3
بـهجة النوار
4
بـهجة النوار
5
بـهجة النوار
6
بـهجة النوار
7
بـهجة النوار
8
بـهجة النوار
9
بـهجة النوار
تنبـيه أ صل هذا الكتاب ر سالة قد مت من ق بل الح قق لن يل در جة الاج ستي ف أ صول الد ين؛ ف جام عة أم درمان ال سلمية بال سودان الشق يق ،ت ت عنوان "ب ـهجة النوار ..للش يخ أب ـي م مد عبدال بن ح يد ال سالي ..درا سة وتقي قا" أشرف علي ها فضيلة الش يخ ال ستاذ الدكتور شو قي بش ي عبدالجيد ،وقد نوقشت وأجيزت بتاريخ 20ربـيع الول سنة 1419هـ الوافق 13/8/1998م. وتقت ضي مقابلة الح سان بالح سان أن أ سجل ه نا جز يل شكري وعظ يم إمتنا ن لفضيلت ـه على ما أسداه ل من جهد وإرشاد.
****** قمنا باختصار كثي من متويات الرسالة فيما يتعلق بالدراسة والتحقيق فقط!! من باب إخراج ما لبد منـه وما كان على خلف ذلك استبعدناه تفيفا على القراء.
10
بـهجة النوار
مقدمة التحقيق
المـد ل الول فليـس قبله ش يء وال خر فل يس بعده ش يء سـبحانـه تن ـزه عن الدوث والزوال وتقدس عن الشب ـيه والمثال وأش هد أن ل إله إل ال وحده لشر يك له وأش هد أن سيدنا م مد عبده ور سوله الل هم صل على م مد ف الول ي و صل على م مد ف الخر ين وارض الل هم عن صحابتـه الطاهرين وعن التابعي لم ال يوم الدين … أما بعد
فإن علم أ صول الد ين من أشرف العلوم الشرع ية ،لتعل قه بإثبات ال صانع ،وتوح يد الالق عز وجل ،ونفي الشباه والضداد عنه تعال ،وإثبات الرسالت والقدر والعاد ،وهي الركائز الت تقوم علي ها الشري عة ال سلمية ،والكلم على سائر الركان التعل قة باليان؛ ال ت ل ي صح إيان الكلف إل بإثباتـها جلة ،وعدم الزيغ ف مضامينها تفصيل ،ومرد حراسة الخي منها إل هذا العلم الشريف ،وقد عُن علماء السادة الباضية بـهذا العلم منذ القرون الول ،من أجل إيضاح الق والكشف عن ضللت البتدعي وتزييف آرائهم ودحض مفترياتـهم ودسهم ف الشريعة الغراء ،وهذا دأب ـهم على تطاول القرون إل يوم نا هذا ،و ما مناظرة المام أ ب عبيدة م سلم بن أبـ كريةـ رحهـ ال تعال لواصـل بـن عطاء العتزل فـ القدر التـ ذكرهـا الدرجينـ فـ "طبقاتـه" ( )2/246إل مثا ً ل بينا لذلك ،فضل عن الرسائل الت حررها المام مبوب بن الرحيل رح ه ال تعال ف كشف حقيقة هارون بن اليمان ،ومناظرة الوفد النفوسي من الباضية للواصلية – من العتزلة – ف أيام المام عبد الوهاب بن عبد الرحن أيام الدولة الرستمية الت تد أخبارها ف "الزهار الرياضيـة" للبارونــي ص( ،)178-170ومناظرة العلمـة أبـ خزر يغل بـن زلتاف رحهـ ال تعال للمعتزل الذي عجز عنه علماء مصر آنذاك فغلبه وأسقط حجته كما تراه ف "سي الئمة" لب زكرياء يي بن أب زكرياء الوارجلنـي ص( ،)234أما مدوناتـهم الطبوعة ف هذا العلم فهي من الكثرة بكان ،لعل أقدمها تلكم الرويات ف العقيدة ف الزء الثالث من "مسند المام الربيع بن حبيب/ط" ،وما جاء ف بداية "أصول الدينونة الصافية/ط( ")1لعمروس بن فتح النفوسي (ت 283هــ) ،وكتاب "الدليـل والبهان/ط( ")1لبـ يعقوب الوارجلنـ (ت 570هــ) ،وكتاب "الوجز/ط( ")3لرفيقه أب عمار عبد الكاف التناوت (ت قبل 570هـ) ،والجزاء الثلثة الول من "الضياء/ط( ")1للعل مة سلمة بن م سلم العو تب (ق 5ه ـ) ،و"الو هر القت صر/ط( ")1ل ب ب كر 11
بـهجة النوار
أح د بن ع بد ال الكندي (ق 6ه ـ) ،وكتاب "النور/ط( ")1للش يخ عثمان بن أ ب عبدال ال صم (ق 7ه ـ) ،وأول "قوا عد ال سلم" للجيطال (ت 750ه ـ) ،و"مقد مة التوح يد/ط" الن سوب لب حفص عمر بن جيع (ق 8هـ) مع حاشيت الشماخي والتلت ،وأول "منهج الطالبي/ط(")1 للش يخ خيس الشق صي (ق 11ه ـ) ،و من أش هر م صنفات التأخر ين كتا ب "معال الد ين/ط(")1 و"النور/ط" للشيخ عبد العزيز الثمين (ت 1223هـ) ،و"قاموس الشريعة/ط( ")1للشيخ جيل بن خيس السعدي تد مباحث العقيدة ف الجزاء ( )4،5،6منه ،وكتاب "تهيد قواعد اليان/ط(")1 للمح قق الليلي ومبا حث العقيدة ف أجزائه الول ،و"شرح عقيدة التوح يد/ط( ")1للش يخ م مد بـن يوسـف أطفيـش الشهيـ بقطـب الئمـة ،وكتاب "الرشاد/ط( ")2للشيـخ سـيف بـن ناصـر الروصي (ت 1341هـ). وأما مؤلفات المام نور الدين عبد ال بن حيد السالي مؤسس النهضة العلمية ف عمان فـ هذا الجال فهـي ثلثـة أههـا "مشارق النوار/ط( ")3وكتابنـا هذا "بجـة النوار" إضافـة إل "روض البيان على ف يض النان/ط" ف الرد على من ادّ عى قدم القرآن ،وتع تب مؤلفا ته رحهـ ال تعال من أحسن مؤلفات إباضية الشرق ،وأجودها سبكا وتقيقا للمسائل. وكتابه (بـهجة النوار) هو من أشهر كتبـه ف العقيدة بعد كتابـه (مشارق أنوار العقول)، أودع فيه خلصة مباحث العقيدة بأسلوب وسط بـي الطناب والياز ،وهو الشرح الصغي لنظومته ف أصول الدين السماة "أنوار العقول" ،بيد أنه ما يستكفى به ف هذا الفن للمبتدىء والتوسط ،فقد حوى زبدة "الشارق" بأسلوب ميسر ،ويكفي أن يكون الشارح واللخص المام السالي وهو مَن هو، وهذه النسخة الت نضعها بـي يديك مققة لول مرة ،ولا كانت الطبعة التداولة للكتاب ل تلوا من أخطاء آثرنا أن نسعف القارئ بذه النسخة الت نرجوا أن تكون خلوا من أخطاء ما قبلها ولعلي أشي إل خطأ فادح ورد ف تلك الطبعة حت ل يظن بأننا نلقي بالكلم على عواهنه فمثل جاء السطر الخي ف الصفحة ( 30من الطبعة التداولة): (ويصح على تأويل آخر أن يمل معن الية على الوجوب)ا.هـ هذا ال سطر وجوده ه نا خ طأ بل مله ب عد الب يت ر قم ( )18ك ما تده م صححا ف هذه النسخة. )(1طبع ف وزارة التراث والثقافة – سلطنة عمان. )(2طبعته مكتبة السيد الستشار – سلطنة عمان. )(3طبع ف دار اليل بيوت. 12
بـهجة النوار
هذا بالضا فة إل أخطاء أخرى أشر نا ل ا ف ثنا يا الكتاب ،وأهل نا تارة ما كان على خلف الخطوطات العتمدة ،ماـ قـد يتنبـه له القارئ بنفسـه ،ولسـت أدعـي هنـا أن هذه النسـخة مـبأة مـن العيوب ،إذ الكمال للعزيز الغفار ،والطأ من النسان وارد ،والعصمة لن عصمهم ال ،وبال التوفيق. علي بن سعيد بن مسعود الغافري البيد اللكترون
[email protected]
13
بـهجة النوار
فصل
في التعريف بالمصنف رحمه الله اسمه ونسبـه هو المام الجدد الجتـهد الحقق الفقيه الصول التكلم الؤرخ الديب أبـي ممد عبدال بن حيد بن سلوم بن عبـيد بن خلفان بن خيس السالي( )4العمان( )5رحه ال تعال. )(4ترجتـه مأخوذة من: " نـهضة العيان" ـ للشيخ ممد ولد العلمة السالي ـ ص( 118ـ )262وهو أهم مصدر لترجتـه. مقدمة "جوهر النظام" للشيخ أبو إسحاق إبراهيم اطفيش الزائري ـ نـزيل القاهرة ـ الزء الول ص(د ـ ن). " العلم" لي الدين الزركلي (.)4/84 " شقائق النعمان" للشيخ ممد بن راشد الصيبـي ( 3/9ـ .)24 )(5فضائل أهل عمان مشهورة وهم من جرى ذكرهم بالي على أشرف لسان: ـ فقد جاء من طريق أبـي برزة السلمي قال :بعث رسول ال رجل إل حي من أحياء العرب ،فسبوه وضربوه، فجاء إل رسول ال فأخبه فقال رسول ال » :لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ول ضربوك«. رواه المام مسلم ف "صحيحه" برقم [ ]2544والمام أحد ف "مسنده" برقم [ ]19794والرويان ف "مسند الصحابة" برقم [.]1325 ـ وعن أبـي لبـيد قال :خرج رجل من طاحية مهاجرا ،يقال له :بـيح بن أسد ،فقدم الدينة بعد وفاة رسول ال بأيام فرآه عمر فعلم أنـه غريب فقال له :من أنت؟ .قال :من أهل عمان .قال :من أهل عمان؟ .قال :نعم .قال :فأدخله على أبــي بكـر فقال :هذا مـن الرض التـ سـعت رسـول ال يقول» :إنـ لعلم أرضـا يقال لاـ عمان ينضـح بناحيتـها البحر ،بـها حي من أحياء العرب لو أتاهم رسول ما رموه بسهم ول حجر«. رواه المام أحد ف "مسنده" برقم [ ]310والارث بن أبـي أسامة ف "مسنده" برقم [ 1042ـ بغية الباحث] وأبو يعلى ف "مسنده" [ 1485و 1486ـ القصد العلي]. وعنـه يقول اليثمي ف "ممع الزوائد" (" :)10/24رواه أحد ورجاله رجال الصحيح غي لازة بن زبار؛ وهو ثقة ،ورواه أبو يعلى كذلك" .ا.هـ ـ وروى ابن حبان ف "صحيحه" برقم [/ 7266الحسان] عن أبـي برزة السلمي قال" :بعث رسول ال رجل إل حيّ من أحياء العرب ف شيء ل أدري ما قال ،فسبوه وضربوه فرجع إل النبـي فشكا إليه فقال» :لكن أهل عمان لو أتاهم رسول ما سبوه ول ضربوه«. ـ وعن طلحة بن داود قال :قال رسول ال » :نعم الرضعون أهل عمان«. رواه الطبان ف "العجم الكبـي" [ ]8164وعبدالرزاق ف "مصنفه" []13987 وعن ـه يقول اليث مي ف "مم عه" (" :)10/20رواه ال طبان وف يه عنب سة مول طل حة بن داود ول أعر فه ،وبق ية رجاله ثقات" .ا.هـ 14
بـهجة النوار
يعود نسبـه إل قبـيلة السوال وعنـهم يقول العلمة السيابـي رحه ال تعال ف "اسعاف العيان": "ومن النـزار بعمان السوال وهم قوم من ضبة بن أدّ بن طابة بن إلياس بن مضر بن نـزار بن معد بن عدنان ...ال أن قال :وان ا أقام شهرت ـهم ذلك العلم وال سيد الم د أ بو م مد عبدال بن ح يد رحه ال ورضي عنـه .)6(".ا.هـ هذا نسبـه رحه ال ولسان حاله يقول: يومـــا على الحســـاب نتكـــل ــت ــابنا كرمـ ــنا وإن أحسـ لسـ ــا فعلوا ــل مـ ــل مثـ ــ ،ونفعـ تبنـ نبنــ كمــا كانــت أوائلنـــا ويقطن السوال ف الناطق الشرقية والداخلية والباطنة من عمان ،وتعتب "الوقي" النازل القدية لم. مولده ونشأتـه ولد ف سنة 1286ه ـ ف بلدة "الوق ي" التاب عة لدينة الر ستاق،وكأن العنا ية اللية شاءت لذا الصبـي أن يرى ببصيتـه أكثر ما يرى ببصره لئل ينشغل بزخارف الدنيا فكف بصره وهو ابن اثنت عشرة سنة وكان حافظا قوي الذاكرة ل يكاد يسمع شيء إل حفظه ووعاه. نشأ ف بلدتـه الذكورة حيث فتح عينيه على الدنيا لول مرة ف أحضان أسرتـه الطيبة النبت وتعلم البادئ الول ية على يد والده الوقور ح يد بن سلوم ،ث تا قت نف سه ال تل قي الز يد فتو جه بدا ية ال الرستاق الت هي أقرب الواضر الت تزخر بالعلماء والكتبات آنذاك فأخذ عن الشيخ عبدال بن ممد الاشي ،كما لزم ف قرية "قصرى" منـها الشيخ راشد بن سيف اللمكي حيث انضم إل مدرستـه هناك فأتّ ح فظ القرآن علي يد يه وأ خذ عن ـه مبادئ العلوم وقوا عد الل غة العرب ـية والف قه وأ صول الد ين ،وابان مك ثه مع الش يخ اللم كي حدث أن قام العل مة صال بن علي الار ثي بزيارة ل صديقه اللمكي فأعجب بالسالي الذي كان طالبا آنذاك لا رأى من توقد بصيتـه ،فطلب من الشيخ اللمكي أن يسمح له بزيارتـه ف بلده "القابل" فوافق الشيخ اللمكي على ذلك. وأخذ العلم كذلك عن الشيخ ماجد بن خيس العبي وتتلمذ على يديه ،ولا بلغ السابعة عشر من عمره بدأ ف كتابة تاربـه فألف منظومتـه الت ساها "بلوغ المل ف الفرادات والمل" ف قواعد اللغة والنحو ،ث كتب عليها شرحا ول ياوز العشرين من عمره ،وحي فاق ما عند أشياخه طلبت نفسه الزيد ،وف سنة 1308هـ عزم على السي ال النطقة الشرقية بعمان بعد ذيوع صيت العلمة وانظر الديث ف "الصابة" لبن حجر ( 3/428دار الكتب العلمية). )(6اسعاف العيان ـ للشيخ سال بن حود السيابـي ـ ص 69ـ الكتب السلمي ـ بـيوت ـ الطبعة الول ـ 1384هـ. 15
بـهجة النوار
الصلح المي صال بن علي الارثي الذي اتذ هو وآباءه من "القابل" مسكنا لم ذلك الشهم الذي جنّد نف سه لد مة الشرع وال صلح ب ـي الناس وال مر بالعروف والن ـهي عن الن كر ول يس ذلك ببدع من المر فهو تربـية العلمة الحقق الليلي رحه ال( )7وحي وصل ال هناك نـزل ف ضيافة الش يخ سلطان بن م مد الب سي ،ث انت قل ال مدر سة العل مة الار ثي الذي فرح ب ـهذا التلم يذ النجيب. يقول الش يخ سعيد بن ح د الار ثي حف ظه ال" :حدث ن أب ـي عن أب ـيه قال :جئت يو ما إل "القا بل" فوجدت صالا متلئا سرورا ـ يع ن الش يخ صال بن علي ـ يقول :يا سليمان؛ لو تعجلت قليل لشاهدت ولدا ساليا يكاد أن يلتـهم العلم التـهاما ،ولئن بارك ال فيه ليكو نن مددا لذا الدين قدوة للمسـلمي( ،)8مـر عليّـ الشيـخ سـلطان بـن ممـد البسـي وعنده هذا الولد السـالي مـن أهـل "الوق ي" جاء طال با للعلم ،فن ـزل ع ند الش يخ سلطان ،وجاءا زائر ين لطاو عة الجري ي ،فك نا أ نا والشيخ سلطان نتذاكر مسألة ،ول نتفق عل حل لا .فلما رجعا ..قال السالي لشيخه :كان عندي ف السألة وجه .قال :لِ مَ ل تقله؟ .قال :إن هبت الشيخ .فلما جاءا ف الساء قال سلطان :إن هذا الولد السـالي عنده قول فـ السـألة التـ تذاكرناهـا .فقلت له :حسـن؛ يسـنّ قرونــه ويأتـ باـ عنده. فا ستنطقناه ،فإذا عل مه وعقله أ كب من ج سمه ،فأخذت ـه عن ـه أر يد أن ينفع نا ،ولكن ـه طلب م ن حت يعود من "بدية" إل "الضيبـي" ث ينتقل إلينا. وبالفعل فقد حصل ذلك وانتقل بكله وثقله ،وسكن ف جوار الشيخ .وصار كما ذكر ف مؤلفاتـه أنـه من أكب شيوخه ،كما هو معلوم ف تراجه .ولا استقر الال بالشيخ السالي وترعرع ،وصار مدرسامنظورا إليه جاء رجل حجري ف بعض اليام فسأل الشيخ صال عن مسألة ف الطلق ..فأفتاه الشيخ برمة زَوْجِه عليه .فراح ـ الرجل ـ إل الشيخ السالي فسأله عن السألة ول يبه أنـه سأل عن ـها من ق بل .فأفتاه الش يخ بواز الرّجْعَة إلي ها .فر جع ال سائل إل الش يخ صال فأ خبه عن فتوى تلميذه .فغضب غضبا شديدا ،وأرسل إليه قائل :ما يملك على أن تفت ف شيء ل تعرفه ،تعلمتم وما تأدب تم .قال :وكان الش يخ ال سالي يغ ضب كثيا .ول ا ل ي كن مال لنفاذ غضب ـه ،قام ود خل الفلج واغتسل ث رجع إل شيخه قائل :يا شيخي؛ اسع حجت فيما قلت ،لكنّي أهابك فتفضّل؛ حي أتكلم ل تتكلم ح ت أفرغ ،فإن رأ يت حج ت مقبولة ،فال ق يق بل من أ صغر م ن ،وإن كان باطل ،فالبا طل
)(7نـهضة العيـان ـ ل بن السالي ص (.)119 )(8وقد صحت فراسته رحه ال. 16
بـهجة النوار
مردود على من كان أ كب م ن( .)9قال :قل .وكان ال سالي أعطاه ال عل ما ول سانا ،فأدل بالدلة ال ت يستدل بـها على قوله حت فرغ. وكان قبـل إحضار الدليـل قال :أول؛ أعتذر إليـك لنـ ل أعلم أنـك أفتيـت فـ هذه السـألة ،وإل لتأدبت ،وأعرف منـزلت ،ولكن إذ وقع ما وقع لبد من إظهار الجة. قال الشيخ لا سع قوله :إف تِ؛ فقد آن لك أن تفت ،نن حي يتعلم الناس ننازع البدو تت ـ شجر ــ السـّمر ،القـ مـا قلت".ا.هــ وهكذا لعـ نمـ الشيـخ السـالي فـ سـاء العلم باعتراف أشياخـه وتزكيتـهم له. أوصافه يقول ولده الشيخ ممد ف كتابـه "نـهضة العيان" ص ( 119ـ )121واصفا له: "كان شديد الغية ف ذات ال تعال ،ل تأخذه فيه لومة لئم ،يقول الق وينطق بالصدق ،مشهور بالب سالة وال صلبة ،كث ي الردّ على من خالف ملة ال سلم ،مشغول البال بأمّت ـه ،يفرح ب ا ينفع ها، ويزن لا يضرها ،وإنـه ليكتئب إذا أصيب أحد من المة بدث ولو بالصي. ل تلو مَشَاهِدُ هُ الكري ة من فائدة دين ية ،أو عائدة دنيو ية ،أو شاردة أدب ـية ،مشتغل بتدر يس العلم والتأليف ،والفصل بـي الصوم بالكم الشرعي. كان خطيبا ِمْنطِْيقَا ،يرتل الطب الطوال ف الجامع والحافل؛ حسْب ما يقتضيه القام من السعي ف اصلح المة وجع الشمل ،يُرَغّب وُيرَهّب بأبلغ بـيان وأفصح لسان. كان جوادا سخيا؛ قلّ ما أ كل وحده لزدحام الضيوف بناد يه وكثرة ملزم يه الغترف ي من ف يض أياديـه ،يقدم للضيـف مـا حضره بل تكلّف ول بطـر ،كثيـ التفقّد والتعرف على حاجـة إخوانــه وتلمذتـه ليواسيهم.
)(9تأمل أدب التلميذ مع شيخه حت وإن جانبه الصواب. 17
بـهجة النوار
كان قد َعزَف نفسه عن التوسع ف الدنيا والسكون إليها( ،)10قليل التعلّق بتبعاتـها وشواغلها العائقة عن طريق الخرة .كان عظيم اليبة ل ينطق أحد ف ملسه ،إل أن يكون سائل أو متعلما أو ذا حاجة جدّية .ولقد رأى ذات مرة خصما يتعنت خصمه وقد قهره بفضول منطقه .وكان الشيخ ياول الصلح ب ـينـهما ،فل ما رأى ذلك التع نت زَ َجرَه ا وقال :هَلُمّ ا إل ال كم .وضرب بع صاه أما مه ،وكا نت سوداء من حطب البنوس ،فما هو إل أن سلّم ذلك التعنت المر ،وصال خصمه .فعوتب بعد ذلك فقال :إن خفت من تلك العصى السوداء .ومناقبـه كثية العدد. …..كان يك ثر من تلوة هذه ال ية ف الحا فل :يـا أيهـا الذيـن آمنوا هـل أدلكـم على تجارة تنجيكـم مـن عذاب أليـم ..اليـة ال صف 10 :وغي ها من اليات الشو قة للجهاد الرغّبة لدار العاد. كان ـ عفا ال عنـه ـ كثي التضرع إل ال فتراه ف بعض الحيان ف ملسه ،أو ف الطريق ،أو ف م صلّه و قد ر فع يد يه إل ال سماء قائل :لب ـيك الل هم لب ـيك .ث يب سط يد يه ويقول :الل هم اج ع الش مل ،وألّف ب ـي القلوب ،وأ يد الكل مة .ون و ذلك من الدع ية ال ت ير جو ب ـها نظام ال سلمي، وتد ذلك ف أجوبة السائل عنـه إذا تأمّلتـها.
