪( :‬ف الكل) أي من التشابـهي‪ ،‬ومعن (انتمى)‬ ‫انتسب‪.‬‬ ‫لكــان كل صالحــــا‬ ‫(‪()105‬لو كان ثــــان عنـده في الزل‬ ‫لن يلـي)‬ ‫والحكــــم من غير‬ ‫(‪()106‬ول دليــــل خص واحدا فقط‬ ‫مرجح غلط)‬ ‫هذا برهان إسـتحالة الشريـك معـه تعال فـ الزل الذكور فـ قول الصـنف‪( :‬ول يزل وليـس شيـء‬ ‫معه)(‪ )180‬وصورة البهان أن ـه لو كان معه تعال ثان ف الزل لكان كل واحد من ـهما صالا لن‬ ‫يتول ال مر على صاحبـه فَيتَمَانَعَان‪ ،‬ول يس ف وا حد من ـهما خ صوصية ي ستحق ب ـها ال ستبداد‬ ‫بالمر والنفراد باللك‪ ،‬وتصيص واحد منـهما بذلك دون الخر مع صلحية كل منـهما له وعدم‬ ‫الخصـص ترجيـح بل ُمرَجّحـ‪ ،‬والترجيـح بل مر جح غلط ل يسـتقيم ف العقول وبطلن اسـتقامتـه‬ ‫ضروري‪.‬‬ ‫لزمـــــه في ذاتـه‬ ‫(‪()107‬لو أنـه في أمــــــره معــان‬ ‫النقصان)‬ ‫‪ )(180‬ف البـيت رقم (‪.)101‬‬ ‫‪124‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫هذا برهان نفـي العجـز عنــه تعال واسـتحالتـه الشار اليـه بقول الصـنف‪( :‬ول وزيـر ل ول‬ ‫مشي)(‪ ،)181‬وصورة البهان أنـه لو كان تعال معانا ف أمره لكان ناقصا ف ذاتـه‪ ،‬لكنـه كامل ف‬ ‫ذاتـه فهو غي معان ف أمره‪ ،‬ووجه ذلك أنـه ل يتاج إل العونة إل مَن كان عاجزا عن إتام المر‪،‬‬ ‫ومَن كان عاجزا عن إتام أمره فل يس بكا مل ف ذات ـه لن من الكمال الذا ت وجود القدرة الذات ية‬ ‫النافية للعجز‪.‬‬ ‫وفي الجهـــــات‬ ‫(‪()108‬وهكــــذا يلــــزم في الزمــان‬ ‫الست للمكان)‬ ‫هذا برهان ن في اللول والدوث عن ـه تعال وا ستحالتـهما ف ح قه الذكور ين ف قول ال صنف‪:‬‬ ‫(سبحانـه ليس له مكان‪ ..‬البـيت)(‪ ،)182‬وف قوله‪( :‬ليس له فوق‪ ..‬ال)(‪ .)183‬وصورة البهان أنـه‬ ‫لو كان تعال حال ف مكان أو حاد ثا ف زمان للزم ات صاف ذات ـه بغا ية النق صان تعال عن ذلك‪.‬‬ ‫وو جه ذلك أن ـه لو كان تعال حالّ ف مكان للزم أن يكون الكان مي طا ب ـه ولو من ج هة واحدة‬ ‫فيلزم تديده وتناه يه وه ا م ستحيلن عل يه تعال‪ ،‬وأي ضا فلو كان تعال حالّ ف مكان للزم أن يكون‬ ‫الكان أقوى منــه لنــه هـو الذي حله وكون غيه تعال أقوى منــه مال‪ ،‬ولو أنــه حادث فـ‬ ‫زمان لحتاج إل ُمحْدِث‪ ،‬ومن كان متاجا إل ُمحْدِث فهو عاجز ليس بإله‪ ،‬وأيضا فل يلو أن يكون‬ ‫ذلك الُحدِث هـو نفـس هذا الادث أو غيه‪ ،‬وكونــه نفسـه مال لنــه يومئذٍ معدوم والعدوم ل‬ ‫يفعـل شيئا فـ غيه فضل أن يفعله فـ نفسـه فوجـب أن يكون الُحدِث غيه‪ ،‬فيكون أول بالُلوهيـة‬ ‫منـه وهو باطل لا يلزم عليه من التسلسل‪.‬‬ ‫كان فســادا ذلك‬ ‫(‪()109‬لو أنـه في ملكــــه مشـــــارك‬ ‫التشــــارك)‬ ‫هذا برهان ف نفي الشريك عنـه تعال ف ملكه وبـيان استحالتـه الذكور ف قول الصنف‪( :‬وأنـه‬ ‫ف ملكه منفرد)(‪ .)184‬وصورة البهان أنـه لو كان معه تعال شريك ف ملكه لفسد هذا العالَم البديع‬ ‫التقان البالغ ف الكمة‪ ،‬لكن العالَم غي فاسد فدلّ على أنـه تعال ف ملكه غي مشارك‪ ،‬ووجه ذلك‬ ‫أن الشريكي إذا تشاركا ف شيء فل يلوان فيه من أحد أمرين‪ :‬إما أن يصطلحا على شيء فيه‪،‬‬ ‫وإما أن يتنازعان فيه‪ ،‬وإصطلحهما على شيء فيه مع كون كل [واحد](‪ )185‬منـهما إلا مال‪،‬‬ ‫‪ )(181‬ف البـيت رقم (‪.)98‬‬ ‫‪ )(182‬ف البـيت رقم (‪.)96‬‬ ‫‪ )(183‬ف البـيت رقم (‪.)99‬‬ ‫‪ )(184‬ف البـيت رقم (‪.)97‬‬ ‫‪ )(185‬من (ب)‪.‬‬ ‫‪125‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫لستلزامه عجز كل واحد منـهما فت سقط ألوهيتـهما بسقوط قدرتـهما فلم يبق إل التنازع فيه‪،‬‬ ‫ومع التنازع يصل الفساد والُشَاهَد ف العال غي ذلك فانتفى الشريك ضرورة وال تعال أعلم‪.‬‬

‫‪126‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الفصــل الثالــث‬ ‫فـــي الصفـــــــات‬ ‫أي ف ال صفات الائزة ف حقه تعال‪ ،‬والواج بة ف حقه‪ ،‬أ ما الستحيلة ف حقه ف ما تقدم ف الفصل‬ ‫الول‪ ،‬وقد أشار اليه هاهنا إجال فقال‪:‬‬ ‫مخالـف لنـــــــا‬ ‫(‪()110‬في الذات والصفــــات والفعال‬ ‫بكل حــال)‬ ‫أي أن ـه تعال مالف لل قه ف ذات ـه و ف صفاتـه و ف أفعاله أي ل تشب ـه ذات ـه ذوات ـهم ول‬ ‫تشب ـه صفاتـه صفاتـهم ول تشب ـه أفعاله أفعالم‪ ،‬ف هو تعال وا حد ف ذات ـه‪ ،‬بع ن أن ـه ليس‬ ‫كمثله ف ذاتـه شيء‪ ،‬وواحد ف صفاتـه بعن أنـه ليس له ف أفعاله مشارك ول مشابـه فاستحال‬ ‫ف حقه الشّبـيه من كل وجه وقد تقدم براهي ذلك‪.‬‬ ‫بـينـه مـــن وصف‬ ‫(‪()111‬ولم يجـــــز وصفكـه بغـير مــا‬ ‫نفســــه اعلما)‬ ‫أي ل يوز لك أن تصفه تعال بصفة ل يصف بـها نفسه ف كتبـه أو على لسان أحد من أنبـيائه‪،‬‬ ‫[فما ورد من وصفه لنفسه ف شيء من كتبـه أو على لسان أحد من أنبـيائه](‪ )186‬جاز لك وصفه‬ ‫بـه‪.‬‬ ‫ومال يرد كذلك فالتو قف عن ـه أول وال نع ف يه أظ هر‪ ،‬هذا مذ هب ب عض وذ هب آخرون إل أن ـه‬ ‫يوز أن يصفه تعال بصفة تدل على كمال ولو ل يرد الشرع بـها مال ينع من ذلك‪.‬‬ ‫حاصل ما ف القام أن الصفات [الكمالية](‪ )187‬إما أن يأذن الشرع أن نصفه بـها تعال‪ ،‬وإما أن ينع‬ ‫من وصفه بـها‪ ،‬وإما أن يسكت عن ذكرها‪ ،‬فإن أذن فهو جائز إجاعا‪ ،‬وإن منع فهو مرم إجاعا‪،‬‬ ‫وإن سكت فهو مل النـزاع وال تعال أعلم‪.‬‬ ‫عانــــده فوصف‬ ‫(‪()112‬وأي وصف جـــــاز وصفـــه بما‬ ‫فعـل أحكما)‬ ‫يعــــرف وهـو‬ ‫(‪()113‬وما عدا ذاك بوصـــــف الذات‬ ‫كالعليـــم آت)‬ ‫تنق سم صفاتـه تعال إل صفات ذاتيّ ة وإل فعليّ ة؛ فأ ما ال صفات الفعل ية ف هي كل و صف صح أن‬ ‫يتصف بـه وبضده تعال كالحياء والماتة وإرسال الرسل وإنـزال الكتب ونو ذلك‪ ،‬فإنـه تعال‬ ‫يوز أن يتصف بـهذه الشياء وبأضدادها فتقول ميي وميت‪ ،‬مرسل الرسل غي مرسل لم بعد ممد‬ ‫‪ )(186‬ساقطة من (ب)‪.‬‬ ‫‪ )(187‬من (أ)‪.‬‬ ‫‪127‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وهكذا‪ .‬وأمـا صـفات الذات فهـي كـل صـفة اسـتحال عليـه تعال التصـاف بضدهـا‪ ،‬وذلك‬ ‫ك ـ(العل يم) فإن ـه ي ستحيل عل يه الت صاف ب ضد العلم و هو ال هل وكال سميع والب صي(‪ )188‬والر يد‬ ‫والقدير فإنـه يستحيل عليه التصاف بأضداد هذه كلها‪.‬‬ ‫وَفرّق بعض هم ب ـي صفات الذات و صفات الفعال بأن صفات الذات يوز إت صافه تعال ب ـها ف‬ ‫الزل بل ي ب ذلك ف ح قه‪ ،‬و صفات الفعال ل يوز إت صافه ب ـها ف الزل إل على مع ن أن ـه‬ ‫سيفعل ذلك فتقول ل يزل ال ح يا مريدا قادرا علي ما سيعا ب صيا‪ ،‬ول تقول ل يزل مي يا مي تا خال قا‬ ‫للخلق مرسل للرسل منـزل للكتب ونو ذلك‪ ،‬إل على معن أنـه قادر على الحياء والماتة إل غي‬ ‫ذلك ومنع بعض أصحابنا هذا الطلق مطلقا وال تعال أعلم‪.‬‬ ‫ل غــــيرها دلـــت بذا‬ ‫(‪()114‬صفاتـه لذاتـه هي ذاتـــــــه‬ ‫آياتـه)‬ ‫حلولــــه وليــــس منـه‬ ‫(‪()115‬إذ لم تكن فيــــه لئل يلــــزم‬ ‫نجـزم)‬ ‫لغــــيره وذاك دأب‬ ‫(‪()116‬ول عليــــه فيكــــون أفقـرا‬ ‫الفقــــرا)‬

‫‪( )(188‬فائدة) خلف التكلمي العقيم ف مسألة هل السم هو السمى أم غيه؟‪ .‬يلله العلمة أبو الؤثر الصلت بن خيس‬ ‫(القرن الثالث) أحد علماء الباضية كما ف "السي والوابات" (‪ )2/288‬فيقول‪:‬‬ ‫"إن كان يريد بالساء والصفات اللفاظ السموعة والطوط الكتوبة فهي غيه‪ ،‬وهي مدثة ملوقة‪ ،‬وإن كان يريد العن‬ ‫بـها فهو ال تبارك وتعال‪ .‬وإن قال أفإسم هو أم جسم؟‪ .‬قيل له‪ :‬أما هو فليس بسم‪ ،‬وأما قولك أفإسم؟‪ .‬فإن كنت تريد‬ ‫أهو اسم نفسه فقد مضى الواب ف ذلك أنك إن كنت تريد ما يسمع ويكتب فهو غيه‪ ،‬وإن كنت تريد بقولك العن‬ ‫بـهذا السموع والكتوب فهو ال تبارك وتعال‪ .‬وليس قولك أفإسم هو أم جسم؟‪ .‬يوجب علينا أن نثبت لك أحد هذين‬ ‫العنيي‪ ،‬لنك سألت عن معنيي كلها منفيي‪ ،‬لن قولك جسم منفي عنـه‪ ،‬وقولك اسم منفي عنـه‪ ،‬ل يوز أن يقال‬ ‫إنـه اسم على هذا اللفظ لن السم ل يكون إل لسمى‪ ،‬فإذا أطلقنا أنـه اسم جعلناه اسا لغيه وهذا ل يوز‪ ،‬وهذا سؤال‬ ‫ل يسأل عنـه أهل العلم‪ ،‬وإنا يسئل عن هذا السؤال جاهل أو متعنت‪ ،‬أو يكون السئول يتعدى إل ما ليس له فيزيد ف‬ ‫الكم فدعه بذلك على جهة ما هو أهله‪ .‬وإنا كتبنا هذا لكم لنـه قد بلغكم أنـه قد جرى ف ذلك سؤال ودار بـينكم‬ ‫فيه كلم‪ ،‬أحببنا أن تأخذوا ف ذلك بظكم وتعرفوا الق فيه‪.‬‬ ‫ومثل هذا السؤال لو أن سائل سأل فقال‪ :‬أخبون عن فلن أكاتب أم حاسب؟‪ .‬فإنـه قد يكن أن يكون كاتبا حاسبا‪،‬‬ ‫ويكن أن يكون ل كاتبا ول حاسبا‪ ،‬ويكن أن يكون فيه أحد المرين‪ ،‬فليس الواب لزم فيه أن يقال هو كاتب ول هو‬ ‫حا سب‪ ،‬إل أن يكون ذلك ف يه‪ ،‬ول يس هذا م ثل قولك‪ :‬فلن حي أم م يت؟‪ .‬لن الياة والوت ل يس ب ـينـهما من ـزلة‪.‬‬ ‫وكذلك لو كان أكاتب هو أم غي كاتب وأنـه ل بد أن يكون كاتبا أو غي كاتب‪.‬‬ ‫وكذلك لو سأل فقال‪ :‬أخبون عن ال أجسم هو أم غي جسم؟‪ .‬قلنا‪ :‬بل هو غي جسم تبارك ال وتعال‪ .".‬ا‪.‬هـ‬ ‫‪128‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أي صفاتـه تعال الذاتية هي عي ذاتـه وليست هي غي ذاتـه كما زعمت الشعرية القائلون بأن‬ ‫صفات الذات معان حقيقية زائدة على الذات قائمة بـها‪ ،‬وهذا القول باطل لنـها لو كانت صفات‬ ‫ذاتـه تعال غي ذاتـه للزم عليه إما أن تكون حالّة ف ذاتـه العلية‪ ،‬وهو باطل لن ذاتـه العلية ل‬ ‫يصح أن تكون مل للشياء‪ ،‬وإما أن تكون بعضا من الذات العلية وهو باطل أيضا لن ذاتـه العلية‬ ‫غي ُمتََبعّضَة والّتبَعض عليها مال‪ .‬وإما أن تكون شيئا زائدا على الذات ل حالّ فيها ول بعضا منـها‪،‬‬ ‫وهذا الو جه هو الذي اختاره ال صم وعوّلوا عل يه و هو با طل أي ضا لن ـه لو كا نت شيئا زائدا على‬ ‫الذات للزم عليه افتقار الذات إل ذلك الزائد‪ ،‬والذات العلية كاملة بنفسها غي مفتقرة إل غيها‪ ،‬ومن‬ ‫كان مفتقرا إل غيه فل يس بإله لن ـه عا جز ف نف سه متاج إل غيه‪ ،‬و من كان عاجزا ومتا جا إل‬ ‫غيه ف هو بعزل عن صفات الُلوه ية و عن الكمالت الذات ية‪ ،‬وأي ضا فلو كا نت صفات ذات ـه غ ي‬ ‫ذاتـه للزم عليه اما أن تكون مقارنة لذاتـه ف الوجود فيلزم تعدد القدماء وهو باطل قطعا‪ ،‬وإما أن‬ ‫تكون سابقة على ذاتـه ف الوجود فيلزم عليه حدوث الذات العلية وهو باطل أيضا‪ ،‬وإما أن تكون‬ ‫موجودة ب عد وجود الذات العل ية فيلزم عل يه أن يكون ال عزو جل ق بل حدوث ها غ ي مت صف ب ـهذه‬

‫الكمالت‪ ،‬فيكون غي قادر وغي عال إل آخرها وهو باطل قطعا‪ ،‬فثبت ما قلناه وبطل زعم الصم‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬يلزمك على هذا التقرير(‪ )189‬نفي الصفات الذاتية‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬ل يلزمنا ذلك لنا إنا ننفي الزيادة على الذات ل نفس الصفات‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬الزائد الذي نفيتموه هو ن فس ال صفات إذ ل ي صح أن تكون ال صفات ع ي الذات‪ ،‬فلو كان‬ ‫ذلك لا كان لتصاف الذات بالصفات معن لنـه من إتصاف الشيء بذاتـه فيكون معن قولنا ال‬ ‫قادر بعن قولنا ذاتـه ذاتـه‪ ،‬ول شك أن كل عاقل ينكر تساويهما‪.‬‬ ‫قلنـا‪ :‬ال صفات ع ي الذات ل ا ق ّدمْناه من البهان ول يلزم من ذلك ما ذكرتوه من ات صاف الش يء‬ ‫بذاتــه لن هذه الصـفات لاـ معان اعتباريـة‪ ،‬وللذات كمالت ذاتيـة ل يدل عليهـا نفـس لفـظ‬ ‫(الذات)‪ ،‬ول كل وا حد من تلك الكلمات مع ن اعتباري ي عب عن ـه بال صفة‪ ،‬فال صفات عبارة عن‬ ‫العا ن العتبار ية الدالة على الكمالت الذات ية‪ ،‬فب ـهذا العتبار ل ي كن قول نا ال قد ير بن ـزلة قول نا‬ ‫ذاتـه ذاتـه لا ف قولنا قدير من التعبـي عن العن العتباري الفيد للكمال الذات‪ ،‬حاصل ما ف‬ ‫القام أن ذاتـه تعال متصفة بالكمالت الذاتية قائمة مقام ذات وصفة أي غنية بنفسها عن غيها وال‬ ‫تعال أعلم‪.‬‬

‫‪ )(189‬ف (ب)‪ :‬التقدير‪ .‬بالدال‪.‬‬ ‫‪129‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وهــــو سميــــع ل‬

‫جلبـــا‬ ‫(‪()117‬فهو عليــــم ل بعلـــم ُ‬ ‫بسمــع ُركِّبـا)‬ ‫وهــــو قديـــر ل‬ ‫(‪()118‬وهو بصير ل بعــــين نظــرت‬ ‫بقــدرة عـرت)‬ ‫لنـهـــــا في الصـــل‬ ‫(‪()119‬وهكذا في سائــــر الصــفات‬ ‫عين الـذات)‬ ‫أي فإذا ث بت ب ا قررناه من البهان أن صفاتـه تعال الذات ية ع ي ذات ـه ل غي ها ك ما ز عم الغ ي‪،‬‬ ‫فنقول‪ :‬انـه تعال عليم بذاتـه ل بعلم هو غيه؛ أي ذاتـه عزوجل منكشفة لا العلومات انكشافا‬ ‫تاما غي متاجة ف ذلك النكشاف إل واسطة بـينـها وبـي العلوم كما زعم الغي‪ ،‬وأنـه تعال‬ ‫سيع بذاتـه ل بسمع ُمرَكّب فيه أو زائد عليه؛ أي ذاتـه تعال منكشفة لا السموعات إنكشافا تاما‬ ‫غي متاجة ف ذلك النكشاف إل واسطة بـينـها وبـي السموعات كما زعم الغي‪ ،‬وأنـه تعال‬ ‫بصي بذاتـه ل ببصر هو غيه أي ذاتـه تعال منكشفة لا البصرات انكشافا تاما غي متاجة ف ذلك‬ ‫النكشاف إل واسطة بـينـها وبـي البصرات كما زعم الغي‪ ،‬وأنـه تعال قدير بذاتـه ل بقدرة‬ ‫هـي غيه أي ذاتــه تعال منفعلة لاـ الشياء ايادا وانعدامـا غيـ متاجـة فـ ذلك التأثيـ إل واسـطة‬ ‫بـينـهما وبـي الؤثرات كما زعم الغي‪.‬‬ ‫وكذا القول ف سائر الصفات فنقول هو تعال مريد بذاتـه ل بإرادة هي غيه أي ذاتـه العلية كافية‬ ‫ف ترج يح أ حد طر ف الم كن على ال خر غ ي متا جة ف ذلك التأث ي الاص إل وا سطة ب ـينـهما‬ ‫وبـي الؤّثرَات كما زعم الغي‪ ،‬ونقول هو تعال حي بذاتـه ل بياة هي غيه أي ذاتـه العلية كافية‬ ‫للتصاف بـهذه الكمالت غي متاجة ف التصاف بـها إل واسطة هي غيها تسمى بالياة كما‬ ‫زعم الغي وال تعال أعلم‪.‬‬

‫‪130‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الفصـــل الرابــــع‬ ‫فـــي الرؤيـــــــة‬ ‫أي بــيان اسـتحالة رؤيـة الباري عزوجـل‪ ،‬والرؤيـة هـي اتصـال شعاع الدقـة بالرئي‪ ،‬وقـد جوز‬ ‫الشعريـة(‪ )190‬اتصـافه تعال بــها وقالوا بوقوع ذلك فـ الخرة للمؤمنيـ‪ ،‬وأكثـر السـلميي على‬ ‫استحالتـها عليه تعال ومن ذهب إل ذلك العتزلة والوارج(‪ )191‬وغيهم‪ ،‬واستحالتـها هو الق لا‬ ‫سـتعلمه مـن الدلة النقليـة والباهيـ العقليـة‪ ،‬وقـد تعلق الثبتون للرؤيـة فـ حقـه تعال بظواهـر آيات‬ ‫وبوضوع روايات ل حاجة لنا بذكرها هاهنا خوف الطالة فلنعد إل بـيان الباهي العقلية والنقلية‬ ‫فنقول‪:‬‬ ‫‪ )(190‬نسبة للمام أبـي السن علي بن اساعيل بن اسحاق الشعري الذي عاش ف نـهاية القرن الثالث الجري حيث ولد‬ ‫سنة ‪260‬هـ ف البصرة وتلقى مذهب العتزلة ف أول أمره حيث لزم الشيخ أبا علي البائي العتزل ول يفارقه لدة طويلة‬ ‫حت اشتـهر وناظر على مذهب العتزلة ‪ ..‬ث رجع عن مذهبـهم وتركه وأعلن لنفسه مذهبا مستقل لييل فيه للمعتزلة ول‬ ‫للحشوية الجسمة‪ ،‬وصنف كتبـه الت منـها؛ "البانة عن أصول الديانة ـ ط" و "مقالت السلميي ـ ط" و"اللمع ف‬ ‫الرد على أهل الزيغ والبدع ـ ط" و"رسالة أهل الثغر ـ ط" وغيها وكانت وفاتـه سنة ‪324‬هـ‪.‬‬ ‫واشتـهر من بعده فريق من العلماء ساروا على نفس الطريق وعرفوا بالشاعرة فكان من أبرزهم‪ :‬أبو الطيب الباقلن‬ ‫(ت ‪403‬هــ) وعبـد القاهـر البغدادي (ت ‪429‬هــ) وأبـو العال الوينـ (ت ‪478‬هــ) والغزال (ت ‪505‬هــ)‬ ‫والشهرستان (ت ‪548‬هـ) والفخر الرازي (ت ‪606‬هـ) والعضد اليي (ت ‪756‬هـ)‪.‬‬ ‫وينص مذهب الشاعرة على الت‪:‬‬ ‫‪1‬ـ ثبوت رؤية ال ف الدار الخرة‪2 .‬ـ أن القرآن قدي ليس بخلوق‪3 .‬ـ أن مرتكب الكبـية غي ملد ف النار‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ أن صفات ال معان قائ مة زائة على الذات ل هي هو ول هي غيه‪ 5 .‬ـ أن الشفا عة حق للع صاة‪ 6 .‬ـ جواز‬ ‫خلف الوعيد‪7 .‬ـ الصراط جسر على مت جهنم‪8 .‬ـ أن اليزان حسي يوزن بـه العمال يوم القيامة‪.‬‬ ‫للتو سع حول الف كر الشعري ان ظر ["الفرق ب ـي الفرق" للبغدادي ص ‪ 312‬ـ ‪ 366‬ـ"مذا هب ال سلميي" د‪.‬‬ ‫عبدالرحن بدوي ‪ 1/487‬ـ ‪ 568‬ـ "تاريخ الذاهب السلمية" لبـي زهرة ‪ 151‬ـ ‪ 163‬ـ "العلم" للزركلي‬ ‫‪ 4/263‬ـ "ف علم الكلم" د‪.‬أحد ممود صبحي؛ حيث خصص الزء الثان للشاعرة]‪.‬‬ ‫‪ )(191‬الوارج هم الذ ين ي ستحلون دماء وأموال مالفي هم ولذا ق صرهم الباض ية على ثلث فرق بارزة ف القد ي ات صفت‬ ‫بـهذه الصفات هي (الزارقة) أتباع نافع بن الزرق و(النجدات) أتباع ندة بن عامر و(الصفرية) أتباع زياد بن الصفر‪،‬‬ ‫أما أتباع الذاهب الخرى فعدوا الباضية من جلتـهم وهو أمر يأباه أتباع هذه الفرقة لوجود البون الشاسع بـي مبادئ‬ ‫هذه الفرقة وفرق الوارج‪ ،‬أما أن يعد الوارج هم الذين خرجوا عن المام علي فهذه مازفة ليست بالينة إذ يلزم عليها عد‬ ‫معاوية خارجيا هو الخر كيف ل وهو الارج بنده على المام علي وقاتله ف موقعة صفي‪ ،‬بل يتفاقم المر إل حد أن‬ ‫يعتب طلحة والزبـي والسيدة عائشة خوارج هم أيضا على هذا القياس لربـهم له ف معركة المل‪ ،‬وعلى هذا كان ل بد‬ ‫من ح صر هذه اللف ظة على الطوائف الثلث الشهية و هي (الزار قة والنجدات وال صفرية) ب سبب ا ستحللم لموال ودماء‬ ‫مالفيهم ونظرتـهم لخالفيهم بأنـهم مشركون‪ .‬وبـيان تليل الباضية لذه القضية ف كتاب العلمة الكبـي علي يي‬ ‫معمر "الباضية بـي الفرق السلمية" فقد فصل ف هذا الكتاب با يشفي الغليل‪.‬‬ ‫‪131‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫دنيـــــا وأخرى‬

‫(‪()120‬ورؤية البـــــاري من المحـــــال‬ ‫احكم بكل حال)‬ ‫والكيـــــف والتبعيـض‬ ‫(‪()121‬لن من لزمهـــــا التـمــــيُّزا‬ ‫والتـحيزا)‬ ‫فهـذه ومـــــا أتى بـه‬ ‫(‪()122‬في جهة تقـــــابل الـــذي نظر‬ ‫الســـور)‬ ‫ولــــن تراني‬ ‫(‪()123‬من قول ل تدركه البصـــــار‬ ‫فانتفـــــى البصــار)‬ ‫زوال مـــا بـه اللـــــه‬ ‫(‪()124‬لنـها مـــدح لـــــه ول يصـح‬ ‫ممتـــدح)‬ ‫عــــــّزِه‬ ‫(‪()125‬لو جاز أن يزول مدحـــــه لزم‬ ‫تبــديـــل ِ‬ ‫بِذ ُ ٍّ‬ ‫لو ُ‬ ‫شتـــــم)‬ ‫أي رؤية الباري تعال من الشياء الت ل يتصور ف العقل صحة وجودها‪ ،‬لن العقل ييل ذلك‪ ،‬وذلك‬ ‫ان من لوازم الرؤية ومن شرائطها أن يكون الرئي متميزا ـ أي متشخصا ـ والرب تعال يستحيل‬ ‫عليه التشخص‪ ،‬ومن لوازمها أيضا أن يكون الرئي متكيفا ـ أي ذا كيف؛ أي لون ـ وذلك على‬ ‫ضا ـ أي ذا أبعاض؛ أي أجزاء ـ لن النظر اما‬ ‫متَبَع ِّ َ‬ ‫ال مال‪ ،‬ومن لوازمها أيضا أن يكون الرئي ُ‬ ‫أن ييط ب ـه كلّه و ُكلّ ُمحَا طٍ ب ـه متب عض ضرورةً‪ ،‬وإ ما أن يُ ْدرَك بع ضه فظ هر فيه التبعيض حيث‬ ‫أدرك الب عض من ـه‪ ،‬وذلك ف ح قه تعال مال‪ ،‬و من لوازم ها أي ضا أن يكون الرئي متحيِّزا ً فـي‬ ‫جهـة من الهات ـ أي حالّ في ها دون غي ها ـ والتحيز ف ح قه تعال مال وكذا يستحيل عليه‬ ‫الكان أيضا(‪ ،)192‬ومن لوازمها أيضا أن تكون الهة الت فيها الرئي مقابلة للَّرائي لن الناظر‬ ‫‪ )(192‬وقد اختلف الثبتون للرؤية ف هذه القضية فذهب الشاعرة ومن وافقهم إل اثبات الرؤية ونفوا استلزام الهة والكان‬ ‫لا وييب عن هذا العلمة النذري ف "جواب السائل اليان" ص(‪ 95‬ـ ‪ )96‬فيقول‪:‬‬ ‫"ث ما قيل ف نفي النياز والتحديد عن الرؤية من أنـه يرى ل ف مكان ول على جهة وثبوت مسافة بـي الرائي وذاتـه‬ ‫تعال‪ ،‬فهذه عقيدة بديهية السفسطة‪ ،‬إذ أقل ما يدحضها أن يُرى ف موضع الرائي له من بقاع الحشر‪ ،‬أو فضاوات النان‪،‬‬ ‫أو داخل القصور والوال‪ ،‬وكلها مفيد للتحيز والتحديد أو السافة والتباين أو الماسات وجل تعال عن ذلك‪..‬‬ ‫ومع ذلك إن أريد بـه خروجه عن المكنة حال رؤيتـه كما هو التبادر من وقوع النكرة ف سياق النفي من عموم أجناسه‬ ‫خروجا من النفي عنـه‪ ،‬فهو مع كونـه مال ف حقه تعال نوع تديد‪ ،‬إذ ما يلزم على ذلك التقدير أن خروج الوجود‬ ‫عن شيء ووجوده ف غيه فهو إبطال للوجود ف الول‪ ،‬وثبوتـه ف الثان‪ ،‬وهو نوع تويل وتديد غي لئق بـه تعال‪.‬‬ ‫وإن أريد أنـه يُرى ل ف مكان واحد بل ف جيع المكنة وجيع الهات فقد أحاطت بـه الهات والمكنة وتزأ هو لا‪،‬‬ ‫إذ ل بد من اختصاص كل من أبعاضه جهة ومكانا وتعال ال عن ذلك‪ ،‬ث نفي السافة إثبات لللصاق واللتزاق ول تقق‬ ‫معه للرؤية ‪..‬‬ ‫‪132‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ل يرى إل مـا يقابله وذلك فـ حقـه تعال مال‪ ،‬فاسـتحالة الرؤيـة فـ حقـه تعال لسـتحالة لوازمهـا‬ ‫وشرائطها(‪)193‬؛ فهذه الباهي العقلية‪.‬‬ ‫وأ ما ما أ تى ب ـه ال سور من الباه ي النقل يه فأشياء من ـها قوله تعال‪ :‬ل تدركـه البصـار‬ ‫وهـو يدرك البصـار‪ ..‬ال يه النعام ‪ ، 103 :‬فن في عز و جل إدراك الب صار لذات ـه(‪ )194‬وامتدح‬ ‫بذلك‪ ،‬فنفي الدراك مدح له تعال لذه اليه‪ ،‬وما كان مدحا له تعال فل يصح زواله عنـه واتصافه‬ ‫وأجاب الثبـت بأنــه تعال قادر على خرق العوائد‪ ،‬قال النافـ‪ :‬أمـا كونــه تعال قادرا على ذلك فممـا ل شـك فيـه ول‬ ‫نـزاع‪ ،‬وأما القول بالتعيي ف غي العيّن كما هنا فمن الشهادة على الغيب وما كنا للغيب حافظي [يوسف ‪]81 :‬‬ ‫والقول بالتعي ي بناء على ما سلف من الظوا هر مجوج ب ا سبق من التآو يل ال صحيحة النحّاة عن التورط ف الهلك ول‬ ‫المد"‪ .‬ا‪.‬هـ‬ ‫ومعلوم أن الشاعرة منكرون للجهة والفوقية السية! وإلزامهم أن الرؤية ل تكون إل لا كان ف جهة يسقط استدللم ولذا‬ ‫تد ابن القيم الوزية يشنع على فكرة الشاعرة هذه ‪ -‬بكلم قبـيح ل يليق بالعلماء ‪ -‬كما ف "متصر الصواعق الرسلة"‬ ‫ص(‪ )172‬فيقول‪" :‬فل يتمع القرار بالرؤية وإنكار الفوقية والباينة‪ ،‬ولذا فإن الهمية الغل تنكر علوه على خلقه‪ ،‬ورؤية‬ ‫الؤمني له ف الخرة‪ ،‬ومانيثهم يقرون بالرؤية وينكرون العلو‪ ،‬وقد ضحك جهور العقلء من القائلي بأن الرؤية تصل من‬ ‫غي مواجهة الرئي ومباينتـه‪ ،‬وهذا رد لا هو مركوز ف الفطر والعقول"‪ .‬ا‪.‬هـ على أن ابن القيم وشيخه من يثبت الرؤية‬ ‫مع لوازمها العهودة من وقوع الرئي ف جهة ومكان ومقابلة وغيها وهذا متفرع من اعتقاد السمية ل تعال عندهم وال‬ ‫الستعان‪.‬‬ ‫‪ )(193‬وا ستدللم بأن هذه الشرائط لي ست لز مة لكون القيا مة م ل خرق العادات‪ ،‬ل ي تم وعن ـه يقول العل مة النذري ـ‬ ‫أحد علماء الباضية ـ ف كتابـه "جواب السائل اليان" ص(‪" :)72‬فنعم دون تول صفات ذاتـه تعال عما هي‪ ،‬فل‬ ‫يسمى ذلك خرقا بل نقصا وتليفا لا وعد وأوعد‪ ،‬إذ أكدها على نفسه مطلقا‪ ،‬وفهمت منـها أزليتـه معها أبدا ف عال‬ ‫الد ن والع قب‪ ،‬ك ما أن ـه ل يزل فيه ما حكي ما عزيزا قادرا سيعا ب صيا عادل ونو ها‪ ،‬فكذا تعززه عن إدراك الب صر‪،‬‬ ‫وتنـزهه عن الظلم والنقائص‪ ،‬كما أتى بـها نص الكتاب بحكم آيه‪ ،‬إل أن تأتينا بحكم ينقضه فنعم‪ ،‬ول تأتون بـه إل‬ ‫بسلطان"ا‪.‬هـ وقال ص(‪ )99‬أيضا‪" :‬لكنـه يستلزم العطاء فيما ل يتقدم فيه البهان من علم الغيب‪ ،‬إذ ل بد من تعينـه‬ ‫ببهان … فيلزم من خرق العادة إبطال الكمة وتغيي الكتاب والسنة‪ ،‬ولزوم ما ل يتعي لزومه ببهان الحجة‪ ،‬وذلك من‬ ‫التعاطي بالغيبات‪ ،‬وليس من شأننا إل ببهان فأقمه لنا على ما عينتـه نتبع‪ ،‬إذ وعدنا ال أن نتبع برهان الكتاب والسنة‪،‬‬ ‫والكم با ظ هر من ـهما ل ب ا غاب‪ ،‬وما عل يه ال سفسطة‪ ،‬وما ذلك إل إلزام ما ل يلزم‪ ،‬قل با للحجة ما ل ي كن له بال ق‬ ‫مناط"‪ .‬ا‪.‬هـ ودعوى أن هذا النظر الذي يلزم له هذه الشياء ف الشواهد أما ف الغائب فل‪ ،‬باطلة أيضا لن ال تعال تعبدنا‬ ‫ب ا نف هم ول نع قل من الرؤ ية إل ما كان ب ـهذه الطرق و من قال بغ ي ذلك يلز مه الدل يل‪ ،‬وقول م‪" :‬بل ك يف" ل طائل‬ ‫ورائها‪ ،‬وحسبك أن هذه العبارة ل يأت بـها نص بل هي من عند القائلي بالرؤية‪ ،‬والنسان ل يؤمن بشيء يصادم العقول‬ ‫فيما جاءت فيه الدلة متضاربة على هذه القاعدة‪ ،‬نعم فيما كانت الدلة القطعية غي قابلة للتأويل ول تضارب بـينـها ف‬ ‫م سائل ل يدرك الع قل كن ـهها فهناك ي صح أن يقال هذا أ ما أن يزج ب ـها ف كل ش يء وفي ما كان الدل يل له صوارف‬ ‫تصرفه فل يصح إثباتـه بـهذه القاعدة ولو جاز الخذ بـها مطلقا لقال من شاء ما شاء‪.‬‬ ‫‪133‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫بضده‪ ،‬لن ما كان سببا للمدح ف هو كمال وضده ن قص‪ ،‬ول ي صح أن يزول ش يئ من الكمالت‬ ‫الل يه‪ ،‬ول أن يت صف الله ب شئ من اضداد ها النق صانيه فلو جاز أن يزول ما كان سببا لد حه تعال‬ ‫للزم عل يه جواز تبد يل عزه تعال بالذل وحده تعال بالش تم‪ ،‬وهذا مال ف حق صفاتـه تعال‪ ،‬فكذا‬ ‫التصاف بالرؤية ف وقت من الوقات او من شخص من الشخاص مال قطعا‪ ،‬لا يلزم عليه من تبديل‬ ‫مُوجِب الدح‪ ،‬وجواز التصاف بو جب الذم‪ ،‬ف صح ا ستدللنا باليه وسقط اعتراضات الصم علينا‬ ‫بحتملت وهية توهوا أنـها التحقيق ف معن الية‪ ،‬حت افتخر بعض متأخريهم بذلك فرحا با لديه‬ ‫ولو انطلت هذه القاعدة لقيل بأن الناس يرون علمه تعال وقدرتـه وإرادتـه وحياتـه وسائر صفاتـه العلية‪ ،‬وكل ذلك‬ ‫موجود وكل موجود يصح أن يرى ف قولكم وأنـها ترى بل كيف …ال وهذا ظاهر الفساد‪.‬‬ ‫وأما تعلقهم بأن كل موجود يصح أن يرى فهو باطل أيضا لن الوجودات خالق وملوق وقياس الالق على الخلوق ف هذا‬ ‫ظا هر الف ساد‪ ،‬وكان الول أن يعلوا قاعدت ـهم‪ :‬كل ملوق ي صح أن يرى‪ .‬وعل يه فل ينطلي على البارئ‪ .‬وقياس الغائب‬ ‫على الشاهد باطل عاطل ولبن الوزي كلم جيد ف هذا الباب ف كتابـه "صيد الاطر" ف الفصل رقم [‪ ]237‬ص(‬ ‫‪ 326‬وما بعدها)‪.‬‬ ‫ثـ تعلقوا بأشياء منــها أنــهم قالوا إن ال يلق للنسـان حاسـة سـادسة يرى بــها‪ ،‬وياب بأن ذلك لو سـلم فلمـا ل‬ ‫يوجد ها ال لو سى عل يه ال سلم كمعجزة له مع مقا مه الرف يع‪ ،‬فإن ق يل إن ذلك من حالت يوم القيا مة فالواب أن خرق‬ ‫العوائد بـيد ال ل تده الزمنة ولذلك لا سئل ابراهيم ربـه أن يريه كيف يي الوتى ل يرد عليه بالنفي لنـه من أعمال‬ ‫يوم القيا مة‪ ،‬بل كان الواب ك ما تعلم‪ ،‬و من الادثت ي تتب ـي أن طلب الرؤ ية ل يوز بال و سؤال ابراه يم جائز لتحق قه‬ ‫وكلها من خرق العوائد ومن أعمال يوم القيامة‪.‬‬ ‫ومن كلم العلمة النذري العمان ف كتابـه "جواب السائل" ص(‪ )100‬ما مفاده أن توقعهم قلب آلة الدراك‪ ،‬كي تقدر‬ ‫على الرؤية ليس بشيء‪ ،‬لن اللة بعد قلبـها تكون آلة حا سّة فتقتضي مسوسا لا‪ ،‬وهو نفس الرجوع إل ما سبق فتبقى‬ ‫شروط القابلة والهة‪.‬‬ ‫وأما اعتلل البعض بأن كون موسى عليه السلم يسأل أمرا ل يوز ل يتناسب مع مقامه وعلمه‪ ،‬وهل العتزلة ومن وافقهم‬ ‫أعرف من موسى بربـهم؟‪ .‬فهو ل يدي فتيل لن القائلي بإمتناع الرؤية قالوا إن موسى عليه السلم ل يسأل الرؤية لنفسه‬ ‫بل سألا لقومه الذين ألوا عليه حت صرحوا له أنـهم لن يؤمنوا له حت يريهم ربـهم وقد جاء ف القرآن ذلك ف أمثال‬ ‫قوله تعال‪ :‬فقد سألوا موسى أكب من ذلك فقالوا أرنا ال جهرة فأخذتـهم الصاعقة بظلمهم [النساء ‪ ]153 :‬وأما‬ ‫قولم‪ :‬أنـه لو سألا لم لقال‪ :‬رب أرهم ينظرون إليك‪ .‬فالواب أن نفيها عنـه يدل بطريق الول أنـهم كذلك‪ ،‬وهي‬ ‫أبلغ وأق طع لطلبت ـهم‪ ،‬ومفاد ها أن امتناع ها عن نب ـي مر سل يلزم امتناع ها عن كم أي ضا‪ ،‬ولذا أخذت ـهم ال صاعقة!! ول‬ ‫تأخذه معهم كما ف الية التقدمة‪ ،‬مع أن الطلب من موسى! عليه السلم ما يدلك أنـه سألا لقومه‪.‬‬ ‫وتليل القائلي بثبوت الرؤية لسؤال موسى وقولم إنـه جهل وقتـها!!‪ .‬كلم فج ولذا يقول العلمة النذري ف "جواب‬ ‫ال سائل" ص(‪" :)52‬وكفاك قولم جهل وقت ـها‪ ،‬ومن جاز عل يه الهل ف البعض جاز ف سائره"‪ .‬ا‪.‬هـ فدل على أن‬ ‫النسب ف حق النبوة أن يقال أنـه سألا لقومه ل له‪ .‬مع أنـهم يشنعون على العتزلة ف هذا الباب ث يقعون فيه إذا قالوا‬ ‫بهله بوقتـها!‪ .‬ما هذا!‬ ‫‪134‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫فقال‪:‬‬ ‫لقالم معنً لا ما ألطفـــه‬ ‫كابن الطيب إمام أهل العرفة‬

‫ل تدرك البصار أكب حجـة‬ ‫يدريه من خب العلوم وراضها‬

‫ــ وأراد بابـن الطيـب الفخـر الرازي(‪ )195‬ــ‪ ،‬ومنــها قوله تعال لكليمـه عليـه السـلم‪ :‬لن‬ ‫تراني‪ ..‬الية (‪)196‬العراف ‪ 143 :‬حي قال له‪ :‬ربـي أرني أنظر اليك فلو كانت الرؤية‬ ‫جائزة ف حقه تعال لا علقها بالستحيل ف جوابـه لكليمه عليه السلم‪ ،‬وذلك قوله تعال‪ :‬ولكن‬ ‫انظر إلى الجبل فإن استقر مكانـه فسوف تراني العراف ‪ 143 :‬فعلق الرؤية‬ ‫على ا ستقرار ال بل‪ ،‬وا ستقرار ال بل ف عل مه تعال مال‪ ،‬والعلق على الحال مال مثله‪ ،‬أل ترى أن‬

‫[للتوسع ف مسألة إعتقاد الباضية لعدم الرؤية يرجى مراجعة الكتب التالية‪" :‬جواب السائل اليان" للعلمة النذري و"الق‬ ‫الدامغ" للشيخ أحد الليلي و"معال الدين" للعلمة الثمين و"مشارق أنوار العقول" للسالي]‪.‬‬ ‫‪ )(194‬وتأو يل الدراك بالحا طة ل ي صح الب تة‪ ،‬ودو نك قوله تعال‪ :‬ح ت إذا ادّاركوا في ها جي عا [العراف ‪ ]38 :‬أي‬ ‫تلحقوا ول يعقل أحاط بعضهم ببعض أو تاوطوا ومشتقاتـه‪ ،‬بل أهل اللغة الذين إليهم الرجع ف هذه العضلت متفقي‬ ‫على تفسي الدراك باللحاق وما يقاربـه ول يقل أحد بأنـه يفيد الحاطة ودونك كتب اللغة فراجعها ليتبـي لك خطأ‬ ‫من قال بأن الدراك الحاطة‪ ،‬ومعلوم أن الفرد إذا قال‪ :‬أدركت حياة فلن‪ .‬ل يعن أنـه أحاط بـها من أولا إل آخرها‪،‬‬ ‫بل يكن أنـه لقيه سنة أو حت شهرا‪ .‬وإذا قيل أدرك السهم الصيد ل يعن أنـه أحاط بـه‪.‬‬ ‫قال صاحب "متار الصحاح" ص(‪ )203‬دار ابن كثي ـ بـيوت‪" :‬درك‪ :‬الدراك اللحوق‪ .‬قلت‪ :‬صوابـه اللحاق يقال‬ ‫م شى ح ت أدر كه وعاش ح ت أدرك زمان ـه‪ ،‬وأدر كه بب صره أي رآه!! ‪ ..‬وتدارك القوم تلحقوا أي ل ق آخر هم أول م‬ ‫‪..‬ال"‪.‬‬ ‫‪ )(195‬المام أبو عبدال ممد بن عمر بن السن بن السي التيمي البكري الطبي الصل والرازي نسبة إل مدينة الري الت‬ ‫ولد ب ـها عام ‪544‬ه ـ ‪ ،‬اشت ـهر بل قب "ا بن خط يب الري" وأحيا نا تت صر إل "ا بن الط يب"‪ ،‬من ت صانيفه‪" :‬التف سي‬ ‫الكبـي أو مفاتيح الغيب ـ ط" و "الحصول ف أصول الفقه ـ ط" و "أساس التقديس" وغي ذلك وكانت وفاتـه سنة‬ ‫‪ 606‬بدينة هراة‪"( .‬ميزان العتدال" للذهبـي ‪ 3/340‬ـ "طبقات الشافعية" لبن السبكي ‪ 8/81‬ـ "لسان اليزان" لبن‬ ‫حجر ‪ 4/426‬ـ "العلم" للزركلي ‪.)6/313‬‬ ‫‪ )(196‬ولن تفيد التأبـيد عند كثي من أهل اللغة حيث هي مركبة من (ل) النافية و(إن) الؤكدة‪ ،‬ومن ذلك قوله تعال‪ :‬لن‬ ‫يلقوا ذبا با [ال ج ‪ ]73 :‬وقوله تعال‪ :‬فلن أكون ظهيا للمجرم ي [الق صص ‪ ]17 :‬وقوله تعال‪ :‬فلن يلف ال‬ ‫عهده [البقرة ‪ ]80 :‬ف في اليات الذكورة ل ي صح ح ل الن في بلن إل على التأب ـيد فالنقطاع فيه ما فا سد‪ ،‬و سلب‬ ‫التأبـيد منـها هو خلف الصل كما ف قوله تعال‪ :‬ولن يتمنوه أبدا [البقرة ‪ ]95 :‬وف هذا يقول العلمة النذري ف‬ ‫"جواب السائل اليان" ص(‪" :)57‬قال ف الدرر‪ :‬قلنا عدم استفادة التأبـيد ف الية من خارج ونن ل ننكر تلفه لدليل‬ ‫بل تأكيدها هو الظاهر أتى بـه الذوق والستعمال"‪.‬ا‪.‬هـ‬ ‫‪135‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أحدنا يقول‪ :‬آتيك اذا شاب الغراب ـ أي ابـيض شعره ـ وابـيضاض شعر الغراب مال فالتيان‬ ‫مال مثله لتعلقه بـه‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬استقرار البل مكن ف نفسه‪ ،‬والعلق بالمكن مكن مثله‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬إمكانـه ف نفسه إنا هو بسب جهلنا بقائق الشياء أما عند من َعلِ مَ القائق فاستقراره مال‪،‬‬ ‫فظ هر أن ال ستقرار ل يس بم كن ف نف سه‪ ،‬وإن ا كان إمكان ـه بالن ظر إل عدم إطّلعِنَا على القائق‪،‬‬ ‫والرب تعال عال بـها وبعدم استقرار البل‪ ،‬وعلق وقوع الرؤية عليه فصح ما قلناه والمد ل‪.‬‬ ‫فاحكـــــــم له‬ ‫(‪()126‬ومن يدن بـها بكفـر النعـــــــم‬ ‫سم)‬ ‫ج ِّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫والشرك إ ْ‬ ‫أو وجهه كوجـــــــه‬ ‫(‪()127‬كأن يقول يده مثـل يــــــــدي‬ ‫بعض العبد)‬

‫‪136‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أي واحكم على من قال بواز الرؤية(‪ )197‬ف حقه تعال وعلى من قال بوقوعها ف الخرة بكفر النعمة‬ ‫ـ و هو النفاق ـ فإن موز ذلك والقائل ب ـه ل شك أن ـه فاسق لخالفت ـه الع قل والنقل‪ ،‬فق ضى‬ ‫الشرع بفسق من خالفه؛ هذا إذا ل يقل بتجسيم الباري أما إذا قال‪ :‬إنـه يُرى على كثيب‪ ،‬أو جالسا‬ ‫على كرسي‪ ،‬أو له صورة كصورة النسان‪ ،‬أو على صورة أحد من خلقه‪ ،‬أو له وجه كأوجهنا‪ ،‬أو يد‬ ‫كأيدي نا او ن و ذلك فهذا مشرك‪ ،‬وكذا من قال‪ :‬ان ـه يُرى ف الدن يا مشرك أي ضا لكابرت ـه الع قل‬ ‫‪ )(197‬والباضية من ينكرون الرؤية وبسط رأيهم ف السألة ف كتاب الشيخ أحد بن حد الليلي "الق الدامغ" وهو مطبوع‬ ‫ومتداول وفيه من الرد على أدلة القائلي بالرؤية ما يشفي الغليل‪ ،‬بل ما ل تده مموعا ف كتاب آخر‪ ،‬وأما الحاديث الت‬ ‫تعلق بـها القائلون بالرؤية ففيها ما هو ضعيف وما هو موضوع وما هومعلل بعلة أوشاذ برة كقوله ‪» :‬ث يأتيهم ف غي‬ ‫الصورة الت عليها فيقولوا ما أنت ربنا …الديث« الذي مفاده أن ال يتشكل من صورة إل صورة تعال ال عن ذلك وفيه‬ ‫علل قاد حة تنب ـه ل ا ح ت من غ ي الباض ية ـ ان ظر تعليقات ال سيد ح سن بن علي ال سقاف الشاف عي على "د فع شب ـه‬ ‫التشبــيه" لبـن الوزي ص(‪ )157‬حيـث قال‪ :‬وهذا الد يث شاذ عند نا برة‪ ،‬لن فيـه اشكالت تعارض القرآن وال سنة‬ ‫ال صحيحة التواترة والشهورة وغي ها والقوا عد الثاب تة ف الكتاب وال سنة‪ ،‬و قد ذكرت له ستة ع شر إشكال ‪..‬ال ـ و قد‬ ‫أخرج الديث الذكور البخاري ومسلم ف "صحيحيهما"‪.‬‬ ‫كما أن بعض روايات الرؤية ف سندها ـ عند البخاري ومسلم فضل عن غيها ـ (حاد بن سلمة) وهو خفيف الضبط‪،‬‬ ‫وله أوهام كما ف "ميزان الذهبـي" (‪ )1/590‬بل فيه ( ‪ )1/593‬ما نصه‪" :‬الدولبـي حدثنا ممد بن شجاع الثلجي‪،‬‬ ‫حدثن ابراهيم بن عبدالرحن بن مهدي‪ ،‬قال‪ :‬كان حاد بن سلمة ل يعرف بـهذه الحاديث يعن الت ف الصفات‪ ،‬حت‬ ‫خرج مرة إل عبّادان‪ ،‬فجاء و هو يروي ها‪ ،‬فل أح سب إل أن شيطا نا خرج إل يه من الب حر فألقا ها إل يه"‪ .‬فمثله ل ي ستنام إل‬ ‫روايتـه‪.‬‬ ‫وف بعض روايات الرؤية عند الشيخي فضل عمن سواها بعض الدلسي أمثال بقية بن الوليد والوليد بن مسلم وها من‬ ‫الشهرة بكان بيث ل يتاج إل نقل ما قيل فيهما‪ ،‬غي أن ما ينبغي التنبـيه له أن الافظ ابن حجر تراه ف مقدمة "فتح‬ ‫الباري" ياول بشكل غريب أن يرفع عنـهما التـهم أثناء رده على كلم الافظ الدارقطن الذي ينص على رواية البخاري‬ ‫ومسلم عن طائفة من الضعفاء والدلسي بن فيهما الذكورين هنا مع أن ابن حجر نفسه ينص ف بقية كتبـه على ما فيهما‬ ‫من مساوئ وهذا من تعصبـه لصحيح البخاري الذي اشتـهر بـه عند الحدثي فال الستعان‪.‬‬ ‫أما ف كتاب "التصديق بالنظر" للجري الذي هو قسم من كتابـه "الشريعة" وقد طبعه بعضهم مستقل فأكثره من رواية‬ ‫أبوب كر عبدال بن أب ـي داود الذي يقول عن ـه والده الا فظ أبوداود ال سجستان‪" :‬اب ن عبدال كذاب"‪ .‬ك ما ف "ل سان‬ ‫اليزان" لبن حجر (‪ )3/348‬وشهادتـه ف ابنـه تكفي من أراد ال له الداية‪.‬‬ ‫وكتاب "الرؤية" للدارقطن من رواية أبوطالب العشاري الغفل وابن كادش العكباوي الوضاع وكلها ل يؤمنان على سنة‬ ‫النبـي فالكتاب الذكور ل يعول عليه أهل النقد‪.‬‬ ‫وأما الرواية ـ ف صحيح مسلم [‪ ]297/181‬ـ الت جاء فيها تفسي الزيادة بالرؤية وفيها‪ …» :‬فيقولون‪ :‬ما هو؟ أل‬ ‫يب ـيض وجوهنا ويدخل نا ال نة وير نا من النار؟‪ .‬فيك شف ال عن ـهم الجاب فينظرون إل ال‪ ،‬فما أعطا هم شيئا أ حب‬ ‫إليهم من النظر إل وجهه‪ ،‬وهي الزيادة«‪ .‬فهي معلولة أيضا وقد تكفل بالرد عليها الحدث القنوبـي ف كتابـه "السيف‬ ‫‪137‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫والنقـل بل شبــهة يتمسـك بــها‪ ،‬وإناـ ل نُشرّك مـن قال بأنــه يرى فـ الخرة لتأوله الكتاب‪،‬‬ ‫والتأول اذا ل يوافق الق ف تأويله فليس بشرك لكنـه منافق وال سبحانـه وتعال أعلم‪.‬‬ ‫خاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬ ‫ال َ‬ ‫في تفسيرِ ألفاظ تعلقت بـها المشبـهة من‬ ‫ب الله ع َّ‬ ‫زوجل‬ ‫كتا ِ‬ ‫وعينـه أي‬ ‫(‪()128‬فوجهـــه أي ذاتـه في قولـــه‬ ‫حفظـــــــه لفعلــــه)‬ ‫تعل قت الشب ـهة ف تقر ير تشب ـيههم بآيات من القرآن العظ يم‪ ،‬وذلك أن ـهم أثبتوا له تعال وجها‬ ‫وعينا ويدا إل غي ذلك من صفات خل قه تعال عن ذلك‪ ،‬واستدلوا ف اثبا تِ الوجه بقوله تعال‪:‬‬ ‫ل والِكرام الرحنـ ‪ 27 :‬كـل شيءٍ هَال ِـ ٌ‬ ‫ه رب َـ‬ ‫ك إل‬ ‫ويبقـى وج ُـ‬ ‫ك ذو الجل ِ‬ ‫وجهَه القصص ‪. 88 :‬‬ ‫قلنا‪ :‬يأت الوجه ف اللغة على معا ٍن منـها الارحة الحدودة‪ ،‬وتفسي الوجه ف حقه تعال بـها مال‬ ‫للزو مه التشب ـيه ال صرح بنف يه قوله تعال‪ :‬ليـس كَمثله شيـء الشورى ‪ 11 :‬مع ما تقدم من‬ ‫البهان العقلي‪ ،‬فوجب تفسير الوجه بغير الجارحة ف حقه تعال‪ ،‬فقلنا معن الوجه‬ ‫ف اليات إنا هو بعن الذات فقوله تعال‪ :‬ويبقى وجه ربك أي ذات ربك‪ ،‬وقوله تعال‪:‬‬ ‫كل شيء هالك إل وجهه أي ذاتـه وكذا ف نظائرها من اليات‪.‬‬ ‫الاد" ص(‪ 148‬ـ ‪ )167‬ونقل كلمه هنا يطول فليجع إليه من شاء بل فيه من التوسعة أنـه تعرض بالنقض لدعوى من‬ ‫زعم أن لا شواهد وبـي ما ف ذلك من هفوات‪.‬‬ ‫كما أن له كتاب خاص يبحث فيه الحاديث الواردة ف الرؤية وبـيان ما فيها من علل على طريقة الحدثي سيصدر قريبا‬ ‫بإذن ال ما يدلك أن الروايات ف الرؤية ليست ثابتة‪.‬‬ ‫ول يُحتج هنا بأن روايات الرؤية جاءت ف الصحيحي لن كون الرواية أتت ف الصحيحي أو أحدها ل يعن صحتـها‬ ‫على الطلق بل الذي أطلق وصف الصحة عليهما إنا أراد الغالب ل العموم وإل فهناك ما يزيد على مائة عال ـ من غي‬ ‫الباضية ـ وأكثرهم من أتباع! وأئمة! الذاهب الربعة وفيهم أيضا ابن تيمية وابن القيم وابن حزم والشوكان وأمثالم قد‬ ‫ضعفوا بعض الروايات ف الصحيحي كما نص على ذلك العلمة الحدث القنوبـي ف كتابـه "السيف الاد" ص(‪)181‬‬ ‫وف ذلك يقول‪" :‬هذا وقد وجدنا أكثر من مائة عال من أصحاب الذاهب الربعة وغيهم ضعفوا بعض أحاديث الشيخي‪،‬‬ ‫أو أنـهم قالوا بوجود بعض الحاديث الضعيفة أو الوضوعة فيهما‪ ،‬ولول خوف الطالة لذكرتـهم مع بعض الحاديث‬ ‫ال ت ضعفو ها‪ ،‬و سأفرد ذلك بر سالة خا صة بإذن ال تعال"‪ .‬ومفاده أن الش يخ و قف على كلم هم ون صوصهم ف ذلك‪ ،‬ث‬ ‫سرد قائمة بأسائهم تراها ف الوضع الذكور‪.‬‬ ‫ث فصل كلمهم ونقل النصوص الصرية الت تدل على ذلك ف مطلع الزء الثالث من كتابـه القيم (الطوفان) وقد صرح‬ ‫من العا صرين أمثال الحدث الغماري الال كي ب ثل ذلك ف كتاب ـه "الغ ي على الحاد يث الوضو عة ف الا مع ال صغي" و‬ ‫اللبان ف "إرواء الغليل" وغيهم ونقل بعض كلمهما الحدث القنوبـي العمان ف كتبـه النفة الذكر‪ ،‬وال الوفق‪.‬‬ ‫‪138‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫اثباتـ العيـ له تعال بقوله تعال‪ :‬ولتصــنع على عينــي‬ ‫ِ‬ ‫وتعلقوا فـ‬

‫طـه ‪39 :‬‬

‫تجري‬

‫لفْظ‪ ،‬فقوله تعال‪ :‬ولتصنع على عيني‬ ‫بأعيننا القمر ‪ . 14 :‬قلنا‪ :‬معن العي ف اليتي ا ِ‬ ‫نـ تكون العيـن هنـا‬ ‫أي على حف ظي‪ ،‬و تجري بأعيننـا أي بفظ نا‪ ،‬ول يصـح أ ْ‬ ‫بمعنى الجارحة الباصرة لا تقدم من البهان العقلي والنقلي‪ ،‬ولن اليات ل يكن حل معناها‬ ‫على العي الت هي بعن الباصرة‪ ،‬فإن ـه ل يشك عاقل ف أنـه ليس الراد أن موسى عليه السلم‬ ‫م صنوع على الع ي البا صِرة (أي فوق ها!!) ول أن ال سفينة تري بالع ي البا صرة أي ضا‪ ،‬فل بد لؤلء‬ ‫الشبـهة من تأويل اليتي قطعا‪ ،‬وقد فروا عن التأويل فوقعوا فيما فروا منـه‬ ‫وزادوا على ذلك تشبـيه ربـهم تعالى‪.‬‬ ‫وقبضـــة والستوا‬ ‫(‪()129‬واليد منـه قـدرة أو قل نعــــــم‬ ‫ملكـــــا يُسم)‬ ‫ُ‬ ‫أي ومعنـ اليـد فـ قوله تعال‪ :‬يـد الله فوق أيديهـم الفتـح ‪ 10 :‬القدرة؛ أي قدرة ال فوق‬ ‫قدرتـهم ل كما زعمت المشبـهة بأنـها جارحة تعال ال عن ذلك‪ ،‬وقد تأت اليد‬ ‫بعنـ النعمـة(‪ )198‬كمـا فـ قوله تعال‪ :‬بـل يداه مبسـوطتان الائدة ‪ 64 :‬أي نعمتاه الظاهرة‬ ‫والباط نة‪ ،‬والعرب تطلق ال يد على القدرة وعلى النع مة ك ما ل ي فى على من تت بع ل غة العرب‪ ،‬ل كن‬ ‫هؤلء المشبــهة ل يفهمون العربــية لن غالب ـهم أ صله(‪ )199‬أعا جم فب ـهرتـهم‬ ‫أنوار التنـزيل‪ ،‬فوقعوا ف مهاوي الضلل ـ والعياذ بال ـ وقوله‪( :‬وقبضة والستوا‪ ..‬ال) إشارة إل‬ ‫ما ف قوله تعال‪ :‬والرض جميعـا قبضتــه يوم القيامـة الزمـر ‪ 67 :‬وإل ما ف قوله‬ ‫تعال‪ :‬الرحمـن على العرش اسـتوى طـه ‪ 5 :‬أي القب ضة ف تلك ال ية وال ستواء ف‬ ‫هذه الية وف نظائرها بعن اللك(‪ ،)200‬وكذا اليمي ف قوله تعال‪ :‬والسماوات مطويات‬ ‫بـيمينـه الزمر ‪ ، 67 :‬فمعن قوله تعال‪ :‬والرض جميعا قبضتـه يوم القيامه أي‬ ‫حدّث بديث (الصورة) و(اليد) وحديث (يكشف عن‬ ‫‪ )(198‬وما يدر نقله هنا أن المام مالك بن أنس أنكر ونـهى أن ُي َ‬ ‫ساقه) وإليك نصه من كتاب "سي أعلم النبلء" للحافظ الذهبـي (‪ 7/417‬دار الفكر)‪" :‬أبو أحد بن عدي‪ :‬حدثنا أحد‬ ‫بن علي الدائن‪ ،‬حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن جابر‪ ،‬حدثنا أبو زيد بن أبـي الغمر‪ ،‬قال‪ :‬قال ابن القاسم‪ :‬سألت مالكا‬ ‫عمّن حدّث بالديـث الذيـن قالوا‪" :‬إنّـ ال خلق آدم على صـورتـه" والديـث الذي جاء‪" :‬إن ال يكشـف عـن سـاقه"‪،‬‬ ‫حدّث بـها أحد‪ ،‬فقيل‬ ‫وأنـه‪" :‬يدخل يده ف جهنم حت يرج من أراد"‪ .‬فأنكر مالك ذلك إنكارا شديدا‪ ،‬ونـهى أن ُي َ‬ ‫له‪ :‬إن نا سا من أ هل العلم يتحدثون ب ـه‪ .‬فقال‪ :‬من هو؟‪ .‬ق يل‪ :‬ا بن عجلن عن أب ـي الزناد‪ .‬قال‪ :‬ل ي كن ا بن عجلن‬ ‫يعرف هذه الشياء‪ ،‬ول ي كن عال ا‪ .‬وذَكَر أ با الزناد فقال‪ :‬ل يزل عامل لؤلء ح ت مات‪ .‬روا ها مقدام الرعي ن‪ ،‬عن ا بن‬ ‫أبـي الغمر‪ ،‬والارث بن مسكي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ابن القاسم‪ ".‬ا‪.‬هـ وال الستعان‪.‬‬ ‫‪ )(199‬ف (ب)‪ :‬كانوا‪.‬‬ ‫‪139‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫يكون ج يع الرض مل كه يوم القيا مه وكذلك هي اليوم‪ ،‬وان ا خص بذلك يوم القيا مة لنتفاء مد عي‬ ‫اللك هنالك بل فه ف هذه الدن يا‪ ،‬فإن في ها من اد عى اللك لنف سه‪ ،‬وإل هذا الع ن الشارة ف قوله‬ ‫تعال‪ :‬لمــن الملك اليوم غافـر ‪ 16 :‬ومعنـ قوله تعال‪ :‬والســماوات مطويات‬ ‫بــيمينـه أي بقدرت ـه(‪ ،)201‬ومع ن قوله تعال‪ :‬الرحمـن على العرش اسـتوى‬ ‫أي استول بعن مَلَكَه(‪ ،)202‬والرب عزوجل مستولٍ على العرش وعلى غيه‪ ،‬وإنا خص العرش بالذكر‬ ‫ف هذه الية ونظائرها لن العرش أعظم الخلوقات‪ ،‬فناسب ذكره ف مقام المتداح‪ ،‬وإذا كان تبارك‬ ‫‪ )(200‬وكذلك تد ابن جرير الطبي يُأول (الستواء) باللك والسلطان حي يقول ف تفسيه (‪ 1/228‬ـ ‪ )229‬ما نصه‪:‬‬ ‫"والع جب م ن أن كر الع ن الفهوم من كلم العرب ف تأو يل قول ال‪ :‬ث ا ستوى إل ال سماء الذي هو بع ن العلو‬ ‫والرتفاع‪ ،‬هربا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه إذا تأوله بالعن الفهوم كذلك أن يكون إنا عل وارتفع بعد أن كان تتـها‬ ‫إل أن تأوله بالجهول من تأويله ال ستنكر‪ .‬ث ل ي نج م ا هرب من ـه! فيقال له‪ :‬زع مت أن تأويل قوله‪ :‬استوى أقْبَل؛‬ ‫أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؟‪ .‬فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل‪ ،‬ولكنـه اقبال تدبـي‪ ،‬قيل له‪ :‬فكذلك فقل؛ عل‬ ‫عليها علو ملك وسلطان‪ ،‬ل علو انتقال وزوال‪ ".‬ا‪.‬هـ‬ ‫واستنكار البعض بأن لو أريد بالستواء الستيلء لاء ولو ف آية واحدة من آيات الستواء‪ ،‬ييب عليه التقي السبكي حي‬ ‫يرد على ابن القيم ف كتابـه "السيف الصقيل" ص(‪ 86‬ـ ‪ )87‬فيقول‪" :‬وهذا الذي قاله ليس بلزم‪ ،‬فالجاز قد يطّرد‬ ‫وحسنـه أن لفظ استوى أعذب وأخصر‪ ،‬وليس هذا من الطّراد الذي يعله بعض الصوليي من علمة القيقة‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫هو الطّراد ف ج يع موارد ال ستعمال‪ ،‬والذي ح صل ه نا اطّراد ا ستعمالا ف آيات فأ ين أحده ا من ال خر‪ ،‬ث إن ا ستوى‬ ‫وزن ـه افت عل فال سي ف يه أ صلية وا ستول وزن ـها ا ستفعل فال سي ف يه زائدة ومعناه من الول ية‪ ،‬فه ما مادتان متغايرتان ف‬ ‫اللفظ والعن‪ ،‬والستيلء قد يكون يق وقد يكون بباطل‪ ،‬والستواء ل يكون إل بق‪ ،‬والستواء صفة للمستوي ف نفسه‬ ‫بالكمال والعتدال‪ ،‬وال ستيلء صفة متعد ية إل غيه‪ ،‬فل ي صح أن يقال‪ :‬ا ستول‪ .‬ح ت يقول‪ :‬على كذا‪ .‬وي صح أن يقول‪:‬‬ ‫استوى‪ .‬ويتم الكلم‪ ،‬فلو قال‪ :‬استول‪ .‬ل يصل على القصود‪.‬‬ ‫ومراد التكلم الذي يفسر ال ستواء بال ستيلء‪ ،‬التنب ـيه على صرف الل فظ الو هم للتشب ـيه‪ ،‬واللفظ قد يستعمل مازا ف‬ ‫معن لفظ آخر ويلحظ معه معن آخر ف لفظ الجاز‪ ،‬ولو عب عنـه باللفظ القيقي لختل العن‪ ،‬وقد يريد التكلم أن‬ ‫ال ستواء من صفات الفعال كال ستيلء التم حص للف عل من كل و جه‪ ،‬فيكون ال سبب ف لف ظة ال ستواء عذوبت ـها‬ ‫واختصارها فقط دون ما ذكرناه ولكن ما ذكرناه أحسن وأمكن‪ ،‬مع مراعاة معن الستيلء‪ .‬وانظر قول الشاعر‪:‬‬ ‫من غــي سيف ودم مهـراق‬ ‫قــد استـوى بشـر على العـراق‬ ‫ولو أ تى بال ستيلء ل ي كن له هذه الطلوة وال سن‪ ،‬والراد بالسـتواء كمال اللك وهـو مراد القائليـ بال ستيلء‪ ،‬ولفـظ‬ ‫الستيلء قاصر عن تأدية هذا العن فالستواء ف اللغة له معنيان‪:‬‬ ‫أحدها استيلء بق وكمال؛ فيفيد ثلثة معان‪ ،‬ولفظ الستيلء ل يفيد إل معن واحدا‪ ،‬فإذا قال التكلم ف تفسي الستواء‬ ‫الستيلء مراده العان الثلثة‪ ،‬وهو أمر يكن ف حق ال سبحانـه وتعال‪ ،‬فالقدم على هذا التأويل ل يرتكب مذورا ول‬ ‫و صف ال تعال ب ا ل يوز عل يه‪ ،‬والفوض والن ـزه ل يقدم على التف سي بذلك لحتمال أن يكون الراد خال فه‪ ،‬وق صور‬ ‫أفهامنا عن الوصف الق سبحانـه وتعال مع تنـزيهه عن صفات الجسام قطعا‪.‬‬ ‫‪140‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وتعال مالكا لا هو أعظم الخلوقات ومستوليا عليه كان استيلؤه على ما هو دون ذلك ثابتا بطريق‬ ‫الول‪ ،‬ومعن قوله (يُسَم) ـ بالبناء للمفعول ـ أي يُدْعَى‪ ،‬أي كلُ واحدٍ من القبضة والستوا يسمى‬ ‫ملكا ـ أي يفسر باللك ـ وال سبحانـه وتعال أعلم‪.‬‬ ‫ومكـــــره عقوبـــــة‬ ‫عظَم‬ ‫جدُّه كوجهــه أو قـــــــل ِ‬ ‫(‪()130‬و َ‬ ‫لمن ظلــــــم)‬ ‫أي الد الضاف اليه تعال ف قوله‪ :‬وإنـه تعالى جد ربنا الن ‪ 3 :‬له معنيان أحدهما‪ :‬أن‬ ‫يفسر بالذات كما فسر بذلك الوجه ف قوله تعال‪ :‬ويبقى وجه ربك الرحن ‪ 27 :‬وعليه فالعن‬ ‫وأنـه تعال ربنا‪ ،‬والمعنى الثاني‪ :‬أن يفسر بال َعظَمَة‪ ،‬وعليه فالعن وأنـه تعال عظمة ربنا‪،‬‬ ‫فال ِعظَم ف البـيت ـ بكسر العي الهملة وفتح الظاء العجمة ـ بعن العظمه‪.‬‬ ‫والعن الثان للستواء ف اللغة‪ :‬اللوس والقعود ومعناه مفهوم من صفات الجسام‪ ،‬ل يعقل منـه ف اللغة غي ذلك وال‬ ‫تعال منـزه عنـها‪ ،‬ومن أطلق القعود وقال إنـه ل يرد صفات الجسام‪ .‬قال شيئا ل تشهد بـه اللغة‪ ،‬فيكون باطل وهو‬ ‫كالقر بالتجسيم النكر له‪ ،‬فيؤخذ بإقراره ول يفيد إنكاره"‪ .‬ا‪.‬هـ‬ ‫ولبن العربـي الالكي أيضا كلم جيد ف تليل السباب الت دعت إل تفسي الستواء بالستيلء ف كتابـه "عارضة‬ ‫الحوذي" (‪ 2/198‬ـ ‪ )201‬ونقل كلمه يطول فمن أراد فلياجعه‪.‬‬ ‫‪ )(201‬كما تأول ابن عباس قوله تعال‪ :‬والسماء بنيناها بأيدٍ حيث أوّل اليدي بالقوة‪ .‬أخرج ذلك ابن جرير الطبي‬ ‫ف "تفسيه" (‪ )11/472‬برقم [‪ ]32245‬وذكر هناك تأويل اليدين بالقوة عن ماهد برقم [‪ ]32246‬وعن قتادة برقم [‬ ‫‪ ]32247‬وعن ابن زيد برقم [‪ ]32249‬وعن سفيان برقم [‪ ]32250‬راجع قسم الدراسة‪ :‬ف قضية اثبات التأويل عند‬ ‫السلف‪.‬‬ ‫‪ )(202‬أما من فسر الستواء بالستقرار واللوس كحال الدمي فكلمه باطل وأكثر من ابتلي بـهذه الفة هم النابلة حت أن‬ ‫ابن العربـي الالكي يقول ف "العواصم من القواصم" [الطبعة الكاملة دار الثقافة ‪ -‬قطر]ص(‪" :)209‬ولقد أخبن جاعة‬ ‫من أهل السنة‪ ،‬بدينة السلم‪ ،‬أنـه ورد بـها الستاذ أبو القاسم عبد الكري بن هوازن القشيي‪ ،‬الصوف‪ ،‬من نيسابور‬ ‫فعقد ملسا للذكْر‪ ،‬وحضر فيه كافة اللق‪ ،‬وقرأ القارئ‪ :‬الرحن على العرش استوى ‪ .‬قال ل أخصهم‪ :‬فرأيتـهم يعن‬ ‫النابلة يقومون ف أثناء الجلس ويقولون‪ :‬قاعد‪ ،‬قاعد‪ .‬بأرفع صوت‪ ،‬وأبعده مدى‪ ،‬وثار أهل السنة من أصحاب القشيي‪،‬‬ ‫ومن أهل الضرة‪،‬وتثاور الفئتان‪ ،‬وغلبت العامة‪ ،‬فأحجزوهم الدرسة النظامية‪ ،‬وحصروهم فيها‪ ،‬فرموهم بالنشاب‪ ،‬فمات‬ ‫منـهم قوم وركب زعيم القضاة‪ ،‬وبعض الدارية‪ ،‬فسكنوا ثورتـهم‪ ،‬وأطفوا نورتـهم …ال"‪.‬‬ ‫وقد تقدم أن ف كتاب "السنة" لبن أحد يقول‪" :‬وهل يكون الستواء إل باللوس!"‪ .‬وابن القيم ينقل ف "بدائع الفوائد"‬ ‫روا ية في ها ما يف يد أن ال يلس على عر شه ول يتعقب ـها بش يء بل تده يقرر ما يريده هناك بتلك الروا ية فكأن ـه يرى‬ ‫ثبوتـها‪ ،‬وكل أحد يعلم أن اللوس والقيام والستلقاء من صفات البشر‪ ،‬ومنـه تعلم أن القائلي بتفسيه بالستيلء أرادوا‬ ‫كف شغب القائلي باللوس والقعود وال الستعان‪.‬‬ ‫‪141‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وقوله‪( :‬ومكره عقو بة‪ ..‬ال) أي وال كر ال سند ال يه تعال ف ن و قوله تعال‪ :‬ومكروا ومكـر‬ ‫الله آل عمران ‪ 54 :‬إناـ هـو عقوبـة للظال ل غيـ ذلك مـن الخادعـة والحتيال فمعنـ قوله تعال‪:‬‬ ‫ومكر الله أي وعاقبـهم ال‪ ،‬أي قضى بعقوبتـهم وحكم بـها من حيث ل يعلمون ذلك‪.‬‬

‫‪142‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫البــــاب الثالـــث‬ ‫ـ مـن الركــن الثـاني ـ‬ ‫في النبـياء والرسل والملئكة والكتب‬ ‫يهدوننا إلى‬ ‫(‪ ()131‬ثم من الجائز بعث الرســـــل‬ ‫الصـــــراط العدل)‬ ‫بمعجـــــزات تبطـــــل‬ ‫(‪()132‬مقرونة دعواهـــم تفضــــــل‬ ‫التقـــول)‬ ‫ّ‬ ‫أي ث إن أقول‪ :‬إن من الائز ف حقه تعال إرسال الرسل ـ أي والياء إل النبـياء ـ وانـزال‬ ‫الك تب‪ ،‬ومع ن الائز ف ح قه تعال أي له أن يف عل ذلك وله أن ل يفعله‪ ،‬وي صح ات صافه ب ـه وعدم‬ ‫ات صافه ب ـه خل فا ل ن أو جب ذلك ف ح قه تعال ول ن أحاله والقائل با ستحالة ذلك مشرك إجا عا‪،‬‬ ‫وقوله‪( :‬يهدوننا إل الصراط) الملة ف مل الال من الرسل‪ ،‬والعن‪ :‬هادين لنا إل الصراط العدل ـ‬ ‫أي ال ستقيم ـ و ف هذا تنب ـيه على حك مة ار سال الر سل‪ ،‬وقوله‪( :‬مقرو نة دعوا هم) ـ حال من‬ ‫(واو) يهدون نا أو من الر سل أي ضا ـ أي دعوا هم بأن ـهم ر سل من ال تعال مقرو نة بعجزة؛ و هي‬ ‫الارق للعادة التحدى بـه على الصم‪ ،‬فخرج بالارق السحر فإنـه غي خارق للعادة؛ وإنا هو أمر‬ ‫مترتب على أسباب مَ نْ أحْكَمَهَا حصل له ذلك المر‪ ،‬والارق ليس ُمتَ َرتّبَا على سبب لكن لا خفيت‬ ‫أسـباب السـحر على كثيـ مـن الناس ظـن أنــه خارق وليـس كذلك‪ ،‬وخرج بالتحدى بــه‪ ..‬ال‬ ‫كرامات الولياء فإنـها وإن كانت خارقة أيضا ل تكون على جهة التحدي‪ ،‬أي فل تصل لن يدعي‬ ‫النبوة من ـهم إذا ل ي كن نب ـيا كذا جرت عادت ـه سبحانـه وتعال حف ظا لرت بة النبوة و صونا لقام‬ ‫الرسالة‪.‬‬ ‫وقوله‪( :‬تفضل) حال من قوله‪ :‬بعجزات‪ .‬والعا مل فيه مقرو نة‪ ،‬أي مقرونة دعواهم بعجزات متفضل‬ ‫ب ـها علي هم‪ ،‬وقوله‪( :‬تب طل التقول) ن عت للمعجزات أي تلك العجزات مبطلة ِلتَقَوّل ال صم لدعائه‬ ‫أن ـه ي ستطيع التيان بثل ها ك ما اد عى فرعون ف قوله لو سى ـ عل يه ال سلم ـ فلنأتينـك‬ ‫بسحر مثله طه ‪ 58 :‬وكإدعاء مسيلمة أنـه يأت بثل القرآن‪.‬‬ ‫يجـوز للرســـل‬ ‫(‪()133‬وواجـــــب عليك أن تعـرف ما‬ ‫ومـــــا قد لزما)‬ ‫في حقهـــم نَعْتَاً‬ ‫(‪()134‬وما استحـــــال عنـهــم فالـلزم‬ ‫هـــــي المكارم)‬ ‫والعقـــــل والضبــط‬ ‫(‪()135‬كالصـــــدق والتبليغ والمانــة‬ ‫وكالفطانة)‬