)(10وهو على جانب عظيم من التواضع استمع إليه يرد على سؤال بعضهم وقد أطراه ف مطلعه فأجابـه ـ كما ف "العقد الثمي" (:)1/345 غُررت ومثلك مـــــــــــــــــــــن ل يُغَـــــــــــــــــــــر أيدح مثلك مثلي بذا ولو شُمتنــــــــــــــــــــــ وأنــــــــــــــــــــــا نائم ـــــــــــــرت ـــــــــــــ هل اقتصـ ـــــــــــــت إل اليـ هُديـ أعوذ بربــــــــــــــــــــــي أن أ ْح َمدَنـــــــــــــــــــــْ ــــــــــر ــــــــــت القمـ ــــــــــّهى فظننـ ــــــــــت السـ رأيـ ومـــــــــــا أنـــــــــــا فـــــــــــ ِورْدِه والصـــــــــــّدَر زمان الغنائم عِفْـــــــــــــــــــــت البـــــــــــــــــــــ مديكـــــــــــ منـــــــــــ على مـــــــــــا ظهـــــــــــر باـــــــــــ ليـــــــــــس فِيّـــــــــــ لكيل أغـــــــــــر وهذا من تواضعه كما هو شأن العلماء العاملي. 18
بـهجة النوار
كان كثيا ما يقول :اختب نا ال فوجَدَ نا كاذب ـي( .)11يتأوه كثيا ل ا يراه ف الناس من الختلف، وعدم الد فيما يعود على حياتـهم بالسعادة ،ولا يراه من الفساد ف البلد ،فتراه قطع حديثه وتنفس الصعداء قائل :ذهب الوفاء ،ذهب لدين ،ذهبت الرؤة ،ذهبت الغية ،ذهبت الَ ِميّة ،طمع فينا الصم، طُلبْنا بالكائد ،نُصب لنا البائل ،فإنا ل وإنا إليه راجعون .ومن قوله: والكــل منــا غافــل ولهــي حرب النصـــارى اليوم بالدواهـــي وإنــــها أقوى مـــن الدافـــع فيأخذون الدار بالدايـــــــــع وكثيا ما يتمثل بقول دعبل: مــا أكثــر الناس ل بــل مــا أقلّهــم إنــ لفتــح عينــ حيــ أفتحهــا
ــــ ل أقــــل َفنَدَا ال يعلم أنـ على كثيـــ؛ ولكـــن ل أرى أحدا
ويكرر قوله :ول كن ل أرى أحدا .ل ا ي يش ف صدره من المور ال ت ل ي د من ي ساعده على القيام ب ـها ،ويك ثر الدعاء على الن صارى وال ستعمرين ف أك ثر مال سه .و من أدعيت ـه الام عة :الل هم خذ أعداء الدين ،وارددهم على أعقابـهم خاسرين خاسئي .".ا.هـ شيوخه إن النفوس الكبـية ل تأنف عن الستفادة من الغي جل أو صغر لذا كان من الطبـيعي أن يكون الناس بـي عال ومتعلم ومفيد ومستفيد وكان لبد لكل طالب علم من شيخ يسدده ويضبط له العارف خشية أن يتبلبل فكره لو أسلمه دون توجيه ،وكان العلماء ف السابق يتخيون من الشيوخ من عرف بطهارة السية ونبل السريرة وللشيخ السالي جلة من الشيوخ نـهل من مراشدهم واغترف من ني معارفهم حيث ل مدارس نظامية ول جامعات متخصصه ف تلك الونة ،وكان الال ف عمان على النظام الألوف ف القرون الاضية ،وأشهر من تتلمذ عليه النور السالي: )1الشيخ راشد بن سيف اللمكي وهو الذي رباه على العلم وكان أول شيوخه الذين لزمهم وجلس ف حَِلقِ هم أيام كان يتردد عل يه ف بلدت ـه ،من ت صانيفه "ال سالك ف علم النا سك ـ ؟" وب عض ()12 الرسائل والنظومات الشعرية ،وتوف بالرستاق سنة 1333هـ.
)(11هذا من تواضعه رحه ال وهكذا ديدن من يشى ال يظن بنفسه التقصي ،ل كالمل من بغاث اللق الذين يظن الواحد منـهم أنـه خي خلق ال وأنـه ول ل وهو عن تلك النازل نازل وال الستعان. )(12نـهضة العيان ـ ( 274ـ .)275 19
بـهجة النوار
)2الشيخ صال بن علي الارثي وهو الذي ترج على يديه وكان كل الشيخي متعلق بالخر وعند وفاة الشيخ صال حزن عليه الشيخ السالي حزنا بالغا حيث كان له أكثر من والده ،وهو الذي كان له ال ثر الكب ـي على الش يخ ال سالي ،ح يث كان له مرب ـيا وشي خا ومعل ما وم ساندا ،وأعان تلميذه ال سالي على انشاء مدر ستـه ال ت أ صبحت ملذا لطلب العلم وتو ف الش يخ صال سنة 1314ه ـ وقام السالي بمع فتاواه ورسائله ف مموع طبع بعنوان "عي الصال" وجعل كتابـه "الق اللي ف سية الشيخ صال بن علي" مقدمة لذا الجموع. )3الش يخ ما جد بن سعيد العَبي من العلماء الذ ين ا ستفاد من ـهم ف مدي نة "الر ستاق" وكان النور السالي يتردد عليه لينـهل من علمه ويستفيد منـه وكان يكن له وافرا من الحترام حت إنـه حي يقوم بزيارتـه ويتوجه له أحدهم بالسؤال ـ ف حضرة الشيخ العبي ـ يقول" :ان لذه النواحي فقيه وفقيهها الشيخ العبي" .وتوف سنة 1346هـ(.)13 )4الشيخ عبدال بن ممد الاشي وهو من العلماء الذين أخذ عنـهم ف مدينة "الرستاق"(.)14 )5الشيخ ممد بن سيف الرحيلي(.)15 )6الشيخ ممد بن مسعود البوسعيدي(.)16 تلميذه ليس من الغريب أن العلماءَ التقياء ف كل زمان الكه فُ الذي يأوي إليه طالبوا العرفة واللجأ الذي يق صده مرتادوا العلوم ول غرا بة أن ن د مدر سة العل مة ال سالي احدى البقاع ال ت ت ضم ب ـي جنباتــها جيل مـن ثار غرسـه بـل إن أغلب رجال العلم بعده هـم نتاج جهوده ،يقول الشيـخ أبـو
)(13ترجتـه ف نـهضة العيان ( 451ـ .)458 )(14الرجع السابق ص (.)118
" )(15السالي ..الجدد" للشيخ ناصر الرموري ص ( )44ضمن قراءات ف فكر السالي. )(16الرجع السابق ص (.)44 20
بـهجة النوار
ا سحاق ف تقدي ه لكتاب "جو هر النظام"" :تلميذه كث ي ل نبالغ إذا قل نا إن رجال العلم اليوم بعمان جلّهم من تلميذه ،وقد نبغ منـهم كثي …".ا.هـ وأهم تلميذه هم: )1المام العادل سال بن را شد بن سليمان بن عا مر الرو صي ،ولد ف الباط نة سنة 1301ه ـ وتعلم القرآن ومبادئ العلوم على يد والده ث رحل ال الشرقية ليلتحق بدرسة السالي وبقي ملزما له منذ راهق اللم ،استشهد ف بلدة "الضراء" بالنطقة الشرقية ف ليلة الامس من ذي القعدة سنة 1338هـ وكانت فترة امامتـه 7سني(.)17 )2المام العادل ممد بن عبدال الليلي حفيد العلمة الشهي سعيد بن خلفان الليلي ،ولد المام ممد ف مدينة "سائل" سنة 1299هـ نشأ فيها ولزم العلماء هناك ث انتقل ال الرتع الشهي ف بلدة "القابل" ليكون تلميذا بـي يدي النور السالي ،وتقلد المامة بعد وفاة المام سال بسبعة أيام
)(17ترجت ـه ف ن ـهضة العيان ـ ل بن ال سالي (ص 125وص )197وليتأ مل القارئ آثار ترب ـية الش يخ ال سالي لتلميذه ح يث ي صف ولده م مد ف ن ـهضة العيان ( )198المام العادل سال بن را شد الرو صي فيقول" :كان ر بع القا مة ،ن يف ال سم ،أن ـهكتـه العبادة … أع بد أ هل زمان ـه وأورع هم ،وأشد هم غِية على مارم ال … ضُرب ب ـه الثل ف عمان قبل المامة وبعدها زهدا وورعا وعفافا ،ترى يده اليمن ترتعش إذا دخل ف الصلة ،وتسمع لصدره وجيبا ،ل ي س ب ا يتحدث الناس ب ـه إذا د خل صلتـه ،ح ت إن ـه ليغ يب عن الكون إل الذب ،ل تراه طول عمره إل راك عا أو ساجدا. كان قوت ـه كفا فا ،كان يق عد على الب ساط والرض الفرو شة بال صباء ،كان ل يت جب عن الناس ،يبا سط إخوان ـه، ويُحضرهم ما يضُره من الطعام … ل يدخر الوجود ول يطلب الفقود .ولا تول أمر السلمي كانت حالتـه التعفف عن الخذ من بـيت الال جهده إل قُوتـه وقُوت من يعوله بالعروف .فمن ورعه أدركتـه فطرة البدان (زكاة الفطر ) بعد فتح سايل ،فلم يد شيئا يلكه لدائها ،وأب أن يقترض من بـيت الال أو من الناس ،فباع عباءتـه ..وأنفق ثنـها فيما وجب عليه...ال" .ا.هـ وطالع "نـهضة العيان" ص .311 21
بـهجة النوار
()18
ف ش هر ذي القعدة عام 1338ه ـ و سار ف الناس ب سيتـه فكان خ ي سلف ل ي خلف واستمرت امامتـه لدة 35سنة نشر فيها العدل والرخاء حت توف سنة 1373هـ. )3الشيخ عيسى نل الشيخ صال بن علي الارثي كان أحد الستفيدين من الشيخ السالي بعد وفاة والده ،تقلد إمارة قو مه ب عد أب ـيه وكان كري ا مضيا فا وجي ها ع ند الناس واشت ـهر ب سن ال سية على طريقـة والده وإن كان ل يبلغهـا ،كان ملزمـا للعتكاف والعبادة ،ولد الشيـخ عيسـى فـ "القابل" سنة 1290هـ ونشأ ف كنف أبـيه وكان خلفا له بعد وفاتـه وسار على خطاه وله ب عض الر سائل والجو بة من ـها "الرد العز يز على أحكام الدر يز ـ ؟" ور سالة ف "م نع ال سقاط بالوائح ـ ؟" وغيها ،واستفاد منـه الكثيون حت توف سنة 1365هـ(.)19 )4الشيخ أبوزيد عبدال بن ممد بن رزيق الريامي الزكوي( ،خرج من "ازكي" إل "القابل" ف أوائل سنة ستة ع شر وثلثائة وألف و هو غلم؛ يطلب العلم الشر يف ،فبذل مهجت ـه ف خد مة العلم وأهله) هكذا وصفه شيخه السالي ف مطلع كتابـه (حل الشكلت) وكان يكتب عن شيخه مسودات التآليف ويعد من كبار تلمذتـه مع اتصافه بأنـه على جانب عظيم من الزهد والورع وسيتـه ف توليه للمامي سال وممد على مدينة "بـهل" تدل على التسامي ف بذل الي للناس وهضم النفس عن الظوظ الدنيوية والقيام بالمر بالعروف والنـهي عن النكر استلهاما من سية العمرين رضي ال عنـهما .وتوف ف مدينة "بـهل" سنة 1364هـ(.)20 )5العلمـة أبـو مالك عامـر بـن خيـس بـن مسـعود الالكـي الذي ولد فـ "وادي بنـ خالد" سـنة 1280ه ـ وتتل مذ على يد الشيخ ي صال بن علي الار ثي والش يخ نور الد ين ال سالي ح ت بلغ شأوا عظيما ،وف حقه يقول عنـه شيخه السالي ـ حي مرض ـ" :ما أخاف عليكم من جهل )(18ي صفه تلميذه العل مة م مد بن شا مس البطا شي رح ه ال تعال ف كتاب ـه "الك شف عن ال صابة" ص ( )49فيقول" :و قد أدركنا من أئمة الباضية المام ممد بن عبدال الليلي وصحبناه مقدار ثلثي سنة فما وجدناه فحاشا ول لعانا يكم بالق ويقول الق ،القريب والبعيد عنده سواء ،كف يده ولسانـه عما ل يل ،ل ينطق بالفضول ورِعَا عن الحارم ،مسارعا إل أداء اللوازم ،يكفيه من القوت ما يسد الرمق ،ل يستأثر عن صغي ول كبـي ،ن صّب نفسه لوائج السلمي ،أنفق أمواله!! لوجـه ال وِلعِزّ دولة السـلمي ،متسـبا صـابرا على مضـض الزمان وعلى سـوء أخلق الرجال ،ل يعرف الغضـب إل أن تنتـهك مارم ال ،عاش على هذه السية حت توفاه ال ف وقت الظهية والر شديد؛ فأظلتـه والاملي له سحابة!! حت دفن عند قب المامي العادلي ناصر بن مرشد وسلطان بن سيف ،وقد وجد الافرون للقب رائحة كرائحة السك!! وال يول فضله من يشاء ،والذي يؤثر عن الئمة السابقي أضعاف أضعاف هذا" .ا.هـ ث استطرد ف ذكر كرامات من سبقه من الئمة فلياجعه من أراد. )(19نـهضة العيان لبن السالي ( 87ـ .)95 )(20ترجتـه ف نـهضة العيان ( 493وما بعدها) وأعماله الصلحية ف ص ( 495ـ .)497 22
بـهجة النوار
وفي كم عا مر بن خ يس" .و من ت صانيفه كتاب ـه "موارد اللطاف ـ ط/التراث" َنظَ مَ ف يه كتاب للشيخ الشماخي ،و"غاية الطلوب ف الثر النسوب ـ ؟" و "غاية التحق يق ف أحكام النت صار والتغر يق" ط بع مع للش يخ سال الار ثي .وتو ف الشيخ عامر سنة 1346هـ(.)21 )6العل مة نا صر بن را شد الرو صي شق يق المام سال وقاض يه وعامله على الر ستاق والعواب ـي وتوابعهما ،كما أنـه عمل للمام الليلي ،وهو عال ماهد غيور وتوف سنة 1362هـ(.)22 )7العل مة أ بو ال ي عبدال بن غا بش النوفلي كان عال ا عامل ور عا فاضل ،تول القضاء للمام ي الروصـي والليلي ،واسـتعفى آخـر عمره شفقـة على نفسـه مـن تمـل التبعات ،وتوفـ سـنة 1339هـ والكل راض عن سيتـه(.)23 )8العل مة سليمان بن سيف الميي كان أعلم أ هل م صره بعلم اللة ،طلب ـه أ هل زنبار من شيخه أن يكون مدرسا لم ،فأسعفهم شيخه وأرسله إليهم(.)24 )9الشيخ سليمان بن ممد بن أحد بن عبدال الكندي ولد ف مسقط سنة 1298هـ تعلم على يد خاله الشيخ سعيد بن ناصر الكندي وأخذ عن العلمة السالي وشرح منظومتـه "غاية الراد" ف كتابـه "بداية المداد ـ ط/التراث" ويقال انـه أمره بشرحها .وكانت وفاتـه ف نـزوى سنة 1337هـ وهو العام الذي تصادف فيه نـزول وباء الطاعون بـها(.)25 )10العل مة ح د بن عب ـيد ال سليمي أ حد العلماء الجلء ،ع مل للمام ي الرو صي والليلي، وتقلد القضاء بسمايل وبدبد وفنجا وتوابعهن(.)26 )11العل مة سيف بن ح د بن شيخان ال غبي ،أ حد العلماء البارز ين ع مل كذلك للمام ي على منح ودما والطائيي ونواحيها(.)27
)(21نـهضة العيان ص (.)465 )(22الرجع السابق ص (.)486 )(23الرجع السابق ص (.)412 )(24الرجع السابق ص (.)126 )(25الرجع السابق ص (.)301 )(26الرجع السابق ص (.)126 )(27الرجع السابق ص (.)126 23
بـهجة النوار
)12الشيخ الشاعر ممد بن شيخان السالي الذي لقبـه القطب الزائري بـ "شيخ البـيان" توف سنة 1346ه ـ و ف ح قه يقول الش يخ ال سالي" :لول وجود شا عر العرب أب ـي م سلم الرواحي بزنبار لقلت :إنـه أشعر أهل عصره"(.)28 )13العلمة سعيد بن أحد الراشدي(.)29 )14الشيخ سليمان بن حامد الباشدي(.)30 )15العلمة الضرير سال بن حد الراشدي(.)31 )16العلمة أبو شيذان عامر بن علي الشيذان(.)32 )17العلمة الزاهد عبدال بن عامر بن مهيّل العزري توف سنة 1358هـ(.)33 )18العلمة قسور بن حود الراشدي(.)34 )19العلمة أبو الوليد سعود بن حد بن خليفي التوف سنة .)35(1373 يقول الش يخ م مد ال سالي ف "ن ـهضة العيان" (" :)127هؤلء مشاه ي تلميذه ،والذ ين ت ت طبقتـهم كثي ،بل ل تد عمانيا له أدن مسكة من العلم ،إل وقد اغترف من ذلك البحر والتقط من ذلك الدرّ ،ب سب ما ق سم له الوا هب من الوا هب ،ذلك ف ضل ال يؤت يه من يشاء وال ذو الف ضل العظيم" .ا.هـ مصنفاتـه خلّف الش يخ ال سالي جلة طي بة من الت صانيف ال ت تطايرت ف البلد وتناقل ها العباد ،ول ي كن م ن ي صنفون ل جل الشهرة وال سمعة بل كان ف كتب ـه راجيا الفضل من ال ملتم سا خد مة الد ين ب كل اصرار راجيا أن تزاح غشاوة الهل عن الناس فصنف الكتب النافعة ول يغفل أن يترك ما يفيد الصغي والكبــي والقتصـد والجتــهد ،وكان يُعنـ بتحريـر كتبــه ومصـنفاتـه ويهتـم بتوضيـح الدلئل
)(28الرجع السابق ص ( 459وما بعدها) وانظر كلم السالي عنـه ص ( )461منـه. )(29الرجع السابق ص (.)126 )(30الرجع السابق ص (.)127 )(31الرجع السابق ص (.)127 )(32الرجع السابق ص (.)127 )(33الرجع السابق ص (.)481 )(34الرجع السابق ص (.)127 )(35الرجع السابق ص (.)503 24
بـهجة النوار
وتب سيط ال سائل فل يس في ها إطناب م ل ،ول اخت صار م ل ،يعت ن باللب دون الق شر وبالو هر دون الظهر ولذا صارت مؤلفاتـه مقدمة على غيها واعتن بـها الناس أيا عناية ،ومن أبرزها: oفي علم الحديث: " )1شرح مسند المام الربـيع بن حبـيب الفراهيدي" رحه ال تعال ف ثلثة ملدات (طبع). oفي علم العقيدة: " )1مشارق أنوار العقول" و هو أ هم كتب الش يخ ف هذا الجال و هو شرح مو سع لنظومت ـه "أنوار العقول" و قد أث ن على هذا الكتاب عال الباض ية الزائري الق طب م مد بن يو سف اطف يش عند ما وقف عليه( )36طبع ف ملدين. )2منظومة "أنوار العقول" وهي أرجوزة صنفها ف علم العقيدة بلغت ( )317بـيتا. " )3بـهجة النوار" كتابنا هذا. " )4روض البـيان على فيض النان" شرح فيه منظومة رفيق عمره الشيخ سعيد بن حد الراشدي "ف يض النان ف الرد على من ادّ عى قدم القرآن" ال ت بل غت ( )106ب ـيتا ،وشرح ها شر حا بدي عا (طبع). " )5كشف القيقة" أرجوزة ف الدفاع عن مذهب الباضية ونقض تقولت خصومهم وبـيان خطأ العتراضات عليهم .وقام بشرحها الشيخ سال بن حود السيابـي رحه ال تعال . " )6غاية الراد ف العتقاد" منظومة أخرى تنتـهي برف اللم مطلعها: مـا شاءهـا وبل مِثـل هنـاك خـل" "المـد ل منشـئ الكائنـات على وشرحها العلمة سليمان بن ممد الكندي (ت 1337هـ) طبع بوزارة التراث العمانية ،ولا شرح آ خر ل سماحة الش يخ أح د بن ح د الليلي مف ت عمان و هو ف أوراق مطبو عة بالا سوب ،ل ين شر تاريا بعد. " )7رسالة ف التوحيد" ل تزيد عن أربع ورقات كتبـها تلبـية لطلب رفيقه الشيخ سعيد بن حد الراشدي اهتم فيها ببحثي الليات والنبوات باياز ... oفي أصول الفقه: " )1طلعة الشمس" شرح بـه منظومتـه "شس الصول" ف هذا العلم الليل ،ت طبعه ف ملدين ب صر ث صورتـه وزارة التراث العمان ية ،وو ضع بواش يه كتاب "ب ـهجة النوار" ف الجلد الول. وكتاب "الِجج القنعة ف أحكام صلة المعة" ف الجلد الثان. )(36الرجع السابق ص (.)128 25
بـهجة النوار
")2الجة الواضحة ف الرد على التلفيقات الفاضحة" رد فيها على من ادّعى العلم وتعاطى منـزلة الجتـهاد من أهل زمانـه .ل ينشر. oفي علم الفقه: " )1معارج المال على مدارج الكمال" وهو أوسع كتاب فقهي خلّفه الشيخ وهو شرح لكتابـه النظمي "مدارج الكمال" بـيد أنـه ل يتم حيث عاجلتـه النية قبل ذلك ،يقع ف ثان قطع مطوطة وقد طبعتـه وزارة التراث ف ( )18ملدا. " )2مدارج الكمال بنظم متصر الصال" وهو كتاب نظمي على بر الرجز يزيد على اللفي بـيت نَظَم ف يه كتاب العل مة اليم ن أ بو ا سحاق ابراه يم بن ق يس بن سليمان الضر مي البا ضي ال سمى "متصر الصال ـ ط" ّت طبْع "الدارج" أيضا بوزارة التراث. " )3جوهر النظام" وهو أرجوزة جامعة لكثي من البواب الشرعية وقد طبع هذا الكتاب قديا ف مصر ص ّورَت تلك الطبعة مرارا ث أعيد طبعه مع تعليقات قيمة للشيخ ابراهيم اطفيش أبو اسحاق الزائري و ُ مؤخرا مع تعليقات الشيخ الذكور بالضافة إل تعليقات للشيخ الفقيد ابراهيم بن سعيد العبي ،ف ملدين. " )4جوابات الشيخ السالي" حيث كان يعتن با يرد إليه من أسئلة فيأمر بتدوين السؤال والواب والبحوث الصغية والرسائل ف كتاب خاص وقد جع بعضها الشيخ سال بن حد الارثي وأطلق على ما ج عه "الع قد الثم ي ..ناذج من فتاوى نور الد ين" وط بع ف ( )4أجزاء ب صر ث قا مت مكت بة الضامري ـ السيب .بتصويرها ،غي أنـها ل تشكّل الجموعة الصلية .هذا وقد نشرت الجموعة الكاملة مؤخرا ف سبعة أجزاء مرتبة على البواب العهودة. " )5حل الشكلت" وهو ملد عبارة عن أجوبة لسئلة كتبـها تلميذه الزاهد أبوزيد عبدال بن ممد الريامي وقد طبع ف وزارة التراث العمانية. " )6ايضاح البـيان ف أحكام نكاح الصبـيان" يبحث فيه قضية زواج البالغ بالصبـية أو العكس أو زواج الصبـي بالصبـية .ويكشف رأي فقهاء الباضية ف هذه السألة وقد نشر مؤخرا. " )7الجج القنعة ف أحكام صلة المعة" وقد طبع بـهامش كتابـه "طلعة الشمس" التقدم. " )8تلق ي ال صبـيان" و هو كتاب مت صر ك ما يت ضح من عنوان ـه مو جه إل شري ة كب ـية من الجت مع أل و هم صغار ال سن والعوام .و قد ط بع هذا الكتاب البارك مرارا وتكرارا لشدة الطلب عل يه رغم صغر حجمه وهو منتشر ف الكتبات.
26
بـهجة النوار
" )9طريق السداد إل علم الرشاد" شرح لنظومة رفيق عمره الشيخ سعيد بن حد الراشدي ف أحكام الهاد السماة "علم الرشاد ـ ط" فعلق عليها الشيخ شرحا يكشف مدراتـها .ل يكمل ول ينشر بعد. )10رسالة "بـيان الدلة على ناسة الدم السفوح" تكلم فيها عن هذه القضية بتحليل الفقيه الناقد مع اللام بأطراف القضية وكشف ما يتعلق بكم الدم السفوح من حيث ناستـه طبع مؤخرا. oفي التاريخ: " )1تفة العيان ف سية أهل عمان" وهو خدمة جليلة أسداها الشيخ لبلده الت ل يظهر لا تاريخ يضارع ما كتبـه ف هذا الكتاب فما يوجد من كتب التاريخ الت نشرت ل يستوعب التاريخ الافل بالحداث لذه البلد ،وكتابـه هذا أهم مصدر لي باحث عن عمان وما يتعلق بـها ،فقام بتسجيل تاري ه هذا لي سد خلل وثغرة مه مة .و قد ن شر هذا الكتاب الق يم ف جزئ ي ب صر ح يث اعت ن بنشره والتعليق عليه الشيخ أبو اسحاق الزائري رحه ال تعال نـزيل القاهرة ،ث صورت تلك الطبعة مرارا. " )2الق اللي ف سية الشيخ صال بن علي رحه ال تعال " كتبـه عرفانا بالميل لشيخه الفضال الذي أوله رعايتـه وضمه إل كنفه فاستفاد منـه وأفاد .طبع أيضا. oفي اللغة والدب: " )1النـهل الصاف ف العروض والقواف" شرح متع على أرجوزتـه ف علم العروض .طبعتـه وزارة التراث بعمان. " )2شرح بلوغ المل ف الفردات والمل" وهو شرح صنعه على منظومتـه "بلوغ المل" ف مبادئ الل غة و هي أول ما صاغتـه قريت ـه وك تب علي ها الشرح الذكور ب عد ذلك .طبعت ـه وزارة التراث بعمان. " )3الوا هب ال سنية على الدرة الب ـهية" شرح على ن ظم "الجروميّة" للعمري طي طبعت ـه وزارة التراث ف جزئي صغار (سلسلة تراثنا). " )4ديوان السالي" فيه مموعة طيبة من قصائده الرائعة .وهو ل يزال مطوطا؛ ل ينشر منـه إل بعض القصائد الختارة جُعلت ف نـهاية كتابـه "الق اللي". oمجالت أخرى: " )1بذل الجهود ف مال فة الن صارى واليهود" تكلم ف يه عن التشب ـه بالشرك ي ف الو نة الخية وأضراره على الجتمع. )2رسالة "سواطع البهان" وهي رسالة ف اللباس بعث بـها لهل زنبار ول تنشر حت الن.
27
بـهجة النوار
)3قام بتصحيح نسخ مسند الربـيع الفراهيدي وحاول جهده تليصها من التصحيفات الت لقت ب ـه و سجل ف مقدمت ـه تنب ـيهات قيّ مة .و هي مطبو عة مع ن سخ ال سند الذكور ـ باختلف طبعاتـه ـ. )4قام بالتعليق على كتاب العلمة القطب الزائري وردّه السمى "ياعقب يا جزائري" ونشر الكتاب مع تعليقات الشيخ السالي ف مصر قديا. )5قام بمع فتاوى وأجوبة شيخه صال بن علي الارثي ف ملد ساه "عي الصال من أجوبة الشيخ الصال" طبع ف دمشق ،ث أعيد طبعه ف عمان. )6له رسائل متعددة إل بعض العلماء سواء من الباضية الغاربة أو من علماء بقية الذاهب خصوصا الذين كان يلتقي بـهم ف جوار الرمي وقد تباحث مع جاعة منـهم .وهذه الرسائل موجودة ف بعض الجلدات بوزة أحفاده ف مكتبة السالي. وفاتـه توف رحه ال تعال عندما كان متوجها لقابلة الشيخ ماجد بن سعيد العبي ليفهمه رأيه ف مسألة الوصية بقراءة القرآن على القابر حيث يرى الشيخ أنـها ل تثبت" ،فكان من قضاء ال وقدره أنـه لا وصل ومن معه من العيان إل قرية بن صبح عند غروب الشمس ،عزموا على البـيت بـها ،فتوجهوا إل الحلة ال سفلى من ـها ،ف صدعه غ صن شجرة أم با( )37معتر ضا على الطر يق ،و هو على راحلت ـه ول يبصـره لكونــه ضريرا ،ول ينبــهه أصـحابـه لمـر أراده ال ،فألقاه على ظهره واهـي القوى"(.)38 ا.هـ وكان مرضه هذا هو الذي مات فيه( )39حيث توف بعد العتمة من ليلة 5من شهر ربـيع الول سنة 1332هـ وعمره 48سنة وبضعة أشهر وُقبِر ف بلدة تنوف تت سفح البل الخضر بعدما )(37هي شجرة الانو. )(38الرجع السابق ص (.)131
)(39قال الشيخ سعيد بن حد الارثي" :لا سقط الشيخ نور الدين من راحلتـه ،وبقي يعال الوت ف بلدة "تنوف" كان يقول :سنقسم إن شاء ال مغا ن الند .وكان يكرر ها ،يقول هذا ح ثا للم سلمي على اقتفاء ال سلف ،ول كي تك تب الن ية ف حسناتـه. قال :وجاءه المام يعوده .فقال له :لِم جئت؟ .قال :عائدا لك .قال :ار جع فأ نت ف مقام أ صلح للم سلمي من عياد ت. فرجع ف الال. قال :وانكسرت رقبتـه فبقي أياما إذا حل على الكتاف هان عليه السهر ،وإذا وضع اشتد عليه .وذات يوم قال :ما هذا اليوم؟ .قلنا :كذا .قال :بعد غد! .ل يزد على هذه الملة ،وما عرفنا معناها ،فإذا هو يوت بعد غد .رحم ال تلك الوصال وأدخلها دار اللد واللل" .ا.هـ. 28
بـهجة النوار
صلى عليه تلميذه الكبـي أبوزيد عبدال بن ممد بن رزيق الريامي رحه ال تعال ،وكان موتـه نكبة ف عمان بأسرها ،وف شهر ربـيع الثان توف قطب الئمة عال الديار الزائرية ومتـهد السادة الباضية ف تلك البقاع الشيخ ممد بن يوسف اطفيش رحه ال تعال فكان الطب جلل. هذا وقد رثى الشيخ السالي طائفة من الشعراء من أهل زمانـه وأبرزهم الشاعر الكبـي العلمة أبومسلم ناصر بن سال الرواحي رحه ال تعال ف قصدتي عصماوتي ،نقتبس منـهما البـيات التالية: قال ف القصيدة الول(:)40 وحياتنــــــــا تعدو إل الضمارِ ريـــــــب النون مقارض العمار ياليتـــــها حذرت مــــن التيار والنفــــس تلهــــو فوق تيار الردى مثــــل القرار على شفيــــ هار قرّت على رنـــق وزخرف باطـــل ث قال: وتركـــت أمتنـــا بغيـــ خيار ـــا ـــرعة الوت انتقرت خيارنـ ياصـ ـاري ـل فيــه السـ غشــي الظلم وضـ ناهيــــك مــــن اطفاء أنوار الدى فالديــــن ل يبقــــى بل أحبار ناهيـــك مـــن اعدام أحبار التقـــى ســور لديــن الصــطفى وســواري ـهم ـص الس ـّراة فانــ ـن قعـ ـك مـ ناهيـ ــــــم الكرام ول حاة الار رسـ ناهيــك مــن هلك الكرام فمــا بقــي كانوا خلئف ســـــــنة الختار ويله أوحشـــت الديار مـــن الل قدرتـــــها وترا مــــن الوتار أو كلمـــا نمـــت فضيلة ســـيد والعلم والبدال والخيار أســـرعت فـــ الغواث والقطاب نـــزح القطيــ وجــف روض الدار مهل فمـــا أبقيـــت ثـــ بقيـــة فالوـــــــ خاو والديار عواري مازلت تعتقريـــن كـــل أعزتـــ ويله مــن شهبـــي ومــن أقماري ــم ــب الفضائل كلهـ ــ شهـ أفقدتنـ ث قال: ــــلماء طرا كعبـــة الســـرار العال القطـــب الجدد عمدة العــــ رفــــع النار ولت حيــــ منار ليــث العارك مربــع الفضــل الذي أبـــي الضيــم مولنــا عزيــز الار )(40ديوان أبـي مسلم ـ للعلمة أبومسلم نا صر بن سال الروا حي العمان ـ ن ـزيل زنبار ـ ص ( 399ـ )406 الطبعة الت قدم لا عبدالرحن الزندار ،وديوان أبـي مسلم رحه ال أفضل دواوين الشعر بل منازع. 29
بـهجة النوار
معـــز الديـــن ســـيف اللة البتار ـــــمال فــــ القبال والدبار ــف الذكـر طود الجـد بدر السـاري والليــــــل داج والذئاب ضواري غادرت مـــن هول ومـــن اذعار ـــفار ـــا هجرة طالت على السـ يـ ارجــع فديتــك يــا غريــب الدار فالعـــز تتـــ عزائم النصـــار ارحــم يتيمــك وهــو ديــن الباري والعســــال والقلم والســــفار بوار ربــــــــك جية الشرار
ــــا ــــيطة معلم الدنيـ غوث البسـ حامــي حىــ الســلم حجتـــه برــ العارف والكمال مســدد العـــ الســالي أبـــي ممــد النيـــ ــة ــلها العراك مروعـ ــي وترسـ تضـ مهل هام الســــتقامة مــــا الذي ــت فهجرتـــها قوّمتـــها فتقوّمـ ارجــع إليهــا حيــث قــل حاتـــها ارجــع إل الســلم تمــ نصــره ارجــــع فإن الســــتقامة أرملت ـيف ـع السـ ـف دمـ ـد كيـ ـع تشاهـ ارجـ ارجــع ومــا ظنــ بأنــك مشتــر ث يقول: هيهات يــا أســفاه ل رجعــى وقــد ــحابـها ــد صـ ــلون بالثار بعـ يسـ يـا "طلعـة الشمـس" اسـتري عنـا الضيـا ـى ـب الصـ ـي وكان ل صـ ـت النصـ كنـ أقدرت ل جلدا يقاوم نكبتـــــــ ناهيــك مــن جلدي يقينــ بالرضــا ــان العزا ــش إحسـ ــت برد العيـ فرأيـ ……ال القصيدة وقال ف القصيدة الثانية(:)41 نكســـي العلم يـــا خيـــ اللل وانتثــر يــا دمــع أجفان التقــى وانفطــر يــا قلب واســتقص الســى ث يقول:
جثمــت عليــك صــحائف الحجار ومثار حزنــــ فيــــك بالثار وخذي الداد "مشارق النوار" فأصـبت فـ صـبي وفـ أنصـاري فاليوم ل جلدي ول أقداري والســــخط فــــ أن القدر جار والطمنانــة تتــ حكــم الباري
رُزئ الســـلم بالطْـــب الل ْل قــد أصــيب العلم واغتيــل العملْ ــس انبتلْ ــن بالمـ ــل الديـ إن حبـ
)(41الرجع السابق ص ( 406ـ )411تصرف بالذف. 30
بـهجة النوار
بـــل جيـــع العلم أودى والعملْ غارة شعواء مـــا عنــــها حِولْ والســموات ومــا فيهــا اســتقل ل ول دافعهـــا وقـــع الســـل فتيــة وهــو على الكون اشتمــل ــزل ــب نــ ــ القـ أترى العال فـ
يارجال العلم أودى قطبكــــــــم فتكـــت بالســـالي الرتضـــى فتكـــة أورثـــت الرض البكـــا فتكــة ل يمــ منـــها جيشــه عجبــــا مــــن نعشــــه تمله جعــــ العال فــــ حيزومــــه ث قال: مــا حيــد العيــش مــن بعدك فــ والبكاء الرــــ ل يشفــــي الوى مـــــا فقدناك هامـــــا مفردا ـــ ـــك فـ ـــا فقدناك وعرفانـ مـ ســـــيد العرفان دهري مأتـــــ أخرس الول لســـان فـــ الرثـــا مــا هنئت العيــش مــذ فارقتـــه مـــا هناء الؤمـــن القـــ على أنـــــا ل أعلم رزءً فادحـــــا يرفـــــع العلم بوت العلمـــــا أكرم ال بـــــــه أمتنــــــا يــا لاــ مــن رحلة مــا تركــت يــا لاــ مــن رحلة صــحّت بـــها ــن العزا ــم حسـ ــ لكـ ــة اليـ أمـ
هذه الدنيا وما معن الذل لو طفقت الدهر أستمري القل بل فقدنا الي ف كل مل صفحات الكون ضوء يشتعل فيك ما أشرق نم أو أفل ولسان حَدّهُ يَفري البل وهنيئا لك عيشا ل ُيثَل صدعة الدين وما برد الغلل كمصاب الدين أو نقص الكمل وارتفاع العلم هُلك وخَبل برهة ث دعاه فرحل خلفها من كرم إل انتقل غربة السلم ف أزكى مل إنـها داهية ُأمّ الغِيَل
31
بـهجة النوار
فصل فيما يتعلق بالكتاب نسبتـه وأهميتـه يتضح ببوز من الصفحة الول ف كلت الخطوطتي عنوان هذا الكتاب حيث شاء مصنفه أن يسميه (بـهجة النوار) وقد صرح الشيخ بنفسه بـهذه التسمية حي يقول ف مقدمتـه ـ كما سيأت ـ " :وقد كنت شرحتـها شرحا متصرا ،على معان أبـياتـها مقتصرا ،ث إن زدت على نظمها زيادات ،وألقتـه جلة أبـيات ،فرجعت إل ذلك الشرح فنقّحتـه وإل هذا الزيد فشرحتـه ،فهاك نظما مررا وشرحا مهذبا متصرا سيتـه (بـهجة النوار) جعله ال ل ذخرا ف دار القرار ،وهو حسبـي ونعم الوكيل" .وهو الذي يعنيه ف مقدمة كتابـه "مشارق أنوار العقول" حي يقول (.." :)1/47وقد أجرى النّان على لسان منظومة منطوية ف ذلك الفنّ على أجلّ العان .سالكة طريقة الوسط ،وقد كنت ألفت عليها شرحا مطابقا لقتضى حالا ،موضحا لشكلها ومفسرا لجالا". وكتاب (بـهجة النوار) شرحه الصغي على منظومتـه تلك oوقد نسب هذا الكتاب للسالي أيضا ولده الشيخ ممد اللقب بـ"الشيبة" بن العلمة السالي ف كتابـه "نـهضة العيان" ص( )128ف جلة مصنفات والده. ولخلف ف صحة نسبة الكتاب للشيخ السالي ول المد. ويكن الشارة إل أهية الكتاب ف النقاط التية: أول :أن هذا كتاب مـن ك تب العقيدة ال ت تناولت أكثـر من موضوع في ها بل تناول أكثـر القضايـا العقائدية ما عدا قضية المامة الت أوردها كثي من الصنفي ف أصول الدين على اختلف مذاهبـهم ف كتب ـهم ومؤلفات ـهم ،ول عل الش يخ إن ا أغ فل هذا ال مر ف كتاب ـه هذا لتو فر مادت ـه ف بق ية الك تب الخرى ،والتعدد ية ف الواض يع ب صورة أقرب لل ستيعاب ي قل وجود ها ف ك تب الباض ية القدامى من أهل عمان إل ف الوسوعات الضخمة. ثانيا :معالة الصنف ف شرح أبـيات منظومتـه "أنوار العقول" تتسم ف هذا الكتاب بأنـها موجّهة خالية من التشعب وإطالة الَنفَس كما هو الال ف شرحه الكبـي "مشارق أنوار العقول" ،وهذه اليزة تصلح للناشئ ف الطلب وللمتوسطي الذين أنـهوا البادئ الولية ف علم العقيدة. ثالثا :يتسم عرض الصنف ف هذا الكتاب بناقشة أدلة الخالفي وبـيان ما فيها من هفوات كما هو الال ف بقية مصنفاتـه وهذ بده يعطي الكتاب ميزة وقيمة ل توجد ف كتاب يلو من الناقشات أو الذي يهتم بالسرد فقط دون نقاش. 32
بـهجة النوار
مخطوطاتـه يسر ل الول سبحانـه وتعال أن أعثر على مطوطتي لذا الكتاب ويكن اعطاء صورة سريعة عنـهما كالتال: الول :مطوطة مكتبة السالي ف "بدية" ،وهذه الكتبة تضم نفائس الكتب والخطوطات الت خلفها الشيخ السالي ..والخطوطة تأت ف ( )119ورقة أي ف حوال ( )238صفحة من القطع العادي مع سقوط ور قة من ـها ب سبب التمزق الناش يء من قدم ها ،و ف كل صفحة ( )17سطر ف الغالب مع استعمال اللون الحر أحيانا ف بعض الكلمات للتنبـيه عليها ،وإبراز السطر الت تكون فيها أبـيات النظومة بط أكب من الط الستعمل ف الشرح ،كما يلحظ عليها كثرت الخطاء الملئية وهي من الناسخ دون شك ،كما يلحظ وجود تزق ف أطراف بعض الورق الناشئ من القدم ،مع انفرادها عن رفيقتـها بفهرس للمنظومة والكتاب معا ،كما أن هذه النسخة كتبت ف حياة الصنف يدل على ذلك تأريها إذ كتبت ف سنة 1314هـ وبـهذا تكون هي النسخة الم لذا الكتاب ورمزت لا بالرف (أ). الثانية :مطوطة مكتبة السيد الستشار برقم ( 154ب) وعدد أوراقها يبلغ ( )122أي أنـها تشكل ( )244صفحة من القطع العادي وهي كاملة ليس فيها سقط ـ ف الصفحات ـ وف كل صفحة ( )15سطر ف الغالب ،وكتا بة أب ـيات النظو مة والعناو ين باللون الحر وتتميز هذه النسخة بأن ـها أقل أخطاءً من سابقتـها وأكثر اعتناءً بالنسخ من حيث وضوح الكلمات ودقة الكتابة ،غي أن هذه النسخة كتبت متأخرة عن الول إذ ت النتـهاء منـها سنة 1337هـ أي بعد وفاة الصنف بمس سـنوات ،وناسـخها هـو زهران بـن خلفان بـن سـرور اليعربــي .ثـ أضيـف إل هذه النسـخة أرقام الصفحات بقلم مغاير ،ورمزت لذه النسخة بالرمز (ب).
oمنـهج التحقيق:
أما عن النـهج الذي سلكتـه ف تقيق الكتاب فقد اتبعت منـهج (النص النتخب) ،حيث أن هذا الن ـهج كف يل باظهار ال نص ب صورتـه ال ت أراد ها الؤلف وذلك لن بق ية الطرق التب عة ل تلو من عيوب ،فمثل طري قة اعتماد ن سخة معي نة وجعل ها الن سخة الم لعتبارات من ـها القدم؛ ل ا عيوب ـها مـن حيـث وجود النقـص أو التصـحيفات فـ تلك الخطوطـة واضطرار الحقـق ال تفصـيل تلك الختلفات وتكملة ذلك النقص ف الواشي ما ل يؤدي إل خدمة الت والنص النقول حيث يؤدي إل تكليف القارئ ضبط النص بنفسه وهذا تعقيد ل طائل وراءه .أما طريقة النص النتخب فهي أسلم الطرق وأولها بالتباع وذلك أن الحقق يراعي اتام اللل من بقية النسخ الت عنده فيثبتـه ف الت ل 33
بـهجة النوار
ف الواشي وعند اختلف العبارات يراعي النسب بالسياق وبراد الصنف ومقتضى مذهبـه وآرائه ال ت عرف ب ـها ،ل أن يورد عبارات مطوطة معي نة وإن كانت ل تؤدي الغرض الطلوب ،لذا آثرت اتباع هذه الطريقة مع مراعاة أن القدم أول بالثبات مت ما كانت العبارات تؤدي نفس الغرض ،كما قمت بترقيم البـيات حيث يفيد مثل هذا العمل ف بعض الحالت أحيانا كما قمت بقابلة بعض الب ـيات وت صحيحها من كتاب "مشارق أنوار العقول" باعتباره الشرح التأ خر وف يه ا صلح لب عض البـيات تد ذلك مبـينا ف الواشي لحقا ،هذا مع تريج أحاديث الكتاب وعزو اليات الكرية إل مظانـها ف الكتاب العزيز وبـيان ما يشكل من النص والتعليق على ما ينبغي التعليق عليه. وهذه بعض الصور من مطوطت الكتاب:
34
بـهجة النوار
الصفحات الولى من النسخة (أ).
35
بـهجة النوار
الصفحات الخيرة من النسخة (أ).
36
بـهجة النوار
الصفحات الولى من النسخة (ب).