‫‪143‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وكالجنــون‬

‫(‪()136‬والمستحيل ضدهـــــا كالكذب‬ ‫وارتكـــــاب الّرِيب)‬ ‫في حقهـــــم إل‬ ‫(‪()137‬وما عــدا ذلك فهـــــو ممكـــن‬ ‫الذي يستـهجن)‬ ‫للرسل والنبـياء صفات واجبة ف حقهم ولم صفات مستحيلة ف حقهم وصفات مكنة ف حقهم‪،‬‬ ‫ويلزم الكلف معرفة كل واحد من هذه الصفات بعد قيام الجة بـه عليه‪ ،‬فيجب ف حق النبـياء‬ ‫والرسل (التبليغ) لا أمروا بتبليغه دون ما ل يؤمروا بذلك‪ ،‬ودون ما ُخّيرُوا ف تبليغه‪ ،‬ويب إتصافهم‬ ‫ب ـ(ال صدق) و هو مطاب قة خبهم للوا قع‪ ،‬وي ب ات صافهم ب ـ(الما نة) و هي ح فظ ما ائتمنوا عل يه‬ ‫ووض عه ف موض عه وأداؤه إل أهله‪ ،‬وي ب ات صافهم ب ـ(الع قل) فل يكون الجنون ر سول ول نب ـيا‬ ‫ول يكون نب ـي صبـيا ـ أي مت صف ب صفة ال صبـيان ـ من عَدِم الت صاف بوجبات الع قل‪،‬‬ ‫فيخرج بـهذا التقييد يي ـ عليه السلم ـ لقوله تعال‪ :‬وآتيناه الحكم صبـيا‬ ‫وكذا من كان مثله‪.‬‬ ‫حا صل ما ف القام أن الوا جب الت صاف بالع قل‪ ،‬فإذا ح صل ف أ حد فل عبة بكثرة عدد ال سني‬ ‫وقلت ـه‪ ،‬وي ب ف حق هم (الض بط) أي ح فظ ما أمروا بتبلي غه وضب طه ح ت يؤدون ـه على و جه ل‬ ‫يكون فيه خلل‪ ،‬ويب ف حقهم (الفطانة) وهي اليقظة ف المور ليحصل لم بذلك ماورة الصم‪،‬‬

‫مر ي ‪12 :‬‬

‫ومادلتـهم بالت هي أحسن‪ ،‬ويستحيل ف حقهم أضداد هذه الصفات مِنْ ذلك؛ (الكذب) وهو عدم‬ ‫مطابقة الب لا ف الواقع‪ ،‬ومِن ذلك (النون) وهو زوال العقل‪ ،‬ومِن ذلك (ارتكاب الرّيَب) ـ أي‬ ‫العاصي ـ فإنـهم لو ارتكبوها ما كانوا أمناء ف أوامر ربـهم ف أنفسهم فل يكونون أمناء ف غي‬ ‫ذلك‪ ،‬وما عدا هذه ال صفات ال ت ذكرت ـها ف هي ف حق هم من الم كن ل م والائز ات صافهم ب ـها‪،‬‬ ‫وذلك مثل النوم والكل والشرب والماع والشي بالسواق وغي ذلك من الباحات‪ ،‬نعم يستثن من‬ ‫ذلك ما كان مستقبحا منـها ف العقل كالبول قياما فإن العقل يستقبح ذلك ف أدن البشر‪ ،‬فكيف‬ ‫يستحسنـه ف أعلهم‪ ،‬على أن الغرض إتصافهم بكارم الخلق وليس هذا منـها‪.‬‬ ‫ثم الكليم بعـــــده‬ ‫(‪()138‬أفضلهم نبـينـــا ثم الـــــخليــل‬ ‫عيسى الجليل)‬ ‫فالنبـيـــــا ذوو‬ ‫(‪()139‬وبعدهم نوح فبـــــاقي الرسل‬ ‫المقـــام الكــمـل)‬ ‫وقع الجاع على ثبوت تفاضل الرسل لقوله تعال‪ :‬تلك الرسل فضلنا بعضهم على‬ ‫بعـض البقرة ‪ 253 :‬ووقـع الجاع على أفضليـة نبــينا عليـه الصـلة والسـلم على جيـع اللق لدلة‬ ‫ت صه‪ ،‬وو قع التفاق على أن أف ضل الر سل من بعده أربع ـة‪ 1 :‬ـ ابراه يم خل يل الرح ن ‪ 2‬ـ ومو سى‬ ‫‪144‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫كليم ال ‪ 3‬ـ وعيسى روح ال ‪ 4‬ـ ونوح نبـي ال ـ عليهم الصلة والسلم ـ ث وقع اللف ف‬ ‫تفضيل بعض هؤلء على بعض‪ ،‬واعتمد الكثر الطريقة الت اعتمدها الصنف‪ ،‬ووقَ فَ بع ضٌ عن تعيي‬ ‫الف ضل من ـهم وقال‪ :‬هذا باب ل سنا بكام ف يه لن أ مر ذلك إل التوق يف من الشارع‪ ،‬و هو حق‬ ‫فالتو قف أول في ما ل يرد ف يه نص‪ .‬وقوله‪( :‬فبا قي الر سل) أي ب عد هؤلء الم سة ف الف ضل با قي‬ ‫الرسل‪ ،‬وعدد الرسل ـ مع هؤلء المسة ـ ثلثائة وثلثة عشر رسولً أولم آدم وآخرهم ممد ‪،‬‬ ‫وقوله‪( :‬فالنبـيا) أي بعد الرسل ف رتبة التفضيل النبـياء؛ وهم الذين أُوحي إليهم بشرع ل يؤمروا‬ ‫بتبليغـه‪ ،‬فان أمروا بالتبليـغ كانوا رسـل أيضـا‪ ،‬وعدد النبــياء(‪ )203‬على القول الشهور مائة ألف‬ ‫وعشرون أل فا ـ من ـهم الثلثائة والثل ثة ع شر ـ‪ ،‬وقوله‪( :‬ذوو القام الك مل) أي أ صحاب القام‬ ‫الكامل‪.‬‬ ‫سوى الهـــــدى بشرعنا‬ ‫(‪()140‬قد نسخت شرائع الجميـــــع‬ ‫البديع)‬ ‫فهـــــو على الـــدوام‬ ‫(‪()141‬وما له أي شرعنـــــا مغيـــر‬ ‫ل يُغَيَّــر)‬ ‫‪ )(203‬عدد النب ـياء والر سل والك تب الذي يتناقله ال صنفون ف العقيدة مأخوذ من الد يث الذي رواه أ بو ذر الغفاري‬ ‫الذي جاء فيه‪:‬‬ ‫"… قلت‪ :‬يار سول ال كم النب ـياء؟‪ .‬قال‪ :‬مائة ألف وعشرون أل فا ـ و ف روا ية‪ :‬وأرب عة وعشرون أل فا ـ‪ .‬قلت‪:‬‬ ‫يارسول ال كم الرسل؟‪ .‬قال‪ :‬ثلثائة وثلث عشر جا غفيا‪ … .‬قلت‪ :‬يا رسول ال كم كتاب أنـزله ال تعال؟‪ .‬قال‪:‬‬ ‫مائة كتاب وأربعة كتب‪".‬‬ ‫وهذه الرواية بـهذا التمام أخرجها ابن حبان ف "صحيحه" برقم [‪ 94‬ـ موارد الظمآن] وأبو نعيم ف "اللية" ( ‪)1/221‬‬ ‫برقم [‪ ]551‬وف الروايتي ابراهيم بن هشام بن يي الغسان قال عنـه أبو حات وغيه‪ :‬كذاب كما ف "موارد الظمآن"‬ ‫ص(‪ )54‬للهيثمي‪.‬‬ ‫وأخرجها من طريقه ـ بعدد الرسل فقط ـ أيضا المام أحد ف "مسنده" برقم [‪ 21601‬و ‪ ]21607‬والطيالسي ف‬ ‫"مسنده" برقم [‪ ]478‬وفيهن السعودي وعنـها يقول اليثمي ف "ممع الزوائد" ( ‪" :)1/395‬رواه أحد والبزار والطبان‬ ‫ف "الوسط" بنحوه وعند النسائي طرف منـه‪ ،‬وفيه السعودي وهو ثقة ولكنـه اختلط"‪ .‬ا‪.‬هـ‬ ‫كما أخرج المام أحد ف "مسنده" رواية من طريق أبـي أمامة يكي فيها عن أبـي ذر الغفاري برقم [‪]22351‬‬ ‫وفيها ذكر عدد النبـياء والرسل دون الكتب‪ ،‬لكن ف سنده علي بن يزيد وعنـها يقول اليثمي ف "ممعه" (‪:)1/395‬‬ ‫"رواه أحد والطبان ف "الكبـي" وقال‪" :‬كم عدد النبـياء؟‪ .‬قال‪ :‬مئة ألف وأربعة وعشرون ألفا"‪ .‬ومداره على علي بن‬ ‫يزيد وهو ضعيف"‪ .‬ا‪.‬هـ‬ ‫ومنـه تد أن الروايات غي ثابتة ف هذا الباب‪ ،‬بقي البحث هنا عن رواية السعودي والرواة عنـه هل هم من روى قبل‬ ‫اختلطه أم ل؟ فإن كان قبل اختلطه فلتصحيح الرواية مدخل وإن كان بعدها فل‪.‬‬ ‫‪145‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫اعلم أن شريعة نبـينا ناسخة لشرائع النبـياء من قبله أي ُمبَدّلَة لحكامها بأحكام أخر‪ ،‬إما مالف ٌة‬ ‫سخُه من ذلك ـ كالتوح يد ـ فإن صفاتـه تعال ل يوز علي ها‬ ‫ل ا وإ ما مواف قة‪ ،‬إل ما ل ي صح نَ ْ‬ ‫التغيي‪ ،‬فل يصح نسخ التعبّد فيها فل يكن أن يتعبد أحد من أهل اللل أن يعتقدوا أنـه ل يُرى ويتعبد‬ ‫آخريـن أن يعتقدوا أنــه يُرى‪ ،‬وكمكارم الخلق فإن ال يأمـر بالعدل والحسـان ومكارم الخلق‬ ‫داخلة تت العدل والحسان فل يصح أن يأمر بلف الكارم‪ ،‬وهذا النوع ـ ما ل يصح نسخه ـ‬ ‫هو الراد من قول ال صنف ( سوى الدى) أي إل الدى فإن ـه ل ين سخ‪ ،‬أي لن ـه ل ي صح ن سخه‪،‬‬ ‫وقوله‪( :‬وما له أي شرعنا ‪..‬ال) أي ل يغي شرع نبـينا ناسخ لنـه ليس بعده نبـي كما صرّح‬ ‫ب ـه حدي ثُ‪» :‬لنب ـي بعدي«(‪ )204‬وك ما دل عل يه قوله تعال‪ :‬وخاتـم النبــيين‬ ‫فإن الا ت ل يكون معقوبا‪ ،‬فث بت امتناع ن سخ شر عه ل ستحالة نب ـي بعده‪ ،‬واعتقاد أن ـه ل نب ـي‬ ‫بعده وأن شريعتـه ل تنسخ من بعده واجب علينا‪ ،‬فل يصح جهل علمه بعد قيام الجة بـه‪.‬‬ ‫مـــــولهــــم بالقـرب‬ ‫(‪()142‬وبعدهــــم ملئــك حبـــــاهــم‬ ‫واجتباهم)‬ ‫تفضيـــــله على‬ ‫(‪()143‬أفضلهم جبريل والذي زعـــــم‬ ‫الحبـيب قد غشم)‬ ‫أي ب عد در جة النب ـياء ف الف ضل در جة اللئ كة ـ علي هم ال سلم ـ فإن ـه قد أعطا هم رب ـهم‬ ‫ومولهم من الفضل الاص بـهم ما ل يعطه لغيهم‪ ،‬واصطفاهم لدمتـه وفرغّهم لنفاذ أمره فلهم‬ ‫الحزاب ‪40 :‬‬

‫الف ضل العظ يم لذا التبج يل والتعظ يم‪ ،‬على أن ال عزو جل قد مدح هم ف كتاب ـه العز يز بقوله‪:‬‬ ‫يسـبحون الليـل والنــهار ل يفترون النبــياء ‪ 20 :‬وقوله‪ :‬ل يعصـون الله مـا‬ ‫أمرهـم ويفعلون مـا يؤمرون التحريـ ‪ 6 :‬ف هم ب ـهذا أف ضل من سائر الؤمن ي م ن عدا‬ ‫النبـياء والرسلي‪ ،‬وفضل بعض أصحابنا وغيهم الؤمني عليهم‪ ،‬واستدل كل واحد من الفريقي‬ ‫‪ )(204‬جزء من حديث جاء من طريق سعد بن أبـي وقاص رواه مسلم ف "صحيحه" [‪ ]2404‬وأحد ف "مسنده" [‬ ‫‪ ]1605‬وع بد الرزاق ف "م صنفه" [‪ ]20390‬وأ بو ب كر الشاف عي ف "الغيلنيات" بر قم [‪ ]47‬وأ بو نع يم ف "الل ية" [‬ ‫‪ 10300‬و ‪ 10301‬و ‪ 10302‬و ‪ 10303‬و ‪ 10304‬و ‪ 10306‬و ‪ 10308‬و ‪.]10309‬‬ ‫وجاء من طر يق أب ـي هريرة رواه المام البخاري ف " صحيحه" [‪ .]3455‬وجاء من طر يق ثوبان رواه أحد [‬ ‫‪ ]22457‬والترمذي [‪ .]2219‬ومـن طريـق جابر بـن عبدال رواه الترمذي [‪ ]3730‬وأبـو بكـر الشافعـي فـ‬ ‫"الغيلنيات" [‪.]122‬‬ ‫ورواه الاكم ف "الستدرك" [‪4105‬أ] عن وهب بن منبـه‪ .‬وأبو نعيم ف "اللية" [‪ ]10307‬عن علي‪ .‬وابن سعد ف‬ ‫"الطبقات" (‪/ 3/17‬الكتب العلمية) عن سعد بن مالك ‪ .‬ورواه الطيب البغدادي ف "تاريخ بغداد" ف مواضع منـه‪،‬‬ ‫وغيهم‪.‬‬ ‫‪146‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫بأدلة ذكرنا ها ف غ ي هذا القام‪ ،‬ول شك أن ب عض اللئ كة أف ضل من ب عض لقوله تعال ـ حكا ية‬ ‫عنـهم ـ‪ :‬وما منا إل له مقام معلوم الصافات ‪ 164 :‬وأفضلهم على الطلق جبيل ـ‬ ‫عليه السلم ـ لنـه الرسول من ال إل أنبـيائه وان كان غيه قد ُأرْسِلَ أيضا فإرساله هو أكثر من‬ ‫غيه‪ ،‬ولكثرة خصاله الفاضلة والفواضل زعم الزمشري(‪ )205‬أنـه أفضل من حبـيب الرحن ممد‬ ‫وقد خرق الجاع بذلك ودخل مدخل كان الواجب عليه أن يقف دونـه‪.‬‬ ‫وبالــــذي‬ ‫(‪()144‬بـهم جميعـــــا يجـــــب اليمــان‬ ‫أنـزلـــــه الرحمــن)‬ ‫على معان فيه‬ ‫(‪()145‬وهوكلم جاء بالنظـــــم التم‬ ‫ارشـــــاد المم)‬ ‫أي ي ب الت صديق على ج هة الذعان بالنب ـياء جي عا وبالر سل جي عا‪ ،‬وباللئ كة جي عا وب ا أن ـزل‬ ‫الرح ن من الكلم على ر سله‪ ،‬فاليان وا جب ب كل وا حد من هذه ال صناف جلة‪ ،‬وي ب علي نا أن‬ ‫نص ممدا وما أنـزل عليه باليان‪ ،‬فل يزي اليان بـه مع جلة الرسل ول اليان بالقرآن مع‬ ‫جلة الك تب‪ ،‬وكذا ي ب علي نا أن ن ص باليان من قا مت علي نا ال جة بر سالتـه أو نبوت ـه من‬ ‫النبـياء والرسل الذين من قبله ‪ ،‬وقوله‪( :‬وهو كلم دلّ‪ ..‬ال) هذا تفسي لا أنـزل الرحن؛ أي‬ ‫الذي أنـزله ربنا هو كلم دلّ بالنظم التام على معان ترشد المم إل ناتـها وإل فلحها وصلحها‪،‬‬ ‫وجلة ما أنـزل ال من الكتب على ما ف بعض الروايات مائة كتاب وأربعة كتب؛ خسون منـها‬ ‫على شيث‪ ،‬وثلثون على ادريس فتلك ثانون‪ ،‬وعشرة صحف على إبراهيم‪ ،‬وعشرة على موسى قبل‬ ‫‪ )(205‬العل مة أ بو القا سم جار ال ممود بن ع مر بن م مد بن أح د الوارز مي الزمشري‪ ،‬من كبار علماء العتزلة ولد ف‬ ‫زمشر احدى ضواحي خوارزم سنة ‪467‬هـ رحل وسع ببغداد من نصر بن البطر‪ ،‬وحج وجاور بـها زمنا فلقب جار‬ ‫ال‪ .‬قيل سقطت رجله فكان يشي على عمود من خشب‪ ،‬وروى عنـه بالجازة أبو طاهر السلفي وزينب بنت الشعري‪.‬‬ ‫قال ا بن ح جر ف "ل سان اليزان" (‪" :)6/4‬و قد كان الزمشري ف غا ية العر فة بفنون البل غة وت صرف الكلم وكتاب ـه‬ ‫(أساس البلغة) من أحاسن الكتب وقد أجاد فيه وبـي القيقة من الجاز ف اللفاظ الستعملة إفرادا وتركيبا‪ ،‬وكتابـه‬ ‫(الفائق ف غريب الديث) من أنفس الكتب؛ لمعه التفرق ف مكان واحد مع حسن الختصار وصحة النقل‪ ،‬وله كتاب‬ ‫(الفصل ف النحو) مشهور ورأيت له مصنفا ف الشتبـه ف ملد واحد وفيه فوائد جليلة‪ ،‬وأما التفسي فقد أولع الناس بـه‬ ‫وبثوا عليه وبـينوا دسائسه وأفردوها بالتصنيف‪ ،‬ومن رسخت قدمه ف السنة وقرأ طرفا من اختلف القالت انتفع بتفسيه‬ ‫ول يضره" ا‪.‬هـ قال السمعان‪ :‬برع ف الدب وصنف التصانيف‪ ،‬وورد العراق وخراسان ما دخل بلدا إل واجتمعوا عليه‬ ‫وتلمذوا له‪ ،‬وكان علمة نسابة جاور مدة حت هبت على كلمه رياح البادية‪ .‬مات ليلة عرفة سنة ‪538‬هـ‪ .‬من تصانيفه‬ ‫تفسيه الشهي وهو "الكشاف ـ ط" و معجم "أساس البلغة ـ ط" و"القامات ـ ط" و "الستقصى ف المثال ـ ط" و‬ ‫"الفائق ف غر يب الد يث ـ ط" و "أع جب الع جب ف شرح لم ية العرب ـ ط" وغي ها كث ي‪"( .‬ال عب" ‪ 2/455‬ـ‬ ‫و"سي أعلم النبلء" للذهبـي ‪ 14/596‬ـ و"لسان اليزان" لبن حجر ‪ 6/4‬ـ و"العلم" للزركلي ‪.)7/178‬‬ ‫‪147‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫التوراة فتلك مائة‪ ،‬والتوراة على موسى‪ ،‬والزبور على داود‪ ،‬والنيل على عيسى‪ ،‬والقرآن العظيم على‬ ‫نبـينا الكري عليه وعليهم أفضل صلة وأكمل تسليم‪.‬‬ ‫ولنفــــــراده‬ ‫(‪()146‬والكل مخلـــــوق لمكـان العـدم‬ ‫تعـــالى بالقـــــــدم)‬ ‫أي كل وا حد من الكلم الن ـزل على الر سل ملوق‪ ،‬ل ش يء من ـها مت صف بالقدم‪ ،‬ل التوراة ول‬ ‫النيل ول الزبور ول القرآن ول غيها من سائر الكتب‪ ،‬وذلك لدلة عقلية ونقلية؛‬ ‫أما العقلية فمنـها أن الكلم النـزل مكن فناؤه وكل ما أمكن عدمه استحال قدمه‪ ،‬ومنـها أنـه‬ ‫تعال منفرد بالقدم فلو كان الكلم أو شيـء منــه قدياـ للزم بطلن انفراده تعال بالقدم‪ ،‬وقـد قام‬ ‫البهان على وجوب انفراده بذلك فل قدي غيه‪.‬‬ ‫وأما النقلية فأشياء منـها قوله تعال‪ :‬خالق كل شيء النعام ‪ 102 :‬والكلم شيء فهو ملوق‬ ‫لذه اليـة‪ ،‬ومنــها قوله تعال‪ :‬إنـا كـل شيـء خلقناه بقدر القمـر ‪ 49 :‬والكلم شيـء‪،‬‬ ‫ومنـها أنـه موصوف بالنـزال كما ف قوله تعال‪ :‬إنا أنـزلناه القدر ‪ 1 :‬وكل منـزل منتقل‬ ‫من جهة إل جهة‪ ،‬وكل منتقل حادث وكل حادث ملوق‪ ،‬إل غي ذلك من الدلة وال تعال أعلم‪.‬‬ ‫فصـــــــل‬ ‫في المحكــم والمتشــابـه‬ ‫ومجمــــــــل‬ ‫(‪()147‬وفي القرآن محكــــــم ومشتبـه‬ ‫مفصــل نؤمن بـه)‬ ‫(‪()148‬ك ٌ‬ ‫حديهما علـــــــى‬ ‫ل أتى من ربنـا والخلــــــف في‬ ‫أقاويـل تفـي)‬ ‫نوعـــــــان أي‬ ‫(‪()149‬مع اتفـــــــاق منـهــــم أنـهمــــا‬ ‫مختلف حكمهما)‬ ‫أي ف القرآن آيات مكمة وفيه آيات متشابـهة‪ ،‬وفيه آيات مملة وفيه آيات مف صّلة ـ أي مبـينة‬ ‫ــ‪ ،‬ويبـ اليان بميعـه مكمـه ومتشابــهه وممله ومفصـله لقوله تعال‪ :‬منـــه آيات‬ ‫محكمات هـن أم الكتاب وأخـر متشابــهات فأمـا الذيـن فـي قلوبــهم‬ ‫زيغ فيتَّبعون ما تشابـه منـه‪ ..‬الية آل عمران ‪ ، 7 :‬وقد اختلف العلماء ف بـيان الحكم‬ ‫من التشابـه وف تعريف كل واحد منـهما على أقاويل تئ ف النظم‪ ،‬وهم مع اختلفهم متفقون‬ ‫على أن الحكـم غيـ التشابــه والتشابــه غيـ الحكـم فهمـا نوعان متغايران‪ ،‬وحكـم كـل واحـد‬ ‫منـهما يالف حكم الخر لن الرب تعال رتب على كل واحد حكما‪.‬‬ ‫ث إنـه أخذ ف بـيان حد الحكم وبـيان حكمه فقال‪:‬‬ ‫‪148‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫للنص‬

‫(‪()150‬فالمحكم المتضح المعنى انقســــــم‬ ‫ى فانحسم)‬ ‫والظــــــاهر معن ً‬ ‫والظــــن في‬ ‫(‪()151‬في النص حكم القطــــــع بالمراد‬ ‫الظــــــاهر للعبــاد)‬ ‫صير اليــــــه‬ ‫(‪()152‬وإن أتــــــى بعكســـه الدليــــل‬ ‫وهــــــو التأويـــل)‬ ‫أو متعــــذراً‬ ‫(‪()153‬وهو قريبــــــا أو بعيـــدا وقعـا‬ ‫فلــــــــــن يُتَّبَعــــا)‬ ‫أي الحكم ـ من اليات ومن غيها من الروايات ـ هو ما اتضح معناه وهو قسمان؛ لنـه إما أن‬ ‫يتضح العن ول يتمل معنً غيه وهو النص‪ ،‬وإما أن يتمل معنً ثانيا وإن كان احتمال بعيدا مثل‬ ‫فهـو الظاهـر‪ ،‬ول كل وا حد من ال نص والظا هر ح كم‪ ،‬فح كم ال نص الق طع براد التكلم أي إذا‬ ‫سعنا من الكلم ما ليتمل إل معنً واحدا قطعنا بأن مراد التكلم هو ذلك العن ل غيه لعدم احتمال‬ ‫الكلم لغيه‪ ،‬وال كم ف الظا هر ال ظن بأن ما ظ هر من العا ن هو مراد التكلم‪ ،‬أي اذا سعنا كلما‬ ‫يتمل معنيي لكن السابق إل الذهن أحدها ظننا أن ذلك السابق إل الذهن هو مراد التكلم‪ ،‬وانا كان‬ ‫هذا كذلك لحتمال أن يكون التكلم أراد العن الثان؛ هذا إذا ل يقم دليل على أن مراد التكلم العن‬ ‫الرجوح فإن قام الدليل بذلك ترك العن الظاهر و صِيَ إل العن الباطن لوجود ذلك الدليل الدال على‬ ‫أن الباطن هو الراد‪.‬‬

‫‪149‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫والصي من الظاهر إل العن الباطن هو التأويل(‪ )206‬وهو ينقسم إل ثلثة أقسام‪ 1 :‬ـ تأويل قريب‬ ‫وتأويـل بع يد ‪3‬ــ وتأويـل متعذر‪ ،‬كل ذلك ب سب قُرب الحتمال للمع ن وُبعْدِه‪ ،‬فالتأويـل القريـب‬ ‫يترجح بأدن دليل والتأويل البعيد يتاج إل تأويل قوي والتعذر منـه ل يقبل‪.‬‬

‫‪2‬ـ‬

‫ف من التعذر تف سي الراف ضة لقوله تعال‪ :‬كمثـل الشيطان إذ قال للنسـان اكفـر‬ ‫الشر ‪ 16 :‬قالوا‪ :‬الشيطان عمر بن الطاب‪ ،‬والنسان‪ :‬أبو بكر قال له خذ اللفة وأنا معينك عليها‪ .‬ـ‬

‫‪ )(206‬والتأو يل ف يه ما هو حق يتح تم ال صي إل يه ك ما أن ف يه البا طل الذي ي ب التحذ ير من ـه فال خذ ب ـه دون ضوا بط‬ ‫وماربت ـه مطل قا كله ا خ طأ عظ يم يقول ال صنف ف كتاب ـه "طل عة الش مس" (‪ 1/169‬ـ ‪ 170‬التراث)‪" :‬و صرف‬ ‫الظاهر إل العن الباطن بالدليل هو السمى عندهم بالتأويل‪ ،‬وهو ف اللغة‪ :‬مصدر أوّل وأصله من‪ :‬آل يؤول إذا رجع‪ ،‬كذا‬ ‫ف "النـهاج"‪ .‬قال‪ :‬وأما ف الصطلح‪ :‬فهو صرف اللفظ عن حقيقتـه إل مازه لقرينة اقتضت ذلك الصرف‪ ،‬قال‪ :‬وله‬ ‫شبـه باللغوي ـ أي العن ـ كأنـه رد اللفظ من ذهابـه على الظاهر‪ ،‬حت يرجع إل ما يريد بـه‪.‬‬ ‫أقول ـ السالي ـ‪ :‬والراد بصرف اللفظ عن حقيقتـه هو أن يكون اللفظ موضوعا فيصرف عنـه ف الستعمال بدليل‪،‬‬ ‫ويشمل ذلك الفرد إذا استعمل ف غي ما وضع له كالسد ف الشجاع‪ ،‬وكالطلق ف القيد‪ ،‬والعام إذا قُصر على أفراده ونو‬ ‫ذلك‪ ،‬فاستعمال اللفظ من مفرد وغيه فيما وضع له هو (الظاهر) وصرفه إل غيه هو (التأويل)‪.‬‬ ‫والراد بالقرينة هو الدليل الذي يصرف بـه الظاهر عن ظاهره؛ وهي إما‪:‬‬ ‫ـ عقلية ‪ :‬كما ف قوله تعال‪ :‬ولتصنع على عين فالعي حقيقة ف الاسة‪ ،‬لكن لا منع العقل من وجود هذه الصفة فيه‬ ‫تعال حكمنا بأن الراد بالعي ف الية غي حقيقتـها فقلنا‪ :‬أنـه أراد بالعي العلم أو الفظ على سبـيل التجوز‪.‬‬ ‫ـ وإ ما أن تكون القري نة مقال ية‪ :‬ك ما ف قوله تعال‪ :‬ل يس كمثله ش يء فإن هذه ال ية قري نة صارفة لليات ـ ال ت‬ ‫ظاهرها التجسيم ـ عن ظاهرها‪.‬‬ ‫و قد يكون التأو يل قري با فيك فى ف صحتـه ووجوب قبوله أد ن مر جح‪ ،‬ك ما ذكر نا ف تأو يل الع ي بالعلم أو ال فظ‬ ‫لكون ـها طري قا إليه ما‪ ،‬فإن هذا التأو يل مازي قر يب لقوة العل قة‪ .‬و قد يكون بعيدا وُبعْده ب سب غموض العل قة ال ت‬ ‫سوغت التجوّز بـه‪ ،‬وبسب ضعف القرينة الت لجلها صرف اللفظ عن ظاهره فيحتاج إل مرجح أقوى ما ترجح بـه‬ ‫التأويل القريب‪ ،‬وسيأت مثال البعيد‪.‬‬ ‫و قد يكون التأو يل خار جا عن التجوزات الدائرة ف ال سُنْ العرب فل يق بل بل يرد على قائله ويكذب ب سبب ذلك؛ وذلك‬ ‫ك ما ف تأويلت الباطن ية أخزا هم ال تعال؛ ثعبان مو سى ـ صلوات ال عل يه ـ بجت ـه‪ ،‬ون بع الاء من ب ـي ال صابع‬ ‫بكثرة العلم‪ ،‬وتأويـل قوله تعال‪ :‬حرمـت عليكـم أمهاتكـم أن الراد بالمهات العلماء وتريـ مالفتــهم وانتــهاك‬ ‫حرمهم ونو ذلك من تقولتـهم كثي …ال" ا‪.‬هـ‬ ‫فل يس التأو يل ع ند القائل ي ب ـه من أتباع الفرق العتدلة مفتوح على م صراعيه ل كل من هب ودب بل كل ذلك مضبوط‬ ‫بضوابط‪ ،‬وماربتـه بكل صوره ديدن من ل يعقل ما يرج من رأسه‪.‬‬ ‫‪150‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أخزاهم ال تعال ورضي عن الشيخي(‪ )207‬ـ ولم ف تريف القرآن العظيم على هذا النوال ما ينبغي‬ ‫أن ينـزه متصرنا هذا عن ذكره‪.‬‬ ‫ولا فرغ من بـيان حد الحكم وأحكامه شرع ف بـيان حد التشابـه وأحكامه فقال‪:‬‬ ‫أو مفهـم‬ ‫(‪()154‬وذو اشتبـــاه ما اختفـى كالمجمل‬ ‫تشبـيـــــه مولنا العلي)‬ ‫له احتمــالن‬ ‫(‪()155‬فمنـه مـــــا قيــل بأنـه الـــذي‬ ‫خـذ)‬ ‫فصاعـــــدا ً ُ‬ ‫كتســـــع عـشر‬ ‫(‪()156‬ومنـه أيضـــا ما يكون مبـهمـا‬ ‫أمرهم قد أبـهما)‬ ‫تأويلــــه غـــــير‬ ‫(‪()157‬ومنـه أنـه الــــذي لم يَعلـــم‬ ‫المهيمن اعلـم)‬ ‫وجعلــــه أشيـــــاء‬ ‫(‪()158‬فكـــــل هـــذا أصـــله متَّحـــد‬ ‫ليس يحمــد)‬ ‫وقيل بالمثال‬ ‫(‪()159‬وقيل أحــــرف أوائل الســــــور‬ ‫مـــــع كل خبر)‬ ‫قـــــد كان ناسخا‬ ‫(‪()160‬وقيل ما قد كان منسوخـــــا وما‬ ‫يسمى محكما)‬ ‫التشاب ـه هو خلف الح كم وعرّفوه بأن ـه‪ :‬هو الذي اخت فى معناه‪ ،‬ولفاء معناه سببان؛ أحده ا‬ ‫اجال الل فظ‪ ،‬وثانيه ما أن يكون ظاهره مال فا لدل يل الع قل وذلك ك ما إذا كان ف ظاهره تشب ـيه‬ ‫الباري عزو جل بل قه كآ ية ال ستواء‪ ،‬ف هو باعتبار سببـه ق سمان م مل و ما كان ظاهره التشب ـيه‪،‬‬ ‫وهذا ال د الذي ذكره الصنف و هو أن التشابـه ما اخت فى معناه شا مل لكثر التعاريف الواردة من‬ ‫العلماء ف التشابـه‪ ،‬فيدخل تتـه قول من قال‪ :‬إن التشابـه ما كان له احتمالن فصاعدا يتفي فيه‬ ‫العن الراد منـه ول يعلم ال بدليل خارجي؛ وهذا الدليل هو الذي نسميه بالبـيان‪ ،‬ويدخل تتـه‬ ‫أي ضا من قال‪ :‬إن التشاب ـه هو ما كان مُب ـهمَا وذلك ك ما ف قوله تعال‪ :‬عليهـا تسـعة‬ ‫عشر الد ثر ‪ 30 :‬فأبـهم العدود من هذه الية فلم يُ ْدرَ ما هو واحت مل أن يكون تسعة عشر ملكا‬ ‫وأن يكون تسـعة عشـر صـفا إل غيـ ذلك وكمـا فـ قوله تعال‪ :‬ويحمــل عرش ربــك‬ ‫فوقهم يومئذ ثمانية الاقة ‪ 17 :‬فحقيقة الثمانية مبـهمة‪ ،‬ووجه دخول هذا ف تعريف الصنف‬ ‫‪ )(207‬الشيخان ها أبو بكر الصديق وعمر بن الطاب وها أشهر من أن ُيعَ ّرفَا صاحبـي النبـي وخليفتاه من بعده متفق‬ ‫على تقديهما ل يشذ ف هذا إل الشيعة فإنـهم أساءوا إل أنفسهم ببغضهما ففحش مذهب الشيعة إنا أتى من موقفهم من‬ ‫هذين الصحابـيي ـ الذي تبناه الثن عشرية بلف الزيدية ـ قال الشيخ السالي عنـهم ف منظومة "كشف القيقة"‪:‬‬ ‫ويدعون أفضـل الثـــــواب"‪.‬‬ ‫"فيشتمون أفضــل الصحـــاب‬ ‫‪151‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫إن ا هو من ح يث خفاء الع ن الراد‪ ،‬ويد خل تت ـه أي ضا قول من قال‪ :‬إن التشاب ـه هو ما ل يعلم‬ ‫تأويله إل ال كو قت ال ساعة وككيف ية ال شر وكحقي قة الثواب وحقي قة العقاب إل غ ي ذلك وو جه‬ ‫دخوله فيما تقدم بامع الفاء‪ ،‬ولذا قال الصنف‪( :‬فكل هذا أصله متحد) أي أصل هذه القاويل واحد‬ ‫وهو الفاء‪ ،‬وقوله‪( :‬وجعله أشياء‪ ..‬ال) أي جعل ما ذُكر هاهنا أشياء متعددة لعان متلفة غي ممود‬ ‫لن كل وا حد من تلك القوال ان ا اع تب ج هة من جهات الفاء‪ ،‬فالقدر الشترك ب ـي الم يع هو‬ ‫الفاء فينب غي أن يؤخذ ف تعريف التشابـه فتكون تلك القاويل أنوا عا له ك ما صنع الصنف‪ ،‬وأ ما‬ ‫قوله‪( :‬وقيل أحرف‪ ..‬ال) فهذه ثلثة أقاويل ف التشابـه خارجة عن ضابط الفاء ‪:‬‬ ‫أحدهـا‪ :‬أن التشاب ـه هو الروف القطّ عة ف أوائل ال سـوركـ(ال ـ ال ص ـ الر ـ ال ر ـ‬ ‫كهيعيص‪ ..‬إل آخرها) ووجه الروج من ذلك الضابط هو أن القول بـه يفيد حصر التشابـه ف‬ ‫هذه الروف دون ما عداها من اليات‪.‬وثانيها‪ :‬أن التشابـه هو القصص والمثال وهو معن قوله‪:‬‬ ‫(وقيل بالمثال مع كل خب)‪.‬وثالثها‪ :‬أن التشابـه هو ما كان منسوخا من اليات‪ ،‬وأما ما كان‬ ‫منـها ناسخا فيسمى مكما‪.‬‬ ‫حتى يبـين أظهــر‬ ‫(‪()161‬وحكمه الوقــــــوف في الجمــال‬ ‫احتمـال)‬ ‫أو يلزمـــــن تناقــض‬ ‫(‪()162‬والرد للمحـــــكم حكم الثاني‬ ‫القـرآن)‬ ‫ل ا كان التشاب ـه ق سمي ث بت ل كل ق سم ح كم‪ ،‬فله أي ضا حكمان فأ ما ح كم الج مل من ـه ف هو‬ ‫الوقوف عن تعيي الراد منـه وعن العمل بـه حت يبـي الراد منـه بدليل يسمى بـيانا وهذا معن‬ ‫قوله‪( :‬حت يبـي أظهر احتمال)‪ .‬وأما حكم النوع الثان منـه وهو ما كان ظاهره التشبـيه فحكمه‬ ‫أن ُيرَد إل الح كم من اليات فيف سر ب ـه لقوله تعال‪ :‬منــه آيات محكمات هـن أم‬ ‫الكتاب آل عمران ‪ 7 :‬ومثال ذلك قوله تعال‪ :‬الرحمـن على العرش اسـتوى‬

‫طـه ‪5 :‬‬

‫فإنــه يبـ أن يرد إل قوله تعال‪ :‬ليــس كمثله شيــء الشورى ‪ 11 :‬فيسـتحيل أن يفسـر‬ ‫الستواء بالستقرار لنـه لو ف سر بذلك لكان مثله شيء ف ذلك الو جه فيلزم تنا قض القرآن والقول‬ ‫بتناقضه باطل وهذا معن قوله‪( :‬أو يلزمن تناقض القرآن)‪.‬‬

‫‪152‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫البـــاب الرابـــع‬ ‫ـ مـن الركـن الثــاني ـ‬ ‫في الوعــــد والوعيـــد‬ ‫وفيه أربعة فصول‬ ‫الفصـــل الول‬ ‫في المـوت والبعـث والحسـاب‬ ‫أي وف غي ذلك من العان كبـيان الرزق وعذاب القب والوض والكتب‪.‬‬ ‫بـه كــذاك‬ ‫(‪()163‬والموت حق يجــب اليمــــــان‬ ‫البعــــــث والحسبان)‬ ‫أي الوت ثابت على كل ذي روح ل يشك ف ثبوتـه أحد لنـه موجود ضرورة‪ ،‬فيجب اليانـه‬ ‫بـه تصديقا لقوله تعال‪ :‬كل نفس ذائقة الموت آل عمران ‪ 185 :‬فنعتقد أن كل ذي روح‬ ‫يوت‪ ،‬وأمـا مـا عدا ذوات الرواح فالفناء فـ حقهـم ثابـت فهـم يفنون قطعـا لقوله تعال‪ :‬كـل‬ ‫شيـء هالك إل وجهـه القصـص ‪ 88 :‬فالوت فناء خاص بذوات الرواح‪ ،‬والفناء عدم عام لاـ‬ ‫ولغيها‪ ،‬وكذلك البعث ثابت بالباهي النقلية فاليان بـه واجب‪ ،‬وكذلك الساب بعد البعث ثابت‬ ‫بالباهي النقلية أيضا فاليان بـه واجب أيضا‪.‬‬ ‫ث إنـه أخذ ف بـيان كيفية الوت والبعث فقال‪:‬‬ ‫والبعـــث ردهـا‬ ‫(‪()164‬فالموت أن تفارق الروح الجســـد‬ ‫اليــــــه للبد)‬ ‫اي فالوت هـو مفارقـة الروح للجسـد‪ ،‬لن حياة السـد إناـ هـي بسـبب مازجـة الروح له‪ ،‬قال فـ‬ ‫"القناطـر"(‪" :)208‬واختلفوا ف كيف ية ق بض الروح فقال ب عض العلماء‪ :‬إن ملك الوت للروح بن ـزلة‬ ‫‪ )(208‬قنا طر اليات (‪ )3/522‬ـ بت صرف ف الن قل ـ و هو من تأل يف العل مة أ بو طا هر ا ساعيل بن مو سى اليطال‬ ‫النفوسي من علماء الباضية ف النصف الول من القرن الثامن الجري وجيطال من مدن جبل نفوسة (ف ليبـيا حاليا) مقر‬ ‫الباض ية هناك‪ ،‬درس على يد أب ـي مو سى الطرمي سي و من مدر ستـه ترج واشت غل بالتدر يس ف مدر سة أب ـي ز يد‬ ‫الزغور ت ح يث شارك صديقه وزميله العل مة أب ـي عز يز ث انت قل إل فر سطاء فقام في ها بالتدر يس ت سع سنوات كاملة‪،‬‬ ‫وأخيا انتقل إل جزيرة "جربة" (ف تونس حاليا) وبقي فيها إل أن وافاه الجل الحتوم فلحق بربـه سنة ‪750‬هـ وصفه‬ ‫العل مة علي ي ي مع مر بقوله‪" :‬كان يشت غل بالتدر يس وكان ل يتو قف عن دروس الو عظ والرشاد ول ي قف عن ال مر‬ ‫بالعروف والنـهي عن النكر‪ ،‬فقد كان يعيش ف متمعه عيشة حقيقية‪ ،‬يعرف ما يقع فيه من هدى وضلل‪ ،‬ولذلك فقد‬ ‫كان يارب أسباب الضلل حربا متصلة ل تتوقف ول تـهادن‪ ،‬سواء كان هذا الضلل زيفا ف العقيدة‪ ،‬أوانرافا ف العمل‪،‬‬ ‫أو ا ستـهانة بالوا جب أو جهل بأحكام د ين ال‪ ،‬و قد كان يغ شى ال سواق‪ ،‬ويد خل الجتمعات يب ـي للناس ال ق من‬ ‫الباطل واللل من الرام "‪ .‬ووصفه الشماخي بأنـه‪" :‬كان مستجاب الدعاء"‪ .‬من تصانيفه‪" :‬قناطر اليات ـ ط ‪3‬ج"‬ ‫(على نسق "إحياء علوم الدين" للغزال) و"قواعد السلم ـ ط" ف الفقه و"شرح نونية أبـي نصر" ف التوحيد و"أجوبة‬ ‫‪153‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫حجر الغناطيس ف جذبـه للحديد وأنـه إذا ظهر اللك للروح طارت اليه‪ ،‬وقال قوم‪ :‬إن ال تعال‬ ‫يرج الروح فيتلقّاها اللك‪ .‬قال‪ :‬والصحيح أن ال سبحانـه هو الذي ييي وييت وهو أعلم بكيفية‬ ‫ذلك "(انتـهى)‪ .‬وف تصحيحه ـ رحه ال ـ اشارة إل التوقف عن القول بأحد القولي فهو مذهب‬ ‫ثالث له‪ ،‬ووجه تصحيحه للتوقف أن هذا شيء ل يطلع عليه إل بتوقيف من الشارع وكأنـه ل يثبت‬ ‫عنده توقيف فرأى التوقفَ أول‪.‬‬ ‫وقوله‪( :‬والب عث رد ها إليه) أي رد الروح إل ال سد خلقا ثان يا وإعادة ابتدائية بعد إعدام م ض‪ ،‬ف هو‬ ‫م كن عقل و صرّح بثبوت ـه الن قل قال تعال‪ :‬كمـا بدأنـا أول خلق نعيده‬

‫النبــياء ‪104 :‬‬

‫وقال‪ :‬قـل يحييهـا الذي أنشأهـا أول مرة يـس ‪ 79 :‬فلي ست العادة أ شد من النشاء‬ ‫الول وال كل ف قدرت ـه م كن ووا قع بل شك فاليان بالب عث وا جب‪ .‬وقوله‪( :‬لل بد) الراد بال بد‬ ‫عدم الغاية فيما يستقبل ـ أي رد الروح للجسد بعد الوت ـ هي حياة ل غاية لا إما ف نعيم وإما ف‬ ‫جح يم‪ ،‬وهذا التأب ـيد خاص للمكلف ي دون غي هم من اليوانات والشرات فإن ـها إن ا تب عث ث‬ ‫تصي ترابا‪ ،‬وأما أولد الكلفي فحكمهم ف البعث حكم آباءهم لكن يلد من ل يبلغ منـهم ف النة‬ ‫لعدم نقضهم اليثاق الذي أخذ ال عليهم‪ ،‬وكذلك حكم الجاني ف البعث حكم الكلفي فإنـهم إما‬ ‫أن يكونوا قد أتت عليهم حالةً حكمهم فيها حكم البالغي فهم على ذلك الكم من خي أو شر‪ ،‬وإما‬ ‫أن يكونوا ل تأت علي هم حالة من ذلك فحكم هم حينئذ ح كم من ل يبلغ اللم لعدم نقض هم اليثاق‬ ‫أيضا وال أعلم‪.‬‬ ‫ومــــــا سوى‬ ‫(‪()165‬والقول بالمساك في الروح أحـــــق‬ ‫التخمين للذي نطق)‬ ‫اختلف العلماء ف ب ـيان الروح‪ ،‬فو قف ب عض عن تعيين ـها وخاض آخرون ف ب ـيانـها‪ ،‬والقول‬ ‫بالوقوف أول وأثبت لعدم الدليل الصرح بتعيينـها وبـيان كيفية حالا‪ ،‬فالائضون ف بـيانـها مع‬ ‫عدم ال نص ال صرح بذلك ل يس ل م م ستند غ ي التخم ي و هو القول بال ظن‪ ،‬ولن ال ل ي ب نب ـيه‬ ‫بالروح و قد سئل عن ـها فقال له رب ـه‪ :‬قـل الروح مـن أمـر ربــي السـراء ‪ 85 :‬فالعلم‬ ‫بـها ما استأثر ال بـه ول يطلع عليه أحدا‪.‬‬ ‫أما الائضون ف بـيان الروح فقالوا إنـه تعال ل يُمِت نبـيه إل وقد أطلعه على حقيقة الروح وأما‬ ‫قوله‪ :‬قل الروح من أمر ربـي فذلك لوافقة ما ف التوراة ليكون موافقتـها عَلَمَا على‬ ‫الئمة" ف الفقه و"كتاب الج والناسك" وكتاب ف "الساب والفرائض" (أي الواريث) وهذه الربعة مطوطة‪"( .‬السي"‬ ‫ـ للشما خي ‪ 2/195‬ـ "الباض ية ف مو كب التأر يخ" علي مع مر ›الل قة الثان ية ـ الق سم الثا ن‹ ‪ 107‬ـ "قوا عد‬ ‫السلم" للجيطال ج ‪ /1‬مقدمة الشيخ بكلي عبد الرحن)‪.‬‬ ‫‪154‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫نبوتــه؛ وذلك أن اليهود أمروا قريشـا أن يسـألوا رسـول ال عـن ثلث وقالوا‪ :‬إن أجاب عنــها‬ ‫كلها فليس بنبـي وإن سكت عنـها كلها فليس بنبـي وإن أجاب عن بعضها وسكت عن بعض‬ ‫فهو نبـي وتلك الثلث هي‪ :‬الروح وأصحاب الكهف وذو القرني‪ .‬فأفتاه ربـه ف أصحاب الكهف‬ ‫وذي القرنيـ وأمره فـ الروح بقوله‪ :‬قـل الروح مـن أمـر ربــي وكان فـ التوراة أن‬ ‫الروح من أمر ال فطابق جوابـه ما ف كتابـهم(‪.)209‬‬ ‫قالوا‪ :‬فال مر بالوقوف عن الوض ف الروح إن ا هو لذا العارض ل لن العلم بالروح م ا ل يُطلع‬ ‫عليه أحدا‪.‬‬ ‫قلنـا‪ :‬ب عد ت سليم ما قلتموه ل ُيطّلَ عُ على حقي قة الروح إل بتوق يف من الشارع‪ ،‬ول يرد التوق يف‬ ‫فالطلع متعذر فالكف عن الوض فيها أول وأحق‪.‬‬ ‫وقبـــل رزقـــــه‬ ‫(‪()166‬ولم يمت قبل انقضا العمـــــر أحد‬ ‫الذي له يُحد)‬ ‫أو شبـهــــة والله‬ ‫جـَرا‬ ‫(‪()167‬كان حلل أو حـرامـــــا ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫كـــــل قـدرا)‬ ‫إل وربنــــــا‬ ‫(‪()168‬إذ ليس في العالم شيء يصـــــدر‬ ‫لــــــــه مقـــدر)‬ ‫اعلم أن ال تبارك وتعال قـد وقّتـ الجال وحدد العمار فل يوت أحـد قبـل انقضاء عمره‪ ،‬وقبـل‬ ‫استيفاء أجله قال تعال‪ :‬لكل أجل كتاب الر عد ‪ 38 :‬وقال تعال‪ :‬فإذا جاء أجلهم ل‬ ‫يسـتأخرون سـاعة ول يسـتقدمون الن حل ‪ 61 :‬سواء كان هذا ال يت مَّيتَا ح تف أنْفِه أو‬ ‫مقتول‪ ،‬وذهبت العتزلة إل أن القتول ميت ف غي أجله وقبل انقضاء عمره وأنـه لو ل يقتل لعاش إل‬ ‫الوقت الذي ُح ّددَ له‪ ،‬وهو مذهب فاسد بـينّا بطلنـه ف غي هذا الكتاب‪.‬‬ ‫وكذلك قدر ال الرزاق ف من قُدّر له رزق فل يوت ق بل ا ستيفاء رز قه الذي قدر له كان ذلك الرزق‬ ‫(حلل) وهو ما ل يرد ف تناوله عقاب‪( ،‬أو حراما) وهو ما ورد ف تناوله عقاب‪( ،‬أو شبـهة) وهو‬ ‫ما تاذب ـه أ صلن أصل يقت ضي تليله وأصل يقت ضي تري ه ول يتر جح واحد من ـهما على ال خر‪،‬‬ ‫وال تعال قدر جيع ذلك فهو تعال مؤجل للجال ورازق العباد بأي جهة كان رزقهم إذ ليس يوجد‬ ‫شيء من الخلوقات أو فيها إل وربنا تعال هو القدر لذلك؛ هذا مذهبنا ومذهب الشعرية‪ ،‬وذهبت‬ ‫العتزلة إل أن ال تعال ل يرزق الرام لن رزق الرام قبـيح ومنعوا اطلق اسم الرزق على الرام‪.‬‬ ‫‪ )(209‬هذه الرواية أخرجها ابن جرير الطبي ف "تفسيه" (‪ 8/174‬ـ ‪ 175‬دار الكتب العلمية) من طريق ابن عباس‬ ‫[ف أول تفسي سورة الكهف] وف اسنادها نظر ففي اسنادها مهول‪ ،‬ويونس بن بكي فيه كلم‪ ،‬وممد بن اسحاق مدلس‬ ‫وال أعلم‪.‬‬ ‫‪155‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫قلنا‪ :‬إن ُقبْ حَ ذلك متوقف على نـهي الشارع عنـه والرب تعال غي مكوم عليه بشيء؛ بل هو‬ ‫الاكـم فـ الشياء وهـو الفعال لاـ يريـد والشياء جيعهـا ملك له ل معارض له فـ شيـء منــها‬ ‫والتصرّف ف ملكه أو ف شيء منـه ل يكون فاعل لقبـيح وال تعال أعلم‪.‬‬ ‫أقول‪ :‬وبعد أن نظمت هذه البـيات بدة وقفت على الشطر الول من البـيت منـها ف " َزبَد"‬ ‫ابن رسلن(‪ )210‬ونصه‪:‬‬ ‫والروح تفن ليس تبقى للبد‬ ‫ول يت قبل انقضا العمر أحد‬ ‫فهو من توارد الواطر وال أعلم‪.‬‬ ‫تواتـر الخبــــــار‬ ‫(‪()169‬ثم عذاب القـــــبر مما جـــاء بـه‬ ‫معنى فانتبـه)‬ ‫ت‬ ‫حــــل‬ ‫(‪()170‬واعتقدن صدقـــــه ول ت ُ ِ‬ ‫مي ْ ٍ‬ ‫تعذيب َ‬ ‫لوجــــــوه تحتمل)‬ ‫الراد ب ـ(عذاب ال قب) هو عذاب ال يت مطل قا كان مدفو نا أو ف بطون السباع والطيور أو ف بطون‬ ‫اليتان أو على وجه الرض‪ ،‬وعّبرَ عن هذا كله بعذاب القب لنـه الغالب ف الوتى‪ ،‬وإذا ثبت عذاب‬ ‫القب با سيأت ثبت أيضا نعيمه لن أراد ال تنعيمه فيه من أهل السعادة إذ ل قائل بالفرق بـينـهما‪،‬‬ ‫وعذاب القب قد وردت ف ثبوتـه الحاديث النبوية وأشارت اليه اليات القرآنية؛ فمن تلك اليات‬ ‫قوله تعال‪ :‬النار يعرضون عليهـــا غدوَّا ً وعشيـــا ويوم تقوم الســـاعة‬ ‫أدخلوا آل فرعون أشد العذاب غافر ‪ 46 :‬فقوله تعال‪ :‬يعرضون عليها غدوَّاً‬ ‫وعشيا دال على أن ذلك العرض قبل يوم القيامة ـ وهو الطلوب ـ‪ .‬وأما الحاديث النبوية فقد‬

‫‪ )(210‬الش يخ أ بو العباس شهاب الد ين أح د بن ح سي بن ح سن بن علي بن أر سلن الرملي‪ ،‬فق يه شاف عي‪ .‬ولد بالرملة‬ ‫(بفلسطي) عام ‪773‬ه ـ وانتقل ف كبه إل القدس‪ ،‬فتوف ب ـها‪ .‬وكان زاهدا مت ـهجدا‪ ،‬له "الز بد ـ ط" منظو مة ف‬ ‫الف قه ويقال ل ا " صفوة الز بد" و "شرح سنن أب ـي داود" و "منظو مة ف علم القراآت" و "شرح البخاري" ثلث ملدات‬ ‫وصل فيه إل باب الج‪ ،‬و "طبقات الشافعية" تراجم‪ ،‬و"تصحيح الاوي" ف الفقه‪ ،‬و "إعراب اللفية" نو‪ ،‬وغي ذلك‪ ،‬توف‬ ‫سنة ‪884‬هـ‪( .‬نقل عن "العلم" ـ للزركلي ‪.)1/117‬‬ ‫‪156‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫قال صاحب "العال"(‪ )211‬ـ رح ه ال تعال ـ‪ :‬ان ـها ما تواتر معنً‪ )212(.‬أي مع ن عذاب ال قب قد‬ ‫بلغ حد التواتر ف الحاديث الت جاءت بـه وإن اختلفت عباراتـها‪ ،‬فمن تلك الحاديث قوله ‪:‬‬ ‫»عذاب القب حق«(‪ )213‬وقوله‪» : :‬إن الوتى ليعذبون ف قبورهم‪ ..‬الديث«(‪.)214‬‬ ‫وقوله‪( :‬واعتقدن صدقه) أي صدق عذاب ال قب‪ ،‬أي إن من شأن ما تواترت ب ـه الخبار أن يق طع‬ ‫ب صدقه‪ ،‬وقوله‪( :‬تُحِل تعذ يب مَيْت) أي ول ت قل إن عذاب ال يت مال ك ما ذه بت ال يه طائ فة؛ ل نا‬ ‫نقول‪ :‬إنـه ليس بحال فإنـه يتمل أن يرد ال عليه روحه فيحس أل العذاب‪ ،‬ويت مل أن يلق ال‬ ‫فيه حاسة يس بـها أل العذاب ويتمل غي ذلك وهو معن قوله‪( :‬لوجوه تتمل) على أنـه ل يرد‬ ‫النص أن اليت يعذب وهو ميت ف حال مفارقة روحه للجسد‪.‬‬ ‫خــــــــيرا وشــرا‬ ‫(‪()171‬أما الحســــــاب فهو تمييز العمل‬ ‫ليراه من فعل)‬ ‫أي ح ساب ال لل قه يوم القيا مه إن ا هو تي يز العمال ال سنة من العمال القب ـيحة فيى الفا عل‬ ‫أعماله اليية وأعماله الشرية‪ ،‬وليس الساب يومئذ كحساب بعضنا لبعض لستلزامه التشبـيه الذي‬ ‫ييله الع قل ويبطله الن قل‪ ،‬هذا ما عل يه ال صحاب ـ رح هم ال تعال ـ والذي أقوله‪ :‬أن ـه ل‬ ‫بأس أن يكون الساب يوم القيامة هو الساب التعارف فيما بـيننا‪ ،‬ويكون ا ُلحَاسِب يومئذ هو خلق‬ ‫‪ )(211‬العلمة عبد العزيز بن الاج بن ابراهيم الثمين اللقب بضياء الدين أحد علماء الباضية بالزائر ولد عام ‪1130‬هـ‬ ‫بوادي ميزاب تتلمذ على يد الشيخ أبو زكريا يي بن صال وكان أكثر ملزمة له حت انتـهت له المامة العلمية وأسند إليه‬ ‫رسيا مشيخة السجد ببلدتـه سنة ‪1201‬هـ ومشيخة ميزاب بأسرها وعي رئيسا لجلس (عمي سعيد) وهو ملس يشكله‬ ‫الباض ية لتنظ يم أمور هم الدين ية والدنيو ية قائم على أ ساس ال مر بالعروف والن ـهي عن الن كر يعرف با سم ملس العزّا بة‬ ‫وي ضم خيار أ هل البلد ـ والعزا بة من العزوب عن الدنا يا ل من العَزَب و هو غ ي التزوج بل من شروط أعضائه أن يكون‬ ‫متزوجا ـ من تصانيفه "النور ـ ط" شرح لنظومة أبـي نصر‪" ،‬ومعال الدين ـ ط ف جزئي" وها ف العقيدة‪ ،‬و"النيل‬ ‫وشفاء العل يل ـ ط" و"التكم يل ل ا أ خل ب ـه كتاب الن يل ـ ط" و"الورد الب سام ـ ط" و"التاج" اخت صر ف يه من ـهج‬ ‫الطالبـي للشقصي (مطوط) وهي ف الفقه‪ ،‬وغيها وكتابـه النيل هو الذي قام بشرحه العلمة الزائري قطب الئمة‪.‬‬ ‫توف يوم السبت ‪ 11‬رجب من عام ‪1220‬هـ‪( .‬مقدمة "شرح النيل وشفاء العليل" ‪ 1/6‬ـ و"معال الدين" ‪.)1/9‬‬ ‫‪ )(212‬ف "معال الدين" للثمين (‪ 2/171‬ـ ‪/ 172‬التراث العمانية)‪.‬‬

‫‪ )(213‬جاء من طريق السيدة عائشة رضي ال عنـها رواه البخاري ف "صحيحه" [‪ ]1372‬وأحد ف "مسنده" [‪24574‬‬ ‫و ‪ ]25473‬والطيالسي ف "مسنده" [‪ ]1411‬وأبوبكر الشافعي ف "الغيلنيات" [‪ .]352‬ورواه البـيهقي ف "العتقاد"‬ ‫ص(‪/ 128‬الك تب العلم ية) عن أب ـي هريرة ‪ .‬ورواه ال طبان ف "الكب ـي" (‪ 25/95‬بر قم ‪ )243‬عن أم خالد ب نت‬ ‫خالد‪ .‬وغيهم‪.‬‬ ‫‪ )(214‬جاء من طريق ابن مسعود رواه الطبان ف "العجم الكبـي" (‪ 10/200‬برقم ‪ )10459‬وعنـه يقول اليثمي ف‬ ‫"ممع الزوائد" (‪ 3/182‬دار الفكر)‪" :‬رواه الطبان ف الكبـي واسناده حسن"‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫‪157‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫من خل قه تعال جعله لذلك ـ فل يلزم على هذا العن ما ُذ كر من التشب ـيه ـ والقول ب ـه عندي‬ ‫أول؛ لن ظواهر اليات والروايات دالة عليه فلو قيل بغيه لزم صرف كثي من اليات والروايات على‬ ‫خلف ظاهرهـا مـع امكان الخـذ بالظاهـر‪ ،‬فمـن تلك اليات قوله تعال‪ :‬يوم تأتــي كــل‬ ‫نفس تجادل عن نفسها الن حل ‪ 111 :‬ففي هذه المجادلة النص الصريح على ما قدم تُ‬ ‫ذكره من ب ـيان ال ساب ومن ـها قوله تعال‪ :‬حتـى إذا مـا جاءوهـا شهـد عليهـم‬ ‫سـمعهم وأبصـارهم وجلودهـم بمـا كانوا يعملون ‪ o‬وقالوا لجلودهـم‬ ‫لم شهدتـم علينـا‪ ..‬ال ية ف صلت ‪ 20 :‬و ‪ 21‬ف في هذه ال ية ما يدل على أن هنالك ماط بة وتكل ما‬ ‫وشهودا‪ ،‬وكذا قوله تعال‪ :‬اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد‬ ‫أرجلهم‪ ..‬يس ‪ 65 :‬وكذلك قوله تعال‪ :‬وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد‬ ‫ق ‪. 21 :‬‬ ‫ومن الروايات الدالة ظاهرها على ما قلتـه ما أخرجه الترمذي(‪ )215‬وصححه‪» :‬ل تزول قدما عبد يوم‬ ‫القيامة حت يسأل عن أربع؛ عن عمره فيما فيما أفناه‪ ،‬وعن علمه ما عمل بـه‪ ،‬وعن ماله من أين‬ ‫اكت سبـه وفي ما أنف قه‪ ،‬و عن ج سمه في ما أبله«(‪ )216‬و ما أخر جه البزار(‪» :)217‬يرج ل بن آدم يوم‬ ‫‪ )(215‬الافظ أبو عيسى ممد بن عيسى بن سورة السلمي الترمذي صاحب "السنن" أحد أئمة الديث وتفقه فيه على يد‬ ‫البخاري وسع من قتيبة بن سعيد وابراهيم بن عبدال الروي واساعيل بن موسى السدي وآخرون وعنـه أبو حامد الروزي‬ ‫واليثم بن كليب الشاشي وأحد بن يوسف النسفي وآخرون قال ابن حبان‪ :‬كان أبو عيسى من جع وصنف وحفظ وذاكر‪.‬‬ ‫وقال الليلي‪ :‬ثقة متفق عليه وقال الدريسي‪ :‬كان أبو عيسى يضرب بـه الثل ف الفظ‪ .‬وقال الاكم‪ :‬سعت عمر بن‬ ‫علك يقول‪ :‬مات البخاري فلم يلف برا سان م ثل أب ـي عي سى ف العلم وال فظ والورع والز هد ب كى ح ت ع مي‪ .‬من‬ ‫تصانيفه "السنن" مطبوع و "الزهد" (مفقود) و"الساء والكن" و"الشمائل الحمدية" مطبوع مات سنة ‪279‬هـ ("تذكرة‬ ‫الفاظ" للذهبـي برقم ‪ 658‬ـ "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر برقم ‪.)6497‬‬ ‫‪ )(216‬جاء من طريق أبـي برزة السلمي رواه الترمذي ف "سننـه" [‪ ]2417‬والدارمي [‪ ]537‬وأبو نعيم ف "اللية"‬ ‫[‪ ]15109‬والطيب البغدادي ف "اقتضاء العلم العمل" رقم [‪ ]1‬والجري ف "أخلق العلماء" ص(‪/ 56‬الكتب العلمية)‪.‬‬ ‫وجاء من طريق معاذ رواه الطبان ف "الكبـي" (‪ 20/61‬رقم ‪ )111‬والطيب ف "الامع لخلق الراوي" [‪]28‬‬ ‫وف "اقتضاء العلم العمل" برقم [‪ 2‬و ‪ ]3‬والجري ف "أخلق العلماء" ص(‪ )55‬وابن عساكر ف "البلدانية" ـ البلد الثامن‬ ‫ـ ص(‪ )72‬والشجري ف "أماليه" (‪ .)1/69‬وجاء عند الدارمي برقم [‪ 538‬و ‪ ]539‬موقوف على معاذ ‪.‬‬ ‫‪ )(217‬الا فظ أ بو ب كر أح د بن عمرو بن عبدالالق الب صري أ حد علماء الد يث له "الب حر الزخار أو ال سند العلل" جاءت‬ ‫تسميتـه هذه لنـه يورد الديث بسنده فيتكلم على السند والت بطريقة العال الناقد وقام اليثمي بتلخ يص هذا الكتاب‬ ‫على هيئة اخراج زوائد الكتاب ـ و هي الحاد يث ال ت انفرد ب ـها صاحب الكتاب عن الك تب ال ستة ـ و ساه "ك شف‬ ‫الستار عن زوائد البزار" وطبع ف ‪4‬ج بتحقيق الحدث العظمي أما "السند العلل" فقد طبع منـه بعض أجزاءه ـ طبعت‬ ‫من ـه ‪8‬ج نشرت ـها مكت بة العلوم وال كم بالدي نة النورة ـ قال عن ـه الط يب البغدادي‪ :‬كان ث قة حاف ظا صنف ال سند‬ ‫‪158‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫القيا مة ثل ثة دواو ين‪ :‬ديوان ف يه الع مل ال صال‪ ،‬وديوان ف يه ذنوب ـه‪ ،‬وديوان ف يه الن عم من ال عل يه‪.‬‬ ‫فيقول ال تبارك وتعال لصغر نعمه ـ أحسبـه قال ف ديوان النعم ـ خذي ثنك من عمله الصال‪.‬‬ ‫فت ستوعب عمله ال صال‪ ،‬ث تنت حي وتقول‪ :‬وعز تك ما ا ستوفيت‪ ،‬وتب قى الذنوب والن عم و قد ذ هب‬ ‫الع مل ال صال‪ ،‬فإذا أراد ال أن ير حم عبدا قال‪ :‬يا عبدي قد ضاع فت لك ح سناتك وتاوزت عن‬ ‫سيئاتك ـ أحسبـه قال‪ :‬ووهبت لك نعمي ـ«(‪ )218‬وغي هذا من الحاديث كثي فل نطيل بإيراده‬ ‫هاهنا لن القام إنا هو مقام اختصار‪..‬وال أعلم‪.‬‬ ‫خ َّ‬ ‫أو فاســق‬ ‫صٌر ليعلـــــمـــا‬ ‫(‪ُ ()172‬‬ ‫ص بـه مقـــ ِّ‬ ‫ليـــــكثـــر التندُّمــا)‬ ‫بل حســـاب أو إلى‬ ‫(‪()173‬وما عداهمـــا إلى الجنــــــان‬ ‫النــــــيران)‬ ‫وتكلم على الحاد يث وب ـي علل ها‪ .‬وقال أ بو الش يخ‪ :‬كان أ حد حفاظ الدن يا رأ سا‪ .‬قدح ف يه الدارقط ن فقال‪ :‬ي طئ ف‬ ‫السناد والت‪ .‬حدث بالسند بصر حفظا ينظر ف كتب الناس ويدث من حفظه ول يكن معه كتب فأخطأ ف أحاديث‬ ‫كثية‪ .‬وقال أبو أحد الاكم‪ :‬يطئ ف السناد والت‪ .‬وقال حزة السهمي عن الدارقطن‪ :‬كان ثقة يطئ كثيا ويتكل على‬ ‫حف ظه‪ .‬تو ف بالرملة سنة ‪ 292‬هجر ية ("ميزان العتدال" ‪ 1/124‬و "تذكرة الفاظ" ـ للذهب ـي ‪ 2/653‬ـ "ل سان‬ ‫اليزان" لبن حجر ‪)1/237‬‬ ‫‪ )(218‬أخرجه البزار برقم [‪/ 3444‬كشف الستار] من طريق أنس‬ ‫دار الفكر)‪" :‬رواه البزار وفيه صال الري وهو ضعيف"‪ .‬ا‪.‬هـ‬ ‫وله شواهد ضعيفة ففي "حل ية الولياء" لبـي نعيم (‪ 4/281‬رقم ‪" :)5579‬حدثنا عبدال حدثنا أحد حدثنا أحد‬ ‫حدثنا يزيد بن هارون قال‪ :‬أنبأنا السعودي عن عون قال‪ :‬يرج لبن آدم يوم القيامة دواوين؛ ديوان فيه السنات‪ ،‬وديوان‬ ‫فيه السيئات‪ ،‬وديوان فيه النعم‪ ،‬فل ترج حسنة إل خرجت نعمة تستوعبـها‪ ،‬وتبقى السيئات ل فيها الشيئة‪ ".‬ا‪.‬هـ عون‬ ‫بن عبدال تاب عي وال سعودي ف يه كلم‪ ،‬فل ي صلح هذا ال ب أن يكون شاهدا‪ .‬وأخرج أبويو سف القا ضي صاحب أب ـي‬ ‫حنيفة ف "الثار" ويسمى أيضا "مسند أبـي يوسف" برقم [‪ ]915‬قال‪" :‬حدثنا يوسف عن أبـيه عن أبـي حنيفة عن‬ ‫عون بن عبدال عن ا بن م سعود أن ـه قال‪ :‬يقدم الناس يوم القيا مة على ثل ثة دواو ين؛ ديوان ف يه ال ساب‪ ،‬وديوان ف يه‬ ‫النعم‪ ،‬وديوان فيه الذنوب‪ ،‬فيقابل بالساب النعم فيستغرقها وتبقى الذنوب فهي الت فيها الغفرة"‪ .‬وهو تآلف أيضا عون بن‬ ‫عبدال ل يدرك ابن مسعود ويقال ان روايتـه عن الصحابة مرسلة بل ذكر الدارقطن أن روايتـه عن ابن مسعود مرسلة ـ‬ ‫كما هنا ـ‪ .‬كذا ف "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر (‪ .)8/147‬هذا بالضافة إل أنـه موقوف على ابن مسعود‬ ‫مع أن حقه أن يكون مرفوعا إذ ل يصح الخبار بـهذا ال بطريق الوحي‪.‬‬ ‫كما رواه أيضا أسد بن موسى ف (الزهد) برقم [‪" :]91‬حدثنا أسد حدثنا يزيد بن عطاء‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن بكر بن عبدال‬ ‫الز ن‪ ،‬عن أب ـي را فع قال‪ :‬بلغ نا أن ـه ياء يوم القيا مة ل بن آدم بثلث دواو ين‪ :‬ديوان ف يه الن عم …" فذكره ل كن أ سدا‬ ‫نفسه تكلموا ف حفظه وشيخه يزيد بن عطاء اليشكري لي الديث كما ف التقريب (ص ‪ 533‬مؤسسة الرسالة) ومنـه‬ ‫ترى ان الديث ل يرقى لرتبة الصحة‪ .‬وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ .‬وعنـه يقول اليثمي ف "ممع الزوائد" (‪10/648‬‬

‫‪159‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أي خُ صّ بال ساب صنفان من الناس أحدهمـا‪ :‬الؤ من الق صّر التائب من ذنب ـه‪ ،‬وثانيهمـا‪:‬‬ ‫الفاسق العاصي‪ ،‬والكمة ف حساب الؤمن القصر هي أن يعلم نعمة ال عليه بغفرانـه ذنوبـه وستر‬ ‫عيوب ـه‪ ،‬والك مة من ح ساب الفا سق هي ازدياد ح سراتـه وتضع يف تنكيله بالتأ سف على اضا عة‬ ‫عمله‪ ،‬فإنـه مت ما رأى العمل الوجب للغفران مبوطا بعمل صدر منـه ازداد بذلك حسرة وندامة‪،‬‬ ‫ومـن الكمـة فـ هذا أيضـا اظهار انصـاف ال تعال للقـه فإنــه ل يظلم الناس شيئا ولكـن الناس‬ ‫أنفسهم يظلمون‪ ،‬وما عدا هذين الصنفي فهم إما ف النة بل حساب وهم الؤمنون الوَفّون‪ ،‬وإما ف‬ ‫النار بل حساب وهم الشركون‪.‬‬ ‫هذا حاصل ما ذكره ف "القواعد"(‪ )219‬وعليه جريت ف النظم‪ ،‬وظاهره أن الشركي غي ماسبـي ث‬ ‫ظهر ل بعد ذلك أنـهم ماسبون لقوله تعال‪ :‬وقفوهم إنـهم مسئولون ‪ o‬ما لكم‬ ‫ل تناصرون الصافات ‪ 24 :‬و ‪ 25‬ولقوله تعال‪ :‬زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل‬ ‫بلى وربـي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم التغابن ‪ 7 :‬ولغي ذلك من اليات‪[ ،‬ويتمل‬ ‫أن يقال أن ال سؤال والنباء الذي ف اليت ي غ ي ال ساب الذكور ث ظ هر ل أن هذا الحتمال هو‬ ‫الول فل دليل ف اليتي على الطلوب](‪ ..)220‬وال أعلم‪.‬‬ ‫أم يخلقــــــان‬ ‫(‪()174‬والخلف هل قد خلقــــــا وهو الصح‬ ‫بعدما الفنا اتضح)‬ ‫أولى بنــا إذ‬ ‫(‪()175‬والوقــــف عن تعيننـــــــا ذاك المحــل‬ ‫ل دليــــــل ث َ َّ‬ ‫م دل)‬ ‫في‬ ‫(‪()176‬وعـدم التعيـــــــين ليــــــس يقــدح‬ ‫قــــــولنــا إن الوجود أرجح)‬ ‫اختلف الناس ف النة والنار هل ها ملوقتان الن أم ل؟‪ ،‬فذهب المهور منا ومن غينا إل أنـهما‬ ‫ملوقتان الن وا ستدلوا بأحاد يث عن ـه تدل على وجود ال نة؛ قالوا‪ :‬ومثل ها ف الوجود النار إذ ل‬ ‫قائل بالفرق بـينـهما ف ذلك(‪ ،)221‬وذهب البعض منا وكثي من غينا إل انـهما ليستا بخلوقتي‬ ‫الن وإناـ هاـ سـتخلقان(‪ )222‬بعـد وقوع الفناء العام قالوا‪ :‬لو كانتـا ملوقتيـ الن للزم فناؤهاـ لقوله‬ ‫تعال‪ :‬كل شيء هالك إل وجهه القصص ‪ 88 :‬وها ملدتان فل يصح أن تكونا موجودتي‬ ‫الن‪ ،‬والصح ما عليه المهور من وجودها الن لا ثبت بالدلة القاطعة أن آدم وحواء كانا ف النة‬ ‫‪ )(219‬ف "قواعد السلم" (‪ 1/17‬ـ ‪ )18‬للجيطال‪.‬‬ ‫‪ )(220‬ساقطة من (أ) والتكملة من (ب)‪.‬‬

‫‪ )(221‬كحديث الجر الذي كان يهوي ف جهنم وسع صوتـه الصحابة فأخبهم النبـي ببه‪ .‬فليحرر‪.‬‬ ‫‪ )(222‬ف الصلي‪ :‬سيخلقان‪ .‬والقام يقتضي التأنيث فأصلحتـه‪.‬‬ ‫‪160‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫و قد أُ ْهبِطَا من ـها‪ ،‬والقول بأن ال نة ال ت كا نا في ها غ ي ال نة الوعود ب ـها تكَلّف ل دل يل عل يه‪،‬‬ ‫والواب عمـا اسـتدل بــه النافون لوجودهاـ الن هـو أن نقول أن قوله تعال‪ :‬كــل شيــء‬ ‫صصَا بعدم الفناء بالدلة القاطعة على بقائهما أبدا‪،‬‬ ‫هالك عام يتمل التخصيص فالنة والنار قد خُ ّ‬ ‫أو نقول‪ :‬إن ال نة والنار قابلتان للفناء ب سب ذات ـهما‪ ،‬والقا بل للفناء فا نٍ ف الع ن لواز ذلك عل يه‬ ‫والواب الول أظهر‪ ،‬ث اختلف القائلون بوجودها الن ف ملهما الذي ها فيه فعي بعضهم الحل‬ ‫ووقف قوم عن التعيي‪ ،‬والوقف عن تعيي ملهما هو الول بنا إذ ل علم لنا إل با ُعلّ ْمنَا ول يرد عن‬ ‫الشارع تعي ي مله ما وإن قُدّر أن هناك دل يل ف هو آحادي ل يف يد العلم‪ ،‬ووقوف نا عن تعي ي ال حل ل‬ ‫يقدح ف ترجيحنا القول بوجودها الن لنـه ل يلزم مِن علمنا بوجودها علمنا بتعيي ملهما وال‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫والحوض حــــــق‬ ‫(‪()177‬والكتب صحف حوت العمـــــال‬ ‫فاترك الجدال)‬ ‫من قـد وفَى‬ ‫(‪()178‬يَرِدُه ِمـــن أمـــــــة الرســـــــــول‬ ‫بعهــــــده المسئول)‬ ‫من أوتـي كتابــه‬ ‫أي (الك تب) ال ت ذ كر ال ف كتاب ـه العز يز ف ن و قوله تعال‪ :‬فأمـا َـ‬ ‫بـيمينـه النشقاق ‪ 7 :‬وأمثالا من اليات هي صحف حاوية لعمال العباد من خي وشر لقوله تعال‪:‬‬ ‫وإذا الصـحف نشرت التكويـر ‪ 10 :‬فذ كر تعال ف هذه ال ية أن هنالك صحفا تن شر و هي‬ ‫الكتب الذكورة هنالك فل التفات إل من جعلها عبارات عن ضبط أعمال العباد‪ ،‬لن ف جعل الكتب‬ ‫عبارات عدول عن القيقة إل الجاز بل دليل‪ ،‬نعم الدليل الذي ذكرناه ُيعَضّد جانب القيقة فل وجه‬ ‫للعدول وإنا عَ َدلَ ذلك القائل بمل الكتب على العبارات عن العن الذكور إنا هو لجل فِراره عن‬ ‫احتياج ال تعال إل ض بط أعمال العباد ف صحف لن ذلك شأن مَن َي ْطرُقُه الن سيان‪ ،‬ول يلزم مِن‬ ‫ذلك ما توهّ مه فإن ف رَ سْمِ العمال ف ال صحف الذكورة حِكَمَا كثية ول يلزم من ـه أن ـه تعال‬ ‫متاج ال ذلك‪.‬‬ ‫وقوله‪( :‬والوض ح قٌ‪ ..‬ال) أي الوض الذي هو لر سول ال ف الو قف حق ثا بت جاءت ب ـه‬ ‫الحاديث الستفيضة مِن رواية جابر وغيه‪ ،‬فل عبة بن أنكر وجوده أخرج الشيخان(‪» :)223‬حوضي‬ ‫م سية ش هر وزواياه سواء وماؤه أب ـيض من ال َورِق ـ و ف روا ية‪ :‬الل ب ـ« و ف أخرى صحيحة‬ ‫‪ )(223‬الشيخان إذا أطل قا ف معرض إخراج حد يث ما فالراد ب ـهما المام ي البخاري وم سلم صاحبا ال صحيحي وه ا‬ ‫الق صودان ه نا‪ ،‬أ ما إذا أطل قا ف معرض الد يث عن الل فة وال كم فالراد أ بو ب كر ال صديق وع مر الفاروق ر ضي ال‬ ‫عنـهما‪.‬‬ ‫‪161‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أيضا‪ :‬وأحلى من العسل‪ .‬وف أخرى صحيحة‪» :‬وريه أطيب من السك وكيزانـه كنجوم السماء‬ ‫من شرب من ـه ل يظ مأ أبدا ـ وف رواية صحيحة ـ ول يَ سْ َودّ وج هه أبدا«(‪ ،)224‬وقوله‪َ( :‬ي ِردُه‪..‬‬ ‫ال) أي يَرِد الوض مِن أمة رسول ال هو مَن وَفّى بعهد ال الذي أخذه عليه وهو طاعة ال وطاعة‬ ‫رسوله ف فعل الواجبات وترك الحرمات‪ ،‬بدليل ما ف تلك الروايات أن‪ » :‬من شرب منـه ل يظمأ‬ ‫أبدا‪ ،‬ول يَسْ َودّ وجهه« ول تكون هاتان الصلتان ف الخرة إل لن وفّى بعهد ال وال أعلم‪.‬‬

‫‪ )(224‬هذا الد يث بروايات ـه الذكورة و ما يقارب ـها جاء من طر يق عبدال بن عمرو رواه البخاري ف " صحيحه" [‬ ‫‪ ]6579‬وم سلم ف " صحيحه" [‪ ]2292‬وا بن حبان [‪/ 6418‬الح سان] وابن مندة ف "اليان" [‪ ]1076‬وا بن أب ـي‬ ‫عاصم ف "سنتـه" [‪ ]728‬والبغوي ف "تفسيه" (‪ .)4/534‬وجاء من طريق جابر بن عبدال رواه أحد ف "مسنده" [‬ ‫‪ .]15129‬و من طر يق ا بن عباس رواه ال طبان ف "الكب ـي" [‪ ]11249‬وقال عن ـها اليث مي ف "م مع الزوائد" (‬ ‫‪ 10/666‬دار الفكر)‪" :‬رواه الطبان ورجاله رجال الصحيح غي ممد بن عبدالوهاب الارثي وهو ثقة"‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫‪162‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الفصــل الثــانـي‬ ‫في المـــيزان والصـــــراط‬ ‫عــــــدل‬ ‫(‪()179‬وإنمــــــا الميــــزان فـــــي الحسبـــان‬ ‫وانصــــــاف من الرحمن)‬ ‫يُأوِّلُنـه‬ ‫(‪()180‬ل مثل قول ذي الخـــــلف إذ غـدا‬ ‫ة وأعمـــدا)‬ ‫كَفَّـــــــــــ ً‬ ‫صرَ ب ـها تف سي اليزان يوم القيا مة على العدل والن صاف وهوقصر قلب‪ ،‬وذلك أن‬ ‫صرٍ قُ ِ‬ ‫(إن ا) أداة قَ ْ‬ ‫ب عض الخالف ي ذ هب إل أن اليزان هو عمود وكفتان ين صبـه تعال يوم القيا مة لوزن أعمال العباد‪،‬‬ ‫وزعموا أن مَن رج حت كفة ح سناتـه على ك فة سيئاتـه د خل النة و من رجحت ك فة سيئاتـه‬ ‫على كفة حسناتـه دخل النار ووصفوا اليزان بأوصاف ل حاجة لذكرها هنا ورووا ف ذلك أحاديث‬ ‫ل تثبـت عندنـا‪ ،‬وتعلقوا مـن الكتاب بنحـو قوله تعال‪ :‬فمـن ثقلت موازينــه فأولئك‬ ‫هم المفلحون ‪ o‬ومن خفت موازينـه فأولئك الذين خسروا أنفسهم‬ ‫فـي جهنـم خالدون الؤمنون ‪ 102 :‬و ‪ 103‬وننـ نقول إن هذه الوازيـن الذكورة عبارة عـن معنـ‬ ‫السّعادة والشقاوة‪ ،‬فثقل اليزان كناية عن السعادة وخفتـه كناية عن الشقاوة والعرب كانت تعب بثقل‬ ‫اليزان عن علو الشأن وبفتـه عن عكس ذلك قال الشاعر‪:‬‬ ‫رجـحوا وشــال أبوك باليزان‬ ‫ولو يضعـوا أباي ف ميزانـهـم‬ ‫وقد تعب بالوزن للشيء عن العلم بـه كما ف قوله تعال‪ :‬وانبتنا فيها من كل شيء‬ ‫موزون الجر ‪ 19 :‬أي معلوم القدار عنده تعال‪ ،‬أما الوزن الفسر عندنا بالعدل والنصاف ـ الشار‬ ‫اليه ف النظم ـ فهو ما ف قوله تعال‪ :‬ونضـع الموازيـن القسط ليوم القيامة‬ ‫النبــياء ‪ 47 :‬فالقسـط بدل مـن الوازيـن ل نعـت له كمـا يدل عليـه قوله تعال‪ :‬والوزن يومئذ‬ ‫الحـق العراف ‪ 8 :‬وإناـ عدلنـا فـ تفسـي اليزان عـن حقيقتــه الشهورة ال مـا ذكرناه مـن العدل‬ ‫والنصـاف لن حله على حقيقتــه الشهورة مال(‪)225‬؛ ووجـه ذلك أن أعمال العباد أعراض ووزن‬ ‫‪ )(225‬وقد حكى ابن جرير الطبي ف "تفسيه" (‪ )9/33‬عند قوله تعال‪ :‬ونضع الوازين القسط ليوم القيامة‬ ‫‪ ]47‬أن ابن عباس فسر اليزان بأنـه الكم بالقسط بـي الناس وذلك ف الرواية رقم [‪ ]24609‬ونصه‪:‬‬ ‫" عن ا بن عباس قوله‪ :‬ون ضع الواز ين الق سط ليوم القيا مة‬

‫[النبـياء‪:‬‬

‫إل آ خر ال ية؛ و هو كقوله‪ :‬والوزن يومئذ ال ق‬

‫يع ن‬

‫بالوزن‪ :‬الق سط ب ـينـهم بال ق ف العمال وال سنات ‪..‬ال" وف يه بر قم [‪ " :]24610‬عن ما هد ف قول ال‪ :‬ون ضع‬ ‫الوازين القسط ليوم القيامة قال‪ :‬إنا هو مَثَل؛ كما يوز الوزن كذلك يوز الق‪ ،‬قال الثوري‪ :‬قال ليث عن ماهد‪:‬‬ ‫ونضع الوازين القسط قال‪ :‬العدل"‪.‬‬ ‫وجاء ف "تف سيه" (‪ )5/432‬عن ما هد أي ضا تف سي اليزان بالقضاء العادل ح يث يقول بر قم [‪" :]14333‬حدث ن الث ن‬ ‫قال‪ :‬حدثنا أبوحذيفة قال‪ :‬حدثنا شبل‪ ،‬عن ابن أبـي نيح عن ماهد‪ :‬والوزن يومئذ القضاء"‪.‬‬ ‫‪163‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫العراض مال‪ ،‬ولذا تردد الصـم فـ حقيقـة الوزون حتـ زعـم بعضهـم أن الوزون هـم الشخاص‪،‬‬ ‫وبعضهم أن ال يلق ف احدى الكفتي ظلمة وف الخرى نورا‪ ،‬وبعضهم أن العمال تتجسد فتوزن‬ ‫الجساد والكل باطل فوجب الصي ال التأويل‪ .‬والراد بقوله‪( :‬ف السبان) يوم القيامة لنـها مل‬ ‫السـاب‪ ،‬والراد بقوله‪( :‬ل مثـل قول ذي اللف) أي ل أقول مثـل قول صـاحب اللف‪ ،‬وقوله‪:‬‬ ‫(‪)227‬‬ ‫(كفة وأعمدا) عب بالكفة ـ وهي مفرد ـ عن مثن(‪ )226‬وعب بأعمد ـ وهو جع ـ عن مفرد‬ ‫على سبـيل الجاز وله مل ف البلغة‪ ،‬فمثال الول قوله‪:‬‬ ‫اذا مـا القـــارض الغنــوي آبـا‬ ‫ب‬ ‫عـب بالقارض عـن القا ِرضَيـ فإن الثـل حتـ يؤوب القارضان‪ ،‬ومثال الثانـ قوله تعال‪ :‬ر ّ ِـ‬ ‫ارجعون الؤمنون ‪ 99 :‬أي رب ارجعن‪ ،‬وقول العرب‪" :‬شابت مفارقه" وليس له إل مفرق واحد‪.‬‬ ‫وبرقم [‪" :]14334‬حدثنا ابن وكيع قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن ماهد‪ :‬والوزن يومئذ الق قال‪ :‬العدل"‪.‬‬ ‫كما فسر الوازين بالسنات ف قوله برقم [‪ ]14339‬و[‪" :]14342‬حدثنا ابن وكيع قال‪ :‬حدثنا جرير عن العمش عن‬ ‫ماهد‪ :‬فمن ثقلت موازينـه قال‪ :‬حسناتـه"‪ .‬ا‪.‬هـ‬ ‫ولذا عد بعضهم اليزان معيارا لبـيان الحق من البطل يوم القيامة وف هذا يقول أبو حامد الغزال‪" :‬ميزان العمال معيار‬ ‫ُيعَبّر عن ـه باليزان‪ ،‬وإن كان ل ي ساوي ميزان العمال ميزان ال سم الثق يل‪ ،‬كميزان الش مس‪ ،‬وكال سطرة ال ت هي ميزان‬ ‫ال سطور‪ ،‬وكالعروض ميزان الش عر"‪ .‬ا‪.‬ه ـ نقل عن " سي أعلم النبلء" للذهب ـي (‪ .)14/334‬و قد أجاد أي ا إجادة لن‬ ‫الناس يسمون هذه الشياء موازين ومن ذا يقول أن ميزان العروض ميزان حسي‪ ،‬ومن الدلة على أن اليزان ينصرف إل غي‬ ‫العهود قوله تعال‪ :‬لقد أرسلنا رسلنا بالبـينات وأنـزلنا معهم الكتاب واليزان [الديد ‪]25 :‬وليس الراد هنا السي‬ ‫كما هو معلوم‪ ،‬واعتبار القائلي بأنـه ميزان حسي له كفتان وعمود يقابله أن العصر الذي نعيشه يوجد بـه من الوازين‬ ‫اللكترون ية ما هو أك ثر د قة من اليزان ذي العمود والكفت ي ول كن ح ل الناس ال ية على ما هو مألوف لدي هم هو الذي‬ ‫أوقعهم ف هذا‪.‬‬ ‫على أن القائل ي بأن الوزن ح سي اختلفوا ف حقي قة الوزون فمن ـهم من قال إن العمال تتج سد ومن ـهم من قال توزن‬ ‫الصحف ومنـهم من قال يوزن النسان‪ ،‬وكل ذلك ل يثبت بدليل قاطع والكل يعلم أن الصحابـي ابن مسعود عندما‬ ‫كان بعضهم يسخر من دقة ساقيه قال النبـي ‪» :‬والذي نفسي بـيده لما أثقل ف اليزان من أحد« كما ف "حلية‬ ‫الولياء" لبـي نعيم (‪ )1/175‬ورواه كذلك الاكم ف "الستدرك" برقم [‪ ]5385‬وصححه هو والذهبـي ف تلخيصه‪.‬‬ ‫وغيهم ول يتسن للقائلي بأن الوزون هي الصحف وهم الكثرية التوفيق بـي تلك الروايات فل مناص من حل الروايات‬ ‫الواردة ف هذا الباب على أن الوزن بـيان صحة العمل وكشف صلحيتـه من فساده وكم من مرائي ف الدنيا تعل أعماله‬ ‫هباءا منثورا وإناـ يتقبـل ال مـن التقيـ‪ ،‬فل دخـل للصـحف ول للجسـام‪ ،‬قال الافـظ ابـن حجـر فـ "فتـح الباري" (‬ ‫‪:)13/659‬‬ ‫"وقد ذهب بعض السلف إل أن اليزان بعن العدل والقضاء"‪ .‬ا‪.‬هـ وبال التوفيق‪.‬‬ ‫‪ )(226‬وها الكفتان‪.‬‬ ‫‪ )(227‬وهو العمود‪.‬‬ ‫‪164‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫جســـر كمـــــــا‬

‫(‪()181‬وقوله الصراط فهو الحـــــق ل‬ ‫بعضهم تأول)‬ ‫(‪)228‬‬ ‫الضمي ف (قوله) عائد إل الرحمن ف آخر قوله‪( :‬وإنا اليزان ف السبان‪ )..‬أي الصراط ف‬ ‫قوله تعال‪ :‬أفمـن يمشـي مكبـا على وجهـه أهدى أمـن يمشـي سـويَّاً‬ ‫على صراط مستقيم اللك ‪ 22 :‬هو عبارة عن الق ـ وف الية تثيل لالت العاصي والطائع‬ ‫ـ وعلى هذا يمل ما ورد من الحاديث ف بـيان الصراط‪ ،‬لنـه إنا هو تثيل لالة الق وبـيان‬ ‫ما في ها من ال طر العظ يم وتث يل لحوال سالكيه ما ب ـي مو فق ومذول‪ ،‬وز عم ب عض م نا وجهور‬ ‫الشاعرة أن ال صراط إن ا هو ج سر مدود على م ت جه نم(‪ ..)229‬ال آ خر ما و صفوه ب ـه وحلوا ما‬ ‫‪ )(228‬ف البـيت رقم (‪.)179‬‬ ‫‪ )(229‬الذي يراه الباض ية أن ال صراط هو الد ين القو ي و هو مع ن قوله تعال‪ :‬اهد نا ال صراط ال ستقيم وتف سي ال صراط‬ ‫بأنـه جسر على مت جهنم أحد من السيف وأدق من الشعر ير عليه اللئق يوم القيامة من الؤمني والنافقي والشركي‪،‬‬ ‫كل بقدر عمله‪ ،‬ل يت فق مع كون الؤمن ي آمن ي من الفزع ف ذلك اليوم الهول ك ما ف قوله تعال‪ :‬ل يزن ـهم الفزع‬ ‫ال كب وتتلقا هم اللئ كة هذا يوم كم الذي توعدون [النب ـياء ‪ ]103 :‬و مع قوله تعال‪ :‬إن الذ ين سبقت ل م م نا‬ ‫السن أولئك عنـها مبعدون‪ ،‬ل يسمعون حسيسها [النبـياء ‪ ]101 :‬ففي هذه اليات يتضح أن الؤمني مبعدون عن‬ ‫النار فهم ل يسمعون حسيسها فضل عن أن يروا فوقها‪ ،‬ول يفزعهم شيء يوم القيامة ومرورهم على الصراط ل شك أن‬ ‫فيه فزع لم بأي شكل من الشكال‪ ،‬والحاديث الواردة ف هذا الشأن قابلة للتأويل حت ل تتعارض مع الحكم الثابت من‬ ‫آيات الكتاب العز يز‪ ،‬قال ا بن جر ير ال طبي ف "تف سيه" (‪" :)1/103‬أج عت ال مة من أ هل التأو يل جي عا على أن‬ ‫الصراط الستقيم هو الطريق الواضح الذي ل اعوجاج فيه‪ ،‬وكذلك ف لغة جيع العرب‪ ،‬فمن ذلك قول جرير بن عطية‬ ‫الطفي‪:‬‬ ‫إذا أعـــوج الــوارد مستــقيم‬ ‫أميـر الـؤمنيــن عــلى صراط‬ ‫يريد‪ :‬على طريق الق‪ .‬ومنـه قول الذل أبـي ذؤيب‪:‬‬ ‫تــركنــاهــا أدقّ من الصــراط‬ ‫صبحْنــا أرضـــهم باليل حت‬ ‫ومنـه قول الراجز‪:‬‬ ‫َفصُـــدّ عـن نـهــج الصـــراط القاصــد‬ ‫…‪ .‬ث قال‪ :‬والذي أول بتأويل هذه الية عندي أعن‪ :‬اهدنا الصراط الستقيم أن يكون معنيّا بـه‪َ :‬وّفقْنَا للثبات على‬ ‫ما ارتضيتـه ووفقت له من أنعمت عليه من عبادك‪ ،‬من قول وعمل‪ ،‬وذلك هو الصراط الستقيم‪ ،‬لن من وُفق لا وُفق له‬ ‫من أنعم ال عليه من النبـيي والصديقي والشهداء‪ ،‬فقد وفق للسلم‪ ،‬وتصديق الرسل‪ ،‬والتمسك بالكتاب‪ ،‬والعمل با أمر‬ ‫ال بـه‪ ،‬والنـزجار عما زجره عنـه‪ ،‬واتباع منـهج النبـي "‪.‬ا‪.‬هـ ث ساق بعض الروايات عن النبـي وعن‬ ‫صحابتـه الكرام كا بن عباس وا بن م سعود وجابر بن عبدال تف سر ال صراط بد ين ال سلم وطر يق الدا ية‪ .‬وعلى هذا‬ ‫الن مط سار الباض ية ففسروا ال صراط بالطر يق الوا ضح و هو د ين ال سلم الذي ل يق بل ال غيه ومثله ف تف سي ال طبي (‬ ‫‪ " :)1/105‬عن ا بن النف ية ف قوله اهد نا ال صراط ال ستقيم قال‪ :‬هو د ين ال الذي ل يق بل من العباد غيه"‪ .‬ا‪.‬ه ـ‬ ‫‪165‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ورد من الحاد يث ف ب ـيانـه على حقيقت ـها‪ ،‬وتأولوا ب ـها قوله تعال‪ :‬فاهدوهـم الى‬ ‫صـراط الجحيـم ‪ o‬وقفوهـم انــهم مسـئولون الصـافات ‪ 23 :‬و ‪ 24‬غا ية ال مر أن هذه‬ ‫السألة ومسألة اليزان ليستا من السائل القطعية لعدم ورود القاطع فيهما وإنا ها من السائل الظنية‪،‬‬ ‫فل يب اعتقاد شيء منـها ول يطئ القائل فيهما برأيه وال أعلم‪.‬‬

‫وعلى هذا فيكون تفسي قوله تعال‪ :‬فاهدوهم إل صراط الحيم عندهم أي‪ :‬قودوهم إل طريق جهنم‪ ،‬ومن شاء الزيد‬ ‫حول تفسـي الباضيـة وتليلهـم للحاديـث الواردة فـ هذا الشأن فعليـه بكتاب "معال الديـن" للعلمـة الثمينـ (‪2/189‬و‬ ‫‪.)190‬‬ ‫‪166‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الفصــل الثالــــث‬ ‫فـــي الشفاعـــــــة‬ ‫مــن الـــورى‬ ‫(‪()182‬شفاعـــــــة الرســــول للتقــي‬ ‫وليـس للشـــــــقي)‬ ‫الشفا عة حق واليان ب ـها ب عد قيام ال جة وا جب‪ ،‬ووقوع ها ف الح شر ق بل دخول أ حد الفريق ي‬ ‫مسكنـه‪ ،‬وهي مزونة حت يأتيها رسول ال فيكون أول من تعل له ث للنبـياء من بعده‪ ،‬وهي‬ ‫القام الحمود الذي وعده ال تعال بـه على معن ما ورد وثبوتـها للمؤمن ل لغيه من أهل الكبائر‬ ‫لقوله تعال‪ :‬ول يشفعون إل لمـن ارتضـى النبــياء ‪ 28 :‬وقوله‪ :‬مـا للظالميـن‬ ‫مــن حميــم ول شفيــع يطاع غافــر ‪ 18 :‬ولقوله ‪» :‬ل تنال شفاعتـ أهـل الكبائر مـن‬ ‫أمت«(‪ )230‬وقوله‪» :‬ليست الشفاعة لهل الكبائر من أمت«(‪.)231‬‬ ‫‪ )(230‬ل أجده ب ـهذا الل فظ ول كن جاء ف "م سند" المام الرب ـيع الفراهيدي بر قم [‪ ]1002‬بل فظ‪» :‬ل تنال شفاع ت‬ ‫سلطانا غشوما للناس ورجل ل يراقب ال ف اليتيم« وبرقم [‪ ]1003‬بلفظ‪» :‬ل تنال شفاعت الغال ف الدين ول الاف‬ ‫عنـه« وكل الوضعي من مراسيل المام جابر رحه ال تعال‪.‬‬ ‫غي أن له شاهد صحيح يتقوى بـه بلفظ‪» :‬رجلن من أمت لتنالما شفاعت؛ سلطان ظلوم غشوم‪ ،‬وآخر غال ف الدين‬ ‫مارق منـه« والديث جاء من طريق معقل بن يسار رواه ابن أبـي عاصم ف "سنتـه" [‪ 1/20‬و ‪ 23‬برقم ‪ 35‬و‬ ‫‪ ]41‬والرويان ف "مسند الصحابة" [‪ 2/223‬برقم ‪ 1303‬دار الكتب العلمية] والطبان ف "الكبـي" [‪ 20/214‬برقم‬ ‫‪ 495‬و ‪ .]496‬وقال اليث مي ـ عن روا ية مع قل ع ند ال طبان ـ ف "م مع الزوائد" (‪ 5/424‬دار الف كر)‪" :‬رواه‬ ‫الطبان باسنادين ف أحدها؛ منيع قال ابن عدي‪ :‬له أفراد وأرجوا أنـه ل بأس بـه‪ .‬وبقية رجال الول ثقات‪ ".‬ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫وجاء من طريق أبـي أمامة أخرجه الرويان ف "مسند الصحابة" [‪ 2/183‬برقم ‪ ]1186‬والطبان ف "الكبـي" [‬ ‫‪ 8/281‬بر قم ‪ ]8079‬وعن ـها يقول اليث مي ف "مم عه" (‪" :)5/424‬رواه ال طبان ف "الكب ـي" و"الو سط" ورجال‬ ‫"الكبـي" ثقات‪ ".‬ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫فهذه الرواية تعكر على استدلل من يثبت الشفاعة لهل الكبائر مطلقا!! دون تقييدها بالتوبة!!!!!‪.‬‬ ‫‪ )(231‬رواه المام الرب ـيع الفراهيدي ف "م سنده" بر قم [‪ ]1004‬من مرا سيل المام جابر رح ه ال تعال وقال عقب ـه‪:‬‬ ‫"يلف جابر عند ذلك ما لهل الكبائر شفاعة لن ال قد أوعد أهل الكبائر النار ف كتابـه‪ ،‬وإن جاء الديث عن أنس بن‬ ‫مالك‪( :‬أن الشفاعة لهل الكبائر) فوال ما عن القتل والزن والسحر وما أوعد ال عليه النار وذكر أن أنس بن مالك يقول‪:‬‬ ‫إنكم لتعملون أعمال هي أدق ف أعينكم من الشّعر ما كنا نعدها على عهد رسول ال إل من الكبائر‪ ".‬ا‪.‬هـ‬ ‫ـ البخاري فـ " صحيحه" برقـم [‪ ]6492‬قال‪[ :‬حدث نا‬ ‫(تنب ـيه)‪ :‬عبارة الصـحابـي الليـل أ نس بـن مالك أخرجه ا‬ ‫أبوالوليد حدثنا مهدي عن غيلن عن أنس قال‪" :‬إنكم لتعملون أعمال هي أدق ف أعينكم من الشّعر إن كنا لنعدها على‬ ‫عهـد النبــي الوبقات" قال أبوعبدال ــ البخاري ــ‪ :‬يعنـ بذلك الهلكات‪ ].‬قال ابـن حجـر فـ "فتـح الباري" (‬ ‫‪ 11/400‬دار الكتب العلمية)‪" :‬ووقع للساعيلي من طريق ابراهيم بن الجاج عن مهدي‪" :‬كنا نعدها ونن مع رسول ال‬ ‫من الكبائر"‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫‪167‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫و ف ال ثر »أن ر سول ال ق عد على ال نب ث قال‪ :‬ال صلة جام عة رح كم ال‪ ،‬ث قال‪ :‬ياعباس عم‬ ‫رسول ال ويافاطمة بنت ممد وياآل ممد جيعا‪ ،‬إن والذي نفسي بـيده عند ربـي لطاع مكي‪،‬‬ ‫فل تغرن امرئ نف سه يقول‪ :‬أ نا عم ر سول ال ـ ـ‪ .‬أو تقول‪ :‬ب نت م مد‪ .‬أو‪ :‬من آل م مد‪.‬‬ ‫اشتروا أنفسكم من ال فإنكم إن ل تفعلوا هلكتم مع من عرفتم هلكه‪ ،‬إن على الوض يوم القيامة‬ ‫فارط ـ أي متقدم ـ فَيرِدُ علي أناس من أ صحابـي‪ ،‬ث يأتي ن ر جل قد عرفت ـه من أ صحابـي‬ ‫ليحتلقن نقرة رأسه‪ ،‬ث لخذن بجزتـه فأقول‪ :‬أرسلوه إنـه من أصحابـي‪ .‬فيؤخذ بـيدي فكاكا‪:‬‬ ‫أر سِل أر سِل فإنـه وال ما مشى من بعدك قدما ولكنـه مشى القهقري ليدخل جهنم‪ .‬فل أستطيع‬ ‫شيئا الذر الذر يا آل ممد«(‪ .)232‬وذكر جابر بن زيد ـ رضي ال عنـه ـ أنـه لا نـزلت‬ ‫وأنذر عشيرتـك القربـين الشعراء ‪ 214 :‬جعل ر سول ال يف خذ أفخاذ قريش فخذا فخذا‬ ‫ح ت أ تى على ب ن ع بد الطلب‪ ،‬فقال‪ » :‬يا ب ن عبدالطلب إن ال أمر ن أن أنذر كم‪ ،‬أل وإ ن ل أغ ن‬ ‫عن كم من ال شيئا أل وان أوليائي من كم التقون‪ ،‬أل لعر فن ما جاء الناس غدا بالد ين وجئ تم بالدن يا‬ ‫تملونـها على رقابكم‪ ،‬يافاطمة بنت ممد وياصفية عمة ممد اشتريا أنفسكما من ال فإن ل أغن‬ ‫عنكما من ال شيئا«(‪ )233‬فإن قيل الؤمنون مستوجبون للجنة بأعمالم فل معن للشفاعة لم‪ ،‬فالواب‬ ‫والمام جابربن زيد أعلم بالسنة وأعلم براد أنس بن مالك من روايتـه للحديث الألوف عند البعض حيث نقل عنـه‬ ‫مباشرة وكان أحد تلميذه الذين حلوا عنـه العلم فهو أفقه للسنة من غيه لينازع ف هذا إل متعصب‪ .‬وسيأت عند تريج‬ ‫رواية "شفاعت لهل الكبائر" ف البـيت رقم (‪ )186‬توجيه حسن لذه القضية‪.‬‬ ‫‪ )(232‬ل أجده ب ـهذا التمام وللحد يث شوا هد تعضده من طر يق أب ـي هريرة روا ها المام البخاري ف " صحيحه" [‬ ‫‪ 2753‬و ‪ ]4771‬ومسلم [‪ ]206‬وأحد ف "مسنده" [‪ 8622‬و ‪ 8747‬و ‪ 9807‬و ‪ ]10736‬وغيهم‪.‬‬ ‫(تنبـيه)‪ :‬أحاديث اختلج بعض الصحابة ـ الذين بدلوا وغيوا ـ عن حوض النبـي وابعادهم عنـه ثابتة عنـه‬ ‫انظر مثل "مسند" المام الربـيع رقم [‪ ]43‬والبخاري ف "صحيحه" [‪ 6576‬و ‪ 6582‬و ‪ 6583‬و ‪ 6584‬و ‪6585‬‬ ‫و ‪ 6586‬و ‪ 6587‬و ‪ ]6593‬ومسـلم فـ "صـحيحه" [‪ 2297‬و ‪ ]2304‬وعبـد بـن حيـد فـ "مسـنده" [‪1213‬‬ ‫‪/‬النت خب] وغي هم‪ .‬و قد أفاض ف تري ها شيخ نا الحدث القنوب ـي ف كتاب ـه ال فذ "المام الرب ـيع بن حب ـيب ‪..‬‬ ‫مكانتـه ومسنده" ص(‪ 162‬ـ ‪ 164‬مكتبة الضامري) فلياجعه من أراد‪.‬‬ ‫‪ )(233‬الديث بـهذا اللفظ رواه المام الربـيع ف "مسنده" [‪ ]1005‬وهو هناك من مراسيل المام جابر‪ .‬ورواه بنحوه ابن‬ ‫جرير الطبي ف "تفسيه" [‪ 9/485‬برقم ‪ /26811‬الكتب العلمية] عن قتادة‪.‬‬ ‫وله شواهد من طريق أبـي هريرة عند البخاري [‪ 2753‬و ‪ ]4771‬والنسائي ف "الصغرى" [‪ ]3647‬وف "الكبى"‬ ‫[‪ 6473‬و ‪ ]6474‬وابـن حبان [‪ ]6515‬وابـن مندة فـ "اليان" [‪ 933‬و ‪ 934‬و ‪ 935‬و ‪ 936‬و ‪ 937‬و ‪ 938‬و‬ ‫‪ 939‬و ‪ 940‬و ‪ 941‬و ‪ 942‬و ‪ 943‬و ‪ ]944‬وأ بو عوا نة ف "م سنده" (‪ 1/94‬ـ ‪ .)95‬و من طر يق ال سيدة عائ شة‬ ‫رضي ال عنـها رواه النسائي ف "الصغرى" [‪ ]3648‬وف "الكبى" [‪ ]6475‬وابن مندة ف "اليان" [‪ 945‬و ‪ 946‬و‬ ‫‪ 947‬و ‪ .]948‬وغيهم‪.‬‬ ‫‪168‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أن الشفاعة لم هي طلب تنقلهم من الحشر ودخولم النة بسرعة‪ ،‬ويكن أن تكون هي طلب زيادة‬ ‫فضل لم وثواب يُعطَوْنـه ونعيم ف النة ورفع درجة فوق ما يستوجبون بأعمالم(‪ ،)234‬اللهم اجعلنا‬ ‫من أهل شفاعة نبـيك ‪.‬‬ ‫كفــــــر نعيـــم إن‬ ‫(‪()183‬ومن يقــــــل بغير ذا فقد كفر‬ ‫تأول ظهـر)‬ ‫فذاك شــــــرك أي‬ ‫(‪()184‬وإن يكـن بغـــير ما تــــــأول‬ ‫أشر منـزل)‬ ‫وسنـــة الرســــــول‬ ‫(‪()185‬لنـه مخالــــــف الكتـــاب‬ ‫واللبـاب)‬ ‫ول شفيع من‬ ‫(‪()186‬كليس للظـــالم مــــــن حميـم‬ ‫لظــــــى الجحيم)‬ ‫ومن يقل بغي ما قلنا من أن الشفاعة للمؤمني فخالف وقال بل هي لهل الكبائر متجا با رووه من‬ ‫طر يق أ نس‪» :‬أعددت شفاع ت ل هل الكبائر من أم ت«(‪ )235‬وز عم أن أ هل الكبائر يرجون من النار‬ ‫‪ )(234‬وجعل النووي شفاعاتـه خسة أقسام وما ذكره الصنف هنا هو النوع الول والامس من أنواع الشفاعة‪ .‬انظر‬ ‫"شرح صحيح مسلم" للنووي عند شرح الديث رقم [‪ .]184‬ومثلها ف "نشر البنود على مراقي السعود" للشنقيطي (‪1/5‬‬ ‫ـ ‪/ 6‬الكتب العلمية) ومنـه يتضح أنـه ل خلف ف هذين النوعي وفيه الرد على من قال‪ :‬ما فائدة الشفاعة للمؤمني‬ ‫الوفي‪ .‬وما شابـهه‪.‬‬ ‫ويكن أن يضاف قسم آخر وهو شفاعة النبـي لقبول توبة التائبـي وسيأت الكلم عنـه بعد قليل‪.‬‬ ‫‪ )(235‬جاء بلفظ‪» :‬شفاعت لهل الكبائر من أمت« وهو ليس ف "الصحيحي" لكن جاء من طريق أنس بن مالك رواه‬ ‫المام أحدـ فـ "مسـنده" [‪ ]13227‬وأبوداود [‪ ]4739‬والاكـم [‪ ]230‬وابـن خزيةـ فـ "توحيده" ص(‪ )271‬وفـ‬ ‫اسـنادهم بسـطام بـن حريـث وهـو مهول نـص على ذلك الذهـب فـ "اليزان" (‪ )1/309‬و"الغنـ" (‪ )1/158‬و"ديوان‬ ‫الضعفاء" ص(‪ ،)47‬وعنه أيضا الترمذي [‪ ]2435‬والاكم [‪ ]228‬وابن خزية ف "توحيده" ص(‪ )270‬وف سندهم رواية‬ ‫معمر عن ثابت البنان وهي ضعيفه ومضطربة نص عليه ابن معي كما ف ترجته من "التهذيب" (‪ 4/126‬الرسالة)‪ ،‬وعنه‬ ‫أيضا ابن حبان [‪ ]6434‬وابن خزية ف "توحيده" ص(‪ )271‬وف سندها عمرو بن أب سلمة قال أبو حات‪ :‬ل يتج به‪.‬‬ ‫وقال ال ساجي‪ :‬ضع يف‪ .‬وقال العقلي‪ :‬ف حدي ثه و هم‪ .‬وصعفه ابن معي كما ف "اليزان" للذ هب (‪ ،)3/262‬وعنه أيضا‬ ‫الاكم ف "الستدرك" [‪ ]229‬وف سنده سعيد بن أب عروبة وقد اختلط ورمي بالتدليس كما ف "اليزان" (‪ )2/152‬وعمر‬ ‫بن سعيد البح وهو ليس بالقوي كما ف "الرح والتعديل" لبن أب حات (‪.)6/111‬‬ ‫ومن طريق جابر بن عبدال رواه الترمذي [‪ ]2436‬والاكم [‪ ]232‬وف اسنادها ممد بن ثابت البنان وهو ضعيف‬ ‫وقال ا بن معيـ‪ :‬ليـس بشيـء ك ما ف "اليزان" (‪ ،)3/495‬وع نه أي ضا الا كم [‪ ]231‬والطيال سي [‪ ]1669‬وغي هم‬ ‫وبالملة فأسانيده غي مستقيمة كذا أخبن أحد مشائخنا حفظهم ال‪.‬‬ ‫و قد تقدم ن قل قول أ نس بن مالك ‪" :‬إن كم لتعملون أعمال هي أدق ف أعين كم من الشّ عر؛ إن ك نا لنعد ها على ع هد‬ ‫النبـي الوبقات ـ وف رواية‪ :‬من الكبائر ـ‪ ".‬كما ف "مسند" الربـيع [‪ ]1004‬و"صحيح" البخاري [‪.]6492‬‬ ‫‪169‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫بشفاعة الرسول لم‪ ،‬فهو كافر كفر نعمة إذا ظهر منـه هذا التأويل الفاسد(‪ ،)236‬فإن ل يظهر منـه‬ ‫تأو يل ف هو كا فر ك فر شرك ل ُينَاكَح ول يُوَارَث و هو الراد بقوله‪( :‬أي أ شر من ـزل)‪ ،‬وكان تولد‬ ‫هذين الكمي إنا ها لخالفة كتاب ال وسنة رسول ال وقد تقدم ذكرها ومالفة اللباب ـ وهي‬ ‫العقول ـ إذ لو كانت الشفاعة لهل الكبائر ما جاز لحد أن يسأل أن يكون من أهل الشفاعة لنـه‬ ‫أن ا ي سأل بذلك أن يكون من أ هل الكبائر على زعم هم وكتاب ال نا طق بتكذيب ـهم كقوله‪ :‬مـا‬ ‫ومن كلم المام جابر الذي تقدم ف التعليق على البـيت رقم (‪ )182‬يتضح أن أصحاب الكبائر الت هي مثل القتل والزن‬ ‫والسرقة وشرب المر وعمل قوم لوط وما شابـهها ليس لم شفاعة‪ ،‬على أن التبصر ف هذا الديث والديث الذي ذكر‬ ‫سابقا بلفظ‪» :‬ل تنال شفاعت سلطانا غشوما ‪..‬ال« يتبـي صحة موقف الباضية من قولم بأن الشفاعة ليست لهل‬ ‫الكبائر و هم إن ا يعنون ب ـهذا من مات على كب ـيتـه دون تو بة؛ وإل فالتائب من الذ نب ك من ل ذ نب له‪ ،‬ل كن تب قى‬ ‫مسألة مهمة وهي هل ستقبل توبتـه أم ل؟‪ .‬والذي يظهر أن الشفاعة تكون أيضا لقبول توبة التائب إذ ل خلف أن ال ل‬ ‫يب عليه شيء‪ .‬فمن ذا يقول انـه يب على ال قبول توبة فرد بعينـه!!‪ .‬فيبقى التائب ف مشيئة ال إن شاء قبل توبتـه‬ ‫وإن شاء ل يقبلها وهاهنا يكون للشفاعة دور مهما ف ذلك الوقف العظيم وعلى هذا التوجيه يقال‪ :‬شفاعت لهل الكبائر‬ ‫من أمت الذين تابوا من كبائرهم‪.‬‬ ‫وا بن الق يم يقول ف "الواب الكا ف" ص (‪" :)50‬وكث ي من الهال اعتمدوا على رح ة ال وعفوه وكرمه‪ ،‬فضيعوا أمره‬ ‫ونـهيه ونسوا أنـه شديد العقاب‪ ،‬وأنـه ل يرد بأسه عن القوم الجرمي‪ ،‬ومن اعتمد على العفو مع الصرار على الذنب‪،‬‬ ‫فهو كالعاند‪ ،‬وقال معروف‪ :‬رجاؤك لرحة من ل تطيعه من الذلن والمق‪ ،‬وقال بعض العلماء‪ :‬من قطع عضوا منك ف‬ ‫الدنيا بسرقة ثلثة دراهم ل تأمن أن تكون عقوبتـه ف الخرة على نو هذا‪ .‬وقيل للحسن‪ :‬نراك طويل البكاء فقال‪ :‬أخاف‬ ‫أن يطرح ن ف النار ول يبال‪.. .‬ال"‪ .‬ا‪.‬ه ـ وقال ص (‪ )68‬ب عد أن ن قل طائ فة من الروايات تث بت دخول النار للع صاة‬ ‫بختلف أشكال م‪" :‬والحاد يث ف هذا الباب أضعاف أضعاف ما ذكر نا‪ ،‬فل ينب غي ل ن ن صح نف سه أن يتعا مى!! عن ـها‪،‬‬ ‫ويرسل نفسه ف العاصي ويتعلق بسن الظن ‪..‬ال" وقال ص (‪" :)69‬وربا اتكل بعض الغترين على ما يرى من نعم ال‬ ‫عليه ف الدنيا وأنـه يعتن بـه ويظن أن ذلك من مبة ال له وأنـه سيعطيه ف الخرة أفضل من ذلك فهذا من الغرور …‪.‬‬ ‫وقال بعض السلف‪ :‬رب مستدرج بنعم ال عليه وهو ل يعلم‪ ،‬ورب مفتون بثناء الناس وهو ل يعلم ورب مغرور بستر ال‬ ‫عليه وهو ل يعلم"‪ .‬ا‪.‬هـ‬ ‫على أن الحاد يث مشت ـهرة ف دخول مرتكب ـي الكبائر ف النار‪ ،‬ول حا جة ه نا ليراد بعض ها إذ ل ينكر ها إل مكابر‬ ‫وتبقى مسألة خلود الوحدين أم عدمه وهو نـزاع آخر بـي موز للخروج مستدل ببعض الروايات وبـي منكر له وهو‬ ‫الصحيح مستدل بصريح اليات القرآنية وطائفة من الروايات‪.‬‬ ‫(تنبـيه)‪ :‬هذا الوقف من الباضية إنا كان للتوفيق بـي دلئل الكتاب والسنة لورود اليات الناصة على لزوم التوبة وأن‬ ‫غي التائب ل يتقبل ال منـه إنا يتقبل ال من التقي (الائدة ‪ )27 :‬ومرتكب الكبـية ـ غي التائب ـ ليس متق‬ ‫ـ ورد فـ التوبـة نوـ قوله تعال‪ :‬فخلف مـن بعدهـم خلف أضاعوا الصـلة واتبعوا الشهوات‬ ‫بل شـك‪ ،‬أضـف إل هذا م ا‬ ‫فسوف يلقون غيا ‪ o‬إل من تاب وآمن وعمل صالا فأولئك يدخلون النة ول يظلمون شيئا (مري ‪ )60 :‬وقوله تعال‪:‬‬ ‫وإن لغفار لن تاب وآمن وعمل صالا ث اهتدى‬

‫(طه ‪ )82 :‬وقوله عز شأنـه ف وصف الؤمني‪ :‬والذين ل يدعون‬ ‫‪170‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫للظالمين من حميم ول شفيع يطاع غافر ‪. 18 :‬‬ ‫الفصـــل الرابــــع‬ ‫في خلـود أهـل الجنـــة والنـار‬ ‫في النـار دائمــــــا‬ ‫(‪()187‬ومن عصى ولم يتــــــب يخلـــد‬ ‫بـهـــذا نشهـد)‬

‫مع ال إل ا آ خر ول يقتلون الن فس ال ت حرم ال إل بال ق ول يزنون و من يف عل ذلك يلق أثا ما ‪ o‬يضا عف له العذاب يوم‬ ‫القيامة ويلد فيه مهانا ‪ o‬إل من تاب وآمن وعمل عمل صالا فأولئك يبدل ال سيئاتـهم حسنات وكان ال غفورا رحيما‬ ‫(الفرقان ‪ )70 :‬وقوله سبحانـه‪ :‬فأما من تاب وآمن وعمل صالا فعسى أن يكون من الفلحي (القصص ‪)67 :‬‬ ‫والشاهد ف هذه اليات أن مرتكب الكبـية ل يغفر له بل توبة وشفاعة النبـي له لجل الغفرة له فيكون هذا معارضا‬ ‫ليات الكتاب العزيز التقدمة فتكون هذه الدللة مانبة للصواب وتعي أن الشفاعة ل تكون إل لن سلفت منـه التوبة من‬ ‫ذنوبـه الت قارفها وفائدتـها التماس القبول من ال تعال‪ .‬أما من يتفلسف بل حجة زاعما أن هذه اليات واردة ف حق‬ ‫الشركي مستشهدا بقوله‪ :‬إل من آمن فهذا ينبغي أن يؤخذ ب ـيده أو عين ـه لينظر ويتبصر ف قوله‪ :‬وع مل عمل‬ ‫صالا أم هل سيقال إن مرتكب الكبـية صاحب عمل صال!! وما عسى أن يقول ف قوله‪ :‬ول يزنون وقوله‪:‬‬ ‫ول يقتلون النفس أم ستلغى دللة الكتاب لجئ أحاديث الجال فيها رحب لتأويلها والمع بـينـها وبـي مثل قوله‬ ‫تعال‪ :‬ول يشفعون إل ل ن ارت ضى (النب ـياء ‪ )28 :‬فهذا كأن ـه يقول والعياذ بال‪ :‬ل يارب من يق تل ويز ن سوف‬ ‫يشفع فيه النبـي وستغفر له وتدخله النة!!!‪ .‬ث ما يثي الدهشة ف هؤلء رمي مالفيهم بأنـهم أهل أهواء و هذا من‬ ‫العجب فكيف يكون الوى ف هذا البدأ الذي انتـهجه الباضية لقطع علئق الفساد وردع من يتـهاون برمات ال أليس‬ ‫العاقل يقول إن الوى ف التماس اليل والخارج لكل زنديق ل يعرف من السلم إل الشهادتي ث عاش عمره ل يأت من‬ ‫أوامر ال شيئا مقارفا لكبائر الذنوب على اختلفها يصبح يعاقر المر ويبـيت ف أحضان العاهرات على أمل موهوم يتخيل‬ ‫أن يشفع له النبـي يوم القيامة‪ .‬ويستشهد بأحاديث مهلهلة كحديث البطاقة!!!‪.‬‬ ‫لكن "الاهل من أتبع نفسه هواها وتن على ال المان" ولو كان الال كما يقول مالفو الباضية فارتكاب الكبائر ليس‬ ‫بذموم! وكيف يكون ذلك والنبـي سينصب نفسه للدفاع عنـه يوم القيامة؟!! ويكون واسطة له مع ربـه اللهم هذا‬ ‫بـهتان عظيم‪ ،‬بل هذا مدخل لترويج العاصي دون أن يشعر القائل بـهذا البدأ‪ ،‬وليتأمل النصف قوله تعال‪ :‬وإذا جاءك‬ ‫الذ ين يؤمنون بآيات نا ف قل سلم علي كم ك تب رب كم على نف سه الرح ة أن ـه من ع مل من كم سؤا بهالة ث تاب من بعده‬ ‫وأصلح فأنـه غفور رحيم ‪ o‬وكذلك نف صل اليات ولت ستبـي سبـيل الجرمي (النعام ‪ )55 :‬وخلصة الكلم أن‬ ‫قوله ‪» :‬شفاع ت ل هل الكبائر من أم ت« إن ث بت ي مل على الذ ين تابوا من كبائر هم ل على من مات م صرّا!! على‬ ‫مقارفة حرمات ال‪.‬‬ ‫‪ )(236‬وقد قال بقريب من رأي الباضية ف هذه السألة الداعية الراحل ممد الغزال ف كتابـه "عقيدة السلم" وإليك بعض‬ ‫نصوصه المتعة‪:‬‬ ‫يقول ص (‪" :)228‬يل غط عوام ال سلمي بأحاد يث واردة ف شفا عة النب ـي لب عض الع صاة‪ .‬وَتعَلّق أولئك بأحاد يث‬ ‫الشفاعة يُخيّل إليك أن قواني الزاء بطلت‪ ،‬وأن نيان الحيم توشك أن تتحول بردا وسلما على عصاة الؤمني‪.‬‬ ‫‪171‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫افترقت المة ف أهل النة والنار على أربع فرق‪ ،‬فذهبت فرقة إل أن من مات على طاعة الرحن فهو‬ ‫ملد ف دار الرضوان‪ ،‬ومن مات على عصيان رب ـه مصرا على ذنب ـه ف هو ملد ف النار‪ ،‬ل فرق ف‬ ‫ذلك ب ـي أ حد من الفجار كان من أ هل الشرك أو الف ساق(‪ )237‬وهذه الفر قة هي الح قة و من قال‬ ‫بلف ها ف هو هالك‪ ،‬فالراد بالع صيان ف قول النا ظم‪( :‬و من ع صى) إن ا هو اتيان الكب ـية وال صرار‬ ‫على الصغية لا سيأت أن الصغائر مغفورة عند اجتناب الكبائر‪.‬‬ ‫وذهبت فرقة ال ان أهل النة وأهل النار زائلون والداران فانيتان بعد دخول أهلهما فيهما‪ ،‬وسيأت الرد‬ ‫على هذه الفرقة عند ذكر الناظم لا إن شاء ال‪ .‬وذهبت فرقة ال تليد أهل النة ف النة وعدم تليد‬ ‫أ هل النار ف النار مشر كا كان أو مناف قا ـ و سيأت الرد على هذه الفر قة أي ضا ـ‪ .‬وذه بت فر قة ال‬ ‫وكثيا ما يفرط هؤلء الهال ف الفروض‪ ،‬ويقعون ف أوخم الذنوب ث يقولون‪ :‬أمة ممد بي!‪ .‬وهذا مسلك ساقط‪ .‬وممد‬ ‫أول من يستنكره ويارب أصحابـه‪ ،‬وينذرهم بأنـهم أصحاب الحيم‪ .‬فأما أن الزاء حق‪ ،‬وأنـه يتناول الذرة من‬ ‫الي والشر‪ ،‬وأنـه يع مّ الناس فذلك صريح القرآن‪ :‬فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ‪ ،‬ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ‪.‬‬ ‫والقول بأن قوان ي الزاء تو قف بالن سبة لتباع نب ـي ما سخف فارغ‪ ،‬و قد كذّب القرآن الكر ي ف موا ضع ش ت مزا عم‬ ‫الولي والخرين لّا جحت بـهم أمانيهم إل هذا الوهم الباطل‪ .".‬ويقول ص (‪" :)231‬والظاهر أن الشفاعة الت يرجوها‬ ‫النبـي الكري إنا تدرك صنفا من الناس تأرجحت موازين الق والباطل ف أعماله‪ ،‬فهو بـي السقوط والنجاح‪.‬‬ ‫ونن ف حياتنا ننظر إل التلمذة الذين يقتربون من النـهاية الصغرى للنجاح نظرة رأفة‪ ،‬ونيل إل منحهم درجة أو درجتي‬ ‫جبا لنقصهم‪ .‬أما الذين يبتعدون عن الستوى الدن للنجاح مسافة بعيدة فإننا نكم بسقوطهم فورا‪.‬‬ ‫فلعل الشفاعة النسوبة للرسول الكري تنقذ أمثال هؤلء القاربـي للنجاة‪ ،‬وبـهذا يتم المع بـي النصوص‪".‬‬ ‫ويقول ص (‪" :)233‬إن أتباع الدين يب أن يعرفوا أن الساب اللي ل يغفل الذرة من الي أو الشر‪ ،‬وأن هذه الدقة تنفي‬ ‫كل ت صرف ينطوي على الفو ضى‪ ،‬وك يل الزاء جزا فا‪ .‬و قد ندد القرآن الكر ي باليهود؛ ل ا سرت ب ـينـهم هذه الراء‬ ‫الغريبة‪ ،‬حت ظن عامتـهم أن النة حكر لم ولذرياتـهم ـ لمر ما ـ فأقبلوا على ملذات العيش الدن ينتـهبونـها‬ ‫ويقولون ـ ف يقي ـ سيغفر لنا!!‪.".‬‬ ‫ويقول ص (‪" : )234‬والؤسف أن هذا القطع بـي العمل والزاء رسب ف أوهام العامة‪ ،‬فأساؤوا بـه إل أنفسهم وإل‬ ‫دين ـهم‪ ،‬ث إن عوج سلوك الن سوبـي إل الد ين وقلة فقه هم‪ ،‬و سوء ذوق هم‪ ،‬مكّن لللاد ف الرض‪ ،‬ور فع الث قة من‬ ‫الديان ومثليها جلة‪.‬‬ ‫والعجب للمسلمي يصابون بـهذه اللوثة وهم يقرأون قول ال‪ :‬ليس بأمانيكم ول أمان أهل الكتاب من يعمل سوءا يز‬ ‫بـه ‪ ،‬ول يد له من دون ال وليّا ول نصيا [النساء ‪ .".]123 :‬ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫‪ )(237‬والباضية قائلون بإنفاذ الوعيد وعدم تلفه وقد تقدم بعض هذا وابن حزم يقول ف كتابـه "الحكام" (م ‪/2‬ج ‪/5‬ص‬ ‫‪:)70‬‬ ‫"فمن يفسق القائلي بإنفاذ الوعيد فليبدأ بتفسيق ابن عباس‪ ،‬ومن فسّق ابن عباس فهو وال الفاسق حقا‪ ،‬وابن عباس الب ابن‬ ‫الب‪ ،‬الفاضل ابن الفاضل رضي ال عنـهما"‪ .‬ا‪.‬هـ فتأمل‪.‬‬ ‫‪172‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫تليد أهل النة والشركي من أهل النار فيهما وزعموا أن أهل الكبائر غي الشركي يرجون من النار‬ ‫فيدخلون النة‪ ،‬وال الرد على هذه الفرقة أشار بقوله‪:‬‬ ‫ما بـين ذي شرك‬ ‫(‪()188‬وكافــــــــر بنعمـــــة من فَّرقــا‬ ‫ومن قد فسقـــــا)‬ ‫لدى منــــازل‬ ‫(‪()189‬أعني لدى الخلـــــود والفرق نشا‬ ‫العــــــذاب وفشــا)‬ ‫أي كافر كفر نعمة ل كفر شرك من قال بأن الشركي ملدون ف النار وما عداهم من الفسقة وأهل‬ ‫الكبائر غي ملدين ف النار‪ ،‬كما يُروى عن مالك بن أنس الصبحي(‪ )238‬أن ـه قال‪" :‬من مات على‬ ‫كبـية فل يلو من أحد ثلثة أمور‪ :‬إما أن يغفر ال له بعفوه‪ ،‬أو يشفع فيه الرسول‪ ،‬أو يعذب مقدار‬ ‫عمله ث يرج فيدخل النة" وف قول الشافعي‪" :‬أنـه يكتب على جباههم (هؤلء جهنميون) فيعيهم‬ ‫أ هل ال نة على ذلك‪ ،‬في سألون ال زواله‪ ،‬فيمحوه ال عن ـهم ويبدل م مكان ـه نورا يتلل فيود أ هل‬ ‫النـة أن لو عملوا كعملهـم"(‪ .)239‬وهذا رأس الضلل وعيـ الحال بأن جعلوا العاصـي أشرف مـن‬ ‫الطائع وجعوا بــي الضداد وكتاب ال ناطـق بلف مـا زعموا قال تعال‪ :‬أفمــن كان‬ ‫مؤمنــا كمــن كان فاســقا ل يســتوون الســجدة ‪ 18 :‬وقال تعال‪ :‬أفنجعــل‬ ‫المسـلمين كالمجرميـن ‪ o‬مـا لكـم كيـف تحكمون القلم ‪ 35 :‬و ‪ 36‬وقال تعال‪:‬‬ ‫أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا‬

‫‪ )(238‬المام أبو عبدال مالك بن أنس بن أبـي عامر بن عمرو بن الارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الارث وهو ذو‬ ‫أصبح الصبحي الميي الدن حليف بن تيم من قريش‪ .‬وإليه تنتسب الالكية‪ .‬ولد ونشأ ف الدينة سنة ‪93‬هـ ـ وهي‬ ‫السنة الت توف فيها الصحابـي الليل أنس بن مالك والمام جابر بن زيد الزدي ـ من تصانيفه‪" :‬الوطأ ـ ط" وهو‬ ‫أشهرها على الطلق وله رسالة ف "الوعظ ـ ط" ورسالة ف "القدر ـ ؟" كتبـها إل ابن وهب‪ .‬ورسالة "الدآب" إل‬ ‫الرش يد قال عن ـها الذهب ـي‪" :‬قلت‪ :‬هذه الر سالة موضو عة‪ .‬وقال القا ضي الب ـهري‪ :‬في ها أحاد يث لو سع مالك من‬ ‫يدث بـها لدبـه‪ ".‬وله كتاب "السر ـ ؟" من رواية ابن القاسم عنـه‪ ،‬ورسالة إل الليث ف اجاع أهل الدينة‪ .‬وكانت‬ ‫وفاتـه ف الدينة سنة ‪179‬هـ‪"( .‬سي أعلم النبلء" للذهبـي ‪ 7/382‬ـ ‪ 437‬ـ "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر‬ ‫‪ 10/5‬ـ ‪ 8‬ـ "العلم" للزركلي ‪.)5/257‬‬ ‫‪ )(239‬يبدو أن هذا الكلم منتزع من ب عض الروايات الباطلة ال صنوعة والحاد يث الختر عة الوضو عة و قد مر ب ـي ش يء‬ ‫منـها أثناء تريي لحاديث الكتاب وما يشهد ببطلنـها قوله‪" :‬ث يعيهم!! أهل النة"‪ .‬وهذه علة ف الت فضل عن ما‬ ‫ف أسانيد تلك الروايات من الضعفاء‪ .‬فأهل النة مبؤن من هذا الوسخ (التعيي) فأن يثبت‪ .‬أضف ال هذا قوله‪" :‬فيود أهل‬ ‫ال نة أن لو عملوا! كعمل هم!!" وهذا ع ي الضلل ك ما قال ال صنف وح سبك أن هذا القول م صادم لقوله تعال‪ :‬أفنجعل‬ ‫السلمي كالجرمي ما لكم كيف تكمون ‪ .‬وال أعلم‪.‬‬ ‫‪173‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الصالحات سواء محياهم ومماتـهم ساء ما يحكمون الاث ية ‪ 21 :‬ول درّ ابن‬ ‫النضر حيث قال‪:‬‬ ‫خروجـك من نـار مؤجّجة ُحطَم‬ ‫كذبت لقد َمّنتْكَ نفسُك ضلــة‬ ‫فيصبح من صلى وصام كمن غشم‬ ‫وسكناك مع أهل السعادة ف العلى‬ ‫كمن عبد الوثان والبت والصنم‬ ‫ومن أخلص التقوى ال ال راغبا‬ ‫فليس الذي أشقى اللهُ كمن عصم‬ ‫لك الويل فارجع عن ضللك تائبا‬ ‫وقول النا ظم‪( :‬أع ن لدى اللود‪ ..‬ال) أي لفرق ب ـي الشرك والفا سق النا فق ف اللود بل كل‬ ‫منـهم ملد لقوله تبارك وتعال‪ :‬بلى من كسب سيئة وأحاطت بـه خطيئتـه‬ ‫فأولئك أصـحاب النار هـم فيهـا خالدون البقرة ‪ 81 :‬ولقوله تعال‪ :‬ومـن يعـص‬ ‫الله ورسـوله فإن له نار جهنـم خالديـن فيهـا أبدا النـ ‪ 23 :‬وإن ا الفرق ب ـي‬ ‫أهـل النار فـ منازل العذاب‪ ،‬إذ ُكلٌ معذب بقدر عمله فللنار دركات بعضهـا أشـد عذابـا مـن بعـض‬ ‫وأكثر نكال من غيها حت رُوي‪» :‬أن من أقل الناس عذابا من يُنعل بنعلي من النار فيفور منـهما‬ ‫م ه من أعلى هامت ـه«(‪ )240‬والدل يل على الفرق ب ـينـهم ف أنواع العذاب قوله عزّو جل‪ :‬إن‬ ‫المنافقين في الدرك السفل من النار النساء ‪ 145 :‬وقوله‪» : :‬إن من أشد الناس‬ ‫عذابـا يوم القيامـة الصـورون«(‪ )241‬فدلت اليـة والديـث معـا على أن أحدا دون هذيـن الفريقيـ فـ‬ ‫العذاب‪.‬‬ ‫وقـت على النــــــار‬ ‫(‪()190‬كذاك من قـــــال بأنـه يجـي‬ ‫بل تأجـج)‬ ‫هذا الب ـيت اشارة ال الرد على الفر قة القائلة بعدم تل يد أ هل النار في ها‪ ،‬وذلك أن ـهم زعموا أن ـه‬ ‫يأ ت على النار و قت ت صفق أبواب ـها ول يس ب ـها أ حد فين بت في ها ش جر الرج ي‪ ،‬وتشبثوا ف ذلك‬ ‫‪ )(240‬جاء بلفظ‪» :‬إن أهون أ هل النار عذابا لر جل توضع ف أخص قدم يه جرة يغلي من ـها دما غه ـ وف روا ية‪ :‬ينتعل‬ ‫بنعلي من نار يغلي دماغه من حرارة نعله ـ« وما يقاربـها من طريق النعمان بن بشي رواه البخاري ف "صحيحه" [‬ ‫‪ 6561‬و ‪ ]6562‬ومسلم [‪ ]312‬وأح د [‪ 18420‬و ‪ ]18443‬والطيالسي [‪ ]798‬وا بن أب ـي شي بة ف "مصنفه" [‬ ‫‪ ]34121‬وأبو نعيم ف "اللية" [‪ ]5935‬والاكم ف "الستدرك" [‪ 8730‬و ‪ 8731‬و ‪ 8732‬و ‪ .]8733‬ومن طريق‬ ‫ا بن عباس رواه م سلم [‪ ]212‬وأح د ف "م سنده" [‪ .]2694‬و من طر يق أب ـي سعيد الدري ع ند الا كم [‬ ‫‪ ]8734‬وابن أبـي شيبة [‪]34123‬وغيهم‪.‬‬ ‫‪ )(241‬جاء من طريق ابن مسعود رواه المام مسلم ف "صحيحه" [‪ ]2109‬وأحد ف "مسنده" [‪ ]4049‬والميدي ف‬ ‫"مسنده" [‪ ]117‬والبـيهقي ف "السنن الكبى" [‪ .]14567‬كما جاء من طريق ابن عمر رضي ال عنـهما رواه المام‬ ‫أحد ف "مسنده" [‪ ]4791‬والنسائي ف "الصغرى" [‪ ]5364‬وف "الكبى" [‪.]9795‬‬ ‫‪174‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫بديث يروى من طريق ابن عمرو بن العاص‪» :‬ليأتي على جهنم يوم تصفق فيه أبوابـها‪ ،‬ليس فيها‬ ‫أحـد وذلك بعدمـا لبثوا فيهـا أحقابـا«(‪ )242‬وبقوله تعال ــ فـ شأن ابليـس ــ‪ :‬وان عليـك‬ ‫لعنتي الى يوم الدين ص ‪ 78 :‬قالوا فاللعنة مغياة بذلك اليوم فيفهم منـه أنـه ل لعن بعد‬ ‫ذلك اليوم‪ ،‬وإذا ثبتت هذه الرحة لبليس فغي إبليس من سائر العصاة أول بـها وأحق‪..‬‬

‫‪ )(242‬حديث موضوع ‪ ..‬رواه ابن عدي ف "الكامل" (‪ 5/221‬دار الف كر) من طر يق أنس باسناد تالف فيه العلء بن‬ ‫ز يد ويقال ا بن زيدل الثق في قال عن ـه البخاري‪" :‬العلء بن زيدل الثق في أ بو م مد ي عد ف الب صريي‪ ،‬عن أ نس‪ ،‬من كر‬ ‫الديث" ـ كما ف ترجتـه عند ابن عدي ف "كامله" (‪ )5/220‬ـ‪ .‬وقال عنـه ابن الدين‪ :‬كان يضع الديث‪ .‬وقال‬ ‫أ بو حا ت والدارقط ن‪ :‬متروك الد يث‪ .‬وقال ا بن حبان‪ :‬روى عن أ نس ن سخة موضو عة‪ .‬ك ما ف "اليزان" للذهب ـي (‬ ‫‪.)3/99‬‬ ‫وروى ال طبان ف "الكب ـي" (‪ 8/247‬بر قم ‪ )7969‬عن أب ـي أما مة قال‪ :‬قال ر سول ال ‪" :‬ليأت ي على‬ ‫جه نم يوم كأن ـها زر عٌ هاج واحرّ ت فق أبواب ـها" و هو حد يث موضوع لوروده من طر يق الكذاب جع فر بن الزب ـي‬ ‫النفي وإليك ما قيل فيه منقول من "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر (‪ 2/82‬دار الكتب العلمية)‪" :‬قال ابن معي‪ :‬شامي‬ ‫ل يكتب حديثه‪ .‬وقال ـ ف رواية الدوري ـ عنـه‪ :‬ليس بثقة‪ .‬وف رواية ابن النيد‪ :‬ليس بشئ‪ .‬وقال أحد بن سعيد‬ ‫الدارمي عن يزيد بن هارون‪ :‬كان جعفر بن الزبـي‪ ،‬وعمران بن حدير ف مسجد واحد ـ مصلها ـ وكان الزحام على‬ ‫جع فر بن الزب ـي‪ ،‬ول يس ع ند عمران أ حد‪ ،‬وكان شع بة ي ر ب ـهما فيقول‪ :‬يا عج با للناس؛ اجتمعوا على أكذب الناس‪،‬‬ ‫وتركوا أصدق الناس ‪ ...‬وقال غندر‪ :‬رأيت شعبة راكبا على حار فقيل له‪ :‬أين تريد يا أبا بسطام؟‪ .‬قال‪ :‬اذهب فأستعدي‬ ‫على هذا ـ يعن جعفر بن الزبـي ـ وضع على رسول ال أربعمائة حديث كذبا ‪ ...‬وقال ابن عمار‪ :‬ضعيف‪ .‬وقال‬ ‫أحد‪ :‬اضرب على حديث جعفر‪ .‬وقال الوزجان‪ :‬نبذوا حديثه‪ .‬وقال أبوزرعة‪ :‬ليس بشيء‪ ،‬لست أحدث عنـه‪ .‬وأمر أن‬ ‫يضرب على حدي ثه‪ .‬وقال أ بو حا ت‪ :‬كان ذا هب الد يث ل أرى أن أحدث عن ـه و هو متروك الد يث‪ .‬وقال البخاري‪:‬‬ ‫ليـس بذاك‪ .‬وقال فـ موضـع‪ :‬متروك الديـث تركوه‪ .‬وقال يعقوب بـن سـفيان‪ :‬ضعيـف متروك مهجور‪ .‬وقال النسـائي‬ ‫والدارقطن‪ :‬متروك الديث‪ .‬وقال النسائي ف موضع آخر‪ :‬ليس بثقة"‪.‬‬ ‫‪175‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫والجواب عن الديث أنـه آحادي ل يعارض القطعيات فلو صح ل يفد علما(‪ )243‬فل ينبن عليه‬ ‫اعتقاد كيف وتأويله متمل؛ بأن يقال انـهم يرجون من النار ال واد هو أشد عذابا منـها يقال له‬ ‫الزمهرير يعذبون فيه بالبد‪ ،‬يُروى‪ :‬أنـهم اذا دخلو فيه استغاثوا منـه ال النار‪ .‬وأما الية فل تفيد ما‬ ‫ذكروه وعلى تقديـر افادتــها لذلك فإناـ هـو مفهوم مالفـة(‪ )244‬واختلف فـ حجيتــه فـ الظنيات‬ ‫فك يف يب ن عل يه اعتقاد بل وك يف يُعارض ب ـه القط عي الوارد ف قوله تعال‪ :‬قال فالحـق‬ ‫‪ )(243‬مذهب جهور المة أن الديث الحادي ليس حجة ف العقائد وإنا يستدل بـه ف الفروع الفقهية الت تنبن على الظن‬ ‫ك ما يقولون‪ ،‬أ ما ف الوا نب العقائد ية فل ي تج ب ـه لن العقائد ثرة اليق ي ويلزم في ها الق طع بال كم ل التذبذب ف يه‪،‬‬ ‫ويكمن السر ف عدم الحتجاج بـه ف العقائد أن خب الواحد ظن وإن كان راويه ثقة عدل ضابطا إذ يتمل أن يطئ أو‬ ‫يسهو أو ينسى أو يتوهم وهذا ناشئ من تعذر العصمة لحد خل النبـياء والرسل صلوات ال وسلمه عليهم‪ ،‬ول يلو من‬ ‫تلك الفات أ حد غي هم‪ .‬وح سب الن صف أن كثيا من الثقات المناء أخطأوا وتوهوا خلف القي قة من ال صحابة فضل‬ ‫عن غي هم من ذلك حد يث‪» :‬إن ال يت ليعذب ببكاء أهله عل يه« الذي رواه ا بن ع مر ر ضي ال عن ـهما فقالت ال سيدة‬ ‫عائشة رضي ال عنـها ـ كما ف "صحيح مسلم" [‪ ]932/27‬ـ‪" :‬يغفر ال لبـي عبدالرحن‪ ،‬أما إنـه ل يكذب‪،‬‬ ‫ولكنـه نسي أو أخطأ‪ ،‬إنا م ّر رسول ال على يهودية يُبكى عليها فقال‪» :‬إنـهم ليبكون عليها‪ ،‬وإنـها لتعذب ف‬ ‫قبها«‪ ".‬بل إن ف بعض الروايات ما يفيد عدم الطمئنان إل خب الواحد فقد جاء عن أبـي هريرة قال‪ » :‬صلى بنا‬ ‫صتْ؟‪ .‬فقال النبـي لصحابـه‪:‬‬ ‫النبـي الظهر ـ أو العصر ـ فسلّم‪ ،‬فقال‪ :‬ذو اليدين‪ :‬الصلة يا رسول ال أْنقِ َ‬ ‫أ حق ما يقول؟‪ .‬قالوا‪ :‬ن عم‪ ... .‬الد يث«‪ .‬ومن ـه يف هم أن النب ـي ل يك تف ب ب ذي اليد ين و هو أ حد ال صحابة ل‬ ‫يطعن فيه أحد‪ ،‬هذا ف مسألة فقهية فرعية كما هو الظاهر فكيف بالسائل الصلية‪ ،‬والديث رواه البخاري ف "صحيحه"‬ ‫برقـم [‪ ]1227‬ومسـلم [‪ ]573‬وغيهـم‪ .‬قال أبوالعال الوينـ فـ "البهان" (‪ 1/231‬دار الكتـب العلميـة)‪[ :‬ذهبـت‬ ‫الشو ية من النابلة‪ ،‬وكت بة الد يث إل أن خب الوا حد العدل يو جب العلم‪ ،‬وهذا خزي ل ي فى مدر كه على ذي لب‪.‬‬ ‫فنقول لؤلء‪ :‬أتوزون أن يز ّل العدل الذي وصـفتموه ويطـئ؟؟‪ .‬فإن قالوا‪ :‬ل‪ .‬كان ذلك بــهتا وهتكـا‪ ،‬وخرقـا لجاب‬ ‫اليبة‪ ،‬ول حاجة إل مزيد البـيان فيه‪ .‬والقول القريب فيه أن قد زلّ من الرواة والثبات جع ل يعدون كثرة‪ .‬ولو ل يكن‬ ‫الغلط متصورا لا رجع راوٍ عن روايتـه‪ .‬والمر بلف ما تيلوه‪.‬‬ ‫فإذا تبـي إمكان الطأ فالقطع بالصدق مع ذلك مال‪ .‬ث هذا ف العدل ف علم ال تعال‪ ،‬ونن ل نقطع بعدالة واحد بل‬ ‫ـ عليـه باـ فيـه‬ ‫يوز أن يضمـر خلف مـا يظهـر‪ ،‬ول متعلق لمـ إل ظنــهم أن خـب الواحـد يوجـب العمـل‪ ،‬وقـد تكلمن ا‬ ‫مقنع‪].‬ا‪.‬هـ وهذا كلم ف غاية الوضوح ومن شاء الزيد حول هذه السألة فدونه كتاب (السيف الاد) للمحدث القنوبـي‬ ‫ حفظه ال ‪.-‬‬‫‪ )(244‬مفهوم الخالفـة‪ :‬هـو دللة الكلم على نفـي الكـم الثابـت للمذكور عـن السـكوت‪ ،‬لنتفاء قيـد مـن قيود النطوق‪،‬‬ ‫ويسـمى دليـل الطاب؛ لن دليله مـن جنـس الطاب أو لن الطاب دل عليـه‪ .‬وله أنواع كثية منــها‪ :‬مفهوم الصـفة‪،‬‬ ‫ومفهوم الشرط‪ ،‬ومفهوم الغاية‪ ،‬ومفهوم العدد‪ ،‬ومفهوم اللقب (السم)‪ ،‬ومفهوم الصر‪.‬‬ ‫واختلف ف حجيت ـه ـ ف الفروع طب عا ـ على رأي ي الول للجمهور وقالوا بجيت ـه عدا مفهوم الل قب‪ ،‬و هل هذه‬ ‫الجية أتت من اللغة أو من الشرع الصحيح أنـه حجة عندهم من حيث اللغة كما قال ابن السمعان‪ ،‬وقال الفخر الرازي‪:‬‬ ‫‪176‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫والحق أقول ‪ o‬لملن جهنم منك وممن تبعك منـهم أجمعين‬

‫ص ‪ 84 :‬و‬

‫‪ 85‬والقطعي الوارد ف قوله تعال‪ :‬بلى من كسب سيئة وأحاطت بـه خطيئتـه‬ ‫فأولئك أصـحاب النار هـم فيهـا خالدون البقرة ‪ 81 :‬ف أمثال ا من اليات العديدة ال ت‬ ‫نبذو ها وراء ظهور هم وا ستبدلوا عن ـها هوى أنف سهم فضلوا وأضلوا فحكم هم أن ـهم كفار نع مة‬ ‫لِـما تقدم من تأويلهم‪ ،‬كذا قيل فيهم وعليه مشيت ف النظم ث ظهر ل بعد ذلك أنـهم مشركون‬ ‫(‪)245‬وأن ذلك التأويل ليس بستر لم عن الكفر‪ ،‬فهم ف حكم الكذبـي لذه اليات كلها وال أعلم‪.‬‬ ‫فيهــا سعيــــــد‬ ‫(‪()191‬وهكذا من قـــــال كـل يدخـل‬ ‫وشقي مبطـل)‬ ‫زع مت الرجئة أن كل أ حد يد خل النار سعيدا كان أو شق يا وقالوا ُيَنجّ ى من ـها ال سعيد ويترك في ها‬ ‫الشقي‪ ،‬وتعلقوا ف ذلك بقوله تعال‪ :‬وإن منكم إل واردها كان على ربك حتما‬ ‫مقضيا ‪ o‬ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا مر ي ‪ 71 :‬و ‪ 72‬ول‬ ‫تعلق ل م ف هذه اليـة لن الطاب في ها للمتقدم ذكر هم َورَدَ على سبـيل اللتفات من الغيبـة ال‬ ‫الضور‪ ،‬وذلك أن ـه قدّم ذ كر النكر ين للب عث فقال‪ :‬ويقول النسـان أإذا مـا مـت‬ ‫لسوف أخرج حي َّا ‪ o‬أوَ ل يذكر النسان أنا خلقناه من قبل ولم يك‬ ‫شيئا ‪ o‬فوربـك لنحشرنــهم والشياطيـن ثـم لنحضرنــهم حول جهنـم‬ ‫جثيا ‪ o‬ثم لننـزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ‪ o‬ثم‬ ‫لنحـن أعلم بالذيـن هـم أولى بــها صـليا مريـ ‪ 66 :‬إل ‪ 70‬فهذه اليات كل ها خطاب‬ ‫لنكري البعث وكذلك آية الورود‪ ،‬فهي كما بـيناه من أنـها خطاب لم َورَد على سبـيل اللتفات‬ ‫ومثل هذا كثي ف القرآن منـها قوله تعال ـ ف خطابـه لبن اسرائيل ـ‪ :‬وظللنا عليهم‬ ‫الغمام وأنـزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم‬ ‫العراف ‪ 160 :‬و من و جه آ خر أن الورود يت صرف فيد بع ن الدخول تارة كقوله تعال‪ :‬فإنكـم‬ ‫وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون النبـياء ‪ 98 :‬وبعن‬ ‫ن القصـص ‪ 23 :‬وقول‬ ‫المشارفـة للشيـء أخرى كقوله تعال‪ :‬ولمـا وََرد َ َ‬ ‫ماءَ مدْي َـ َ‬ ‫زهي‪:‬‬ ‫ل يدل على النفي بسب اللغة‪ ،‬لكنـه يدل عليه بسب العرف العام‪.‬‬ ‫وذهب النفية إل القول بعدم حجية العمل بفهوم الخالفة ف النصوص الشرعية ول يوز العمل بـه‪ .‬بلف كلم الناس‬ ‫ومصطلحهم‪ .‬راجع "أصول الفقه السلمي" د‪.‬وهبة الزحيلي (‪ 1/362‬و ‪ 367‬دار الفكر)‪.‬‬ ‫‪ )(245‬لعله يقصد هنا الباطنية‪.‬‬ ‫‪177‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وضعن عصي الاضر التخيم‬

‫ولا وردنا الاء زرقا جامه‬ ‫وقول امـرئ القيس‪:‬‬ ‫ياذرن عمرا صاحب الفترات‬ ‫فأوردها ماء قليل أنيسـه‬ ‫فبطل حل الية على الوجه الول أن لو وافقناهم أن الطاب ف الية للمؤمني والكافرين جيعا من‬ ‫حيـث أنــه يلزمهـم القول بدخول النبـــياء النار مـع الؤمنيـ فيكون كتاب ال ناطقـا‬ ‫بتكذيب ـهم ف [قوله تعال‪ :‬أولئك عنــها مبعدون ‪ o‬ل يسمعون حسيسها ]‬ ‫(‪ )246‬النبــياء ‪ 101 :‬و ‪ 102‬وقوله تعال‪ :‬يوم نحشــر المتقيــن الى الرحمــن وفدا ‪o‬‬ ‫ونسوق المجرمين الى جهنم ِوْردَا مر ي ‪ 85 :‬و ‪ ، 86‬وقوله تعال‪ :‬يوم ل يخزي‬ ‫الله النبـي والذين آمنوا معه التحر ي ‪ 8 :‬وذكر ف آية أخرى قوله‪ :‬ربنا إنك من‬ ‫تدخـل النار فقـد أخزيتــه آل عمران ‪ 192 :‬فيلزم هم على مقالت ـهم هذه تنا قض هات ي اليت ي‬ ‫وكلها خب ل يأت النسخ على أحدها‪ ،‬ولكنا ل نُسَلّم أن الطاب ف الية للمؤمني والكافرين بل ل‬ ‫نقول إل أن ـه متو جه للكافر ين فالورود عند نا هو الدخول نف سه على هذا التأو يل‪ ،‬فإن ق يل‪ :‬أ ما ف‬ ‫قوله تعال‪ :‬ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا مري ‪ 72 :‬دليل على‬ ‫جي ل يس ف يه دل يل على دخول م النار لن التنج ية‬ ‫ما تعل قت ب ـه الرجئة‪ .‬فالواب أن قوله نُن َـ ِّ‬ ‫تكون من الش يء الخوف التر قب وقو عه كقولك‪ :‬ن يت زيدا من الق تل‪ ،‬فإن زيدا ل يق تل ب عد وإن ا‬ ‫قارب ذلك المر الذي يترقب وقوعه‪ ،‬وللمثبتي للورود لميع المة أقاويل نضرب صفحا عن ذكرها‬ ‫مافة التطويل‪ ،‬وبالملة فحكمهم حكم من قبلهم من أنـهم كفار نعمة ل شرك مال يظهر منـهم‬ ‫رَ ّد لتن ـزيل فيح كم علي هم بالشرك‪ ،‬هذا كله إذا قالوا إن الداخل ي ف النار هم الؤمنون والفا سقون‬ ‫جيعا(‪.)247‬‬ ‫أو أهلهـا‬ ‫(‪()192‬ومن يقل دار الخلــود فانيـــــة‬ ‫فـفاســــــق علنيـة)‬ ‫هذا بـيان الرد على الفرقة القائلة بفناء النة والنار بعد دخول كل فيها وهم الهمية على ما وجدت‬ ‫ف الثر‪ ،‬والرد عليهم ظاهر من الكتاب وشاهد العقل قال تبارك وتعال‪ :‬وقالوا لن تمسنا‬ ‫النار إل أيامــا معدودة قــل أتخذتــم عنــد الله عهدا فلن يُخلف الله‬ ‫عهده أم تقولون على الله مــا ل تعلمون ‪ o‬بلى مــن كســب ســيئة‬ ‫وأحاطت بـه خطيئتـه فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون البقرة ‪ 80 :‬و‬ ‫‪ )(246‬ساقطة من (ب)‪.‬‬ ‫‪ )(247‬فلو قالوا بدخول النبـياء خيف عليهم الوقوع ف كفر الشرك والعياذ بال‪.‬‬ ‫‪178‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪ 81‬وقال تعال‪ :‬ومـن يعـص الله ورسـوله فإن له نار جهنـم خالديـن فيهـا‬ ‫أبدا الن ‪ 23 :‬وقال تعال ـ ف وصف أهل النة ـ‪ :‬عطاء غير مجذوذ هود ‪ 108 :‬أي غي‬ ‫مقطوع‪ ،‬ف أمثالا من اليات‪.‬‬ ‫وشاهد العقل يقضي أن الكري إذا أنعم بنعمة قد وعد بعدم انقطاعها انـه لو قطعها لكان غي كري‪،‬‬ ‫بل كان سفيها كذّابا من حيث أنـه يعد بالشيء فل ينجز وعده وهو قادر عليه‪ ،‬ولو قيل إنـه غي‬ ‫قادر للزم عليه عجز الباري جل وعل وهو باطل‪ ،‬وبالملة فهم متأولون فحكمهم حكم من قبلهم من‬ ‫الفرق من ح يث أن ـهم كفار نع مة ل شرك ما ل يظ هر من ـهم َردّ لتن ـزيل أو تكذ يب لر سول‬ ‫فيُحكم عليهم بالشرك كذا قيل وعليه جريت ف النظم والظاهر أن هؤلء مشركون لا ف مقالتـهم‬ ‫هذه من رد الدلة القطع ية من اليات القرآن ية‪ ،‬و ما ت يل ل م من التأو يل هي خيالت ل تد فع‬ ‫عن ـهم هذا ال كم إذ ل ت كن هنالك شب ـهة يتم سكون ب ـها فيعطون ح كم التأول ي‪ ،‬وليـس‬ ‫كل من آثر هواه على دليل هداه يعطى حكم المتأولين والله أعلم‪.‬‬ ‫والشـــــرك في الرد‬ ‫(‪()193‬هذا إذا ما كـان بالتأويــــــل‬ ‫على التنـزيل)‬ ‫الشارة كنايـة عـن الحكام التقدم ذكرهـا فـ أرباب القالت الزائغـة وأهـل الطرق الضالة‪ ،‬أي فهذا‬ ‫حكم هم إذا كا نت مقالت ـهم ناشئة عن تأو يل للدلة الشرع ية فإن التأول إذا أخ طأ ف تأويله ب ا ل‬ ‫ي سعه ال طأ ف يه من الد ين يكون كافرا ك فر نع مة وفا سقا هال كا ول ي كم عل يه بالشرك ح ت يظ هر‬ ‫من ـه ردّ لتن ـزيل أو تكذ يب لر سول‪ ،‬فإن ظ هر من ـه ش يء من ذلك ح كم عل يه بالشرك إجا عا‪،‬‬ ‫شرّكَهُ قوم ول يشرّكه آخرون‬ ‫واختلفوا ف التأول إذا استلزم مذهبـه رد الكتاب أو تكذيب الرسول فَ َ‬ ‫وال أعلم‪.‬‬