37
بـهجة النوار
الصفحات الخيرة من النسخة (ب)
38
بـهجة النوار
نص الكتاب
39
بـهجة النوار
لك ال مد يا من نور عقول نا بالد ين ،وط هر قلوب نا من ز يغ اللحد ين ،و صفى عقائد نا من ضللت البتدع ي ،وخلص أعمال نا من أقاو يل البطل ي ،وجعلنا من القوم الاد ين الهتدين ،وال صلة والسلم على خي مبعوث رحة للعالي ،وعلى آله وصحبـه وعلى تابعيهم إل يوم الدين. وب عد؛ فهذه منظو مة مَنّ عليّ ب ـها الرح ن النان ،ف قوا عد التوح يد وأ صول( )42الديان، سالكة أعلى منـهج ف هذا الشأن ،واردة أعذب منـهل يلو الذهان ،تنطق بالصدق ف كل نادي، وتصـدع بالقـ بــي الاضـر والبادي ،قريبـة الأخـذ للمتناول ،بعيدة الغور عـن اعتراض الجادل، سيتـها (أنوار العقول) ،وما أجدرها با فيها أقول: ل ولإشراق شســــ أوقمــــر هذه النوار ل نمــــ زهــــر مطلع زانــت بـــه تلك الفكــر فلهــــــــا ألباب أرباب العلى وحوت كـــل مهمـــّ معتـــب ـد نأى ـا قـ ـها مـ ـت ف ـ فنــ قربـ شهدوا وضــــع مبانيهــــا الغرر ليــت أشياخــي الُل قــد ســلفوا وانتخابـــــي لعانيهــــا الدرر ورأوا تنقيحهـــا فـــ جعهـــا ــــم أعلى قدر ــــ عندهـ ولاـ فلهـــم فيهـــا مال واســـع وقد كنت شرحتـها شرحا متصرا ،على معان أبـياتـها مقتصرا ،ث إن زدت على نظمها زيادات ،وألقتــه جلة أبــيات ،فرجعـت إل ذلك الشرح فنقّحتــه وإل هذا الزيـد فشرحتــه، فهاك نظ ما مررا وشر حا مهذ با مت صرا سيتـه (ب ـهجة النوار) جعله ال ل ذخرا ف دار القرار، وهو حسبـي ونعم الوكيل. )(42سقطت من (ب) كلمة أصول. 40
بـهجة النوار
()43
(بسـم الله الرحمـن الرحـيم) (الباء) للستعانـه متعلقة بحذوف مقدم عند النحويي ،ومؤخر عند البـيانيي لفائدة القصر والهتمام ،وهل ذلك الحذوف اسم أو فعل؟ ،والق انـه فعل مناسب لغرض البسمل تقديره بسم ال أبتديء أو أُألّف أو نو ذلك. وإضافة اسم إل ال للبـيان أو للحقيقة أو للستغراق كما ف "الميان"( )44وصرح ف "حاشية الشذور" أن الضافة تأت لا تأت عليه ال من العان ،و(ال) َعلَ مٌ على الذات الواجب الوجود الستحق لميع الحامد. (الرحن الرحيم) هل ها اسان من اساء ال؟ أو صفتان ؟ وعلى كل القولي فليسا بِعَلَمَي؛ لن كل واحد منـهما كُلّي ينحصر فيه فرد ،والعَلَم ليس كذلك ،وهل ها ف أوجه العراب صفتان ل ؟ اوبدلن منـه ؟ او عطفا بـيان؟ وجوه..وهل الرحن أبلغ معنً من الرحيم؟ أو الرحيم أبلغ معن من الرحن؟ .أو ها مترادفان ف العن؟ كما يعلم من الطولت. وابتدأ بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز ،وعمل با جاء ف الرواية عنـه » :كل أمر ذي بال ليبدؤ فيه ببسم ال فهو أبتر«( ،)45وف رواية ›أقطع] ،وف رواية ›أجذم] ،والعن متحد ف كلها أي منقطـع عـن البكات وإن تـ بناءً ليتـم معنً ،وكذلك يكون البتداء بالمدلة بعـد البسـملة اقتداءً
)(43ف (أ) كتب بعد البسملة "رب يسر وأعن ياكري" وهي ساقطة من (ب) ويتمل أن هذه اللفظة من زيادة الناسخ أو أنـها زيدت فيما بعد كما يظهر من تغي الط إل أن يقال أن الصنف كان قد أتى بـها ف أول نظمه لـ"أنوار العقول" وأدرجها هنا. )(44هيميان الزاد ( 1/54و .)55
)(45الديث رواه التاج السبكي بسنده ف "طبقات الشافعية الكبى" ( )1/12بلفظ" :ليبدأ فيه ببسم ال الرحن الرحيم فهو أقطع" .ورواه عبد القاهر الرهاوي ف "الربعي" كما ف "كنـز العمال" للمتقي الندي برقم [ .]2491قال السيوطي ف تفسيه "الدر النثور" عند الكلم على البسملة من سورة الفاتة" :وأخرج الافظ عبد القاهر الرهاوي ف "الربعي" بسند صحيح! عن أبـي هريرة قال :قال رسول ال » :كل أمر ذي بال ل يبدأ فيه ببسم ال الرحن الرحيم أقطع«" ا.هـ. 41
بـهجة النوار
بالكتاب العزيز؛ فإنـها ف أول الفاتة ،وعمل با ف الرواية عنـه » :كل أمر ذي بال ليبدؤ فيه بمد ال والصلة عليّ فهو أقطع أبتر محوق من كل بركة«(.)47( )46 (()1الحمد لله الذي قــــد أشرقـــــــا في نـهى ذوي التقى)
شمـــــس الصول
)(46الديث بـهذا اللفظ رواه الليلي ف "الرشاد" ص(/ 118دار الفكر) عن أبـي هريرة .ومن طريقه التاج السبكي ف "الطبقات الكبى" ( )1/15ورواه الرهاوي ف "الربعي" كما ف "كنـز العمال" للهندي برقم [.]2510 وجاء بلفظ» :كل أمر ذي بال ل يبدأ فيه بالمد أقطع« .رواه ابن ماجة برقم [ ]1894والبـيهقي ف "السنن الكبى" ( )3/296والتاج السبكي ف "الطبقات الكبى" ( )1/7عن أبـي هريرة .وعند الطبان ف "الكبـي" ( )19/72من طريق كعب بن مالك . وبلفظ» :بمد ال فهو أقطع« النسائي ف "السنن الكبى" برقم [ ]10328وهو أيضا ف "عمل اليوم والليلة" له برقم [ ]498والب ـيهقي ف "ش عب اليان" بر قم [ ]4372وا بن حبان ف صحيحه بر قم [1و /2الح سان] والدارقط ن ف سننـه بر قم [ ]872والليلي ف "الرشاد" ص( )117وا بن النجار ف "ذ يل تار يخ بغداد" ( 19/218مع التار يخ) من طريق أبـي هريرة . كما جاء بلفظ» :كل كلم ل يبدأ فيه بالمد ل فهو أجذم« رواه أبو داود ف سننـه برقم [ ]4840من طريق أبـي هريرة وحسنـه النووي ف "رياض الصالي" ـ عند كتاب :حد ال تعال وشكره ـ ورواه أيضا ابن أبـي شيبة ف "ال صنف" بر قم [ ]26674بل فظ (أق طع) وكذا الليلي ف "الرشاد" ص( )381و من طري قه التاج ال سبكي ف "الطبقات الكبى" ( )1/12و ( )1/15عن أبـي هريرة . وبلفظ» :كل كلم ل يبدأ ف أوله بذكر ال فهو أبتر« النسائي ف "السنن الكبى" برقم [ ]10331ومثله ف "عمل اليوم والليلة" له برقم [ ]501وهو ف هذين الوضعي من مراسيل الزهري وهي بنـزلة الريح عند يي القطان. وجاء بلفظ» :كل كلم أو أمر ذي بال ل يفتح بذكر ال عزوجل فهو أبتر ـ أو قال :أقطع« هكذا ف مسند المام أحد ( 2/359القدي ة) و( 2/477بر قم /8733الك تب العلم ية) .و من طري قه التاج ال سبكي ف "الطبقات" ( )1/16ورواه أيضا الدارقطن ف سننـه برقم [ ]873عن أبـي هريرة . وجاء بل فظ » :كل كلم ليذ كر ال ف يه فيبدأ ب ـه وي صلى علي ف يه ف هو أق طع أك تع محوق من كل بر كة« .رواه أ بو ال سي أح د بن م مد بن ميمون ف "فضائل علي" عن أب ـي هريرة ك ما ف "كن ـز العمال" للمت قي الندي بر قم [ .]6463 وقد أطال الكلم عن الروايتي ـ اللتي ذكرها الصنف هنا ـ التاج السبكي ف "طبقات الشافعية الكبى" ( 1/5ـ 24 تق يق اللو والطنا حي) فليطال عه من أراد التو سع ف طرق الد يث وأ سانيده .قال الا فظ ا بن ح جر ف "ف تح الباري" ( / 8/278الكتب العلمية) بعد نقله لكلم النووي عن روايات هذا الديث" :والديث الذي أشار إليه أخرجه أبو عوانة ف صحيحه و صححه ا بن حبان أي ضا و ف سنده مقال ،وعلى تقد ير صحتـه فالروا ية الشهورة ف يه بل فظ (ح د ال) و ما عدا ذلك من اللفاظ ال ت ذكر ها النووي وردت ف ب عض طرق الد يث بأ سانيد واه ية" .وأن ظر أي ضا كلم الشوكان ف "ن يل 42
بـهجة النوار
قال اللوي(" :)48المـد هو الثناء بغيـ الادث الطبوع" .فدخـل فيـه الثناء على ال بصـفاتـه القديةـ فإنـه من أجل الحامد ،وبـهذا يعترض على غي هذا التعريف من التعاريف فإنـها ترج هذا المد وإن كان قد أجيب عن ذلك بتع سفات ف بعضها سوء أدب مع الر بّ تعال وليس هذا مل ب سطه. وخرج عن الثناء و صف من هو ف الدرك ال سفل من النار ب ا( )49تضمن ـه ذق انـك أنـت العزيـز الكــريم الدخان 49 :فإن ـه ل يس بثناء بل تنق يص له و سخرية .والش كر ف عل ين بئ عن تعظ يم الن عم ب سبب النعام وق يل ل بد أن يكون النعام على الشا كر فعُلم أن ب ـينـهما عمو ما من وجه. و(ال) ف ال مد إ ما للع هد والعهود حينئذ ال مد القد ي ،وإ ما للج نس و هو مذ هب الزمشري( )50ف "كشافه" وعليه فجائز تارة ومتنع أخرى على حسب الحتمالت كما ف "الميان". وإما للستغراق فيكون العن كل فرد من أفراد المد ل -وهو الق -وعليه اعتمد القطب( )51ف "الميان" ويؤيده قوله تعال :وما بكم من نعمة فمن الله النحل 53 :وينصره ما حكى الوطار" (1/14و )15و ( )3/300و كلم الناوي ف "فيض القدير" (5/13و .)14 )(47ف (ب) زيادة :وهذه النظومة فقال شعرا. )(48أحد بن عبد الفتاح بن يوسف الجيي اللوي أبو العباس شهاب الدين ،الزهري شافعي الذهب ،ولد ف القاهرة سنة 1088هـ وتوف بـها عام 1181هـ وصفه البت بأنـه :إمام وقتـه ف حل الشكلت ،العول عليه ف العقولت والنقولت .له ت صانيف كثية من ـها "شرحان ل ت ال سلم" ف الن طق كب ـي و صغي ،و"شرح عقيدة الغمري" و "من ـهل التحقيق ف مسألة الغرانيق" و "عقد الدرر البـهية ف شرح الرسالة السمرقندية" وغيها( .العلم .)1/152 )(49ف (ب) :لا.
)(50تأت ترجتـه عند التعليق على البـيت رقم (.)143 )(51هو العلمة الغربـي ممد بن يوسف اطفيش أحد كبار علماء الباضية ف الزائر نابغة زمانـه كان حريصا على العلم ف صغره ول ا بلغ سن الام سة عشرة من عمره جلس للتدر يس ف حلقات العلم يقول ال ستاذ الرا حل عدون جهلن ف كتابـه "الفكر السياسي" ص (" :)105وحي بلغ العشرين كان أكب عال ف وادي ميزاب ـ النطقة الت يقطنـها إباضية الزائر ـ ففتح دارا للتعليم وعكف على التأليف وشر للصلح الجتماعي والسي بالنـهضة الديثة ،وليس هذا بالمر الي على مفكر أعزل نشأ ف وطن عظمت فيه الحن وانعدمت وسائل الراحة وقلّت مذكيات الواهب بل عاش ف وسط كثي الفت اشتدت فيه وطأة الضطهاد للعلماء العاملي "..انتـهى وما بـي الشرطتي من للتوضيح .وأزيد هنا بأن هذا العال كان له دور كبـي ف النضال ضد الفرنسيي وكان السلطان العثمان عبد الميد الثان من يله ويترمه وكذا سلطي عمان ف تلك الفترة وتوف سنة 1332هـ وله من الؤلفات ما يشار إليه بالبنان عند الباضية كـ"شرح النيل" ف الفقه القارن طبع ف 17ج "وهيميان الزاد" ف التفسي طبع ف 15ج و"تيسي التفسي" ف التفسي أيضا طبع ف 15ج و"شرح لمية الفعال" ف فن التصريف طبع ف 3ج و "شرح لشرح متصر العدل والنصاف للشماخي" ف أصول الفقه بلغ 6ج - ل يطبع للسف -وغيها كثي. 43
بـهجة النوار
اللوي ف حاشيت ـه م ا وجده مكتوبا ب ط شي خه" :قال المام الف خر( :)52ال مد معرفا ليقال إل ف حق ال عز وجل ول يوز أن يقال المد لزيد .قاله سيبويه". واللم ف (ل) للختصاص وينصره تقدي الار والجرور ف سورة التغابن وذلك [عند]( )53قوله تعال صيّر ال صول له الملك وله الحمـد التغابـن 1 :و(أشر قا..ال) المزة لل صيورة فكان الع ن َ الت هي كالشمس ف الهتداء بـها مشرقةً؛ فإن قلتَ :قد جعلت الشمس من باب الشبـه بـه فل مَ ل تعلهـا مـن باب السـتعارة؟ .قلت :ليصـح أن يكون مـن باب السـتعارة إل حيـث يطوى ذكـر الشبـه أصلً وهو هنا مذكور وهوالصول ،والضافة بـينـهما من باب اضافة الشبـه بـه ال الشبـه. و(ال صول) ج ع أ صل و هو ما عُرف ح كم غيه ب ـه .و(الن ـهى) ج ع ن ـهيَة و هي( )54الع قل، و(التّقى) اسم بعن التقوى و هو( )55الزهد عن الحارم والسارعة إل تأدية اللوازم؛ وف يه اشارة إل أن العلم النافـع ليعطـى لغيـ التقـي لن وعاء العلم الورع؛ وفـ البـ» :يلهمـه ال السـعداء ويرمـه ()56 الشقياء« وكلمة الق طب هي الل قب الذي اشت ـهر ب ـه ،ول يعن الباض ية ب ـهذا اللقب العن الذي فسر ب ـه الصوفية لصطلح الق طب عند هم ،فالق طب هو الذي تدور عل يه الشياء قال ف "متار ال صحاح" ص (" :)541وق طب القوم سيدهم الذي يدور عليه أمرهم ،وصاحب اليش قطب رحى الرب" ا.هـ .وإنا لقبوه بـهذا للمنـزلة الت بلغها من العلم حت صار مدار الفتوى عليه ف ذلك الوقت ،قال ابن دريد ف مقصورتـه: للحرب فاعلــم أنن قطــب الرحى فـإن سعت بـرحى منصــوبة أ ما ع ند ال صوفية فلهذا ال سم تف سي خاص ب ـهم فترى الناوي ي صفه ف "التوق يف على مهمّات التعار يف" ص ()586 بقوله" :القطب :وقد يُسمى غوثا؛ باعتبار التجاء اللهوف إليه ،عبارة عن الواحد الذي هو موضع نظر ال تعال ف كل زمان أعطاه الطلسم العظم من لدنـه ،وهو يسري ف الكون وأعيانـه الباطنة والظاهرة سريان الروح ف السد ،بـيده قسطاس الفيض العمّ ،وزنـه يتبع علمه ،وعلمه يتبع علم الق ،وعلم الق يتبع الاهيات الغي معولة ،فهو يُفيض روح الياة على الكون العلى والسفل ،وهو قلب إسرافيل من حيث حصتـه اللكية الاملة مادة الياة والحساس ل من حيث إنسانيتـه، وحكم جبيل فيه كحكم النفس الناطقة ف النشأة النسانية ،وحكم ميكائيل فيه كحكم القوة الاذبة فيها ،وحكم عزرائيل ف يه كح كم القوة الداف عة في ها" .انت ـهى بن صه وف يه مغالة وانراف فتب ـي الفرق ول تلط ب ـي مراد الباض ية وتف سي الصوفية. )(52تأت ترجتـه عند البـيت رقم (.)125 )(53زيادة من للسياق. )(54ف (ب) :وهو . )(55ف (أ) :وهي. 44
بـهجة النوار
وف قوله (شس الصول) براعة الستـهلل؛ وهي أن يعل التكلم ف أول كلمه اشارة إل مقصوده، وأحسنـها مايكون على وجه التورية. وجـــانبوا بســــرها
(()2فأبصـــــــروا بنورهــــــا المسالكـــا المهــــالــكا) قوله( :فأب صروا) الراد بالب صية لبالب صر ،والباء ف قوله( :بنور ها) لل سببـية أوللم صاحبة ،و(الاء) منـه عائدة إل الصول ل إل الشمس كما قد يُتَوَهّم ،و(السالك) جع مسلك وهو مكان السلوك، و(جانبوا) فا عل من الجانبة و هي الباعدة؛ فإن قل تَ :ل أت يت بفَا َعلَ ف هذا القام مع أن ـه موضوع للمفاعلة غالبا ول تأت بافت عل مع أن ـه موضوع للتج نب والتاذ ونوه ا؟ قل تُ :التيان بفَا َعلَ ف هذا الوضع أول من التعبـي بـافتعل لكونـه أبلغ معنً وأنح فائدةً وأوف بتأدية القصود؛ أل ترى أن العن حينئذ كأن الهالك جانبتـهم بنفسها بسبب ذلك السر الذي أودع ف الصول فلم تتعرض لم أصل وبـهذا يظهر لك القصود و(الهالك) جع مهلك وهو موضع اللك. فــي حضـــرة
(()3حتى استــووا على بسـاط القــــرب قدسيــــة فى القرب) ()57 (السـتواء) هـو العتدال ،و (بسـاط القرب) عبارة عـن كون الوصـول إل خيـ مأمول إل مقام الشاهدة ودرجة الكاشفة ،وتقرب العبد إل موله امتثاله لمره وزجره ،وتقريب ال لعبده توفيقه اياه لطاعتـه واعانتـه له وتليصه له من كثيف الغيار ،و (الضرة) عبارة عن دائرة الكمال. قال الدمنـهوري(" :)58الراد بالضرة ـ ويعب عنـها بضرة القدس وهي الالة الت اذا وصل اليها السـالك سـي عارفا وواصـلً ــ أن يكون فـ حالة ليرى فيهـا ال الول سـبحانـه وتعال" .والراد )(56مقطـع مـن خـب موقوف مـن كلم معاذ بـن جبـل أوله" :تعلموا العلم فإن تعلمـه ل تعال خشيـة وطلبــه عبادة ومذاكرتـه تسبـيح والبحث عنـه جهاد وتعليمه لن ل يعلمه صدقة ...ال" رواه أبو نعيم الصفهان ف "حلية الولياء" ( 1/302برقم 809ـ دار الكتب العلمية) وعزاه الشيخ أبو ستـه ممد بن عمر ف "حاشية الترتيب" ( )1/44لبـي الشيخ الصفهان وابن عبد الب .وال أعلم. )(57ف (ب) الصول .وهو تصحيف. )(58أحد بن عبد النعم بن يوسف بن صيام الدمنـهوري ،شيخ الامع الزهر وأحد علماء مصر الكثرين من التصنيف، كان يعرف بالذاهب ـي لعل مه بالذا هب الرب عة .ولد ف دمن ـهور عام 1101ه ـ وتعلم بالز هر ،وول مشيخت ـه .من ت صانيفه" :ن ـهاية التعر يف بأق سام الد يث الضع يف ـ خ" و "الف يض العم يم ف مع ن القرآن العظ يم ـ خ" و "إيضاح البـهم من معان السلم ـ ط" ف النطق ،و"حلية اللب الصون بشرح الوهر الكنون ـ ط" و "سبـيل الرشاد إل نفع العباد ـ ط" وغيها .توف بالقاهرة عام 1192هـ( .العلم ـ للزركلي .)1/164 45
بـهجة النوار
بقوله(› :)59ليرى فيهـا ال الول] .أي ليرى صـدور الشياء على القيقـة ال منــه تعال فانيا عـن الكوان؛ متوج ها بقلب ـه إل الرح ن ،متلقفا ما يلق يه الول سبحانـه وتعال ف قلب ـه من لطائف العرفان ،ولشك أن الوسيلة إل هذه الالة ذكر الول سبحانـه وتعال ،و(القدسية) نسبة إل القدس وهو البعد عما ليليق بـها ،ول ايطاء ف البـيت لن القرب الول بعن التقرب الذي هو فعل العبد والقرب الثان بعن التقريب الذي هو فعل ال. وبسقـــت
(()4فانتعشــــــــت عقـــولهم بالـــذكر أســــرارهـــــم بالفكر) يقال انتعش العاثر اذا نـهض من عثرتـه ،و (العقول) جع عقل وقد اختلف فيه فقال الشافعي" :هو آلة خلقها ال ف عباده ييزون بـها بـي الشياء وأضدادها ركبـها فيهم سبحانـه ليستدلوا بـها ب ـي المور الغائ بة بالعلمات ،ن صبـها ل م منّا من ـه ونع مة" .وقال قوم :هو مع ي( )60ف القلب و سلطانـه ف الدماغ؛ لن أك ثر الواس ف الرأس ،ولذلك قد يذ هب بالضرب على الدماغ .وقال آخرون :هو قُوّةٌ وبصية ف القلب منـزلتـه منـه منـزلة البصر من العي ويسمى عقلً لكونـه مان عا للن فس عن ف عل مات ـهواه ـ مأخوذ من عِقال النّا قة الا نع ل ا أن تذ هب ح يث شاءت ـ وهوملوق ف النسان أن يزداد وينتقص جيع العلومات بس وغيه اليه مرجعها وهو ييزها ويقضي عليها. و(الذكر) القرآن العظيم وهو أصل للعلوم بأسرها فما من أصلٍ إل وهو مستنبط منـه؛ قال رسول ال »:العلم كله القرآن و هو ال صل والتن ـزيل و ما بعده من العلم تف سي له وتأو يل«( ،)61و ساه ذكرا لقوله تعال :وهذا ذكر مبارك أنـزلناه النبـياء . 50 : وقول الناظـم( :بسـقت) أي طالت كمـا عـن ماهـد وعكرمـة فـ تفسـي قوله تعال : :والنخـل باســقات ق ، 10 :والراد ب ـ (ال سرار) العقول و ضع الظا هر ف مو ضع الض مر على ل فظ غ ي الول وهو أحسن ما يكون فيه ،و(الفكر) حركة الّنفْس ف العقولت ،وحركتـها ف الحسوسات تييل. (()5فأبــرزوا نتـــــــــائج الفكــــــار شـــــرف المقدار)
فأعربــــــــت عن
)(59أي الدمنـهوري.
)(60ف (أ) :معن .والتصحيح من (ب). )(61ل يتيسر ل العثور عليه. 46
بـهجة النوار
(البراز) نق يض ال سْتار ،و (النتائج) هي ال ت تن شأ عن الف كر ج ع نتي جة؛ و هي ل غة الثمرة واضا فة ()62 النتائج إل الفكار مـن باب اضافـة التسـبب إل السـبب( ،فأعربـت) أي أبانـت ،و(شرف القدار) عبارة عن الرتبة العالية الت وصلوا اليها ووقفوا لديها بواسطة العلم. مصطحبـــــان
(()6ثم صـــــــلة الله مـــــع سلمــه بســنــــا انعـــامــه) عــلى النـــــبـي (()7ممتزجــــان بالثنــــــا الجــميــــل المصـطفى الجليـــل) الصلة من ال رحة ومن اللئكة استغفار ومن الناس دعاء ،وقيل بل صلة اللئكة دعاء أيضا وف معناه قلت: صلة اللق معنـاها الدعاء صلة ال رحتـه وأمــا وجلة (الصلة) خبية لفظا انشائية معنً ،و(السلم) التحية ،ورفع (مصطحبان) على أنـه خب لبتدأ مذوف تقديره ه ا( )63م صطحبان و(ال سناء) ـ بف تح ال سي ـ الضوء ،و(النعام) بف تح المزة ج ع نع مة ،وبك سرها م صدر أن عم عل يه ،واضا فة ال سناء إل النعام من باب اضا فة ال صفة إل مو صوفها، والع ن ف يه م صطحبان بانعا مه ال سنية ،ور فع (متزجان) على أن ـه خب لبتدأ أي ضا ،والنب ـي ان سان أوحي اليه بشرع؛ فإن أمر بتبليغه سي رسولً( )64أيضا ،وهو بالمزة من النبأ اي الب فيصح أن يكون بعن فاعل باعتبار أنـه ُمبِر ـ بكسر الباء ـ عن ال عزوجل أو بعن مفعول باعتبار أن جبيل أخبه عن ال تعال ..وبالنبأ من النبوة وهي الرفعة؛ فيصح أن يكون بعن مفعول لنـه مرفوع الرتبة عن
)(62تصحفت هذه العبارة ف (أ) فكتبت :أي أبانت فأعربت القدار .والتصحيح من (ب). )(63ف (ب) :هنا .وهو خطأ.
)(64الظاهر أن الصواب مع من قال أن النبـي مبعوث بدعوة من سبقه من الرسل إذ ل معن ف أن يوحى إليه بشرع خاص له وحده هذا إذا صح التعريف ف عدم مطالبتـه بالتبليغ أما لو طلب منـه التبليغ فيحتمل أن يكون بشرع من سبقه فيلزمه و صف النبوة ـ ل جل التمي يز ب ـينـه وب ـي الر سول ف كون الثا ن له تشر يع م ستقل ـ أو أن يكون بشرع خاص وحينـها يسمى رسول وهذه القواعد ل يوجد لا ضابط من النصوص حت يوصف مالفها بجانبة الصواب إل أنـها ترجع إل تري النسب با يتلئم مع الطرفي ،قال العلمة الثمين ف (معال الدين) )2/50( :بعد ذكر اللف ف السألة" :وقيل ها بعن"ا.هـ أي النبوة والرسالة بعن واحد .ومن أوضح أدلة القائلي بأن النبـي هو الذي يكم بشريعة من قبله قوله ـ هدى ونور يكـم بــها النبــيون الذيـن أسـلموا للذيـن هادوا (الائدة )44 :فذكـر تعال :إنـا أنــزلنا التوراة فيه ا سبحانـه أن التوراة هي شريعة النبـياء من بن إسرائيل ،فيظهر منـه أن النبـي يكم بشرع من قبله .وال أعلم. 47
بـهجة النوار
غيه أوفاعـل لرفعـة غيه إذ مـا مـن مرفوع ال وباب رفعتــه النبــي ،و(الصـطفى) الالص(،)65 و(الليل) العظيم. والل والصحـــب (()8محمـــــد سيـد كل من شفـــــع الرضى ومن تبع) (م مد) مفعّل مـن ال مد؛ علم لاتـ النبــيي والرسـلي ،وسـي بذلك لكثرة خ صاله الحمودة، و(سيد كل من شفع) أي أشرف هم وأفضل هم؛ قال »:أنا سيد ولد آدم ول فخر«( ،)66و(الل) الراد بـهم آله وهم هنا كل من كان على طريقـتـه ،متمسكا بشريعتـه بدليل ما ف الرواية عنـه »:آل ممد كل مؤمن« ،وف رواية »آل ممد كل تقي«( )67وعلى هذا العن أنشدوا: )(65الالص .سقطت من (ب).
)(66الديث بـهذا اللفظ رواه ابن ماجة برقم [ ]4308عن أبـي سعيد ورواه ابن أبـي شيبة ف "الصنف" برقم [ ]31940والارث ف "مسنده" برقم [ 937ـ بغية الباحث] كلها عن السيدة عائشة رضي ال عنـها ،والبـيهقي ف "شعب اليان" برقم [ ]1488عن ابن عباس ،وابن أبـي عاصم ف "سنتـه" [ ]793عن عبدال بن سلم . وجاء بل فظ» :أ نا سيد الناس يوم القيا مة« رواه البخاري ف " صحيحه" بر قم [ ]4712وم سلم ف " صحيحه" []194 كلها عن أبـي هريرة ،والاكم ف "الستدرك" برقم [ ]82عن عبادة و[ ]8712عن حذيفة . وجاء بلفظ» :أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ول فخر« رواه المام أحد ف "مسنده" برقم [ 2550و ]2696وابن حبان [ ]6444كلهاـ عـن ابـن عباس ،والترمذي فـ "سـننـه" برقـم [ 3148و ]3615عـن أبــي سـعيد ،ورواه البـيهقي ف "شعب اليان" برقم [ ]1489عن أنس وأبو يعلى ف "مسنده" [ 1256ـ القصد العلي] عن عبدال بن سلم ،ومسلم ف "صحيحه" برقم [ ]2278عن أبـي هريرة ـ دون لفظة "ول فخر" ـ. وجاء بل فظ» :أ نا سيد ولد آدم« ع ند أبوداود ف "ال سنن" بر قم [ ]4673عن أب ـي هريرة وأ بو ب كر الشاف عي ف "الغيلنيات" برقم [ ]7عن عائشة رضي ال عنـها .. .وغيهم. )(67رواه البـيهقي ف "السنن الكبى" ( 2/218برقم )2873عن أنس بن مالك قال :سئل رسول ال عن آل م مد؟ .فقال » :كل ت قي« .وقال الب ـيهقي ع قب ذلك" :وهذا ل ي ل الحتجاج بثله؛ نا فع ال سلمي أ بو هر مز ب صري كذبـه يي بن معي وضعفه أحد بن حنبل وغيها من الفاظ ".ورواه أيضا تام الرازي ف "الفوائد" برقم [ ]1567عن أ نس بن مالك قال :سئل ر سول ال من آل م مد؟ .فقال » :كل ت قي من أ مة م مد« .ورواه عن ـه كذلك ا بن مردويه ف "تفسيه" واسناده تراه ف "تفسي ابن كثي" ( 2/293ـ النفال )34/ورواه ابن عدي ف "الكامل" ()7/41 والعقيلي ف "الضعفاء" ( )4/287بلفظ »كل مؤمن تقي« بأسانيد فيها ضعفاء. وروى البــيهقي فـ "السـنن الكـبى" ( 2/217برقـم )2872موقوفا على جابر بـن عبدال قال" :آل ممـد أمت ـه" .وف يه ( 2/217بر قم )2869من طر يق عبدالرزاق قال :سعت رجل يقول للثوري :من آل م مد؟ .قال :قد اختلف الناس فمنـهم من يقول :أهل البـيت .ومنـهم من يقول :من أطاعه وعمل بسنتـه. oوله شاهد عن عمرو بن العاص قال" :سعت رسول ال جهارا غي سر يقول» :إن آل أبـي فلن ليسوا ل بأولياء إنا وليي ال وصال الؤمني .قال عمرو :سعت النبـي يقول :ولكن لم رحم أبلها ببللا« يعن أصلها بصلتـها". 48
بـهجة النوار
من العاجـم والسودان والعرب آل النبـي هم أتباع ملتـه صلى الصلي على الغاوي أب لب لو ل يكن آلـه ال قرابتــه و(ال صحب) ـ بف تح الهملة الول وا سكان الثان ية ـ ا سم ج ع ل صاحب بع ن ال صحابـي ،قال الناوي( )68ف "التيسي"" :هو من لقيه بعد النبوة وقبل موتـه مؤمنا بـه" (انتـهى) .و(الرِضى) ـ بكسر الراء ـ مصدر رَضي ـ بفتحها ـ صفة للل والصحب على حد زيدٌ عدلٌ ،ويوز أن تقول على حذف مضاف تقديره أهل الرضى ونوه. وقوله( :ومن تبع) أراد التابعي لم بإحسان إل يوم الدين ،فإن قلت قد جعلت آله كل من كان على طريقتــه متمسـكا بشريعتــه ونفيـت أن يكون آله على الصـوص أهـل بــيتـه تشريفا لمـ على غيهم فما الفائدة ف عطف الصحب على الل ؟ .قلت :هذا العطف من باب عطف الاص على العام أخرجـه المام البخاري فـ "صـحيحه" [ ]5990والمام أحدـ فـ "مسـنده" ( 4/249برقـم )17821وأبـو عوانـة فـ "مسنده" ( .)1/96والشاهد ف هذه الرواية أن قوله »إن آل أبـي فلن« ـ الت ل يبعد أن الرواة أبـهموها ـ مشعرة بقرابتـهم من النبـي بدليل قوله » :ولكن لم رحم« .قال الافظ ابن حجر العسقلن ف "فتح الباري" (10/514 و / 515الكتب العلمية)" :قلت :قال أبو بكر بن العربـي ف (سراج الريدين) :كان ف أصل حديث عمرو بن العاص: »إن آل أب ـي طالب« فغُ ـيّ َر »آل أب ـي فلن« .كذا جزم ب ـه ،وتعقب ـه ب عض الناس وبالغ ف التشن يع ون سبـه إل التحا مل على آل أبـي طالب ،ول ي صب هذا الن كر فإن هذه الروا ية ال ت أشار إلي ها ا بن العرب ـي موجودة ف (مستخرج أبـي نعيم) من طريق الفضل بن الوفق عن عنبسة بن عبدالواحد بسند البخاري عن بـيان بن بشر عن قيس بن أبـي حازم عن عمرو بن العاص رفعه» :إن لبن أبـي طالب رحا أبلها ببللا« وقد أخرجه الساعيلي من هذا الوجه أيضا لكن أبـهم لفظ "طالب" وكأن الامل لن أبـهم هذا الوضع ظنـهم أن ذلك يقتضي نقصا ف آل أبـي طالب وليس كما توهوه ".ا.هـ oوله شا هد آ خر :عن أ نس بن مالك قال :كان لر سول ال موليان حب شي وقب طي فا ستبّا يو ما فقال أحده ا :يا حب شي .وقال ال خر :يا قب طي .فقال ر سول ال » :ل تقول هكذا ،إن ا أنت ما رجلن من آل م مد ـ ـ« .رواه الطبان ف "العجم الصغي" برقم [ ]564وف "الوسط" أيضا وقال اليثمي ف "ممع الزوائد" ( 1/462دار الفكر)" :رواه الطبان ف الصغي والوسط ورجاله موثقون" .ا.هـ ويكفي ف هذا القام قوله تعال :إن أولياؤه إل التقون .)34وال أعلم.
(النفال :
)(68ز ين الد ين م مد عبدالرؤوف بن تاج العارف ي بن علي بن ز ين العابد ين الدادي ث الناوي أ حد علماء الشافع ية ولد بالقاهرة سنة 952هـ من مؤلفاتـه" :فيض القدير ـ ط" شرح الامع الصغي للسيوطي وهو أشهرها ،و"التيسي ـ ط" اختصار للول ،و "كنوز القائق ـ ط" و"شرح الشمائل للترمذي ـ ط" و"الكواكب الدرية ف تراجم السادة الصوفية ـ ط" و"التوقيف على مهمات التعاريف ـ ط" وغيها وتوف سنة 1031هـ. ("العلم" للزركلي 6/204ـ مقدمة د .رضوان الدايه على كتاب "التوقيف" للمناوي ص 5ـ 7وهو ينقل هناك من "خلصة الثر ف أعيان القرن الادي عشر" للمحبـي). 49
بـهجة النوار
لنك تة يدري ها من خاض رياض جنان علم الب ـيان؛ و قد ورد م ثل هذا ف القرآن الكر ي من ـها قوله تعال :حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى البقرة . 238 : وأنـه أجـــل (()9وبعـــــد فالـــــدين أهـــم مقصــدا علـــــم قصــــــدا) عن كــل مـا كلــــف (()10لنـه يعـــــــــــرب للنســــــان بالـــــــبرهان) (الواو) ـ من قوله :وبعد ـ إما عاطفة والعطوف حينئذ قصة على قصة ،وإما نائبة عن إما التفضيلية؛ وهذا الوجه أحسن من الول لقترانـها بالفاء ،وعليه فيكون العن على مذهب سيبويه( )69مهما يكن من ش يء م هم ب عد ح د ال وال صلة وال سلم على ر سول ال وعلى أولياء ال ف هو عِلْ مُ الد ين لشدة الحتياج اليه وكثرة التعويل عليه ،وقوله( :فالدين) أي فعلم الدين..ال .والدين هو وضع الي سائق لذوي العقول باختيارهم الحمود إل ما هو خي لم بالذات .ويسمى شريعة باعتبار أن ال شرعه لنا دينـا ،ويسـمى ملة باعتبار أن اللك أمله على النبــي ،أو باعتبار املء النبــي على أمتــه فالعنـ واحد ،واختلف العبارات باختلف العتبارات ،وقوله( :أهم مقصدا) أي مقصده أهم أي أشد َهمّا ()70 من مقصد غيه ،والَمّ هنا بعن العزم ،وقوله( :وانـه أجل علم) أي وأن علم الدين أعظم [من] كل علم طلب لينتفع بـه ،وقوله( :يُعرب) أي يبـي ،و(النسان) :هو اليوان الناطق ،والراد بـه ه نا الكلف ،و(التكل يف) :هو إلزام ال الع بد ما ي شق على الن فس فعله ،وعرّ فه بعض هم بأن ـه ال مر والن ـهي اللذان ي ب ب ـهما العقاب والثواب .وف يه ن ظر لن التكل يف ش يء غ ي ال مر والن ـهي، و(البهان) هو ما أثبت العن ف النفس وهو والجة والدليل ألفاظ متحدة العن. إن تــــدرها (()11وقد نظمــــت دررا فـــي أصلــــه جـــــــزت طريق عدله) )(69إمام النحو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنب الفارسي الصل والارثي بالولء من أهل البصرة الشهي بسيبويه وهي كلمة فارسية تعن رائحة التفاح .ولد سنة 148هـ ف إحدى قرى شياز وانتقل إل البصرة ،واستملى على حاد بن سلمة وأخذ الن حو عن عي سى بن ع مر ،ويو نس بن حب ـيب ولزم الل يل بن أح د وأ خذ عن أب ـي الطاب الخ فش الكب ـي (والخافشة ثلثة) .وصفه العيشي بقوله" :كنا نلس مع سيبويه النحوي ف السجد وكان شابا جيل نظيفا قد تعلق من كل علم بسبب ،وضرب ف كل أدب بسهم مع حداثة سنـه وبراعتـه ف النحو" .وقال الذهبـي :طلب الفقه والديث مدة ث أق بل على العرب ـية فبع و ساد أ هل الع صر؛ وألف في ها كتاب ـه الكب ـي الذي ل يدرك شأوه ف يه .ور حل إل بغداد وجرت بـينـه وبـي الكسائي وأصحابـه مناظرة .من تصانيفه كتابـه الشهي ف النحو السمى "الكتاب ـ ط" وتوف سنة 180على ال صحيح ق يل ف شياز وق يل ف الب صرة وال أعلم"( .تار يخ بغداد" للخط يب البغدادي 12/190الك تب العلمية ـ "سي النبلء" للذهبـي 7/583الفكر ـ "العلم" للزركلي .)5/81 )(70زيادة من للسياق. 50
بـهجة النوار
(النظم) لغة لفّ الشيء إل الشيء؛ يقال نظمت اللؤلؤ ف السلك اذا ضممت بعضه إل بعض ،وف ال صطلح :وزن م صوص على قاف ية م صوصة .و (الدرر) اللؤلؤ شَب ـه ال سائل ال ت نظم ها بالدرر وا ستعار ل ا ا سها ،وقوله ( :ف أ صله) أي ف أ صوله؛ والضم ي عائد إل الد ين لن ـه شا مل لل صول والفروع ،أي وقد نظمت هذه السائل الت هي كالدرر ف حسنـها وصفائها ف علم أصول الدين: وهو معرفة ما للنفس وما عليها اعتقادا؛ وانّما سي هذا العلم أصول الدين ل نّ الدين كله مبنّ عليه صحةً وف سادا فل د ين ل ن ل اعتقاد له ،وقوله( :ان تدر ها) أي تعلم ها مِ نْ َدرَى الشيءَ اذا عَلِمَه ،و (جزت) بعن سلكت .و(طريق عدله) عبارة عن الستقامة ف الدين. ُ عـــــــن الكرام (()12لَقَّط ّتـهــــــا مـــــن زاخـــر الثار الســـــادة البـرار) (التلقيط) الخذ شيئا فشيئا من حيث ل يُحَس ،والضم ي ف لقّطت ـها عائد إل الدرر بعن السائل، و(الزاخر) الطامي يقال زخر البحر اذا طمى ،و(الثار) جع أثر وهو ف الصل الب الروي عن رسول ال ،و هو مع ن قول م ل حظ للن ظر مع ورود ال ثر ،ث ن قل ف ا صطلحنا إل كلم العلماء( )71ف الحكام الشرعية ،وقوله( :عن الكرام) جع كري؛ فهو لغة من إذا سئل أعطى ،ث نقل إل التّقي لقوله تعال :ان أكرمكـم عنـد الله أتقاكـم الجرات ، 13 :و (ال سادة) ج ع سيد و هو مَن فاق قومه بفضيلة ،و(البرار) جع بَرّ ـ بفتح ال َوحّدَة ـ؛ وهو من أصلح ما بـينـه وبـي ربـه. حتـــــــى أراهـــا (()13والله بالقبـــــــــول فيهـــــا يقضي في غد من قرضي) كـــــل الـــــــورى (()14ومنـه أرجــــو أن يعـــــم نفعهـــــا وأن يتم صنعهــا) (القبول) الثواب على الشيء ،و (يقضي) أي يكم ،وقوله( :حت أراها) أي كي أجدها ،فحت بعن كي كقولك للكافر أسلم حت تدخل النة .و(غدٍ) اسم لليوم الذي بعد يومك الذي أنت فيه ،وأراد ب ـه ه نا الخرة ،و ف التعب ـي ب ـه عن ـها تنب ـيه على سرعة اضمحلل الدن يا واقبال الخرة ،و )(71وهو اصطلح تده ف كتب أئمة الذهب الباضي فحيث يقول التقدمون[ :ف الثر] فإنا يعنون بـه كلم أجلة علماء الذ هب ال سابقي ،ول أر يد القارئ الكر ي أن يب عد النج عة في ظن أن الباض ية يعلون كلم أئمت ـهم ال سابقي ف در جة تتساوى مع سنة النبـي بيث يعلون من كلمهم أمرا ل يكن التغاضي عنـه ،فإن الواقع بلف ذلك ،ولئن كان من رجالت الدارس الخرى من ينبذ التقليد ف إلتزام أقوال الئمة عند ظهور ما يالف ذلك من الجج والباهي فإن الباضية كانوا أحرص الفرق على رد أقوال السابقي من العلماء إذا كانت تلك القوال مالفة للدليل القطعي ،ولكن هذا التعبـي ـ بالثر ـ إنا هو إصطلح درجوا عليه ليس إل وكما يقال :ل مشاحة ف الصطلح .بلف الشيعة الذين يعلون النقول عن أئمتـهم مكمل للسنة فل تتلط عليك المور. 51
بـهجة النوار
(قر ضي) أي عملي ال صال؛ وأصل القرض هو ما أعطيتـه غيك لتقتضيه منـه ،شبـه ب ـه العمل ل منـهما راجع إل صاحبـه بنفعه؛ اقتباسا من قوله تعال :من ذا الذي الصال بامع أن ك ً يقرض الله قرضا ً حسـنا ً فيضاعفـه له وله أجٌر كريـم الديـد ، 11 :والاء من قوله (ومنـه) عائد إل اسم الللة ،و (الورى) اللق .و(الصنع) اسم بعن الصناعة.