‫‪179‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫البـــاب الخامـــس‬ ‫ـ مـن الركـن الثـاني ـ‬ ‫فــي القضـاء والقــــدر‬ ‫ولـــــم يجــــز‬ ‫(‪()194‬وبالقضـــــا نؤمن أيضا والقـــدر‬ ‫اغراقنــا فيه النظر)‬ ‫وما يب اليان بـه قضاء ال وقدره لن ـهما أصلن من أصول الدين وركنان من اليان‪ ،‬قال‬ ‫لعبادة بن الصامت‪» :‬إنك لن تد ولن تبلغ حقيقة اليان حت تؤمن بالقدر خيه وشره أنـه من ال‬ ‫تعال‪ .‬قال‪ :‬يـا رسـول ال وكيـف ل أن أعلم خيـ القدر وشره؟‪ .‬قال‪ :‬تعلم أن مـا أصـابك ل يكـن‬ ‫ليخطئك و ما أخطأك ل ي كن لي صيبك‪ ،‬فإن مت على غ ي ذلك دخلت النار«(‪ ،)248‬و سئل ر سول ال‬ ‫عن اليان فقال‪» :‬أن تؤ من بال وملئكت ـه وكتب ـه ولقائه واليوم ال خر وأن تؤ من بالقدر خيه‬ ‫وشره أنـه من ال تعال«(‪.)249‬‬ ‫والفرق ب ـينـهما أن القضاء عبارة عن وجود الكونات ف اللوح إجال‪ ،‬والقدر عبارة عن وجود ها‬ ‫ف الواد تف صيل قال تعال‪ :‬وإن مـن شيـء إل عندنـا خزائنــه ومـا ننــزله إل‬ ‫بقدر معلوم ال جر ‪ 21 :‬وعليه قوله ـ وقد مر تت جدار مائل فأسرع الشي فقيل‪ :‬يارسول‬ ‫ال أت فر من قضاء ال؟ فقال ـ‪» :‬أ فر من قضاء ال إل قدره«(‪ )250‬هذا ف العرف الشر عي‪ ،‬وأ ما ف‬ ‫الل غة فيت صرف كل من ـهما ال أو جه؛ فَي ِردُ القضاء بع ن الخلق و هو الراد ه نا ق بل الن قل كقوله‬ ‫حكم كقوله‬ ‫تعال‪ :‬فقضاهن سبع سماوات في يومين فصلت ‪ ، 12 :‬وَيرِد بعن ال ُ‬ ‫تعال‪ :‬إن ربـك يقضـي بــينـهم يوم القيامـة يو نس ‪ ، 93 :‬وَيرِد بع ن المـر كقوله‬ ‫‪ )(248‬الديث رواه المام الربـيع الفراهيدي ف "مسنده" [‪ ]72‬من طريق عبادة بن الصامت ‪.‬‬ ‫وجاء موقو فا من كلم عبادة رواه أبوداود ف " سننـه" بر قم [‪ ]4700‬والب ـيهقي ف "العتقاد" ص(‪/ 70‬الك تب‬ ‫العلمية)‪ .‬وفيه ص(‪ )78‬موقوف على أبـي بن كعب وذكر هناك أن زيد بن ثابت رفعه‪ .‬والصحيح رفعه حيث ل يتأتى‬ ‫أن يكون من كلم الصحابة‪.‬‬ ‫‪ )(249‬جاء من طريق أبـي هريرة رواه البخاري ف "صحيحه" [‪ ]50‬وابن خزية ف "صحيحه" [‪ ]2244‬وابن مندة ف‬ ‫"اليان" [‪ 15‬و ‪ .]158‬وجاء من طريق عمر بن الطاب رواه المام أحد [‪ ]185‬والنسائي ف "الكبى" [‪]11721‬‬ ‫وا بن حبان [‪ ]168‬والب ـيهقي ف "ش عب اليان" [‪ 124‬و ‪ 180‬و ‪ .]254‬وجاء من طر يق ابن ـه ر ضي ال عن ـهما‬ ‫رواه ابن مندة [‪ ]5‬والبـيهقي ف "العتقاد" ص(‪.)68‬‬ ‫‪ )(250‬ل أع ثر على هذه الروا ية ‪ ..‬والشهور أن القائل لذا ع مر بن الطاب ح ي أراد الرجوع من م سيه ال بلد الشام‬ ‫عندما علم بظهور الوباء فيها‪ ،‬فقال له أبوعبـيدة ‪ :‬أفرارا من قدر ال يا عمر؟!‪ .‬فقال عمر‪ :‬لو غيك قالا يا أبا عبـيدة!‬ ‫نعم نفر من قدر ال إل قدر ال ‪..‬ال‪ .‬ورواية ما حصل لعمر صحيحة ثابتة أخرجها المام الربـيع ف "مسنده" برقم [‬ ‫‪.]641‬‬ ‫‪180‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫تعال‪ :‬وقضــى ربــك أن ل تعبدوا إل إياه السـراء ‪ ، 23 :‬وَيرِد بعنـ الخــبر كقوله‬ ‫تعال‪ :‬وقضينـا الى بنـي اسـرائيل فـي الكتاب السـراء ‪ ، 4 :‬وبع ن الفراغ من‬ ‫الشيء كقوله تعال‪ :‬فإذا قضيت الصلة المعة ‪ 10 :‬وقول الشاعر‪:‬‬ ‫وخيب ث أغمدت السيوف‬ ‫قضينا من تـهامة كل ريب‬ ‫وبع ن الصـنع للش يء كقوله تعال‪ :‬فاقـض مـا أنـت قاض طـه ‪ 72 :‬أي ا صنع ما أ نت‬ ‫صانع‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬ ‫داود أو صنع السوابغ ُتبّع‬ ‫وعليهما مسرودتان قضاها‬ ‫فتلك ستة معان وقد جعتـها بقول‪:‬‬ ‫صنْـعُ‬ ‫وإ ْخبَارٌ وإ ْفرَاغٌ و ُ‬ ‫َقضَا؛ َخ ْلقٌ َوحُكْمٌ ثُمّ َأمْـرٌ‬ ‫ق ويُمثّ ل له بقوله تعال‪ :‬والذي قدر‬ ‫وأ ما القدر فيد على معان أي ضا من ـها أن ـه بع ن َ‬ ‫خل َـ َ‬ ‫فهدى العلى ‪ 3 :‬أي خلق الن سان فهدى الذ كر ال إتيان الن ثى وهذا الو جه هو الق صود ه نا ق بل‬ ‫النّ قل‪ ،‬فالقضاء والقدر ف هذا الو ضع مترادفان ل غة ل عر فا ك ما تقدم‪ ،‬ومن ـها التقديـر كقوله‬ ‫تعال‪ :‬وأنـــــزلنا مــــن الســــماء ماء بقدر الؤمنون ‪ 18 :‬أي بتقديــر‪ ،‬ومنـــها‬ ‫التصـويركقوله تعال‪ :‬فقدرنـا فنعـم القادرون الرسـلت ‪ 23 :‬أي ال صورون‪ ،‬ومنــها‬ ‫جود كقوله تعال‪ :‬إل أمرأتـــه قدرنــا انـــها لمــن الغابريــن الجـر ‪ 60 :‬أي‬ ‫الو ُ‬ ‫وجدناها من الالكي وهذا التفسي إنا يصح ف سورة الجر خاصة لنـه من خطاب اللئكة ـ‬ ‫علي هم ال سلم ـ لل يل الرح ن ـ عل يه ال سلم ـ وأ ما ف سورة الن مل ف هو بع ن [القضاء لن ـه‬ ‫(‪)251‬‬

‫القضاء كال ية الشار الي ها وكقوله تعال‪ :‬فالتقـى‬

‫خطاب من ال عزو جل‪ ،‬ومن ـها]‬ ‫الماء على أمـر قـد قُدِر الق مر ‪ 12 :‬أي ق ضي‪ ،‬ومن ـها التضييـق كقوله تعال‪ :‬وأمـا‬ ‫مث ْـل كقوله تعال‪:‬‬ ‫إذا مـا ابتله فَقَدََر عليـه رزقـه الفجـر ‪ 16 :‬أي ضيّ قه‪ ،‬ومن ـها ال ِ‬ ‫فسالت أودية بِقَدَرِهَا الرعد ‪ 17 :‬أي بِـ ِمثْلِهَا فتلك سبعة أوجه وقد جعتـها أيضا فقلت‪:‬‬ ‫حواها وهي‪َ :‬خ ْلقٌ ثَمّ يلو‬ ‫معان القَ ْدرِ سَبْعٌ هاك نظما‬ ‫ضيِيقٌ‪ ،‬ومِـْثلُ‬ ‫َقضَاءٌ‪ ،‬ث تَ ْ‬ ‫وَتقْدِيرٌ‪َ ،‬وتَصْوِيرٌ‪ ،‬وُجُـودٌ‪،‬‬ ‫وف القدر لغتان‪ :‬فتح الدال وعليه بـيت الت‪ ،‬وسكونـها وعليه البـيت الول من هذين البـيتي‪،‬‬ ‫وثَ ـمّ ـ بف تح الثاء وتشد يد ال يم ـ إشارة ال الكان البع يد وإن ا أ تى ب ـها مع كون ـه مشيا ال‬ ‫القريب لتعظيم القام وتليله على حد قوله تعال‪ :‬ذلك الكتاب البقرة ‪ ، 2 :‬أي معن القدر الذي‬ ‫‪ )(251‬ساقطة من (ب)‪.‬‬ ‫‪181‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫هو اللق يلو ف هذا القام ك ما قدم نا‪ ،‬فمع ن قول نا‪ :‬إن ال قدّر الع صية‪ .‬أي خلق ها‪ ،‬وكذلك مع ن‬ ‫قولنا‪ :‬إن ال قضى العصية والطاعة‪ .‬أي خلقهما‪.‬‬ ‫وقول الناظم‪( :‬ل يز اغراقنا ‪..‬ال) الغراق ـ بكسر المزة ـ الستقصاء ف الشيء والحاطة بميع‬ ‫صفاتـه‪ ،‬و(النظر) هنا الفكر وفيه اشارة ال قوله ‪» :‬يقول ال تبارك وتعال‪ :‬القدر سري ول ينبغي‬ ‫لحـد أن يطلع على سـري«(‪ ،)252‬وقـد كان يقول‪» :‬إذا ذكـر القدر فأمسـكوا وإذا ذكرت النجوم‬ ‫فأمسكوا«(‪ )253‬وإنا كان ذلك مافة الوض ف القدر فيلحق الائض التّسَمّي بالقدري فيكون من القوم‬ ‫الذين قال فيهم رسول ال ‪» :‬ل كل أ مة موس‪ ،‬وموس هذه المة القدرية«(‪ ،)254‬وقال ‪» :‬الرجئة‬ ‫‪ )(252‬ل أع ثر عل يه ب ـهذا الل فظ ‪ ..‬ويشب ـهه ما ف "الكا مل" ل بن عدي (‪ 7/191‬دار الف كر)‪ " :‬عن عائ شة ر ضي ال‬ ‫عن ـها قالت‪ :‬قال ر سول ال ‪» :‬القدر سر ال من تكلم ب ـه ي سأله عن ـه يوم القيا مة‪ ،‬و من ل يتكلم ب ـه ل ي سأله‬ ‫عن ـه«‪ .‬و هو حد يث ضعيف لوروده من طر يق يي بن أب ـي أنيسة وقد ضعفه طائ فة‪ .‬قال الذهب ـي ف "الكا شف" (‬ ‫‪" :)3/220‬تالف"‪ .‬وقال ابن حجر ف "التقريب" (‪" :)2/343‬ضعيف"‪ .‬وانظر تفاصيل أحواله ف "الكامل" لبن عدي (‬ ‫‪ 7/186‬ـ ‪ .)187‬و"تـهذيب التـهذيب" لبن حجر (‪ 11/162‬ـ ‪.)163‬‬ ‫‪ )(253‬جاء بـهذا اللفظ من طريق ابن مسعود‬ ‫‪.)7/25‬‬ ‫‪ o‬وجاء بتقدي لفظة "النجوم" على لفظة "القدر" عند الطبان ف "الكبـي" [‪ 2/96‬برقم ‪ ]1427‬عن ثوبان وعنـها‬ ‫يقول اليثمي ف "ممع الزوائد" (‪ 7/411‬دار الفكر)‪" :‬رواه الطبان وفيه يزيد بن ربـيعة وهو ضعيف"‪ .‬وف "الكبـي"‬ ‫أي ضا [‪ 10/198‬بر قم ‪ ]10448‬عن ا بن م سعود وعن ـه يقول اليث مي ف "مم عه" (‪" :)7/412‬رواه ال طبان وف يه‬ ‫م سهر بن عبداللك وثّ قه ا بن حبان وغيه وف يه خلف وبق ية رجاله رجال ال صحيح"‪ .‬ا‪.‬ه ـ‪ .‬ورواه أ بو نع يم ف "حل ية‬ ‫الولياء" [‪ 4953‬دار الكتب العلمية] عن ابن مسعود ‪.‬‬ ‫‪ o‬وجاء بدون قوله‪» :‬وإذا ذكرت النجوم ‪ «..‬رواه الارث بن أبـي أسامة ف "مسنده" [‪/ 741‬بغية الباحث] عن ابن‬ ‫مسعود وابن عدي ف "كامله" (‪ )6/162‬عن ابن عمر رضي ال عنـهما‪.‬‬ ‫رواه الرائطي ف "مساوئ الخلق" [‪ ]782‬وابن عدي ف "كامله" (‬

‫‪ )(254‬جاء بـهذه الصيغة من طريق أبـي هريرة‬ ‫‪ 2/137‬و ‪.)2/316‬‬ ‫وجاء بلفظ‪» :‬لكل أمة موس والقدرية موس هذه المة« من طريق ابن عمر عند الجري ف "شريعتـه" [‪.]356‬‬ ‫‪ o‬وجاء بلفظ‪» :‬لكل أمة موس وموس أمت الذين يقولون ل قدر إن ماتوا ل تشهدوهم« من طريق ابن عمر رواه‬ ‫أحد [‪ ]5586‬وأبوداود [‪ ]4692‬وابن أبـي عاصم ف "سنتـه" [‪ ]339‬وعنده برقم [‪ ]329‬عن حذيفة وبرقم [‬ ‫‪ ]342‬عن أبـي هريرة ‪.‬‬ ‫‪ o‬وجاء بلفظ‪» :‬إن موس هذه المة الكذبون بأقدار ال« من طريق جابر بن عبدال رواه ابن ماجة ف "سننـه" [‬ ‫‪ ]92‬وابـن أبــي عاصـم [‪ ]328‬والجري فـ "شريعتــه" [‪ .]358‬وانظـر "أجوبـة الافـظ ابـن حجـر على أحاديـث‬ ‫الصابـيح" ف آخر الزء الثالث من "مشكاة الصابـيح" للتبيزي ص(‪.)1779‬‬ ‫رواه الجري ف "الشريعة" [‪ 359‬و ‪ ]360‬وابن عدي ف "الكامل" (‬

‫‪182‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫يهود هذه المة‪ ،‬والقدرية موسها«(‪ ،)255‬وقال ‪» :‬لعنت القدرية على لسان سبعي نبـيا قبلي«(‪،)256‬‬ ‫قال ف "شفاء الائم"(‪[ :)257‬وأول من تكلم ف القدر ف أيام ال صحابة غيلن الدمش قي(‪ ،)258‬ومع بد‬ ‫الهن(‪ ،)259‬ويونس السواري(‪ ،)260‬وبعدهم أبو حذيفة واصل بن عطاء(‪ )261‬انتصب لذهب القدرية‪،‬‬ ‫وهو قد تتلمذ للحسن البصري ومكث ف مالستـه عشرين سنة وهو القرر لقواعد القول بقدرة العبد‬ ‫وخل قه الف عل وقال‪" :‬إن الباري عادل حك يم ل يوز أن يضاف إل يه ش ي ول ظلم‪ ،‬ول يوز عل يه أن‬ ‫‪ )(255‬جاء الشطر الول من هذه الرواية ف "مسند" المام الربـيع [‪ ]944‬من قول المام جابر‪ .‬والشطر الثان فيه برقم [‬ ‫‪ ]798‬بل سند‪.‬‬ ‫وأخرجه أبوداود ف "سننـه" [‪ ]4691‬عن ابن عمر رضي ال عنـهما بلفظ‪» :‬القدرية موس هذه المة«‪ .‬وجاء عند‬ ‫الطبان ف "الوسط" عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال ‪» :‬القدرية والرجئة موس هذه المة ‪ «..‬وعن هذه الرواية‬ ‫يقول اليث مي ف "م مع الزوائد" (‪" :)7/421‬رواه ال طبان ف "الو سط" ورجاله رجال ال صحيح غ ي هارون بن مو سى‬ ‫الفروي وهو ثقة"‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫‪ )(256‬ل أجده بـهذا اللفظ وله شواهد ل تلو من مقال فقد روى الطبان ف "الكبـي" [‪ 20/117‬برقم ‪ ]232‬عن معاذ‬ ‫بن جبل قال‪ :‬قال رسول ال ‪ » :‬ما بعث ال نبـيا قط إل وف أمتـه قدرية ومرجئة يشوشون عليه أمر أمتـه‪ ،‬أل وان‬ ‫ال لعن القدرية والرجئة على لسان سبعي نبـيا« قال اليثمي ف "ممعه" (‪" :)7/416‬رواه الطبان وفيه بقية بن الوليد‬ ‫وهو ليّن ويزيد بن حصي ل أعرفه"‪ .‬ا‪.‬هـ كما رواه ابن أبـي عاصم ف "سنتـه" برقم [‪ ]325‬وفيه نفس العلل‪ .‬ورواه‬ ‫أيضا الجري ف "شريعتـه" برقم [‪ ]286‬وف سنده ضعف‪.‬‬ ‫وروى المام أبو حنيفة ف "مسنده" ص(‪ /365‬الكتب العلمية)‪" :‬عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبـيه قال‪ :‬قال‬ ‫ر سول ال ‪» :‬ل عن ال القدر ية و ما نب ـي ول ر سول إل لعن ـهم ‪ «..‬وهذا ال سند الذي ساقه أ بو حني فة ج يد رجاله‬ ‫ثقات وهو متصل‪ .‬على أنـه يكن القول بأن الراد هنا بالقدرية من يكذب بأقدار ال وهذا ل يكن حصره ف أمتـه‬ ‫دون من سبقه من النبـياء‪ .‬وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(257‬هو للعلمة أبو الفضل أبو القاسم بن ابراهيم البادي ـ وقد تقدمت ترجتـه ف التعليق على البـيت رقم (‪ )76‬ـ‬ ‫وكتاب ـه هذا شرح لكتاب "الدعائم" ل بن الن ضر العما ن‪ ،‬وعنوان ـه "شفاء الائم على ب عض الدعائم" والظا هر أن ـه ل‬ ‫يشرح كل "الدعائم" وكتابـه هذا ل يزال مطوطا ل ينشر بعد‪.‬‬ ‫‪ )(258‬أبو مروان غيلن بن مروان بن مسلم القبطي الدمشقي مول لل عثمان بن عفان‪ ،‬أحد القائلي بالقدر‪ ،‬معتزل الذهب‬ ‫قال الياط ف كتاب "النت صار والرد على ا بن الراوندي" ص(‪" :)190‬وأ ما غيلن فكان يعت قد ال صول الم سة ال ت من‬ ‫اجتمعت فيه فهو معتزل وهذه رسائلة قد طبقت الرض ‪ ." ..‬وهو من القائلي بأن المامة تصلح ف غي القرشي وكل من‬ ‫كان قائما بالكتاب والسنة فهو مستحق لا‪ .‬ومناظرتـه مع عمر بن عبد العزيز الت أعلن فيها توبتـه تراها ف "الشريعة"‬ ‫للجري بر قم [‪ ]473‬و"التنب ـيه والرد" لب ـي ال سي الل طي ص(‪ /168‬الزهر ية للتراث) و هي ال ت ترا جع في ها عن‬ ‫معتقده ف القدر‪ .‬صلبـه هشام بن عبد اللك بالشام وإنا فعل ذلك ل لعقيدتـه كما يتوهم من ل علم عنده بل سبب قتله‬ ‫هو أن غيلن لا كتب إل عمر بن عبد العزيز كتابا قال فيه‪" :‬أبصرت يا عمر"‪ .‬فدعا عمرٌ غيلن وقال‪" :‬اعِنّي على ما أنا‬ ‫فيه"‪ .‬فقال غيلن‪ :‬ولن بـيع الزائن ورد الظال‪ .‬فوله فكان يبـيعها وينادي عليها ويقول‪ :‬تعالوا إل متاع الونة!‪ ،‬تعالوا‬ ‫‪183‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫يريد من العباد خلف ما يأمرهم بـه‪ ،‬ول يوز عليه أن يلق للعباد شيئا ث يازيهم عليه‪ ،‬والعبد هو‬ ‫الفاعل للخي والشر والطاعة والعصية‪ ،‬وال سبحانـه ماز له بفعله" وقال‪" :‬ليس من الكمة أن يكون‬ ‫ال سبحانـه يلق الكفر للكافرين بـه وهو مبغض للكفر معاد للكافرين فيكون ف ذلك كمن أعان‬ ‫على ش تم نف سه" ‪ .‬وقال ج يع ال مة قويّ ها وضعيف ها و صغيها وكب ـيها‪ :‬القدر خيه وشره من ال‬ ‫تعال وهو الالق للخي والشر والقاضي والريد وا ُلقَدّر والُكَوّن له ف أوقاتـه الت يكون فيها‪ ،‬وهو‬ ‫إل متاع الظلمة!‪ ،‬تعالوا إل َخلَف الرسول ف أمتـه بغي سنتـه! وسيتـه!‪ ... .‬فمر بـه هشام بن عبد اللك فقال‪ :‬أرى‬ ‫هذا يعني ن وي صيب أبائي وال إن ظفرت ب ـه لقط عن يد يه ورجل يه‪ .‬فل ما ول هشام خرج غيلن و صاحبـه صال إل‬ ‫أرمينية فأرسل هشام ف طلبـهما فجئ بـهما وقطع أيديهما! وأرجلهما!‪ .‬طالع "طبقات العتزلة" لبن الرتضى ص(‪-25‬‬ ‫‪ .)27‬والغريب أن ابن حبان روى ف كتابـه "الجروحي" (‪ ..." :)2/200‬ابراهيم بن أبـي جبلة قال‪ :‬كنت عند عبادة‬ ‫بن ن سي فأتاه آت أن هشا ما ق طع يدي غيلن ورجل يه‪ .‬فقال‪ :‬أ صاب وال ف يه القضاء وال سنة‪ ،‬ولكت ب إل أم ي الؤمن ي‬ ‫ولحسنن له رأيه"‪ .‬ا‪.‬هـ والق أنـه أخطأ القضاء والسنة ولكنـه التملق للملوك الذي ابتلي بـه كثي من الناس وإل فإن‬ ‫التمث يل! بالو تى مرم شر عا‪ ،‬وإن كان الق طع ق بل ال صلب فلم يعرف ف الشرع له و جه إل حد الرا بة!! ول يس هذا مله‪،‬‬ ‫فيكون فعله مالف لل سنة ل موا فق ل ا‪ .‬و قد و ضع ب عض الفاك ي ف حق هذا الر جل حدي ثا ذ كر ف "الفوائد الجمو عة"‬ ‫للشوكان ص(‪" :)419‬سيكون ف أمت رجل يقال له وهب يهب ال له الكمة‪ ،‬ورجل يقال له غيلن هو أضر على أمت‬ ‫من ابليس‪ .‬قال الشوكان‪ :‬رواه أبو يعلى عن عبادة بن الصامت مرفوعا‪ ،‬وهو موضوع‪ .‬وقال ابن حبان‪ :‬ل أصل له"‪ .‬ا‪.‬هـ‬ ‫وذكر الندي أن له رسائل مموعة ف نو مائة ورقة‪ .‬وكان قتله بعد سنة ‪105‬هـ‪"( .‬الجروحي" لبن حبان ‪ 2/200‬ـ‬ ‫"الفرق بــي الفرق" للبغدادي ‪ 206‬و ‪ 207‬ــ "لسـان اليزان" لبـن حجـر ‪ 4/424‬ــ "النتصـار والرد على ابـن‬ ‫الراوندي" للخياط ص ‪ 189‬و ‪ 190‬مع كلم مققه ـ "التبصي" للسفراين ص ‪ 13‬مع تعليق الكوثري عليه ـ "العلم"‬ ‫للزركلي ‪.)5/124‬‬ ‫ث عن‬ ‫‪ )(259‬هو معبد بن عبدال بن عكيم الهن نـزيل البصرة‪ .‬اتـهم بأنـه أول من تكلم بالقدر ف زمان الصحابة‪ ،‬حدّ َ‬ ‫عمران بن حصي ومعاوية وابن عباس وابن عمر وحران بن أبان وطائفة‪ .‬وروى عنـه معاوية بن قرة وزيد بن رفيع وقتادة‬ ‫ومالك بن دينار وعوف العرابـي وسعد بن ابراهيم وآخرون‪ ،‬وقد وثقه يي بن معي‪ ،‬وقال أبو حات‪ :‬صدوق ف الديث‪.‬‬ ‫وقال الوزجان‪ :‬كان قوم يتكلمون ف القدر احتمل الناس حديثهم لا عرفوا من اجتـهادهم ف الدين والصدق والمانة ول‬ ‫يتو هم علي هم الكذب وإن بلو ب سوء رأي هم من ـهم مع بد اله ن وقتادة ومع بد رأ سهم‪ .‬وقال العجلي‪ :‬تاب عي ث قة كان ل‬ ‫يتـهم بالكذب‪ .‬وقال مالك بن دينار‪ :‬لقيت معبدا بكة بعد فتنة ابن الشعث وهو جريح قد قاتل الجاج ف الواطن كلها‪.‬‬ ‫وروى ضمرة عـن صـدقة بـن يزيـد قال‪ :‬كان الجاج يعذب معبدا الهنـ بأصـناف العذاب ول يزع ثـ قتله‪ .‬وقيـل إن‬ ‫عبداللك بن مروان صلبـه بدمشق على القول بالقدر ث قتله وكان ذلك ف سنة ‪80‬هـ‪.‬‬ ‫والظا هر أن هذا ل يس ب صحيح فملوك ب ن أم ية يهم هم اللك بالدر جة الول يقول الكوثري ف مقدمت ـه لكتاب "تب ـيي‬ ‫كذب الفتري" ل بن ع ساكر ص (‪" :)10‬ول ي كن ب نو أم ية كالراشد ين ف ال سهر على معت قد ال سلمي إل في ما ي س‬ ‫بسياستـهم"‪ .‬ومعبد هذا قد قاتل الجاج كما تقدم فيكون قتله لسبب سياسي‪ ،‬وقد يقال إنـه قتل بسبب القول بالقدر‬ ‫لكي يشفع قتله ببر ينطلي على العوام مع أن القتل بسبب معتقد ل بد له من شروط قاسية ول بد من استتابة الرجل وما إل‬ ‫‪184‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫مع هذا كله ف عل الع بد والعبد فاعله وهو له مريد متار‪ ،‬قاصد اليه متحرك أو ساكن ب ـه غ ي مبور‬ ‫عليه ول مضطر اليه إل ما كان من الهم بن صفوان(‪ )262‬وأصحابـه فقد نقض الجاع وقال‪" :‬القدر‬ ‫خيه وشره مـن ال‪ ،‬ل مـا على مـا قاله الولون بـل على جهـة البـ والكراه والضطرار للعباد ال‬ ‫أعمال م‪ ،‬ول قدرة للع بد ف ش يء من ذلك ول ق صد ول اختيار ول إرادة" قالوا‪" :‬وماذا للع بد من‬ ‫صرّف بقتضى العلم والرادة والشيئة؟" قالوا‪" :‬قد وجدنا ال‬ ‫الفعال وهو متصرف ف قبضة القهر ومُ َ‬ ‫ذلك ل أن يؤتى بشخص فيحز رأسه ث يقال قتل لكذا ‪ ..‬وال أعلم بال الرجل‪.‬‬ ‫(" سي النبلء" ‪ 5/192‬ـ "ميزان العتدال" للذهب ـي ‪ 4/141‬ـ "ت ـهذيب الت ـهذيب" ل بن ح جر ‪ 10/204‬ـ‬ ‫"العلم" للزركلي ‪.)7/264‬‬ ‫‪ )(260‬ذكره الافظ ابن حجر العسقلن ف "لسان اليزان" (‪ 6/335‬الندية) فقال‪:‬‬ ‫"يونس السواري أول من تكلم بالقدر‪ ،‬وكان بالبصرة فأخذ عنـه معبد الهن‪ .‬ذكره الكعبـي ف "طبقات العتزلة"‬ ‫وذكر أنـه كان يلقب سيبويه‪ ".‬ا‪.‬هـ والشهور ف كتب الفرق أن اسه‪ :‬علي السواري كما هو واضح من تردد ذكره ف‬ ‫كتاب "النتصار والرد على ابن الراوندي" للخياط العتزل و"مقالت السلميي" لبـي السن الشعري و"الفصل ف اللل‬ ‫والهواء والنحل" لبن حزم الندلسي ـ ويبعد أن يكونا شخصي ـ وعلي السواري هذا معدود ف الطبقة السابعة من‬ ‫طبقات العتزلة الت ذكرها ابن الرتضى ف "النية والمل" وذكر معه ف هذه الطبقة الاحظ وثامة بن أشرس وأحد بن أبـي‬ ‫داود ويوسف بن عبدال بن اسحاق الشحام [طالع "مذاهب السلميي" د‪ .‬عبدالرحن بدوي (‪ 1/41‬ـ ‪.])42‬‬ ‫‪ )(261‬أبو حذيفة واصل بن عطاء البصري الغزال من موال بن ضبة أو بن مزوم‪ ،‬رأس العتزلة ومن أئمة البلغاء والتكلمي‬ ‫ولد بالدينة سنة ‪80‬هـ وكان يلثغ بالراء غينا إذا تكلم ولكنـه لقتداره على اللغة وتوسعه فيها يتجنب الوقوع ف لفظة‬ ‫فيها راء حت قيل فيه‪:‬‬ ‫شعَـرِ‬ ‫وخـالف الراء حت احتـال لل ّ‬ ‫ويعـل الـبُـر قمـحا ف تصـرفه‬ ‫فعـاذ بالغيـث اشفـاقا من الطـر‬ ‫ولـم يطـق مطرا والقول يعـجلـه‬ ‫وكان مع تلك الثغة فصيحا لَ سِنَـا مقتدرا على الكلم حت أنـه يطب الطبة فل يورد فيها الراء أبدا‪ .‬واشتـهر بلقب‬ ‫الغزّال ول يكن غزال بل سي بذلك للزمتـه سوق الغزل‪ ،‬وكان طويل العنق حت قال عنـه عمرو بن عبـيد‪ :‬إن من‬ ‫هذه عنقه ل خي عنده‪ ،‬فلما برع واصل وظهر فضله قال عمرو‪ :‬ربا أخطأت الفراسة‪ .‬جالس أبا هاشم عبدال بن ممد بن‬ ‫النفية ث لزم ملس السن البصري‪ ،‬وكان لكثرة صمتـه يظن بـه الرس‪ ،‬وقد تقدم عند التعريف بالعتزلة بـيان خطأ‬ ‫من قال‪ :‬إن ال سن طرده وقال‪ :‬اعتزل نا وا صل‪ .‬وأن ال صواب أن ت سميتـهم بالعتزلة ح صلت ب عد ذلك أو أن ـهم لقبوا‬ ‫أنفسم فلياجع الكلم على البـيت رقم (‪.)79‬‬ ‫هذا وقد اعتن واصل بنشر مذهبـه ف الفاق فبعث من أصحابـه عبدال بن الارث إل الغرب وحفص بن سال إل‬ ‫خرا سان والقا سم إل الي من وأيوب إل الزيرة وال سن بن ذكوان إل الكو فة وعثمان الطو يل إل أرمين ية‪ .‬وكان م ن با يع‬ ‫لحمد بن عبدال بن السن ف قيامه على أهل الور‪ .‬من مؤلفاتـه‪ :‬كتاب "النـزلة بـي النـزلتي ـ ؟" وكتاب "الفتيا‬ ‫ـ ؟" وكتاب "التوحيد ـ ؟" و "معان القرآن ـ ؟" و"التوبة ـ ؟" و"أصناف الرجئة ـ ؟" و"طبقات أهل العلم والهل‬ ‫ـ ؟"‪ .‬ومات سنة ‪131‬هـ‪.‬‬ ‫‪185‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫سـبحانـه يقول‪ :‬يضــل مــن يشاء ويهدي مــن يشاء النحــل ‪ 93 :‬وقال‪ :‬مــن‬ ‫يضلل الله فل هادي له العراف ‪ 186 :‬فمـن شاء ال خلق له اليـ ومـن شاء خلق له الشـر"‪.‬‬ ‫فهذه مقالت ـهم‪( ].‬انت ـهى) فتل خص من كل مه أن ال مة ف القدر على ثلث فرق؛ فر قة تعل قت‬ ‫بالمــر َف َزلّوا وهـم الذيـن قالوا إن ال ل يلق أفعال العباد وإناـ كان ذلك مـن خلق أنفسـهم‬ ‫فقدرت ـهم صالة لياد فعل هم‪ ،‬وفر قة تعل قت بالمشيئة فضلوا ول يعلوا للمكلف اختيارا ف‬ ‫فعله بل قالوا ذلك على طريق الب‪ ،‬فضلل أولئك من حيث نفي القدر وضلل هؤلء من حيث الغلو‬ ‫ف اثباتـه فهما ضالتان وقد تعلق كل منـهما بآيات من القرآن ـ نذكر كل شيء ف مله إن شاء‬ ‫ال تعال ــ‪ .‬وفرقـة جمعــت بـــين المــر والمشيئة وقالوا أفعال العباد خلق مـن ال‬ ‫واكتساب من العبد فهدوا ال صراط مستقيم‪ ،‬وعن عكرمة(‪ )263‬عن ابن عباس ـ رضي ال عنـه ـ‬ ‫("الفهر ست" لب ـي الفرج الند ي ص ‪ 283‬ـ ‪ 284‬ـ "ميزان العتدال" للذهب ـي ‪ 4/329‬ـ " سي النبلء"‬ ‫للذهبـي ‪ 6/242‬ـ "لسان اليزان" لبن حجر ‪ 6/214‬ـ "العلم" للزركلي ‪.)8/108‬‬ ‫(تنبـيه)‪ :‬أطلت ف ترجة هؤلء النفر لكثرة شتمهم من قبل مالفيهم بق وبباطل والق أن ما زور عنـهم كثي‪ ،‬ونن وإن‬ ‫كنا ل نتولهم إل أن نقل الكذوب على اللق ليس من شيمنا‪ ،‬وال تعال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(262‬ترجتـه تأت عند البـيت رقم (‪.)204‬‬ ‫‪ )(263‬التاب عي الشه ي أ بو ع بد ال عكر مة بن عبدال الببري الد ن مول ا بن عباس‬ ‫تسكن الشمال الفريقي قبل السلم ـ فهو من طبقة التابعي‪.‬‬ ‫كان لصي بن أبـي الر العنبي فوهبـه لبن عباس‪ .‬روى عن موله ابن عباس وعائشة وأبـي هريرة وعبدال بن عمر‬ ‫وابن عمرو وعقبة بن عامر رضي ال عنـهم وغيهم وروى عنـه ابراهيم النخعي والشعبـي وأبو الشعثاء جابر بن زيد‬ ‫وقتادة وأيوب السختيان وخلق كثي‪ .‬وهو من أخرج البخاري ومسلم حديثه‪ ،‬وكان يفت ف عهد ابن عباس ‪ ..‬لكن تكلم‬ ‫فيه بعضهم فاتـهم برأي الوارج الصفرية ففي "سي النبلء" للذهبـي (‪" :)5/517‬وقال أبو طالب عن أحد بن حنبل قال‬ ‫خالد الذاء‪ :‬كل ما قال ممد بن سيين‪ :‬نبئت عن ا بن عباس‪ .‬فإن ا رواه عن عكرمة‪ .‬ق يل‪ :‬ما شأن ـه؟‪ .‬قال‪ :‬كان يرى‬ ‫رأي الوارج رأي الصفرية ول يدع موضعا إل خرج إليه خراسان والشام واليمن ومصر وافريقية‪ .‬قال أحد‪ :‬وإنا أخذ أهل‬ ‫أفريقية رأي الصفرية من عكرمة لا قدم عليهم"‪ .‬ا‪.‬هـ وقد وثقه طائفة لبأس بـهم؛ قال عثمان بن سعيد الدارمي‪ :‬قلت‬ ‫لبن معي‪ :‬فعكرمة أحب إليك ف ابن عباس أو عبـيدال؟‪ .‬قال‪ :‬كلها‪ .‬ول يتر‪ ،‬قلت‪ :‬فعكرمة أو سعيد بن جبـي؟‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ثقة وثقة‪ .‬وف "سي النبلء" للذهبـي‪ .." :‬عن عثمان قال‪ :‬كنت جالسا مع أبـي أمامة بن سهل إذ جاء عكرمة‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬يا أبا أمامة أذكرك ال؛ هل سعت ابن عباس يقول‪ :‬ما حدثكم عن عكرمة فصدقوه فإنـه ل يكذب علي؟‪ .‬فقال أبو‬ ‫أما مة‪ :‬ن عم"‪ .‬وروى سعيد عن قتادة قال‪ :‬كان أعلم التابع ي أرب عة‪ :‬كان عطاء أعلم هم بالنا سك‪ ،‬وكان سعيد بن جب ـي‬ ‫أعلمهم بالتفسي‪ ،‬وكان عكرمة أعلمهم بسية النبـي ‪ ،‬وكان السن أعلمهم باللل والرام‪ .‬وعن أيوب ـ وقد سئل‬ ‫عن عكر مة فقال‪ :‬ـ لو ل ي كن عندي ثقة ل أك تب عن ـه‪ .‬وقال حاد بن ز يد‪ :‬ق يل ليوب‪ :‬أكن تم تت ـهمون عكر مة؟‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أ ما أ نا فلم أ كن أت ـهمه‪ .‬وكان أ بو الشعثاء يقول‪ :‬هذا عكر مة مول ا بن عباس هذا أعلم الناس‪ .‬و قد أو ضح حاله ف‬ ‫الديث ابن عدي ف "الكامل" (‪ 271 /5‬ـ ‪ )272‬فقال‪" :‬وعكرمة مول ابن عباس ل أخَرّج ها هنا من حديثه شيئا لن‬ ‫أ صله من الببر ـ و هي القبائل ال ت‬

‫‪186‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫سئل عن القدر فقال‪" :‬الناس فيه على ثلث منازل؛ من قال إن ف المر الشيئة ال العباد وان العمال‬ ‫مفو ضة إلي هم ول قَدَر‪ ..‬ف قد ضاد ال ف أمره‪ ،‬و من أضاف ال ال شيئا م ا ين ـزه عن ـه ف قد افترى‬ ‫عظيما على ال عزوجل‪ ،‬ورجل قال إن رُ ِح ْمتُ فبفضل ال‪ ..‬فذلك الذي سلم له دينـه ودنياه"‪.‬‬ ‫أفعــــالنا بُعْـداً‬ ‫(‪()195‬ومن يقـــــــل إلهنــا لــم يخلـــق‬ ‫لـــــه من أحمــق)‬ ‫سبحانـه الرب‬ ‫(‪()196‬لقـــــــوله لكـل شـــيء خالــق‬ ‫المليك الرازق)‬ ‫تعـدد اللـــــه‬ ‫(‪()197‬لـو كــــان خالقا ســـواه لزمــا‬ ‫مـــا)‬ ‫قطعـــــــا ُ‬ ‫حت ِّ َ‬ ‫فســـاد هـذا العـالَم‬ ‫(‪()198‬ولــــو تعـــدد اللــــه لظهـــر‬ ‫الذي بـهـر)‬ ‫بـه الثـــــواب‬ ‫(‪()199‬لكـــــن لنا في فعلنـــــا اكتسـاب‬ ‫وبـه العقــاب)‬ ‫ن ث َ َّ‬ ‫إل النبـــوات‬ ‫م قد نيل بـه أعلى الرتب‬ ‫(‪َ ()200‬‬ ‫م ْ‬ ‫فليـــــس تكتسـب)‬ ‫هذا بـيان الرد على الفرقة الول من القدرية وهم القائلون أن ال ل يلق أفعال العباد وإنا ذلك خلق‬ ‫أنفسهم قالوا‪ :‬إن ال أكرم من أن يلق خلقا فيعذبنا عليه‪ .‬وتعلقوا ف جواز أن يكونوا خالقي لفعالم‬ ‫و ف وقوع ذلك بآيات من القرآن من ـها قوله عزو جل‪ :‬وإذ تخلق مـن الطيـن كهيئة‬ ‫الطير الائدة ‪ . 110 :‬قلنا اسناد اللق ال عيسى ـ عليه السلم ـ ف الية ماز ل حقيقة لنـه من‬ ‫الثقات إذا رووا عنـه فهو مستقيم الديث إل أن يروي عنـه ضعيف فيكون قد أُت من قِبل الضعيف ل من قِبَله ول يتنع‬ ‫الئمة من الرواية عنـه‪ ،‬وأصحاب الصحاح أدخلوا أحاديثه إذا روى عنـه ثقة ف صحاحهم وهو أشهر من أن يتاج أن‬ ‫أجرح حديثا من حديثه وهو لبأس بـه"‪ .‬ا‪.‬هـ وال أعلم باله‪ ،‬مات سنة ‪105‬هـ‪"( .‬الكامل" لبن عدي ‪ 5/271‬ـ‬ ‫‪ 272‬ـ " سي النبلء" ‪ 5/504‬ـ ‪/521‬دار الف كر ـ "ميزان العتدال" ‪ 3/93‬ـ ‪ 97‬ـ "تذكرة الفاظ" للذهب ـي‬ ‫‪ 1/95‬ـ "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر ‪ 7/228‬ـ ‪ 234‬ـ "العلم" للزركلي ‪.)4/244‬‬ ‫(تنب ـيه)‪ :‬أورد ال صنف ال سالي هذا ال ب عن عكر مة عن ا بن عباس ف كتاب ـه "مشارق أنوار العقول" (‪ 2/172‬دار‬ ‫اليل) وقام مققه د‪ .‬عبد الرحن عمية بالترجة لعكرمة هذا على أنـه عكرمة بن أبـي جهل!!‪ .‬وهذا خطأ فاحش! لن‬ ‫عكر مة بن أب ـي ج هل ال صحابـي ا ستشهد عام ‪13‬ه ـ يوم مرج ال صفر‪ ،‬وق يل عام ‪15‬ه ـ يوم اليموك‪ .‬ك ما ف‬ ‫"تـهذيب التـهذيب" لبن حجر (‪ )7/223‬وابن عباس من صغار الصحابة سنا فتكون رواية عكرمة عنـه من قبـيل‬ ‫رواية الكابر عن الصاغر أن لو صحت فكيف وهي هنا متعذرة‪ .‬وكم للدكتور الذكور من أخطاء ف تعليقه على الشارق‬ ‫على هذا الطراز‪ .‬وقد طبع كتاب الشارق طبعة أخرى بتحقيق عبد النعم العان ط‪ /‬دار الكمة‪ .‬ورأيتـه يشف من أخطاء‬ ‫د‪ .‬عبد الرحن عمية فيأخذ الغث ويترك الثمي‪ ،‬ومن تلك الخطاء هذه الترجة!! وال الستعان‪.‬‬ ‫‪187‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫اسناد الفعل ال سببـه ل ال موجده‪ ،‬فعيسى ـ عليه السلم ـ سبب لياد تلك اليئة ل موجد لا‬ ‫على القيقة وإنا الوجد لا هو ال تعال‪.‬‬ ‫ومنــها قوله تعال‪ :‬وتخلقون افكــا العنكبوت ‪ ، 17 :‬قلنـا‪ :‬معنـ تلقون تفترون؛ أي وتفترون‬ ‫كذبا‪ .‬ومن ـها قوله تعال‪ :‬ويجعلون لله مـا يكرهون الن حل ‪ ، 62 :‬قلنا‪ :‬مع ن العل ه نا‬ ‫الوصف ل اللق؛ أي ويصفون ال ب ا يكرهون من وجود البنات لم ـ والية رد على الشرك ي ف‬ ‫زعمهـم أن اللئكـة بنات ال ــ‪ .‬ومنــها قوله تعال‪ :‬مـا جعـل الله مـن بحيرة ول‬ ‫سـائبة الائدة ‪ 103 :‬أي ومـن العلوم أن العرب قـد جعلوا البحية والسـائبة فنفـى ربنـا أن يكون هذا‬ ‫العل من فعله فصح أنـه من فعلهم‪ .‬قلنا‪ :‬نفى ربنا عزوجل جعل التبحي وما بعده دينا ـ أي ل‬ ‫شرّع للعرب ذلك ـ وإن ا ابتدعوه من تلقاء أنف سهم ل لن ـهم الالقون ل صفة التبح ي(‪ )264‬فالن في‬ ‫يُ َ‬ ‫هو شرعية معتقدهم ف البحية وما بعدها ليس إل‪ .‬ومنـها قوله تعال ـ ف قصة يعقوب عليه السلم‬ ‫ــ‪ :‬بـل سـولت لكـم أنفسـكم أمرا يوسـف ‪ ، 18 :‬وقوله تعال‪ :‬فطوعـت له‬ ‫نفسه قتل أخيه الائدة ‪ ، 30 :‬قلنا‪ :‬أما تسويل النفس وتطويعها فالراد بـه ترغيبـها ف ذلك‬ ‫الفعل وتزيينـه لفاعله ل أنـها هي الت أوجدت فعل ذلك‪ ،‬فسقط تعلقهم بـهذه اليات والمد ل‪.‬‬ ‫وما استدلوا بـه من العقليات أنـهم قالوا‪" :‬ل تلو أفعال العباد من أحد ثلثة أمور‪ :‬إما أن تنسب‬ ‫إليه تعال وحده‪ ،‬أو تنسب إليه وإل العبد معا‪ ،‬أو تنسب ال العبد فقط‪ ،‬فبطل الول لستلزامه البـ‬ ‫الت ب ـيان بطلن ـه في ما سيأت قري با إن شاء ال ـ‪ ،‬وبطل الثا ن ل ستلزامه مشار كة ال ف أفعاله‬ ‫وهو تعال منـزه عن ذلك‪ ،‬فببطلن هذين الوجهي ثبت الثالث"‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسلّم إستلزام مشاركة ال‬ ‫ف أفعاله على ثبوت الوجه الثان لن لفعل العبد جهتي‪ :‬جهة ايجاد وهي الهة الت يرج بـها‬ ‫فعل العبد من العدم ال الوجود وبـهذه الهة تتعلق قدرة الباري تعال‪ ،‬وجهة اكتساب وهي‬ ‫اضافة ذلك الفعل ال الع بد مع اختيار العبد لذلك وبـهذه الهة تتعلق قدرة العبد فالله تعالى‬ ‫إنمـا يخلق الفعـل للعبـد حال اختيار العبـد له وتوج يه القدرة ال يه لكت سابـه‪،‬‬ ‫فالعبد مكتسب وال تعال مُوجد وإذا اختلفت الهتان انتفت الشاركة فقد سقط بمد ال ما تعلقوا‬ ‫بـه ولنرجع الن إل بـيان استدللنا عليهم‪.‬‬ ‫واستدللنا ف ذلك من طريق ي‪ :‬أحدهما‪ :‬طريق النقل وهو الشار اليه بقول الناظم‪( :‬ل كل شيء‬ ‫خالق ‪..‬ال البـيت)‪ ،‬وثانيهما‪ :‬طريق العقل وهو الشار إليه بقوله‪( :‬لو كان خالق سواه‪ ..‬ال آخر‬ ‫البـيات)‪ ،‬أما قوله‪( :‬لكن لنا ف فعلنا اكتساب‪ ..‬ال) فاستدراك لا قد يتوهم من الستدلل على‬ ‫‪ )(264‬ف الصلي‪" :‬الالقون لا صفة التبحي"‪ .‬فأصلحتـه‪.‬‬ ‫‪188‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ن في خلق الع بد لفعله أن الفعال من سوبة ال يه تعال جبا فر فع ذلك التو هم ح يث أث بت للع بد ف فعله‬ ‫اكتسابا يثاب عليه ويعا قب عليه لهـا مـا كسـبت وعليهـا مـا اكتسـبت‬ ‫تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم البقرة ‪ ، 134 :‬ث أخذ ف ثبوت‬ ‫تقر ير هذا الكت ساب بقوله‪( :‬من ث قد ن يل ب ـه‪ ..‬ال) أي من أ جل أن الكت ساب ثابت للخلق ف‬ ‫أفعالم قد نالوا بـه أعلى الرتب وتفاوتوا ف ذلك كل بسب اجتـهاده‪ ،‬ث استثن من جلة ما ينال‬ ‫بالكتساب النبوات وصرح بأنـها ليست ما يكتسب لنـها من الشياء الت يتص بـها ربنا من‬ ‫يشاء فيضعها حيث يشاء من غي أن يتقدم للعبد اكتساب لسبابـها وتـهيئ لرتبتـها إذ ل أسباب‬ ‫لا حت يصح تعاطيها بلف غيها‪.‬‬ ‫البقرة ‪286 :‬‬

‫فأ ما ا ستدللنا النقلي فقوله تعال‪ :‬وأسـروا قولكـم أو اجهروا بــه إنــه عليـم‬ ‫بذات الصـدور ‪ o‬أل يعلم مـن خلق اللك ‪ 13 :‬و ‪ 14‬فدلت ال ية أن ج يع ما أ سره العباد‬ ‫وما أظهروه خلقه ـ والسرار والجهار أفعال العباد ـ وال تعال يقول‪ :‬أل يعلم من خلق‬ ‫أي ك يف ل يعلم ذلك و هو قد خل قه و هل يلق من ل يعلم!؟‪ ،‬وقوله تعال‪ :‬ومـن آياتــه‬ ‫منامكـم بالليـل والنــهار وابتغاؤكـم مـن فضله الروم ‪ 23 :‬وكيـف يكون البتغاء‬ ‫للفضل الذي هو فعل من أفعال العباد من آياتـه وهو ل يلقه ول يدبره‪ ،‬وقوله تعال‪ :‬هو الذي‬ ‫يسيركم في البر والبحر يونس ‪ 22 :‬وهو من فعلهم كما ترى فأضافه إليه‪ ،‬وقوله تعال‪:‬‬ ‫ما أصاب من مصيبة في الرض ول في أنفسكم إل في كتاب من‬ ‫قبـل أن نبرأهـا الديـد ‪ 22 :‬أي مـن قبـل أن نلقهـا‪[ ،‬وقوله عزوجـل‪ :‬إنـا كـل شيـء‬ ‫خلقناه بقدر ‪،‬القمر ‪ )265(] 49 :‬وقوله(‪ )266‬عزوجل‪ :‬خالق كل شيء النعام ‪.102 :‬‬ ‫وأما استدللنا العقلي فهو أنـه لو كان العبد خالقا لفعاله للزم عليه تعدد الالقي ولكان كل من‬ ‫خلق شيئا فهو إله ذلك الشيء فيلزم عليه تعدد اللة وتعددها باطل قطعا لا ثبت من الباهي العقلية‬ ‫والنقل ية على وجوب الوحدان ية‪ ،‬و من تلك الباه ي أن ـه لو تعددت الل ة للزم عل يه ف ساد هذا العال‬ ‫الذي بـهر اللق صنعه لقوله تعال‪ :‬لو كان فيهما آلهة إل الله لفسدتا‬ ‫ونن نشاهد أن هذا العال غي فاسد فصح أن الله واحد وال تعال أعلم‪.‬‬ ‫قد جبر النسان‬ ‫(‪()201‬وفاسق من قـــال إن الله جـــــل‬ ‫فيما قـــــد فعل)‬

‫النعام ‪21 :‬‬

‫‪ )(265‬سقطت من (ب)‪.‬‬ ‫‪ )(266‬وأصرح ما ورد ف هذه القضية قوله تعال ـ على لسان ابراهيم ماطبا قومه ـ‪ :‬قال أتعبدون ما تنحتون ‪ o‬وال‬ ‫خلقكم وما تعملون (الصافات ‪ )96 :‬فإن فيها نسبة خلق الفعل ل صرية ل تتاج إل بـيان‪.‬‬ ‫‪189‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫لــــــه‬

‫(‪()202‬وأنـه لـــــم يجعــــــــل استطاعــه‬ ‫لكفـــــر شاءه أو طـاعــه)‬ ‫أمـــر ونـهي مع‬ ‫(‪()203‬لنـه لــــو كـــان هـــــذا بطــل‬ ‫وعـــــد جعــل)‬ ‫وجـــــاز تكليـف‬ ‫(‪()204‬وبطل الوعيد مـــــع بعث الرسل‬ ‫الجماد كالنبـل)‬ ‫(‪)268‬‬ ‫(‪)267‬‬ ‫هذا بـيان الرد على الفرقة الثانية من القدرية وهم الهمية نسبة لم ال الهم بن صفوان ـ‬ ‫و هم القائلون بالب التعلقون بالشيئة فقط ـ قالوا‪" :‬إن ال قد جب الع بد على فعل الطا عة والعصية‬ ‫وأن ـه ل ي عل له ا ستطاعة ل ا شاء أن يفعله من ف عل العا صي والطاعات" ف هو عند هم كالماد ل‬ ‫ي ستطيع تر كا إل أن يُحرك وكال يط العلق ف الواء تُقَلّب ـه الرياح ك يف شاءت‪ ،‬وإن ا كان ذلك‬ ‫منـهم مافة أن يكون خالقا غي ال كما كان من العتزلة مقالم مافة أن ينسب إل ال العاصي وفعل‬ ‫الكروه فكل الفريق ي ضال منا فق‪ .‬و قد تعلق هؤلء بآيات من القرآن ك ما تعلق أولئك؛ من ـها قوله‬ ‫‪ )(267‬نسبة للجهم بن صفوان (قتل ‪128‬هـ) الذي قال بالب والضطرار إل العمال وأنكر الستطاعات كلها وزعم أن‬ ‫الـجنة والنار تبـيدان وتفنيـان وزعم أيضا أن اليان هو العرفـة بال تعال فقط وأن الكفر هو الهل بـه فقط ‪..‬‬ ‫ومنـهم طائفة قالوا‪ :‬ل نقول إن ال قوي ول شديد ول حي ول ميت ول يغضب ول يرضى ول يسخط ول يب ول‬ ‫يعجب ول يرحم ول يفرح ول يسمع ول يبصر ول يقبض ول يبسط ول يضع ول يرفع ـ تعال ال عن هذا ـ ومنـهم‬ ‫صنف زعموا‪ :‬أن النة والنار ل يلقهما ال بعد وأنـهما تفنيان بعد خلقهما فيخرج أهل الطاعة من النة بعد دخولا إل‬ ‫الزن بعد الفرح وأن النة ترب بعد عمارتـها حت تصي رميما ل أحد فيها‪ ،‬ويرج أهل النار بعد دخولا فيصيوا إل‬ ‫الفرح بعد الزن وأن النار ترب بعد ذلك حت تفق أبوابـها وليس فيها أحد‪ ،‬وأنكروا عذاب القب ومنكر ونكي ‪...‬‬ ‫وجاع أمرهم انكار صفات ال تعال وقالوا إن ال ل يوصف بشيء ما يوصف بـه العباد ولكن يوصف فيقال‪ :‬موجد‪،‬‬ ‫فاعل‪ ،‬خالق‪ ،‬مي‪ ،‬ميت ‪ ..‬لن هذه الصفات ل تطلق على العبـيد‪.‬‬ ‫ث استعمل لفظ الهمية للنبز والتراشق بـه بـي الفرق الت تبحث ف مسائل العقيدة وال الستعان‪.‬‬ ‫("التنبـيه والرد" لبـي السي اللطي ‪ 96‬ـ ‪ 99‬ـ "التبصي ف الدين" للسفرايين ‪ 64‬ـ "الفرق بـي الفرق"‬ ‫للبغدادي ص ‪.)211‬‬ ‫‪ )(268‬هو أبو مرز جهم بن صفوان السمرقندي من موال بن راسب وصفه الذهبـي بقوله‪" :‬الضال البتدع رأس الهمية‬ ‫هلك ف زمان صغار التابعي وما علمتـه روى شيئا لكنـه زرع شرا عظيما" ينسب إليه القول بالب وهو تلميذ العد بن‬ ‫در هم‪ ،‬قال ع بد القا هر البغدادي‪" :‬قال بالجبار والضطرار إل العمال وأن كر ال ستطاعات كل ها‪ ،‬وز عم أن ال نة والنار‬ ‫تبـيدان وتفنيان‪ ،‬وزعم أن اليان هو العرفة بال تعال فقط وأن الكفر هو الهل بـه فقط‪ ،‬وقال‪ :‬ل فعل ول عمل لحد‬ ‫غي ال تعال ‪ ...‬وزعم أن علم ال تعال حادث‪ ،‬وامتنع من وصف ال تعال بأنـه شيء أو ح يّ أو عال أو مريد وقال‪ :‬ل‬ ‫أ صفه بو صف يوز اطل قه على غيه ‪ ".‬ق تل برو سنة ‪128‬ه ـ على يد سلم بن أحور بأ مر من ن صر بن سيار‪"( .‬ميزان‬ ‫العتدال" للذهب ـي ‪ 1/426‬ـ "ل سان اليزان" ل بن ح جر ‪ 2/142‬ـ "الفرق ب ـي الفرق" لع بد القا هر البغدادي ص‬ ‫‪.)211‬‬ ‫‪190‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫تعال‪ :‬وأنــه هـو أضحـك وأبكـى ‪ o‬وأنــه هـو أمات وأحيـا الن جم ‪ 43 :‬و ‪ 44‬قالوا‪:‬‬ ‫"فالضحك والبكاء من أفعالنا قد أضافهما تعال ال نفسه ـ كما أضاف الماتة والحياء ـ فليس لنا‬ ‫فيهمـا تصـرف"‪ .‬قلنـا‪ :‬أضافهمـا ال تعال ال نفسـه لكونــهما خلقـا له ل لنـا‪ ،‬وإناـ لنـا مـن ذلك‬ ‫الكت ساب الناط بالختيار فالفعال خلق من ـه واكت ساب م نا وخل قه للفعال ل ي ستلزم الب ية ك ما‬ ‫سـيأت بــيانـه‪ .‬ومنــها قوله تعال‪ :‬فأنــى تؤفكون النعام ‪ ، 95 :‬وقوله تعال‪ :‬فأنــى‬ ‫تصرفون يو نس ‪ 32 :‬قالوا‪" :‬فمن يؤفكهم ومن يصرفهم إل ال‪ .‬وقوله عزوجل‪ :‬من يضلل‬ ‫الله فل هادي له العراف‪ 186:‬وقوله‪ :‬من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل‬ ‫فلن تجـد له وليـا مرشدا الك هف ‪ 17 :‬والواب عن هذه اليات كل ها هو ع ي الواب عن‬ ‫الية الول‪ .‬ومنـها قوله تعال‪ :‬ولو شئنا لتينا كل نفس هداها السجدة ‪ 13 :‬قلنا‪ :‬ل‬ ‫تعلق لكم ف هذه الية ول ف شيء من نظائرها لنـها إخبار عن نفوذ قدرتـه تعال وتأثي إرادتـه‪،‬‬ ‫أي فلو شاء أن يفعل لم الداية لفعل لم ذلك لنـهم ل يعجزونـه لكن اقتضت حكمتـه تييهم‬ ‫ب ـي الداية والضللة و قد جعل ل م قدرة صالة لكت ساب أي وا حد شاءوا فل جب‪ ..‬وإذا عر فت‬ ‫تعلق هم ب ـهذه اليات فار جع ال الوقوف على الحتجاج علي هم وب ـيان ما يؤدي ال يه مذهب ـهم‬ ‫فاعلم أن الحتجاج عليهم من الكتاب العزيز كثي منـها ما أوردتـه العتزلة استدلل لم على خلق‬ ‫أفعال م فإن ج يع ما مر ف ذلك مناف لل جب الذي زع مه هؤلء‪ ،‬ومن ـها آيات الكت ساب فإن ـها‬ ‫مصرحة بإضافة الكسب ال العبد قطعا وإذا ثبت لم الكسب انتفى الب لنـهما متضادان‪.‬‬ ‫وأ ما ما يؤدي ال يه مذهب ـهم من البطلن ف هو ما أشار ال يه النا ظم بقوله‪( :‬لو كان هذا‪ ..‬ال) أي لو‬ ‫صح مذهب البية وثبت القول بالب للزم عليه بطلن المر والنـهي والوعد والوعيد‪ ،‬لن العبد إذا‬ ‫ل ي كن له قدرة على ف عل ش يء من الأمورات ول على ترك ش يء من الن ـهيات كان توج يه الوا مر‬ ‫والنواهي اليه عبثا ينـزه الباري تعال عنـه‪ ،‬وإذا بطل توجيه الطاب اليه بالمر والنـهي بطل توجيه‬ ‫الوعد والوعيد اليه لن الوعد مترتب على فعل الوامر والوعيد مترتب على فعل الناهي‪ ،‬وإذا بطل هذا‬ ‫كله بطل إرسال الرسل لنـهم إنا يرسلون لذلك ومع بطلن ذلك فل فائدة ول حكمة ف الرسال‬ ‫فيؤدي مذهبــهم ال إبطال النبوات كمـا ترى‪ ،‬نعـم ويؤدي ال إبطال التكليـف رأسـا لن مـن ل‬ ‫اكتساب له ول اختيار ل يصح ف الكمة تكليفُهُ كما ل يصح تكليف النباتات والمادات وهذا معن‬ ‫قوله‪( :‬وجاز تكليف الماد كالنبل) جع نبـيل وهو العاقل‪.‬‬ ‫ث إنـه لا كان للجبية شبـه ف خلق ال تعال لفعالنا وف علمه بـهن وف ارادتـه لن‪ ،‬أخذ يدفع‬ ‫وجه الشبـهة ف ذلك ويبـي ان هذه الشياء كلها ل تستلزم الب ول تناف الكتساب فقال‪:‬‬ ‫‪191‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫بـهن ل يوجـــــب‬

‫(‪()205‬وخلقـــــه أفعالنـــا وعلمــــــه‬ ‫جبرا حكمه)‬ ‫(‪()206‬كذاك كونـهـــــا لــه مـــــرادا‬ ‫لنـه قد خيَّر‬ ‫العبـــــــــــادا)‬ ‫لو لم يكـن خالقـــــه‬ ‫(‪()207‬لو لم يكن يعلــم ذا لجهلـــــــه‬ ‫من فعلــه)‬ ‫لكـــــان مكرها‬ ‫(‪()208‬لو لم يـــــرد وقوعــه ووقعــــا‬ ‫على ما صنعا)‬ ‫قد انتفـــــى الجبار‬ ‫(‪()209‬لكن لذا التخيير واكتسابنـــــا‬ ‫عن رقابنا)‬ ‫أي نعتقد أنـه تعال خالق لفعالنا وأنـه تعال عال بـها ومريد لا‪ ،‬ومع ذلك كله فهو قد خينا ف‬ ‫فعل ها وترك ها‪ ،‬أي ل يب نا على وا حد من المر ين ف من شاء فليؤ من و من شاء فليك فر‪ ،‬و قد و عد‬ ‫بالثواب على امتثال أوامره وترك مناهيه‪ ،‬وتوعد بالعقاب على فعل مناهيه أو ترك أوامره‪ ،‬ول يلزم مِن‬ ‫خلقه تعال لفعالنا ومِن عِلمه بـهن ومِن إرادتـه لن َجْبرُنا على فعلهن ونفي اكتسابنا لن‪ ،‬لنـه‬ ‫تعال ل يثبنا ول يعذبنا على خلقه لن ول على علمه بـهن ول على ارادتـه لن‪ ،‬وإنا أثابنا وعذبنا‬ ‫على اختيارنا وكسبنا لن وهو تعال قد جعل لنا اختيارا ف ذلك وقدرة صالة لكتساب ذلك فلجل‬ ‫هذا الختيار ولجل هذه القدرة الكتسبة قد انتفى عنا الب على أفعالنا‪ ،‬وإنا قلنا إن ال عال بأفعالنا‬ ‫لنـه لو ل يكن عالا بـها للزم أن يكون جاهل بـها وهو تعال متصف بالكمال الذات والهل من‬ ‫صفات النقص يستحيل اتصافه بـه تعال وهذا معن قول الناظم‪( :‬لول يكن يعلم ذا لهله)‪ ،‬وأما معن‬ ‫قوله‪( :‬لو ل يكن خالقه مَن فعله) أي لو ل يكن تعال خالقا لفعالنا فمن الالق لا إذا؟! هل من خالق‬ ‫غي ال؟ وقد تقرر فيما تقدم بطلن القول بأن العبد خالق لفعله واذا بطل أن يكون العبد خالقا لفعله‬ ‫فُبطْلن أن يكون غيه من الخلوقات خالقا لفعله أظهر‪ ،‬وإذا بطل هذان النوعان ثبت أن الالق لذلك‬ ‫هو الله‪.‬‬ ‫وأ ما قوله‪( :‬لو ل يرد وقو عه‪ ..‬ال) أي لو ل يرد تعال وقوع فعل نا وو قع على خلف مراده للزم عل يه‬ ‫أن يكون مُ ْكرَهَا على وقوع ذلك الفعل مغلوبا ف حدوثه والكراه يناف الختيار والرادة ومن كانت‬ ‫هذه حالت ـه فل يس بإله‪ ،‬على أن ـه تقرر أن الله مت صف بالكمال الذا ت والكراه يضاد ذلك ويناف يه‬ ‫وال تعال أعلم‪.‬‬

‫‪192‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫البــاب الســادس‬ ‫في اليمــان والســـلم‬ ‫ـ وبـه يتم الكلم على الركن الثاني إن شاء الله تعالى ـ‬ ‫إذعاننــــــا لما دعا‬ ‫(‪()210‬إيماننا التصـــــديق‪ ،‬والســـلم‬ ‫الحكــــام)‬ ‫تصديــــــق قول‬ ‫(‪()211‬ولهمـــــا في الشرع معنى ملتزم‬ ‫عمل إذا لزم)‬ ‫منـها استحــــــق‬ ‫(‪()212‬ومن يكن مضيعـــــا لواحـــــد‬ ‫هلكة المعانـد)‬ ‫اختلف الناس ف اليان والسلم هل ها شيء واحد؟ أو ل؟ وعلى القول الثان هل ها متخالفان أو‬ ‫مترادفان أو متلزمان؟ وقد أطالوا الكلم فيهما فلنقتصر من ذلك على ما تصل بـه الفائدة فنقول‪:‬‬ ‫الحـق فيه ما أن ل ما ا ستعمالي؛ أحده ا لغوي و هو الشار ال يه بقول النا ظم‪( :‬إيان نا الت صديق‪..‬‬ ‫ال) إياننـا معشـر العرب هـو التصـديق والسـلم فـ لغتنـا هـو الذعان وترك التمرد‪ ،‬فهمـا فـ هذا‬ ‫الستعمال متخالفان ل مترادفان ول متلزمان‪ ،‬والستعمال الثان هو ما عليه العرف الشرعي‬ ‫وذلك أن الشرع قد ن قل كل وا حد من اليان والسلم عن معناه اللغوي فا ستعملهما م عا ف الوفاء‬ ‫بالواجبات ـ كانت الواجبات اعتقادية أو قولية أو عملية ـ فهما ف هذا الستعمال مترادفان واليه‬ ‫أشار الناظم بقوله‪( :‬ولما ف الشرع معن ‪..‬ال) أي لليان والسلم ف العرف الشرعي معن واحد؛‬ ‫ملتزم التصديق بالنان إذا لزم والقول باللسان إذا لزم والعمل بالركان إذا لزم‪ ،‬فمن كان صبـيا مثل‬ ‫أو ناقص العقل ل يسمى كافرا بتركه التصديق ف حَالِهِ ذلك لعدم لزومه عليه‪ ،‬ومن كان عاقل فصدق‬ ‫النبـي عليه الصلة والسلم فيما جاء بـه ول ُيطَالَب بالنطق بذلك باللسان ول ينـزل عليه التكليف‬ ‫بالع مل ف هو مؤ من لعدم لزوم القول والع مل عل يه ف هو موفّ ب ا لز مه‪ ،‬ومَن تل فظ بالشهادت ي ع ند‬ ‫وجوب ذلك عليه وبعد تصديقه بالنان ول يلزمه شيء من العمليات بعد فهو مؤمن لوفائه با وجب‬ ‫عليه‪ ،‬ومن لزمه شيء من العمال فأداه كما شرع عليه بعد التصديق والتلفظ الواجبـي عليه فهو‬ ‫مؤمن لوفائه بميع ما وجب عليه‪ ،‬ومَن ضيع واحدة من هذه الثلث بعد وجوبـها عليه فهو خارج‬ ‫عن اليان هالك ف النيان وهذا معن قوله‪( :‬ومن يكن مضيعا‪..‬ال) فل منـزلة عندنا بـي اليان‬ ‫والكفر‪ ،‬أي فمن ل يكن بؤمن فهو كافر والراد بالكفر ما يشمل كفر النعمة وكفر الشرك‪ ،‬ومن كان‬ ‫كافرا بال أو بنعمتـه فقد استحق ما يستحقه العاند من اللك هذا مذهبنا وهو الق خلفا لن قال‪:‬‬ ‫إن اليان قول وتصديق دون عمل‪ .‬ولن قال‪ :‬إن اليان التلفظ بالشهادتي وإن ل يطابقه اعتقاد‪ .‬ولن‬ ‫قال‪ :‬إن اليان التصديق فقط‪.‬‬ ‫‪193‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫والدل يل على أن اليان وال سلم ف العرف الشر عي مترادفان قوله تعال‪ :‬يـا قوم إن كنتـم‬ ‫آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين يونس ‪ 84 :‬وقوله تعال‪ :‬فأخرجنا‬ ‫مــن كان فيهــا مــن المؤمنيــن ‪ o‬فمــا وجدنــا فيهــا غيــر بـــيت مــن‬ ‫المسـلمين الذاريات ‪ 35 :‬و ‪ 36‬ول ي كن بالتفاق هنالك إل ب ـيت وا حد‪ ،‬وقوله ‪» :‬ب ن ال سلم‬ ‫على خس«(‪ )269‬وقد سئل عن اليان مرة أخرى فأجاب بـهذه المس(‪ ،)270‬وما ورد من اليات‬ ‫والحاد يث ما ظاهره مالف لذه الدلة ف هو ممول على الع ن اللغوي ج عا ب ـي الدلة فإن الشارع‬ ‫تارة يعب باللفظ عن معناه اللغوي وتارة عن معناه الشرعي‪ ،‬كل ذلك بسب مقتضى الال فل تناف ف‬ ‫الكتاب العزيز ول ف السنة وال تعال أعلم‪.‬‬ ‫لكـــــن يزيد‬ ‫(‪()213‬في وجهه الشرعـــــي ليس ينقص‬ ‫هكذا قد خصصوا)‬ ‫جميعه وذا هـــــو‬ ‫(‪()214‬لنـه إن هُـــــدِم البعض انـهــــدم‬ ‫القول التـــــم)‬

‫‪ )(269‬حديث‪» :‬بن السلم على خس« جاء من طريق ابن عمر رضي ال عنـهما رواه البخاري ف "صحيحه" برقم [‪]8‬‬ ‫ومسلم [‪ ]16‬وأحد ف "مسنده" [‪ 4797‬و ‪ 5674‬و ‪ ]6020‬والترمذي [‪ ]2609‬وابن خزية ف "صحيحه" [‪ 308‬و‬ ‫‪ ]309‬وا بن حبان [‪ ]158‬وا بن مندة ف "اليان" [‪ 40‬و ‪ 41‬و ‪ 148‬و ‪ 149‬و ‪ ]150‬وع بد بن ح يد ف "م سنده" [‬ ‫‪/ 823‬النت خب] وأبوب كر الشاف عي ف "الغيلنيات" [‪ ]460‬والب ـيهقي ف "ال سنن ال كبى" [‪ 1675‬و ‪ ]7221‬و ف‬ ‫"شعب اليان" [‪ 20‬و ‪ 3567‬و ‪ ]3972‬والروزي ف "الصلة" [‪ 411‬و ‪ 414‬و ‪ 415‬و ‪ 416‬و ‪ ]417‬والطبان ف‬ ‫"الكبـي" [‪ 13203‬و ‪.]13518‬‬ ‫وجاء من طر يق جريـر بن عبدال البجلي رواه المام أح د [‪ 19242‬و ‪ ]19248‬وأبـو يعلى فـ "مسـنده" [‪12‬‬ ‫‪/‬الق صد العلي] وال طبان ف "ال صغي" [‪ ]769‬و ف "الكب ـي" [‪ 2363‬و ‪ 2364‬و ‪ ]2368‬والروزي ف "ال صلة" [‬ ‫‪ 419‬و ‪ 420‬و ‪ 421‬و ‪.]422‬‬ ‫وجاء من طريق ابن عباس رواه الطبان ف "العجم الكبـي" [‪ ]12800‬وغيهم‪.‬‬ ‫‪ )(270‬وذلك حي قدم عليه وفد عبد القيس "فقالوا‪ :‬يا رسول ال؛ إنا نأتيك من ُشقّة بعيدة‪ ،‬وإن بـيننا وبـينك هذا الي‬ ‫من كفار مضر‪ ،‬وإنا ل نستطيع أن نأتيك إل ف شهر الرام‪ ،‬فمرنا بأمر فصْ ٍل نُخب بـه من وراءنا‪ ،‬ندخل بـه النة‪ .‬قال‪:‬‬ ‫فأمرهم بأربع ونـها هم عن أربع‪ .‬قال أمرهم باليان بال وحده‪ .‬وقال‪ » :‬هل تدرون ما اليان بال؟‪ .‬قالوا‪ :‬ال ورسوله‬ ‫أعلم‪ .‬قال‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال‪ ،‬وإقام الصلة‪ ،‬وايتاء الزكاة‪ ،‬وصوم رمضان‪ ،‬وأن تؤدوا المس من‬ ‫الغ نم ‪ ...‬الد يث«‪ .‬و قد جاء من طر يق ا بن عباس ر ضي ال عن ـهما رواه البخاري ف " صحيحه" بر قم [‪ 53‬و ‪]87‬‬ ‫ومسلم ف "صحيحه" [‪ ]17‬باسنادين‪ ،‬وأحد ف "مسنده" [‪ ]2025‬والترمذي ف "سننـه" [‪ ]2611‬وأبوداود [‪]4677‬‬ ‫وا بن حبان ف " صحيحه" [‪ /172‬الح سان] والب ـيهقي ف "ش عب اليان" بر قم [‪ ]18‬والروزي ف "ال صلة" [‪.]390‬‬ ‫وف هذا الديث دليل صريح لن قال بأن اليان والسلم شيء واحد ل فرق بـينـهما‪.‬‬ ‫‪194‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫اختلف الناس ف اليان الشرعي فذهب بعض قومنا ال أن اليان الشرعي يزيد وينقص وعليه جهور‬ ‫الشاعرة‪ ،‬وذهب بعضهم ال أن اليان ل يزيد ولينقص وعليه أبو حنيفة وإمام الرمي(‪ )271‬وبعض‬ ‫الشاعرة‪ ،‬وذهـب أصـحابنا إل أن اليان يزيـد ول ينقـص وبــيان ذلك أن اليان عندنـا هـو الوفاء‬ ‫بميع الواجبات فمن وجب عليه فرض ل يكون مؤمنا حت يؤديه على وجهه‪ ،‬ث يزيد اليان بزيادة‬ ‫التكال يف ول ي صح نق صه لن نق صه اخلل بب عض الواجبات‪ ،‬و قد تقدم ان التارك لب عض الواجبات‬ ‫عل يه خارج عن اليان فالترك لبع ضه ترك لمي عه أي ل ينت فع بب عض إيان ـه ف الخرة‪ ،‬والراد بعدم‬ ‫انتفاعه بذلك ف الخرة هو أن بعض اليان ل ينجيه من عذاب ال ل أنـه ل يفف عنـه العذاب‬ ‫ل جل ذلك فإن العذاب متفاوت ف أ هل العا صي كل على قدر جنايت ـه جزاء وفا قا وهذا مع ن قول‬ ‫الناظم‪( :‬إن هدم البعض ‪..‬ال) ليقال إن الراد بنقصان اليان هو ارتفاع بعض الواجبات عن الكلف‬ ‫لعذر كارتفاع وجوب الصلة عن الائض لننا نقول‪ :‬إن اليان ف حق من رُفع عنـه بعض الفرائض‬ ‫هو وفاؤه ب ا بقي عليه من الواجبات فإيان ـه إن وفّ ـى ب ا عليه كا مل ل نا قص‪ ،‬ل كن لو أن القائل‬ ‫بنقصان اليان أراد نقصانـه بـهذا العتبار لكان اللف بـيننا وبـينـهم لفظيا صورتـه أنـهم‬ ‫يسمون من ارتفع عنـه وجوب بعض ما كان عليه ناقص اليان ونن ننع من تسميتـه بذلك والراد‬ ‫وا حد لكن ـهم ل يريدوا ذلك وإن ا أرادوا بنق صانـه الخلل بب عض الواجبات‪ ،‬وعلى هذا فاللف‬ ‫معنوي مبن على اللف ف حقيقة اليان فتفطن له وال تعال اعلم‪.‬‬

‫‪ )(271‬إمام الرمي أبو العال عبد اللك بن عبدال بن يوسف بن ممد الوين‪ ،‬من كبار علماء الشافعية ولد سنة ‪419‬هـ‬ ‫من ت صانيفه "البهان ـ ط" ف أ صول الف قه و"الرشاد ف أ صول الد ين ـ ط" و "الشامل" ف مذ هب الشاعرة ـ طبع‬ ‫بع ضه ـ و" العقيدة النظام ية ـ ط" و "الورقات ـ ط" ف أ صول الف قه و"غياث ال مم والتياث الظلم ـ ط" وتو ف عام‬ ‫‪478‬هــ‪"( .‬تبــيي كذب الفتري" لبـن عسـاكر ‪ 278‬ــ "طبقات الشافعيـة" للتاج السـبكي ‪5/165‬ــ‪ 222‬ــ‬ ‫"العلم" للزركلي ‪.)4/160‬‬ ‫‪195‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الركـن الثالـث‬ ‫في الوَلية والبـراءة‬ ‫وما يشتمل عليهما وما يتولدان منـه‬ ‫وفيـه ستـة أبواب أيضا‬ ‫أ ّخرَ هذا الركن عن الذي قبله لا تقدم هنالك‪ ،‬وقدمه على ركن التوبة من حيث أن وجوب التوبة بعد‬ ‫وجود ما تنت قض ب ـه الوَل ية وت ب ب ـه الباءة(‪ ،)272‬فإن ق يل‪ :‬ألي ست التو بة شر طا للوَل ية تو جد‬ ‫بوجود ها وتنعدم بانعدام ها؟‪ .‬فالواب‪ :‬إن ا ذلك خاص ع ند وجود الذ نب الو جب للباءة ول يوز‬ ‫اطلقه على العموم أل ترى أن مَن رأينا منـه حق الوافقة وصدق الرافقة وجبت علينا وليتـه ول‬ ‫يلزمنا أن نستتيبـه إل بعد أن يُحدِث حدثا يرج بـه عن تلك الوافقة‪ ،‬وكذلك ف ولد الول تب‬ ‫علينا وليتـه بوَلية ابـيه حت يبلغ ويصح منـه ما تنتقض بـه الوَلية‪ ،‬فإن قيل‪ :‬أما قيل بالوقوف‬ ‫عنـه بعد بلوغه حت تصح منـه الوافقة؟‪ .‬فالواب‪ :‬أن القائل بـهذا ل يلزمنا استتابة هذا البالغ وإنا‬ ‫كان م عه وجود وليت ـه ب سبب وَل ية أب ـيه فلمابلغ و صار متعبدا بنف سه انقط عت تلك الوَل ية م عه‬ ‫بانقطاع سببـها وصار عنده ف حد الوقوف بالدين بنـزلة مهول الال‪.‬‬ ‫البــــــاب الول‬ ‫في وجوب الوَلية والبراءة وأقسام كل‬ ‫منـهما‬ ‫وهكــــــذا‬ ‫(‪()215‬وَلية المؤمن فـــــرض حقـــــقــا‬ ‫بـــــراءة اللذ)‪ (273‬فسقـــا)‬ ‫‪ )(272‬للباضية عناية خاصة ببدأ الوَلية والباءة‪ ،‬ف الكم على الشخاص؛ من حيث تول الؤمني الوفي وإعلن الباءة من‬ ‫النحرفي عن الصراط السوي با ل يوجد عند غيهم‪ ،‬وهذا الهتمام البالغ إنا أتى للقضاء على علئق الفساد ف أوساط‬ ‫الجتمع‪ ،‬إذ يكفي كل من تسول له نفسه اقتراف شيء من الوبقات أن يصبح الجتمع بأسره مناهضا له‪ ،‬وهذا البدأ مأخوذ‬ ‫من أدلة الشرع وخب الثلثة الذين تلفوا ف غزوة تبوك فنـزل فيهم قوله تعال‪ :‬وعلى الثلثة الذين خلفوا حت إذا ضاقت‬ ‫عليهم الرض با رح بت وضاقت عليهم أنفسهم ‪ ..‬ال ية [التو بة ‪ ]118 :‬معلوم لدى الميع‪ ،‬بل نظام الول ية والباءة‬ ‫مأخوذ منـه‪ ،‬ومن مثل قوله تعال‪ :‬ل تد قوما يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا آباءهم‬ ‫أو أبنائهم أو إخوانـهم أو عشيتـهم … الية [الجادلة ‪.]22 :‬‬ ‫والتقسيمات الت تراها هي لضبط السألة خصوصا أن هذا البدأ يس عقيدة النسان ف موالة الطائعي وهجران العصاة‪،‬‬ ‫حت ل تكون السألة مهلهلة دون ضابط‪.‬‬ ‫‪ ) (273‬وردت ف (ب)‪ :‬اللذي‪ .‬وف "الشارق" (‪ :)2/209‬الذي‪.‬‬ ‫واللذ والذي سيان؛ قال الرازي ف "متار ال صحاح" ص(‪…" :)596‬وف يه أر بع لغات‪ :‬الذي ‪،‬و(اللذِ) بك سر الذال‪ ،‬و(اللذْ)‬ ‫ب سكونـها‪ ،‬و(الذ يّ) بتشد يد الياء"ا‪.‬ه ـ وقال الوهري‪" :‬واللذِ واللذْ‪ ،‬بك سر الذال وت سكينها‪ ،‬ل غة ف الذي" ك ما ف‬ ‫‪196‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الوَليـة‪ :‬هـي الحبـة بالقلب والثناء باللسـان والنصـر والعانـة بالوارح عنـد القدرة على ذلك وعنـد‬ ‫ارتفاع الوانع‪.‬‬ ‫والباءة‪ :‬هي البغض بالقلب والشتم باللسان والردع بالوارح‪ .‬وها فرضان بالجاع‪ ،‬لكن الوجوب‬ ‫الثابت ف الوَلية إنا هو نفس الحبة على الدين والوجوب الثابت ف الباءة إنا هو البغض بالقلب على‬ ‫فعل الكبائر من الذنوب‪ ،‬وما عدا هذين من الثناء باللسان والشتم بـه ومن العانة بالوارح والردع‬ ‫بــها فيلزم تارة ويرتفـع أخرى كـل ذلك بسـب القامات والتكليـف بالفرائض‪ ،‬وباعتبار الحوال‬ ‫الداع ية لذلك فيلزم الثناء على الول ف مو ضع يكون ف يه ترك الثناء عل يه ضررا ب ـه أو بوَليّ ه‪ ،‬ويلزم‬ ‫العانة والنصر ف موضع القدرة منـه واحتياج الول ال ذلك‪ ،‬ويلزم شتم العدو ف موضع يكون فيه‬ ‫ترك الشتم له مقويا لبدعة أو مفسدا لشيء من الدين أو مضرا بالنفس أو الول‪ ،‬ويلزم الردع بالوارح‬ ‫ف موضع يكون فيه الـ ُمنْكِر قادرا على النكار والعدو مقيما على فعل النكر لينفك عنـه إل بزجر‬ ‫رادع أو بسيف قاطع‪.‬‬ ‫ولا كان كل واحد من الوَلية والباءة على أقسام شرع ف بـيان أقسام كل منـهما فقال‪:‬‬ ‫ثلثة تأتـــــي علــى‬ ‫(‪()216‬والكل من ذين على أقســــــام‬ ‫تمـــــــام)‬ ‫بـها كتاب أو رسول‬ ‫(‪()217‬حقيقة وهي التي قـــــد نطقـــا‬ ‫حققا)‬ ‫ثالثها عقيـــــدة‬ ‫(‪()218‬والحكم بالظاهر فهـــــو الثاني‬ ‫النســــــان)‬ ‫ينقسم كل واحد من الوَلية والباءة ال ثلثة أقسام‪:‬‬ ‫القسـم الول‬ ‫وَلية الحقيقة‪ ،‬وبراءة الحقيقة‬ ‫ول يتأتى كل واحد منـهما إل من أحد طريقي‪:‬‬ ‫الطريق الول‪ :‬هو أن يرد كتاب من كتب ال بسعادة امرئ أو شقاوتـه وهو أنواع‪:‬‬ ‫النوع الول‪ :‬أن ي صرح الكتاب با سم ال سعيد وا سم الش قي‪ ،‬مثال ذلك ف جا نب الوَل ية الت صريح‬ ‫بأ ساء النب ـياء كآدم ونوح وإبراه يم ومو سى وعي سى وم مد ‪ ،‬ومثاله ف جا نب الباءة كإبل يس‬ ‫وفرعون وهامان وقارون‪.‬‬ ‫النوع الثان‪ :‬من كن عنـهم دون تصريح بأسائهم فمثال ذلك ف جانب الوَلية أم موسى‪ ،‬ومثاله ف‬ ‫جانب الباءة أبو لب‪.‬‬ ‫"لسان العرب" (‪.)13/193‬‬ ‫‪197‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫النوع الثالث‪ :‬ما جيء بـه منكّرا ل يصرح فيه باسه ول بكنيتـه مثال ذلك من جانب الوَلية مؤمن‬ ‫آل فرعون وكالذي ف قوله تعال‪ :‬وجاء مـن أقصـى المدينـة رجـل يسـعى قال‬ ‫ياقوم اتبعوا المرســلين‪ ..‬اليـة يـس ‪ 20 :‬ومثاله فـ جانـب الباءة قوله تعال‪ :‬وكان‬ ‫فـي المدينـة تسـعة رهـط يفسـدون فـي الرض ول يصـلحون النمـل ‪48 :‬‬ ‫وقوله تعال‪ :‬فنادوا صاحبـهم فتعاطى فعقر القمر ‪.29 :‬‬ ‫الطريـق الثانـي‪ :‬من طري قي القي قة ف الوَل ية والباءة‪ :‬هو أن يقول ر سول من ر سل ال إن‬ ‫فلنا من أهل النة أو من أهل النار‪ ،‬ل إذا قال إن فلنا رجل صال ول إنـه فاسق ول اذا دعا له أو‬ ‫عليه فانـه ليكون بـهذا القول مُتَ َولّى أو متبى منـه بالقيقة‪ ،‬لنـه يتول ويتبى بكم الظاهر‬ ‫وبالقيقة وما كان متمل للظاهر والقيقة فل يقطع بأنـه(‪ )274‬من القيقة‪ ،‬أما قوله‪ :‬إن فلنا من أهل‬ ‫ال نة أو من أ هل النار فل يت مل إل القيقة فإن ـه وإن جاز ل نا أن نقول ب سب الظا هر إن فل نا من‬ ‫أهل النة لن علمنا منـه خيا وإن فلن من أهل النار لن علمنا منـه ضد ذلك فإن هذا القول منا‬ ‫ماز عبّرنا بـه عن فعل ما يؤدي الى ذلك والقرينة أحوالنا أو هي العلم بأنا ل نطلع على‬ ‫الغيوب والعلم بأنا ل نرد حقيقة هذا القول‪ ،‬وهو من اطلع على كثي من الغيبات فإذا صدر منـه‬ ‫مثل هذا الكلم قطع بأن الراد منـه حقيقتـه إل بدليل يصرفه عنـها‪ ،‬ولنـه لو ل يرد بـهذا‬ ‫الكلم حقيقتـه مع إمكانـها وعدم قرينة الجاز لكان هذا الكلم كذبا بسب الظاهر والكذب ف‬ ‫ح قه م ستحيل؛ سلّ ْمنَا أن ـه ل يس بكذب لكن ـه تلب ـيس على ال سامع ب يث يف هم ال كل من ـه‬ ‫خلف مراده والتلبـيس ف حق النبـياء ـ عليهم السلم ـ مستحيل أيضا‪.‬‬ ‫صرّح باسه ف هذين الطريقي أن يعتقد فيه‬ ‫وأنواع هذا الطريق؛ هي أنواع الطريق الول‪ :‬حكم ما ُ‬ ‫صرّح بكنيتـه فإنا نعتقد ف صاحب تلك الكنية ما اقتضاه‬ ‫باسه ما اقتضاه النص فيه‪ ،‬وكذا حكم من ُ‬ ‫النص فيه‪ ،‬وحكم ما جاء من ذلك مُبـهمَا ُمنَ ّكرَا أن نعتقد فيه مقتضى النص بسب تلك الصفة الت‬ ‫صرّح باسه ول بكنيتـه ف العتقاد حت ينقل لنا التواتر أن هذا الذكور ف هذا النص‬ ‫نعت بـها ول ُن َ‬ ‫هو فلن باسه أو بكنيتـه أو تتمع المة على ذلك فحينئذ(‪ )275‬يلزمنا القطع بـه وقصده بذلك الكم‬ ‫بعينـه‪ .‬واعلم أن هذا الطريق ل يتأتى مقتضاه ول يصح الكم بـه إل من أحد أمرين‪:‬‬

‫‪ )(274‬ف (أ)‪ :‬بـه‪ .‬وف (ب)‪ :‬بـه أنـه‪ .‬وأصلحتـه للسياق‪.‬‬ ‫‪ )(275‬ف الصلي‪ :‬فإذن‪ .‬وأصلحتـه للسياق‪.‬‬ ‫‪198‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أحدها‪ :‬الشاهدة للرسول الناطق بـهذا الكلم وشرطوا فيه أن ينظر شفتيه عند النطق بـه‪ ،‬كل ذلك‬ ‫دفعا للحتمال فإنـه مت ما ل ينظره كذلك احتمل أن يكون الناطق بذلك غي الرسول عليه السلم‬ ‫والقيقة حكم قطعي ل ينبن على الحتمال عندهم‪.‬‬ ‫وثانيه ما‪ :‬الشهرة القاض ية ب صدور ذلك الد يث من ذلك الر سول وكأن ـهم أرادوا ب ـهذه الشهرة‬ ‫التواتر فإنـه هو الذي يقطع بصدقه‪ ،‬ويتمل إنـهم أرادوا ما يعم التواتر والستفيض التلقى بالقبول‬ ‫فإن التلقى بالقبول بـي المة مقطوع بصدقه فل معن لا قاله الشيخ ناصر بن أبـي نبـهان(‪ )276‬من‬ ‫أن الشهرة ل تو جب وَل ية القي قة و قد انفرد ب ـهذا القول من ب ـي سائر ال صحاب‪ .‬هذا وأ ما‬ ‫شهادة العدلي فإنـها ل توجب القيقة ف الوَلية والباءة لنـه ل يصح القطع بصدق مقالما‪ ،‬نعم‬ ‫‪ )(276‬العلمة أبو ممد ناصر بن الشيخ جاعد بن خيس بن مبارك بن يي من نسل المام العدل الليل بن شاذان بن المام‬ ‫الصلت بن مالك الروصي‪ .‬أحد علماء الباضية العمانيي ولد سنة ‪1192‬هـ ونشأ ف بلدة "العليا" من وادي بن خروص‬ ‫الت تقع على سفح البل الخضر من جهة الشمال‪ ،‬ترج على أبـيه الذي كان علمة زمانـه فل غرو أن يكون الشيخ‬ ‫ناصر هو الخر عال وقتـه‪ .‬وهو عال مفنن برع ف أكثر العلوم مع تصص ف علم الشرع‪ .‬وبعد وفاة والده عان من عدم‬ ‫الستقرار وشظف العيشة وسوء الحوال إثر تسلط بعض البابرة الذين أتلفوا أموال والده فتردد كثيا يطوف ف بلد أهله‬ ‫بن خروص وبـي نـزوى حت ذكر الؤرخون أنـه لشدة حالتـه كان يأكل البز بالاء والليمون سنة ف نـزوى حي‬ ‫خرج من بلده خشية على نفسه وخوفا من هدم بـيتـه من الطاغية طالب بن أحد وف تلك اليام يقول‪:‬‬ ‫ومـاء وليـمون وملح وقـاشـع‬ ‫"معيشتنـا؛ خبز لغـالـب قوتـنا‬ ‫فيـا حبذا هـذا لن هو قـانــع"‪.‬‬ ‫فإن حصلت مع صحة السم والتقى‬ ‫وسافر إل زنبار حي استدعاه السلطان سعيد بن سلطان بعد علمه با حصل للشيخ قال السالي ف "تفة العيان" (‬ ‫‪" :)2/175‬وأما السلطان سعيد بن سلطان فإنـه بعد ما مضى قرّب الشيخ ناصر وأدن منـزلتـه وضمه إليه وأكرمه‬ ‫وأنعم عليه فكان إذا سار إل السواحل ـ الفريقية ـ حله معه فصلحت أموره بعد صحبتـه‪ .‬وكان الشيخ ناصر لم فظا‬ ‫غلي ظا ين كر علي هم ف حضرت ـهم‪ ،‬وكانوا يلينون له ول يظهرون له ما يكره‪ .".‬ا‪.‬ه ـ واشت ـهر من تلميذه الذ ين عرفوا‬ ‫بعده العلمة الحقق سعيد بن خلفان الليلي‪ ،‬وترك مموعة طيبة من الصنفات ل يكتب لا النور بعد يذكرها الؤرخ ابن‬ ‫رزيق ف "الفتح البـي" ص(‪" :)150‬الكتاب السمى "حق اليقي" وكتاب "الواب" وكتاب "الخلص" وكتاب "مك‬ ‫الشعار" وكتاب "مبتدأ ال سفار" وكتاب "الت ـهذيب" وكتاب "الك شف" وكتاب "تف سي ن ظم ال سلوك" وكتاب "ال صفي‬ ‫الصفى" وكتاب "غاية الن" وكتاب "العارج" وكتاب "سراج الفاق" وكتاب "رسالة الصون" وكتاب "الستغرق للحجج"‬ ‫وكتاب "منت ـهى الكرامات" وكتاب "العارف" وكتاب "ر سالة الوضاع" وكتاب "طرف اللطاف" وكتاب "ال سر العلي"‬ ‫وكتاب "السر العظم" وكتاب "التنبـيه" وكتاب "رسالة الفوز" وكتاب "الرسالة الديدية" وكتاب "سلمة الال"‪ ".‬ا‪.‬هـ‬ ‫وله بعض الرسائل مدرجة ف "قاموس الشريعة ‪ /‬ط‪.‬التراث" للعلمة السعدي‪ .‬وتوف ف يوم الحد ‪ 22‬جادي الول سنة‬ ‫‪1263‬هـ ف زنبار وقبه ف "ميتون" منـها‪.‬‬ ‫("الفتح البـي" لبن رزيق ص ‪ 150‬ـ "تفة العيان" للسالي ‪ 2/175‬ـ "البوسعيديون" للفارسي ص ‪ 90‬ـ "الشيخ‬ ‫سعيد بن خلفان الليلي ‪ ..‬وفكره" د‪ .‬مبارك الراشدي ـ ضمن "قراءات ف فكر الليلي" ـ ص ‪ 116‬ـ ‪.)118‬‬ ‫‪199‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ي صي مَن شهدوا ف يه بأن النب ـي قال ف يه كذا م ا يو جب القي قة ي صي ُمتَ َولّى بالظا هر أو م تبى‬ ‫منـه بالظاهر حت يُعلَم منـه حدثٌ يالف ما شهدوا بـه فيُحكم عليه وله بقتضى حدثه‪.‬‬ ‫القســـم الثـانـــي‬ ‫الوَلية بحكم الظاهر والبراءة بحكم الظاهر‬ ‫ولما طرق وصفات نذكرها ف الباب الت ـ إن شاء ال ـ‪.‬‬ ‫القســم الثالــــث‬ ‫وَليـة الجملـة وبراءة الجملــة‬ ‫وصفتـهما(‪ )277‬أن يعتقد الكلف أنـه يتول الؤمني من الولي والخرين إل يوم الدين وأنـه يبأ‬ ‫من الفاسقي من الولي والخرين إل يوم الدين‪ ،‬وهذا القسم هو الذي عب عنـه الناظم بـ(عقيدة‬ ‫النسان) وسبب تعبـيه عنـه بذلك هو أن هذا القسم يب على كل مكلف أن يعتقده مع توحيده‪،‬‬ ‫لكْم‬ ‫فل يعذر أحد بعد قيام الجة بـه إل إذا اعتقده كذلك‪ ،‬أما وَلية القيقة وبراءتـها ووَلية ا ُ‬ ‫بالظا هر وبراءت ـه فل يلزمان كل أ حد وإن ا يلزمان مَن بل غه علم القي قة بأ حد الطرق التقدم ذكر ها‬ ‫والتكليف ب كم الظاهر من الطرق الت ب ـيانـها‪ ،‬فالقسام ستة حاصلة من ضرب إثن ي ف ثلثة‬ ‫وهي؛ وَلية القيقة وبراءة القيقة ووَلية الظاهر وبراءة الظاهر ووَلية الملة وبراءة الملة‪.‬‬ ‫البــاب الثــانـــي‬ ‫في وجوب الوَلية والبراءة بحكم الظاهر‬ ‫بواحـــــد مـن أربع‬ ‫(‪()219‬براءة الظاهـر حكمـــــا تجـــب‬ ‫تعتقـــب)‬ ‫عدلــــين أو حـــق أتى‬ ‫(‪()220‬عيــــان أو إقــرار أو شهـــادة‬ ‫بشهرة)‬ ‫وإنمـــــا الوجــوب‬ ‫(‪()221‬واستثن القرار لـــــدى الوَلية‬ ‫بالثلثـــــة)‬ ‫لكلٍ من الوَلية والباءة موجبات‪ ،‬فأما موجبات الوَلية فهي الوافقة ف القول والعمل‪ ،‬وأما موجبات‬ ‫الباءة فهي الخالفة ف القول والعمل أو ف أحدها‪ ،‬ولكل واحد من هذه الوجبات طرق تتأدى منـها‬ ‫فأما موجبات البراءة فتتأدى من أحد أربعة طرق‪:‬‬ ‫الطريق الول‪ :‬العيان؛ أي العاينة للمعصية من العاصي بعن الشاهدة لا وعبّر بعضهم عن هذا‬ ‫الطريق بالِبة وكلتا العبارتي سائغة‪ ،‬غي أن العبارة الخية متملة للعموم فيدخل تتـها كل طريق‬ ‫من هذه الطرق لصدق الِبة عليه والعبارة الول أخص فالتعبـي بـها ف هذا القام أول‪.‬‬ ‫‪ )(277‬ف (ب)‪ :‬وصفاتـها‪ .‬وهو تصحيف‪.‬‬ ‫‪200‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الطريق الثاني‪ :‬القرار؛ وهو أن يُقر العاصي بعصيتـه إقرارا موجبا للباءة منـه؛ ل لكونـه‬ ‫مستعظما ذنبـه نادما على تفريطه سائل عما يلزمه ف فعله فإن هذا ليس من ذلك القبـيل‪.‬‬ ‫الطريق الثالث‪ :‬شهادة العدلي كانا عالي أو ضعيفي‪ ،‬وسيأت ما على كِل الفريقي عند قول‬ ‫الناظم‪( :‬لكن على العدول ‪ ..‬ال)‪.‬‬ ‫الطريق الرابع‪ :‬الشهرة القاضية الحقة ل كشهرة الشّيَع بالباءة من أبـي بكر وعمر ـ رضي‬ ‫ال عنـهما ـ فإنـها وإن كانت قاضية عندهم فليست مقة‪ ،‬بل بطلنـها بمد ال ظاهر والدافع‬ ‫لا من فضل ال شاهر‪ ،‬والشهرة الحقة هي الارج أصلها عن حق وكان جواب المام أبـي سعيد‬ ‫ـ ر ضي ال تعال عن ـه و قد سئل عن ـها ـ فق يل له‪ :‬و ما مع ن الشهرة ال ت ت ب ب ـها الوَل ية‬ ‫والباءة؟‪ .‬بأن قال‪" :‬م عي أن ـها تكون على معان كثية ف وجوه كثية ومبلغ ثبوت ـها ووجوب ـها‬ ‫وورود علمها على الُ ْمَتحِن فيها من ا ُلبْتَلَى بـها مِن َتظَاهُر صحة الخبار على غي َتنَا ُكرٍ من أهلها‬ ‫الذين تقوم بـهم الجة فيها ولو كثُر التّنَاكُر والختلف من غي أهلها على سبـيل الدعاوى وإنكار‬ ‫اليقي فيها فإذا ثبت العلم بغي ارتياب من علمها فيها وف وجوبـها وعلمها عندي‪("..‬انتـهى)‪.‬‬ ‫وأما موجبات الوَلية فتتأدى من أحد ثلث طرق متمع عليها وطريق رابع متلف فيه ـ وسيأت بعد‬ ‫إن شاء ال ـ فأ ما الطرق الجت مع علي ها ف هي‪ :‬ال َعيَان بالتف سي التقدم‪ ،‬وشهادة العدل ي ف ما فوق‪،‬‬ ‫حقّةـ وهذا هو مع ن قوله‪( :‬وا ستثن القرار‪..‬ال) أي ا ستثن من الطرق ال ت تتأدى ب ـها‬ ‫والشهرة ا ُل ِ‬ ‫موجبات الباءة ف موجبات الوَلية القرار فإنـه ل يوجبـها ما ل يكن ثة موجب آخر‪ ،‬وقوله‪:‬‬ ‫(بوا حد) متعلق بقوله‪ :‬ت ب‪ ،‬وقوله‪ ( :‬من أر بع) متعلق بوا حد‪ ،‬وجلة (تعت قب) ن عت لر بع‪ ،‬وتعت قب‬ ‫بالبناء للمفعول(‪ )278‬أي يؤ تى ب ـها ف ع قب هذا الكلم‪ ،‬و(عيان) بدل تف صيل من أر بع و ما بعده‬ ‫عطف عليه‪.‬‬ ‫(‪()222‬والخلف في رفيعة الوَليـــــة‬ ‫بل عناية)‬ ‫وقيـــــل ل لــــزوم ثـم‬ ‫(‪()223‬وإن تكن عنيتـه فألــــــزم‬ ‫يعلــم)‬ ‫هذا هو الطر يق الرا بع من الطرق ال ت تتأدى ب ـها موجبات الوَل ية و هو الطر يق الختلف ف يه؛ و هو‬ ‫رفيعة العالم الواحد با يوجب الوَلية لعي‪ ،‬فذهب بعض ال أنـه حجة له وعليه وحلوه على‬ ‫مع ن الشهادة ف حقوق ال ك صوم رمضان وكطهارة الثياب من النجا سات فإن العدل ف كل ذلك‬ ‫من واحـــد عـــــدل‬

‫‪ )(278‬البناء للمفعول والبناء للمجهول بع ن وا حد و هو أن ي سند الف عل ال الفعول ب ـه ب عد ضم أوله وك سر ما ق بل آخره‬ ‫وحذف فاعله‪.‬‬ ‫‪201‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ح جة‪ ،‬وذ هب قوم إل أن رفي عة العال العدل غ ي موج بة للوَل ية ح ت يكو نا عدل ي فالوجوب حينئذ‬ ‫متح تم كالشهادة ف القوق‪ ،‬وذ هب قوم ال التفصيل على أنـه إن ُسئِل هذا العدل عن وَلية مع ي‬ ‫وجبـت وليتــه على السـائل وإن ل يُسـأل عنــها كأن ينطـق بــها ابتداء فل وجوب قياسـا على‬ ‫ا ُلعَدّل(‪ )279‬إذا سُئل عن عدالة ُم َعيّن وجب قبول قوله ف التعديل وإن ل يُسأل فل وجوب وهذا معن‬ ‫قول الناظم‪( :‬وإن تكن عنيتـه فألزم) فالعناية هنا القصد َعبّرَ بـها عن السؤال للزمتـها له‪ ،‬وذهب‬ ‫آخرون ال التخيي ف رفيعة العال العدل للوَلية أي إن شاء الرفوع له قبلها َفتَ َولّى وإن شاء تركها من‬ ‫غي تكذيب للرافع وهو معن‪( :‬وقيل ل لزوم‪ ..‬ال) فيدخل تت هذا التأصيل رفيعة العمى للوَلية‬ ‫صرّح‬ ‫فقد قيل فيها أيضا باختلف ورفيعة الرأة والعبد ففي رفيعة كل واحد من هؤلء للوَلية اختلف َ‬ ‫بـه الثر‪ ،‬الصحيح بشرط أن يكون كل واحد من الرافعي عالا بالوَلية والباءة‪.‬‬ ‫تفصيــــل ما‬ ‫(‪()224‬لكن على العدول ليس العلـــمــــا‬ ‫جـــاءوا بـه ليُعلَما)‬ ‫الستدراك من قوله‪( :‬أو شهادة عدلي)(‪ )280‬ف البـيات التقدمة‪ ،‬أي ينقسم الرافعون للوَلية والباءة‬ ‫إل قسمي؛ ضعفاء وعلماء‪ ،‬فأما الضعفاء(‪ )281‬فعليهم تفصيل ما رفعوا من الوَلية والباءة فإذا قالوا‪ :‬إن‬ ‫فلنا َولِ يّ أو عدو مستوجب للباءة فإنـه ليوز لك أن تتول أو تتبى بقولم هذا حت يفصلوا ـ‬ ‫أي يب ـينوا ـ العمال ال ت ا ستوجب ب ـها هذا ا ُل َعيّ ن الوَل ية أو الباءة فتن ظر أ نت في ها إن كا نت‬ ‫موجبة ل ما‪ ،‬وعلة ذلك النع أن الضعيف ل يعرف المور الت تو جب الوَلية ول المور ال ت تو جب‬ ‫الباءة‪ ،‬وقيل يقبل قولم من غي تفصيل والعلة فيه ثقتـهم وعدالتـهم على أنـهم ل يقولون بشيء‬ ‫غ ي معلوم عند هم حكاه الش يخ نا صر بن أب ـي نب ـهان‪ ،‬وأ ما العلماء و هم العالون بأ صول الوَل ية‬ ‫والباءة وأحكامها فليس عليهم تفصيل ـ أي تبـيي ـ فيما رفعوا من وَلية أو براءة بل يب قبول‬ ‫قولمـ ولو ممل‪ ،‬اللهـم إل أن يكون هؤلء العلماء رفعوا الباءة مـن ر جل ع ند َوِليّهـ على غ ي و جه‬ ‫الشهادة عل يه ب ـها فإن ـهم يكونون بذلك مبطل ي عنده ملوع ي بتلك الرفيعـة ح ت يتوبوا أو يأتوا‬ ‫بشاهدي عدل على تصديق ما قالوه أو أربعة شهود ف الزنا‪..‬ويستثن من هذا القام ما إذا كان التول‬ ‫مشاهدا لدث ول يه فلم يعرف ال كم ف يه فقال العال إن هذا الدث مُ َكفّ ر وان صاحب هذا الدث‬ ‫كافر وأن فلنا كافر بدثه كذا وكذا فكل هذا من العال فتوى تقوم بـه الجة على ا ُلتَولّي ـ بكسر‬ ‫اللم ـ على ترك وَلية ا ُلتَولّى ـ بفتحها ـ أو يتوب من حدثه ذلك‪ ،‬فإن برئ العال من ولِيّ هذا‬ ‫‪ )(279‬ف علم الرح والتعديل ف الديث أو غيه من القضايا وأشباهها‪.‬‬ ‫‪ )(280‬ف البـيت رقم‪.)220( :‬‬ ‫‪ )(281‬وهم عوام اللق‪.‬‬ ‫‪202‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ا ُلتَولّي بالدث الذي شاهده من ـه من غي تب ـيي ول فتوى فل يوز ل حد ول يلزمه أن يبأ بباءة‬ ‫العال منـه ول يوز للمُتولّي أن يبأ من العال بسبب براءتـه من َولِيّه بدثه الذي علمه منـه‪ ،‬فإن‬ ‫قيل ما الفرق بـي الالتي فقد ألزمتموه بوجوب الباءة من َولِيّه ف الالة الول ول توّزوها له ف‬ ‫مفْت ِـي وال جة قائ مة من فتواه و ف الالة الثان ية‬ ‫الالة الثان ية؟ فالواب‪ :‬أن العال ف الالة الول ُ‬ ‫حاكم ول يوز لحد أن يكم بكم الاكم حت يعلم الكم ف ذلك الشيء كعلم الاكم فيه وال‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫فصـــــل‬ ‫في أحوال الوَلِـي بالظاهـر‬ ‫على الورى سريـــــرة‬ ‫(‪()225‬وفي ولـــــي وجبــــت وَليتـه‬ ‫براءتـه)‬ ‫بـها جهــــــارا للبراءة‬ ‫(‪()226‬إن وجبـــــت عليك والذي نطق‬ ‫استحق)‬ ‫ي‬ ‫(‪()227‬ومــــــن يبــح براءة من نفســـه‬ ‫فهالك وهو َ‬ ‫حـــــرِ ْ‬ ‫ســـه)‬ ‫ب ِ‬ ‫خ ِّ‬ ‫الولياء بكم الظاهر على صنفي؛ فصنف تب لم وَلية على العموم من أهل الدار‪ ،‬وصنف ل تب‬ ‫لم وَلية على العموم وإنا تب على الصوص من عرف منـهم الوافقة وسيأت بـيان الكم فيهم‪.‬‬ ‫فا ما أ هل ال صنف الول فل يوز ل حد الباءة من ـهم جهرا وإن أتوا ما ي ستوجبون ب ـه الباءة ف‬ ‫ح كم الظا هر إذا ل يشت ـهر من ـهم ذلك‪ ،‬وإن ا على من علم من ـهم ذلك الدث أن يبأ من ـهم‬ ‫سِرّا ول يوز أن يُظهر الباءة منـهم مع أحد من الناس إل مع مَن َعلِ مَ َكعِلمِه فيهم وهذا معن قول‬ ‫النا ظم‪ ( :‬سريرة براءت ـه‪ ،‬إن وج بت عل يك)‪ ،‬وأشار بقوله‪( :‬والذي ن طق ب ـها‪ ..‬ال) ال ح كم من‬ ‫أظ هر الباءة من أ هل هذا ال صنف ع ند من ل يعلم كعل مه في هم‪ ،‬فح كم ذلك أن ـه م ستحق للباءة‬ ‫من ـه م ن سع من ـه ذلك القول لن ـه ف ح كم الظا هر قاذف لولِ يه والقاذف للول مستحق للباءة‬ ‫وإن كان هو ف السريرة صادقا لنـه ليل له أن يالف الكم الظاهر‪ ،‬وليس له أن يأت بفعل يبـيح‬ ‫بـه من نفسه الباءة لحد من الناس ومن أتى بفعل يبـيح بـه من نفسه الباءة فهو هالك ف الخرة‬ ‫ما ل يتب من ذلك الفعل‪ ،‬وسبب هلكه أنـه قد خالف ما أمر ال بـه من وجوب تنّب الضِلت‬ ‫ف الظا هر و من خالف ما أو جب ال عل يه ف هو هالك‪ ،‬ومع ن (حري) ـ بتخف يف الياء للوزن ـ‬ ‫حقيق؛ أي وهو حقيق بتلك السة الت أنـزل نفسه فيها‪.‬‬ ‫وَلية لهـم‬ ‫(‪()228‬وإن يكن من الُلـــــى لم تــــــلزم‬ ‫علـــــى الكل اعلـــــم)‬ ‫‪203‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫(‪()229‬فبعضهم رخص(‪ )282‬ما لــــم تعلم‬ ‫من ذا يحتـــمي)‬ ‫هذا هو الصنف الثان من صنفي الولياء بكم الظاهر وهم الذين ل تب لم وَلية على الكل لكن‬ ‫على الصوص من علم منـهم الوافقة ف الدين بالقول والعمل‪ ،‬فإذا علم أحد من أهل هذا الصنف ما‬ ‫ي ستوجبون ب ـه الباءة ف قد اختلف ف جواز اظهار الباءة من ـهم ع ند من ل تعلم ل م وَل ية عنده؛‬ ‫فبعض هم و سّع ف اظهار الباءة من ـهم ع ند من ل يعلم من ـه أن ـه يتول هم لن ال صل عدم ثبوت‬ ‫وليتـهم على أحد من الناس‪ ،‬وبعضهم منع من اظهار الباءة منـهم مافة أن يصادف من يتولهم‬ ‫فيكون ال تبي من ـهم مب ـيحا من نف سه الباءة ع ند ذلك التول ل م‪ .‬وأقول‪ :‬إن هذا الحتمال مع‬ ‫قربـه ل يفيد النع من اظهار الباءة منـهم ول يكون التبي منـهم عند من ل يعلم أنـه يتولهم‬ ‫مبـيحا من نفسه الباءة لنـه إذا وَ ِسعَه أن يتبأ منـهم وإن على قولٍ لبعض السلمي فليس للمتول‬ ‫لم أن يبأ من هذا التبي منـهم الخذ بقول من أقوال السلمي‪ ،‬نعم إن أخبه بأن ذلك الذي يتبأ‬ ‫منـه ولّ له فعلى هذا أن يكفّ عن الباءة منـه عنده فإن أصر عليها بعد ذلك كان حينئذ مبـيحا‬ ‫من نفسه الباءة عند من يتوله ووجه ذلك أن من يدعي وَلية أحد من الناس فهو مُصَدّق ف دعواه ما‬ ‫ل ينـزل من يدعي هو وليتـه منـزلة من تب الباءة منـه بالشهرة أو تقوم عليه البـينة بدثه‬ ‫الُ َكفّر وال أعلم‪.‬‬ ‫ل بأس إن بكفره قد‬ ‫(‪()230‬وإن يكن كفرانـه مشتـهرا‬ ‫جهـــــرا)‬ ‫الراد بـ(الكفران) الفعل الوجب للباءة‪ ،‬والراد بـ(الكفر) ما يشتمل النفاق والشرك؛ والعن إذا كان‬ ‫الفعل الوجب للباءة مشتـهرا بـي الاص والعام فل بأس على أحد بإظهار الباءة منـه لنـه قد‬ ‫ن ـزل ف من ـزلة ل ي صح ل حد أن يتوله علي ها ـ ولو كان ف ال صل ق بل الدث م ن ت ب على‬ ‫اللق وليتـه أو من تكن وليتـه لحد من الناس دون غيه ـ والدّعي لوَليتـه بعد شهرة حدثه‬ ‫غي مَ سْمُوع [له](‪ )283‬فل حجةَ ل هُ على ا ُلَتَبرّي منـه ول ُح ْرمَةَ لذلك ا ُلَتبَرّى منـه لقوله ‪» :‬مالكم‬ ‫وَلية والبعـــــض‬

‫‪ )(282‬ف الصلي‪ :‬وسّع‪ .‬والتصحيح من "الشارق" (‪ )2/239‬وليس بـي اللفظتي كبـي فرق ف هذا القام‪.‬‬ ‫‪ )(283‬زيادة من ليضاح العن‪.‬‬ ‫‪204‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وللمنافق قولوا فيه ما فيه«(‪ )284‬ولقوله ‪» :‬أذيعوا بب الفاسق ليحذر الناس شره«(‪ ،)285‬وأشار بقوله‪:‬‬ ‫(لبأس ‪..‬ال) إل أن إظهار كفر من اشتـهر كفره جائز ل واجب فالمر ف الديثي إنا هو للباحة‬ ‫ل للوجوب وال أعلم‪.‬‬ ‫بكفــــــره إن لم يتب‬ ‫ي لـــــك قـــل‬ ‫(‪()231‬ومتبرٍ من ول ٍ ّ‬ ‫عما فعل)‬ ‫(‪)286‬‬ ‫ستَتِيبـه فلم يتب‪ ،‬قال الشيخ‬ ‫أي إذا كان لك ول فبئ منـه ُمَتبَرّ فعليك أن تبأ منـه بعد أن تَ ْ‬ ‫ناصر بن أبـي نبـهان(‪" :)287‬إذا قذف وليّك قاذ فٌ استتبـه فإن امتنع فنَبـهه بوجوب التوبة عليه‬ ‫فإن امتنع فحينئذ عليك أن تبأ منـه"‪ .‬قلت‪ :‬والستتابة قبل الباءة مستحسنة وف وجوبـها اختلف‬ ‫من الفقهاء ـ كما سيأت إن شاء ال تعال ف الباب الرابع من هذا الركن ـ‪.‬‬ ‫‪ )(284‬ل يتيسر ل العثور عليه ‪ ..‬وجاء عن السن البصري أنـه قال‪" :‬ثلثة ليست لم حرمة ف الغيبة‪ :‬فاسق يعلن الفسق‪،‬‬ ‫والمي الائر‪ ،‬وصاحب البدعة العلن البدعة"‪ .‬رواه البـيهقي ف "شعب اليان" [‪ ]9669‬وابن أبـي الدنيا ف "الصمت"‬ ‫[‪ ]235‬وف جزء "ذم الغيبة والنميمة" [‪ 98‬و ‪.]101‬‬ ‫‪ )(285‬ل يتيسر ل العثور عليه بـهذا اللفظ وجاء من طريق بـهز بن حكيم عن أبـيه عن جده الصحابـي معاوية بن حيدة‬ ‫ـ وبعض من خرّجه جعله مقطوعا عن بـهز ـ بلفظ‪» :‬أترعون عن ذكر الفاجر اذكروه با فيه كي يعرفه الناس ـ‬ ‫وف رواية‪ :‬يذره الناس ـ« وهذا رواه الطبان ف "الكبـي" [‪ 19/418‬برقم ‪ ]1010‬والبـيهقي ف "السنن الكبى" [‬ ‫‪ ]20914‬وفـ "شعـب اليان" [‪ 9666‬و ‪ ]9667‬والليلي فـ "الرشاد" ص(‪ )297‬والطيـب فـ "تاريـخ بغداد" (‬ ‫‪ 1/399‬ـ ‪ 7/270‬و ‪ 271‬و ‪ )278‬و ف "الكفا ية" ص(‪ )42‬وا بن أب ـي الدن يا ف "ال صمت" [‪ ]221‬و ف جزء "ذم‬ ‫الغيبة" [‪ ]84‬وابن عدي ف "الكامل" (‪ 2/173‬ـ ‪ 3/289‬ـ ‪ 5/134‬و ‪.)221‬‬ ‫‪ o‬وورد بلفـظ‪» :‬ليـس للفاسـق غيبـة« مـن الطريـق الذكورة رواه الطـبان فـ "الكبــي" [‪ 19/418‬برقـم ‪]1011‬‬ ‫والب ـيهقي ف "الش عب" [‪ ]9665‬والط يب ف "الكفا ية" ص(‪ )42‬والقضا عي ف "الشهاب" [‪ 1185‬و ‪ ]1186‬وا بن‬ ‫عدي ف "كامله" (‪ 2/174‬ـ ‪.)5/221‬‬ ‫وهذه الروايات مل نظر فإن بـهز بن حكيم متلف فيه و كشف حاله ف "ميزان العتدال" للذهبـي (‪ )1/353‬فقال‪:‬‬ ‫"وثقه ابن الدين‪ ،‬ويي‪ ،‬والنسائي‪ .‬وقال أبوحات‪ :‬ل يتج بـه‪ .‬وقال أبوزرعة‪ :‬صال‪ .‬وقال البخاري‪ :‬يتلفون فيه‪ .‬وقال‬ ‫ابن عدي‪ :‬ل أر له حديثا منكرا‪ ،‬ول أر أحدا من الثقات يتلف ف الرواية عنـه‪ .‬وقال صال جزرة‪ :‬بـهز عن أبـيه عن‬ ‫جده؛ اسناد أعرابـي‪ .‬وقال أحد بن بشي‪ :‬أتيت بـهزا فوجدتـه يلعب بالشطرنج‪ .‬وقال ابن حبان‪ :‬كان يطئ كثيا‪،‬‬ ‫فأما أحد واسحاق فاحتجا بـه‪ ،‬وتركه جاعة من أئمتنا ‪ ...‬وقال الاكم‪ :‬ثقة؛ انا أسقط من الصحيح لن روايتـه عن‬ ‫أبـيه عن جده شاذّة ل متابع له عليها" ا‪.‬هـ وحسم حاله مردّه ال الذاق الهرة‪ ،‬ولو كان له متابع لاتي الروايتي لمكن‬ ‫تسي بعضها‪ ،‬ول أقوى على أكثر من هذا‪ .‬وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(286‬أي ت ستتيب ذلك ال تبي م ن توليت ـه أ نت‪ ،‬مثاله أن تكون متول يا لح مد ث عل مت أن عبدال ي تبأ من ـه فعل يك أن‬ ‫تستتيب عبدال فإن ل يتب من الباءة من ممد فعليك أن تبأ من عبدال هذا‪.‬‬ ‫‪ )(287‬تقدمت ترجت عند البـيت رقم (‪.)218‬‬ ‫‪205‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫عذرا لـــــه‪ ،‬إن لم‬

‫(‪()232‬وفي ولي ترك الفـــــرض اقتفـي‬ ‫تجد عنـه قــف)‬ ‫ولتَبَْر إن لـــــم‬ ‫(‪()233‬ثم استتبـه إن يكـــــن منك قبل‬ ‫جعَن ع َّ‬ ‫ما عمل)‬ ‫ير ِ‬ ‫أي إذا أحدث الول حدثا فل يلو ذلك الدث من أحد أمرين‪ :‬إما أن يكون فيه حق ل جلّ فقط‪ ،‬أو‬ ‫ل وللعباد معا‪ ،‬ـ وسيأت بـيان المر الثان إن شاء ال تعال ـ فإن أحدث حدثا فيه الق ل وحده‬ ‫كترك فريضة من صلة أو صيام أو نو ذلك فـ(اقتفي) أي اتبع العذر له ف ذلك؛ فإذا احتمل له وجهُ‬ ‫عُ ْذرٍ من نسيان ونوه فهو على احتماله حت يصح بطلنـه‪ ،‬ول يوز لك أن تبأ منـه على هذا فإذا‬ ‫انق طع العذر وارت فع الحتمال فالختار أن ت ستتيبـه فإن تاب ر جع ال وليت ـه وإن امت نع فعل يك أن‬ ‫تبأ منـه ول يوز لك التمسك بوليتـه ول الوقوف عنـه ف هذه الالة‪.‬‬ ‫حــــــق وللعباد‬ ‫(‪()234‬وإن أتى الـــــولي مـــا لله بـه‬ ‫كالقتل انتبـه)‬ ‫عنـه‪ ،‬وفي‬ ‫(‪()235‬توله والبعـــــض منـه يقـــــــف‬ ‫الــــــبراءة منـه ضعف)‬ ‫فـــــي أصله وعارض‬ ‫حجـَرا‬ ‫(‪()236‬كذاك إن أتـــــى بفعـل ُ‬ ‫الحل يُرى)‬ ‫حقا وباطــــــل وإل‬ ‫(‪()237‬هذا إذا ما كان فعله احتمـــــل‬ ‫حيث حـل)‬ ‫أي إذا أحدث الول حد ثا يكون ال ق ف يه ل وللعباد كق تل الن فس ونوه؛ فلك ف يه ثلث طرق إذا ل‬ ‫ي صح عندك أن فعله ذلك حق أو ي صح أن ـه با طل فإن صح ح قه فل يس إل الوَل ية وإن صح باطله‬ ‫فليـس إل الباءة وهذا معنـ قول الناظـم‪( :‬هذا إذا مـا كان‪ ..‬البــيت ال آخره)‪ ،‬ومعنـ قوله‪( :‬وإل‬ ‫حيث حل) أي وإن ل يتمل حقه وباطله فأنـزلْه حيث نـزل من حق أو باطل‪ ،‬وأما قوله‪( :‬كذاك‬ ‫إن أتى ‪..‬ال) ففيه الشارة إل حكم الول إن أتى فعل مجورا ف الصل لكن يصح أن تكون الباحة‬ ‫فيه عارضة فأشار ال أن حكم الول عند هذه الالة كحكمه فيما إذا أتى بفعل فيه ل حق ولعباده حق‬ ‫أي ضا أي فلك ف يه الطرق الثل ثة؛ فمثال ماكان أ صله مجورا والبا حة ف يه مك نة لعارض هو أن ترى‬ ‫وليّ ك يأ كل ل ما من يد مو سي‪ ،‬فإن الل حم من يده حرام ف ال صل ل ن ل يعلم أن ا ُلذَكّ ي لذلك‬ ‫اللحم من توز ذكاتـه‪ ،‬والباحة فيه مكنة لحتمال أن يكون الذابح هو غي الجوسي فمن هنا صح‬ ‫ف هذا الوضع الطرق الثلثة‪:‬‬

‫‪206‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الطريق الول‪ :‬بقاؤه على حالتـه الول من الوَلية وعليه المام أبوعلي(‪ )288‬ـ رضي ال تعال عنـه‬ ‫ـ وصححه المام أبو سعيد ـ رضي ال تعال عنـه ـ ف "الستقامة" وذلك أن وليتـه وقعت‬ ‫بـيقي ول يزيل اليقي إل يقي مثله‪.‬‬ ‫الطر يق الثا ن‪ :‬الوقوف عن ـه بالرأي ل ا د خل ف يه من الشكال ما فة أن تتول مد ثا‪ ،‬قال المام أ بو‬ ‫سعيد(‪ )289‬ـ رضي ال عنـه ـ‪" :‬وهو أسلم"‪ .‬يعن أن الوقوف أسلم ـ أي أقرب إل السلمة ـ‪.‬‬ ‫الطريق الثالث‪ :‬الباءة منـه على أنـه أتى مجورا ف حكم الظاهر حت يصح أنـه أتاه على وجه من‬ ‫وجوه الق وعليه المام موسى بن أبـي جابر(‪ )290‬حيث قال‪" :‬أتول القتول وأبرأ من القاتل"‪ .‬وقد‬ ‫ضعف هذا الطريق جدا المام أبو سعيد ف "الستقامة" يراجعه من أراد الوقوف عليه‪ ،‬فإذا ادّعى هذا‬ ‫‪ )(288‬المام أ بو علي مو سى بن علي بن عزرة الزكوي من كبار علماء الباض ية ف القرن الثا ن الجري‪ ،‬ولد ف "إز كي"‬ ‫احدى الدن العريقة ف عمان سنة ‪177‬هـ وتتلمذ ف بادئ المر على يد والده الشيخ علي بن عزرة وعلى العلمة هاشم‬ ‫بن غيلن السيجان وفاق أهل زمانـه وهو ف سن مبكر‪ ،‬وكان مرجع الئمة والعلماء آنذاك فهو شيخ السلمي ف تلك‬ ‫الق بة‪ .‬ك ما عا صر من أئ مة العدل المام غ سان بن عبدال والمام ع بد اللك بن ح يد والمام اله نا بن جي فر ومات ف‬ ‫زمانـه‪ .‬وهو من أسرة عريقة تشتـهر بالعلم حت أن جده عزرة أحد العلماء الذين يشار إليهم بالبنان‪ .‬هذا وللمام أبو علي‬ ‫كتاب "الامع" يقول عنـه الشيخ البطاشي ف "اتاف العيان" (‪" :)1/190‬وهذا الكتاب أظنـه من جلة الكتب الفقودة‬ ‫فقد بثت عنـه ف كثي من الكتبات الت اطلعت عليها ‪ ..‬وما وجدتـه ‪ ..‬مع شدة البحث‪ ،‬فلعله فُقد أو احتكره من ل‬ ‫يعرف قي مة العلم وأهله"‪ .‬وله ك ما ف "ت فة العيان" لل سالي (‪ 1/97‬ـ ‪ )101‬ر سالة مطولة للمام ع بد اللك بن ح يد‬ ‫يتجلى فيها أحوال أئمة وعلماء عمان حي يقوم العال بإسداء النصيحة الفترضة عليه لولة المر بن فيهم المام العادل نفسه‬ ‫ويكشف له با أتاه ال من نور البصية ما يؤدي إل صلح الدين والدنيا ف الوقت نفسه ترى فيه المام يتلقى من العال ما‬ ‫يود بـه من الراء بصدر رحب ف مشهد يعود بالذاكرة إل عهد اللفة الراشدة الت ل تعرف الستبداد بالرأي والنفراد‬ ‫باللك‪ .‬وترك من ولده الشيخي موسى بن موسى وأخيه ممد بن موسى وكانا من العلماء البارزين‪ .‬وكانت وفاتـه ف عام‬ ‫‪230‬هـ وعمره ‪ 53‬سنة‪"( .‬السية" لبن مداد ص ‪ 30‬ـ "تفة العيان" للسالي ‪ 1/97‬ـ ‪ 101‬ـ "اتاف العيان"‬ ‫للبطاشي ‪ 1/181‬ـ ‪.)190‬‬ ‫‪ )(289‬تقدمت ترجتـه تت البـيت رقم (‪.)21‬‬

‫‪ )(290‬الشيخ موسى بن أبـي جابر الزكوي من بن ضبة بن سامة بن لؤي بن غالب‪ ،‬أحد علماء الباضية من أهل عمان ف‬ ‫القرن الثان الجري وهو جد الشيخ موسى بن علي لمه‪ ،‬وكان أحد النفر الربعة الذين تلقوا علومهم ف البصرة على يد‬ ‫الافظ الربـيع بن حبـيب الفراهيدي وعادوا إل عمان‪ .‬كان داعية للخي مصلحا لحوال الرعية مع اتصافه بأنـه سياسي‬ ‫منك استطاع با أتاه ال من فضله أن يهيء الظروف الناسبة لسترجاع المامة العادلة بعد مقتل المام العادل اللندى بن‬ ‫م سعود ـ و قد قتله خازم بن خزي ة قائد ال سفاح العبا سي سنة ‪134‬ه ـ تقري با وب عث برؤو سهم! إل ال سفاح!! ح ت أن‬ ‫خازما هذا لا حضرتـه الوفاة قيل له‪ :‬أبشر فقد فتح ال على يديك‪ .‬فقال‪ :‬غررتونا ف الياة وتغرروننا ف المات هيهات‬ ‫هيهات فك يف ل بق تل الش يخ!! العما ن؟!‪ .‬ك ما ف "ت فة العيان" (‪ )1/65‬ـ قال الش يخ خالد بن قحطان العما ن ف‬ ‫"سيتـه" (ضمن "السي والوابات" ‪:)1/121‬‬ ‫‪207‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫القاتـل على ذلك القتول بعـد قتله دعوى يصـح بــها تليـل دم القتول كأن يقول‪ :‬إنــه ارتـد عـن‬ ‫السلم أو جاءه ليقتله فسبقه أو أدركه على امرأتـه فقتله ونو ذلك‪ ،‬فإن كان القتول وليا ففي كل‬ ‫هذا يكون القاتل قاذفا ملوعا عن حكم السلم حت يأت بشاهدي عدل تصديقا لقالتـه ـ ف غي‬ ‫الزنا ـ وبأربعة شهود ف الزنا‪ ،‬وإن كان القتول غي ول فل بأس على من قال فيه شيئا(‪ )291‬من ذلك‬ ‫إل إذا رماه بالزنـا فإن القاذف بالزنـا ملوع شرعـا سـواء كان القذوف وليـا أو غيـ ول حتـ يضـر‬ ‫الشهود على ذلك وال أعلم‪.‬‬ ‫يوجــــب كفـــــر‬ ‫(‪()238‬وفي ولــــيــــــين تخالفـــــا بمـــا‬ ‫واحد فانبـهمــا)‬ ‫وقوف رأي إن‬ ‫(‪()239‬تول بالرأي وإن شئـــــت فقـف‬ ‫يكـــــونا في ضعف)‬ ‫وَلية المحــــــق‬ ‫(‪()240‬وإن يكونــا عالــمـــــين تلــــزم‬ ‫فيمـــــــا نعلــــــم)‬ ‫"‪ ..‬فلما اجتمع الناس ف العسكر بنـزوى واختلط الناس‪ ،‬وحضر العسكر من أهل عمان رجال لم أحدثة ل يُؤمنون‬ ‫على الدولة‪ ،‬خاف موسى بن أبـي جابر على الدولة رئيسا ـ من أهل عمان كانوا قد حضروا ـ أن يغلبوا على المر ول‬ ‫يكون للمسلمي قول وتقع الفتنة‪ .‬فقال‪ :‬قد ولينا فلنا قرية كذا وكذا‪ ،‬وقد ولينا فلنا قرية كذا وكذا ـ حت عدّد الذين‬ ‫ياف هم ـ وولي نا ا بن أب ـي عفان ن ـزوى وقريات الوف ـ وأح سب أن ـه قال‪ :‬ـ ح ت ت ضع الرب أوزار ها‪ .‬فقال‬ ‫بش ي‪ :‬ك نا نرجوا أن نرى ما ن ب ف قد رأي نا ما نكره وال مد ل‪ .‬فقال مو سى‪ :‬ما فعل نا إل مات ب‪ .‬ث أعل مه إن ا أراد أن‬ ‫يرجهم من العسكر ويفرق بعضهم عن بعض‪..‬‬ ‫فلما خرجوا من نـزوى كتب موسى بن أبـي جابر ف آثارهم فعزلوا قبل أن يصلوا القرى الت ولهم موسى رحه ال‪.‬‬ ‫وإنا كانت حيلة منـه رحه ال احتالا للمسلمي حدثن بـهذا ثقة من السلمي من أهل العلم والورع‪ ،‬وبقي ابن ابـي‬ ‫عفان ف العسكر فظهرت للمسلمي منـه أحداث ل تعجبـهم فلم يرضوا بسيتـه‪ ،‬وأخرجوه من نـزوى عن وجوههم‬ ‫حيلة من ـهم‪ ،‬فل ما خرج من ن ـزوى اجتمعوا واختاروا لنف سهم إما ما فقدموا وارث بن ك عب إما ما ‪ ."..‬ا‪.‬ه ـ ومن ـه‬ ‫يتضح الدور الذي قام بـه الشيخ موسى ف ضبط أحوال الدولة وتنصيب المام العادل الوارث بن كعب وف "تفة العيان"‬ ‫للسالي (‪" :)1/77‬لا أراد السلمون أن يعزلوا ممد بن أبـي عفان حضر موسى بن أبـي جابر العسكر وهو شيخ كبـي‬ ‫مشدود على حاجبـيه بعمامة وهو نائم ـ مستلق ـ على سرير ف العسكر‪ ،‬وقد خرج وارث يريد العسكر مناظرا متجا‬ ‫على ا بن عفان إذ أرادوا عزله‪ .‬فقالوا لو سى‪ :‬مَن إمام نا؟‪ .‬فقال مو سى‪ :‬أ نا إمام كم‪ .‬فل ما و صل وارث إل ن ـزوى أ خذ‬ ‫موسى بـيده فقدمه إماما‪ ،‬فما علمنا أن أحدا من الناس عاب ذلك على وارث‪ .".‬ومنـه تتضح الكانة الت يتلها الشيخ ف‬ ‫متمعه‪ ،‬وله تآليف لعبت بـها عوادي الدهر ل يبق منـها إل مسائل متناثرة ف الوامع الفقهية‪ .‬وكانت وفاتـه ف ‪11‬‬ ‫مرم سنة ‪181‬هـ عن عمر يبلغ ‪ 94‬عاما‪.‬‬ ‫("ال سي والوابات" ‪ 1/121‬ـ "ال سية" ل بن مداد ص ‪ 30‬ـ "ت فة العيان" لل سالي ‪ 1/77‬ـ "طلقات الع هد‬ ‫الرياضي" للسيابـي ص ‪ 47‬ـ "اتاف العيان" للبطاشي ‪.)1/168‬‬ ‫‪ )(291‬ف هذا نظر‪.‬‬ ‫‪208‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وقيـــــل من لم‬

‫(‪()241‬وأوجـبن بــــــراءة من المصــــر‬ ‫يتـــوله عُــــــــــذر)‬ ‫اذا اختلف الختلفان ف الد ين فل يوز أن يكون كله ا مق ي‪ ،‬ويوز أن يكون كله ا مبطل ي وأن‬ ‫يكون أحدها مقا والخر مبطل‪ ،‬فإذا وقع ذلك ف حضرتك أو بلغك(‪ )292‬علمه [من حيث ل تشك‬ ‫فيه](‪ )293‬فل يلو هذان الُختلِفان من أحد أمرين؛ إما أن يكونا غي وليي لك ـ فيما تقدم ـ فأنت‬ ‫ف سلمة من أمره ا الل هم إل أن يكون ال حق من ـهما عال ا فيق يم ال جة عل يك ببطلن من خال فه‬ ‫فحينئذ يلز مك أن تبأ من الب طل على الذ هب الختار‪ ،‬أو يكون الدث ف الملة فل ي سعك ال هل‬ ‫بضلل ا ُلضِل‪ ،‬أو يكون الدث ف شيء من تفسيها فأنت على ما تقدم من الختلف‪.‬‬ ‫وإن كانا وليي لك فيما تقدم فل يلوان من أحد أربعة أمور‪ 1 :‬ـ إما أن يكونا ضعيف ي معا‪ 2 .‬ـ أو‬ ‫عال ي م عا‪ 3 .‬ـ أو الحق عال ا والب طل ضعيفا‪ 4 .‬ـ أو الع كس‪ .‬فإن كانا ضعيف ي معا فلك ف أمره ا‬ ‫طريقان‪:‬‬ ‫الطريق الول‪ :‬تنـزيلهما من وَلية الدين إل وَلية الرأي‪.‬‬ ‫الطر يق الثا ن‪ :‬أن ت قف عن ـهما وقوف رأي‪ ،‬ومع ن وقوف الرأي أن تعت قد أ نك وا قف عن ـهما ل ا‬ ‫عرض لك من ال مر الش كل ب يث ل يوز أن يكو نا ف يه كِله ا مق ي وتعت قد مع ذلك أ نك تتول‬ ‫ال حق من ـهما و تبأ من الب طل‪[ ،‬فينب ن](‪ )294‬على ما ذكر نا أ نك إذا توليت ـهما برأي يوز لك أن‬ ‫تد عو ل ما ك ما كان للول بشري طة(‪ ،)295‬وإذا وق فت عن ـهما بالرأي ل يوز لك أن تد عو ل ما ب ا‬ ‫يستحقه الول حت يتبـي لك الحق منـهما فتواليه والبطل فتعاديه‪.‬‬ ‫وإن كان كله ا عال ي فل يوز لك إل أن تتول ال حق من ـهما على ما كان عل يه من وَل ية الد ين‬ ‫وتبأ من البطل بدين وهذه إحدى طريقتي فيه‪ ،‬والطريقة الثانية‪ :‬ل تلزمك الباءة من البطل منـهما‬ ‫إذا ل يتبـي لك ضلله بل يوز لك أن تتوله برأي وأن تقف عنـه برأي وهذه الطريقة موقوفة على‬ ‫شرطي؛ أحدها‪ :‬أن ل تمع الختلفي ف وَلية الدين‪ .‬وثانيهما‪ :‬أن ل تبأ من الحق منـهما لجل‬ ‫قوله بالق وأن ل تقف عنـه برأي ول دين‪.‬‬

‫‪ )(292‬ف (ب)‪ :‬أو معك علمه‪ .‬والتصحيح من (أ)‪.‬‬ ‫‪ )(293‬ساقطة من (ب)‪.‬‬ ‫‪ )(294‬من (ب)‪.‬‬

‫‪ )(295‬أي يد عو له مع تضم ي أن تق قه مشروط بكون ـه ول يا ع ند ال أو كون ـه أ حد م ستحقي ال نة فإن ل ي كن كذلك‬ ‫كأن يكون غي مستحق لذا الدعاء ـ كالرائي أو النافق ـ فل‪.‬‬ ‫‪209‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫∙وإن كان ال حق عال ا والب طل ضعي فا فه ما بن ـزلة أن لو كا نا عال ي‪ .‬وإن كان الب طل عال ا وال حق‬ ‫ضعيفا فهما بنـزلة أن لو كانا ضعيفي وال أعلم‪.‬‬ ‫قالــوا فذاك‬ ‫(‪()242‬ومن تولـــــى محــدثا لفعلــه‬ ‫هالــــــك كمثله)‬ ‫ل يوز ل حد أن يتول ُمحْدِثَا حَدَ ثا من الحداث القب ـيحة على حد ثه ذلك‪ ،‬و من ف عل ذلك ف هو‬ ‫هالك كمثـل الحدث ويطلق عليـه مـن التسـمية مـا يطلق على الحدث قال تعال‪ :‬قــل فلم‬ ‫تقتلون أنبـياء الله من قبل البقرة ‪ 91 :‬وكان هؤلء الخاطبون ف زمن خات الرسل ول‬ ‫يقتلوا نب ـيا بأيدي هم وإن ا سّاهم قتلة لوليت ـهم آباء هم القاتل ي‪ ،‬وقال تعال‪ :‬ومـن يتولهـم‬ ‫منكـم فإنــه منــهم الائدة ‪ 51 :‬ف قد ح كم رب نا تعال ف هذه اليـة على ا ُلتَ َولّي ب كم ا ُلتَ َولّى‬ ‫فجعلهم سواء ف الضللة وال أعلم‪.‬‬ ‫البــاب الثالــث‬ ‫ـ من الركــن الثالـــث ـ‬ ‫في الـوقـوف وأقسامـه‬ ‫وأحكامـه‬ ‫اشكــــال أو‬ ‫(‪()243‬وقوف ديـــن رأي أو ســـــــؤال‬ ‫شــــــك على ضلل)‬ ‫(الوقوف) ا صطلحا هو الم ساك عن الدخول ف وَل ية أ حد بعين ـه و عن الدخول ف الباءة من ـه‬ ‫فيسمى المسك عن ذلك واقفا وأقسامه خسة‪ 1 :‬ـ وقوف الدين‪ 2 .‬ـ ووقـوف الرأي‪ 3 .‬ـ ووقوف‬ ‫السـؤال‪4 .‬ــ ووقوف الشكال‪5 .‬ــ ووقوف الشـك‪ .‬فهذه خسـة وقوفات كلهـا جائزة إل الخيـ‬ ‫منـها‪.‬‬ ‫بدأ الناظم بوقوف الدين لكونـه أصل الوقوفات ولنـه الجتمع عليه وعلى وجوبـه دون الثلثة الت‬ ‫تل يه فإن ـه متلف ف ثبوت ـها و ف وجوب ـها‪ ،‬وثَنّ ى بوقوف الرأي لكون الرأي جزءا من الد ين ف هو‬ ‫عند من رأى ثبوتـه واجب ول يوز تركه ف موضعه عنده‪ ،‬وثلّ ثَ بوقوف السؤال لكونـه أخص‬ ‫َبـ وقوف الرأي أوجـب وقوف السـؤال ونفاه‬ ‫مطلقـا مـن وقوف الرأي ومل ِزمَا له فبعـض مَن أوج َ‬ ‫آخرون من ـهم‪ ،‬و َعقّب ـه بوقوف الشكال لكون ـه أ خص من وقوف الرأي أي ضا ف في ب عض صور‬ ‫وقوف الرأي يكون وقوف الشكال و ف بعض ها ل يو جد‪ ،‬وخَتَم بوقوف ال شك ليتم كن من ب ـيان‬ ‫حُكمه كما أشار ال ذلك بقوله‪( :‬أو شك على ضلل)‪.‬‬ ‫خـــــيرا وشـــــراً‬ ‫ى لم تعهــد‬ ‫(‪()244‬فالديــــن في كــــل فت ً‬ ‫منـه كيمــا تقتدي)‬ ‫‪210‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫هذا بـيان وقوف الدين وبـيان مله‪ ،‬فأما وقوف الدين فهو الكف عن وَلية معي وعن الباءة منـه‬ ‫ـ ك ما تقدم ـ‪ ،‬وأ ما مله فإن ـه يكون ف كل مكلف ل تعلم من ـه من أعمال ال ي ما يو جب‬ ‫الوَلية ول من أفعال الشر ما يوجب الباءة فإن حكم مثل هذا الشخص الوقوف وجوبا‪ ،‬ول يسعك‬ ‫ف يه إل ذلك لن القدوم على وَل ية الجهول مجور دي نا وكذا القدام على الباءة من ـه‪ ،‬ومع ن قوله‪:‬‬ ‫(كيما تقتدي) أي لتقتدي با علمت منـه‪ ،‬أي ل يتقدم لك فيه علم خي يوجب الوَلية ول علم شر‬ ‫يوجب الباءة فتقتدي با علمت فيه‪ ،‬فـ(ما) ف قوله‪( :‬كيما) زائدة وال أعلم‪.‬‬ ‫أمـرا عليـك‬ ‫(‪()245‬والرأي في الولــــي إن تسنَّمـا‬ ‫حكمــــــه قـد أبـهمــا)‬ ‫فهو حليــــــف الرأي‬ ‫(‪()246‬وقيل والســـــؤال مع ذا يلزم‬ ‫مع من ألزموا)‬ ‫وقوف الرأي هو أن تقف عن الذي تقدمت له عندك وَلية بسبب ركوبـه أمرا أشكل عليك حكمُه‬ ‫واستتر عنك علمه فل تدري أهو حق فتواليه عليه أو باطل فتعاديه عليه فإن أصحابنا من أهل الشرق‬ ‫ـ رح هم ال تعال ـ جوزوا لك ف هذه الالة الوقوف عن ول يك ح ت تعلم ح كم حد ثه و سوا‬ ‫الوقوف بـهذا العن وقوف الرأي‪ ،‬وبعض من أجاز ذلك قد أوجب على الواقف أن يسأل عن حكم‬ ‫حدث ول يه ح ت يرج عن حيّ ز الشكال ال مقام الب ـيان‪ ،‬و سوا الوقوف بالرأي مع اعتقاد ال سؤال‬ ‫عن ح كم الدث وقوف ال سؤال وهذا مع ن قوله‪( :‬وق يل وال سؤال‪ ..‬الب ـيت)‪ ،‬وأ ما قوله‪( :‬ف هو‬ ‫حل يف الرأي) أي فوقوف ال سؤال ملزم لوقوف الرأي ع ند الذ ين قالوا بلزو مه‪ ،‬أي ل يكون وقوف‬ ‫ال سؤال ع ند القائل ي ب ـه إل و هو م صاحب لوقوف الرأي فإن كان مع وقوف الرأي اعتقاد سؤال‬ ‫سُمّي وقوف سؤال ووقوف رأي‪ ،‬وإن ترد وقوف الرأي عن اعتقاد السؤال فيسمى وقوف رأي ليس‬ ‫إل وال أعلم‪.‬‬ ‫وقوف إشكـــــال إذا‬ ‫(‪()247‬وفي وليـين تلعنــــــا احكــم‬ ‫لم يـعلم)‬ ‫أن ل تولى غـــــير من‬ ‫(‪()248‬بطلن كل منـهمـــــا والشك‬ ‫يشــك)‬ ‫وقوف الشكال هو الوقوف عن الوليي إذا َفعَل ِف ْعلً يوجب كفر أحدها وذلك مثل أن يلعن بعضهما‬ ‫بع ضا أو يبأ بعضه ما من ب عض ول ُيعْلَم أيه ما الب طل وأيه ما ال حق ف ذلك فإن الوا جب على من‬ ‫يتوله ا إذا سع من ـهما ذلك أن ي قف عن ـهما لذا الشكال الذي ه ا فيه‪ ،‬فإن ـه ل بد من بطلن‬ ‫أحدها فإذا تولها معا كان ول شك واقعا ف وَلية مبطل وإذا تبأ منـهما معا خيف عليه الوقوع ف‬ ‫الباءة من ال حق‪ ،‬هذا على قول من أثبت وقوف الشكال من أصحابنا و هم الشار قة ـ رح هم ال‬ ‫‪211‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫تعال ـ ومن أوجب اعتقاد السؤال عند وقوف الرأي أوجبـه هاهنا أيضا لكن ل على معن التجسس‬ ‫على(‪ )296‬البطل من الوليي وإنا يعتقد السؤال عندهم ف هذا الوضع لقصد الروج عما وقع فيه من‬ ‫الال‪ ،‬فإذا عرفت هذا كله فاعلم أن وقوف الشكال أخص مطلقا من وقوف الرأي فإن وقوف الرأي‬ ‫ي صدق على الوقوف عن الولي ي إذا أحد ثا حد ثا ل يكونان ف يه مق ي فلم يُعلم مَن الب طل من ـهما‬ ‫ويصـدق على الوقوف عـن الول إذا أحدث حدثـا ل تعرف حكمـه؛ ووقوف الشكال ل يصـدق إل‬ ‫على الولي ي إذا أحد ثا حد ثا ل يُ ْدرَ أيه ما الب طل ف يه‪ ،‬وت سمية ال كل اصـطلح ول مشا حة ف‬ ‫الصطلح‪ ..‬أما قوله‪( :‬والشك‪..‬ال) فهو اشارة ال بـيان حقيقة وقوف الشك و َعرّفَه بأنـه‪َ :‬ترْ كُ‬ ‫وَلية من ل يشك مثل شكك‪ .‬أي فوقوف الشك هو أن تقف عن شيء وتترك وَلية من دخل فيه‬ ‫بشرط أن يكون ذلك الشيء ل يوجب بطلن الداخل فيه‪ ،‬وحكم هذا الوقوف أنـه مرم لا فيه من‬ ‫ترك وَلية الحق لجل حق دخل فيه وترك وليتـه بـهذا العن حرام فوقوف الشك أيضا حرام وال‬ ‫تعال أعلم‪.‬‬ ‫البـــاب الــرابـع‬ ‫ـ من الركــن الثـالــث ـ‬ ‫في أقسام الذنوب ومعرفة الصغائر والكبائر‬ ‫منـها‬ ‫ناسب ذكر هذا الباب ف هذا الركن إنا هو لجل ما يترتب على معرفة الصغائر والكبائر من أحكام‬ ‫الوَل ية والباءة‪ ،‬على أ ن أقول‪ :‬إن علم الوَل ية والباءة إن ا هو منح صر ف معر فة ال صغائر والكبائر‬ ‫فالعال بالصـغائر والكبائر عال بالوَليـة والباءة‪ ،‬ول يكون عالاـ بالوَليـة والباءة وإن أحاط بأقوال‬ ‫العلماء فيهما حت يكون عالا بالصغائر والكبائر‪.‬‬ ‫هذا وأما البابان اللذان يليان هذا الباب إنا ها معه بنـزلة الزء من(‪ )297‬الكل وبنـزلة التفصيل مع‬ ‫الجال فإن كل منـهما ف بـيان بعض مصوص من الكبائر وف بـيان أحكام ذلك لكن لا كانت‬ ‫تلك الكبائر الذكورة ف الباب ـي مت صة من ب ـي سائر الكبائر بأحكام تتر تب علي ها افرده ا ف‬ ‫التراجم كما ل يفى ذلك على متأمل منصف وال أعلم‪.‬‬ ‫ول ا كا نت جزئيات الكبائر وال صغائر يفوت ح صرها أ خذ العلماء ف ب ـيان الفرق ب ـينـهما إجال‬ ‫ليستدل الواقف عليهما بـهذا الجال الذي ذكرتـه العلماء‪ ،‬وقد أخذوا ف تعريف الكبائر وعرّفوها‬ ‫بدود كثية أصحها ما أشار إليه الناظم بقوله حيث قال‪:‬‬ ‫‪ )(296‬ف الصلي‪ :‬عن‪ .‬وأصلحتـه للسياق‪.‬‬ ‫‪ )(297‬ف (أ)‪ :‬إل‪.‬‬ ‫‪212‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫حد ٌّ بـه والبــــــاري‬ ‫َ‬

‫(‪()249‬والذنب قسمـــــــان كبـير وجبــا‬ ‫منـه غضبـــا)‬ ‫(‪()250‬فأوجب اللعن عليه أو سخـــــــط‬ ‫أو قبَّح الرســــــول‬ ‫من بـه سقط)‬ ‫ينقسم الذنب ال صغي وكبـي فأما الصغي فسيأت بـيانـه‪ ،‬وأما الـ(كبـي) فهو الذنب الذي‬ ‫ثبت لفاعله بسببـه حَدّ ف الدنيا ـ كالزنا والسرقة وشرب المر ـ أو وعيد ف الخرة وهو ما أشار‬ ‫اليه الناظم بقوله‪( :‬والباري منـه غضبا) وذاك مثل العقوق والرّبا‪ ،‬ويدخل تت هذا النوع ما ترتب‬ ‫على فاعله ب سبب فعله الل عن كالشرك ف قوله تعال‪ :‬أولئك جزاؤهـم أن عليهـم لعنـة‬ ‫صفَه بأن ـه كب ـي أو عظ يم‬ ‫الله ‪ ..‬ال ية آل عمران ‪ 87 :‬وكذا أي ضا ما اقترن ب سخط من ال تعال فوَ َ‬ ‫وذلك كما ف قوله تعال‪ :‬إنـه كان حوبا كبـيرا الن ساء ‪ 2 :‬سبحانك هذا بـهتان‬ ‫عظيم النور ‪ 16 :‬وكذا يدخل تت هذا النوع أيضا الذنب الذي قال فيه رسول ال قبح ال فاعل‬ ‫كذا‪)298( ..‬فإن التقبـيح ونوه ل يصدر من الشارِع إل على ما كان كب ـيا من الذنوب وال تعال‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫إن خـــــف والرقــــص‬ ‫(‪()251‬وعكسه الصغير مثل الكـــــذب‬ ‫ومثل اللعب)‬ ‫(الصغي) من الذنوب هو عكس الكبـي فيقال ف تعريفه‪ :‬هو الذي ل يثبت على فاعله حَدّ ف الدنيا‬ ‫سبَ هذا النكار ال ا بن عباس فروي عن ـه‬ ‫ول وع يد ف الخرة‪ .‬وأن كر بعض هم وجود ال صغائر ونُ ِ‬ ‫أنـه قال‪" :‬كل معصية يُعصى ال بـها كبـية"‪ .‬وهذا النكار منـه ـ رضي ال عنـه ـ إنا هو‬ ‫إنكار لتسمية الصغية صغية ل إنكار لكمها فإن حكمها ثابت بنص الكتاب ليس لحد رده‪ ،‬وبعض‬ ‫‪ )(298‬يكن التمثيل له با ورد من لعنـه لبعض مرتكبـي الوبقات ـ ول شك أن اللعن أشد أنواع التقبـيح ـ‪:‬‬ ‫‪ o‬كقوله ‪» :‬لعن ال المر وبائعها ومشتريها وعاصرها وحاملها والحمولة إليه وشاربـها« جاء من طريق ابن عباس‬ ‫ر ضي ال عن ـهما رواه الرب ـيع الفراهيدي [‪ ]625‬والا كم ف "ال ستدرك" [‪ .]2234‬و من طر يق ا بن ع مر ر ضي ال‬ ‫عنــهما رواه أحدـ فـ "مسـنده" [‪ ]5718‬وأبوداود [‪ ]3674‬والاكـم [‪ ]2235‬والطـبان فـ "الصـغي" [‪]740‬‬ ‫والبـيهقي ف "الكبى" [‪ ]10778‬وغيهم‪.‬‬ ‫‪ o‬وقوله ‪» :‬لعن ال النامصة والتنمصة والواصلة والستوصلة والواشة والستوشة والتفلجات للحسن« جاء من طريق‬ ‫ابن عباس رضي ال عنـهما رواه الربـيع الفراهيدي [‪ .]637‬وجاء بألفاظ مقاربة من طريق ابن عمر رضي ال عنـهما‬ ‫عنـد البخاري فـ "صـحيحه" [‪ 5931‬و ‪ 5937‬و ‪ 5940‬و ‪ 5943‬و ‪ ]5947‬ومسـلم فـ "صـحيحه" [‪]2125‬‬ ‫والترمذي [‪ 1759‬و ‪ ]2783‬والنسائي ف "الصغرى" [‪ ]5109‬وابن ماجة [‪ ]1989‬وابن حبان [‪ ]5489‬والطيالسي [‬ ‫‪ .]1825‬و من طر يق ا بن م سعود ع ند أح د [‪ ]4342‬وا بن حبان [‪ ]5481‬و هو موقوف عن ـه ع ند الدار مي [‬ ‫‪ .]2647‬ورواه ابن حبان [‪ ]5490‬عن عائشة رضي ال عنـها‪ .‬ورواه ابن ماجة [‪ ]1988‬عن أساء رضي ال عنـها‪.‬‬ ‫‪213‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أصحابنا قال بوجود الصغائر وأنكر تعيينـها ف الارج فمعه أنـها موجودة غي معلومة للبشر قال‪:‬‬ ‫"ولو ُعيّنَت لكان تعيين ـها اغراء على ارتكاب ـها من ح يث أن ـها معفوّ عن ـها بإجتناب الكبائر"‪.‬‬ ‫وذهب جهور أصحابنا من أهل الشرق ال أنـها موجودة ف الارج معلومة للبشر و َمثّلُوا لا بالكذب‬ ‫الف يف وبالر قص وبالل عب الغ ي مباح وهذا مع ن قول النا ظم‪( :‬م ثل الكذب إن خف ‪..‬ال) والراد‬ ‫بالكذب الف يف هو‪ :‬الذي ل ُيبْطَل ب ـه ح قٌ ول ُيعَطّ ل ب ـه ح كم‪ .‬فإن ترتّب عل يه أ حد هذ ين‬ ‫الذكورين فليس بفيف ويكون حينئذ من كبائر الذنوب‪ ،‬والراد باللعب الغي مباح هو اللعب الذي ل‬ ‫تَرِد من الشارع إباحتـه فإن ما كان منـه مباحا فليس بعصية أصل وذلك مثل ملعبة الرجل لفرسه‬ ‫وقو سه و ِعرْ سِه وولده ال صغي و ما أشب ـه ذلك‪ ،‬ولرب ا خر جت هذه الشياء و ما أشب ـهها من حد‬ ‫الباحة ال حد الندبـية وربا خرجت عن الباحة ال حكم(‪ )299‬التحري بسب النية وال تعال أعلم‪.‬‬ ‫أتى الكبـير في‬ ‫(‪()252‬ومن أصَّر لصغير فكمـــــــن‬ ‫الكتـــــاب والسنن)‬ ‫للصـغائر مـن الذنوب أحكام كمـا أن لكبائرهـا أحكامـا أيضـا‪ ،‬فمـن أحكام الصـغائر ماهـو مشترَك‬ ‫ب ـينـها وب ـي الكبائر و هو كون ال صرار علي ها كب ـية فإن كون ال صرار كب ـية موجود ف‬ ‫ال صغائر والكبائر‪ ،‬و من أحكام ها ما هو م تص ب ـها دون الكبائر ـ و سيأت ب ـيانـه ع ند قول‬ ‫الناظم‪( :‬والكم للراكب ذنبا صغرا‪ ..‬البـيت) ـ‪ ،‬فأما الصرار على الصغية فإنـه يصيها كبـية‬ ‫من كبائر الذنوب لقوله تعال‪ :‬ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون‬