52
بـهجة النوار
الـركـن الول في العلم وما يشتمل عليه ـ وفيه أربعة أبواب ـ قَدّ مَ ركن العلم على ركن الملة مع أنـها هي العروة الوثقى لن تسك بـها ،وهي السلمة لن ل ينقض ها؛ لكون العلم أصلً ل ا ،وب ـه تقوم الجة ب ـها على الكلف ،وإن كا نت حجة معنا ها تقوم باطر البال فهو أيضا علم. واختلف ف حَدّ العلم فقال قوم إنـه لحد له ،وقيل بل ُيحَد وحَدّه ادراك العلوم على ما هو بـه(،)72 وقيل الدراك والحاطة والستبانة ،قال ف "الدلة والبـيان" وهو الصحيح. البــــــاب الول في أقســـام العلم وأحكامــه [الحكام]( )73ج ع ح كم و هو النِ سبَة التا مة ب ـي الشيئ ي .وشرعا :هو أ ثر خطاب ال تعال التعلق بفعل العباد ،كان اقتضاءً كالياب والتحري والندب والتكريه أو تييا كالباحة ،قدم ذكر العلم على ال هل مع أن ال هل موجود َطبْعَا ف الن سان لقوله تعال :والله أخرجكـم مـن بطون أمهاتكم ل تعلمون شيئا الن حل 78 :تنبـيها على شرف العلم وفضيلت ـه وارتفاع رتبتـه وعلو درجتـه. تأ ُّ مــــــــــــل (()15ومحـــــــدث العلــــــم ضروري بل ونظــــري تؤمـــــل) ينقسم العلم الادث ـ بالنسبة إل حصوله ـ إل قسمي :ضروري ونظري؛ (فالضروري) هو الذي سهُ و ما هو عل يه من غ ي متاج إل تأ مل أي َتفَكّ ر واكت ساب ،و هو أنواع أقوا ها علم الن سان نَفْ َ حالت ـه ث الفرق ب ـي الوجود والعدوم ،وأن الش يء ي ستحيل كون ـه ف مكان ي ف و قت وا حد وموجود ومعدوم ف وقت واحد ،وقائم وقاعد ف حال ،ثُمّ ما وََق عَ عند تواترالخبار كالعلم بالبلدان النائية واللوك الاضية ،ث العلم باجة البناء إل بانٍ والكتابة إل كاتب. و(النظري) هو الذي يتاج ف ت صيله إل تأ مل واكت ساب ،و ف "الدلة والب ـيان" " :هو الذي يعلم بالستدلل" ،واحْترز بحدث العلم عن علمه تعال فانـه لتقسيم له ول يوصف بأنـه ضروري ول
)(72قال البدر الشماخي رحه ال تعال ف (متصر العدل والنصاف) ص " :8العلم إدراك الشيء بيث ل يتمل النقيض ،خلفا ل قال :ل يد .وهو ضربان :قدي صفة ذات ل تعال .ومدث"ا.هـ وحاصله أن العلم هو القائم على الزم واليقي الوافق لقيقة الشيء. )(73ليست ف الخطوطتي وإنا زيدت للسياق. 53
بـهجة النوار
نظري .وقسـّم العلم المام الليلي( )74إل ثلثـة أقسـام :إل وهْبــي وضروري ومكتسـبـي .فكان جوابـه لن سأله عن الفرق بـينـهما بأن قال" :الوهبـي يلقيه ال تعال ف قلب عبده َفيْ ضٌ نوران ومَدَد رحان ،والضروري ليكن أن يتصور لذي بال خلفه بأنّ الثني اكثر من الواحد ،والكسبـي ماعُرف بالتعليم والتحفظ والجتـهاد فحصل بسمع من السموعات أو نظر من الرئيات أو بفكرة من القدمات لهل الستدلل والنظر" (انتـهى) .وعند التحقيق فالوهبـي راجع إل الضروري وداخل ف حَدّه(.)75 فـــي الشـــــرع ن لـــــه تَعَبُّـــــد (()16والكــــل من ذ َي ْ ِ معــروف كما سنورد) ()76 اخْـتُلف ف دخول ال على كل وبعض فأجازه قوم ومنعه آخرون كذا ذكره العطار ف "حاشيتـه على الزهر ية" .ولف ظة (ذ ين) اشارة إل الضروري والنظري أي كل من الضروري والنظري له تع بد تُدرَك معر فة ذلك التع بد من علم الشرع ،فتع بد الضروري كاليان بال وملئكت ـه وكتب ـه ور سله )(74المام الح قق سعيد بن خلفان بن أحد بن صال الليلي من ن سل المام العادل الل يل بن شاذان والمام ال صلت بن مالك الروصي ،فهو من أسرة عريقة خدمت السلم علما وعمل ،أحد علماء الباضية بعمان ،ولد ف بوشر من ضواحي مسقط عام 1231هـ ونشأ بـها حيث كان ملزما للشيخ سعيد بن عامر الطيوان وبعدها انتقل ال الشيخ حاد بن ممد البسط ولا آنس منـه شيخه تبحره ف علوم اللغة طلب منـه نظم كتاب الكاف ف العروض الذي شرحه بعد ف كتاب "مظ هر الا ف" ،ث لزم العل مة الكب ـي الش يخ نا صر بن أب ـي نب ـهان الرو صي وترج على يد يه ك ما تأ ثر ب ـه ف أ سلوبـه ،وكان مناضل لد مة د ين ال وأ كب شا هد على ذلك ما بذله من ج هد ومال ف إقا مة الل فة العادلة ف عمان حيث قام بساعدة بعض العلماء ف تنصيب المام عزان بن قيس إماما على عمان ـ وتفاصيل نضاله تدها ف "تفة العيان" ( 193 /2ـ )227للشيخ السالي ـ .من جلة تلميذه الشيخ صال بن علي الارثي والشيخ عبدال بن ممد الاشي والش يخ م مد بن خ يس ال سيفي الن ـزوي ،من ت صانيفه" :ته يد قوا عد اليان ـ ط" و هو جا مع ف الف قه والعقيدة، و"النواميس الرحانية ـ ط" و"لطائف الكم ف صدقات النعم ـ ط" و"كرسي أصول الدين" (مطوط) و"مقاليد التصريف ـ ط" و"مظهر الاف ف العروض والقواف" (مطوط) و"إغاثة اللهوف ف المر بالعروف والنـهي عن النكر" (مطوط) وغيها استشهد ف عام 1287هـ"( .شقائق النعمان" للخصيبـي 2/333ـ "قراءات ف فكر الليلي" ـ استفادة عامة من بوث الندوة وبالخص بث د .مبارك الراشدي). )(75أصل التفرقة بـي القسمي من حيث منشأها فالضروري ناشئ بسبب الضرورة بسب نوعها والوهبـي ناشئ من الن حة الل ية ـ بل تكسب ـ وعل يه فكلم الح قق الليلي ل غبار عل يه ،ن عم ها متفقان من حيث كون من ح صل له جازم بكذب مالفهما إن كان ف ُح ْك ٍم يقتضي تكذيب مالفه. )(76هو حسن بن ممد بن ممود العطار من علماء مصر ..أصله من الغرب ومولده بالقاهرة سنة 1190هـ .وكان أبوه عطارا فتبع أباه ف تارتـه بادئ المر ..ث انصرف إل الدب والعلم .وله رسالة ف "كيفية العمل بالسطرلب والربعي القنطر والجيب والبسائط" وكتاب ف "النشاء والراسلت ـ ط" و"ديوان شعر" و حواشٍ ف العربـية ،والنطق ،والصول ـ أكثرها مطبوع .وتوف بالقاهرة سنة 1250هـ( .بتصرف من "العلم" للزركلي .)2/220 54
بـهجة النوار
واليوم ال خر ،وكالعتقاد بأن ـه ل ي صحّ مُح سنٌ مُ سيء ف حالة واحدة ،ول مؤ من كا فر ف حالة واحدة؛ اللهم ال أن يراد باليان اللغوي ل الشرعي ،ول شقي سعيد ف حالة واحدة إل غي ذلك من الضداد ونو ها ،وتع بد النظري هو كالعر فة بتفا صيل ال صلة وحدود ها والعر فة بال صيام وحدوده وتفا صيله والعر فة بال ج ومواقيت ـه وفرائ ضه و سننـه والعر فة بالزكاة وتفا صيلها ،إل غ ي ذلك م ا يدرك علمه بالستدلل والتعلم والتفكر. تعليـــــــمه (()17والعلــــم منـه لزم قــــد وجبا والثانـــــــي نفل ندبـا) فواجـــــب ومــا (()18فكل شـــــيء لم يسعنـــا جهلــــه عـــــــداه نفلــه) ينقسم العلم( )77ـ بالنسبة إل الكم الشرعي ـ إل واجب ومندوب اليه( .فالواجب)هو علم كل شيء غي واسع الهل بـه ،وهو الراد بقوله » :العلم فريضة على كل مسلم« ،وف رواية» :طلب
)(77ينبغي تقييده بـ(العلم النافع أو الشرعي) كما هنا؛ لن ف اطلقه يتمل الحكام الشرعية المسة فيدخل فيه ما هو مرم وهو ما كان موصل للشرك أو لرتكاب الحرمات كالسحر ـ ف الغالب ـ مثل ،وما هو مكروه كتعلم ما ل فائدة فيه وتعلم اليل الت تُبطل بـها القوق ـ وهذا يرم فيه فعل تلك اليل دون التعلم ـ ،وكذا الباحة ف البعض الخر وله أمثلة كثية من ـها تعلم الِرف التعددة ـ و هو قد ير قى ال الوجوب والندب ب سب الن ية وكذا ب سب تو قف أمور الدين عليه ـ. 55
بـهجة النوار
العلم فري ضة على كل م سلم«()78وقوله» :اطلبوا العلم ولو ف ال صي«( )79وهذا الق سم مه ما لزم أ حد ليسعه التأخي عن طلبـه إل بعذر بـي كما سيأت ان شاء ال. و(الندوب) هو علم كل شيء واسع الهل بـه ،ولكن ف تعليمه منفعة دينية أو صلح للعالَم ،فمن طلبـه من غي تضييع لفرض كقوت عيال إل غيه من الفرائض الاضرة كان له الفضل العظيم كما سـيأت ان شاء ال ،وهذا القسـم هـو الشار اليـه بقوله تعال :قـل هـل يسـتوي الذيــن يعلمون والذين ليعلمون إنما يتذكر أولو اللباب الز مر 9 :ويصح على تأويل آخر أن يمل معن الية على الوجوب. لقــــــادر (()19والبحـــــث للواجـــب حتما ً يلزم بـــــــــترك ذاك يـأثـــم) معـــــــبرا وان (()20والحــــد للقــــــــدرة أن يَرى لــه نـــــأى يمضي لـــه) ومـــــــــأمن مع (()21في الصـــح مـــع وجـــدان ما يحمله قـــوت من يكفله) (البحث) طل بٌ باجتـهاد؛ أي يلزم طلب العلم الواجب لزوما حتميا على من قدر عليه ،ومن تركه مع القدرة على طلب ـه ف هو آ ث هالك إل أن يتوب ،وحدّ القدرة ف هذا أن ي د من يعل مه علم ذلك وإن بَعُد هذا العلم لز مه أن ير حل ال يه فيتعلم من ـه ما لز مه عل مه؛ وليلزم ال سي ال يه ال اذا كان )(78جاء من طر يق أ نس بن مالك رواه ا بن ما جة ف " سننـه" [ ]224و الب ـيهقي ف "ش عب اليان" [ 1663و 1664و 1665و ]1666وأبـو نعيـم فـ "الليـة" [ ]12506والطيـب فـ "تاريـخ بغداد" ( 4/378و 429ــ 7/398ـ 9/113و 369ـ 10/373ـ ]11/421وا بن النجار ف "ذ يل تار يخ بغداد ( 18/87مع التار يخ) والقضاعي ف "الشهاب" [ ]175والعقيلي ف "الضعفاء" (.)4/250 كما جاء من طريق أبـي سعيد الدري رواه البـيهقي ف "الشعب" [ ]1667والطيب ( )5/193والقضاعي [ .]174 ورواه الطبان ف "الصغي" [ ]22عن السيدة عائشة رضي ال عنـها ،والطيب ف "التاريخ" ( )1/424من طريق المام علي ،و المام أبو حنيفة ف "مسنده" عن أبـي هريرة ،والعقيلي ف "الضعفاء" ( )2/58عن ابن عمر و()3/410 عن ا بن عباس ،وجاء مر سل عن ال سي بن علي ع ند ال طبان ف "ال صغي" [ ]61والط يب ف "تار يخ بغداد" ( .)5/414 رواه الطبان ف "الكبـي" []10439 )(79رواه المام الرب ـيع الفراهيدي ف "م سنده" بر قم [ ]18والب ـيهقي ف "ش عب اليان" بر قم [ ]1663والط يب ف "تاريخ بغداد" ( 9/369دار الكتب العلمية) والشجري ف "المال الميسية" ( )1/57والعقيلي ف "الضعفاء" ()2/230 وابن عدي ف "الكامل" ( )4/118من طريق أنس بن مالك وهو حديث صحيح ثابت لتصاله برواية العدول الثقات ف "مسند" الربـيع الفراهيدي ،أما بقية طرقه فل تلو من مقال. 56
بـهجة النوار
صحيحا واجدا للراحلة والمان ف الطر يق وواجدا للقوت الذي يتر كه ل ن يلز مه عوله إل أن ير جع إليهـم ،فقوله (يرى) أي يدـ له ،وقوله( :معـبا) أي من ي عب له عل مه بعبارة يعقلهـا وال فل يلزمـه. وقوله( :وان نأى) أي بَعُدَ ذلك ال عب عن بلده .وقوله( :ي ضي له) أي ير حل ال يه .وقوله ( :ف ال صح) بضم ال صاد اسم بع ن الصحة .وقوله ( :مع وجدان) مصدر وجد .وقوله ( :ما يمله) أي مع وجوده الذي يمله ال يه و هو الركوب؛ وذلك اذا ل ي ستطع ال شي ال يه .وقوله( :ومأ من) م صدر أمِ نَ بع ن المان .وقوله( :مع قوت من يكفله) أي مع وجدانـه قوتا يتركه لن يكفله أي لن يلزمه عَوْله ،فهذه خسـة شروط وهـي :وجود الــ ُم َعبّر ،والصـحة ،والركوب اذا ل يسـتطع الشـي ،والمان ،وقوت العيال ،وترك شرطـا سـادسا وهـو الزاد ا ُلبَلّغ إل أنــه تنطوي عليـه عبارتــه بالأمـن ،فان ترك الزاد موف .وهذا الذي ذكره الناظم ما تقوم فيه الجة بالسماع ،وأما الذي تقوم عليه فيه الجة من العقل فغي مَُنفّس لحد فيه بالسؤال بعد خطور البال كما سيأت ان شاء ال ف موضعه. فان قل تَ :هل يلزم أحدا علم ما يطمئن اليه قلبـه أنـه لو عاش يلزمه ذلك( )80وياف عند لزومه أن ل يد من يُ َعّبرُ له ايّاه؟ .قل تُ :ل يلزمه ذلك ال أنـه من باب الفضيلة والوسيلة ،ولو كان يلزمه ذلك للزمه أن يعرف ما هو أبعد منـه فَيتَمَشّى هذا القول إل أن يلزمه أن يعرف جيع ما ف علم ال؛ وهذا
)(80كأن يسئل من كان قبل وجود الطائرات مثل عن حكم الصلة ف الطائرة وكيفيتـها. 57
بـهجة النوار
مال والدائن بــه دائن بضلل .وباـ أورده المام أبـو سـعيد( )81ــ رضـي ال عنــه ــ فـ كتاب "الستقامة"( )82كفاية من أن نطيل بالتفصيل له هاهنا. جاءت بـه مـــن (()22وفضلــــه ليـــــس له احــصــاء ربنــــا النباء) الاء من قوله (وفضله) عائدة إل العلم ،و(الحصاء) ـ بالكسر ـ الضبط والصر ،و(النباء) بالفتح الخبار أي ف ضل العلم ل يس له ض بط ل ن رام ضب طه ،ول ح صر ل ن شاء ح صره لِعِظَم ما منّ ال بسببـه من النّعم على صاحبـه دلت على ذلك اليات القرانية والحاديث النبوية. أمـا اليات فقـد قال عزوجـل :شهـد الله أنــه ل اله ال هـو والملئكـة وأولوا العلم قائمـا بالقسـط آل عمران 18 :فان ظر ك يف بدأ سبحانـه وتعال بنف سه وَثنّ ى باللئ كة وثَلّث بأهـل العلم ،وناهيـك بــهذا شرفـا وفضلً ،وقال تعال :يرفـع الله الذيـن آمنوا منكـم والذيـن أوتوا العلم درجات الجادلة 11 :قال ا بن عباس ـ ر ضي ال عن ـه ـ: "للعلماء درجات فوق درجات الؤمن ي ب سبعمائة در جة ما ب ـي الدرجت ي م سية خ سمائة عام". وقال ال عزوجل :قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ليعلمون
الزمر 9 :
ه من عباده العلماءُ فا طر ، 28 :وقال تعال :قل كفى ،وقال :انما يخشى الل َ )(81العلمة الكبـي أبو سعيد ممد بن سعيد بن ممد بن سعيد الناعبـي الكدمي من كبار علماء الباضية بعمان ،وكدم إحدى ضواحي ولية المراء ولد عام 305هـ تقريبا ونشأ ف ظلل حكومة المام العادل سعيد بن عبد ال وكان مؤازرا له منذ بلوغه اللم ويبدو أنـه تتلمذ عليه ف بداية أمره إذ كان هذا المام موصوفا بأنـه عال ل يشق له غبار ،كما أخذ عن الشيخ أبو السن ممد بن السن و عاصر إمامة المام الرضي راشد بن الوليد ،وكان أبو سعيد عال يشار إليه بالبنان ول أدل على ذلك من قوة التأثي الذي خلفه من بعده حيث لقت فتاواه وأجوبتـه ومصنفاتـه صدورا رحبة فكان تراثه مط اهتمام عند أهل عمان ويندر أن ترى الصنفات الت جاءت بعده إل وتول فتاواه اهتماما بالغا وهو القصود بـ(أبـي سعيد) إذا اطلق ع ند الباض ية ،وكان زاهدا متور عا ب ق ي صفه الش يخ ال سالي ف "ت فة العيان" ( )1/191بقوله" :وكان لبـي سعيد يومئذ نلة وخرة وهي شجرة العنب ،قيل انـه يأكل من تر النخلة بل خبز ول حلء [وهو اللحم بأنواعه]، وله ثلث ن سوة مو سرات ل يأ كل من مال ن شيئا ،و قد أخذن ـه ل جل عل مه وأح سب أن ـه كان يق سم ثرة النخلة على السنة والمرة [شجرة العنب] للكسوة فيما قيل ،هذا هو الزهد لن عقله" ا.هـ .من تصانيفه "العتب ـ ط" و "الستقامة ـ ط" و "زيادات الشراف ـ خ" وف يه تت بع كتاب الشراف على مذا هب أ هل العلم ل بن النذر الني سابوري وعلق عل يه كحاش ية يبز في ها رأي الذ هب البا ضي و قد أورد صاحب "ب ـيان الشرع" ب عض هذا الكتاب .ك ما له ممو عة أجو بة بعنوان "الامع الفيد ف أحكام أبـي سعيد ـ ط" جعه الشيخ سرحان بن سعيد الزكوي .وتوف سنة 355هـ تقريبا ول يزال قـبه معروف ببلد العارض مـن كدم"( .تفـة العيان" للسـالي 1/191ــ "إتاف اعيان" للبطاشـي 1/215ــ .)225 )(82انظر "الستقامة" للمام أبـي سعيد الكدمي ( 2/214وما بعدها). 58
بـهجة النوار
بالله شهيدا ً بـيني وبـينكم ومن عنده علم الكتاب الرعد ، 43 :وقال تعال: وقال الذي عنده علم مـن الكتاب أنـا آتيـك بــه النمـل 40 :تنب ـيها على أن ـه اقتدر بقوة العلم ،وقال عزوجـل :وقال الذيــن اوتوا العلم ويلكــم ثواب الله خيـر لمـن آمـن وعمـل صـالحاً القصـص 80 :وف يه أن عِظَم قدر الخرة يعلم بالعلم ،وقال َ تعال :وتلك المثال نضربــها للن ّاس ومـا يعقلهـا إل العالمون العنكبوت 43 : وقال تعال :ولو ردوه إلى الرســول وإلى اولي المــر منـــهم لعلمــه الذيـن يسـتنبطونـه منــهم الن ساء َ 83 :ردّ ُحكْمَ هُ ف الوقائع إل ا ستنباطهم وَألَ قَ رتبت ـهم برتبة النبـياء ف كشف حكم ال. وأ ما الخبار النبو ية ف قد أورد الا فظ ا بن ح جر( )83من ـها جلة م سرودة مذو فة ال سناد ف ها ن ن نوردها على طريقتـه :قال رسول ال » :من يرد ال بـه خيا يفقّهه ف الدين«(» )84اذا أراد ال
)(83تأت ترجتـه ف التعليق على البـيت رقم (.)285
)(84بـهذا اللفظ جاء من طريق معاوية بن أبـي سفيان رواه الربـيع الفراهيدي ف "مسنده" برقم [ ]26والبخاري ف "صـحيحه" [ 71و ]3116ومسـلم فـ "صـحيحه" [ 1037و 1038و ]1923وأحدـ فـ "مسـنده" [ 16843و 16852و 16856و 16866و 16884و 16915و ]16934وا بن حبان ف " صحيحه" [ ]89و الدار مي ف " سننـه" [ 224و ]226وا بن أب ـي شي بة ف "ال صنف" [ 31036و ]31037وع بد بن ح يد ف "م سنده" [/412 النت خب] والب ـيهقي ف "ش عب اليان" [ 4870و ]10307والقضا عي ف "الشهاب" [ 346و ]954والجري ف "أخلق العلماء" ص(.)15 وجاء من طر يق ا بن عباس رواه المام أح د ف "م سنده" [ ]2794والترمذي ف " سننـه" [ ]2645والدار مي ف "سننـه" [ ]225والجري ف "اخلق العلماء" ص(.)15 وجاء من طريق أبـي هريرة رواه المام أحد برقم [ ]7212وابن ماجة ف "سننـه" [ ]220والطبان ف "الصغي" [ ]797والقضاعي ف "الشهاب" [ ]345والجري ف "الربعي" ـ الديث الول منـها ـ وف "أخلق العلماء" له ص( .)15 وجاء من طريق أنس بن مالك رواه المام الربـيع ف "مسنده" برقم [ ]25ولفظه» :من أراد ال بـه .«.. 59
بـهجة النوار
بعبد خيا فقهه ف الدين وألمه رشده«(» )85أفضل العبادة الفقه وأفضل الدين الورع«( )86وف حديث ()87 ختَلَف ف يه والمهور على قبوله» :ف ضل العلم خ ي من ف ضل العبادة وخ ي دين كم الورع« سنده ُم ْ و» من سلك طريقا يلتمس فيه علما سَهّل ال له بـه طريقا إل النّة ،وان اللئكة لتضع أجنحتـها لطالب العلم رضا لا يطلب وان العال ليستغفر له من ف السموات ومن ف الرض حت اليتان ف الاء وفضل العال على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وان العلماء ورثة النبـياء ،وان النبـياء ل يُ َورّثوا دينارا ول درهاـ ،واناـ َورّثوا العلم فمـن أخذه أخـذ بظـ أوفـر«( .)88ووقـع للناس فـ هذا )(85بـهذا اللفظ من طريق أبـي هريرة رواه النسائي ف "السنن الكبى" برقم [ ]5839وابن ماجة ف "سننـه" [ ]220وعبد الرزاق الصنعان ف "الصنف" [ .]20851ومن طريق معاوية بن أبـي سفيان رواه المام أحد [ 16840و 16848و 16880و ]16886ـ دون لفظة" :وألمه رشده" ـ ورواه أيضا أبو نعيم ف "اللية" [.]6714 ورواه ابن أبـي شيبة ف "الصنف" [ ]31039من كلم عبـيد بن عمي وف [ ]31040من كلم ممد بن كعب. قال اليثمي ف "ممع الزوائد" ( 1/327دار الفكر)" :رواه البزار والطبان ف الكبـي ورجاله موثقون" .ا.هـ ولعله فيما ل يطبع من "الكبـي" للطبان. قال اليثمي ف "ممع الزوائد" (" :)1/325رواه الطبان )(86رواه الطبان ف "الصغي" برقم [ ]1086عن ابن عمر ف الثلثة وفيه ممد بن أبـي ليلى ضعفوه لسوء حفظه" .ول أجده ف مطبوعة "الكبـي" فلعله فيما ل يطبع. ورواه القضاعي ف "الشهاب" [ ]1290عن ابن عمر وابن عباس كلها بسند ليس فيه ابن أبـي ليلى هذا. )(87الد يث ب ـهذا الل فظ جاء من طر يق حذي فة رواه الا كم ف "ال ستدرك" بر قم [ ]317وأ بو نع يم ف "الل ية" [ ]2087وابن عدي ف "الكامل" ( )4/198والطبان ف "الوسط" والبزار ف "مسنده" وعنـهما يقول اليثمي ف "ممع الزوائد" (" :)1/325رواه الطبان ف "الوسط" والبزار وفيه عبد ال بن عبدالقدوس وثقه البخاري وابن حبان وضعفه ابن معي وجاعة". ورواه الا كم ف "الستدرك" برقم [ 314و 315و ]316عن سعد بن أب ـي وقاص بل فظ" :أ حب إلّ" .وعن ـه يقول الذهب ـي ف "تلخ يص ال ستدرك" ـ م عه ـ :على شرطه ما .أي البخاري وم سلم .ك ما رواه ا بن ع ساكر ف "البلدانية" ـ البلد السادس عشر ـ ص( )94عن ثوبان بلفظة" :أفضل من" .بدل من" :خي من". وروي بلفظ» :أفضل العلم خي من فضل العبادة وملك دينكم الورع« رواه ابن أبـي شيبة ف "مصنفه" [ 26106و ]34396عن عمرو بن قيس .والقضاعي ف "الشهاب" [ ]40والطيب ف "تاريخ بغداد" ( )5/203ـ بدون لفظة "أفضل" ـ كلها عن ابن عباس .والشجري ف "أماليه" ( )1/59عن ابن عمر . )(88الد يث بتما مه هكذا جاء من طر يق أب ـي الدرداء رواه الترمذي ف " سننـه" [ ]2682وأبوداود ف "ال سنن" [ ]3641وا بن ما جة ف " سننـه" [ ]223وا بن حبان ف " صحيحه" [ /88الح سان] والدار مي ف " سننـه" []342 والبـيهقي ف "شعب اليان" [ 1696و ]1697والطيب ف "تاريخ بغداد" (.)1/414 وجاء قوله » :من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل ال له طريقا إل النة« مفردا من طريق أبـي هريرة عند الرب ـيع الفراهيدي ف "م سنده" [ ]20وأح د ف "م سنده" [ 7445و ]8336وا بن حبان [ ]84وا بن أب ـي شي بة ف 60
بـهجة النوار
ـ رسـول ال جئت أطلب العلم .قال» :مرحب ا ـ الديـث اختلف كثيـ قال صـفوان بـن عسـّال( :)89ي ا بطالب العلم ،ان طالب العلم لتحفّه اللئكة بأجنحتـها ث يركب بعضهم بعضا حت يبلغوا ساء الدنيا من مبتـهم لا يطلب«(» )90يا أبا ذر لئن تغدوا فَتعَلّم آية من كتاب ال خي لك من أن تصلي مائة ()91 ركعة ،ولئن تغدو فَتعَلّم بابا من العلم عُ ِملَ ب ـه أو ل يُع مل خ ي لك من أن تصلي ألف ركعة« »الدنيا ملعونة ملعون ما فيها ال ذكر ال وما واله وعالا أو متعلما«(» )92ان ما يلحق الؤمن من "مصنفه" [ .]26108وهو موقوف على ابن عباس عند الدارمي [.]345 وجاء قوله » :إن اللئ كة لت ضع أجتحت ـها لطالب العلم ر ضا ل ا يطلب« مفردا من طر يق أ نس ]19ومن طريق صفوان بن عسال عند أحد [ 18113و 18122و ]18124وغيهم.