‫آل عمران ‪:‬‬

‫‪ 135‬بعـد قوله تعال‪ :‬والذيــن إذا فعلوا فاحشــة أو ظلموا أنفســهم ذكروا‬ ‫الله فاســتغفروا لذنوبـــهم ‪..‬اليـة آل عمران ‪ 135 :‬فإن قوله تعال‪ :‬ولم يصــروا‬ ‫معطوف على قوله‪ :‬ذكروا الله فاستغفروا لذنوبـهم أي ذكروا عقاب ال فحملهم‬ ‫ذلك على طلب الغفران والقلع عن الذنب وفعل ذلك واجب بعد فعل الفاحشة وبعد ظلم النفس‪،‬‬ ‫ووجوب ذلك قط عي لذه ال ية وغي ها فوجوب العطوف عل يه قط عي لذلك‪ ،‬هذا تر ير ال ستدلل‬ ‫بالية وفيه نظر ل يفى على متأمل ووجه ذلك النظر أنـه لو سُلّم وجوب ترك الصرار لا ذكر هاهنا‬ ‫فليس فيه دليل على تريه ف الصغية لنـه إنا سيق ف مقام القلع عن الفاحشة وظلم النفس وها‬ ‫سنّة وإجاع المة على أنـهم ل يتمعون على ضللة‬ ‫كبـيتان‪ ،‬فالحسن الرجوع ال الستدلل بال ُ‬ ‫(‪)300‬‬ ‫صرّون قدما ال النار«‬ ‫بنص الشارع على ذلك ‪ ..‬فمن السنة الصرية ف ذلك قوله ‪» :‬هلك ال ِ‬ ‫‪ )(299‬ف (ب)‪ :‬حد التحري‪ .‬وها سيان إذ القصود النتقال من الباحة ال التحري‪.‬‬ ‫‪ )(300‬ل يتيسر ل العثور عليه‪.‬‬ ‫‪214‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وف حديث‪» :‬ل صغية عند اصرار ول كبـية عند توبة واستغفار«(‪ )301‬وهذه الحاديث وإن كانت‬ ‫أحاد ية ال سناد فمعنا ها م ستفيض(‪ )302‬ف ال مة وعل يه أطب قت كل مة العلماء فل ت د في هم من يلل‬ ‫الصرار أصل ول من يقول إن الصرار صغية وال أعلم‪.‬‬ ‫أبـى إلـــــى الله ببغضــه‬ ‫(‪()253‬وراكب الكبــــير تَوِّبـه فإن‬ ‫فــــدِن)‬ ‫ثم استمر إن عــــــن‬ ‫(‪()254‬وبعضهــــــم ضللــه وتوَّبــــا‬ ‫التوب أبى)‬ ‫هذا ب ـيان ح كم الكبائر من الذنوب؛ اعلم أن للكبائر أحكا ما من ـها ما يكون ف الخرة و هو‬ ‫اللود ف النار والعياذ بال وقد تقدم بـيان هذا الكم ف باب الوعد والوعيد‪ ،‬ومنـها ما يكون ف‬ ‫الدنيـا وهذا النوع ينقسـم ال قسـمي‪ :‬أحدهاـ‪ :‬مـا يكون مـن العقوبات العاجلة على فاعـل ذلك‬ ‫كالقطع ف السرقة واللد والرجم ف الزنا واللد ف المر ونو ذلك ومل هذا القسم ف الفقه فل‬ ‫حا جة لذكره ه نا‪ .‬وأ ما الق سم الثان‪ :‬ف هو‪ :‬ما يتعلق من أحكام ها بالعتقاد و هو الراد بقول النا ظم‪:‬‬ ‫(ورا كب الكب ـي ‪ ..‬الب ـيتي) [وحا صل ما فيه ما أن العلماء اختلفوا ف را كب الكب ـي](‪ )303‬من‬ ‫الذنوب على مذهبـي‪:‬‬ ‫الذ هب الول‪ :‬أن فا عل الكب ـية ي ستتاب من فعله فإن تاب قُبِل من ـه‪ ،‬وإن أ صر على مع صيتـه‬ ‫وامتنع من التوبة بُرئ منـه وهذا معن قول الناظم‪( :‬تَوّبـه ‪..‬ال)‪ ،‬ومعن (أبـي) أي امتنع‪ ،‬ومعن‬ ‫قوله‪( :‬إل ال ببغ ضه فدن) أي اعتقد بغضه دينا ل تعال وهذا الذهب هو اختيار المام أبـي سعيد‬ ‫‪ )(301‬أخر جه القضا عي ف "م سند الشهاب" بر قم [‪ ]853‬من طر يق ا بن عباس ر ضي ال عن ـهما مرفو عا بل فظ‪» :‬ل‬ ‫كبـية مع استغفار ول صغية مع اصرار«‪ .‬وف اسناده مقال‪ .‬وجاء ف "شعب اليان" للبـيهقي [‪ ]7268‬موقوفا على‬ ‫ابن عباس رضي ال عنـهما قال‪" :‬ل كبـية بكبـية مع الستغفار‪ ،‬ول صغية بصغية مع الصرار‪ ".‬وف اسناده اللل‬ ‫والنيعي ل أعرفهم‪.‬‬ ‫ويبدو أن هذا الديث غي ثابت كما يفهم من كلم العجلون ف "كشف الفاء" (‪ )2/364‬وما ف "ميزان" الذهبـي (‬ ‫‪ )4/537‬وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(302‬ال ستفيض والشهور سيان ع ند ب عض العلماء ويعنون ب ـه ما ورد من طر يق في ها أك ثر من ثل ثة ف الطب قة‪ ،‬قال‬ ‫ال سخاوي ف "ف تح الغ يث" (‪ 3/33‬دار الك تب العلم ية)‪" :‬والشهور بأك ثر من الثل ثة‪ ،‬سي مشهورا لوضوح أمره يقال‪:‬‬ ‫شهرت ال مر‪ .‬لشهرة‪ ،‬شهرا‪ ،‬وشهرة‪ ،‬فاشتــهر‪ .‬و هو السـتفيض على رأي جا عة من أئمـة الفقهاء والصـوليي وبعـض‬ ‫الحدثي‪ ،‬سي بذلك لنتشاره وشياعه ف الناس‪ ،‬من فاض الاء يفيض فيضا‪ ،‬وفيوضة إذا كثر حت سال على صفة الراوي"‪.‬‬ ‫ا‪.‬هـ وبعضهم يعل الستفيض أخص من الشهور وحدوه بأنـه ما تلقتـه المة بالقبول دون اعتبار العدد‪ ،‬ولذا قال أبو‬ ‫بكر الصيف والقفال إنـه هو والتواتر بعن واحد‪ .‬انظر "فتح الغيث" (‪.)3/34‬‬ ‫‪ )(303‬هذه القطعة سقطت من (ب)‪.‬‬ ‫‪215‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ـ ر ضي ال عن ـه ـ ومقت ضى ظاهره أن فا عل الكب ـية ي ستتاب ق بل الباءة من ـه كان ول يا ق بل‬ ‫فعلها أو غي ول‪.‬‬ ‫المذهـب الثانـي‪ :‬أن فا عل الكب ـية يُبأ من ـه من ح ي فعله ذلك ث ي ستتاب فإن تاب قُ بل‬ ‫منـه وإن أصر مستمرا على ذنبـه استمر على الباءة منـه‪ ،‬وهذا معن قول الناظم‪( :‬وبعضهم ضلله‬ ‫‪..‬ال) أي وبعـض العلماء حكـم بضلل فاعـل الكبــية واعَتقَدَ الباءة منــه قبـل أن يسـتتيبـه ثـ‬ ‫استتابـه من بعد ذلك‪ ،‬ولبد من الستتابة عند الفريقي على من قدر عليها لنـها من باب المر‬ ‫بالعروف والن ـهي عن الن كر وي سقط فرض ها ع من ل يقدر على فعل ها واللف ف وجوب ـها على‬ ‫القادر ال يس من قبول الفا عل ل ا كل ذلك تر يج على مذاهب ـهم ف ال مر بالعروف والن ـهي عن‬ ‫النكر وال أعلم‪.‬‬ ‫إســـــلمه حتــــى‬ ‫(‪() 255‬والحكم للراكــــب ذنبا صغــرا‬ ‫يُرى مستكبرا)‬ ‫قد تقدم بعض أحكام الصغائر وهو الكم الشترك بـينـها وبـي الكبائر وهذا مل بـيان الكم‬ ‫الاص ب ـها‪ ،‬اعلم أن ال كم الاص بال صغائر نوعان؛ دنيوي وأخروي فأ ما حكم ها الخروي ف هو‬ ‫أنــها مغفورة باجتناب الكبائر لقوله تعال‪ :‬إن تجتنبوا [كبائر مــا تنـــهون عنـــه‬ ‫نكفر عنكم سيئاتكم النساء ‪ 31 :‬ولقوله تعال‪ :‬الذين يجتنبون](‪ )304‬كبائر الثم‬ ‫والفواحـش إل اللمـم إن ربـك واسـع المغفرة النجـم ‪ 32 :‬واللمـم هـي صـغائر‬ ‫الذنوب‪ .‬وأما حكمها الدنيوي فهو أنـه ُيحْكَم لفاعلها ببقائه على السلم فل ُيضَلل ول ُيفَ سّق حت‬ ‫يُعلم منـه إصرار عليها وهذا معن قوله‪( :‬حت يُرى مستكبا) أي حت يعلم منـه استكبارٌ عن طاعة‬ ‫ال وعدم انقياد لمر ال‪ .‬ث إن الناظم أخذ ف بـيان حقيقة الصرار فقال‪:‬‬ ‫إذا مضى ولم‬ ‫(‪()256‬والخلف في الصرار للصغير هــــل‬ ‫يتـــــب من العمل)‬ ‫والثـــــاني عنـدهم‬ ‫(‪()257‬أو إن يكــن أتـــــاه باستـخـفــاف‬ ‫بــل خـلف)‬ ‫أي اختلف العلماء ف ب ـيان حقيقة الصرار الذي تصي بـه الصغائر كبائر ويستحق فاعله التضليل‬ ‫والتفسيق فقال قوم‪ :‬إن الصرار على الذنب هو القامة عليه وترك القلع عنـه‪ ،‬ومثل هذا الذهب‬

‫‪ )(304‬هذه القطعة ساقطة من (أ) فدمت فيها اليتان وهو أردى أنواع التصحيف ـ حي يكون ف كتاب ال ـ والتكملة‬ ‫من (ب)؛ أعن بـيان أن الؤلف أراد ذكر اليتي معا‪.‬‬ ‫‪216‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ما يروى عن ال سّدي(‪ )305‬ح يث قال‪" :‬إن ال صرار ال ستمرار"‪ .‬وذ هب آخرون ال أن ال صرار على‬ ‫الذنب هو فعله بقصد الستخفاف له واستحقاره‪ ،‬وهذا الوجه ل خلف بـينـهم أنـه اصرار وإنا‬ ‫اللف ف الو جه الول‪ ،‬أ ما إذا أ تى الذ نب م ستخفا لن ـهي ال عن ـه ف هو والعياذ بال شرك فاف هم‬ ‫الفرق ب ـي ال ستخفاف للذ نب وب ـي ال ستخفاف لن ـهي ال عن ـه فإن ـه مزلة القدام‪ ،‬و عن‬ ‫السن(‪" :)306‬إن اتيان الذنب عمدا إصرار"‪ .‬وعليه فهو مذهب ثالث وترير القام أن فاعل الصغية ل‬ ‫ختَلَف فيه ل يعد دينا وال‬ ‫يُبأ منـه حت يَنـزل منـزلة ل خلف بـي العلماء أنـها إصرار لن ا ُل ْ‬ ‫تعال أعلم‪.‬‬ ‫فبعضـهم فـــــي‬ ‫(‪()258‬والخلف في الولـــــي إن أتاه‬ ‫حـكمـه رآه)‬ ‫الى الوقوف قبــــــل أن‬ ‫(‪()259‬ولم يُتَوِّبـه وبعـض ذهبـــا‬ ‫يتوبا)‬ ‫وبعــــــد ذا استتابـه من‬ ‫(‪()260‬وبعضهـــــم أحسن ظنـه بـه‬ ‫ذنبـه)‬ ‫الاء فـ قوله‪( :‬أتاه) عائدة ال الذنـب الصـغي ل ال الصــرار ــ كمـا يُعلم ماـ تقدم أن الصـرار‬ ‫كبـية ـ والعن أن العلماء اختلفوا ف الول إذا أتى الذنب الصغي فذهب بعضهم ال أنـه باق على‬ ‫وليتـه غي متاج ال أن يستتاب من ذنبـه وهذا معن قوله‪( :‬فبعضهم ف حكمه رآه‪ ،‬ول يتوبـه)‬ ‫والراد بكمه أي الكم الذي كان عليه قبل ذلك الفعل وهو الوَلية وهذا الذهب هو أصح الذاهب‬ ‫فيه‪ ،‬وذهب قوم ال الوقوف عنـه بالرأي حت يستتاب فإن تاب ُقبِل منـه ورجع ال وليتـه وإن‬ ‫أصر بُرِئ منـه‪ ،‬وذهب آخرون ال أنـه ليوقف عن وليتـه ولكن يسن بـه الظن ويستتاب من‬ ‫ذنبـه فإن تاب قبل منـه وإن أصر برئ منـه وال سبحانـه وتعال أعلم‪.‬‬ ‫البـاب الخـــامـــس‬ ‫ـ من الـركـن الثــالـث ـ‬ ‫في شيء من الكبـائر وأحكـام القـاذف‬ ‫‪ )(305‬هو أبو ممد اساعيل بن عبد الرحن بن أبـي كرية السدي القرشي مولهم وهو السدي الكبـي كان يقعد ف سدّة‬ ‫باب الامع فسمي السدي‪ .‬روى عن أنس‪ ،‬وابن عياس ‪ ،‬ورأى ابن عمر‪ ،‬والسن بن علي‪ ،‬وأبا هريرة‪ ،‬وأبا سعيد‪ ،‬وروى‬ ‫عن أب ـيه وعطاء وعكر مة وغي هم وروى عن ـه شع بة والثوري وأبوعوا نة وغي هم‪ .‬قال ف يه ا بن تغري بردي‪ :‬صاحب‬ ‫التفسي والغازي والسي‪ ،‬وكان اماما عارفا بالوقائع وأيام الناس‪ .‬وهو متلف فيه فقد وثقه أحد ولينـه بعضهم وضعفه ابن‬ ‫مع ي وكذب ـه الوزجا ن‪ ،‬مات سنة ‪127‬ه ـ أ ما ال سدي ال صغي ف هو م مد بن مروان الكو ف أ حد التروك ي‪ "( .‬سي‬ ‫النبلء" للذهبـي ‪ 6/86‬ـ "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر ‪ 1/283‬ـ "العلم" للزركلي ‪.)1/317‬‬ ‫‪ )(306‬هو السن البصري تقدمت ترجتـه عند البـيت رقم (‪.)39‬‬ ‫‪217‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫والقذف في الكل‬

‫(‪()261‬وغيـبة المؤمـــــن والتجـــــــسس‬ ‫حــــــرام أسســوا)‬ ‫ذَكَر ف هذا الب ـيت من الكبائر ثل ثة أنواع أحده ا م تص بكون ـه كب ـي ف الؤ من ل ما عداه‪،‬‬ ‫والنوعان الخران مشترك ف حجرها الؤمن والكافر وها التجسس والقذف بالزنا‪.‬‬ ‫فأمـا الول‪ :‬فقـد اسـتُ ِدلّ على أنــه مجور فـ الؤمـن خاصـة بقوله عزوجـل‪ :‬ول يغتـب‬ ‫بعضكم بعضا الجرات ‪ 12 :‬والطاب للمؤمني كما يعلم من أول الية والغيبة ف النافق والشرك‬ ‫مباحة لفهوم الية ولقوله ‪» :‬أذيعوا بب الفاسق ليحذر الناس شره«(‪ )307‬ولفظة الفاسق يشترك فيها‬ ‫النافق والشرك واشتُرِ طَ ف هذا أن يكون التكلم غي متلذذ بغيبة هؤلء بل يكون ناويا فيه(‪ )308‬تذير‬ ‫الناس من أن يقعوا ف أحبولة غدره كما يُعلم من الديث‪.‬‬ ‫النوع الثاني‪ :‬التجسس وهو سؤال عن أحوال الغي لقصد الطلع على عوراتـه‪ ،‬وحكمه أنـه‬ ‫مجور ف الؤ من والكا فر وإن ا قل نا أن التج سس هو ال سؤال عن أحوال الغ ي لق صد الطلع على‬ ‫عوراتـه ليخرج نو ما ذكره المام أبو سعيد ـ رضي ال عنـه ـ ف أن من خرج مستخبا عن‬ ‫الؤمن ي الاض ي لي سلك من ـهاجهم و عن الف سقة وأ هل الحداث ليجت نب اعوجاج هم أن ـه ل بأس‬ ‫عليه إذا كان على هذا القصد ـ وهذا عنده غ ي ت سس ـ فإذا صادف ما تب ب ـه الوَل ية ُلعَيّ ن‬ ‫توله بـه أو الباءة لعيّن تبأ منـه بـه‪.‬‬ ‫النوع الثالث‪ :‬القذف و هو نوعان؛ النوع الول‪ :‬قذف بزنا و هو مجور ف ال كل أي من م سلم‬ ‫وكا فر قال تعال‪ :‬والذيـن يرمون المحصـنات ثـم لم يأتوا بأربعـة شهداء‬ ‫‪..‬ال ية النور ‪ . 4 :‬النوع الثا ن‪ :‬قذف ُب َكفّرَةٍ غ ي الز نا و هو مجور ف الؤ من خا صة ويل حق ب ـهم‬ ‫مهول الال لن التكلم ف يه كذب صريح ـ و قد تقدم ذ كر هذا النوع ف باب الوَل ية والباءة ـ‬ ‫والقصود ف هذا الباب بـيان أحكام فاعل النوع الول‪.‬‬ ‫عبـــــدا وإن صبـيا‬ ‫(‪()262‬وقاذف الـولـــــي إن حـرا وإن‬ ‫كفره زكن)‬ ‫وبالغــا كـان‬ ‫(‪()263‬وإن يكن حرا ولم يكن ولـــــي‬ ‫فمثــــــــل الول)‬ ‫‪ )(307‬تقدم الكلم عليه ف التعليق على البـيت رقم (‪.)230‬‬ ‫‪ )(308‬أي بذكر مثالب ذلك الذي تل غيبتـه وجعها بعضهم فقال‪:‬‬ ‫مُتَظّلمٍ‪ ،‬و ُمعَـ ّرفٍ‪ ،‬و ُمحَ ّذرِ‬ ‫ح ليس ِبغَيبَةٍ ف ستـــةٍ‬ ‫ال َقدْ ُ‬ ‫طلب العانة ف إزالة مُْنكَـرِ‬ ‫ولظهر فسقا‪ ،‬و ُمسْتَ ْفتٍ‪ ،‬ومَـن‬ ‫‪218‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫القاذف بالزنا له أربع منازل؛ النـزلة الول‪ :‬يَكفر فيها من حينـه اتفاقا‪ ،‬النـزلة الثانية‪ :‬يتلف ف‬ ‫كفره إل بعد المتناع عن التوبة‪ ،‬النـزلة الثالثة‪[ :‬ل يكون فيها كافرا من حينـه حت يصر على قذفه‬ ‫اتفاقا‪ ،‬النـزلة الرابعة‪ )309(]:‬ل يكون فيها كافرا أبدا ما ل يكن مفتريا ـ ف قوله ـ فإن كفره إذن‬ ‫من حيث الفتراء ـ وسيأت تفصيل كل من الثانية والثالثة والرابعة على التوال ـ‪.‬‬ ‫وأما المنـزلة الولى‪ :‬وهي الت يكفر فيها القاذف من حينـه فتقع ف موضعي‪ :‬الموضع‬ ‫الول‪ :‬إذا قذف القاذف وليا ـ سواء كان ذلك الول حرا أو عبدا أو صبـيا ذكرا أو أنثى كانت‬ ‫وليت ـه واج بة على أ هل الدار جي عا أو على أ حد م صوص فيقذ فه ـ مع وليّ ه(‪ )310‬وهذا مع ن قول‬ ‫الناظم‪( :‬فكفره زكن) أي عُلِم‪ ،‬فأما الر والعبد فقد تقع لما وَلية من خاصية أنفسهم؛ وأما الصبـي‬ ‫فوليت ـه بوَل ية أب ـيه بإجاع و قد اختلف ف وليت ـه بأ مه هل هي واج بة أو ل؟‪ ..‬قولن‪ .‬هذا ما‬ ‫عل يه ال صحاب ف هذا القام والذي يظ هر ل من غ ي ق صد خلف ل م أن قاذف ال صبـي ل يكون‬ ‫بنفس القذف فاسقا وإن كان الصبـي وليا لن الزن من الصبـي نف سه إذا تُُيقّن صدوره من ـه ل‬ ‫يرجه عن حكم الوَلية لرتفاع التكليف عنـه‪ ،‬وإذا ل يكن الصبـي بذلك فاسقا فالقاذف له بذلك‬ ‫ل يكون ف حكم القاذف لن هو يفسق بذلك(‪ )311‬وال أعلم‪.‬‬ ‫الموضـع الثانـي‪ :‬إذا قذف القاذف حرا بالغا من أ هل القرار ول ي كن ذلك القذوف وليا فهو‬ ‫كال كم الول أي يك فر ذلك القاذف من حين ـه‪ ،‬وانت صب (حرا‪..‬وعبدا‪..‬و صبـيا) على أن كل‬ ‫واحد منـهن خب لكان مذوفة مع اسها تقديره إن كان الول حرا وإن كان عبدا وإن كان صبـيا‪.‬‬ ‫(‪()264‬وإن ي ُ‬ ‫غـــــير وليــــين‬ ‫ك المقذوف عبـــــدا أو صبـي‬ ‫ومشركا ً أبـي)‬ ‫تتويبـه مما‬ ‫(‪()265‬فالخلــف فــي تكـفــيره مـن قبـــل‬ ‫أتـــــــى مـن فعــل)‬ ‫هذه المنــزلة الثانيـة و هي ال ت يتلف ف ك فر القاذف في ها من حين ـه أي ق بل المتناع عن‬ ‫التو بة وت قع ف ثل ثة موا ضع‪ :‬الموضـع الول‪ :‬إذا كان القذوف عبدا غ ي ول‪ .‬الثانـي‪ :‬إذا‬ ‫كان القذوف صـبـيا غيـ ول‪ .‬الثالث‪ :‬إذا كان القذوف مشركـا‪ .‬فإذا نــزل القاذف بــهذه‬ ‫النـزلة صح فيه ما علمت من الختلف ف كفره‪ ،‬فذهب قوم ال أنـه يك فر من حي ما قذف‪،‬‬ ‫وذهـب آخرون ال أنــه ل يكفـر إل بعـد المتناع عـن التوبـة والقامـة على فعله ذلك‪ ،‬ومعنـ قول‬ ‫‪ )(309‬هذه القطعة سقطت من (ب)‪.‬‬ ‫‪ )(310‬النسب‪ :‬مع متوليه‪.‬‬

‫‪ )(311‬أي ليس كحكم القاذف بالزن وغيه للبالغ‪.‬‬ ‫‪219‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫النا ظم‪( :‬أَب ـي) أي مت نع ف هو ا سم فا عل ـ من أ ب يأ ب إذا امت نع ـ وكان على النا ظم أن ي قف‬ ‫باللف ف صبـي وأب ـي(‪ )312‬بدل من التنو ين الوا قع بعد فت حة كما عل يه المهور؛ وإنا عدل عن‬ ‫ذلك أخذا بلغة ربـيعة لن من لغتـهم عدم البدال ف الوقف على النصوب‪.‬‬ ‫ني ُ‬ ‫تحكـــــم بكـــفر‬ ‫ك المقـــــذوف مجهول فل‬ ‫(‪()266‬وإ ْ‬ ‫قاذف مستعجل)‬ ‫هذه المنـزلة الثالثة وهي الت إذا نـزل بـها القذوف ل يكم بكفره قبل المتناع عن التوبة‬ ‫وذلك متـ مـا كان القذوف مهول الال أي ل يعلم أهـو ول أم غيـ ول‪ُ ،‬حرّ أم عبـد‪ ،‬صـبـي أم‬ ‫بالغ‪ ،‬مسـلم أو مشرك‪ ،‬فإذا نــزل القاذف بــهذه النــزلة فهـو على حالتــه الول أي التـ كان‬ ‫عليها قبل القذف حت يعلم حال القذوف فيُحكم على القاذف با يستوجبـه أو يُصِر القاذف على ما‬ ‫كان منـه‪ ،‬وانتصب (مستعجل) على الاليّة من فاعل(‪ )313‬تكم‪.‬‬ ‫كفران آتيه إذا‬ ‫(‪()267‬والقذف عند مشرك لـــــم يوجب‬ ‫لـــــم يكذب)‬ ‫بحكمه مثل‬ ‫(‪()268‬كذاك مع من لـــــم يكـن مكلفـا‬ ‫صـــــبـي فاعرفا)‬ ‫هذه الن ـزلة الراب عة و هي ال ت إذا ن ـزل ب ـها القاذف ل يكون كافرا أ صل من غ ي اختلف في ما‬ ‫علمناه وتقع ف موضع ي‪ :‬الوضع الول‪ :‬إذا كان القذف عند مشرك يستحل القذف‪ .‬الوضع الثان‪:‬‬ ‫إذا كان القذف ع ند من ل يكلف بُكمِه ـ كال صبـي والجنون ـ ويشترط ف هذه الن ـزلة أن‬ ‫يكون القاذف غي كاذب فيما قال بـه‪ ،‬فإن كان كاذبا فل اشكال أنـه كافر بكذبـه وبـهتانـه‪.‬‬ ‫أو يحضـــــر الشهود‬ ‫(‪()269‬هذا إذا ما القـــــذف كان بالزنا‬ ‫في ذا معلنا)‬ ‫هذا الكم الذي ذكرناه ف القاذف من أول الباب ال هنا إنا هو ف القذف بالزنا وذلك كأن يقول‪:‬‬ ‫فلن زان أو ا بن زان ية أو ن و ذلك‪ ،‬أ ما القذف بغ ي الز نا فل تد خل ف يه هذه الحكام الذكورة ه نا‪،‬‬ ‫واعلم أن القاذف بالزنا إذا أحضر الشهود على صدق قوله فشهدوا أنـهم رأوا فرج القذوف ف الرأة‬ ‫كال يل ف الكحلة فل يبأ من ـه حينئذ وإن ا يُبأ من القذوف ويقام عل يه بذلك ال د‪ ،‬فإن ل ي ضر‬ ‫الشهود ُبرِئ منـه على حسب ما مر وأقيم عليه حد القاذف ول يزي من الشهود ف هذا القام دون‬ ‫أربعة عدول ليس فيهم امرأة فإن شهد ثلثة ول يشهد الرابع كانوا جيعا قَذَفَة وأقيم عليهم الد‪ ،‬وكذا‬ ‫إن شهد ثلثة معهم امرأة أو امرأتان أو أكثر وال تعال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(312‬كأن يقول‪ :‬صبـيا وأبـيا‪.‬‬ ‫‪ )(313‬أي تكم أنت مستعجل‪.‬‬ ‫‪220‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫البــاب الســـادس‬ ‫في انقسام الكبائر الى كفر نعيم وجحود‬ ‫ـ وبـه يتم الكلم على الركن الثالث إن شاء الله تعالى ـ‬ ‫وبالنفـــــاق الثاني‬ ‫(‪()270‬والكفر قسمـــــان جحـود ونِعَـم‬ ‫سم)‬ ‫منـهما وُ ِ‬ ‫لرد تنـزيل‬ ‫(‪()271‬وامنعه في الول حتما وهو مـــــا‬ ‫ســل نمــــا)‬ ‫ومـــــر َ‬ ‫أي تنق سم الكبائر من الذنوب ال ق سمي‪ :‬كفر جحود وكفر نِعَـم؛ فأما الول وي سمى شر كا‬ ‫فهو ما كان سببـه رد تنـزيل أي رد كتاب من كتب ال الت أنـزلا على رسله سواء رد جيعها أو‬ ‫صدق ببعضها ورد البعض أو صدق بـها كلها ورد آية منـها أو حرفا واحدا أو حكما واحدا ففي‬ ‫جيع ذلك يكون الرد شركا وكذا ما كان بسببـه َردّ مُرسَل ـ أي رسول من رسل ال الذين أوحى‬ ‫إلي هم بالتبل يغ ـ سواء كان الرد لم يع الر سل أو لبعض هم أو ل كم وا حد من ـهم ف في ج يع ذلك‬ ‫يكون الرد شِركا‪ .‬و ف حُك مِ الرّ سلِ النب ـياءُ فإن ـه ي ب ت صديقهم بأن ـهم أنب ـياء‪ ،‬وأن ال قد‬ ‫أوحى إليهم والكذب لواحد منـهم مشرك إجاعا‪ ،‬ويدخل تت هذين النوعي ـ أعن ردّ الكتب‬ ‫وردّ الرسل ـ جيع أنواع الشرك فإنـه من صدّق بالرسل والكتب ول يَرُد شيئا منـها كان سالا من‬ ‫الشرك سواء كان عامل بقتضاها أو تاركا له‪ ،‬ول يكون الشرك مشركا إل ِب َردّهِ حُكما من أحكام ال‬ ‫أو كتا با من ك تب ال أو بتكذيب ـه ر سول من ر سل ال‪ ،‬و من ه نا اختلف ف الشب ـهة ال صدقي‬ ‫للر سل والك تب لكن ـهم أظهروا التشب ـيه و صرحوا بالتج سيم فقال قوم‪ :‬هم منافقون غ ي مشرك ي‬ ‫لتسترهم بالتأويل وعدم ردهم للتنـزيل‪ ،‬وذهب قوم ال أنـهم مشركون لن تأويلهم قد خالف نص‬ ‫الكتاب ف هم بذلك ف ح كم الراد لل نص القط عي‪ ،‬واللف موجود ف ك تب ال صحاب و ف ك تب‬ ‫قومنا‪.‬‬ ‫وأما القسم الثانـي‪ :‬وهو كفر النع مة ف هو ما كان من الكبائر ول يس فيه ردّ لتنـزيل ول تكذيب‬ ‫لر سول فإن هذا النوع ي سمى كفـر نعمـة وي سمى أي ضا نفا قا وهذا مع ن قوله‪( :‬وبالنفاق الثا ن‬ ‫منـهما وسم) أي عُلّ مَ‪ ،‬أي سُمّيَ القسم الثان من قسمي الكفر بالنفاق ول يوز إطلق اسم النفاق‬ ‫على الشرك فل يسمى الشرك منافقا كما ليسمى النافق مشركا وهذا معن قوله‪( :‬وامنعه ف الول)‬ ‫أي امنع اسم النفاق ف القسم الول من قسمي الكفر فإنـه ل يوز إطلقه عليه‪ ،‬وإنا امتنع إطلق‬ ‫كل وا حد من ال سي على م سمى صاحبـه ل ا يتر تب على كل وا حد من ـهما من الحكام ما ل‬

‫‪221‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫يترتـب على الخـر فللمنافـق أحكام تالف الشرك(‪ )314‬وكذا للمشرك أحكام تالف أحكام النافـق‪،‬‬ ‫فالنافق يُناكح ويوارث ويعامل ف الدنيا بأحكام الؤمني إل ف مواضع مصوصة وهي رد شهادتـه‬ ‫وترك وليتـه ووجوب الباءة منـه و ِحلّ قتله وإضاعة ماله إذا صدر منـه بغي [ول يُقدَر على رده‬ ‫عن بغيه إل بذلك](‪ ،)315‬وأما أحكام الشرك فقد تكفل الناظم ببـيانـها فقال‪:‬‬ ‫واغتنمــــــن في‬ ‫(‪()272‬واحكم برجس أهلـــــه على البد‬ ‫الحرب منـهم السبد)‬ ‫تناكحـــا توارثـــــا‬ ‫ب ذراريهم وحـــــرم ذبحهــم‬ ‫(‪()273‬وا ْ‬ ‫س ِ‬ ‫منــا لهـــــــــم)‬ ‫في الحرب أو‬ ‫(‪()274‬وهكـذا منـهـــــــم لنـــا ســــواء‬ ‫بجــــــزية هـم جــاءوا)‬ ‫اعلم أن لهل الشرك أحكاما تالف أحكام أهل النفاق بكم الظاهر‪:‬‬ ‫أحدهـا‪ :‬أنــه يُحكـم برجـس أهله والرجـس ــ بكسـر الراء وسـكون اليـم ــ القَذَر‪ ،‬قال فـ‬ ‫القاموس‪" :‬ويرك وتفتح الراء وتكسر اليم" (انتـهى)‪ ،‬ول يصلح ف البـيت إل الوجه الول الذي‬ ‫قدمناه‪ ،‬ويطلق ـ أعن اسم الرجس ـ على كل ما استقذر من العمال الؤدية ال سوء العاقبة وليس‬ ‫هذا من غرضنا فإن الشرك والنا فق مشتركان فيه قال تعال ـ ف النافقي ـ‪ :‬إنـهم رجس‬ ‫ومأواهم جهنم التو بة ‪ 95 :‬وإنا غرضنا الوجه الول ل غي وهو القَذَر ونعن بـه عدم الطهارة‬ ‫فإن الشرك ي منعدمون من طهارة التوح يد فيح كم علي هم بالر جس وكذلك ما م سوه من الرطوبات‬ ‫قال تعال‪ :‬إنما المشركون نجس التو بة ‪ 28 :‬واختلف ف الشرك إذا دخل ف التوحيد هل‬ ‫عليه اغتسال بالاء؟ أوْ ل وقد طهره التوحيد؟‪.‬‬ ‫وثانيهـا‪ :‬أن اغتنام أموال م ف الرب ـ أي إذا كانوا حر با للم سلمي ـ حلل بلف النافق ي‬ ‫سبَد) ف قول الناظم هو الال‪ ،‬قال ابن وصاف(‪ )316‬ف "[حِلّه](‪:")317‬‬ ‫فإنـه ل يل غُنم أموالم‪ ،‬و(ال َ‬

‫‪ )(314‬كقوله ‪» :‬ن ـهيت عن قتل الصلي«‪ .‬ك ما أن الرسول‬ ‫بصورة عادية‪.‬‬

‫ل ُي ْعلِم الصحابة بأ ساء النافقي فكان تعاملهم معهم‬

‫‪ )(315‬هذه القطعة من (ب) وليست ف (أ)‪.‬‬ ‫‪ )(316‬تقدمت ترجتـه ف التعليق على البـيت رقم (‪.)76‬‬

‫‪ )(317‬سقط من (ب) و هو كتاب للشيخ ابن وصاف ا سه‪" :‬الِل والصابة" شرح على الدعائم [نقل عن "اللمعة الرض ية"‬ ‫للشيخ السالي ص (‪ ] )26‬ول يوضح مقق شرح الدعائم هذه التسمية فالق العجب من كتاب يطبع بدون اسه!!‪.‬‬ ‫‪222‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫"وقولم‪( :‬مالَ هُ َسبَدٌ ول َلبَدٌ)‪ .‬فالسبد‪ :‬الال ما كان من ذهب وفضة وعقار‪ ،‬واللبد‪ :‬اليوان ما كان‬ ‫من جال وبقر وغنم وضأن"(‪( .)318‬انتـهى)‪.‬‬ ‫وثالثهـا‪ :‬حِل سبـي ذراري هم ف الرب أي ضا إذا كانوا من غ ي مشر كي العرب و ف ال ثر‪" :‬فإن‬ ‫قال‪ :‬لي علة يل بـها سبـي الطفال وهم من ليس عليهم ذنب!‪ .‬قيل له‪ :‬ذكروا ف ذلك ثلثة‬ ‫(‪)319‬‬ ‫أوجه؛ أحدها‪ :‬ليجرّوهم ال السلم فيكون ذلك سببا لدخولم فيه وذلك أنفع لم‪ .‬والثان‪ :‬نظرا‬ ‫بـهم حي قتل آباؤهم لئل يوتوا هزال‪ .‬والوجه الثالث‪ :‬تقوية لبـيت الال وال أعلم"‪( .‬انتـهى)‪.‬‬ ‫ورابعها‪ :‬تري ذبائحهم إن كانوا غي أهل الكتاب فل يوز لحد أن يأكل منـها‪ .‬وخامسها‪:‬‬ ‫تري مناكحتـهم‪.‬‬ ‫وسادسها‪ :‬تري موارثتـهم فقوله‪( :‬منا لم) أي يرم علينا أن نـزوجهم مسلمة وأن نُ َورّثَهم من‬ ‫مسلم‪ ،‬وقوله‪( :‬وهكذا منـهم لنا) أي يرم علينا أن نتزوج منـهم مشركة أو نرِث منـهم مشركا‪،‬‬ ‫فالكم ف التناكح والتوارث واحد كانوا َح ْربَا للمسلمي أو أعطوا الزية عن يد وهم صاغرون‪.‬‬ ‫فتلخص ما ذكرنا أن أحكام أهل الشرك قسمان؛ أحدهما‪ :‬متعلق وجوده بوجود غيه وهو اغتنام‬ ‫أموال م و سبـي ذراري هم فإن تل يل كل من ـهما متعلق بوجود الرب ف قط‪ .‬وثانيهمـا‪ :‬ل يتعلق‬ ‫وجوده بوجود غيه ـ وهو ما عدا القسم الول ـ ث هذا نوعان أحدها‪ :‬متص بـهم فقط وهو‬ ‫النجا سة والذ بح أل ترى أ نا ل يوز ل نا أن نأ كل من ذبائح هم‪ ،‬مع جواز أن نطعم هم من ذبائح نا‪.‬‬ ‫وثانيهما‪ :‬غي متص بـهم دوننا فيهم وهو التناكح والتوارث‪ ،‬ث ل يفى أن غالب هذه الحكام إنا‬ ‫هو متص بذوي الوثان من الشركي فإنـهم هم الذين ل يقبل منـهم إل السلم أو السيف وهذا‬ ‫معنـ قوله‪( :‬سـواء ‪ ..‬فـ الرب أو بزيـة هـم جاءوا) إذ العنـ أن هذه الحكام متعلقـة بــهؤلء‬ ‫الشركي كانوا حربا للمسلمي أو دانوا بأداء الزية لن الزية ل تقبل منـهم ـ كما سيأت ذكره‬ ‫ـ ف سواء ف حكم هم دانوا بأدائ ها أو ل يدينوا ب ـه أ ما ما عدا أ هل الوثان ـ من الشرك ي ـ‬ ‫فيختصون بأحكام أشار الناظم اليها فقال‪:‬‬ ‫مع النكــــــاح دون‬ ‫جوِّزا‬ ‫(‪()275‬والذبح من أهـــــل الكتاب ُ‬ ‫جوِّزا)‬ ‫حــرب ُ‬ ‫منـهم وفي‬ ‫(‪()276‬ويرفــع الحـــرب لجزيــــــة أتـت‬ ‫المجــــــوس حكمهم ثبت)‬ ‫محرمـان فــــــي‬ ‫(‪()277‬إل الذبـاح والنكـــاح فهمـــــــا‬ ‫المجـــوس فاعلمــــا)‬ ‫‪ )(318‬شرح ابن وصاف (‪.)2/309‬‬ ‫‪ )(319‬أي رفقا بـهم‪.‬‬ ‫‪223‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ي تص أ هل الكتاب من اليهود والن صارى وال صابئي بأحكام لي ست ف أ هل الوثان من الشرك ي‬ ‫ويشاركهم ف بعض تلك الحكام الجوس‪ ،‬فأما اليهود والنصارى فل خلف بـي أحد من السلمي‬ ‫أنـهم أهل كتاب واللف ف الصابئي(‪ )320‬والختار عند أصحابنا أنـهم أهل كتاب فتجري عليهم‬ ‫أحكام أهل الكتاب‪.‬‬ ‫فأحـد تلك الحكام قبول الجزيـة من ـهم إذا آتو ها عن يد و هم صاغرون‪ ،‬وبقبول ا ير فع‬ ‫الرب عنـهم ويصيون أهل ذمة‪ ،‬والزية‪ :‬هي أربعة دراهم ف كل شهر على الغن ودرهان على‬ ‫التوسط ودرهم واحد على الفقي يأت بـها من وجبت عليه ال القائم بأمر السلمي‪ .‬ول يزي عنـه‬ ‫أنـه يأ مر غيه أن يؤديها عنـه لقوله تعال‪ :‬عـن يد وهم صاغرون التو بة ‪ 29 :‬ول شيء‬ ‫على [الفلس ول جزية على امرأة أو عبد أو طفل أو شيخ أو َحبْرٍ أو منون أو راهب](‪.)321‬‬ ‫وثانيها‪ :‬أنـهم اذا صاروا أهل ذمة حلت ذبائحهم للمسلمي‪.‬‬ ‫وثالثها‪ :‬أنـهم اذا صاروا أهل ذمة أيضا حل نكاح حرائرهم للمسلمي أما إمائهم فل‪ ،‬ويشاركهم‬ ‫الجوس ف قبول الزية منـهم واعطاء الذمة لم لقوله ‪ » :‬سنّوا بـهم سنة أهل الكتاب«(‪ )322‬أما‬ ‫‪ )(320‬ل يبق من طوائف الصابئة إل ما يعرف بالصابئة الندائية وهي الت بقيت إل اليوم حيث يتواجدون ف مواطن من العراق‬ ‫بالقرب من الضفاف السفلى من نـهري دجلة والفرات ويسكنون ف منطقة الهوار وشط العرب‪ ،‬وف الناصرية والبصرة‬ ‫والقر نة و ف لواء بغداد وكركوك والو صل والشرس ون ـهر صال والبا يش وال سليمانيه وغي ها من النا طق العراق ية‪ .‬ك ما‬ ‫ينتشرون ف ايران على ضفاف ن ـهر الكارون والدز وي سكنون ف مدن ايران ال ساحلية كالحمرة ونا صرية الهواز وشش تر‬ ‫ودزبول‪ .‬ويقدر عددهم بعشرة آلف شخص أكثرهم ف العراق ولم معابد تسمى "الندي" يتعبدون فيها‪ .‬ويعتبون يي‬ ‫نبـيا أرسل إليهم‪ ،‬ويقدسون الكواكب والنجوم ويعظمونـها ويدعون بأن ديانتـهم ترجع إل عهد آدم عليه السلم‪ ،‬ولم‬ ‫كتب يقدسونـها بلغة سامية قريبة من السريانية أهها‪" :‬الكنـزاربّا ـ ط" و"دراشة اديهيا" و"الفلستا" و"النيان" وغيها‪.‬‬ ‫ويعتقدون مـن حيـث البدأ بوجود الله الالق الواحـد الزل الذي ل تناله الواس ول يفضـي اليـه ملوق‪ ،‬ويعتقدون بأن‬ ‫الكوا كب م سكنا للملئ كة‪ ،‬وتؤدى ال صلة ف ديانت ـهم ف اليوم ثلث مرات؛ قب ـيل الشروق‪ ،‬وع ند الزوال‪ ،‬وقب ـيل‬ ‫الغروب‪ ،‬فيها وقوف وركوع وجلوس على الرض من غي سجود‪ .‬وهم يغتسلون من النابة ويتوضؤن لكل صلة على هيئة‬ ‫وضوء السلمي‪ ،‬غي أنـهم ل يتتنون ويعتب التعميد من أهم الطقوس ف هذه الديانة‪ .‬وخلصة الكلم أنـهم تأثروا بكثي‬ ‫من الديانات والفلسفات الت احتكوا بـها‪[ .‬أفدتـه من "الوسوعة اليسرة ف الديان والذاهب العاصرة" قامت باصدارها‬ ‫الندوة العالية للشباب السلمي ـ الرياض ـ ص ‪ 317‬حت ‪]327‬‬ ‫‪ )(321‬سقطت من (أ) والتكملة من (ب)‪.‬‬

‫‪ )(322‬جاء من طر يق عبدالرح ن بن عوف رواه المام مالك ف "الو طأ" (‪ )1/278‬وا بن أب ـي شي بة ف "م صنفه" [‬ ‫‪ 10765‬و ‪ 32640‬و ‪ ]32641‬وعبدالرزاق فـ "مصـنفه" [‪ 10025‬و ‪ ]19253‬وأبوعبــيد فـ "الموال" [‪]78‬‬ ‫والبـيهقي ف "الكبى" [‪ ]18654‬والليلي ف "الرشاد" ص(‪ 64‬دار الفكر) والبغوي ف "تفسيه" (‪.)2/283‬‬ ‫ورواه الطبان ف "الكبـي" [‪ 19/437‬رقم ‪ ]1059‬من طريق مسلم بن العلء الضرمي‪.‬‬ ‫‪224‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫حِل ذبائح هم وتو يز التزوج من ـهم فل يشاركون ـهم فيه ما‪ ،‬فالجو سي ل ت ل ذب ـيحتـه وإن‬ ‫أع طى الز ية وكذا ل ي ل تزو يج الجو سية للم سلم وإن كا نت ف ذ مة‪ ،‬وح كم أ هل الكتاب كل هم‬ ‫وحكم الجوسي فيما عدا المور الت ذكرتـها حكم الشركي من أهل الوثان‪ ،‬وكذا يكونون مثلهم‬ ‫ف جيع أحكامهم التقدم ذكرها إذا ل يعطوا الزية عن يد وهم صاغرون فإنـهم يُقاتَلون على ترك‬ ‫ال سلم ح ت ي سلموا أو يؤتوا الز ية عن يد و هم صاغرون‪ ،‬ويتر تب على حرب ـهم غُ نم أموال م‬ ‫وسبـي ذراريهم وتري ذبائحهم ومناكحتـهم(‪ )323‬وال أعلم‪.‬‬ ‫ث إنـه أشـار ال بـيان الكم الذي يتص بـه أهـل الوثان من الشركي فقال‪:‬‬ ‫ليس لهم واق‬ ‫(‪()278‬والمشركون من ذوي الوثـــــــان‬ ‫ســــــوى اليمان)‬ ‫هذا ب ـيان ال كم الخ تص بعبدة الوثان من الشرك ي و هم الذ ين لي سوا أ هل كتاب وإن ا ن صبوا‬ ‫تصاوير وتاثيل واعتقدوا أنـها آلة فعبدوها من دون ال أو عبدوها مع ال تعال كما كان ذلك ف‬ ‫مشر كي العرب ق بل ال سلم‪ ،‬فح كم هؤلء أن ـهم يقاتلون على ترك هم ال سلم ول يق بل من ـهم‬ ‫جزية ول يعطون ذمة ول يرفع عن ـهم الرب حت يظهروا السلم وهذا معن قوله‪( :‬ليس لم واق‬ ‫سوى اليان) أي ل ينع هم من الرب ش يء غ ي ت صديق الر سول عل يه ال صلة وال سلم والنقياد‬ ‫لكمه‪.‬‬ ‫وآخــــــــذ بالشك عن‬ ‫(‪()279‬كذاك حكم راجع عن دينـه‬ ‫يقينـه)‬ ‫الراد بالـ(راجع عن دينـه) [هو الارج عن السلم ال شيء من ملل الكفر أو الاحد لشيء ما‬ ‫جاء ب ـه م مد ول يس الراد بالرا جع عن دين ـه](‪ )324‬ما يعـم الر تد عن ال سلم ال احدى ملل‬ ‫‪ )(323‬ذهب الباضية إل تري نساء أهل الكتاب الربـيات بلف من هن تت ذمة السلمي‪ ،‬وهذا الرأي قال بـه ابن‬ ‫عباس وابراهيم النخعي حيث حكى ذلك أبو جعفر النحاس ف "الناسخ والنسوخ" ونصه [ص (‪ )56‬مؤسسة الكتب‬ ‫الثقافية]‪" :‬وأما نكاح الريبات فروي عن ابن عباس وابراهيم النخعي أنـهما منعا من ذلك" ‪.‬ا‪.‬هـ ث حكى تويز بعض‬ ‫العلماء له وقال ما نصه‪" :‬وهو قول مالك والشافعي إل أنـهما كرها ذلك مافة تنصر الولد والفتنة‪ .".‬ا‪.‬هـ‬ ‫وف "الصنف" لبن أبـي شيبة (‪ )3/464‬برقم [ ‪" :]16171‬حدثنا عباد بن عوام عن سفيان بن حسي عن الكم عن‬ ‫ماهد عن ابن عباس قال‪ :‬ل يل نكاح نساء أهل الكتاب إذا كانوا حربا‪ ،‬قال الكم‪ :‬فحدثت بـه ابراهيم [لعله النخعي]‬ ‫فأعجبـه ذلك"‪.‬ا‪.‬هـ‬ ‫قال المام عمروس بن فتح النفوسي رح ه ال تعال ف كتابـه (أصول الدينونة) ص ‪" :63‬وإذا حاربوا وأبوا الزية‪ ،‬تركنا تليل‬ ‫ذلك منـهم – أي نكاح نسائهم ‪ ، -‬لنـهم يسبون ف ذلك الال‪ ،‬فل يل لسلم أن يتزوج إمرأة يل سبـيها لغيه!!‪،‬‬ ‫ول نستحل نكاح إماء أهل الكتاب لن ال ل يذكر ف التحليل إل الرائر" ا‪.‬هـ وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(324‬هذه القطعة ف (ب) وفيها قلب للمعن فكأن الصنف أضافها بعد ذلك للتصحيح‪ ،‬وهي ليست ف (أ)‪.‬‬ ‫‪225‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الك فر والتارك لد ين كان عل يه كالن صران يترك ملة عي سى واليهودي يترك ملة مو سى لن ملل الك فر‬ ‫كلهـا ملة واحدة(‪ ،)325‬والراد بالــ(آخـذ بالشـك) التردد فـ توحيده الغيـ جازم بــه‪ ،‬أي حكـم‬ ‫المرتد عن دين السلم وحكم التارك لدينـه الذي كان عليه وحكم التردد ف توحيده الشاك فيه‬ ‫حكم عبدة الوثان من الشركي ل تقبل منـهم جزية ول يرفع السيف عن ـهم حت ي سلموا‪ ،‬وف‬ ‫حكم هؤلء الاهل الشرك بهله ل يقبل منـه إل السلم أو السيف وال سبحانـه وتعال أعلم‪.‬‬

‫‪ )(325‬الراد هنا أن حكم الرتد يطبق على صورة واحدة هي الروج من دين السلم ال غيه من اللل الكافرة‪ ،‬ول يشمل‬ ‫الكم هنا من خرج من دين ـ غي السلم ـ إل دين آخر كتحول اليهودي ال نصران فهو وإن كان مرتدا عن دينـه‬ ‫فالكم هنا ل يشمله فملل الكفر واحدة‪ ،‬أما من خرج عن دين السلم ودخل ف ملة من ملل الكفر سواء صار يهوديا أو‬ ‫نصرانيا أو موسيا ـ أو حت ل دينيا ـ فهذا ليس له إل القتل أو الرجوع للسلم ول يرخص له بدفع الزية دليله ما جاء‬ ‫من طريق ابن عباس أن النبـي قال‪ » :‬من بدل دينـه فاقتلوه« رواه البخاري ف "صحيحه" [‪ 3017‬و ‪]6922‬‬ ‫وأبوداود [‪ ]4351‬والترمذي [‪ ]1458‬والنسـائي فـ "الصـغرى" [‪ 4059‬و ‪ 4060‬و ‪ 4061‬و ‪ 4062‬و ‪ 4063‬و‬ ‫‪ 4064‬و ‪ ]4065‬وابن ماجة [‪ ]2535‬وأحد [‪ 1876‬و ‪ 2555‬و ‪ 2556‬و ‪ ]2970‬وآخرون‪ .‬وقوله ‪» :‬ل يل‬ ‫دم امرئ م سلم إل بإحدى ثلث الن فس بالن فس‪ ،‬والث يب الزا ن‪ ،‬والارق من الد ين التارك للجما عة« فف يه ل يعل للمارق‬ ‫وهو الارج عن دين السلم إل القتل ول يعصمه منـه إل رجوعه ال دين السلم‪ .‬والديث الخي جاء من طريق ابن‬ ‫مسعود رواه البخاري ف "صحيحه" [‪ ]6878‬ومسلم [‪ ]1676‬وأبوداود [‪ ]4352‬والترمذي [‪ ]1402‬وابن ماجة [‬ ‫‪ ]2534‬والنسائي ف "الصغرى" [‪ 4016‬و ‪ ]4721‬وأحد [‪ 4064‬و ‪ .]4428‬وجاء عن غيه من الصحابة أيضا‪ .‬وال‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫‪226‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الركـن الرابع‬ ‫فـي التـوبـــة‬ ‫ـ وفيه أربعة أبواب ـ‬ ‫َختَ مَ الركان بـهذا الركن تفاؤل بسن الاتة‪ ،‬فإن من ظفر بالتوبة ختاما لعمله فقد ظفر‪ ..‬ختم ال‬ ‫لنا بـها وتقبلها منا‪ ..‬آمي‪.‬‬ ‫البــــاب الول‬ ‫في التوبة وأركانـها وشروطها‬ ‫أي ف بـيان أحكام التوبة وبـيان أركانـها وشروطها الت تتوقف عليها صحتـها‬ ‫لمـــن عصـــــى‬ ‫(‪()280‬توبتنا قسمان فرض وجبـــــا‬ ‫والثاني نفـل نُدِبا)‬ ‫تنقسم التوبة بالنظر ال حكم الشارع فيها ال قسمي‪ :‬واجب ومندوب؛ فأما الواجب فهو التوبة‬ ‫من العصية وهذا معن قوله‪( :‬فرض وجبا لن عصى) أي على من عصى سواء كانت معصيتـه صغية‬ ‫أو كب ـية فإن التو بة من النوع ي واج بة‪ ،‬والراد بالتو بة من ال صغية هو ترك ال صرار علي ها فإن‬ ‫الصرار عليها كبـية كما مر‪ ،‬والراد بالتوبة من الكبـية هو ما يأت من بـيان أركانـها‪ .‬وأما‬ ‫المندوب من القسمي فهو توبة من ل تصدر منـه معصية فإن الندم على التقصي وإن ل يُفضِ ال‬ ‫مع صية وق صد عدم العود ال يه(‪ )326‬وانك سار الن فس ع ند ذكره وطلب الغفران له مندوب شر عا وال‬ ‫سبحانـه وتعال أعلم‪.‬‬ ‫والعـزم‬ ‫(‪()281‬أركانـها ندم مـــــــع استغفـــــار‬ ‫والرجــــــوع بانكســـار)‬ ‫(‪)327‬‬ ‫أركان التوبـه الت تصل بـها حقيقتـها للتائب هي أربعة أشياء‪ ،‬ثلث منـها [متفق عليها]‬ ‫فل بـد مـن حصـولا للتائب وهـي‪ :‬الندم والقلع عـن الذنـب وقصـد أن ليعود اليـه‪.‬‬ ‫وواحـد متلف فيـه فأوجـب بعضهـم حصـوله للتائب ول يوجبــه آخرون وهـو الســتغفار‬ ‫باللسـان ـ أي طلب الغفران بالل فظ ـ‪ ،‬فأ ما الندم ف هو الزن على ما و قع من الع صية فل بد‬ ‫منـه قطعا على أنـه هو أصل الركان وأساسها وعنـه تنشأ بقيتـها ومن هنا قصر الشارع التوبة‬ ‫عل يه فقال‪» :‬التو بة الندم«‪ ،‬والراد ب ـ(العزم) ف قول النا ظم الق صد على عدم العودة ال الذ نب فإن‬ ‫قاصد العودة اليه مُ صِرّ‪ ،‬والقصد بعدم العودة هو الذي نعده ركنا للتوبة ل عدم العودة نفسه كما‬

‫‪ )(326‬أي يقصد عدم العودة للتقصي والتوبة من التقصي أمر مندوب‪.‬‬ ‫‪ )(327‬من (ب)‪.‬‬ ‫‪227‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫قاله ب عض قوم نا‪ ،‬والراد ب ـ(الرجوع) هو القلع عن الذ نب‪ ،‬والراد ب ـ(النك سار) تذلل الن فس‬ ‫لالكها وخوفها من أليم عقابـه وال سبحانـه وتعال أعلم‪.‬‬ ‫ومنتـهاهــــا الحـــــط‬ ‫(‪()282‬وأصلها امتثال أمر البــــــــاري‬ ‫لـــــلوزار)‬ ‫الراد ب ـ(أ صلها) هو ال مر البا عث لفعل ها‪ ،‬والراد ب ـ(منت ـهاها) هو ثرت ـها ال ت تتر تب على‬ ‫حصولا‪ ،‬أي أصل التوبة الذي يبعث لفعلها هو امتثال أمر ربنا تعال فإن العبد إذا نظر ال أوامر ال‬ ‫تعال وال مناه يه وعزم على امتثال ذلك انبع ثت نف سه وترك خاطره ال تدارك ما ترك من الأمورات‬ ‫والقلع ع ما ارتكب من النـهيات‪ ،‬وأورثه ذلك المتثال الندم على ما فات من الزلت فالت جأ ال‬ ‫ال تعال طال با لغفران الطا يا وال سيئات فكان ذلك من ـه هو التو بة بعين ـها‪ ،‬فإذا ح صلت له هذه‬ ‫ال صال انت ـهى ب ـه الال ال بلوغ مراده و هو غفران ذنوب ـه و ستر عيوب ـه و حط أوزاره‪ ،‬وهذه‬ ‫الصلة هي ثرة التوبة وغايتـها والرتبة الت ينتـهي اليها الراجع عن عصيانـه بالنظر ال أول أحواله‪،‬‬ ‫أ ما ما يكون له من الثواب الز يل والعطاء الل يل فذلك أ مر أ سداه ال يه م ض الف ضل و سعة الرح ة‬ ‫ه المؤمنون النور ‪ .. 31 :‬عامل نا‬ ‫ب سبب امتثال قوله تعال‪ :‬وتوبوا الى الله جميعـا أي ُّـ َ‬ ‫ال بفضله وأدخلنا ف واسع رحتـه إنـه كري رحيم وال سبحانـه وتعال أعلم‪.‬‬ ‫ســــــرا‬ ‫(‪()283‬والتوب مثل الذنب؛ عــــن نبـينـــا‬ ‫وجهـــــرا هكذا قد بـينا)‬ ‫كذا الريـــــا‬ ‫(‪()284‬فالعُجب والكِبر معا والحســــــــد‬ ‫توبتـهـا أن تُفقـــــــد)‬ ‫فالحـــــق أنـه‬ ‫(‪()285‬وهكذا العـزم علــــى الكفــــــران‬ ‫مـــــن العصيــــــــان)‬ ‫يب أن تكون التوبة ف السرار والعلن مثل العصية‪ ،‬فإن كانت العصية من العمال الباطنية فالتوبة‬ ‫من ـها سرا مزية فإن أعلن ب ـها فذلك نفل‪ ،‬وإن كانت العصية من الفعال الظاهرة كشرب المر‬ ‫وأ كل الي تة ون و ذلك فل تزي التو بة عن ـها إل جهرا لقوله ‪» :‬إذا عملت سيئة فأحدث عند ها‬ ‫توبة السر بالسر والعلنية بالعلنية«(‪ ،)328‬فإذا عرفت هذا فاعلم أن العُجب والكِب والسد والرياء من‬ ‫‪ )(328‬جاء من طريق معاذ رواه الطبان ف "العجم الكبـي" [‪ 20/159‬برقم ‪ ]331‬بلفظ‪ ...» :‬وما عملت من سوء‬ ‫فأحدث ل فيه توبة السر بالسر والعلنية بالعلنية« ورواه أبو نعيم ف "حلية الولياء" برقم [‪ ]813‬بلفظ‪ ..» :‬وأحدث مع‬ ‫كل ذنب توبة السر بالسر والعلنية بالعلنية«‪.‬‬ ‫وجاء ع ند ال طبان ف "الكب ـي" [‪ 20/175‬ر قم ‪ ]374‬بل فظ‪ ...» :‬وإذا عملت سيئة فاع مل بنب ـها ح سنة ال سر‬ ‫بالسر والعلنية بالعلنية«‪.‬‬ ‫‪228‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫العاصي الباطنية فالتوبة منـها ازالتـها بالكلية وصرفها بعلجاتـها الباطنية‪ ،‬ول يلزم العلن بالتوبة‬ ‫منـها وهذا معن قوله‪( :‬توبتـها أن تُفقد) أي توبة هذه المور هو إعدامها من نفس الأمور‪ ،‬ورَفَع‬ ‫(تفقدُ) على لغة قوم يهملون أنْ الصدرية ول ُيعْمِلُونـها‪.‬‬ ‫ومثـل هذه المور فـ صـفة التوبـة منــها العزم على الفسـوق فإن العزم على ذلك مـن‬ ‫العاصي الباطنية فيجزي ف التوبة منـها الرجوع عما عزم عليه والندم على ما كان منـه وهذا معن‬ ‫قوله‪( :‬وهكذا العزم على الكفران) والراد بالكفران هـو مـا عدا الشرك مـن العاصـي‪ ،‬أمـا العزم على‬ ‫الشرك فقد صرح الشهاب ابن حجر(‪ )329‬أنـه شرك‪ ،‬ووجهه أن العازم على الشرك ل يلو من أحد‬ ‫أمور‪ :‬إما أن يكون عزمه ذلك لجل تصويب الشرك‪ ،‬أو لقدح ف السلم‪ ،‬أو لتردد ف التوحيد‪ ،‬أو‬ ‫لهل با يلزمه علمه من التوحيد والكل من هذه المور شرك‪ ،‬ويتمل أنـه أراد أن نفس العزم على‬ ‫الشرك شرك مع قطع النظر عن هذه المور وهو ظاهر عبارتـه‪ .‬وال أعلم‪.‬‬ ‫وأ ما قوله‪( :‬فال ق أن ـه من الع صيان) أي فالقول ال ق أن العزم على الكفران مع صية خل فا ل ن قال‬ ‫أنـه ليس بعصية وال سبحانـه وتعال أعلم‪.‬‬ ‫حتـــــى يرى الموت‬ ‫(‪()286‬ولــــم يرد تائــــــــب من ذنبـه‬ ‫دنا من قربـه)‬ ‫أتى عـــــن‬ ‫(‪()287‬أو تطلع الشمس من المغــــــرب قد‬ ‫المختار فيما قـد ورد)‬ ‫أي وعد ربنا تعال بقبول التوبة فل يرد تائب عن ذنبـه من قبولا إذا أتى بـها ف وقتـها الذي تقبل‬ ‫فيه‪ ،‬ووقتـها الذي تقبل فيه هو العمر كله إل ف موضعي‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬وقت الغرغرة بالوت ومشاهدة أسبابـه فإن التائب ف هذا الوقت ل تقبل منـه توبتـه‬ ‫صرّا؛ لن توبتـه حينئذ ل عن اختيار منـه لا وإنا كانت منـه اضطرارا‬ ‫إذا كان قبل ذلك الوقت مُ ِ‬ ‫لا تيقن مِن حضور الوت وانقضاء الدنيا عنـه والدليل على ذلك قوله تعال‪ :‬وليست التوبة‬ ‫للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت‬ ‫‪ )(329‬الافظ شهاب الدين أبو الفضل أحد بن علي بن ممد بن حجر الكنان العسقلن الصري من كبار علماء الشافعية‬ ‫ولد بالقاهرة سنة ‪773‬هـ وتوف بـها سنة ‪852‬هـ وتصانيفه كثية أشهرها "فتح الباري ـ ط" شرح صحيح البخاري‬ ‫و"ال صابة ف تي يز ال صحابة ـ ط" و"ت ـهذيب الت ـهذيب ـ ط" و"ل سان اليزان ـ ط" و"تقر يب الت ـهذيب ـ ط"‬ ‫و"تعجيل النفعة ـ ط" والربعة ف تراجم رجال الديث و"الطالب العالية ـ ط" و"طبقات الدلسي ـ ط" و"النكت على‬ ‫ابن الصلح ـ ط" و"تلخيص البـي ـ ط" و"الدراية ـ ط" و"الدرر الكامنة ف أعيان الائة الثامنة ـ ط" وغيها‪"( .‬ذيل‬ ‫طبقات الفاظ" ل بن ف هد ص ‪ 326‬وتعليقات الكوثري عل يه ص ‪ 335‬ـ "ذ يل طبقات الفاظ" لل سيوطي ص ‪ 380‬ـ‬ ‫"العلم" للزركلي ‪.)1/178‬‬ ‫‪229‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الن الن ساء ‪ 18 :‬وقوله ‪» :‬إن ال يقبل توبة عبده ما ل يغرغر«(‪ )330‬وروى عطاء(‪" :)331‬أنـها تقبل‬ ‫قبل موتـه ولو بفواق ناقة"(‪.)332‬‬ ‫والموضع الثاني‪ :‬وقت طلوع الشمس من مغربـها فإن طلوع الشمس من مغربـها إنا هو‬ ‫عل مة لقيام ال ساعة و هو ب عض آيات ـها و قد قال تعال‪ :‬يوم يأتـي بعـض آيات ربـك ل‬ ‫ينفـع نفسـا إيمانــها لم تكـن آمنـت مـن قبـل أو كسـبت فـي إيمانــها‬ ‫خيرا النعام ‪ 158 :‬وقال ‪» :‬التو بة مقبولة ح ت تطلع الش مس من مغرب ـها«(‪ )333‬و ف حد يث آ خر‪:‬‬ ‫»للتوبة باب بالغرب مسية سبعي عاما ل يزال كذلك حت يأت بعض آيات ربك؛ طلوع الشمس من‬ ‫مغربــها«(‪ )334‬وفـ حديـث آخـر‪» :‬إن ال يبسـط يده بالليـل ليتوب مسـيء النــهار‪ ،‬ويبسـط يده‬ ‫‪ )(330‬جاء من طريق ابن عمر رضي ال عنـهما رواه المام أحد ف "مسنده" [‪ ]6165‬والترمذي ف "سننـه" [‪]3537‬‬ ‫وعبد بن حيد ف "مسنده" [‪/ 847‬النتخب] وابن العد ف "مسنده" [‪ ]3404‬وأبو نعيم ف "اللية" [‪ ]6882‬وابن عدي‬ ‫ف "كامله" (‪.)4/282‬‬ ‫وجاء عند القضاعي ف "الشهاب" [‪ ]1085‬عن عبادة ‪ .‬وجاء عند ابن أبـي شيبة [‪ ]3537‬مرسل للحسن البصري‪.‬‬ ‫‪ o‬وعند أحد ف "مسنده" برقم [‪ 15505‬دار الكتب العلمية]‪:‬‬ ‫"عن عبدالرحن البـيلمان قال‪ :‬اجتمع أربعة من أصحاب رسول ال فقال أحدهم‪ :‬سعت رسول ال يقول‪» :‬إن‬ ‫ال ـ تبارك وتعال ـ يقبل توبة العبد قبل أن يوت بـيوم«‪ .‬فقال الثان‪ :‬أنت سعت هذا من رسول ال ‪.‬؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وأ نا سعت ر سول ال يقول‪» :‬إن ال ـ تبارك وتعال ـ يق بل تو بة الع بد ق بل أن يوت بن صف يوم«‪ .‬فقال‬ ‫الثالث‪ :‬أنت سعت هذا من رسول ال ‪.‬؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬وأنا سعت رسول ال يقول‪» :‬إن ال ـ تبارك وتعال ـ‬ ‫يق بل تو بة الع بد ق بل أن يوت بضحوةٍ«‪ .‬فقال الرا بع‪ :‬أ نت سعت هذا من ر سول ال ‪.‬؟ قال‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪ :‬وأ نا سعت‬ ‫رسول ال يقول‪» :‬إن ال ـ تبارك وتعال ـ يقبل توبة العبد ما ل يغرغر بنفسه «‪ ".‬قال اليثمي ف "ممع الزوائد" (‬ ‫‪ 10/325‬دار الفكر)‪" :‬رواه أحد ورجاله رجال الصحيح غي عبدالرحن وهو ثقة"‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫‪ )(331‬أشتـهر من تسمى بعطاء اثنان ها‪ :‬أبو ممد عطاء بن يسار الدن وأبو ممد عطاء بن أبـي رباح الكي وكلها من‬ ‫أجلة التابعي ول أتبـي القصود منـهما‪.‬‬ ‫وترجة الول ف‪" :‬تذكرة الفاظ" للذهبـي (‪ )1/90‬و"تـهذيب التـهذيب" لبن حجر (‪ 7/188‬دار الكتب العلمية)‪.‬‬ ‫وترجة الثان ف‪" :‬تذكرة الفاظ" للذهبـي (‪ )1/98‬و"تـهذيب التـهذيب" لبن حجر (‪ )7/174‬وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(332‬جاء مثله عند الطبان ف "الوسط" مرفوعا من طريق عبدال بن عمرو ‪ ..‬هكذا ذكره اليثمي ف "ممع الزوائد" (‬ ‫‪ 10/324‬دار الفكر) ول يتكلم عن سنده‪ .‬وليس "الوسط" بـي يدي الن‪ .‬وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(333‬جزء من حديث طرفه‪» :‬ل تزال التوبة ‪ ...‬الديث« جاء من طريق عبدالرحن بن عوف وعمرو بن العاص ومعاوية‬ ‫جيعا رواه أحد ف "السند" [‪ 1/244‬برقم ‪ ]1676‬والطبان ف "الكبـي" [‪ 19/381‬برقم ‪ ]895‬وابن جرير الطبي‬ ‫ف "تفسيه" [‪ 5/407‬برقم ‪ 14217‬و ‪ 14218‬دار الكتب العلمية]‪.‬‬ ‫‪ )(334‬هذا الديـث جاء مـن طريـق صـفوان بـن عسـال رواه أحدـ فـ "مسـنده" [‪ 18117‬و ‪ 18119‬و ‪]18124‬‬ ‫والترمذي ف "سننـه" [‪ 3535‬و ‪ ]3536‬والطبان ف "الكبـي" [‪ 8/55‬برقم ‪ ]7348‬والبـيهقي ف "شعب اليان"‬ ‫‪230‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫بالن ـهار ليتوب م سيء الل يل ح ت تطلع الش مس من مغرب ـها«(‪ )335‬ومع ن يب سط يده‪ :‬أي ي سدي‬ ‫نعمتـه ويسبلها على من توجّه اليه تائبا‪ ،‬كل ذلك ترغيب للعباد ف السارعة ال التوبة وال أعلم‪.‬‬ ‫وإنا كانت التوبة ل تقبل بعد طلوع الشمس من مغربـها لن بطلوعها يتيقن انقضاء الدنيا وفناؤها‬ ‫وقدوم الخرة وبقاؤها فتوبة التائب ضرورية ل اختيارية‪ ،‬ومن هنا ل تقبل توبة فرعون لنـه إنا تاب‬ ‫بعـد تيقنــه اللك وبعـد علمـه بانقضاء دنياه وفـ ذلك اليـ قال‪ :‬آمنـت أنــه ل إله إل‬ ‫الذي آمنت بـه بنو اسرائيل وأنا من المسلمين يو نس ‪ 90 :‬فقيل له على جهة‬ ‫النكار عليه‪ :‬ءالن وقد عصيت قب ُ‬ ‫ل وكنت من المفسدين يونس ‪ 91 :‬وهلك‬ ‫فرعون ورد توبتـه ما اطبقت عليه المة ودلت عليه اليات القرآنية والحاديث النبوية‪ ،‬فما نسب ال‬

‫[‪ ]7076‬وابـن جريـر الطـبي فـ "تفسـيه" [‪ 5/407‬ــ ‪ 408‬برقـم ‪ 14221‬و ‪ ]14223‬والبغوي فـ "تفسـيه" [‬ ‫‪.]2/144‬‬ ‫‪ )(335‬جاء من طر يق أب ـي مو سى الشعري رواه المام م سلم ف " صحيحه" [‪ ]2759‬وأح د [‪ 19548‬و ‪]19640‬‬ ‫والطيالسي ف "مسنده" [‪ ]490‬والبـيهقي ف "السنن الكبى" [‪ 8/235‬رقم ‪ 16504‬ـ و ‪ 10/317‬رقم ‪]20766‬‬ ‫وف "شعب اليان" [‪ ]7075‬وأبوالشيخ ف "العظمة" [‪ 128‬و ‪ ]129‬والبغوي ف "تفسيه" [‪.]2/144‬‬ ‫‪231‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ا بن العرب ـي(‪ )336‬من قوم نا أن فرعون مؤ من شه يد مالف للكتاب وال سنة وخارق لجاع ال مة فل‬ ‫يلتفت إليه وال سبحانـه وتعال أعلم‪.‬‬ ‫توبتـه وهـكـــــــذا‬ ‫(‪()288‬فقاتل المؤمن عمـــــدا تقبــــــل‬ ‫المضــــلـــــل)‬ ‫آلـــــى ليبطـــلن‬ ‫(‪()289‬من بعد موت من أضـــــل وإذا‬ ‫حقـــــا فكــــــذا)‬ ‫‪ )(336‬ل يس الراد ه نا ا بن العرب ـي العل مة الال كي م مد بن عبدال صاحب "عار ضة الحوذي" و"العوا صم من القوا صم"‬ ‫و"أحكام القرآن" التوف سنة ‪543‬هـ بل القصود هو‪:‬‬ ‫الفيل سوف الت صوف م ي الد ين أ بو ب كر م مد بن علي بن م مد بن أح د بن عرب ـي الطائي الات ي الر سي صاحب‬ ‫"الفتوحات الكية ـ ط" و"شجرة الكون ـ ط" و"فصوص الكم ـ ط" نـزيل دمشق‪ ،‬ولد سنة ‪560‬هـ ف "مرسية"‬ ‫بالندلس وانتقـل إل "أشبــيلية" وقام برحلة زار مـن خللاـ الشام وبلد الروم والعراق والجاز؛ وأنكـر عليـه أهـل الديار‬ ‫الصرية شطحات صدرت منـه فعمل بعضهم على إراقة دمه‪ ،‬وحُبس فسعى ف خلصه بعضهم فنجا واستقر بـه الال ف‬ ‫دم شق‪ .‬قال الذهب ـي ف "ميزان العتدال" (‪" :)3/659‬ونَقَل رفيق نا أ بو الف تح اليعمري ـ وكان متثب تا ـ قال‪ :‬سعت‬ ‫المام تقي الدين ابن دقيق العيد يقول‪ :‬سعت شيخنا أبا ممد العز بن عبد السلم السلمي ـ يقول وجرى ذكر أبـي عبد‬ ‫ال بن العرب ـي الطائي ـ فقال‪ :‬هو ش يخ سوء شي عي كذاب‪ .‬فقلت له‪ :‬وكذاب أي ضا؟!‪ .‬قال‪ :‬ن عم؛ تذاكر نا بدم شق‬ ‫التزويج بالن فقال‪ :‬هذا مال لن النس جسم كثيف والن روح لطيف‪ ،‬ولن يعلق السم الكثيف الروح اللطيف‪ .‬ث بعد‬ ‫قليل رأيتـه وبـه شجة فقال‪ :‬تزوجت جنية فرزقت منـها ثلثة أولد!! فاتفق يوما أن أغضبتـها فضربتن بعظم حصلت‬ ‫منـه هذه الشجة وانصرَفتْ فلم أرها بعد هذا‪ .".‬ث قال الذهبـي‪" :‬وصنف التصانيف ف تصوف الفلسفة وأهل وحدة‬ ‫الوجود‪ ،‬فقال أشياء منكرة عد ها طائ فة من العلماء مرو قا وزند قة‪ ،‬وعد ها طائ فة من العلماء من إشارات العارف ي ورموز‬ ‫ال سالكي‪ ،‬وعد ها طائ فة من متشاب ـه القول وأن ظاهر ها ك فر وضلل وباطن ـها حق وعرفان وأن ـه صحيح ف نف سه‬ ‫كب ـي القدْر‪ .‬وآخرون يقولون‪ :‬قد قال هذا البا طل والضلل ف من الذي قال إن ـه مات عل يه‪ .".‬ا‪.‬ه ـ ويقال ل ن يدا فع‬ ‫عنـه‪ :‬ما الدليل على أنـه مات على غيه؟! ومن نقل توبتـه؟!والتقول بغي دليل ليس لهل العلم بسبـيل‪ .‬وف "لسان‬ ‫اليزان" ل بن ح جر الع سقلن يقول (‪" :)5/315‬و ف ت صانيفه كلمات ين بو ال سمع عن ـها وز عم أ صحابـه أن ل ا مع ن‬ ‫باطن ـها غ ي الظا هر"‪ .‬ا‪.‬ه ـ على أن ال سلمي مكلفون بال خذ بالظا هر أ ما البوا طن فتو كل إل علم الغيوب‪ ،‬و من أو قع‬ ‫نفسه ف مواطن التـهم فل يلومن إل نفسه‪ ،‬بل ل يكن من سية السلف الصال تقسيم الشياء إل بواطن وظواهر نعم هذا‬ ‫شأن الباطن ية و هي فر قة ظاهرة ال سران‪ ،‬وا بن عرب ـي هذا هو القائل بنجاة فرعون فيكون قوله هذا مكفرا له دون تردد‬ ‫لعارضت ـه القرآن الكري وال الستعان‪ .‬وف معرض الكلم عن كتاب "فصوص الكم" يقول ا بن تيمية كما ف "الفتاوى‬ ‫الكبى" (‪ 2/81‬ط‪ /‬مكتبة العبـيكان)‪" :‬ولذا جعل صاحب هذا الكتاب ُعبّاد العجل مصيبـي! وذكر أن موسى أنكر‬ ‫على هارون إنكاره عليهم عبادة العجل!! وقال‪ :‬كان موسى أعلم بالمر من هارون‪ ،‬لنـه علم ما عبده أصحاب العجل!‬ ‫لعلمه بأن ال قضى أل يعبدوا إل إياه وما حكم ال بـه وقع!! فكان عتب موسى أخاه هارون لا وقع المر ف إنكاره وعدم‬ ‫اتباعه! فإن العارف من يرى الق ف كل شئ!! بل يراه عي كل شئ!!‪ .‬ولذا يعلون فرعون من كبار العارفي! الحققي!‬ ‫وأن ـه كان م صيبا ف دعواه الربوب ـية!! ك ما قال ف هذا الكتاب‪ :‬ول ا كان فرعون ف من صب التح كم صاحب الو قت‬ ‫‪232‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫قول أبـي نبـهان‬

‫(‪()290‬وقيل أن ل توبـــــة لهـــــم وفي‬ ‫أن ليـــــس اصطفي)‬ ‫أضــله بمـــــا‬ ‫من‬ ‫(‪()291‬لكن على المضـــــل أن يُبلغَ َ‬ ‫من فتــــــن)‬ ‫دعـــــا و َ‬ ‫حــري‬ ‫فهو‬ ‫(‪()292‬إن كان فـــــي مقـــــــدرة وإل‬ ‫ٌ‬ ‫بمتــــــــاب المولــــــى)‬ ‫أي فإذا علمت أن التائب من ذنبـه ل ُيرَد ما ل يغرغر بنفسه أو تطلع الشمس من مغربـها؛ فاعلم‬ ‫أن قاتل الؤمن عمدا‪ ،‬والداعي ال ضللة‪ ،‬والالف على إبطال حق ‪ ..‬تقبل جيعا توبتـهم إذا جاءوا‬ ‫ب ـها على شروطها لن الدلة الدالة على قبول التوبة قبل الغرغرة وقبل طلوع الشمس من مغربـها‬ ‫عا مة تش مل هؤلء وغي هم وت صيصهم من هذا العموم مفت قر ال دل يل‪ ،‬وذ هب ب عض العلماء ال أن‬ ‫هؤلء الثلثة ليس لم توبة وكذا عندهم مَن َأْلحَقَت زوجَها ولدا مِن غيه؛ فهؤلء الربعة ل توبة لم‬ ‫ع ند هؤلء وكذا قالوا في من ق تل نب ـيا أو قتله نب ـي‪ ،‬وضعّ فَ الش يخ أ بو نب ـهان جا عد بن خ يس‬ ‫الرو صي ـ رضوان ال عل يه ـ ت صيص عموم اليات الواردة ف قبول التو بة من ج يع التائب ـي‬ ‫فأجراها على عمومها واختار أن التوبة مقبولة ما ل يغرغر أو تطلع الشمس من مغرب ـها وهذا معن‬ ‫قوله‪( :‬وف قول أبـي نبـهان أن ليس اصطفي) أي أن القول‪ :‬بأن هؤلء الثلثة غي مقبولة توبتـهم‪.‬‬ ‫ليس بالختار ف قول أبـي نبـهان‪.‬‬ ‫أما قوله‪( :‬لكن على الضل‪ ..‬ال) فهو بـيان لكيفية توبة الداعي ال ضللة فأُ ِجيْبَ اليها‪ ،‬اعلم أن توبة‬ ‫من د عا ال ضللة فأج يب الي ها مشرو طة بأن يُبَلّغ مَن أجاب ـه ال تلك الضللة بأن ـه تاب من ـها‬ ‫وأنـها بدعة وضللة؛ فإن قبل منـه ذلك وإل فل شيء عليه فوق ذلك‪ ،‬وإن ل يقدر على إبلغ من‬ ‫أضله ببـيان ضللتـه بأ نْ مات الُجيب اليها أو غاب حيث ل يكنـه إبلغه فل شيء عليه سوى‬ ‫وأنـه جار ف العرف الناموسي لذلك قال‪ :‬أنا ربكم العلى (النازعات‪ )24 :‬أي وإن كان الكل أربابا بنسبة ما فأنا‬ ‫العلى منـهم با أعطيتـه ف الظاهر من الكم فيهم!‪ .‬ولا علمت السحرة صدق فرعون!! فيما قاله ل ينكروه بل أقروا له‬ ‫بذلك!! وقالوا له‪ :‬اقض ما أنت قاض (طه ‪ )72 :‬فالدولة لك‪ .‬فصح قول فرعون‪ :‬أنا ربكم العلى‪ .‬وأنـه كان عي‬ ‫الق!‪.‬‬ ‫ويكفيك معرفة بكفرهم؛ أن من أخف أقوالم أن فرعون مات مؤمنا بريا من الذنوب!!"‪ .‬انتـهى كلم ابن تيمية وإن‬ ‫كان الال ك ما قال فل يس ل ن يدا فع عن ا بن عرب ـي الت صوف ح جة ب عد هذا‪ ،‬بل هو ضال خا سر إن ث بت ع نه وال‬ ‫ال ستعان‪ .‬وأ ما احتجاج ب عض الت صوفة دفاعا ع نه بأن تلك العبارات الكفر ية دُ ّستْ عل يه ك ما ذكره الشعرا ن ف "لطائف‬ ‫ل على لزوم ن بذ كت به على أح سن الحا مل‪ ،‬وكا نت وفات ـه سنة ‪638‬ه ـ ف دم شق‪"( .‬ميزان‬ ‫ال نن" ف هو ل يز يد إل دلي ً‬ ‫العتدال" ‪ 3/659‬ـ "سي النبلء" للذهبـي ‪ 16/347‬ـ"لسان اليزان" لبن حجر ‪ 5/311‬ـ ‪ 315‬ـ "العلم"‬ ‫للزركلي ‪.)6/381‬‬ ‫‪233‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫التوبة لقوله تعال‪ :‬إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا‪ ..‬الية‬ ‫البوج ‪ 10 :‬فإنـه تعال شرط الوعيد بعدم التوبة وال سبحانـه وتعال أعلم‪.‬‬

‫‪234‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫البـاب الثــــاني‬ ‫ـ من الـركــن الرابــع ـ‬ ‫فــي أحــــوال التــــائب‬ ‫والراد بأحواله بـيان ما له وما عليه بعد التوبة‪ ،‬فأما بـيان ما عليه فأشار اليه بقوله‪:‬‬ ‫كفـــــارة وتوبـــة‬ ‫(‪()293‬وتارك فرضــا لمـــوله مضـــــى‬ ‫قــــد فــرضــا)‬ ‫شيء ســـــوى التوبة‬ ‫(‪()294‬عليه مع إبدالــــــــه وقيـــل ل‬ ‫في ذا جعــل)‬ ‫في حكـــــم من‬ ‫(‪()295‬وذاك مثل الصـــــوم والصلة‬ ‫حـرم للحـــرمات)‬ ‫اعلم أن التائب من الذنب إما أن يكون ذنبـه مِن جهة ارتكاب ما حرم ال تعال وإما أن يكون مِن‬ ‫ترك ما فرض ال عل يه‪ ،‬فإن كان من الول فل ش يء عل يه سوى التو بة اتفا قا من الشار قة وعل يه مع‬

‫ح ّرمِي لا ارتكبـه ول كفارة‬ ‫التوبة ـ الكفارة ـ ُمغَلّظة مع أصحابنا الغاربة بشرط أن يكون من ا ُل َ‬ ‫عندهم على الستحل لذلك كذا يؤخذ من استقراء قواعدهم‪ ،‬وإن كانت معصيتـه بترك ما فرض ال‬ ‫عليه ِفعْلَه كالصلة والصوم ُيفَوّتـهما عمدا فل يلو ف تفويتـه لما من أحد أمرين‪ :‬إما أن يكون‬ ‫م ستحل لتركه ما وإ ما أن يكون منت ـهكا غ ي م ستحل لذلك‪ ،‬فإن كان م ستحل لتركه ما فل ش يء‬ ‫عليه سوى التوبة من ذلك‪ ،‬وإن كان منتـهكا وف اعتقاده دائن بفرضيتـهما عليه ففيه ثلثة أقوال‪:‬‬ ‫أحدها‪ :‬أن عليه التوبة من ذلك والكفارة عنـه وتداركه بالبدل‪.‬‬ ‫ثانيها‪ :‬أن عليه التوبة والبدل ول كفارة عليه‪.‬‬

‫ثالثها‪ :‬أن ل كفارة ول بدل وإنا عليه التوبة فقط وهذا معن قوله‪( :‬ل شيء ‪..‬ال)‪.‬‬ ‫ومع ن قوله‪( :‬جُعل) أي شرع‪ ،‬ومع ن قوله‪ ( :‬ف ح كم من حرم للحرمات) أي هذه القوال إن ا هي‬ ‫متصة بكم من اعتقد تري الحرمات شرعا‪ ،‬أما من ترك الصوم والصلة على جهة الستحلل لما‬ ‫فل شيء عليه سوى التوبة من ذلك لن ـه يكون باستحلله لذلك مشر كا(‪ )337‬وبرجو عه عن ـه ال‬ ‫الق مسلما والسلم جب لا قبله قل للذين كفروا إن ينتـهوا يُغفر لهم ما قد‬ ‫سلف النفال ‪ 38 :‬وال سبحانـه وتعال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(337‬وإن ا ح كم عل يه بالشرك لكون ا ستحلله ل مر علم من الد ين بالضرورة ف هو مضاد ل ف أحكا مه‪ ،‬قال أ بو ا سحاق‬ ‫الشيازي الشافعي ف كتاب ـه "الهذّب" (‪ 1/100‬دار الك تب العلم ية)‪" :‬ومن وج بت عل يه ال صلة وامتنع من فعل ها‪ ،‬فإن‬ ‫كان جاحدا لوجوب ـها ف هو كا فر وي ب قتله بالردّة لن ـه كذّب ال تعال ف خبه‪ ،‬وإن ترك ها و هو معت قد لوجوب ـها‬ ‫وجب عليه القتل ‪...‬ال"ا‪.‬هـ والستحل والاحد هاهنا سواء‪ .‬وال أعلم‪.‬‬ ‫‪235‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫لـــــه ثوابـها‬

‫(‪()296‬وفي المصر إن أتـــــى الطاعة هــــل‬ ‫إذا الغفران حل)‬ ‫من غير ما‬ ‫(‪()297‬أو ل أو التفصيل أولـــــى إن عصى‬ ‫شـــرك أتى محصحصا)‬ ‫هذا بـيان الطرف الثان من أحوال التائب وهو الانب الذي له‪ ،‬اختلف العلماء ف التائب إذا كان ف‬ ‫حال اصراره فاعل للطاعات هل يعطى ثواب تلك الطاعات بعد التوبة أم ل؟ ففيه ثلثة أقوال‪:‬‬ ‫الول‪ :‬لبـي عبدال ممد بن مبوب(‪ )338‬ـ رضي ال تعال عنـه ـ واختاره ابن أبـي نبـهان‬ ‫أنـه يعطى ثواب طاعتـه وظاهر كلمهما الطلق‪.‬‬ ‫القول الثانـي‪ :‬للفضـل بـن الواري(‪ )339‬واختاره جاعـة وهـو أنــه ل يعطـى مـن ثواب تلك‬ ‫الطاعة شيئا‪.‬‬ ‫القول الثالث‪ :‬لبشيـ(‪ )340‬واختاره الزاملي(‪ )341‬أنــه إذا كان هذا الصـر حيـ ِفعْلِه للطاعـة‬ ‫مشركـا فل ثواب له بعـد التوبـة على تلك الطاعـة‪ ،‬وإن كان غيـ مشرك فيعطـى بعـد التوبـة ثواب‬ ‫طاعتـه‪.‬‬ ‫‪ )(338‬تقدمت ترجتـه عند التعليق على البـيت رقم (‪.)28‬‬ ‫‪ )(339‬العل مة أ بو م مد الف ضل بن الواري الزكوي من ب ن سامة بن لؤي بن غالب‪ .‬أش هر علماء عمان ف القرن الثالث‬ ‫الجري وأ حد تلم يذ العل مة الكب ـي م مد بن مبوب ‪ ..‬كان هو والش يخ عزان بن ال صقر ف ز من وا حد ولعلمه ما‬ ‫وفضله ما يضرب ب ـهما ال ثل ف عمان كالعين ي ف جب ـي وا حد‪ .‬من تصانيفه‪ :‬كتاب "الامع" وقد ت طبعه ف وزارة‬ ‫التراث العمانية ف ‪ 3‬ملدات‪ .‬وقتل ف وقعة القاع الشهورة سنة ‪278‬هـ‪.‬‬ ‫("اتاف العيان" للبطاشي ‪ 1/197‬ـ ‪ 200‬ـ "السية" لبن مداد ص ‪.)31‬‬ ‫‪ )(340‬العل مة بش ي بن م مد بن مبوب الخزو مي من أ هل عمان ينحدر من سللة علم ح يث كان أبوه وجده من كبار‬ ‫العلماء وهو أحد علماء الباضية ف القرن الرابع والغاية ف العلم والفضل ف أهل زمانـه من مؤلفاتـه "البستان" (مفقود) و‬ ‫"الزانة" ف ‪ 70‬ج (مفقود) و "الرضف ف التوحيد" (مطوط) و "الحاربة" (مطوط) توف سنة ‪273‬هـ تقريبا‪"( .‬إتاف‬ ‫العيان" ـ للبطاشي ـ ‪)1/194‬‬ ‫ويكن أن يكون الراد بـه العلمة أبو النذر بشي بن النذر العقري النـزوي تلميذ المام الربـيع الفراهيدي رحهما ال تعال ‪،‬‬ ‫لكن الول من ذكرتـه لن اللف ف هذه السألة انتشر متأخرا عن زمن ابن النذر وأحسب أن قرأت ما يدل على هذا‬ ‫ف "منـهج الطالبـي" للعلمة الشقصي وال أعلم‪.‬‬ ‫‪ )(341‬الشيخ صال بن سعيد الزاملي العقري النـزوي ـ نسبة إل مدينة نـزوى الشهية ـ من علماء الباضية ف عمان‪،‬‬ ‫عاش ف القرن الادي عشر الجري ـ معاصر للشيخ خيس بن سعيد الشقصي مؤلف "منـهج الطالبـي ـ ط‪20/‬ج"‬ ‫ـ وكانت له مشاركة بارزة ف تنصيب المام العادل ناصر بن مرشد اليعربـي الذي قام بدوره بطرد الستعمرين البتغالي‬ ‫من الراضي العمانية ث استكمل بقية الئمة من اليعاربة طرد البتغاليي من الليج العربـي وبر العرب فخلصوا الناس من‬ ‫شرهم‪ ،‬هذا وللشيخ الزاملي جوابات متناثرة تراها ف كتاب "لباب الثار" للصائغي‪"( .‬تفة العيان" ـ للسالي ‪.)2/7‬‬ ‫‪236‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ففي السألة إطلقان وتفصيل؛ الطلق الول‪ :‬إنـه يعطى ثوابـها بعد التوبة مطلقا كان حي‬ ‫فعل الطاعة مشركا أو فاسقا غي مشرك‪ .‬الطلق الثاني‪ :‬أنـه ل يعطى ثواب ما عمل حال‬ ‫اصراره ولو تاب وغفر له كان حال الصرار مشركا أو غي مشرك‪ .‬وأما التفصيل‪ :‬فهو انـه إن‬ ‫كان بإ صراره مشر كا فل ثواب له في ما ع مل من الطاعات ف حال شر كه وإن كان غ ي مشرك فله‬ ‫ثوابـه إذا تاب من اصراره‪.‬‬ ‫ول ف السألة تفصيل آخر هو‪ :‬انـه إن كانت الطاعة الت عملها مشروطا صحتـها بالسلم‬ ‫كال صلة وال صيام فل ثواب ل ا إن عمل ها ف الشرك لن شرط صحتـها غ ي موجود وثواب الع مل‬ ‫مترتب على صحتـه ول صحة فل ثواب‪ ،‬وإن كانت تلك الطاعة غي مشروط ف صحتـها السلم‬ ‫َكِبرّ الوالديـن وإقراء الضيفان وصـلة الرحـم وإغاثـة اللهوف ونصـر الظلوم ‪..‬وهكذا فله ثوابــها إذا‬ ‫أسلم وإن عملها ف الشرك وكذا القول فيما عمل من الطاعات ف حال اصراره الذي ل يشرك بـه‬ ‫فإن ـه إن كا نت تلك الطا عة مشرو طا ف صحتـها اليان الكا مل و هو الوفاء بم يع الواجبات فل‬ ‫صحة لا بتركه فل ثواب عليها‪ ،‬وإن كانت تلك الطاعة غي مشروط ف صحتـها اليان الكامل فله‬ ‫على فعل ها ثواب ـها ب عد توبت ـه وهذا التف صيل ح سن جدا‪ .‬ول يقال إنــه لم يتقدمنـي‬ ‫عليه أحد فإن الحق مقبول ممن جاء بـه‪ ،‬فإن قيل‪ :‬لشيء من الطاعات مشروط‬ ‫صحتـها باليان الكامل فل وجه لخر التفصيل‪ .‬قلنا‪ :‬بل له وجه ظاهر وهو أن الفقهاء اختلفوا ف‬ ‫أشياء من الطاعات كال صلة خلف الفا سق فأبطل ها قوم و صححها آخرون فالقائل ببطلن ـها يشترط‬ ‫ف صحتـها أن يكون المام كامل اليان(‪ )342‬وعلى مذهبـه فتلك الصلة غي صحيحة فل ثواب لا‬ ‫وإنْ بعد التوبة على هذا التفصيل الذي ذكرتـه وكذا فيما أشبـه ذلك وال أعلم‪.‬‬

‫‪ )(342‬جرى الع مل على جواز ال صلة خلف الفا سق للحد يث الوارد ف هذا الشأن‪ ،‬ل كن ي كن التمث يل لراد الش يخ وب ـيان‬ ‫الرد على من قال‪ :‬ل شيء من الطاعات مشروط صحتـها باليان الكامل‪ .‬بأن صلة السبل إزاره ليست متقبلة للحديث‬ ‫الوارد ع ند الن سائي‪ ،‬و أ بو داود بر قم (‪ .. »: )638‬فقال له ر جل‪ :‬يا ر سول ال‪ ،‬ما لك أمرت ـه أن يتو ضأ ث سكت‬ ‫عن ـه؟ فقال‪ :‬إن ـه كان ي صلي و هو م سبل إزاره وإن ال جل ذكره ل يق بل صلة ر جل م سبل إزاره« ولن فا عل ذلك‬ ‫مرتكب للكبـية ومتلبس بـها ف حال أدائه للصلة والطاعة ل تالطها كبـية فأبطل صلتـه بعض أجلة العلماء وكذا‬ ‫الال وهذا تثيل جيد لكلم الشيخ ـ رحه ال ـ وكذا يثل أيضا بأن الصدقة إذا خالطها الن أو الرياء فهما مبطان لا‬ ‫لقوله تعال‪ :‬ياأيهـا الذيـن آمنوا ل تبطلوا صـدقاتكم بالنـ والذى كالذي ينفـق ماله رئاء الناس ‪ ..‬البقرة ‪.. 264 :‬‬ ‫ومنـه يتبـي أن هناك من الطاعات ما يشترط فيه اليان الكامل فإن مصاحبة الفسق ـ وهو لزم إنعدام اليان الكامل ـ‬ ‫مبط لكثي من الطاعات وال أعلم‪.‬‬ ‫‪237‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫البـــاب الثالـــث‬ ‫ـ من الركــن الرابـــع ـ‬ ‫رِم والمستحـــل‬ ‫في توبة المحـــ ّ‬ ‫والمستحــــــل‬ ‫(‪()298‬ومجمــــــل توبـــة من يحــّرِم‬ ‫عكس هذا يلزم)‬ ‫الراد ب ـ(الحرّم) النت ـهك و هو الذي يفعل الذنب مع اعتقاده له أن ـه ذنب‪ ،‬والراد بـ(الستحل)‬ ‫من يفعل الذنب ويعتقد أنـه غي ذنب لشبـهة تسك بـها أو لتقليده من تسك بالشبـهة ف ذلك‬ ‫فهو يدين بتخطئة من خالفه ف ذلك‪ ،‬فالحرم على هذا أيسر حال من الستحل لن الستحل جَ َمعَ مع‬ ‫ارتكاب الذنب اعتقاد أن ـه غي ذنب وتطئة من خالفه ف ذلك‪ ،‬فمن هنا كانت توبة الحرم أيسر‬ ‫حال من توبة الستحل فيجزي الحرم أن يتوب من جيع ذنوبـه إجال‪ ،‬ول يزي الستحل ذلك لكن‬ ‫يلزمه التوبة عن كل ما استحله بعينـه فيذكر ذنوبـه ذنبا ذنبا ويتوب عن كل واحد منـها توبة‬ ‫وهذا معن قول الناظم‪( :‬والستحل عكس هذا يلزم) أي يلزم الستحل ف كيفية التوبة عكس ما يلزم‬ ‫الحرم؛ فيلزم الحرم الجال ويلزم الستحل التفصيل‪ ،‬هذا حاصل ما ف الثر والظاهر أن لزوم التفصيل‬ ‫ف التوبة على الستحل إنا هو تعبد خاص له فيما بـينـه وبـي اللق(‪ )343‬أما فيما بـينـه وبـي‬ ‫ال فل يلزمه ذلك وإنا يزيه الجال إذا قصد بالتوبة التوبة عن كل ذنب استحله وال أعلم‪.‬‬ ‫لم يجزه التـــوب‬ ‫(‪()299‬ومن أتـــــى أمــرا علــى التحريم‬ ‫بـــــل تغريـــم)‬ ‫بعكسه في أعـــــدل‬ ‫(‪()300‬وإن يكــــــن أتـــاه باستحـــلل‬ ‫القـــــوال)‬ ‫عليـــــه أن يرده‬ ‫(‪()301‬وإن يكن فــــي يده ما قد كسب‬ ‫لمــــن سلـــب)‬ ‫يشترط ف توبة من فعل أمرا ويعتقد أنـه حرام فلزمه من ـه ضمان كأ كل مال الغي بغ ي إذن ـه أن‬ ‫حلّ منـهم ول يزيه التوبة منـه بغي تلص‪ ،‬فإن ل‬ ‫يتخلص إل أرباب ذلك الشيء إما بغرم له أو ِب ِ‬ ‫يقدر على التخلص دان بأداء ذلك عنـد القدرة فإذا حضره الوت وهـو غيـ قادر على اللص أوصـى‬ ‫بـه وليس عليه فوق ذلك شيء وال رؤوف بالعباد‪ ،‬ول يشترط هذا الشتراط ف توبة من فعل ذلك‬ ‫الفعل وهو مستحل له على أكثر القوال وعدّله الناظم هاهنا لكن بشرط أن ل يكون ما أخذه بطريق‬ ‫الستحلل باقيا ف يده فإن كان باقيا بعينـه ف يده ففي أكثر أقوالم أن عليه أن يرده ال من أخذه‬ ‫‪ )(343‬والعلة ف التفصيل من أجل أنـه ل يرى ما كان مستحل له ذنبا!!‪ ،‬حي يكون دائنا بلية ما أتاه‪ ،‬فتوبتـه الجملة ل‬ ‫تشمل ما استحله على هذا بل يلزمه تعيي ما استحله بالتوبة وال أعلم‪.‬‬ ‫‪238‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫منـه‪ ،‬وقيل ل يلزمه أن يرده اليه لنـه إنا أخذه يوم أخذه وهو مستحل له‪ ،‬وف قول ثالث‪ :‬أن على‬ ‫الستحل رد ما أخذه إن كان باقيا وغرمه إن كان متلفا‪.‬‬ ‫هذا مصل ما ف الثر ف هذا القام وعندي فيه تفصيل هو‪ :‬أنـه إن كان الستحل مشركا فل يلزمه‬ ‫غرم ما أتلفه ف حال شركه على السلمي ول يلزمه رد ما أخذ منـهم بعد أن أسلم ولو كان باقيا ف‬ ‫يده لن له ما أسلم عليه لدلة ذكرتـها ف غي هذا الكتاب‪ ،‬وإن كان الستحل من أهل القبلة [فإنـه‬ ‫يلزمه رد ما أخذ على السلمي باستحلله وغرمه إن كان قد تلف من يديه لنـه ل تل أموال أهل‬ ‫القبلة بنفس العتقاد ِلحِلّهَا وال سبحانـه وتعال أعلم‪.‬‬ ‫حتى يصــــــح أنـه قد‬ ‫(‪()302‬وحكمــــه محرم حــين فعـل‬ ‫استحـل)‬ ‫حرّم لخذهـا فهـو مكوم عليـه بغرمهـا وإن ادعـى‬ ‫أي حكـم آخـذ أموال أهـل القبلة](‪ )344‬أنــه ُم َ‬ ‫الستحلل لا؛ لن أموال أهل القبلة ف دين ال مجورة بغي إذن أهلها فيحكم على من أخذها بردها‬ ‫الي هم ودعواه أن ـه م ستحل لخذ ها دعوى لو صحت تُ سقط عن ـه ال كم برد ها على قول ب عض‪،‬‬ ‫وأيضا فحكم أهل القرار كلهم التحري لا حرم ال ودعواه أنـه مستحل تالف أهل هذا الكم فل‬ ‫ت سمع من ـه دعواه أن ـه م ستحل إل ب صحة شرع ية و هي شهرة أو شهادة عدل ي وذلك أن تق ضي‬ ‫الشهرة أو يشهد العدلن بأن هذا الرجل قد كان على دين الزارقة(‪ )345‬مثل وال أعلم‪.‬‬

‫‪ )(344‬ما بـي الاصرتي ساقط من (ب)‪.‬‬ ‫‪ )(345‬أتباع نافع بن الزرق وهي فرقة من الوارج يستحلون أموال ودماء مالفيهم حي عدوهم مشركون وقد انقرض هؤلء‬ ‫الوارج ول المد ول يبق ف هذا الزمن إل شرذمة موهوا على الناس وتستروا بألقاب برّاقة من يمل مبدأهم ف استحلل‬ ‫دماء أهل القبلة!! قاتلهم ال أن يؤفكون‪.‬‬ ‫‪239‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫البـاب الـرابـــع‬ ‫في المور التي ل تلزم منـها توبة‬ ‫أي لعفو ال تعال عنـها بنـه وهي أربعة أشياء؛ التقية والطأ والنسيان وحديث النفس‪ ،‬ف َعقَد لكل‬ ‫واحد من التقية والطأ فصل‪ ،‬و َعقَدَ لديث النفس والنسيان فصل واحدا فلذا قال‪ :‬وفيه ثلثة فصول‪.‬‬ ‫الفصــل الول‬ ‫قيَّـــــة‬ ‫في الت َ ِ‬ ‫من نيل ضـــــر‬ ‫(‪()303‬أجـــز تقيــة بقـــــول إن خلـــص‬ ‫من بـه القول يخص)‬ ‫والخلف في‬ ‫(‪()304‬وامنعها في اتلف نفـــــس إن جنى‬ ‫اتـــــلف مـــال ضمنـا)‬ ‫التقية إما أن تكون بالقول وإما أن تكون بالفعل ـ وسيأت بـيان حكم التقية بالفعل ـ وأما التقية‬ ‫بالقول فتجوز ف موضع وتنع ف مو ضع آخر ول ا مو ضع ثالث يتلف ف جواز ها فيه‪ .‬فأ ما الوضع‬ ‫الذي توز فيه فهي ما إذا كان القول ليس فيه ضرر على أحد من البشر وكان الجبور قد أكره على‬ ‫القول ب ـه(‪ )346‬فإن ـه يوز له ف هذا الو ضع أن يد فع عن نف سه ما يشاه من الق تل ونوه بالقول‬ ‫الذي طلب من ـه ولو كان ذلك القول شر كا وهذا مع ن قوله‪( :‬أ جز تق ية بقول ‪..‬ال)‪ ،‬ومع ن قوله‪:‬‬ ‫(إن خلص من نيل ضر ‪..‬ال) أي إن خلص ذلك القول من وقوع الضرر ف الغي فهو تقييد للجواز‪،‬‬ ‫وجواز ما ذكرناه مأخوذ من الكتاب والسنة فأما الكتاب فقوله تعال‪ :‬إل من أكره وقلبـه‬ ‫مطمئن باليمان النحــل ‪ 106 :‬وقوله تعال‪ :‬إل أن تتقوا منـــهم تقاة‬ ‫وأما السنة فقوله ‪» :‬عفي عن أمت الطأ والنسيان وما حدّثوا بـه أنفسهم وما أكرهوا عليه«(‪،)347‬‬ ‫آل عمران ‪28 :‬‬

‫‪ )(346‬فليتأمل القارئ مراد الباضية من التقية خلفا لبعض التعالي من مالفينا الذين يتخيلون القصود من التقية أن يظهر‬ ‫النسـان خلف مـا يبطـن فـ غالب أحواله دون التقيـد بشرط خوف الوقوع فـ اللك!! وهذا تاهـل غريـب أو بلهـة‬ ‫مستحكمة ‪ ..‬يقول أبو أسامة الساعيلي ف رسالتـه إل ملة (نداء السلم) بدينة سيدن _ دفاعا عن الباضية _ ص(‪:)8‬‬ ‫"التقية‪ :‬الباضية ل يجلون ما لديهم‪ ،‬فصاحب الق غي هياب ول وجل‪ ،‬فكيف لنا باتاذ التقية ونن الذين ندعوا إل‬ ‫الوار واللقاء على كلمة سواء‪ ،‬أما إن كنت تعن الكتمان الذي يتحدث عنـه الباضية‪ ،‬فذلك فوق أفهام الذين ل ينعمون‬ ‫النظر ف سية خي اللق وحبـيب الق فإن الباضية هم أول من َقعّد للدعوة السلمية بعد أن‬ ‫فــأوردهم والـكل ريّـان هـائـم‬ ‫أكبـوا علـى القــرآن شربا لـاءه‬ ‫وبعـد أن درسوا سية الصطفى فرأوا أنـه لكمة ما كانت الدعوة ف أعوامها الول سرّا‪ ،‬وما كان ذلك جبنا ول‬ ‫هلعا من بطش قريش‪ ،‬بل ضنّا بالق الناشئ أن تبطش بـه يد الباطل اللئيمة‪ ،‬وهذا ما تنبـهت إليه الركات السلمية ف‬ ‫هذا القرن أي بعد ثلثة عشر قرنا من تقعيدنا له وتنبـيهنا عليه ‪ "..‬ا‪.‬هـ‬ ‫‪ )(347‬هذا الديث ورد بلفظ‪» :‬رفع ال عن أمت الطأ والنسيان ومال يستطيعوا وما أكرهوا عليه« ـ وما يقاربـها ـ‬ ‫جاء من طريق ابن عباس رواه المام الربـيع الفراهيدي ف "مسنده" [‪ ]794‬وابن ماجة ف "سننـه" [‪ ]2045‬وابن‬ ‫‪240‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ومن ذلك "ما جرى لعمار بن ياسر ـ رضي ال عنـه ـ حي أخذه الشركون فلم يدعوه حت سب‬ ‫ر سول ال وذ كر آلت ـهم ب ي‪ ،‬فل ما جاء ال النب ـي قال‪ :‬يا ر سول ال ما أرا ن إل هل كت‪.‬‬ ‫(‪)349‬‬ ‫فأخبه [الب](‪ ،)348‬قال‪ :‬كيف تد قلبك؟‪ .‬قال‪ :‬مطمئن باليان‪ .‬قال‪ :‬فإن عادوا فعد‪".‬‬ ‫وأما الوضع الذي تنع فيه التقية بالقول فهو ما إذا كان ف القول ضرر على أحد من البشر كإتلف‬ ‫نفس الغي أو قطع عضوه فإنـه ل توز لحد التقية ف هذا الوضع إذ ل يل لحد أن ينجي نفسه‬ ‫بضرر غيه إذ لي ست نف سه أول بذلك من ن فس غيه وهذا مع ن قوله‪( :‬وامنع ها ف اتلف ن فس إن‬ ‫ج ن) أي وام نع التق ية بالقول ف مو ضع ي ن ف يه القول إتلف ن فس الغ ي وكذا ح كم عضوه؛ ومثال‬ ‫ذلك أن يُكرِه جبارٌ ـ ذو قدرة معروف بالغشم ـ أحدا من يقدر عليه أن يدله على أحد من البشر‬ ‫ليقتله ببا طل أو ليق طع عضوه بغ ي حق‪ ،‬وكان قد توعده بالق تل إن ل يدله عل يه فل يوز لذا الجبور‬ ‫أن يدل البار على ذلك الطلوب وإن خاف على نفسه منـه‪.‬‬ ‫حبان ف " صحيحه" [‪ ]7175‬وال طبان ف "الكب ـي" [‪ 11/109‬ر قم ‪ ]11274‬والب ـيهقي ف "ال سنن ال كبى" [‬ ‫‪ 7/584‬رقم ‪ ]15094‬وابن عدي ف "كامله" (‪ 2/346‬و ‪ )347‬و(‪ )5/282‬والعقيلي ف "الضعفاء" (‪ )4/145‬وقال‪:‬‬ ‫"وهذا يروى من غي هذا الوجه باسناد جيد"‪ .‬ا‪.‬هـ‬ ‫وجاء من طريق أبـي ذر الغفاري رواه ابن ماجة ف "سننـه" [‪ .]2043‬ومن طريق عقبة بن عامر عند البـيهقي‬ ‫فـ "السـنن الكـبى" (‪ 7/585‬رقـم ‪ .)15096‬كمـا رواه ابـن عدي فـ "كامله" (‪ )3/325‬عـن أبــي الدرداء و(‬ ‫‪ )2/150‬عن أبـي بكرة ‪.‬‬ ‫ورواه ابن أبـي شيبة ف "مصنفه" برقم [‪ ]19044‬عن عطاء مرسل‪.‬‬ ‫‪ o‬كما ورد بلفظ‪» :‬رفع عن أمت الطأ والنسيان« رواه أبو الفضل القاسم بن جعفر التميمي العروف بأخي عاصم وساق‬ ‫ا سناده التاج ال سبكي ف "طبقات الشافع ية ال كبى" (‪ 2/254‬بتحق يق اللو والطنا حي)‪ .‬وقال ال سبكي أي ضا ف الكتاب‬ ‫الذكور (‪" :)2/253‬وقد وقع الكلم ف هذا الديث قديا بدمشق‪ ،‬وبـها الشيخ برهان الدين بن الفركاح شيخ الشافعية‬ ‫ثّ إذ ذاك‪ ،‬وبالغ ف التنقيب عنـه‪ ،‬وسؤال الحدّثي‪ ،‬وذكر ف "تعليقتـه على التنبـيه" ف كتاب الصلة قول النووي ف‬ ‫"زيادة الروضة" ف كتاب الطلق ف الباب السادس ف تعليق الطلق إنـه حديث حسن‪ ".‬ا‪.‬هـ ونقل تسي النووي لذا‬ ‫الديث الافظ ابن حجر ف "تلخيص البـي" (‪ 1/281‬دار العرفة)‪.‬‬ ‫‪ )(348‬من (ب)‪.‬‬ ‫‪ )(349‬لفظ الرواية ‪" :‬عن ممد بن عمار بن ياسر قال‪ :‬أخذ الشركون عمار بن ياسر فلم يتركوه حت سبّ النبـي وذَكر‬ ‫آلت ـهم ب ي‪ ،‬ث تركوه‪ ،‬فل ما أ تى ر سول ال قال‪ :‬ما وراءك؟‪ .‬قال‪ :‬شر يا ر سول ال؛ ما تُرك تُ ح ت نل تُ م نك‬ ‫وذَكرتُ آلتـهم بي‪ .‬قال‪ :‬كيف تد قلبك؟‪ .‬قال‪ :‬مطمئنا باليان‪ .‬قال‪ :‬إن عادوا فعد‪".‬‬ ‫أخرجها البـيهقي ف "السنن الكبى" (‪ 8/362‬برقم ‪ )16896‬وأبو نعيم ف "حلية الولياء" برقم [‪ ]454‬وابن سعد ف‬ ‫"الطبقات الكبى" (‪ 3/189‬دار الكتب العلمية) وابن جرير الطبي ف "تفسيه" (‪/ 7/651‬الكتب العلمية) [سورة النحل‪:‬‬ ‫الية ‪ ]106‬والاكم ف "الستدرك" برقم [‪ ]3362‬وقال‪" :‬هذا حديث صحيح على شرط الشيخي‪ ،‬ول يرجاه‪ ".‬ووافقه‬ ‫الذهبـي فقال ف "تلخيصه" هناك‪" :‬على شرط البخاري ومسلم‪ ".‬ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫‪241‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وأ ما الو ضع الذي يتلف ف جواز التق ية ف يه بالقول ف هو ما إذا كان ف ذلك القول إتلف لال الغ ي‬ ‫كأن يدل البار على مال لغيه أن يضي عه أو يقتله البار‪ ،‬فإن بع ضا قد أجاز له أن يدله على ذلك مع‬ ‫اعتقاد الضمان له وبعض منع من ذلك وهذا معن قوله‪( :‬واللف ‪..‬ال)‪ ،‬والواز ف هذا الوضع أظهر‬ ‫من النع لن الال ل يقاوم النفس وال سبحانـه وتعال أعلم‪.‬‬ ‫كالحرق والغـــــرق‬ ‫(‪()305‬ولم تجـــــــز تقيـــة بالفعـــــــل‬ ‫ومثل القتـل)‬ ‫كالكل للميـــتــــة‬ ‫(‪()306‬لكن جواز ما أبـيح للضـــــــرر‬ ‫والدم اشتـهر)‬ ‫هذا بــيان حكـم التقيـة بالفعـل وحكمهـا أنــها ل توز عنـد الصـحاب وذلك كحرق النفـس‬ ‫وكتغريق ها وكقتل ها فإن ف هذه ال صور كل ها ل يوز ل حد أن ين جي نف سه بفعل ها‪ ،‬ل كن اشت ـهر‬ ‫عندهم جواز التقية بفعل الشياء الت أبـيح فعلها للمضطر كأكل اليتة والدم‪ ،‬وهذا الواز وإن كان‬ ‫على قول لبعضهم فهو مشهور ف آثارهم فيدل على أن كلمهم ف منع التقية بالفعل ممل ل بد له من‬ ‫تفصيل؛ وتفصيله أن نقول‪ :‬إن الفعل الذي يكره عليه الن سان إما أن يكون بـه ضرر بالغي كحرق‬ ‫الن فس وغرق ها وقتل ها‪ ،‬وإ ما أن يكون ل يس ف يه ضرر بالغ ي ل كن ف يه اتلف لال الغ ي‪ ،‬وإ ما أن يكون‬ ‫ل يس ف يه ضرر بالغ ي ول اتلف لاله‪ ،‬فإن كان ف يه ضرر بالغ ي ف هو منوع اتفاقا‪ ،‬وإن كان ف يه اتلف‬ ‫لال الغ ي فيخرج ف يه اللف الذكور ف جواز التق ية بالقول بشرط ضمان ذلك التلف‪ ،‬والذي ل يس‬ ‫فيه ضرر بالغي ول اتلف لاله نوعان‪:‬‬ ‫أحدها‪ :‬فعل ل يقبل الب والكراه‪ ،‬بعن أنـه ل يتأتى فعله عند ذلك كالزنا فإن فعله ل يصدر إل‬ ‫عن اختيار من الرجل دون الرأة فل يل للرجل التقية بـه ول للمرأة أن تساعد عليه‪.‬‬ ‫وثانيهما‪ :‬فعل يقبل الكراه والب وذلك كأكل اليتة وأكل الدم وأكل لم النـزير ونو ذلك ما‬ ‫أب ـيح ل نا فعله ف الضطرار ال يه‪ ،‬فأجاز التق ية ب ـه قوم ومنع ها ب ـه آخرون(‪ ،)350‬ح جة الجوز ين‬ ‫للتقية بـه أن هذه الشياء قد أباحها ال لنا ف حال الضطرار لا ومقام الب والكراه مقام اضطرار‬ ‫فجاز لنا ذلك‪ ،‬وأيضا فإن الكمة من شرعية الباحة لفعل ما ذكر عند الضرار إنا هي حفظ النفس‬ ‫وهي حاصلة هاهنا‪ .‬قال الانعون‪ :‬إن إباحة ما ذكر مقيدة بالضطرار ف الخمصة فل تكون الباحة ف‬ ‫غي الخمصة وإن اضطر ال فعله‪ .‬قلنا‪ :‬ذِكر الخمصة ف الية ل مفهوم له وإنا هو جار على الغلب‬ ‫مـن أحوال الضطرار فإن الغالب مـن حال الضطرار ال أكـل مـا ذكـر إناـ هـو فـ حال الخمصـة‪،‬‬ ‫‪ )(350‬يلحظ أن الكلم هنا عن الب والكراه وليس الضطرار العادي فإن الثان جوازه صريح بنص الية‪.‬‬ ‫‪242‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫والتقي يد بالغلب العتاد ل مفهوم له لن ـه ل يذ كر للق يد‪ ،‬فب ـهذا التحق يق يظ هر لك صحة القول‬ ‫بواز التقية بأكل نو اليتة ‪ ..‬وال أعلم‪.‬‬ ‫عليــــه فـــــي أن ل‬ ‫(‪()307‬ومكــــــره جاء بما الحــد يجب‬ ‫يحد نستحب)‬ ‫إذا أكره الكلف على فعل شيء يب على فاعله الد كالسرقة والزنا فهل يقام عليه ذلك الد أم ل؟‬ ‫قال قوم‪ :‬يقام عل يه ال د بذلك لن ـه ف عل مُوْجِب ـه والتق ية بفعله حرام فل يد فع عن ـه ال د بذلك‪،‬‬ ‫ـث‪» :‬ادرأوا الدود‬ ‫ـهة بالكراه وف ـ الديـ‬ ‫ـول الشبــ‬ ‫ـه الد ـ لصـ‬ ‫ـع عنــ‬ ‫وقال قوم‪ :‬يدفـ‬ ‫بالشبـهات«(‪ )351‬وهذه شبـهة فل يقام معها الد‪ ،‬وهذا القول أظهر ودليله أوضح فقول الناظم‪( :‬ف‬ ‫أن ل يد نستحب) اختيار لذا القول ومعناه أن استحبابنا ف عدم حدّه‪.‬‬ ‫واعلم أن اللف الاري ف اقامة الد مع التقية بنحو الزنا والسرقة ل يري ف التقية بنحو قتل النفس‬ ‫وقطع عضو منـها لن ف هذا الفعل تعلق حق للعباد فيجب عليه القود والقصاص‪ ،‬واللف التقدم‬ ‫آنفا إنا هو ف موجب الدود الت ل يكن للخلق فيها حق‪ ،‬هذا ما يظهر ل ف ترير القام [ث إن‬ ‫أحسب أن وقفت على حكاية اللف ف ثبوت القود على قاتل الجبور ووجهه أن القود قد اختلف‬ ‫فيه هل هو حد أم حق؟ فعلى القول بأنـه حد يسقط بالشب ـهة ول ي سقط على القول بأن ـه حق‬ ‫للعباد](‪ )352‬وال أعلم‪.‬‬ ‫الفصـــل الثــاني‬ ‫فـــي الخطــــــأ‬ ‫ألزمه الظاهـــــر‬ ‫(‪()308‬ورفع الثم لدى الخطـــــأ ومن‬ ‫حكما يسلمن)‬ ‫‪ )(351‬ل أعثر عليه بـهذا اللفظ ‪ ..‬لكن جاء من طريق السيدة عائشة رضي ال عنـهما مرفوعا بلفظ‪» :‬ادرأوا الدود عن‬ ‫ال سلمي ما ا ستطعتم فإن كان له مرج فخلّو سبـيله فإن المام أن ي طئ ف الع فو خ ي من أن ي طئ ف العقو بة « رواه‬ ‫الترمذي فـ "سـننـه" [‪ ]1424‬والاكـم فـ "السـتدرك" [‪ ]8163‬والبــيهقي فـ "الكـبى" [‪ 17057‬و ‪]18294‬‬ ‫والدارقطن ف "سننـه" [‪ 3075‬دار الكتب العلمية] والطيب ف "تاريخ بغداد" (‪.)2/422‬‬ ‫وجاء عند الدارقطن ف"سننـه" [‪ ]3077‬باسناده‪" :‬أن عبدال بن مسعود ومعاذ بن جبل وعقبة بن عامر الهن قالوا‪ :‬اذا‬ ‫اشتبـه علك ال د فادرأه ما استطعت‪ ".‬ا‪.‬ه ـ‪ .‬ث رأ يت أبوالف ضل العراقي يقول ف "تر يج الحاد يث والثار الواقعة ف‬ ‫منـهاج البـيضاوي" برقم [‪:]88‬‬ ‫"حديث‪» :‬ادرأوا الدود بالشبـهات« رواه ابن عدي ف (جعه لديث أهل مصر والزيرة) من حديث ابن عباس وفيه‬ ‫ا بن لي عة‪ .‬و قد رواه الترمذي والا كم دون قوله‪ :‬بالشب ـهات‪ .‬من حد يث عائ شة‪ ،‬و صححه الا كم‪ ،‬وضعّف الترمذي‬ ‫رفعه‪ ".‬ا‪.‬هـ‬ ‫‪ )(352‬هذه القطعة من (ب)‪.‬‬ ‫‪243‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫(‪()309‬كالقاتل النفـــــس وكالمطل ِّــــق‬ ‫ومثـــــل المعتق)‬ ‫وما ل يؤاخذ العبد بـه ول تلزمه فيما بـينـه وبـي ال منـه توبة الخطأ وهو أن يقصد ال‬ ‫ف عل طا عة أو مباح فيخ طأ ال غ ي مق صوده‪ ،‬و هو نوعان‪ :‬أحده ا غ ي ما كم ف يه لكون ـه خاصـا‬ ‫بنفسـه ك ما ف الد يث‪» :‬أن رجل أراد أن يقول الل هم أ سكن ال نة‪ ،‬فقال‪ :‬الل هم أ سكن النار‪.‬‬ ‫فاشتـد ذلك عليـه‪ ،‬فقال له النبــي ‪ :‬لبأس عليـك لك مـا نويـت«(‪ )353‬وأمـا النوع الذي هـو فيـه‬ ‫حاك َم فهو مثل أن يقصد ال تديد كلمة التوحيد فيخطأ منـها ال كلمة الشرك‪ ،‬أو يقصد ال‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫اظهار وَلية السلمي فيخطأ منـها ال اظهار الباءة منـهم‪ ،‬أو يقصد أن يقول لزوجتـه أنت بارة‬ ‫فيخطأ ال قوله أنت طالق‪ ،‬أو يقصد أن يقول لعبده أنت صال فيخطأ ال قوله أنت حُر‪ ،‬فإنـه يكون‬ ‫فـ هذه الصـور كلهـا مُحا َكمَا فيُحكـم عليـه بالكفـر فـ اظهار الكفـر وبالعداوة فـ موضـع العداوة‬ ‫وبالطلق لزوجتـه وبالعتق لعبده إن خاصماه ف ذلك‪ ،‬وعليه هو أن يسلم للحكم الظاهر إذا حُكم‬ ‫عليه بشيء فيجب عليه تديد التوحيد وإظهار الوَلية للمسلمي وتسريح الزوجة ورفع اليد عن العبد‬ ‫وهذا مع ن قوله‪( :‬و من ألز مه الظا هر حك ما ي سلمن) أي و من ألز مه ال كم الظا هر شيئا من الحكام‬ ‫الشرعية فعليه أن ينقاد له وأن ل يتمرد عليه وال أعلم‪.‬‬ ‫زوجتـه خطـــــأ‬

‫‪ )(353‬ل يتيسر ل العثور عليه‪.‬‬ ‫‪244‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الفصـــل الثــالــث‬ ‫في النسيـان وحـديث النفــس‬ ‫وهكــذا وسوســـــــة‬ ‫(‪()310‬ورفض الوزر لـــــدى النسيان‬ ‫الشيطـــان)‬ ‫إذ لم تكن أشد من‬ ‫(‪()311‬من بعد أن جاهــــــده بما قـدر‬ ‫رؤيــــــا البصر)‬ ‫الراد بـ(رفض الوزر) رفعه أي رفع الث عن الكلف ف حالت النسيان ووسوسة الشيطان للحديث‬ ‫التقدم ذكره‪ ،‬فأما رفع الث ف النسيان فظاهر وأما رفعه ف وسوسة الشيطان ـ والراد بـها حديث‬ ‫الن فس ـ فمق يد ب ا إذا ل يقدر الكلف أن يد فع الو سوسة الا صلة ف نف سه لن ـه ي ب عل يه بذل‬ ‫مهوده ف دفع الوسوسة الحرمة شرعا‪.‬‬ ‫والعفو عنـه منـها إنا هو حديث النفس الذي ل يكن الكلف دفعه‪ ،‬ومثال هذا الكم ف رفع الث‬ ‫من المور السية هو رؤيا البصر الواقعة على مجور شرعا فإن الشرع ل يؤاخذنا ف الطأ ف ذلك‬ ‫ول فيما ل يكنا غض النظر عنـه وليست الوسوسة بالعن الذكور أشد من رؤيا البصر على النظور‬ ‫الحجور(‪ )354‬وال سبحانـه وتعال أعلم‪.‬‬ ‫(خاتمـــة الكتــاب)‬ ‫حاوية أهـــم شيء‬ ‫(‪()312‬تمت بحمـد الله "أنوار العقــــول"‬ ‫فــــــي الصول)‬ ‫َمـ عليهـا وإناـ سـيتـها بذلك لن موضوعهـا علم‬ ‫الراد بــ(أنوار العقول) هذه النظومـة فهـو َعل ٌ‬ ‫العتقادات وم ل ذلك العلم هو الع قل‪ ،‬فالتم سك ب ا ف هذه النظو مة إن ا هو متم سك بنور الع قل‬ ‫والعادل ع ما لي صح له العدول ف يه من ـها خارج من النور ال الظلمات‪ ،‬والراد بقوله‪( :‬حاو ية أ هم‬ ‫شيء ف الصول) أي جامعة للمور الت لبد منـها ومن معرفتـها من أصول الديانات وال أعلم‪.‬‬ ‫سالكـــــــــة طريقــة‬ ‫(‪()313‬عارية من وصمـــــة الخـــلل‬ ‫الكمـــال)‬ ‫ومعنـ قوله‪( :‬عاريـة) أي متجردة‪ ،‬و(الوصـمة) العيـب‪ ،‬و(الخلل) التقصـي عمـا ل ينبغـي التقصـي‬ ‫عن ـه‪ ،‬و(الكمال) التمام أي ت ت هذه النظو مة حال كون ـها جام عة لل هم من أ صول الديانات‪،‬‬ ‫و(عار ية) من ع يب التق صي ع ما ل ينب غي التق صي عن ـه وحال كون ـها سالكة الطري قة التا مة من‬ ‫التحقيق وواردة النـهل الواف من التدقيق وال أعلم‪.‬‬ ‫تصونـه من كل‬ ‫(‪()314‬أهديتـها صرفـا لكل طالــــــب‬ ‫قـــــــول كاذب)‬ ‫‪ )(354‬ف (ب) الجبور‪ .‬وهو تصحيف‪.‬‬ ‫‪245‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫معن قوله‪( :‬أهديتـها) أي صيتـها هدية‪ ،‬ومعن قوله‪( :‬صرفا) أي خالصة‪ ،‬ومعن قوله‪( :‬تصونـه)‬ ‫تف ظه‪ ،‬ومع ن قوله‪ ( :‬من كل قول كاذب) أي اعتقاد مالف لل حق أي صيت هذه النظو مة هد ية‬ ‫خال صة ل أب غي علي ها أجرا إل من ال ل كل طالب لل حق وملت مس للهدى والال أن ـها ت فظ هذا‬ ‫الطالب من العتقادات الفاسدة وال أعلم‪.‬‬ ‫أتم مـــــا قد‬ ‫(‪()315‬وأحمــــــد الله على التيســـــير في‬ ‫رمتـه من شـرف)‬ ‫أي أُثن على ال تعال با هو له أهل من الميل على تيسيه ل إتام ما قصدت إتامه ف أت حال وأوف‬ ‫مقام‪.‬‬ ‫محمـــــد‬ ‫(‪()316‬ثم الصــلة مع تسليـــــــم على‬ ‫المبعــــوث من خـير مـــــل)‬ ‫منـهــــاجهــــم على‬ ‫(‪()317‬وآلــــــه وصحبـه ومن قفـــــا‬ ‫التمـــــام والوفا)‬ ‫ث إن بعد حد ال أصلي الصلة وأسلّم التسليم الأمور بـهما شرعا على نبـي هذه المة والبعوث‬ ‫مـن خيـ قوم يلون العيـ شرفـا‪ ،‬وعلى آله التابعيـ له وعلى صـحبـه الناصـرين له وعلى مـن تبـع‬ ‫سبـيلهم غي مبدّل ول مغيّر من بعدهم عليه وعليهم أجعي‪ ،‬ففي قوله‪( :‬على التمام والوفا) براعة‬ ‫حسن التام على تام هذا النظام‪.‬‬ ‫وفـ هذا القام انتــهى بنـا الكلم على شرح هذا النظام جعله ال تعال عونـا للطالبــي ونورا‬ ‫للمهتد ين‪ ،‬وفوزا لناظ مه يوم الد ين وال صلة وال سلم على خا ت الر سلي وعلى آله و صحبـه وعلى‬ ‫جيع الؤمني‪ ،‬والمد ل رب العالي ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪.‬‬ ‫قد ت هذا الشرح الخت صر على النظو مة ال سماة ب ـ(أنوار العقول) و هو الشرح الصـغي من شرح‬ ‫ناظمها عليها وذلك ف سنة أربع عشر وثلثائة سنة وألف من الجرة النبوية على صاحبـها أكمل‬ ‫صلة وتسليم(‪.)355‬‬ ‫(تمت بحمد الله وتوفيقه)‬ ‫‪ )(355‬جاء ف الن سخة (أ) عبارة‪" :‬عُر ضت بشرح ها على مؤلف ها ت صحيحا‪ ..‬بقلم الفقي ـ الق ي ـ ل تعال را جي رح ة‬ ‫ربـه القدير سعيد بن خيس بن حد بن سال الدسري خادم بن علي"‪.‬‬ ‫وف (ب)‪" :‬تت بقلم أحقر النام زهران بن خلفان بن سرور بن سليمان بن مهنا بن سيف بن سلطان اليعربـي الرشدي‬ ‫الباضي مذهبا والنخلي مسكنا ف يوم العشرين من شهر ربـيع الول سنة ‪."1337‬‬ ‫وبـهذا يكون النتـهاء من تقيق هذا الكتاب أسأل ال تعال أن يتغمد المام السالي بواسع رحتـه وأن يزل له الثوبة‬ ‫كتبـه علي بن سعيد بن مسعود الغافري‪.‬‬ ‫وأن يشرنا وإياه ف زمرة نبـيه إنـه سيع ميب‪.‬‬ ‫‪246‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الفهارس العامة‬ ‫وهي كالتالي‪:‬‬ ‫(‪ )1‬فهرس اليات القرآنية‪.‬‬ ‫(‪ )2‬فهرس الحاديث النبوية‪.‬‬ ‫(‪ )3‬فهرس العلم الواردة في الكتاب‪.‬‬ ‫(‪ )4‬فهرس الموضوعات‪.‬‬

‫‪247‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫فهرس اليات القرآنية‬

‫[الية ـ موضعها ـ مع رقم البـيت الذي وردت ف شرحه بـي حاصرتي]‬ ‫[سورة البقرة]‬ ‫منـه آيات مكمات هن أم الكتاب‬

‫ذلك الكتاب البقرة ‪]194[ 2 :‬‬

‫آل عمران ‪ ]149[ 7 :‬و[‪]162‬‬

‫وقالوا لن تسنا النار إل أياما معدودة‬ ‫‪..‬الية البقرة ‪]192[ 80 :‬‬

‫شهــد ال أنـــه ل اله ال هــو‬ ‫واللئ كة ‪..‬ال ية آل عمران ‪[ 18 :‬‬ ‫‪]22‬‬

‫بلى من كسب سيئة وأحاطت بـه‬ ‫ـة البقرة ‪[ 81 :‬‬ ‫ـه ‪..‬اليـ‬ ‫خطيئتــ‬ ‫‪ ]189‬و[‪ ]190‬و[‪]192‬‬

‫إل أن تتقوا منــــهم تقاة آل‬ ‫عمران ‪]304[ 28 :‬‬

‫قل فلم تقتلون أنبـياء ال من قبل‬ ‫البقرة ‪]242[ 91 :‬‬

‫أنّىــ لك هذا آل عمران ‪[ 37 :‬‬ ‫‪]31‬‬

‫تلك أمـة قـد خلت لاـ مـا كسـبت‬ ‫ولكـم مـا كسـبتم البقرة ‪[ 134 :‬‬ ‫‪]200‬‬

‫ومكروا ومكــر ال آل عمران ‪:‬‬ ‫‪]130[ 54‬‬ ‫أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة ال ‪..‬‬ ‫الية آل عمران ‪]250[ 87 :‬‬

‫وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا‬ ‫شهداء على الناس البقرة ‪[ 143 :‬‬ ‫‪]32‬‬

‫والذيـن إذا فعلوا فاحشـة أو ظلموا‬ ‫أنف سهم ذكروا ال ‪..‬ال ية آل عمران‬ ‫‪ ]80[ 135 :‬و[‪]252‬‬

‫فأتوا حرثكـم أنّىـ شئتـم البقرة ‪:‬‬ ‫‪]31[ 223‬‬

‫كل نفس ذائقة الوت آل عمران ‪:‬‬ ‫‪]163[ 185‬‬

‫والوالدات يرضعـن أولدهـن حوليـ‬ ‫كاملي‪..‬الية البقرة ‪]32[ 233 :‬‬

‫ربنـا إنـك مـن تدخـل النار فقـد‬ ‫أخزيتــــه آل عمران ‪[ 192 :‬‬ ‫‪]191‬‬ ‫[سورة النساء]‬

‫ـلة‬ ‫ـلوات والصـ‬ ‫حافظوا على الصـ‬ ‫الوسطى البقرة ‪]8[ 238 :‬‬ ‫تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض‬ ‫البقرة ‪]139[ 253 :‬‬

‫واتقوا ال الذي تســاءلون بـــه‬ ‫والرحام النساء ‪]83[ 1 :‬‬

‫رب نا ل تؤاخذ نا إن ن سينا أو أخطأ نا‬ ‫البقرة ‪]42[ 286 :‬‬

‫إن ـه كان حو با كب ـيا الن ساء ‪:‬‬ ‫‪]250[ 2‬‬

‫لا ما كسبت وعليها ما اكتسبت‬ ‫البقرة ‪]200[ 286 :‬‬ ‫[سورة آل عمران]‬

‫ـن يعملون‬ ‫ـة للذيـ‬ ‫وليســت التوبـ‬ ‫السيئات حت إذا حضر ‪..‬الية النساء‬ ‫‪]287[ 18 :‬‬ ‫‪248‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا‬ ‫لكم وللسيارة الائدة ‪]61[ 96 :‬‬

‫إن تتنبوا كبائر مـا تنــهون عنــه‬ ‫نكفر عنكم سيئاتكم النساء ‪[ 31 :‬‬ ‫‪]255‬‬

‫ياأيهـا الذيـن آمنوا ل تسـألوا عـن‬ ‫أشياء ‪ ..‬الية الائدة ‪]24[ 101 :‬‬

‫ياأي ها الذ ين آمنوا أطيعوا ال وأطيعوا‬ ‫الرسول وأول ‪..‬الية النساء ‪[ 59 :‬‬ ‫‪]32‬‬

‫مـا جعـل ال مـن بية ول سـائبة‬ ‫الائدة ‪]200[ 103 :‬‬

‫ومـا أرسـلنا مـن رسـول ال ليطاع‬ ‫بإذن ال النساء ‪]32[ 64 :‬‬

‫وإذ تلق مـن الطيـ كهيئة الطيـ‬ ‫الائدة ‪]200[ 110 :‬‬ ‫[سورة النعام]‬

‫مـن يطـع الرسـول فقـد أطاع ال‬ ‫النساء ‪]32[ 80 :‬‬

‫لو كان فيه ما آل ة إل ال لف سدتا‬ ‫النعام ‪]200[ 21 :‬‬

‫ولو ردوه إل الرســـول وإل أُول‬ ‫ال مر من ـهم لعل مه ‪..‬ال ية الن ساء ‪:‬‬ ‫‪ ]22[ 83‬و[‪ ]32‬و[‪]41‬‬

‫ل أحـب الفليـ النعام ‪[ 76 :‬‬ ‫‪]100‬‬

‫ودوا لو تكفرون كمــــا كفروا‬ ‫فتكونون ســواء النســاء ‪[ 89 :‬‬ ‫‪]100‬‬

‫فأنـــ تؤفكون النعام ‪[ 95 :‬‬ ‫‪]204‬‬ ‫خالق كل ش يء النعام ‪[ 102 :‬‬ ‫‪ ]146‬و[‪]200‬‬

‫ولن يعل ال للكافرين على الؤمني‬ ‫سبـيل النساء ‪]50[ 141 :‬‬

‫ـو يدرك‬ ‫ـار وهـ‬ ‫ـه البصـ‬ ‫ل تدركـ‬ ‫البصـار‪ ..‬اليـه النعام ‪[ 103 :‬‬ ‫‪]125‬‬

‫إن النافقيـ فـ الدرك السـفل مـن‬ ‫النار النساء ‪]189[ 145 :‬‬ ‫[سورة الائدة]‬

‫إل مـا اضطررتـ إليـه النعام ‪:‬‬ ‫‪]61[ 119‬‬

‫حرّ مت علي كم الي تة والدم‪..‬ال ية‬ ‫الائدة ‪]32[ 3 :‬‬

‫ول تأكلوا ما ل يذكر اسم ال عليه‬ ‫النعام ‪]61[ 121 :‬‬

‫فطو عت له نف سه ق تل أخ يه الائدة‬ ‫‪]200[ 30 :‬‬

‫يوم يأتـ بعـض آيات ربـك ل ينفـع‬ ‫نفسا إيانـها ل تكن ‪..‬الية النعام‬ ‫‪]287[ 158 :‬‬ ‫[سورة العراف]‬

‫و من يتول م من كم فإن ـه من ـهم‬ ‫الائدة ‪]242[ 51 :‬‬ ‫وجعـل منــهم القردة والنازيـر‬ ‫الائدة ‪]61[ 60 :‬‬

‫والوزن يومئذ القـ العراف ‪8 :‬‬ ‫[‪]180‬‬

‫بل يداه مب سوطتان الائدة ‪[ 64 :‬‬ ‫‪]129‬‬ ‫‪249‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ربـي أرن أنظر اليك العراف ‪:‬‬ ‫‪]125[ 143‬‬

‫ءالن و قد ع صيت قبلُ وك نت من‬ ‫الفسدين يونس ‪]287[ 91 :‬‬

‫وظللنا عليهم الغمام وأنـزلنا عليهم‬ ‫النـ والسـلوى ‪..‬اليـة العراف ‪:‬‬ ‫‪]191[ 160‬‬

‫إن ربـك يقضـي بــينـهم يوم‬ ‫القيامة يونس ‪]194[ 93 :‬‬ ‫[سورة هود]‬

‫مــــن يضلل ال فل هادي له‬ ‫العراف ‪ ]194[ 186 :‬و[‪]204‬‬

‫ـ مذوذ هود ‪[ 108 :‬‬ ‫عطاء غيـ‬ ‫‪]192‬‬ ‫[سورة يوسف]‬

‫يسئلونك عن الساعة أيّان مرساها‬ ‫العراف ‪]31[ 187 :‬‬ ‫[سورة النفال]‬

‫بـل سـولت لكـم أنفسـكم أمرا‬ ‫يوسف ‪]200[ 18 :‬‬ ‫[سورة الرعد]‬

‫قـل للذيـن كفروا إن ينتــهوا يُغفـر‬ ‫لمـ مـا قـد سـلف النفال ‪[ 38 :‬‬ ‫‪]295‬‬ ‫[سورة التوبة]‬

‫فسالت أودية ِب َقدَ ِرهَا الرعد ‪17 :‬‬ ‫[‪]194‬‬ ‫لكـل أجـل كتاب الرعـد ‪[ 38 :‬‬ ‫‪]168‬‬

‫إنا الشركون نس التوبة ‪[ 28 :‬‬ ‫‪]274‬‬

‫قــل كفــى بال شهيدا بـــين‬ ‫وبــينكم ومـن عنده علم الكتاب‬ ‫الرعد ‪]22[ 43 :‬‬ ‫[سورة الجر]‬

‫عن يد وهم صاغرون التوبة ‪29 :‬‬ ‫[‪]277‬‬ ‫إنــهم رجـس ومأواهـم جهنـم‬ ‫التوبة ‪]274[ 95 :‬‬ ‫[سورة يونس]‬

‫وانبت نا في ها من كل ش يء موزون‬ ‫الجر ‪]180[ 19 :‬‬ ‫وإن من شيء إل عندنا خزائنـه وما‬ ‫نن ـزله إل بقدر معلوم ال جر ‪21 :‬‬ ‫[‪]194‬‬

‫هو الذي ي سيكم ف الب والب حر‬ ‫يونس ‪]200[ 22 :‬‬ ‫فأنـ تصـرفون يونـس ‪[ 32 :‬‬ ‫‪]204‬‬

‫إل أمرأتـه قدرنا انـها لن الغابرين‬ ‫الجر ‪]194[ 60 :‬‬ ‫[سورة النحل]‬

‫يـا قوم إن كنتـم آمنتـم بال فعليـه‬ ‫توكلوا إن كنتـم مسـلمي يونـس ‪:‬‬ ‫‪]212[ 84‬‬

‫فاسـألوا أهـل الذكـر ان كنتـم ل‬ ‫تعلمون النحل ‪]41[ 43 :‬‬

‫آمنـت أنــه ل إله إل الذي آمنـت‬ ‫بـه بنو اسرائيل ‪..‬الية يونس ‪90 :‬‬ ‫[‪]287‬‬

‫وما بكم من نعمة فمن ال النحل‬ ‫‪]1[ 53 :‬‬ ‫‪250‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫ويقول الن سان أإذا ما مت ل سوف‬ ‫أخرج حيّاـ ‪..‬اليات مريـ ‪ 66 :‬إل‬ ‫‪]191[ 70‬‬

‫فإذا جاء أجلهم ل يستأخرون ساعة‬ ‫ول يستقدمون النحل ‪]168[ 61 :‬‬ ‫ويعلون ل مـا يكرهون النحـل ‪:‬‬ ‫‪]200[ 62‬‬

‫وإن منكـم إل واردهـا ‪..‬اليات‬ ‫مري ‪ 71 :‬و ‪]191[ 72‬‬

‫وال أخرجكم من بطون أمهاتكم ل‬ ‫تعلمون شيئا النحل ‪]14[ 78 :‬‬

‫أي الفريقي خي مقاما مري ‪73 :‬‬ ‫[‪]31‬‬

‫يضـل مـن يشاء ويهدي مـن يشاء‬ ‫النحل ‪]194[ 93 :‬‬

‫يوم نشـر التقيـ ال الرحنـ وفدا‬ ‫‪..‬اليات مري ‪ 85 :‬و ‪]191[ 86‬‬ ‫[سورة طه]‬

‫إل من أكره وقلب ـه مطمئن باليان‬ ‫النحل ‪]304[ 106 :‬‬

‫الرحنـ على العرش اسـتوى طـه ‪:‬‬ ‫‪ ]162[ 5‬و[‪]129‬‬

‫يوم تأت كل نفس تادل عن نفسها‬ ‫النحل ‪]171[ 111 :‬‬ ‫[سورة السراء]‬

‫ولتصـنع على عينـ طـه ‪[ 39 :‬‬ ‫‪]128‬‬

‫وقضينا ال بن اسرائيل ف الكتاب‬ ‫السراء ‪]194[ 4 :‬‬

‫فمن ربكما يا مـوسى طه ‪49 :‬‬ ‫[‪]31‬‬

‫وما كنا معذبـي حت نبعث رسول‬ ‫السراء ‪]79[ 15 :‬‬

‫فلنأتي نك ب سحر مثله طه ‪[ 58 :‬‬ ‫‪]132‬‬

‫وقضـى ربـك أن ل تعبدوا إل إياه‬ ‫السراء ‪]194[ 23 :‬‬

‫فا قض ما أ نت قاض طه ‪[ 72 :‬‬ ‫‪]194‬‬ ‫[سورة النبـياء]‬

‫قل الروح من أمر ربـي السراء ‪:‬‬ ‫‪]165[ 85‬‬ ‫[سورة الكهف]‬

‫ي سبحون الل يل والن ـهار ل يفترون‬ ‫النبـياء ‪]143[ 20 :‬‬

‫من ي هد ال ف هو اله تد و من يضلل‬ ‫فلن ت د له ‪..‬ال ية الك هف ‪[ 17 :‬‬ ‫‪]204‬‬

‫ل يُ سْئَل ع ما يف عل و هم ي سألون‬ ‫النبـياء ‪]28[ 23 :‬‬ ‫ول يشفعون إل لنــ ارتضــى‬ ‫النبـياء ‪]182[ 28 :‬‬

‫كم لبث تم قالوا لبث نا يو ما أو ب عض‬ ‫يوم الكهف ‪]31[ 19 :‬‬ ‫[سورة مري]‬

‫ونضع الوازين القسط ليوم القيامة‬ ‫النبـياء ‪]180[ 47 :‬‬

‫وآتيناه ال كم صبـيا مر ي ‪12 :‬‬ ‫[‪]137‬‬ ‫‪251‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫وكان ف الدينة تسعة رهط يفسدون‬ ‫‪..‬الية النمل ‪]218[ 48 :‬‬ ‫[سورة القصص]‬

‫وهذا ذكــر مبارك أنـــزلناه‬ ‫النبـياء ‪]4[ 50 :‬‬ ‫فإنكـم ومـا تعبدون مـن دون ال‬ ‫حصـب جهنـم النبــياء ‪[ 98 :‬‬ ‫‪]191‬‬

‫ولا َورَدَ مَاءَ مدْيَ نَ القصص ‪23 :‬‬ ‫[‪]191‬‬

‫أولئك عنـــــها مبعدون ‪ o‬ل‬ ‫يسمعون حسيسها النبـياء ‪101 :‬‬ ‫و ‪]191[ 102‬‬

‫وقال الذ ين اوتوا العلم ويل كم ثواب‬ ‫ال خيـ ‪..‬اليـة القصـص ‪[ 80 :‬‬ ‫‪]22‬‬

‫كمــا بدأنــا أول خلق نعيده‬ ‫النبـياء ‪]164[ 104 :‬‬ ‫[سورة الؤمنون]‬

‫كل شيء هالك إل وجهه القصص‬ ‫‪ ]128[ 88 :‬و[‪ ]163‬و[‪]176‬‬ ‫[سورة العنكبوت]‬

‫وأنــزلنا مـن السـماء ماء بقدر‬ ‫الؤمنون ‪]194[ 18 :‬‬

‫وتلقون افكـا العنكبوت ‪[ 17 :‬‬ ‫‪]200‬‬

‫ربّــ ارجعون الؤمنون ‪[ 99 :‬‬ ‫‪]180‬‬

‫وتلك المثال نضربــها للنّاس ومـا‬ ‫يعقلهـا إل العالون العنكبوت ‪43 :‬‬ ‫[‪]22‬‬ ‫[سورة الروم]‬

‫فمـن ثقلت موازينــه فأولئك هـم‬ ‫الفلحون ‪..‬اليات الؤمنون ‪102 :‬‬ ‫و ‪]180[ 103‬‬ ‫[سورة النور]‬

‫ومن آياتـه منامكم بالليل والنـهار‬ ‫وابتغاؤكـم مـن فضله الروم ‪[ 23 :‬‬ ‫‪]200‬‬ ‫[سورة السجدة]‬

‫والذ ين يرمون الح صنات ث ل يأتوا‬ ‫بأربعة ‪..‬الية النور ‪]261[ 4 :‬‬

‫ولو شئ نا لتي نا كل ن فس هدا ها‬ ‫السجدة ‪]204[ 13 :‬‬

‫سبحانك هذا بـهتان عظيم النور‬ ‫‪]250[ 16 :‬‬

‫أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا ل‬ ‫يستوون السجدة ‪]189[ 18 :‬‬ ‫[سورة الحزاب]‬

‫ـ الؤمنون‬ ‫وتوبوا ال ال جيعـا أيّه َ‬ ‫النور ‪]282[ 31 :‬‬ ‫[سورة الشعراء]‬

‫وخا ت النب ـيي الحزاب ‪[ 40 :‬‬ ‫‪]141‬‬ ‫[سورة فاطر]‬

‫وأنذر عشيتك القربـي الشعراء‬ ‫‪]182[214 :‬‬ ‫[سورة النمل]‬

‫اناـ يشـى الَ مـن عباده العلماءُ‬ ‫فاطر ‪]22[ 28 :‬‬

‫وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا‬ ‫آتيك بـه النمل ‪]22[ 40 :‬‬ ‫‪252‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫[سورة يس]‬

‫[سورة غافر]‬

‫وجاء من أق صى الدي نة ر جل يسعى‬ ‫قال ياقوم ‪ ..‬اليــة يــس ‪[ 20 :‬‬ ‫‪]218‬‬

‫لنــ اللك اليوم غافــر ‪[ 16 :‬‬ ‫‪]129‬‬ ‫ما للظالي من حيم ول شفيع يطاع‬ ‫غافر ‪ ]182[ 18 :‬و[‪]186‬‬

‫اليوم نتـم على أفواههـم وتكلمنـا‬ ‫أيديهم ‪..‬الية يس ‪]171[ 65 :‬‬

‫النار يعرضون عليهـا غدوّا وعشيـا‬ ‫ويوم تقوم الساعة ‪..‬الية غافر ‪46 :‬‬ ‫[‪]170‬‬ ‫[سورة فصلت]‬

‫قـل يييهـا الذي أنشأهـا أول مرة‬ ‫يس ‪]164[ 79 :‬‬ ‫[سورة الصافات]‬ ‫فاهدوهــم ال صــراط الحيــم‬ ‫ـافات ‪ 23 :‬و ‪[ 24‬‬ ‫‪..‬اليات الصـ‬ ‫‪]181‬‬

‫وو يل للمشرك ي ‪ o‬الذ ين ل يؤتون‬ ‫ـلت ‪6 :‬و ‪[ 7‬‬ ‫ـة فصـ‬ ‫الزكاة ‪..‬اليـ‬ ‫‪]57‬‬

‫وقفوهم إنـهم مسئولون ‪ o‬ما لكم‬ ‫ل تناصـرون الصـافات ‪ 24 :‬و ‪25‬‬ ‫[‪]173‬‬

‫فقضا هن سبع ساوات ف يوم ي‬ ‫فصلت ‪]194[ 12 :‬‬ ‫حتـ إذا مـا جاءوهـا شهـد عليهـم‬ ‫سـعهم ‪ ..‬اليات فصـلت ‪ 20 :‬و‬ ‫‪]171[ 21‬‬ ‫[سورة الشورى]‬

‫انـــهم ألفوا أبائهــم ضاليــ‬ ‫الصافات ‪]28[ 69 :‬‬ ‫وما منا إل له مقام معلوم الصافات‬ ‫‪]143[ 164 :‬‬ ‫[سورة ص]‬

‫ليس كَمثله شيء الشورى ‪[ 11 :‬‬ ‫‪ ]128‬و[‪]162‬‬ ‫[سورة الدخان]‬

‫وان عل يك لعن ت ال يوم الد ين ص‬ ‫‪]190[ 78 :‬‬

‫ذق انـك أنـت العزيـز الكــري‬ ‫الدخان ‪]1[ 49 :‬‬ ‫[سورة الاثية]‬

‫قال فالقـ والقـ أقول ‪ o‬لملن‬ ‫جهنـم ‪..‬اليات ص ‪ 84 :‬و ‪[ 85‬‬ ‫‪]190‬‬ ‫[سورة الزمر]‬

‫أم حسـب الذيـن اجترحوا السـيئات‬ ‫أن نعلهـم ‪..‬اليـة الاثيـة ‪[ 21 :‬‬ ‫‪]189‬‬ ‫[سورة الحقاف]‬

‫قل هل يستوي الذين يعلمون والذين‬ ‫ليعلمون ‪..‬اليـة الزمـر ‪]18[ 9 :‬‬ ‫و[‪]22‬‬

‫ووصـينا النسـان بوالديـه إحسـانا‬ ‫حلتـه أمّه كرها ‪ ..‬الية الحقاف‬ ‫‪]32[ 15 :‬‬

‫والسـماوات مطويات بــيمينـه‬ ‫الزمر ‪]129[ 67 :‬‬ ‫‪253‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫[سورة الفتح]‬

‫فنادوا صـاحبـهم فتعاطـى فعقـر‬ ‫القمر ‪]218[ 29 :‬‬

‫يد ال فوق أيدي هم الف تح ‪[ 10 :‬‬ ‫‪]129‬‬ ‫[سورة الجرات]‬

‫إنا كل شيء خلقناه بقدر القمر ‪:‬‬ ‫‪ ]146[ 49‬و[‪]200‬‬ ‫[سورة الرحن]‬

‫ياأي ها الذ ين آمنوا إن جاء كم فا سق‬ ‫بنبأ فتبـينوا الجرات ‪]50[ 6 :‬‬

‫ويبقــى وجهــُ ربكــَ ذو الللِ‬ ‫والِكرام الرحنـ ‪ ]128[ 27 :‬و[‬ ‫‪]130‬‬ ‫[سورة الديد]‬

‫ول يغتب بعضكم بعضا الجرات‬ ‫‪]261[ 12 :‬‬ ‫ـم‬ ‫ـد ال أتقاكـ‬ ‫ـم عنـ‬ ‫ان أكرمكـ‬ ‫الجرات ‪]12[ 13 :‬‬ ‫[سورة‪ :‬ق]‬

‫من ذا الذي يقرض ال قرضا ح سنا‬ ‫‪..‬الية الديد ‪]14[ 11 :‬‬ ‫ما أصاب من مصيبة ف الرض ول‬ ‫ف أنف سكم ‪..‬ال ية الد يد ‪[ 22 :‬‬ ‫‪]200‬‬ ‫[سورة الجادلة]‬

‫والنخل باسـقات ق ‪]4[ 10 :‬‬ ‫وجاءت كـل نفـس معهـا سـائق‬ ‫وشهيد ق ‪]171[ 21 :‬‬ ‫[سورة الذاريات]‬

‫يرفـع ال الذيـن آمنوا منكـم والذيـن‬ ‫أوتوا العلم درجات الجادلة ‪[ 11 :‬‬ ‫‪]22‬‬

‫فأخرج نا من كان في ها من الؤمن ي‬ ‫‪ o‬فمـا وجدنـا ‪..‬اليات الذاريات ‪:‬‬ ‫‪ 35‬و ‪]212[ 36‬‬ ‫[سورة النجم]‬

‫ل تدــ قومــا يؤمنون بال واليوم‬ ‫الخـر يوادّون مـن حادّ ال ‪..‬اليـة‬ ‫الجادلة ‪]68[ 22 :‬‬ ‫[سورة الشر]‬

‫وما ينطق عن الوى ان هو ال وحي‬ ‫يوحى النجم ‪]32[ 3 :‬‬ ‫الذين يتنبون كبائر ال ث والفواحش‬ ‫‪ ..‬الية النجم ‪]255[ 32 :‬‬

‫ومـا آتاكـم الرسـول فخذوه ومـا‬ ‫نـهاكم عنـه فانتـهوا الشر ‪7 :‬‬ ‫[‪]32‬‬

‫وأنـه هو أضحك وأبكى ‪ o‬وأنـه‬ ‫هو أمات وأح يا الن جم ‪ 43 :‬و ‪44‬‬ ‫[‪]204‬‬ ‫[سورة القمر]‬

‫كمثل الشيطان إذ قال للنسان اكفر‬ ‫الشر ‪]153[ 16 :‬‬ ‫[سورة المعة]‬

‫فالتقى الاء على أمر قد ُقدِر القمر‬ ‫‪]194[ 12 :‬‬

‫فإذا قض يت ال صلة الم عة ‪10 :‬‬ ‫[‪]194‬‬ ‫[سورة التغابن]‬

‫تري بأعيننا القمر ‪]128[ 14 :‬‬ ‫‪254‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫له اللك وله المـد التغابـن ‪[ 1 :‬‬ ‫‪]1‬‬

‫ي سأل أيان يوم القيا مة القيا مة ‪6 :‬‬ ‫[‪]31‬‬

‫زعـم الذيـن كفروا أن لن يبعثوا قـل‬ ‫بلى ‪..‬الية التغابن ‪]173[ 7 :‬‬ ‫[سورة التحري]‬

‫بـل النسـان على نفسـه بصـيه‬ ‫القيامة ‪]54[ 14 :‬‬ ‫[سورة الرسلت]‬

‫ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما‬ ‫يؤمرون التحري ‪]143[ 6 :‬‬

‫فقدر نا فن عم القادرون الر سلت ‪:‬‬ ‫‪]194[ 23‬‬ ‫[سورة النازعات]‬

‫ـن‬ ‫ـي والذيـ‬ ‫يوم ل يزي ال النبــ‬ ‫آمنوا معه التحري ‪]191[ 8 :‬‬ ‫[سورة اللك]‬

‫وأ ما من خاف مقام رب ـه ون ـهى‬ ‫النفس ‪..‬الية النازعات ‪]92[ 40 :‬‬ ‫[سورة التكوير]‬

‫وأسـروا قولكـم أو اجهروا بــه ‪..‬‬ ‫اليات اللك ‪ 13 :‬و ‪]200[ 14‬‬

‫وإذا الصـحف نشرت التكويـر ‪:‬‬ ‫‪]178[10‬‬ ‫[سورة النشقاق]‬

‫أف من ي شي مك با على وج هه أهدى‬ ‫‪..‬الية اللك ‪]181[ 22 :‬‬ ‫[سورة القلم]‬

‫فأ ما مَن أو ت كتاب ـه ب ـيمينـه‬ ‫النشقاق ‪]178[ 7 :‬‬ ‫[سورة البوج]‬

‫أفنج عل ال سلمي كالجرم ي ‪ o‬ما‬ ‫لكـم كيـف تكمون القلم ‪ 35 :‬و‬ ‫‪]189[ 36‬‬ ‫[سورة الاقة]‬

‫إن الذ ين فتنوا الؤمن ي والؤمنات ‪..‬‬ ‫الية البوج ‪]292[ 10 :‬‬ ‫[سورة العلى]‬

‫ويمـل عرش ربـك فوقهـم يومئذ‬ ‫ثانية الاقة ‪]160[17 :‬‬ ‫[سورة الن]‬

‫والذي قدر فهدى العلى ‪[ 3 :‬‬ ‫‪]194‬‬ ‫[سورة الفجر]‬

‫وإن ـه تعال جد رب نا ال ن ‪[ 3 :‬‬ ‫‪]130‬‬

‫وأ ما إذا ما ابتله َف َقدَ َر عل يه رز قه‬ ‫الفجر ‪]194[ 16 :‬‬ ‫[سورة القدر]‬

‫ومـن يعـص ال ورسـوله فإن له نار‬ ‫جهنم الن ‪ ]189[23 :‬و[‪]192‬‬ ‫[سورة الدثر]‬

‫إنا أنـزلناه القدر ‪]146[1 :‬‬ ‫[سورة الخلص]‬

‫علي ها تسـعة ع شر الد ثر ‪[ 30 :‬‬ ‫‪]160‬‬ ‫[سورة القيامة]‬

‫قـل هـو ال أحـد ال الصـمد ‪..‬‬ ‫السورة الخلص [‪]98‬‬

‫‪255‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫فهرس الحاديث النبوية‬

‫أن تؤمن بال وملئكت ـه وكتبـه ـ‬

‫آل ممد كل مؤمن ـ كل تقي(*) (‪)8‬‬

‫سئل عن اليان ـ (‪)194‬‬ ‫إن العال لي ستغفر له من ف ال سماوات‬

‫أتدرون ما اليان بال وحده (‪)212‬‬ ‫أترعون عن ذكر الفاجر اذكروه با فيه‬

‫‪ ..‬حت اليتان (‪)22‬‬

‫(‪)230‬‬

‫إن العلماء ورثـة النبــياء (‪ )22‬و(‬

‫أتفر من قضاء ال؟ (‪)194‬‬

‫‪)75‬‬ ‫إن ال وملئكتــه وأهـل السـماوات‬

‫أحل لكم ميتتان ودمان (‪)61‬‬ ‫اجلسوا ـ عند النازة بعد كلم الب‬

‫وأهل الرض حت النملة (‪)22‬‬ ‫إن ال يبسـط يده بالليـل ليتوب مسـئ‬

‫ـ (‪)39‬‬ ‫ادرأوا الدود بالشبـهات (‪)307‬‬ ‫إذا أراد ال بعبد خيا فقهه ف الدين (‬

‫النـهار (‪)287‬‬ ‫إن ال يق بل تو بة الع بد ما ل يغر غر (‬

‫‪)22‬‬ ‫إذا ذكـر القدر فأمسـكوا وإذا ذكرت‬

‫‪)287‬‬ ‫إن اللئكـة لتضـع أجنحتــها لطالب‬

‫النجوم (‪)194‬‬ ‫إذا عملت سيئة فأحدث عند ها تو بة (‬

‫العلم رضا لا (‪)22‬‬ ‫ـن عمله‬ ‫ـن مـ‬ ‫ـق الؤمـ‬ ‫إن ما ـ يلحـ‬

‫‪)285‬‬ ‫أذيعوا بب الفا سق ليحذر الناس شره (‬

‫وحسناتـه بعد موتـه (‪)22‬‬ ‫إن مـن أشـد الناس عذابـا يوم القيامـة‬

‫‪ )230‬و(‪)261‬‬

‫الصورون (‪)189‬‬ ‫إن من أقل الناس عذابا ـ أهون الناس‬

‫اطلبوا العلم ولو بالصي (‪)18‬‬ ‫أعددت شفاعت لهل الكبائر من أمت‬

‫(‪)189‬‬

‫(‪)186‬‬ ‫أفضل العبادة الفقه وأفضل الدين الورع‬

‫إن الوتى ليعذبون ف قبورهم (‪)170‬‬ ‫إنـك لن تدـ ولن تبلغ حقيقـة اليان‬

‫(‪)22‬‬ ‫اق بل ال ق م ن جاءك ب ـه بغي ضا كان‬

‫حت تؤمن بالقدر (لعبادة) (‪)194‬‬ ‫بن السلم على خس (‪)212‬‬ ‫التوبـة مقبولة حتـ تطلع الشمـس مـن‬

‫أو حبـيبا (‪)50‬‬ ‫أنا سيد ولد آدم ول فخر (‪)8‬‬

‫مغربـها (‪)287‬‬ ‫ـلم‬ ‫ـن قلب مسـ‬ ‫ـل عليهـ‬ ‫ثلث ل يغـ‬

‫*(*) (تنبــيه) ‪ :‬الرقـم الوجود مقابـل‬ ‫طرف الديـث هـو رقـم البــيت الذي‬ ‫ورد ف شرحه‪.‬‬

‫اخلص العمل ل (‪)22‬‬

‫‪256‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫حوضـي مسـية شهـر وزواياه سـواء‬

‫العلماء ورثة النبـياء لن النبـياء ل‬

‫وماؤه أبـيض (‪)178‬‬ ‫خي ما يلف الرجل من بعده ثلث (‬

‫يورثوا (‪ )22‬و(‪)75‬‬ ‫فضل العال على العابد كفضل القمر (‬

‫‪)22‬‬ ‫الدال على الي ـ كفاعله وال يب ـ‬

‫‪)22‬‬ ‫فضـل العال على العابـد كفضلي على‬

‫اغاثة اللهفان (‪)22‬‬ ‫الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إل ذكر ال‬