ع ند الرب ـيع [
)(89الصحابـي الليل صفوان بن عسال من بن الربض بن زاهر الرادي ،غزا مع النبـي اثنت عشرة غزوة .وسكن الكوفة ،روى عنـه من الصحابة عبدال بن مسعود ،وأما بقية الرواة الذين أخذوا عنـه فأشهرهم زر بن حبـيش وعبدال بن سلمة وعبـيدال بن خليفة وغيهم .ويقال إنـه من بن جل بن كنانة بن ناجية بن مراد"( .الستيعاب" لبن عبدالب 2/279ـ "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر .)4/393 )(90هذا الديث روي مرفوعا عند الطبان ف "الكبـي" ( 8/54برقم )7347وابن عدي ف "الكامل" ( )6/331عن ا بن م سعود ورواه الجري ف "أخلق العلماء" ص( )22والا كم ف "ال ستدرك" بر قم [ ]341عن زر بن حب ـيش. وقد روي هذا الديث موقوفا من كلم صفوان بن عسال عند طائفة من أصحاب الديث ..يقول الذهبـي عن رواية الا كم ف تلخي صه باش ية "ال ستدرك" ( 1/180دار الك تب العلم ية)" :خال فه شيبان فقال :ث نا ال صعق ،عن علي ،عن النـهال ،عن زر عن ابن مسعود قال :حدّث صفوان بن عسال قال :أتيت رسول ال .ورواه أبو جناب الكلبـي عن طلحة بن مصرف عن زر موقوفا على صفوان ..والذين أسندوه أحفظ ".بل إن الاكم نفسه ـ بعدما أورد رواية موقوفة ـ يقول ف "ال ستدرك" ( .. " :)1/181ف قد أ سنده جا عة وأوق فه جا عة والذي أ سنده أح فظ والزيادة من ـهم مقبولة". ا.هـ و عن روا ية ال طبان التقد مة يقول اليث مي ف "م مع الزوائد" (" :)1/344رواه ال طبان ف "الكب ـي" ورجاله رجال الصحيح ".ا.هـ. )(91رواه ابن ماجة ف "السنن" برقم [ ]219عن أبـي ذر ..وف اسناده عبدال بن زياد البحران تكلموا فيه وعلي بن زيد بن جدعان "ضعيف" كما ف "تقريب التـهذيب" لبن حجر ( )2/37وعليه يكون الديث ضعيفا وال أعلم. )(92جاء مـن طريـق أبــي هريرة رواه ابـن ماجـة [ ]4112والبــيهقي فـ "شعـب اليان" [ ]1708والعقيلي فـ "الضعفاء" ( )2/326كما رواه أيضا الترمذي ف "سننـه" [ ]2322بزيادة » :أل إن الدنيا .«.. وجاء بلفظ» :الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إل متعلم خيا ومعلمه« موقوف على كعب رواه الدارمي ف "سننـه" [ ]322وابن أبـي شيبة ف "مصنفه" [.]35321 وجاء بل فظ» :الدن يا ملعو نة ملعون ما في ها إل عال وذ كر ال و ما واله« من طر يق ا بن م سعود رواه ال طبان ف "الوسط" وفيه يقول اليثمي ف "ممعه" (" :)1/328رواه الطبان ف "الوسط" وقال :ل يروه عن ابن ثوبان عن عبدة إل أبو الطرف الغية بن الطرف .قلت :ل أر من ذكره ".ا.هـ. 61
بـهجة النوار
عمله وحسناتـه بعد موتـه علما َعلّمَه ونشره ،أو ولدا صالا تركه ،أو مصحفا َو ّرثَه ،أو مسجدا بناه ،أو بـيتا لبن السبـيل بناه ،أو نـهرا أجراه ،أو صدقة أخرجها من ماله ف صحتـه وحياتـه تلحقه ب عد موتـه«(» )93خي ما يلف الرجل من بعده ثلث :ولد صال يدعو له ،وصدقة تري يبل غه أجر ها ،وعلم يع مل ب ـه من بعده«(» )94علماء هذه ال مة رجلن ر جل آتاه ال عل ما فبذله للناس ول يأخذ عليه طمعا ول يشتر بـه ثنا؛ فذلك يستغفر له حيتان البحر ودواب الب والطي ف جو السماء ،ورجل آتاه ال علما فبخل بـه عن عباد ال وأخذ عليه طمعا واشترى بـه ثنا؛ فذلك يلجم يوم القيا مة بلجام من نار ،وينادي منادٍ هذا الذي آتاه ال عل ما فب خل ب ـه عن عباد ال وأ خذ عل يه طمعا واشترى ب ـه ث نا ،وكذلك ح ت يفرغ ال ساب«(» )95ف ضل العال على العا بد كفضلي على أدناكم«(» )96إن ال وملئكتـه وأهل السماوات وأهل الرض حت النملة ف جحرها وحت الوت ف الاء لي صلون على معل مي الناس ال ي«(» )97يقول ال عزو جل للعلماء يوم القيا مه :ا ن ل أج عل علمي وحلمي فيكم ال وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ول أبال«( )98واضافة العلم واللم الذَيْنِ فيهم اليه تعال صريح ف أنـهم كانو عاملي ملصي».العلم علمان؛ علم ف القلب فذلك العلم )(93جاء من طريق أبـي هريرة رواه ابن خزية ف "صحيحه" برقم [ ]2490وابن ماجة برقم [.]242 و ف "حل ية الولياء" لب ـي نع يم ال صفهان بر قم [ ]2675عن أ نس بن مالك قال :قال ر سول ال » :سبع يري أجرها للعبد بعد موتـه وهو ف قبه :من علم علما ،أو أجرى نـهرا ،أو حفر بئرا ،أو غرس نل ،أو بن مسجدا ،أو ورّث مصحفا ،أو ترك ولدا يستغفر له بعد موتـه«. )(94جاء من طريق أبـي قتادة رواه ابن خزية ف "صحيحه" برقم [ ]2495وابن حبان ف "صحيحه" [ 93و /4882 الحسان] وابن ماجة [ ]241والطبان ف "الصغي" [ ]387ـ دون لفظة" :ثلث" ـ وجاء من طريق أبـي هريرة عند الشجري ف "أماليه" (.)1/69 )(95رواه الطبان ف "الوسط" عن ابن عباس يقول اليثمي ف "ممع الزوائد" ( 1/332دار الفكر)" :رواه الطبان ف "الوسط" وفيه عبد ال بن خراش ضعفه البخاري وأبو زرعة وأبو حات وابن عدي ووثقه ابن حبان" .ا.هـ ول يعتد بتوثيق ا بن حبان إذا تفرد لشت ـهاره بتوث يق الجاه يل وا بن خراش ضع فه أي ضا ال ساجي والن سائي والدارقط ن والو صلي ك ما ف "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر ( /5/177العلمية) ولص حاله ف "التقريب" ( )1/412فقال" :ضعيف ،وأطلق عليه ابن عمار :الكذاب ".ا.هـ و قال الذهبـي ف "الكاشف" (" :)2/74ضعفوه" ا.هـ .وعليه فيكون الديث ضعيفا وال أعلم. )(96جاء من طر يق أب ـي أما مة رواه الترمذي ف " سننـه" بر قم [ ]2685وال طبان ف "الكب ـي" ( 8/233بر قم .)7911ورواه الدار مي ف " سننـه" بر قم [ ]289عن مكحول مر سل و[ ]340عن ال سن مر سل أي ضا مع اختلف يسي. )(97رواه أي ضا الترمذي وال طبان ف الوضع ي التقدم ي ك ما رواه الشجري ف "أمال يه" ( )1/54كل هم من طر يق أب ـي أمامة . 62
بـهجة النوار
النافع ،وعلم ف اللسان فذلك حجة ال على ابن آدم«(» )99من غدا إل السجد ل يريد ال أن يتعلم خيا أو يعل مه كان له كأ جر حاج تاما ح جه«( » )100من خرج ف طلب العلم ف هو ف سبـيل ال ح ت ير جع«( » )101من غدا ير يد العلم يتعل مه ل ف تح له با با إل ال نة وفر شت له اللئ كة أكتاف ها و صلت عل يه ملئ كة ال سموات وحيتان الب حر وللعال من الف ضل على العا بد كف ضل الق مر ليلة البدر على أصـغر كوكـب فـ السـماء والعلماء ورثـة النبــياء لن النبــياء ل يُ َورّثوا دينارا ول درهاـ، ولكنـهم ورّثوا العلم فمن أخذه أخذ بظ وافر ـ وزاد البـيهقي( :)102ـ وموت العال مصيبة لتب )(98رواه ال طبان ف "الكب ـي" ( 2/84بر قم )1381من طر يق ثعل بة بن ال كم .وجاء بألفاظ مقار بة ع ند ال طبان ف "الصغي" برقم [ ]582عن أبـي موسى الشعري .وأبو حنيفة ف "مسنده" ص( /39الكتب العلمية) عن ابن مسعود . والرويان ف "مسند الصحابة" ( 1/210برقم )542عن أبـي موسى أيضا .ورواه العقيلي ف "الضعفاء" ( )3/372عن ابن عباس وابن عدي ف "كامله" ( )4/111عن أبـي موسى الشعري .وتأمل كلم السيوطي ف "اللل الصنوعة" ( 1/201و 202دار الكتب العلمية). )(99رواه الط يب البغدادي ف "تار يخ بغداد" ( )5/108عن جابر بن عبدال 17/34مع التاريخ) والشجري ف "أماليه" ( )1/60كلها عن أنس . ورواه الب ـيهقي ف "ش عب اليان" [ ]1825من كلم الفض يل بن عياض .ك ما رواه الدار مي ف " سننـه" [ 364و ]365و ابن أبـي شيبة ف "مصنفه" [ ]34350كلها من طريق السن البصري مرسل .وأسانيده ل تتمل التصحيح وال أعلم.
وا بن النجار ف "ذ يل تار يخ بغداد" (
)(100جاء من طريق أبـي أمامة رواه الطبان ف "الكبـي" ( 8/94برقم )7473وعنـه يقول اليثمي ف "ممعه" ( " :)1/329رواه الطـبان فـ "الكبــي" ورجاله موثقون كلهـم" .كمـا رواه أبـو نعيـم فـ "حليـة الولياء" ()6/102 والشجري ف "أماليه" ( )1/56ورواه الاكم ف "الستدرك" برقم [ ]311عن أبـي أمامة بلفظ» :من غدا إل السجد ل يريد إل أن يتعلم خيا أو يعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة ،فمن راح إل السجد ل يريد إل ليتعلم خيا أو يعلمه فله أجر حاج تام الجة« .قال الذهبـي ف "تلخيصه" له" :على شرط البخاري" .ا.هـ )(101جاء من طريق أنس بن مالك رواه الترمذي ف "سننـه" برقم [ ]2647والطبان ف "الصغي" [ ]372والجري ف "أخلق العلماء" ص( )24والعقيلي ف "الضعفاء" (.)2/17 وجاء من طريق صفوان بن عسال بلفظ » :من غدا يطلب علما كان ف سبـيل ال حت يرجع« رواه الطبان ف "الكبـي" ( 8/67برقم .)7388 وجاء من طريق أبـي هريرة بلفظ » :من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خيا أو يعلمه كان كالجاهد ف سبـيل ال «.. رواه ا بن حبان ف " صحيحه" بر قم [ /87الح سان] والا كم ف "ال ستدرك" ر قم [ 309و ]310وقال عقب ـه" :هذا حديث صحيح على شرط الشيخي فقد احتجا بميع رواتـه ول أعلم علة له .".وقال الذهبـي ف "تلخيصه" عليه" :وهو على شرطهما ول أعلم له علة" .ا.هـ. )(102الافظ أبو بكر أحد بن السي بن علي بن موسى البـيهقي السروجردي وبـيهق من نواحي نيسابور عال بالديث لكنـه غلب عليه النتصار لذهب الشافعي ،قال أبو العال الوين :ما من شافعي إل وللشافعي عليه منّة إل أحد البـيهقي 63
بـهجة النوار
وثلمة ل تُسَد وهو نم طمس ،موت قبـيلة أيسر من موت عال«(» )103نضّر ال امرئ ـ أي رزقه النضارة والبـهجة والسن ـ سع مقالت فوعاها فأداها كما سعها؛ فرب حامل فقه إل من هو أفقه من ـه ،ورب حا مل ف قه ل يس بفق يه ،ثلث لي غل علي هن قلب م سلم؛ اخلص الع مل ل ،ومنا صحة اولة ال مر ،ولزوم الما عة فإن دعوت ـهم لت بط ـ و ف روا ية :ت فظ من ورائ هم ـ و من كا نت الدنيا نيتـه َفرّق ال عليه أمره وجعل فقره بـي عينيه ول يأتـه من الدنيا ال ما كتب ال له ،ومن كانت الخرة نيتـه جع ال أمره وجعل غناه ف قلبـه وأتتـه الدنيا وهي راغمــة«(» )104فمن فإن له على الشافعي مِنّة لتصانيفه ف نصرة مذهبـه وأقاويله .ولد سنة 384هـ سع الاكم وأبا بكر بن فورك وأبا علي الروذباري وغيهم ،من تصانيفه" :السنن الكبى ـ ط" و"دلئل النبوة ـ ط" و"شعب اليان ـ ط" و "الساء والصفات ـ ط" وغي ها وتو ف سنة 458ه ـ"( .تذكرة الفاظ" للذهب ـي 3/1132ـ "تب ـيي كذب الفتري" ل بن ع ساكر 265ـ "طبقات الشافعية" للتاج السبكي .)4/8 )(103الد يث ب ـهذا التمام رواه الب ـيهقي ف "ش عب اليان" ( )2/264بر قم [ ]1699عن أب ـي الدرداء وا سناده ضعيف جدا لن فيه خالد بن يزيد بن أبـي مالك وعنـه يقول المام أحد :ليس بشيء .وقال ابن معي :بالعراق كتاب ينبغي أن يدفن ،وبالشام كتاب ينبغي أن يدفن ،فأما الذي بالعراق فكتاب "التفسي" عن ابن الكلبـي عن أبـي صال عن ا بن عباس ،وأ ما الذي بالشام فكتاب "الديّات" لالد بن يز يد بن أب ـي مالك؛ ل يرض أن يكذب على أب ـيه ح ت كذب على أ صحاب ر سول ال صلى ال عل يه وآله و سلم .قال ا بن أب ـي الواري :وك نت قد سعت من خالد بن يز يد كتاب "الديات" فأعطيت ـه ل بن عبدوس العطار فقطّ عه .وقال الن سائي :ل يس بث قة وقال الف سوي والدارقط ن :ضع يف .وقال أ بو داود :ضعيف .وقال أيضا :متروك الديث .وعده جاعة ف الضعفاء كما ف "تـهذيب" ابن حجر ( 3/115و ، )116 وشيخه عثمان بن أين ل أر من ذكره. لكن الذي يتأمل عبارات الديث يد أنـه رواية بالعن لديث » :من سلك طريقا يلتمس فيه علما … ال« بتمامه الذي تقدم فهو شاهد له ،وزيادة» :موت العال مصيبة ل تب وثلمة …ال« رواها الطبان ف "الكبـي" قال اليثمي ف "ممعه" (" :)1/473رواه الطبان ف "الكبـي" وفيه عثمان بن أين ل أر من ذكره وكذلك اساعيل بن صال ".ا.هـ ـ وهي ف القسم الذي ل يطبع من العجم لن أحاديث أبـي الدرداء ليست ف الطبوع ـ ورواها أيضا أبو يعلى ف "مسنده" كما ف "الطالب العالية" لبن حجر ( )3/133لكن يبدو أن هذه الزيادة غي ثابتة لبقاء العلل التقدمة كما يفهم من كلم اليث مي .وجاء ف معنا ها ع ند الب ـيهقي ف "الش عب" [ ]1719موقوفا على ا بن م سعود وع ند الدار مي [ ]324عن ال سن قال" :كانوا يقولون :موت العال ثلمة ف السلم ل يسدها شيء ما اختلف الليل والنـهار" .ول تصلح أن تكون شواهد لتلك الزيادة وال أعلم. )(104الديث بـهذا التمام جاء من طريق زيد بن ثابت رواه المام أحد ف "مسنده" برقم [ ]21645وابن حبان ف " صحيحه" [ ]679والدار مي ف " سننـه" [ ]229والب ـيهقي ف "ش عب اليان" [ 1736و ]1737وتام الرازي ف "الفوائد" [.]1461 و من قوله » :ن ضر ال ....ح ت :ت فظ من ورائ هم« جاء من طر يق جب ـي بن مط عم رواه المام أح د [ 16743و ]16759وا بن ما جة ف " سننـه" [ ]3056والدار مي [ 227و ]228والا كم ف "ال ستدرك" [ 294و 64
بـهجة النوار
دل على خ ي فله م ثل أ جر فاعله ـ أو قال :عامله ـ«(» )105الدال على ال ي كفاعله وال ي ب اغا ثة اللهفان«( » )106من د عا إل هدى كان له من ال جر م ثل أجور من تب عه ل ين قص ذلك من أجورهم شيئا«(.)107
295و ]296وابن حبان ف "الجروحي" (.)1/5 ومن طريق زيد بن ثابت رواه ابن ماجة [ ]230وابن حبان [ ]67وابن أبـي عاصم ف "سنتـه" [.]94 ومن طريق ابن مسعود رواه الترمذي ف "سننـه" [ ]2658والشافعي ف "مسنده" ص(/ 240غي الرتّب) والميدي ف "م سنده" [ ]88والبغوي ف "تف سيه" ( )2/89و من طر يق أ نس رواه المام أح د [ .]13355و من طر يق أب ـي الدرداء عند الدارمي [ .]230ومن طريق جندرة بن خيشنة عند الطبان ف "ال صغي" برقم [ .]292ومن طريق النعمان بن بشي ف "الستدرك" للحاكم [.]297 وقوله» :من كانت الدنيا ...ال« دون ما قبلها جاء من طريق أنس بن مالك عند ابن أبـي الدنيا ف جزء "ذم الدنيا" [ ]399وع ند الترمذي [ ]2465ـ بتقد ي الخرة على الدن يا ـ .وجاء من طر يق ز يد بن ثا بت ع ند ال طبان ف "الكب ـي" ( 5/143بر قم )4891وع ند ا بن ما جة [ ]4105والب ـيهقي ف "الش عب" [ ]10338والخي ين بل فظ: »من كانت الدنيا هه.«.. )(105جاء من طريق أبـي مسعود النصاري رواه المام مسلم ف "صحيحه" برقم [ ]1893والمام أحد ف "مسنده" [ 17088و 22402و ]22414والترمذي [ ]2671وأبوداود [ ]5129وابـن حبان [ 289و ]1666وعبدالرزاق ف "مصنفه" [ ]20054والطيالسي [ ]611والطبان ف "الكبـي" ( 17/225ـ )227برقم [ 622و 623و 624 و 625و 626و 627و ]630والبـيهقي ف "السنن الكبى" [ 17843و ]17844وف "شعب اليان" []7655 والبخاري ف "الدب الفرد" [ ]242وابن عدي ف "الكامل" ( 2/329دار الفكر) والعقيلي ف "الضعفاء" (.)1/236 )(106الد يث بتما مه جاء من طر يق أ نس بن مالك رواه أ بو يعلى ف "م سنده" [م 1041ـ الق صد العلي (زوائده)] وا بن أب ـي الدن يا ف جزء "قضاء الوائج" بر قم [ .]27و من طر يق بريدة رواه تام الرازي [ ]1583وا بن عدي ف "الكامل" ( .)3/298ومن طريق ابن عباس رواه البـيهقي ف "الشعب" [.]7657 أما عبارة »الدال على الي كفاعله« دون ما بعدها فقد رويت من طريق أبـي مسعود النصاري عند المام أحد [ ]22423والطبان ف "الكبـي" ( 17/227ـ )228برقم [ 628و 629و 631و ]632والبـيهقي ف "شعب اليان" [ ]7656والقضا عي ف "الشهاب" بر قم [ ]86والط يب ف "تار يخ بغداد" ( )7/394وا بن عدي (.)2/342 ومن طريق بريدة رواه أحد [ ]23091وأبوحنيفة ف "مسنده" ص( )226والرويان ف "مسند الصحابة" برقم [.]6 ومـن طريـق أنـس عنـد الترمذي [ .]2670ورواه العقيلي فـ "الضعفاء" ( )3/306عـن سـهل بـن سـعد وطلحـة بـن عبـيدال. )(107جاء من طريق أبـي هريرة رواه مسلم ف "صحيحه" [ ]2674والمام أحد ف "مسنده" [ ]9184والترمذي [ ]2674وأبوداود [ ]4609وابن ماجة [ ]206وابن حبان [ /112الحسان] والدارمي [ ]513وابن أبـي عاصم ف 65
بـهجة النوار
البـــاب الثـــاني ُّ ســـــــؤال فـي ال وهو لغةً :الطلب ،قال الشاعر: فلما أبـيتم كان حاكمنا السّ ْمرُ سألناكم قبل الرماح حقوقنا وف الصطلح :هو ما يَُبرْهَن بـه ف العلم ومنـه اشتقاق السألة ث استعمل لفظ السألة َعلَمَا عامّا على طائفة مصوصة من الكلم فهي من أعلم الشخاص كأساء سائر التراجم ،وإنا قدّم الُصَنّف هذا الباب على الذي يليه لن السؤال سبب للفتوى ،والسبب مقدم على مسببـه. والثانــــي (()23سؤالنا قسمــــــان قســــــم حجـرا تفـــــويض المجيــب قررا) ينقسم السؤال ـ بالنسبة إل مطالبة الواب ـ إل سؤال حجر وسؤال تفويض؛ فالول نو سؤال جرَ على الج يب ال أن ييب ـه الر جل عن العالَم ـ بف تح اللم ـ هل هو مدث أم ل؟ فكأن ـه َح َ بأ حد الوجه ي .و (التفو يض) هو ن و سؤال الر جل عن الدللة [على حدوث العال فيج يب الج يب بأي دللة]( )108شاء فكأنـه فوضه ف ذلك .وف شرح قصيدة فتح بن نوح( )109قال" :وقسّمَه آخرون على خسة؛ فقالوا :سؤال فائدة ،وسؤال تعنت ،وسؤال استفهام ،وسؤال تقرير ،وسؤال إجلل(،)110 ومثل هذا من العان فكأنـهم عبوا عن العلة الت بـها سأل السائل؛ إما أن يسئل ليستفهم أو ليتعنّت وليس هذا الوجه من أقسام السؤال ،وانا هو من أقسام العلة الت لا سأل السائل" (انتـهى). أقول :ول مانع من تقسيم السؤال إل ما ذكر باعتبار غرض السائل ،وال أعلم. ســـم (()24وباعتبار الشــــرع في التعبــــــد لــــــــلزم قَ ِّ ونفــل تـهتدي) ينق سم ال سؤال ـ بالن سبة إل العتبار الشر عي ف التع بد أي التكل يف ـ إل ق سمي؛ لزم ون فل، (فاللزم) هو السؤال عن كل ما ل يسع جهله من دين ال .و(النفل) هو السؤال عما عدا ذلك وعبارة خرِج السـؤال الكروه والحجور كالسـؤال عمـا ل فائدة فيـه والتجسـس عـن العورات ،قال الناظـم ُت ْ القاضي ناد( )111ف "الكلة وحقائق الدلة"" :والسؤال سؤالن؛ سؤال مأمور بـه ،وسؤال منـهي عنـه ،فالأمور بـه على ضربـي؛ سؤال عن واجبٍ فهو واجب ،وسؤال عن مندوب اليه فهو سؤال "سنتـه" [.]113 وجاء من طريق أنس بن مالك
عند ابن ماجة برقم [ ]205ـ باختلف يسي ـ.