‫أدناكم (‪)22‬‬ ‫فضل العلم خي من فضل العبادة وخي‬

‫وما واله (‪)22‬‬

‫دينكم (‪)22‬‬ ‫كان النبـي يقوم للجنازة فمر بـه‬

‫رفع عن أمت الطأ والنسيان (‪ )42‬و‬

‫حب فقال‪ :‬هكذا نفعل (‪)39‬‬ ‫كل أ مر ذي بال ل يبدأ ف يه بب سم ال‬ ‫(مقدمة)‬ ‫كـل أمـر ذي بال ليبدأ فيـه بمـد ال‬ ‫(مقدمة)‬

‫(‪)304‬‬ ‫ـل الكتاب‬ ‫ـنة أهـ‬ ‫ـهم سـ‬ ‫ـنوا بــ‬ ‫سـ‬ ‫ـالجوس ـ (‪)277‬‬ ‫شفاعتـ لهـل الكبائر مـن أمتـ (‬ ‫‪)186‬‬ ‫طلب العلم فريضـة على كـل مسـلم (‬

‫كل تقي ـ من آل ممد؟ ـ (‪)8‬‬ ‫كل مسكر حرام (‪)61‬‬ ‫ك يف ت د قل بك؟ (لعمار بن يا سر) (‬

‫‪)18‬‬ ‫عذاب القب حق (‪)170‬‬

‫‪ )72‬و (‪)304‬‬

‫عفي عن أمت الطأ والنسيان (‪)304‬‬

‫ل بأس عليك لك مانويت (‪)309‬‬

‫و(‪)42‬‬ ‫ــ القلب فذلك‬ ‫العلم علمان‪ :‬علم فـ‬

‫ل تتمع أمت على ضللة (‪)32‬‬ ‫ل تزول قدمـا عبـد يوم القيامـة حتـ‬

‫العلم النافع (‪)22‬‬ ‫العلم فريضة على كل مسلم ـ طلب‬

‫يسأل عن أربع (‪)171‬‬ ‫ل تنال شفاعت أهل الكبائر من أمت (‬

‫العلم ـ (‪)18‬‬ ‫ــل‬ ‫ــو الصـ‬ ‫العلم كله القرآن وهـ‬

‫‪)182‬‬ ‫ل صغية عند اصرار (‪)252‬‬

‫والتنـزيل (‪)4‬‬ ‫علماء أمتـ كأنبــياء بنـ اسـرائيل (‬

‫ل كبـية مع استغفار (‪)252‬‬ ‫ل نبـي بعدي (‪)141‬‬

‫‪)75‬‬ ‫علماء هذه المـة رجلن ؛ رجـل آتاه‬

‫ل يمع ال أمت على ضللة (‪)32‬‬

‫ال علما (‪)22‬‬ ‫‪257‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫لعنت القدرية على لسان سبعي نبـيا‬

‫مـن غدا إل السـجد ل يريـد إل أن‬

‫قبلي (‪)194‬‬ ‫لكـل أمـة موس وموس هذه المـة‬

‫يتعلم خيا (‪)22‬‬ ‫من غدا يريد العلم يتعلمه ل فتح ال له‬

‫القدرية (‪)194‬‬ ‫للتوبـة باب بالغرب مسـية سـبعي‬

‫بابا إل النة (‪)22‬‬ ‫من كا نت الدن يا نيت ـه فرق ال عل يه‬

‫عاما(‪)287‬‬ ‫الل هم أدخل ن ال نة (أراد أن يقول) ـ‬

‫أمره (‪)22‬‬ ‫مــن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده‬

‫(فقال) اللهم أدخلن النار (‪)309‬‬

‫من النار(‪)32‬‬ ‫من يرد ال بـه خيا يفقهه ف الدين (‬

‫ليأتي على جهنم يوم (‪)190‬‬ ‫ليست الشفاعة لهل الكبائر من أمت (‬

‫‪)22‬‬ ‫موت قبــيلة أيسـر مـن موت عال (‬

‫‪)182‬‬ ‫ما رآه ال سلمون ح سنا ف هو ع ند ال‬

‫‪)22‬‬ ‫نضـر ال امرئ سـع مقالتـ فوعاهـا (‬

‫حسن (‪)32‬‬ ‫ما كان ال ليج مع أم ت على ضلل (‬

‫‪)22‬‬

‫‪)32‬‬ ‫ما لكـم وللمنافـق قولوا فيـه مـا فيـه (‬

‫هلك الصرون قدما إل النار (‪)252‬‬ ‫هلكـت ‪( ...‬عمار بـن ياسـر حيـ‬

‫‪)230‬‬ ‫الرجئة يهود هذه المــة والقدريــة‬

‫اسـتجاب لتعذيـب الشركيـ) (‪)72‬‬ ‫و(‪)304‬‬

‫موسها (‪)194‬‬ ‫مرحبـا بطالب العلم (لصـفوان بـن‬

‫هو الطهور ماؤه الل ميتتـه (‪)61‬‬ ‫يا أبا ذر لئن تغدوا فتعلم آية من كتاب‬

‫عسال) (‪)22‬‬ ‫مـن خرج فـ طلب العلم فهـو فـ‬

‫ال (‪)22‬‬ ‫يـا بنـ عبـد الطلب إن ال أمرنـ أن‬ ‫أنذر كم ـ ب عد "وأنذر عشي تك" ـ‬

‫سبـيل ال (‪)22‬‬ ‫مـن دعـا إل هدى كان له مـن الجـر‬

‫(‪)182‬‬ ‫يرج لبـن آدم ثلثـة دواويـن‪ :‬ديوان‬ ‫فيه العمل الصال‪ ،‬وديوان فيه ذنوبـه‪،‬‬ ‫وديوان فيـه النعـم مـن ال عليـه (‬

‫مثل أجور من تبعه (‪)22‬‬ ‫من دل على خ ي فله م ثل أ جر فاعله(‬ ‫‪)22‬‬ ‫من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل‬

‫‪)171‬‬ ‫يقول ال عزوجـل للعلماء يوم القيامـة‬

‫ال له (‪)22‬‬

‫إن ل أجعل علمي (‪)22‬‬ ‫‪258‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪259‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫فهرس العلم‬

‫الترمذي = ممد بن عيسى‬ ‫البزار = أحد بن عمرو بن عبدالالق‬ ‫البسيوي = علي بن ممد بن علي‬ ‫ب ـهاء الد ين بن عق يل = عبدال بن‬ ‫عبدالرحن‬ ‫البـيهقي = أحد بن السي بن علي‬ ‫الثمين = عبد العزيز بن ابراهيم‬

‫أبو بكر الصديق‪)153( :‬‬ ‫أحد بن السي بن علي البـيهقي ‪[ :‬‬ ‫(* )‬

‫‪]22‬‬ ‫أحدـ بـن سـليمان بـن عبدال (ابـن‬ ‫النضر)‪، 61، 61، 61(، ]61[ :‬‬ ‫‪)189، 70، 65‬‬ ‫أحد بن عبد الفتاح اللوي ‪]1[ :‬‬ ‫أحد بن عبدال بن موسى الكندي ‪[ :‬‬

‫جابر بن زيد‪، 68 ، 63 (، ]39[ :‬‬ ‫‪)182‬‬

‫‪]50‬‬ ‫أحدـ بـن عبدالنعـم بـن يوسـف‬

‫جاعد بن خيس الروصي‪(، ]44[ :‬‬ ‫‪)292، 292‬‬

‫الدمنـهوري ‪]3[ :‬‬ ‫أحدـ بـن علي بـن ممـد بـن حجـر‬

‫الهم بن صفوان‪]204[ :‬‬ ‫الوي ن (إمام الرم ي) = عبداللك بن‬ ‫عبدال بن يوسف‬ ‫اليطال (مؤلف القناطـر) = اسـاعيل‬ ‫بن موسى‬ ‫ابن حجر = أحد بن علي بن ممد‬

‫العسقلن ‪]285[، )22( :‬‬ ‫أح د بن عمرو بن عبدالالق البزار‪[ :‬‬ ‫‪]171‬‬ ‫اسـاعيل بـن عبدالرحنـ السـدي ‪[ :‬‬ ‫‪.]257‬‬ ‫ـى اليطال ‪[ :‬‬ ‫ـن موسـ‬ ‫ـاعيل بـ‬ ‫اسـ‬

‫السن البصري‪)194(، ]39[ :‬‬ ‫حسـن بـن ممـد بـن ممود العطار‪[ :‬‬

‫‪]164‬‬ ‫البادي = أبوالفضـل أبوالقاسـم بـن‬ ‫ابراهيم‬ ‫بشيـ هـو ابـن ممـد بـن مبوب بـن‬

‫‪]16‬‬ ‫أبـو حنيفـة = النعمان بـن ثابـت بـن‬ ‫النعمان‬ ‫الليلي (الحقـق) = سـعيد بـن خلفان‬ ‫بن أحد‬ ‫الدمنـهوري = أحد بن عبدالنعم بن‬ ‫يوسف‬

‫الرحيل‪]297[ :‬‬ ‫ـم الوجود بوار‬ ‫ـيه)‪ :‬الترقيـ‬ ‫*(*) (تنبــ‬ ‫العلم هـو رقـم البــيت الذي ورد فيـه‬ ‫ذكره ومـا بــي الاصـرتي [ ] هـو‬ ‫الو ضع الذي تو جد ف يه ترجت ـه‪ ،‬و قد‬ ‫اقتصرنا على فهرست العلم الدرجة ف‬ ‫صلب الكتاب دون التعليقات‪.‬‬

‫ابو ذر‪)22( :‬‬ ‫الرازي (الف خر) = م مد بن ع مر بن‬ ‫السي‬ ‫‪260‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫عبدالرحنـبـن أبــي بكـر بـن ممـد‬

‫ابـن رسـلن = أحدـ بـن السـي بـن‬ ‫حسن الرملي‬ ‫الزاملي = صال بن سعيد العقري‬ ‫الزمشري = ممود بن عمر‬ ‫السّدي = اساعيل بن عبدالرحن‬ ‫أبو سعيد الكدمي = ممد بن سعيد بن‬ ‫ممد‬

‫السيوطي‪]31[ :‬‬ ‫عبدالرحن بن رستم‪]76[ :‬‬ ‫عبـد العزيـز بـن ابراهيـم الثمينـ ‪[ :‬‬ ‫‪]170‬‬ ‫عبدال بـن عبدالرحنـ بـن عقيـل‪[ :‬‬ ‫‪]31‬‬ ‫ـف‬ ‫ـن يوسـ‬ ‫ـن عبدال بـ‬ ‫عبداللك بـ‬

‫سعيد بن جبـي‪]98[ :‬‬ ‫سـعيد بـن خلفان بـن أحدـ الليلي‬

‫الوين‪]214[ :‬‬

‫(الحقق) ‪)44(، ]15[ :‬‬

‫عبد اللك بن مروان‪]63[ :‬‬ ‫ابن عربـي = ممد بن علي بن ممد‬

‫سعيد بن سال الصائغي ‪]42[ :‬‬ ‫أبو سفيان = مبوب بن الرحيل‬ ‫سيبويه = عمرو بن عثمان بن قنب‬ ‫السيوطي = عبدالرحن بن أبـي بكر‬ ‫بن ممد‬ ‫الشافعي = ممد بن ادريس‬ ‫أبو الشعثاء = جابر بن زيد‬ ‫الشيخان (البخاري ومســـلم) ‪[ :‬‬

‫عطاء (التابعي) ‪]287[ :‬‬ ‫العطار = حسن بن ممد بن ممود‬ ‫عكر مة بن عبدال (مول ا بن عباس) ‪:‬‬ ‫[‪]194‬‬ ‫علي بـن ممـد بـن علي البسـيوي ‪[ :‬‬ ‫‪]34‬‬ ‫أبو علي = موسى بن علي‬

‫‪]178‬‬ ‫الصائغي = سعيد بن سال‬ ‫صـال بـن سـعيد العقري (الزاملي)‪[ :‬‬

‫عمار بن ياسر‪)304، 72( :‬‬ ‫ابن عمر‪)98( :‬‬ ‫عمر بن الطاب‪)153( :‬‬ ‫عمرو بن عثمان بن ق نب ( سيبويه)‪( :‬‬

‫‪]297‬‬ ‫صفوان بن عسال‪]22[ :‬‬

‫‪]10[، )1‬‬

‫صفية بنت عبد الطلب‪)182( :‬‬

‫غيلن الدمشقي‪]194[ :‬‬

‫عباده بن الصامت‪)194( :‬‬

‫فاطمة بنت ممد ‪) : (182‬‬ ‫ف تح بن نوح اللوشائي (أ بو ن صر)‪( :‬‬

‫ابن عباس‪)251، 194، 22( :‬‬ ‫العباس بن عبد الطلب‪)182( :‬‬ ‫عبدالرؤوف بن تاج العارف ي الناوي ‪:‬‬

‫‪]31[، )23‬‬ ‫فرعون‪)132( :‬‬

‫[‪]8‬‬

‫الفضل بن الواري ‪]297[ :‬‬ ‫‪261‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫أبوالفضل أبوالقاسم بن ابراهيم البادي‬

‫معاذ بن جبل ‪)98( :‬‬

‫‪]76[ :‬‬ ‫الكندي (مؤلف الهتداء) = أحدـ بـن‬ ‫عبدال بن موسى‬

‫معبد بن عبدال الهن ‪]194[ :‬‬ ‫اللوي = أحد بن عبد الفتاح‬ ‫الناوي = عبدالرؤوف بن تاج العارفي‬

‫أبو لب‪)8( :‬‬ ‫مالك بن أ نس ال صبحي (المام) ‪[ :‬‬

‫موسى ابن أبـي جابر ‪]237[ :‬‬ ‫موسى بن علي بن عزرة (أبو علي) ‪[ :‬‬

‫‪]189‬‬ ‫مبوب بـن الرحيـل (أبـو سـفيان)‪[ :‬‬

‫‪]237‬‬ ‫ناصـر بـن جاعـد الروصـي ‪[ :‬‬

‫‪]63‬‬

‫‪)231، 224(، ]218‬‬

‫ممـد بـن ادريـس الشافعـي‪[ ،)4( :‬‬

‫نافع (مول ابن عمر)‪]98[ :‬‬ ‫أبو نبـهان = جاعد بن خيس‬

‫‪)189(، ]65‬‬ ‫م مد بن سعيد بن م مد الكد مي‪[ :‬‬

‫ناد بن موسى (القاضي) ‪]24[ :‬‬ ‫أبو نصر = فتح بن نوح‬ ‫ابـن النضـر = أحدـ بـن سـليمان بـن‬ ‫عبدال‬ ‫النعمان بن ثابت بن النعمان أبو حنيفة‪:‬‬

‫‪، 50 ، 44 ، 41 ، 39 (، ]21‬‬

‫‪237، 237 ، 221، 75 ، 57‬‬ ‫‪.)261، 254، 237،‬‬ ‫ممد بن علي بن ممد بن عربـي‪[ :‬‬

‫[‪)214(، ]61‬‬

‫‪]287‬‬ ‫ممـد بـن عمـر بـن السـي الرازي‬

‫واصل بن عطاء الغزّال ‪]194[ :‬‬ ‫ابن وصاف = ممد بن وصاف البزار‬

‫(الفخر)‪]125[،)1( :‬‬

‫يونس السواري ‪]194[ :‬‬

‫ممد بن عيسى الترمذي ‪]171[ :‬‬

‫الشعريـة ‪، 168 (، ]119[ :‬‬

‫ممد بن مبوب بن الرحيل ‪، ]28[ :‬‬

‫‪)214‬‬

‫(‪)297، 34‬‬

‫الهمية‪]204[ :‬‬

‫ممـد بـن وصـاف البزار ‪(، ]76[ :‬‬

‫القدرية‪ :‬من العتزلة (‪ )117‬القدرية‪:‬‬

‫‪)274‬‬

‫من البية (‪)204‬‬

‫ممود بـن عمـر الزمشري ‪[،)1( :‬‬

‫الرجئة‪)191( :‬‬

‫‪]143‬‬

‫العتزلة‪، 168 ، 119 (، ]79[ :‬‬

‫امرئ القيس ‪)191( :‬‬

‫‪)204‬‬

‫ابن مسعود ‪)100، 100، 98( :‬‬

‫الوارج ‪119 :‬‬

‫مسيلمة الكذاب ‪)132( :‬‬ ‫‪262‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪263‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫نص منظومة‬

‫أنوار‬ ‫العقول‬ ‫للمام‬ ‫أب ممد نور الدين عبد ال بن حيد السلمي‬

‫‪264‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫(بسم الله الرحمن الرحيم)‬ ‫شسـ الصـول فـ نــهى ذوي التقـى)‬ ‫ــا‬ ‫ــد أشرقـ‬ ‫ــد ل الذي قـ‬ ‫(‪( )1‬المـ‬ ‫وجانبوا بســــرها الهالكــــا)‬ ‫ــالكا‬ ‫ــا السـ‬ ‫ــروا بنورهـ‬ ‫(‪( )2‬فأبصـ‬ ‫فــ حضرة قدســية فــ القرب)‬ ‫(‪( )3‬حتــ اســتووا على بســاط القرب‬ ‫ــر)‬ ‫ــرارهم بالفكـ‬ ‫ــقت أسـ‬ ‫وبسـ‬ ‫ــر‬ ‫ــ بالذكـ‬ ‫ــت عقولمـ‬ ‫(‪( )4‬فانتعشـ‬ ‫ـــن شرف القدار)‬ ‫ـــت عـ‬ ‫فأعربـ‬ ‫(‪( )5‬فأبرزوا نتائج الفكار‬ ‫مصـــطحبان بســـنا إنعامـــه)‬ ‫(‪( )6‬ثــ صــلة ال مــع ســلمه‬ ‫على النبـــي الصــطفى الليــل)‬ ‫(‪( )7‬متزجان بالثنــــا الميــــل‬ ‫والل والصـحب الرضـى ومـن تبـع)‬ ‫(‪( )8‬ممــد ســيد كــل مــن شفــع‬ ‫وأنـــــه أجلّ علم قصــــدا)‬ ‫(‪( )9‬وبعــد فالديــن أهــم مقصــدا‬ ‫ــا كلف بالبهان)‬ ‫ــل مـ‬ ‫ــن كـ‬ ‫عـ‬ ‫(‪( )10‬لنـــــه يعرب للنســــان‬ ‫إن تدرهـــا جزت طريـــق عدله)‬ ‫(‪( )11‬وقــد نظمــت دررا فــ أصــله‬ ‫عــــن الكرام الســــادة البرار)‬ ‫(‪َ( )12‬لقّطّتـــها مــن زاخــر الثار‬ ‫حتـ أراهـا فـ غـد مـن قرضـي)‬ ‫ـــا يقضــــي‬ ‫(‪( )13‬وال بالقبول فيهـ‬ ‫كــل الورى وأن يتــم صــنعها)‬ ‫(‪( )14‬ومنـــه أرجــو أن يعــم نفعهــا‬ ‫تأمّلـــــــــ ونظري تؤمل)‬ ‫(‪( )15‬ومدث العلم ضروري بل‬ ‫فــ الشرع معروف كمــا ســنورد)‬ ‫(‪( )16‬والكــل مــن ذَيْنــِ له َتعَبّدــ‬ ‫تعليمــه والثانــ نفــل ندبــا)‬ ‫(‪( )17‬والعلم منـــه لزم قــد وجبــا‬ ‫فواجــــب ومــــا عداه نفله)‬ ‫(‪( )18‬فكــل شيــء ل يســعنا جهله‬ ‫لقادر بترك ذاك يأثـــــــــ)‬ ‫(‪( )19‬والبحـــث للواجـــب حتما يلزم‬ ‫معــــبا وان نأى يضــــي له)‬ ‫(‪( )20‬والدــــــ للقدرة أن يَرى له‬ ‫ومأمــن مــع قوت مــن يكفله)‬ ‫ـا يمله‬ ‫ـع وجدان مـ‬ ‫ـح مـ‬ ‫(‪( )21‬ف ـ الصـ‬ ‫جاءت بـــه مــن ربنــا النباء)‬ ‫(‪( )22‬وفضله ليــــس له احصــــاء‬ ‫والثانــ تفويــض الجيــب قررا)‬ ‫(‪( )23‬ســؤالنا قســمان قســم حجرا‬ ‫للزم قَســّم ونفــل تـــهتدي)‬ ‫ـــد‬ ‫ـــ التعبـ‬ ‫(‪( )24‬وباعتبار الشرع فـ‬ ‫تناقـــض أو جاء باضطرابــــه)‬ ‫(‪( )25‬أسـقط سـؤال إن أتـى خسـ بــه‬ ‫أو كونـــه مــن الحال وقعــا)‬ ‫(‪( )26‬إثبات أو جعــ ســؤالي معــا‬ ‫ـن‪ ،‬أَي‪ ،‬متــ عــن ربنــا تعال)‬ ‫مَـ‬ ‫ـؤال‬ ‫ـل سـ‬ ‫ـف‪ ،‬لِم‪ ،‬وهـ‬ ‫ـع بكيـ‬ ‫(‪( )27‬امنـ‬ ‫عــــن هيئة‪ ،‬وعِلة لِم تلفــــا)‬ ‫(‪( )28‬أيـن‪ ،‬ومِـن أيـن‪ ،‬وكـم؛ فكيفـا‬ ‫‪265‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫(‪)29‬‬ ‫(‪)30‬‬ ‫(‪)31‬‬ ‫(‪)32‬‬ ‫(‪)33‬‬ ‫(‪)34‬‬ ‫(‪)35‬‬ ‫(‪)36‬‬ ‫(‪)37‬‬ ‫(‪)38‬‬ ‫(‪)39‬‬ ‫(‪)40‬‬ ‫(‪)41‬‬ ‫(‪)42‬‬ ‫(‪)43‬‬ ‫(‪)44‬‬ ‫(‪)45‬‬ ‫(‪)46‬‬ ‫(‪)47‬‬ ‫(‪)48‬‬ ‫(‪)49‬‬ ‫(‪)50‬‬ ‫(‪)51‬‬ ‫(‪)52‬‬ ‫(‪)53‬‬ ‫(‪)54‬‬ ‫(‪)55‬‬ ‫(‪)56‬‬ ‫(‪)57‬‬

‫(وهـل لتصـديق‪ ،‬ومـن عـن جنـس‪،‬‬ ‫(متــ ســؤال جاء عــن زمان‪،‬‬ ‫ــه‬ ‫ــؤال عدد‪ ،‬وإنــ‬ ‫ــم سـ‬ ‫(وكـ‬ ‫(والصـــل للفقـــه كتاب الباري‬ ‫(والجتـــهاد عنــد هذي مُنِعَــا‬ ‫(والرأي فــ غيــ الصــول ُج ّوزَا‬ ‫(ول يزــــ خلفنــــا للعدل‬ ‫(فـ غيـ مـا قـد حكـم الاكـم أو‬ ‫(أو مــن طريــق الزهــد كان أفضل‬ ‫ـد‬ ‫ـباع قـ‬ ‫(وذاك مثــل الكــل للسـ‬ ‫(حلتــــه على ســـبـيل الدب‬ ‫(واللف إن ل نعرفنّـــــ العدل‬ ‫(أو ل اذا التحري فـــــ ذا يعدم‬ ‫(وخطــأ العال فــ الفتوى هلــ‬ ‫ــه‬ ‫ــه عليـ‬ ‫ــي بطلنــ‬ ‫(وإن خفـ‬ ‫(إن كان ماـ حجـة السـماع بــه‬ ‫(والهــل قســمان بســيط ســلما‬ ‫(إل مركّبـــ وليـــس يســـلم‬ ‫(وباعتباره لدى التكلّف‬ ‫(وأي فرض فعله ُمؤَقّتـــــــ‬ ‫ـــ عبّرا‬ ‫ـــه تقوم منـ‬ ‫(حجتــ‬ ‫(بـل مـا عدا الَبرّ أتـى فـ العتـب‬ ‫(واعتقــد الســؤال إن ل تســتطع‬ ‫(لكــن عليــك أن تؤديــه كمــا‬ ‫(فإن تكـن موافقـا صـدق العمـل‬ ‫(متلف فيــه ومــع مــن أثبتـــه‬ ‫ـت العمــل‬ ‫ـ مؤقـ‬ ‫(وإن يكــن غيـ‬ ‫ـــه‬ ‫ـــن معتقدا لتركـ‬ ‫(مال تكـ‬ ‫(وذاك مثـــل الجـــ والزكاة‬ ‫‪266‬‬

‫ـــس)‬ ‫ـــة وأجزا النفـ‬ ‫وأي لشِركـ‬ ‫أيــن‪ ،‬ومِــن أيــن عــن الكان)‬ ‫فرد قديـــ قاهـــر ســـبحانـه)‬ ‫إجاع بعــــد ســــنة الختار)‬ ‫وهالك مــن كان فيهــا مبدعــا)‬ ‫وواجــــــب أن نتحرى ال ْج َوزَا)‬ ‫ماــــ نرى وميلنــــا للهزل)‬ ‫كان خلف كافـــر فيمـــا رأوا)‬ ‫وإن حكمـــت فاقصـــدنّ العدل)‬ ‫رأيــت ِحلّهَــا وإن نـــهي ورد)‬ ‫كمثــل مــا اختار امام الذهــب)‬ ‫ــا أن نعمل)‬ ‫ــ نشـ‬ ‫ــل جائز باـ‬ ‫هـ‬ ‫بــل نســتشي واجبــا مــن يعلم)‬ ‫ـــــل)‬ ‫والوزر والضمان للذي عمـ‬ ‫فالتوب ممل أتــــى اليــــه)‬ ‫ول يدـــ معـــبا فلتنتبــــه)‬ ‫صـاحبـه والثانـ فهـو مـا انتمـى)‬ ‫صـــاحبـه بفعله بـــل يأثـــ)‬ ‫لواســع الهــل وضيــق يفــي)‬ ‫فعلمــه فــ وقتـــه مُثبّــت)‬ ‫وقيـــل لحجـــة منـــ كفرا)‬ ‫إن اســـتطعتـه بل نيـــل ضرر)‬ ‫معـــــبا نور هداه تتبـــــع)‬ ‫رأيـــت مـــن أدائه متممـــا)‬ ‫وفقـــــــك الباري وإل فالبدل)‬ ‫قولن بالفور وديـــن مثبتــــه)‬ ‫ــل)‬ ‫ــه إل الجـ‬ ‫ــع جهلكـ‬ ‫فواسـ‬ ‫وقيـــل كالول نظـــم ســـلكه)‬ ‫لن وقــــت ذيــــن للممات)‬ ‫بـهجة النوار‬

‫(‪)58‬‬ ‫(‪)59‬‬ ‫(‪)60‬‬ ‫(‪)61‬‬ ‫(‪)62‬‬ ‫(‪)63‬‬ ‫(‪)64‬‬ ‫(‪)65‬‬ ‫(‪)66‬‬ ‫(‪)67‬‬ ‫(‪)68‬‬ ‫(‪)69‬‬ ‫(‪)70‬‬ ‫(‪)71‬‬ ‫(‪)72‬‬ ‫(‪)73‬‬ ‫(‪)74‬‬ ‫(‪)75‬‬ ‫(‪)76‬‬ ‫(‪)77‬‬ ‫(‪)78‬‬ ‫(‪)79‬‬ ‫(‪)80‬‬ ‫(‪)81‬‬ ‫(‪)82‬‬ ‫(‪)83‬‬ ‫(‪)84‬‬ ‫(‪)85‬‬ ‫(‪)86‬‬

‫(وواســـــــع جهلك بالحرّم‬ ‫ـــزير‬ ‫ـــة والنــ‬ ‫(كالدم واليتـ‬ ‫(وكالذي يذبـــــــح للوثان‬ ‫(وذا لدى الضطــر قــد أبـــيحا‬ ‫(والهــل بالنســاب أي تريهــا‬ ‫(مــا تركوا ارتكابـــها وضاق إن‬ ‫ــاب‬ ‫ــل النسـ‬ ‫ــع لاهـ‬ ‫(وواسـ‬ ‫( إن كان ل يقصـد خلفـا ورجـع‬ ‫(ول يســع جهــل ضللة الُصــِر‬ ‫(مــن بعــد أن تعلم كفره ومــع‬ ‫(بشرط أن ل تتوله ول‬ ‫(وواســـــــع جهلك بالحلل‬ ‫(كالبــــــيع واللك وكالنكاح‬ ‫(وحرم ارتكاب مال يعلم‬ ‫(وإن يرد فــ قصــده خلف مــا‬ ‫ــ‬ ‫ــة العلم لاـ‬ ‫ــد تقوم حجـ‬ ‫(وقـ‬ ‫(لو كان واحدا له الفضــــل عل‬ ‫(ورجــــح الول أن العلمــــا‬ ‫(وكـل شيـء واسـع جهلك بــه‬ ‫(والقول فــ الملة مــا ل يقــم‬ ‫(إذ ل يكـــن جَلّ مكلفـــا بل‬ ‫(ولو يشـــا لكان منــــه عدل‬ ‫(وإن أتـــى برهانــــها امرءا فل‬ ‫(ومنكــر الملة بعدمــا نظــر‬ ‫(ول يســـع جهـــل ضلله ول‬ ‫(كذاك جهــل مــن يشــك فيــه‬ ‫(واللف فـ إيانــها بالقلب هـل‬ ‫(تكليفــه بـــها فبعــض ذهبــا‬ ‫(واللف هـــل عليـــه أن يقررا‬ ‫‪267‬‬

‫جيعـــه مـــا ل عليـــه ُتقْدِم)‬ ‫إن قائم العيـــــــ وكالمور)‬ ‫ــن الكان)‬ ‫ــا كان مـ‬ ‫ــ أي مـ‬ ‫فـ‬ ‫واللف فــ المــر أتــى صــريا)‬ ‫فواســــع لاهلي علومهــــا)‬ ‫ـتب)‬ ‫ـها اسـ‬ ‫ـم بــ‬ ‫ـا جهلهـ‬ ‫ارتكبوهـ‬ ‫نكاح مـــــــن شاء بل ارتياب)‬ ‫متــ رأى حرام مــا فيــه وقــع)‬ ‫ــر)‬ ‫ــتحل إذ أصـ‬ ‫ــا أو مسـ‬ ‫مرمـ‬ ‫ـع)‬ ‫ـم يسـ‬ ‫ـا ل تع ـِ الكـ‬ ‫ـم مـ‬ ‫بعضهـ‬ ‫ــن ضلل)‬ ‫ــك عمـ‬ ‫ــبأ ول تسـ‬ ‫تـ‬ ‫إن أنـــت عـــن تليله ل تعدل)‬ ‫على شروطهــــــــا وكالباح)‬ ‫ومــن يكــن موافقــا ل يأثــ)‬ ‫قــد أوجــب الباري عليــه أثاــ)‬ ‫قــد وســع الهــل بقول العلمــا)‬ ‫وقيـــل مال تبصـــر القـــ فل)‬ ‫كالنبـــياء مقالمــ قــد لزمــا)‬ ‫ثــ رأيــت حقــه ضاق انتبـــه)‬ ‫برهانـــــها كغيهــــا ل تلزم)‬ ‫برهان صــدق يوضحــن الســبل)‬ ‫كمثــل مــا قــد كان هذا فضل)‬ ‫يَُنفّســـَنّ لظـــة ليســـأل)‬ ‫ـر)‬ ‫ـد كفـ‬ ‫ـر جحود قـ‬ ‫ـها كفـ‬ ‫برهانــ‬ ‫تشــــك فيــــه والذي له تل)‬ ‫ــــــــه)‬ ‫على قياس شائع تلفيـ‬ ‫يزيــه دون نطقــه إذا نـــزل)‬ ‫للجتزا والبعـض منــهم قـد أبـ)‬ ‫تصــديقه إن ذكرهــا قــد خطرا)‬ ‫بـهجة النوار‬

‫(‪)87‬‬ ‫(‪)88‬‬ ‫(‪)89‬‬ ‫(‪)90‬‬ ‫(‪)91‬‬ ‫(‪)92‬‬ ‫(‪)93‬‬ ‫(‪)94‬‬ ‫(‪)95‬‬ ‫(‪)96‬‬ ‫(‪)97‬‬ ‫(‪)98‬‬ ‫(‪)99‬‬ ‫(‪100‬‬ ‫)‬ ‫(‪101‬‬ ‫)‬ ‫(‪102‬‬ ‫)‬ ‫(‪103‬‬ ‫)‬ ‫(‪104‬‬ ‫)‬ ‫(‪105‬‬ ‫)‬ ‫(‪106‬‬ ‫)‬ ‫(‪107‬‬ ‫)‬

‫(أو يتزي بالاضــــي مال يدث‬ ‫(ومــا عدا الملة مــن تفســيها‬ ‫(إل لدى الســؤال والهــل باــ‬ ‫(ومـــا عدا اليان فاللزم فـــ‬ ‫(فالجــة الســماع فــ ذا كله‬ ‫(وهاك توحيدا لنـــا فلتقتبـــس‬ ‫(نعبده جلّ امتثال أمره‬ ‫(فإن يشــــأ يرحنــــا بفضله‬ ‫ــــــلطان‬ ‫(فاللك والعزة والسـ‬ ‫(ســـبحانـه ليـــس له مكان‬ ‫(بلقــه لكــل شيــء نشهــد‬ ‫ــ‬ ‫ــه ول نظيـ‬ ‫ــس له شِبــ‬ ‫(ليـ‬ ‫(ليـــس له فوق ول تتـــ ول‬ ‫ــــــ وشال والذي‬ ‫(كذا ييـ‬ ‫(ول يزل وليــس شيــء معــه‬ ‫(بكونــــه ولونــــه وشكله‬ ‫ـه‬ ‫ـ ذاتــ‬ ‫ـه فـ‬ ‫ـه مشابــ‬ ‫(لو أنــ‬ ‫ـا‬ ‫ـه لزمـ‬ ‫ـهي بوجـ‬ ‫ـل شبــ‬ ‫(إذ كـ‬ ‫(لو كان ثان عنده فـــــ الزل‬ ‫(ول دليــل خــص واحدا فقــط‬ ‫(لو أنـــــه فــــ أمره معان‬ ‫(وهكذا يلزم فـــــــ الزمان‬ ‫(لو أنـــه فــ ملكــه مشارك‬ ‫ــ الذات والصــفات والفعال‬ ‫(فـ‬ ‫(ول يزــ وصــفكه بغيــ مــا‬ ‫(وأي وصــف جاز وصــفه باــ‬ ‫(ومـــا عدا ذاك بوصـــف الذات‬ ‫ـه‬ ‫ـي ذاتــ‬ ‫ـه هـ‬ ‫ـفاتـه لذاتــ‬ ‫(صـ‬ ‫(إذ ل تكــــن فيــــه لئل يلزم‬ ‫‪268‬‬

‫شيئا بـــها كعهدهــا ل ينكــث)‬ ‫كحكـم مـا رأيـت مـن تعبــيها)‬ ‫أحدث والشائع مــــا تقدمــــا)‬ ‫تفســـيها بالقلب فـــ التكلف)‬ ‫وحجـــة العنـــ له مـــن عقله)‬ ‫مـن نوره وعـن هوى النفـس احتبـس)‬ ‫ســـبحانـه ونــــهيه وزجره)‬ ‫ــــا بعدله)‬ ‫ــــأ عذبنـ‬ ‫وإن يشـ‬ ‫له كذا القدرة والبهان)‬ ‫يويــــــــه جلّ ل ول زمان)‬ ‫وأنــــه فـــ ملكـــه منفرد)‬ ‫ول وزيــــر ل ول مشيــــ)‬ ‫قبـــل ول بعـــد فكـــل حظل)‬ ‫إليـــــه تعزى حادث بذا احتذي)‬ ‫وعال مـــن قبـــل أن يصـــنعه)‬ ‫ومـــا اليـــه صـــائر بفعله)‬ ‫جاز عليــه وصــف ملوقاتـــه)‬ ‫فـ الكـل مـا لذلك الوجـه انتمـى)‬ ‫لكان كــــل صــــالا لن يلي)‬ ‫والكــم مــن غيــ مرجــح غلط)‬ ‫لزمــه فــ ذاتـــه النقصــان)‬ ‫وفـــ الهات الســـت للمكان)‬ ‫كان فســـــــادا ذلك التشارك)‬ ‫مالف لنـــــا بكـــــل حال)‬ ‫بــينـه مـن وصـف نفسـه اعلمـا)‬ ‫عانده فوصــف فعــل أحكمــا)‬ ‫يعرف وهــــو كالعليــــم آت)‬ ‫ـــه)‬ ‫ـــا دلت بذا آياتــ‬ ‫ل غيهـ‬ ‫حلوله وليــــس منـــــه نزم)‬ ‫بـهجة النوار‬

‫(‪108‬‬ ‫)‬

‫(‪109‬‬

‫)‬ ‫(‪)110‬‬ ‫(‪)111‬‬ ‫(‪)112‬‬ ‫(‪)113‬‬ ‫(‪)114‬‬ ‫(‪)115‬‬ ‫(‪)116‬‬ ‫(‪)117‬‬ ‫(‪)118‬‬ ‫(‪)119‬‬ ‫(‪120‬‬ ‫)‬ ‫(‪121‬‬ ‫)‬ ‫(‪122‬‬ ‫)‬ ‫(‪123‬‬ ‫)‬ ‫(‪124‬‬ ‫)‬ ‫(‪125‬‬ ‫)‬ ‫(‪126‬‬ ‫)‬ ‫(‪127‬‬

‫ـــــــه فيكون أفقرا‬ ‫(ول عليـ‬ ‫(فهـــو عليـــم ل بعلم جُلبـــا‬ ‫(وهــو بصــي ل بعيــ نظرت‬ ‫(وهكذا فــ ســائر الصــفات‬ ‫(ورؤيـــة الباري مـــن الحال‬ ‫(لن مــــن لزمهــــا التميّزا‬ ‫(فــ جهــة تقابــل الذي نظــر‬ ‫(مــن قول ل تدركــه البصــار‬ ‫(لنــــها مدح له ول يصـــح‬ ‫(لو جاز أن يزول مدحـــــه لزم‬ ‫ـم‬ ‫ـها بكفــر النعـ‬ ‫ـن يدن بــ‬ ‫(ومـ‬ ‫(كأن يقول يده مثــــــل يدي‬ ‫(فوجهــه أي ذاتـــه فــ قوله‬ ‫ـم‬ ‫ـل نعـ‬ ‫ـه قدرة أو قـ‬ ‫ـد منــ‬ ‫(واليـ‬ ‫(وجَدّه كوجهــه أو قــل عِظَــم‬ ‫( ثــ مــن الائز بعــث الرســل‬ ‫(مقرونــــة دعواهــــم تفضل‬ ‫(وواجــب عليــك أن تعرف مــا‬ ‫(ومــا اســتحال عنـــهم فاللزم‬ ‫(كالصــدق والتبليــغ والمانــة‬ ‫(والســـتحيل ضدهـــا كالكذب‬ ‫ــن‬ ‫ــو مكـ‬ ‫ــا عدا ذلك فهـ‬ ‫(ومـ‬ ‫(أفضلهــم نبـــينا ثــ الليــل‬ ‫(وبعدهــم نوح فباقــي الرســل‬ ‫ـع‬ ‫ـع الميـ‬ ‫ـخت شرايـ‬ ‫ـد نسـ‬ ‫(قـ‬ ‫ــ‬ ‫ــا مغيـ‬ ‫ــا له أي شرعنـ‬ ‫(ومـ‬ ‫(وبعدهــــم ملئك حباهــــم‬ ‫(أفضلهــم جبيــل والذي زعــم‬ ‫(بـــهم جيعــا يبــ اليان‬ ‫‪269‬‬

‫لغيه وذاك دأب الفقرا)‬ ‫وهــو ســيع ل بســمع رُكّبــا)‬ ‫وهــــو قديــــر ل بقدرة عرت)‬ ‫ـ الذات)‬ ‫ـل عيـ‬ ‫ـ الصـ‬ ‫ـها فـ‬ ‫لنــ‬ ‫دنيــا وأخرى احكــم بكــل حال)‬ ‫والكيـــف والتبعيـــض والتحيزا)‬ ‫فهذه ومــا أتــى بـــه الســور)‬ ‫ــار)‬ ‫ــى البصـ‬ ‫ــ فانتفـ‬ ‫ولن ترانـ‬ ‫زوال مــــا بـــــه الله متدح)‬ ‫تبديــــل ِعزّه بِذُلّ وشُتــــم)‬ ‫فاحكــم له والشرك إنــْ يســّم)‬ ‫أو وجهــه كوجــه بعــض العبــد)‬ ‫وعينـــــه أي حفظــــه لفعله)‬ ‫وقبضــة والســتوا مُلكــا يُســم)‬ ‫ومكره عقوبــــة لنــــ ظلم)‬ ‫يهدوننـــا إل الصـــراط العدل)‬ ‫بعجزات تبطــــــــل التقوّل)‬ ‫يوز للرســل ومــا قــد لزمــا)‬ ‫ــي الكارم)‬ ‫ــم َنعْتَا هـ‬ ‫ــ حقهـ‬ ‫فـ‬ ‫والعقــل والضبــط وكالفطانــة)‬ ‫وكالنون وارتكاب الرّيــــــب)‬ ‫فــ حقهــم إل الذي يســتـهجن)‬ ‫ثــ الكليــم بعده عيســى الليــل)‬ ‫فالنبــــيا ذوو القام الكمـــل)‬ ‫ســوى الدى بشرعنــا البديــع)‬ ‫فهــــو على الدوام ل ُيغَيّرــــ)‬ ‫ـــم)‬ ‫ـــم بالقرب واجتباهـ‬ ‫مولهـ‬ ‫تفضيله على البـــيب قــد غشــم)‬ ‫وبالذي أنـــــزله الرحنــــ)‬ ‫بـهجة النوار‬

‫)‬

‫(‪128‬‬ ‫)‬

‫(‪129‬‬ ‫)‬

‫(‪130‬‬ ‫)‬

‫(‪131‬‬ ‫)‬

‫(‪132‬‬ ‫)‬

‫(‪133‬‬ ‫)‬

‫(‪134‬‬ ‫)‬

‫(‪135‬‬ ‫)‬

‫(‪136‬‬ ‫)‬

‫(‪137‬‬ ‫)‬

‫(‪138‬‬ ‫)‬

‫(‪139‬‬ ‫)‬

‫(‪140‬‬ ‫)‬

‫(‪141‬‬ ‫)‬

‫(وهوكلم جاء بالنظـــم التـــ‬ ‫(والكـــــل ملوق لمكان العدم‬ ‫(وفــ القرآن مكــم ومشتبـــه‬ ‫ـا واللف ف ـ‬ ‫ـن ربنـ‬ ‫ـى مـ‬ ‫(كلٌ أتـ‬ ‫(مــع اتفاق منـــهم أنـــهما‬ ‫(فالحكـم التضـح العنـ انقسـم‬ ‫ـع بالراد‬ ‫ـم القطـ‬ ‫ـص حكـ‬ ‫(ف ـ النـ‬ ‫ــل‬ ‫ــه الدليـ‬ ‫(وإن أتـــى بعكسـ‬ ‫ــا‬ ‫ــا أو بعيدا وقعـ‬ ‫ــو قريبـ‬ ‫(وهـ‬ ‫ـل‬ ‫ـى كالجمـ‬ ‫ـا اختفـ‬ ‫(وذو اشتباه مـ‬ ‫(فمنـــه مــا قيــل بأنـــه الذي‬ ‫(ومنــه أيضـا مـا يكون مبــهما‬ ‫(ومنــــه أنــــه الذي ل يَعلم‬ ‫(فكـــل هذا أصـــله متّحـــد‬ ‫(وقيـــل أحرف أوائل الســـور‬ ‫(وقيـل مـا قـد كان منسـوخا ومـا‬ ‫(وحكمـــه الوقوف فـــ الجال‬ ‫(والرد للمحكــم حكــم الثانــ‬ ‫(والوت حـــق يبـــ اليان‬ ‫ـــد‬ ‫(فالوت أن تفارق الروح السـ‬ ‫(والقول بالمسـاك فـ الروح أحـق‬ ‫(ول يتـ قبـل انقضـا العمـر أحـد‬ ‫(كان حلل أو حرامـــــا حجرا‬ ‫ـدر‬ ‫ـء يصـ‬ ‫ـس فـ العال شيـ‬ ‫(إذ ليـ‬ ‫ـه‬ ‫ـ جاء بــ‬ ‫ـب ماـ‬ ‫ـ عذاب القـ‬ ‫(ثـ‬ ‫(واعتقدن صـــدقه ول تُحِـــل‬ ‫(أمـا السـاب فهـو تييـز العمـل‬ ‫ـ ٌر ليعلمــا‬ ‫(خُصــّ بـــه مقصـ ّ‬ ‫(ومــــا عداهاــــ إل النان‬ ‫‪270‬‬

‫على معان فيـــه ارشاد المـــم)‬ ‫ولنفراده تعال بالقدم)‬ ‫وممــل مفصــل نؤمــن بـــه)‬ ‫ــي)‬ ‫ــل تفـ‬ ‫ــا على أقاويـ‬ ‫حديهمـ‬ ‫نوعان أي متلف حكمهمــــــا)‬ ‫للنــص والظاهــر معنً فانســم)‬ ‫والظـــن فـــ الظاهـــر للعباد)‬ ‫ــل)‬ ‫ــو التأويـ‬ ‫ــه وهـ‬ ‫ــي اليـ‬ ‫صـ‬ ‫أو متعذرا فلن يُتّبَعـــــــــا)‬ ‫أو مفهــم تشبـــيه مولنــا العلي)‬ ‫ـــاعدا خُـــذ)‬ ‫له احتمالن فصـ‬ ‫كتسـع عشـر أمرهـم قـد أبــهما)‬ ‫تأويله غيــــ الهيمــــن اعلم)‬ ‫وجعله أشياء ليــــس يمــــد)‬ ‫وقيــل بالمثال مــع كــل خــب)‬ ‫قــد كان ناســخا يســمى مكمــا)‬ ‫ــر احتمال)‬ ‫ــي أظهـ‬ ‫ــ يبــ‬ ‫حتـ‬ ‫أو يلزمــــن تناقــــض القرآن)‬ ‫بـــه كذاك البعــث والســبان)‬ ‫والبعــث ردهــا إليــه للبــد)‬ ‫ـق)‬ ‫ـوى التخمي ـ للذي نطـ‬ ‫ـا سـ‬ ‫ومـ‬ ‫وقبـــل رزقـــه الذي له يُحـــد)‬ ‫أو شبــــــــهة وال كل قدرا)‬ ‫إل وربنــــــــــا له مقدر)‬ ‫تواتــر الخبار معنــ فانتبـــه)‬ ‫تعذيــب ميــت لوجوه تتمــل)‬ ‫خيا وشرا لياه مــــن فعــــل)‬ ‫أو فاســـق ليكثـــر التندّمـــا)‬ ‫بل حســـــــاب أو إل النيان)‬ ‫بـهجة النوار‬

‫(‪142‬‬ ‫)‬

‫(‪143‬‬ ‫)‬

‫(‪144‬‬ ‫)‬

‫(‪145‬‬ ‫)‬

‫(‪146‬‬ ‫)‬

‫(‪147‬‬ ‫)‬

‫(‪148‬‬ ‫)‬

‫(‪149‬‬ ‫)‬

‫(‪150‬‬ ‫)‬

‫(‪151‬‬ ‫)‬

‫(‪152‬‬ ‫)‬

‫(‪153‬‬ ‫)‬

‫(‪154‬‬ ‫)‬

‫(‪155‬‬ ‫)‬

‫(‪156‬‬

‫(واللف هـل قـد خلقـا وهـو الصـح‬ ‫(والوقـف عـن تعيننـا ذاك الحـل‬ ‫(وعدم التعييـــ ليـــس يقدح‬ ‫(والكتــب صــحف حوت العمال‬ ‫ــن أمـــة الرســـول‬ ‫(َي ِردُه مِـ‬ ‫ــبان‬ ‫ــ السـ‬ ‫ــ اليزان فـ‬ ‫(وإناـ‬ ‫(ل مثـــل قول ذي اللف إذ غدا‬ ‫(وقوله‪ :‬الصــراط فهــو القــ ل‬ ‫(شفاعـــة الرســـول للتقـــي‬ ‫(ومـن يقـل بغيـ ذا فقـد كفـر‬ ‫(وإن يكــن بغيــ مــا تأول‬ ‫(لنــــــــه مالف الكتاب‬ ‫(كليــس للظال مــن حيــم‬ ‫(ومــن عصــى ول يتــب يلد‬ ‫(وكافــر بنعمــة مــن فرّقــا‬ ‫(أعنــ لدى اللود والفرق نشــا‬ ‫(كذاك مــن قال بأنـــه ييــ‬ ‫(وهكذا مــن قال كــل يدخــل‬ ‫(ومــن يقــل دار اللود فانيــة‬ ‫(هذا إذا مـــا كان بالتأويـــل‬ ‫(وبالقضــا نؤمــن أيضــا والقدر‬ ‫(ومـــن يقـــل إلنـــا ل يلق‬ ‫ـــء خالق‬ ‫(لقوله لكــــل شيـ‬ ‫(لو كان خالقــا ســواه لزمــا‬ ‫(ولو تعدد الله لظهــــــــر‬ ‫ـاب‬ ‫ـا اكتسـ‬ ‫ـا ف ـ فعلنـ‬ ‫ـن لنـ‬ ‫(لكـ‬ ‫(مَن ْـ ثَمّ قـد نيـل بــه أعلى الرتـب‬ ‫(وفاســق مــن قال إن ال جــل‬ ‫(وأنـــه ل يعــل اســتطاعه‬ ‫‪271‬‬

‫أم يلقان بعدمــا الفنــا اتضــح)‬ ‫أول بنــا إذ ل دليــل ثَمّــ دل)‬ ‫ــح)‬ ‫ــا إن الوجود أرجـ‬ ‫ــ قولنـ‬ ‫فـ‬ ‫والوض حــــــق فاترك الدال)‬ ‫مــن قــد وفــ بعهده الســئول)‬ ‫ــ)‬ ‫ــن الرحنـ‬ ‫ــاف مـ‬ ‫عدل وانصـ‬ ‫ــــــــه َكفّةً وأعمدا)‬ ‫يُأوّلُنــ‬ ‫جســـر كمـــا بعضهـــم تأول)‬ ‫مـــن الورى وليـــس للشقـــي)‬ ‫كفـــر نعيـــم إن تأول ظهـــر)‬ ‫فذاك شرك أي أشـــر منــــزل)‬ ‫وســــنة الرســــول واللباب)‬ ‫ول شفيــع مــن لظــى الحيــم)‬ ‫فــ النار دائمــا بـــهذا نشهــد)‬ ‫مـا بــي ذي شرك ومـن قـد فسـقا)‬ ‫لدى منازل العذاب وفشـــــــا)‬ ‫وقــــت على النار بل تأجــــج)‬ ‫فيهــا ســعيد وشقــي مبطــل)‬ ‫أو أهلهـــا ففاســـق علنيـــة)‬ ‫ــزيل)‬ ‫ــ الرد على التنــ‬ ‫والشرك فـ‬ ‫ول يزــ إغراقنــا فيــه النظــر)‬ ‫أفعالنـــا ُبعْدا له مـــن أحقـــ)‬ ‫ســـبحانـه الرب الليـــك الرازق)‬ ‫ــــا)‬ ‫ــــا حتمـ‬ ‫تعدد الله قطعـ‬ ‫فســـاد هذا العال الذي بــــهر)‬ ‫بــــه الثواب وبــــه العقاب)‬ ‫ـــب)‬ ‫ـــس تكتسـ‬ ‫إل النبوات فليـ‬ ‫قـد جـب النسـان فيمـا قـد فعـل)‬ ‫له لكفــــر شاءه أو طاعــــه)‬ ‫بـهجة النوار‬

‫)‬

‫(‪157‬‬ ‫)‬

‫(‪158‬‬ ‫)‬

‫(‪159‬‬ ‫)‬

‫(‪160‬‬ ‫)‬

‫(‪161‬‬ ‫)‬

‫(‪162‬‬ ‫)‬

‫(‪163‬‬ ‫)‬

‫(‪164‬‬ ‫)‬

‫(‪165‬‬ ‫)‬

‫(‪166‬‬ ‫)‬

‫(‪167‬‬ ‫)‬

‫(‪168‬‬ ‫)‬

‫(‪169‬‬ ‫)‬

‫(‪170‬‬ ‫)‬

‫(لنـــــــه لو كان هذا بطل‬ ‫(وبطـل الوعيـد مـع بعـث الرسـل‬ ‫(وخلقـــه أفعالنـــا وعلمـــه‬ ‫(كذاك كونـــــــها له مرادا‬ ‫(لو ل يكــــــن يعلم ذا لهله‬ ‫ـــا‬ ‫ـــه ووقعـ‬ ‫(لو ل يرد وقوعـ‬ ‫(لكــن لذا التخييــ واكتســابنا‬ ‫(إياننــا التصــديق‪ ،‬والســلم‬ ‫(ولمــا فــ الشرع معنــ ملتزم‬ ‫(ومــن يكــن مضيعــا لواحــد‬ ‫(فـ وجهـه الشرعـي ليـس ينقـص‬ ‫(لنــه إن هُدِم البعـض انــهدم‬ ‫(وَليــة الؤمــن فرض حققــا‬ ‫ـام‬ ‫ـن على أقسـ‬ ‫ـن ذيـ‬ ‫ـل مـ‬ ‫(والكـ‬ ‫ـا‬ ‫ـد نطقـ‬ ‫ـي الت ـ قـ‬ ‫ـة وهـ‬ ‫(حقيقـ‬ ‫ـ‬ ‫ـو الثانـ‬ ‫ـر فهـ‬ ‫ـم بالظاهـ‬ ‫(والكـ‬ ‫(براءة الظاهــر حكمــا تبــ‬ ‫(عيان أو إقرار أو شهادة‬ ‫(واســـتثن القرار لدى الوَليـــة‬ ‫(واللف فــ رفيعــة الوَليــة‬ ‫ـــه فألزم‬ ‫ـــن عنيتــ‬ ‫(وإن تكـ‬ ‫ـا‬ ‫(لكــن على العدول ليــس العلمـ‬ ‫(وفــ ول وجبــت وليتـــه‬ ‫(إن وجبــت عليــك والذي نطــق‬ ‫(ومــن يبــح براءة مــن نفســه‬ ‫(وإن يكـــن مـــن الل ل تلزم‬ ‫(فبعضهــم رخــص مــا ل تعلم‬ ‫ـهرا‬ ‫ـه مشتــ‬ ‫ـن كفرانــ‬ ‫(وإن يكـ‬ ‫(ومتــ ٍب مــن ولّــ لك قــل‬ ‫‪272‬‬

‫أمــر ونـــهي مــع وعــد جعل)‬ ‫وجاز تكليـــف الماد كالنبـــل)‬ ‫ـه)‬ ‫ـبا حكمـ‬ ‫ـب جـ‬ ‫ـهن ل يوجـ‬ ‫بــ‬ ‫لنــــه قـــد خيّرـــ العبادا)‬ ‫ــن فعله)‬ ‫ــه مـ‬ ‫ــن خالقـ‬ ‫لو ل يكـ‬ ‫لكان مكرهــا على مــا صــنعا)‬ ‫قــد انتفــى الجبار عــن رقابنــا)‬ ‫إذعاننـــا لاـــ دعـــا الحكام)‬ ‫تصـــــــديق قول عمل إذا لزم)‬ ‫منـــها اســتحق هلكــة العانــد)‬ ‫لكــن يزيــد هكذا قــد خصــصوا)‬ ‫جيعـــه وذا هـــو القول التـــ)‬ ‫وهكذا براءة اللذ فســــــــقا)‬ ‫ثلثـــــة تأتـــــ على تام)‬ ‫بـــها كتاب أو رســول حققــا)‬ ‫ــــان)‬ ‫ــــا عقيدة النسـ‬ ‫ثالثهـ‬ ‫بواحــد مــن أربــع تعتقــب)‬ ‫ــى بشهرة)‬ ‫ــق أتـ‬ ‫ــ أو حـ‬ ‫عدليـ‬ ‫وإناــــ الوجوب بالثلثــــة)‬ ‫مـــن واحـــد عدل بل عنايـــة)‬ ‫ــــ يعلم)‬ ‫ــــل ل لزوم ثـ‬ ‫وقيـ‬ ‫تفصــيل مــا جاءوا بـــه ليُعلَمــا)‬ ‫على الورى ســـريرة براءتــــه)‬ ‫بــــها جهارا للباءة اســـتحق)‬ ‫فهالك وهــــو حري بِســــه)‬ ‫ــل اعلم)‬ ‫ــ على الكـ‬ ‫ــة لمـ‬ ‫وَليـ‬ ‫وَليــة والبعــض مــن ذا يتمــي)‬ ‫ل بأس إن بكفره قــــــد جهرا)‬ ‫بكفره إن ل يتــب عمــا فعــل)‬ ‫بـهجة النوار‬

‫(‪171‬‬ ‫)‬

‫(‪172‬‬ ‫)‬

‫(‪173‬‬ ‫)‬

‫(‪174‬‬ ‫)‬

‫(‪175‬‬ ‫)‬

‫(‪176‬‬ ‫)‬

‫(‪177‬‬ ‫)‬

‫(‪178‬‬ ‫)‬

‫(‪179‬‬ ‫)‬

‫(‪180‬‬ ‫)‬

‫(‪181‬‬ ‫)‬

‫(‪182‬‬ ‫)‬

‫(‪183‬‬ ‫)‬

‫(‪184‬‬ ‫)‬

‫(‪185‬‬

‫(وفـــ ول ترك الفرض اقتفـــي‬ ‫(ثـ اسـتتبـه إن يكـن منـك قبـل‬ ‫(وإن أتــى الول مــا ل بـــه‬ ‫(توله والبعــض منـــه يقــف‬ ‫جرَا‬ ‫(كذاك إن أتـــى بفعـــل حُ ِ‬ ‫ــل‬ ‫ــا كان فعله احتمـ‬ ‫(هذا إذا مـ‬ ‫(وفــ ولييــ تالفــا باــ‬ ‫ــــف‬ ‫(تول بالرأي وإن شئت فقـ‬ ‫(وإن يكونــــا عاليــــ تلزم‬ ‫(وأوجبــ براءة مــن الصــر‬ ‫(ومــــن تول مدثــــا لفعله‬ ‫(وقوف ديـــن رأي أو ســـؤال‬ ‫(فالديــن فــ كــل فتً ل تعهــد‬ ‫(والرأي فـــ الول إن تســـنّما‬ ‫(وقيــل والســؤال مــع ذا يلزم‬ ‫(وفــ ولييــ تلعنــا احكــم‬ ‫(بطلن كــل منـــهما والشــك‬ ‫(والذنـب قسـمان كبــي وجبـا‬ ‫(فأوجـب اللعـن عليـه أو سـخط‬ ‫(وعكســه الصــغي مثــل الكذب‬ ‫(ومــن أصــرّ لصــغي فكمــن‬ ‫(وراكــب الكبـــي َتوّبـــه فإن‬ ‫(وبعضهــــم ضلله وتوّبــــا‬ ‫ـغرا‬ ‫ـا صـ‬ ‫ـب ذنبـ‬ ‫ـم للراكـ‬ ‫(والكـ‬ ‫(واللف فـ الصـرار للصـغي هـل‬ ‫(أو إن يكـــن أتاه باســـتخفاف‬ ‫ــــــ الول إن أتاه‬ ‫(واللف فـ‬ ‫(ول يَُتوّبـــه وبعــض ذهبــا‬ ‫(وبعضهـم أحسـن ظنــه بــه‬ ‫‪273‬‬

‫عذرا له إن ل تدــ عنـــه قــف)‬ ‫ولتَْبرَ إن ل يرجِعَــن عمّاــ عمــل)‬ ‫حــق وللعباد كالقتــل انتبـــه)‬ ‫عنــه‪ ،‬وفـ الباءة منــه ضعـف)‬ ‫فــ أصــله وعارض اللــ يُرى)‬ ‫حقــا وباطل وإل حيــث حــل)‬ ‫ـهما)‬ ‫ـد فانبــ‬ ‫ـر واحـ‬ ‫ـب كفـ‬ ‫يوجـ‬ ‫وقوف رأي إن يكونــا فــ ضعــف)‬ ‫وَليـــة الحـــق فيمـــا نعلم)‬ ‫وقيــــل مــــن ل يتوله عُذر)‬ ‫قالوا فذاك هالك كمثله)‬ ‫إشكال أو شــــــك على ضلل)‬ ‫ــه كيمـــا تقتدي)‬ ‫خيا وشرا منــ‬ ‫ـهما)‬ ‫ـد أبــ‬ ‫ـه قـ‬ ‫ـك حكمـ‬ ‫أمرا عليـ‬ ‫فهـو حليـف الرأي مـع مـن ألزموا)‬ ‫وقوف إشكال إذا ل يعلم)‬ ‫أن ل تول غيـــ مـــن يشـــك)‬ ‫ـا)‬ ‫ـه غضبـ‬ ‫ـه والباري منــ‬ ‫ـد بــ‬ ‫حـ‬ ‫أو قبـح الرسـول مـن بــه سـقط)‬ ‫ـب)‬ ‫ـل اللعـ‬ ‫ـص ومثـ‬ ‫ـف والرقـ‬ ‫إن خـ‬ ‫أتـى الكبــي فـ الكتاب والسـنن)‬ ‫أبــــ إل ال ببغضــــه فدِن)‬ ‫ثــ اســتمر إن عــن التوب أبــ)‬ ‫ــتكبا)‬ ‫ــ يُرى مسـ‬ ‫ــلمه حتـ‬ ‫إسـ‬ ‫إذا مضــى ول يتــب مــن العمــل)‬ ‫ـــم بل خلف)‬ ‫ـــ عندهـ‬ ‫والثانـ‬ ‫فبعضهـــم فـــ حكمـــه رآه)‬ ‫ال الوقوف قبــــل أن يتوبــــا)‬ ‫وبعــد ذا اســتتابـه مــن ذنبـــه)‬ ‫بـهجة النوار‬

‫)‬

‫(‪186‬‬ ‫)‬

‫(‪187‬‬ ‫)‬

‫(‪188‬‬ ‫)‬

‫(‪189‬‬ ‫)‬

‫(‪190‬‬ ‫)‬

‫(‪191‬‬ ‫)‬

‫(‪192‬‬ ‫)‬

‫(‪193‬‬ ‫)‬

‫(‪194‬‬ ‫)‬

‫(‪195‬‬ ‫)‬

‫(‪196‬‬ ‫)‬

‫(‪197‬‬ ‫)‬

‫(‪198‬‬ ‫)‬

‫(‪199‬‬ ‫)‬

‫(وغيبــة الؤمــن والتجســس‬ ‫(وقاذف الول إن حرا وإن‬ ‫ــن ول‬ ‫ــن حرا ول يكـ‬ ‫(وإن يكـ‬ ‫ـ القذوف عبدا أو صـبـي‬ ‫(وإن يك ُ‬ ‫(فاللف فــ تكفيه مــن قبــل‬ ‫ـ يكــُ القذوف مهول فل‬ ‫(وإنـ ْ‬ ‫(والقذف عنــد مشرك ل يوجــب‬ ‫ـا‬ ‫ـن مكلفـ‬ ‫ـن ل يكـ‬ ‫ـع مـ‬ ‫(كذاك مـ‬ ‫(هذا إذا مــا القذف كان بالزنــا‬ ‫(والكفــر قســمان جحود ونِعَـم‬ ‫(وامنعـه فـ الول حتمـا وهـو مـا‬ ‫(واحكـم برجـس أهله على البـد‬ ‫ـبِ ذراريهــم وحرم ذبهــم‬ ‫(واسـْ‬ ‫(وهكذا منـــهم لنــا ســواء‬ ‫ـل الكتاب ُجوّزا‬ ‫ـن أهـ‬ ‫ـح مـ‬ ‫(والذبـ‬ ‫(ويرفــع الرب لزيــة أتــت‬ ‫(إل الذباح والنكاح فهمــــــا‬ ‫ــــن ذوي الوثان‬ ‫(والشركون مـ‬ ‫(كذاك حكـم راجـع عـن دينــه‬ ‫(توبتنــا قســمان فرض وجبــا‬ ‫(أركانـــها ندم مــع اســتغفار‬ ‫(وأصـــلها امتثال أمـــر الباري‬ ‫(والتوب مثـل الذنـب؛ عـن نبــينا‬ ‫(فالعُجـب والكِـب معـا والسـد‬ ‫(وهكذا العزم على الكفران‬ ‫(ول يرد تائب مـــن ذنبــــه‬ ‫(أو تطلع الشمـس مـن الغرب قـد‬ ‫(فقاتــل الؤمــن عمدا تقبــل‬ ‫ـل وإذا‬ ‫ـن أضـ‬ ‫ـد موت مـ‬ ‫ـن بعـ‬ ‫(مـ‬ ‫‪274‬‬

‫والقذف فــ الكــل حرام أســسوا)‬ ‫عبدا وإن صـــبـيا كفره زكـــن)‬ ‫وبالغــــا كان فمثــــل الول)‬ ‫ــي)‬ ‫ــ ومشركا أبــ‬ ‫ــ ولييـ‬ ‫غيـ‬ ‫تتويبـــه ماــ أتــى مــن فعــل)‬ ‫تكــم بكفــر قاذف مســتعجل)‬ ‫كفران آتيـــــــه إذا ل يكذب)‬ ‫بكمــه مثــل صــبـي فاعرفــا)‬ ‫أو يضــر الشهود فــ ذا معلنــا)‬ ‫وبالنفاق الثانــ منـــهما وســم)‬ ‫لرد تنــــزيل ومرســـَل ناـــ)‬ ‫واغتنمـن فـ الرب منــهم السـبد)‬ ‫ــ)‬ ‫ــا لمـ‬ ‫ــا منـ‬ ‫ــا توارثـ‬ ‫تناكحـ‬ ‫فــ الرب أو بزيــة هــم جاءوا)‬ ‫ـــــع النكاح دون حرب ُجوّزا)‬ ‫مـ‬ ‫منــهم وفـ الجوس حكمهـم ثبـت)‬ ‫ـــا)‬ ‫ـــ الجوس فاعلمـ‬ ‫مرمان فـ‬ ‫ليــس لمــ واق ســوى اليان)‬ ‫وآخــذ بالشــك عــن يقينـــه)‬ ‫لنــ عصــى والثانــ نفــل نُدِبــا)‬ ‫والعزم والرجوع بانكســـــــار)‬ ‫ومنتـــــهاها الطــــ للوزار)‬ ‫ســرا وجهرا هكذا قــد بـــينا)‬ ‫كذا الريــا توبتـــها أن تُفقــد)‬ ‫فالقــ أنـــه مــن العصــيان)‬ ‫ـه)‬ ‫ـن قربــ‬ ‫ـا مـ‬ ‫حت ـ يرى الوت دنـ‬ ‫أتــى عــن الختار فيمــا قــد ورد)‬ ‫توبتـــــــــه وهكذا الضلل)‬ ‫ــــــــا فكذا)‬ ‫آل ليبطلن حقـ‬ ‫بـهجة النوار‬

‫(‪200‬‬ ‫)‬

‫(‪201‬‬ ‫)‬

‫(‪202‬‬ ‫)‬

‫(‪203‬‬ ‫)‬

‫(‪204‬‬ ‫)‬

‫(‪205‬‬ ‫)‬

‫(‪206‬‬ ‫)‬

‫(‪207‬‬ ‫)‬

‫(‪208‬‬ ‫)‬

‫(‪209‬‬ ‫)‬

‫(‪210‬‬

‫)‬ ‫(‪)211‬‬ ‫(‪212‬‬ ‫)‬ ‫(‪213‬‬ ‫)‬ ‫(‪214‬‬ ‫)‬

‫(وقيــل أن ل توبــة لمــ وفــ‬ ‫ـ مَـن‬ ‫ـل أن يُبلغ َ‬ ‫ـن على الضـ‬ ‫(لكـ‬ ‫(إن كان فـــــــ مقدرة وإل‬ ‫(وتارك فرضـــا لوله مضـــى‬ ‫(عليـــه مـــع إبداله وقيـــل ل‬ ‫(وذاك مثــل الصــوم والصــلة‬ ‫(وفـ الصـر إن أتـى الطاعـة هـل‬ ‫(أو ل أو التفصــيل أول إن عصــى‬ ‫(وممـــل توبـــة مـــن يرّم‬ ‫(ومــن أتــى أمرا على التحريــ‬ ‫(وإن يكـــن أتاه باســـتحلل‬ ‫(وإن يكـن فـ يده مـا قـد كسـب‬ ‫ــ فعــل‬ ‫ــه مرم حيـ‬ ‫(وحكمـ‬ ‫(أجـــز تقيـــة بقول إن خلص‬ ‫(وامنعهـا فـ اتلف نفـس إن جنـ‬ ‫(ول تزـــ تقيـــة بالفعـــل‬ ‫(لكــن جواز مــا أبـــيح للضرر‬ ‫(ومكره جاء باــ الدــ يبــ‬ ‫ـن‬ ‫ـأ ومـ‬ ‫ـع الث ـ لدى الطـ‬ ‫(ورفـ‬ ‫(كالقاتـــل النفـــس وكالطلّق‬ ‫(ورفـــض الوزر لدى النســـيان‬ ‫(مــن بعــد أن جاهده باــ قدر‬ ‫(تتـــ بمـــد ال أنوار العقول‬ ‫(عاريــة مــن وصــمة الخلل‬ ‫(أهديتـــها صــرفا لكــل طالب‬ ‫(وأحدــ ال على التيســي فــ‬ ‫(ثــ الصــلة مــع تســليم على‬ ‫(وآله وصــحبـه ومــن قفــا‬

‫‪275‬‬

‫قول أبــي نبــهان أن ليـس اصـطفي)‬ ‫أضله باــ دعــا ومَــن فتــ)‬ ‫فهــــو حريــــٌ بتاب الول)‬ ‫كفارة وتوبـــة قـــد فرضـــا)‬ ‫ـ ذا جعل)‬ ‫ـة فـ‬ ‫ـوى التوبـ‬ ‫ـء سـ‬ ‫شيـ‬ ‫فــ حكــم مــن حرم للحرمات)‬ ‫له ثوابــــها إذا الغفران حـــل)‬ ‫مـن غيـ مـا شرك أتـى مصـحصا)‬ ‫ـــس هذا يلزم)‬ ‫ـــتحل عكـ‬ ‫والسـ‬ ‫ل يزه التوب بل تغريــــــــ)‬ ‫بعكســــه فــــ أعدل القوال)‬ ‫عليـــه أن يرده لنـــ ســـلب)‬ ‫ـتحل)‬ ‫ـد اسـ‬ ‫ـه قـ‬ ‫ـح أنــ‬ ‫حت ـ يصـ‬ ‫مـن نيـل ضـر مـن بــه القول يصـ)‬ ‫واللف فـــ اتلف مال ضمنـــا)‬ ‫كالرق والغرق ومثـــل القتـــل)‬ ‫كالكــل للميتتــة والدم اشتـــهر)‬ ‫عليــه فــ أن ل يدــ نســتحب)‬ ‫ألزمــه الظاهــر حكمــا يســلمن)‬ ‫زوجتـــه خطــأ ومثــل العتــق)‬ ‫وهكذا وســـــــوسة الشيطان)‬ ‫إذ ل تكـن أشـد مـن رؤيـا البصـر)‬ ‫ـول)‬ ‫ـء فـ الصـ‬ ‫ـم شيـ‬ ‫ـة أهـ‬ ‫حاويـ‬ ‫ــــة الكمال)‬ ‫ــــالكة طريقـ‬ ‫سـ‬ ‫تصــونـه مــن كــل قول كاذب)‬ ‫ـن شرف)‬ ‫ـه مـ‬ ‫ـد رمتــ‬ ‫ـا قـ‬ ‫أت ـ مـ‬ ‫ــ مل)‬ ‫ــن خيـ‬ ‫ــد البعوث مـ‬ ‫ممـ‬ ‫منــــهاجهم على التمام والوفـــا)‬

‫بـهجة النوار‬

‫(‪215‬‬ ‫)‬

‫(‪216‬‬ ‫)‬

‫(‪217‬‬ ‫)‬

‫(‪218‬‬ ‫)‬

‫(‪219‬‬ ‫)‬

‫(‪220‬‬ ‫)‬

‫(‪221‬‬ ‫)‬

‫(‪222‬‬ ‫)‬

‫(‪223‬‬ ‫)‬

‫(‪224‬‬ ‫)‬

‫(‪225‬‬ ‫)‬

‫(‪226‬‬ ‫)‬

‫(‪227‬‬ ‫)‬

‫(‪228‬‬ ‫)‬

‫(‪229‬‬ ‫‪276‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫)‬

‫(‪230‬‬ ‫)‬

‫(‪231‬‬ ‫)‬

‫(‪232‬‬ ‫)‬

‫(‪233‬‬ ‫)‬

‫(‪234‬‬ ‫)‬

‫(‪235‬‬ ‫)‬

‫(‪236‬‬ ‫)‬

‫(‪237‬‬ ‫)‬

‫(‪238‬‬ ‫)‬

‫(‪239‬‬ ‫)‬

‫(‪240‬‬ ‫)‬

‫(‪241‬‬ ‫)‬

‫(‪242‬‬ ‫)‬

‫(‪243‬‬ ‫)‬ ‫‪277‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫(‪244‬‬ ‫)‬

‫(‪245‬‬ ‫)‬

‫(‪246‬‬ ‫)‬

‫(‪247‬‬ ‫)‬

‫(‪248‬‬ ‫)‬

‫(‪249‬‬ ‫)‬

‫(‪250‬‬ ‫)‬

‫(‪251‬‬ ‫)‬

‫(‪252‬‬ ‫)‬

‫(‪253‬‬ ‫)‬

‫(‪254‬‬ ‫)‬

‫(‪255‬‬ ‫)‬

‫(‪256‬‬ ‫)‬

‫(‪257‬‬ ‫)‬

‫(‪258‬‬ ‫‪278‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫)‬

‫(‪259‬‬ ‫)‬

‫(‪260‬‬ ‫)‬

‫(‪261‬‬ ‫)‬

‫(‪262‬‬ ‫)‬

‫(‪263‬‬ ‫)‬

‫(‪264‬‬ ‫)‬

‫(‪265‬‬ ‫)‬

‫(‪266‬‬ ‫)‬

‫(‪267‬‬ ‫)‬

‫(‪268‬‬ ‫)‬

‫(‪269‬‬ ‫)‬

‫(‪270‬‬ ‫)‬

‫(‪271‬‬ ‫)‬

‫(‪272‬‬ ‫)‬ ‫‪279‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫(‪273‬‬ ‫)‬

‫(‪274‬‬ ‫)‬

‫(‪275‬‬ ‫)‬

‫(‪276‬‬ ‫)‬

‫(‪277‬‬ ‫)‬

‫(‪278‬‬ ‫)‬

‫(‪279‬‬ ‫)‬

‫(‪280‬‬ ‫)‬

‫(‪281‬‬ ‫)‬

‫(‪282‬‬ ‫)‬

‫(‪283‬‬ ‫)‬

‫(‪284‬‬ ‫)‬

‫(‪285‬‬ ‫)‬

‫(‪286‬‬ ‫)‬

‫(‪287‬‬ ‫‪280‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫)‬

‫(‪288‬‬ ‫)‬

‫(‪289‬‬ ‫)‬

‫(‪290‬‬ ‫)‬

‫(‪291‬‬ ‫)‬

‫(‪292‬‬ ‫)‬

‫(‪293‬‬ ‫)‬

‫(‪294‬‬ ‫)‬

‫(‪295‬‬ ‫)‬

‫(‪296‬‬ ‫)‬

‫(‪297‬‬ ‫)‬

‫(‪298‬‬ ‫)‬

‫(‪299‬‬ ‫)‬

‫(‪300‬‬ ‫)‬

‫(‪301‬‬ ‫)‬ ‫‪281‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫(‪302‬‬ ‫)‬

‫(‪303‬‬ ‫)‬

‫(‪304‬‬ ‫)‬

‫(‪305‬‬ ‫)‬

‫(‪306‬‬ ‫)‬

‫(‪307‬‬ ‫)‬

‫(‪308‬‬ ‫)‬

‫(‪309‬‬ ‫)‬

‫(‪310‬‬

‫)‬ ‫(‪)311‬‬ ‫(‪312‬‬ ‫)‬ ‫(‪313‬‬ ‫)‬ ‫(‪314‬‬ ‫)‬ ‫(‪315‬‬ ‫)‬ ‫(‪316‬‬ ‫)‬ ‫‪282‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫(‪317‬‬ ‫)‬

‫‪283‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫فهرس الموضوعات‬ ‫الصفحة‬

‫الـمـــوضـــــوع‬ ‫مقدمة التحقيق‬ ‫فصل ف التعريف بالؤلف‪:‬‬ ‫اسه ونسبـه‬ ‫مولده ونشأتـه‬ ‫أوصافه‬ ‫شيوخه‬ ‫تلميذه‬ ‫مصنفاتـه‬ ‫وفاتـه‬ ‫فصل فيما يتعلق بالكتاب‪:‬‬ ‫نسبتـه وأهيتـه‬ ‫مطوطاتـه‬ ‫منـهج التحقيق‬ ‫صور من مطوطت الكتاب‬ ‫نص الكتاب‬ ‫مقدمة الكتاب‬ ‫الركن الول‪ :‬العلم وما يشتمل عليه‪:‬‬ ‫الباب الول‪ :‬ف أقسام العلم وأحكامه‪.‬‬ ‫الباب الثان‪ :‬ف السؤال‪.‬‬ ‫(فصل) ف اللفاظ المتنع بـها السؤال عن الول جل وعل‪.‬‬ ‫الباب الثالث‪ :‬ف الجتـهاد والفتوى‪.‬‬ ‫الباب الرابع‪ :‬ف أقسام الهل وفيما يسع جهله وما ل يسع‪.‬‬ ‫الركن الثان‪ :‬ف الملة وتفسيها‪:‬‬ ‫الباب الول‪ :‬ف لزوم الملة وكيفية قيام الجة بـها‪.‬‬ ‫الباب الثان‪ :‬ف التوحيد‬ ‫‪284‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الفصل الول‪ :‬ف نفي الضداد والنداد عن ال تعال‪.‬‬ ‫الفصل الثان‪ :‬ف الباهي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬ف الصفات‪.‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬ف الرؤية‪.‬‬ ‫الاتة‪ :‬ف تفسي ألفاظ تعلقت بـها الشبـهة‪.‬‬ ‫الباب الثالث‪ :‬ف النبـياء والرسل واللئكة والكتب‬ ‫(فصل) ف الحكم والتشابـهه‪.‬‬ ‫الباب الرابع‪ :‬ف الوعد والوعيد‬ ‫الفصل الول‪ :‬ف الوت والبعث والساب‪.‬‬ ‫الفصل الثان‪ :‬ف اليزان والصراط‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬ف الشفاعة‪.‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬ف خلود أهل النة والنار‪.‬‬ ‫الباب الامس‪ :‬ف القضاء والقدر‪.‬‬ ‫الباب السادس‪ :‬ف اليان والسلم‪.‬‬ ‫الركن الثالث‪ :‬ف الولية والباءة وما يشتمل عليهما‪.‬‬ ‫الباب الول‪ :‬ف وجوب الولية والباءة‪.‬‬ ‫الباب الثان‪ :‬ف الولية والباءة بكم الظاهر‪.‬‬ ‫(فصل) ف أحوال الول‪.‬‬ ‫الباب الثالث‪ :‬ف الوقوف وأقسامه وأحكامه‪.‬‬ ‫الباب الرابع‪ :‬ف أقسام الذنوب‪ ،‬ومعرفة الصغائر والكبائر‪.‬‬ ‫الباب الامس‪ :‬ف الغيبة والتجسس وأحكام القاذف‪.‬‬ ‫الباب السادس‪ :‬ف انقسام الكبائر إل كفر نعمة وجحود‪.‬‬ ‫الركن الرابع ‪ :‬ف التوبة ‪:‬‬ ‫الباب الول‪ :‬ف التوبة وأركانـها وشروطها‪.‬‬ ‫الباب الثان‪ :‬ف أحوال التائب‪.‬‬ ‫الباب الثالث‪ :‬ف توبة الحرّم والستحل‪.‬‬ ‫الباب الرابع‪ :‬ف المور الت ل تلزم منـها توبة‬ ‫‪285‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫الفصل الول‪ :‬ف التقيّة‪.‬‬ ‫الفصل الثان‪ :‬ف الطأ‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬ف النسيان وحديث النفس‪.‬‬ ‫خاتــــة الكتاب‬ ‫الفهارس‪:‬‬ ‫(‪ :)1‬فهرس اليات‬ ‫(‪ )2‬فهرس الحاديث‬ ‫(‪ )3‬فهرس العلم‬ ‫نص منظومة أنوار العقول‬ ‫فهرس الوضوعات‬

‫‪286‬‬

‫بـهجة النوار‬

‫‪‬‬ ‫‪287‬‬

‫بـهجة النوار‬

View more...

Comments

Copyright ©2017 KUPDF Inc.
SUPPORT KUPDF