)(108ساقطة من (أ) والتكملة من (ب). )(109يأت عند البـيت رقم (.)31
)(110ف (أ) :الجلل .والتصحيح من (ب). 66
بـهجة النوار
ندب ،ف من اعت قد ترك ال سؤال عن الندوب ال يه ف هو هالك باجاع ،وال سؤال الن ـهي عن ـه هو ما ُعفِ يَ العباد عن ال سؤال عن ـه م ا ف الب حث عن ـه اياب ح كم أو تر ي أ مر قد كان لول ال سؤال حللً ،قال ال تعال :ياأيهـا الذيـن آمنوا ل تسـألوا عـن أشياء إن تُبْد َ لكـم تسؤكم ..الية "الائدة ( 101 :انتـهى). أقول :الراد ـ بقوله :ف من اعت قد ترك ال سؤال عن الندوب ال يه ف هو هالك باجاع ـ أي من اعت قد ذلك دينا فانـه ل شك ف هلكه بذلك لنـه دان ل بلف ما أمره بـه وندبـه اليه والتقرب إل ال بلف ما أمره بـه هالك اجاعا ،وليس الراد بقوله :فمن اعتقد ترك السؤال..ال .مَ نْ عزَ مَ على تركه ،لن العازم على ترك الندوب من غيدينونة بتركه مع تأدية ما وجب عليه وترك ما ُحرّ مَ عليه سال اجاعا .وال أعلم. تناقـــــض أو (()25أسقط ســـؤال إن أتى خــــــمس بـه جـــاء باضطـــرابـه) أو كــــونـه من (()26اثبات أو جمـــــع ســـــؤالين معــــــا المحـــــــال وقعا) ينقسم السؤال ـ بالنظر إل نفس لفظه ـ إل سؤال صحيح وإل سؤال ساقط؛ فأما السؤال الصحيح هو ما خل من هذه الشياء الم سة وح قه أن ياب إل اذا ح صل له ما نع من غ ي لف ظه َكَتعَنّ تِ ف )(111العلمة القاضي أبو العال ناد بن موسى بن الشيخ ناد بن ابراهيم النحي أحد علماء الباضية من أهل عمان ف القرن الامس الجري .تتلمذ على علماء عصره ومنـهم القاضي أبو علي السن بن أحد بن نصر الجاري ،واشتغل بالعلم حت بلغ ف يه مرت بة عل يا وكان قاض يا للمام م مد بن أب ـي غ سان ..و ف ر سالة من أهال الباط نة لذا المام قالوا في ها.." : وعضده بالزبر الضرغام والسيد القمقام والبطل القدام؛ القاضي الجل سيف السلم وعي العلماء والكماء ،ذي البصية والرشاد والصلح والسداد ،البارز يوم اللد أبـي العال ناد بن موسى بن ناد ..ال" .ويعد الشيخ ناد أبرز العاقدين على المام ممد بن المام خنبش بن ممد بل كان من يشار إليهم بالبنان ف زمن والده المام خنبش وهو الذي كتب عهدا للشيخ ناد يقول فيه" :بسم ال الرحن الرحيم ..هذا ما يقول المام خنبش بن ممد بن هشام للقاضي ناد بن موسى :إن قد جعلتك قاضيا بالق وحاكما بـي الناس بالعدل ،ووليتك جيع أمور عمان برها وبرها وسهولا وجبالا؛ على أن تعمل ف هذه الولية الت وليتكها بكتاب ال البار وسنة نبـيه الختار ما انفصل ظلم الليل عن ضوء النـهار .فال فاتق وإليه ف وعليه فتوكل وبـه فاعتصم ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم .".ا.هـ ومن مصنفاتـه كتاب فالت ِج وبـه فاكت ِ "الكلة وحقائق الدلة ـ خ" يقول السالي ف "اللمعة الرضية"" :يقال إنـه ف خسة أجزاء ول أجد منـه إل جزءا واحدا جع فيه بـي أصول الفقه وأصول الدين وحقق فيه مباحث علم الكلم .".وكتاب "الرشاد ـ ؟" ف أصول الدين وكتاب "الوالة ـ ؟" وله السية العروفة بـ"سية ناد ـ ؟" ف الرد على الخالفي .وكان مقتله ف 13رجب سنة 513هـ. ("السية" لبن مداد ص 32ـ 33ـ "اللمعة الرضية" للسالي ص 24ـ "تفة العيان" للسالي 1/223و 237و 244ـ "اتاف العيان" للبطاشي 1/277ـ .)278 67
بـهجة النوار
ال سائل ون و ذلك ،وأ ما ال سؤال ال ساقط ف هو ما كان ف لف ظه أ حد هذه الم سة و هي؛ التنا قض، والضطراب ،والثبات ،وجع سؤالي متلفي ف سؤال واحد ويطلب لما جوابا واحدا ،والسؤال عن الحال ،فاذا كان ف السؤال أحد هذه المسة كان ساقطا وحقه أن ل ياب. فأ ما ( التنا قض) ف هو أن يكون آ خر ال سؤال مناقضا لوله ،مثال ذلك أن يقول ال سائل :اذا كان العال مدثا فما الدليل علىقدمه؟! .أو يقول :اذا كان الماد غي متحرك فما الدليل على تركه؟!. وأ ما (الضطراب) ف هو أن يُدْخِل ال سائل ف سؤاله ال عم ف ال خص مثال ذلك أن يقول :ما الدل يل الذي صار بـه ال َعرَض حركة! وما الدليل الذي صار بـه العال جسما؟! فالعرض أعم من الركة، والعال أعم من السم ،وف ادخال كل منـهما ف صاحبـه اضطراب. وأما (الثبات) فهو أن يسأل عن زيادة فائدة والسئول ينفي أصلَ ذلك الشيء؛ مثال ذلك أن يقول :ما الدل يل على ثبوت رؤ ية ال ف الخرة؟! .وال سئول ين في الرؤ ية أ صل .و ما الدل يل على خروج أ هل الكبائر من النار؟! .والسئول ليقول بذلك. وأما (جع السؤالي معا) فهو أن يسأل عن شيئي متلفي ويريد لما علة واحدة ودليل واحدا ف الوجه الذي اختلفا فيه ،مثال ذلك أن يقول :ما العلة الت صار بـها السم مؤلفا والعرض مضمحل؟! .وما الدليل على حدوث العال وصدق الرسل؟!. وأما السؤال عن (الحال) فهو أن يسأل عن شيء ُيحِيل العقل وجوده ،مثال ذلك أن يقول :هل يقدر ال أن يلق له شريكا؟! .وهل يقدر ال أن يعل النسان ناطقا صامتا ف حالة واحدة؟!.وال أعلم. (فصــــــل) في اللفاظ الممتنع بـها السؤال عن المولى جل وعل من ،أَي ،متى عـــن ربنا (()27امنع بكيف ،لِم ،وهـــــل سؤال َ تعالى) عن هيئـــة ،وعلـــــة لِم من أين ،وكم؛ فكيفـــــا (()28أين ،و ِ تلفــا) يتنـع السـؤال عـن ال عزوجـل بأشياء لدللتــها على معنـ حادث ،فالسـؤال بــها مـن خواص الادثات ،وتلك الشياء هي؛ كيف ،و لِ مَ ـ بكسر اللم وفتح اليم ـ وتسكينـه ف الشعر شائع لستقامة الوزن ،وهَل ،ومَن ـ بفتح اليم ـ ،وأي ـ بفتح المزة ـ ،ومت ،وأين ،ومِن أين ،وكم. فهذه تسعة ألفاظ وترك عاشرا وهو(ما)وهي سؤال عن ماهية الشيء أي حقيقتـه ،وكل واحدة من هذه اللفاظ لا معن بلف غيها ولا جواب بلف جواب الخرى ،وكلها غي جائز ف حق الول
68
بـهجة النوار
جل وعل وكذلك ل توز هذه اللفاظ سؤال عن صفاتـه الذاتية لن صفاتـه هي ذاتـه ل غيها ـ كما يأت ان شاء ال ـ فكل ما ليوز ف حقه تعال ليوز ف صفاتـه الذاتية لا تقدم. واختلف ف السؤال بِلِمَ من هذه اللفاظ عن صفاتـه الفعلية فأجازه قوم ومنعه آخرون ،والنع مذهب المام أبـي عبدال ممد بن مبوب( )112ـ رحه ال ـ ،وقيل ان كان السؤال بـها عن الصفات الفعلية انكارا لفعله تعال فل يوز ،وان كان َتعَلّمَا وَتفَهّمَا واستدللً على قدرتـه تعال فذلك جائز، سأل عمـا يفعـل وهـم يسـألون واح تج القائلون بال نع بقوله تعال :ل ي ُـ ْ وسيأت الفرق بـي الصفات الذاتية والفعلية عند ذكر الناظم لا ان شاء ال. وقوله( :فكيفا عن هيئة) هذا شروع ف الكلم على تفصيل معان هذه اللفاظ أي فكيف سؤال يطلب ت مثل :ك يف ز يد؟ .فكأ نك ب ـها( )113تعي ي اليئة؛ و هي الالة ال ت علي ها ال سئول عن ـه ،فاذا قل َ سألت عن حالتـه فيقال لك صحيح أو سقيم أو حيّ أو ميت ،وهذا كله غي جائز ف حقه تعال. النبــياء 23 :
وقوله( :وعلة لِم تل فا) أي تو جد ،قال تعال :انــهم ألفوا أبائهـم ضاليـن ال صافات 69 :أي وجدوا ،والعلة هي الت لجلها يكون ذلك الشيء يعن أ نّ لِ مَ سؤال عن علة ـ وهي مركبة من لم الر وما الستفهامية فحذف ألفها بدخول حرف الر عليها كما ف القانون النحوي ـ. )(112العلمة أبو عبدال ممد بن مبوب بن الرحيل بن سيف بن هبـية القرشي الزومي ،من علماء الباضية العمانيي ف القرن الثالث الجري .وهو سليل العلمة الكبـي مبوب بن الرحيل فهي أسرة علم وصلح ،يقول الشيخ البطاشي" :شيخ السلمي ومرجعهم ف الرأي والفتوى وكان مضرب الثل ف العلم والزهد والتقوى ".ولد ف صحار ون شأ بـها أيام دولة المام العادل غسان بن عبدال وتألق نمه أيام المام الصلت بن مالك حيث كان على رأس العلماء الذين عقدوا له البـيعة سنة 237هـ وتقلد له القضاء على مدي نة صحار وتوابع ها .ون ـهل من معارف والده ف بدا ية المر ث تابع تعلي مه عند الشيخ موسى بن علي الزكوي وتزوج من ابنتـه الت رجع بـها إل بلده صحار .وتلميذه كثر منـهم ولداه العلمتان بشي وعبدال ،والشيخ عزان بن الصقر والعلمة أبو الؤثر الصلت بن خيس والعلمة الفضل بن الواري والشيخ أبو جابر ممد بن جعفر الزكوي .ومن مسائله الفقهية الت شهرت عنـه ما ذكره العلمة العوتبـي ف "الضياء" قال" :قيل لا دخل أهل الند ف السلم قال لم ممد بن مبوب :اذهبوا فصلوا وقولوا (سبحان ال) ف قيامكم وركوعكم وسجودكم؛ حت تتعلموا .".. وله كتاب ي قع ف سبعي جزءا ـ مفقود ـ قال ال سالي ف "اللم عة الرض ية" ص (" :)19وكتاب م مد بن مبوب يذكرون أن ـه سبعون جزءا قال البادي :رأ يت من ـه جزءا وا حد ".ا.ه ـ وله ب عض ال سائل النثورة مبثو ثة ف الوا مع الفقهية الت دونـها العلماء بعده كما توجد له رسالة ضمن "السي والوابات" ( 223 /2ـ .)268وكانت وفاتـه ف ظل دولة المام الصلت بن مالك ف الثالث من مرم سنة 260هـ. ("السية" لبن مداد ص 30ـ "الفتح البـي" لبن رزيق ص 233ـ "اللمعة الرضية" للسالي ص 19ـ "اتاف العيان" للبطاشي .)1/191 )(113ف (ب) :بـه. 69
بـهجة النوار
وأي لشــــركة وأجزا
(()29وهل لتصديق ،ومن عن جــــنس، النفس) من أيــــن (()30متى ســــؤال جـــاء عن زمــــان، أين ،و ِ عن المــكان) فـــرد قديم قاهــــــر (()31وكــــم ســـــؤال عــــدد ،وانـه سبحـانـه) ()115 هل سؤال يطلب ب ـها التصديق( )114و هو طلب الن سبة بلف التصور فان ـه طلب التعي ي بعد العلم بالن سبة وله من الدوات ما عدا هل .وقوله( :و من عن ج نس) أي سؤال يراد ب ـه تشخ يص النس ،فقولك :مَن هذا؟ تريد تشخيصه ونسبتـه .ومَ نْ جبيل؟ تريد مِن أي جنس هو ،فيقال لك: انـه من جنس اللئكة ،وإل هذا قصد اللعي ف سؤاله لوسى ـ عليه السلم ـ حي قال :فمن ربكما يا مـوسى طه 49 :أراد من أي جنس. وقوله( :وأي لشركـة..ال البــيت) يعنـ أن أي سـؤال عمـا ييـز التشاركيـ كقوله تعال :أي الفريقيـن خيـر مقامـا مريـ 73 :أي أن ن أم أ صحاب م مد لن ـهما شريكان ف الفريق ية، ويسأل بـها أيضا عن أجزاء النفس كقولك أي أجزاء زيد أحسن؟ .فيقال لك :وجهه أو يده أو نو
)(114التصديق عند الناطقة هو :ادراك تتصور فيه شيئي مفردين بـينـهما علقة ما ،كأن تتصور أن (الشجرة خضراء) أو أن (الش مس مضيئة) أو أن صديقك (م مد ي ضر اليوم) ...ال ،فأ نت ف كل هذه الدراكات تت صور شيئ ي ب ـينـهما علقة ،أو بعبارة أخرى تكم بشيء على شيء ،ففي مثال الشجرة تكم بالخضرار على الشجرة ،ومثل هذا الكم يسمى ف النطق التصديق ،فالتصديق ادراك لمرين معا وفيه حكم بشيء على شيء وهذا يعن أن التصديق يشتمل على تصورين ومن علقة تربط هذين التصورين"( .مدخل لدراسة النطق القدي" د .أحد الطيب ص 11ـ "البصائر النصيية" للساوي ص .)26 )(115الت صور ع ند الناط قة هو :ادراك ب سيط لع ن ش يء مفرد م ثل (كتاب) و (من ـزل) و (ر جل) أو ما شئت من العا ن الفردة ال ت ت طر ببالك ح ي ت سمع عن ـها فأ نت ح ي ت سمع لف ظة (جام عة) فا نك تتخ يل مبنً يشت مل على العد يد من الكليات والقاعات وب ـه أ ساتذة وطلب ـه ويتوى على و سائل للكتا بة مع جلة من الك تب .وهذا هو الذي يعرف ع ند الناطقة بالتصور وهو لشيء مفرد فأنت هنا تصورت معن جامعة فقط ،ولو اضفت إليها معن آخر لصبح تصديقا كما لو قلت( :جامعة اسلمية) فانك هنا تتصور لوازم الامعة مع وصفها بأنـه اسلمية وهو شيء يتلف عن الامعة لكن صارت بـينـهما علقة وهذا هو التصديق ـ وقد تقدم ـ أما التصور فهو لشيء مفرد فقط. يقول الفخر الرازي ف "شرح عيون الكمة" (" :)1/43اعلم أنا إذا أدركنا أمرا من المور ،فإن ل نكم عليه بكم البتة نف يا كان أو اثبا تا فذاك هو الت صور .وان حكم نا عل يه ب كم نف يا كان أو اثبا تا فذاك هو الت صديق" .ا.ه ـ ("شرح عيون الكمة" للرازي 1/43ـ "مدخل لدراسة النطق القدي" د .أحد الطيب ص 11ـ "البصائر النصيية" للساوي ص .)26 70
بـهجة النوار
ذلك .وقوله( :م ت سؤال) أي لف ظة م ت سؤال يطلب ب ـها تعي ي الزمان ماض يا كان أو م ستقبل، كقولك :مت كان هذا؟.فيقال لك :أمس .أو مت يكون؟ فيقال لك :غدا. وقوله( :أ ين ..ال الب ـيت) يع ن أن أ ين ومِن أ ين ـ بك سر ال يم ـ سؤالن يطلب ب ـهما تعي ي الكان ،قال السيوطي( )116ف "شرح عقوده":ـ "قال الشيخ بـهاء الدين( :)117والفرق بـي أين ومِن أ ين؛ أنّ أ ين سؤال عن الكان الذي حل ف يه الش يء ومِن أ ين سؤال عن الكان الذي برز من ـه الشيء"(.انتـهى). وقوله( :و كم) أي لف ظة كم سؤال يطلب ب ـها تعي ي العدد كقوله تعال :كـم لبثتـم قالوا لبثنـا يومـا أو بعـض يوم الكهـف 19 :فهذه اللفاظ كلهـا يتنـع السـؤال بــها عـن الباري سـبحانـه ،وكذلك مـا كان بعناهـا (كأنّىـ) {فانــها تارة بعنـ كيـف كقوله تعال :فأتوا َ َ حرثكم أن ّى شئتم البقرة 223 :وأخرى بعن من أين كقوله تعال :أن ّى لك هذا آل عمران 37 :أي مـن أيـن لك هذا.و(كأيّان) فإنــها بعنـ متـ مطلقا عنـد النحوييـ نوـ قوله تعال: يسئلونك عن الساعة أيَّان مرساها العراف 187 :أي مت ،وكقوله تعال :يسأل أيان يوم القيامـة القيا مة 6 :أي م ت يكون .و(كح ت) فان ـها بع ن إل م ت يكون هذا الش يء قال ف "شفاء الائم على بعض الدعائم":ـ "..وقد قالوا إن السؤال كله عن تسعة أشياء أولا السؤال بــهل وهـو لنـك اناـ تسـأل أول عـن عدم الشيـء ووجوده وجوابــه موجود أو معدوم ،فان قال معدوم فقد بطل وان قال موجود فحينئذ تسأل با هو ،وانا تسأل بـها عن النس خاصة فتقول :ما )(116العل مة أ بو الف ضل جلل الد ين ع بد الرح ن بن أب ـي ب كر بن م مد بن سابق الضيي ال سيوطي من كبار علماء الشافع ية ف وقت ـه ولد سنة 849ه ـ ون شأ ف القاهرة يتي ما ح يث تو ف و هو ف سن الام سة ،وكان الكمال بن المام النفي صاحب "فتح القدير" أحد الوصياء عليه ،توف سنة 911هـ وصلى عليه الشعران بالقاهرة .أما تصانيفه فأكثر من أن تصى قيل بلغت ستمائة مصنف ما بـي رسالة صغية وملدات ومن أشهرها "الدر النثور ـ ط" ف التفسي ،والنصف الول من "تفسي الللي ـ ط" و"التقان ف علوم القرآن ـ ط" و "تدريب الراوي ـ ط" ف مصطلح الديث و "الل الصنوعة ف الحاديث الوضوعة ـ ط" وغيها كثي( .تقدمة الشيخ عبد الوهاب عبداللطيف على "تدريب الراوي" 1/10 ـ 29ـ "العلم" للزركلي 3/301ـ "مسالك النفا" للسيوطي ضمن "الاوي للفتاوي" .)2/229 )(117قاضي القضاة بـهاء الدين عبدال بن عبدالرحن بن عبدال بن ممد القرشي الاشي الشهي بـ ابن عقيل ـ نسبة إل عقيل بن أبـي طالب ـ المذان الصل والصري النشأة والوفاة ولد بالقاهرة سنة 698هـ وهو من كبار أئمة النحو حت قال عنـه ابن حيان :ما تت أدي السماء أنى من ابن عقيل .تول قضاء الديار الصرية فترة ..له "شرح ألفية ابن مالك" ف النحو متداول مشهور ،و "التعليق الوجيز على الكتاب العزيز" تفسي ل يكمله و "الامع النفيس" ف فقه الشافعية ل يتمه، و"الساعد ـ خ" شرح التسهيل ف النحو ،وغيها وكانت وفاتـه بالقاهرة سنة 769هـ"( .العلم" للزركلي 4/96ـ تقدمة الشيخ مي الدين عبد الميد على "شرح ابن عقيل" .)1/7 71
بـهجة النوار
هو ؟ .تعن أي جنس هو ،فيقال :إنـه مدث ،جسم ،حيوان ،إنسان ،عرض ،حركة ،سكون .فإذا سأل بَن؛ فإنا يسأل عن انسان خاصة ،فيقال له :أعرابـي ،تركي ،أخ ،ابن .فإذا سأل بأي فإنا سأل عن قصد واشارة ،فيقال له :هذا وذاك .فإذا سأل عن كم هو ؟ فإنا سأل عن عدد ،فيقال له :واحد اثنان ثلثة.فإذا سأل بكيف؛ فإنا سأل عن حال وصفة ،فيقال له :حيّ أو ميت ،أبـيض أو أسود، حلوٌ أو حامض. فإذا سـأل بأيـن؛ فإناـ سـأل عـن مكان فيقال له :فـ مكان كذا وكذا بالشرق أو بالغرب أو بكـة أو بالدينة .فإن :سأل لِمَ كان ؟ .فإنا سأل عن علة ،فيقال له لعلة كذا وكذا.فإذا سأل بت فإنا سأل عن
72
بـهجة النوار
زمان ماض أو مستقبل ،فيقال له :كان ف المس أو يكون غدا؛ وقد ذكرها أبو نصر النفوسي( )118ف بـيت فقال: وتسع سـؤالت عـن ال فانْفِهـا سأجعها ف البـيت نظما على ضمن فهل ،من ،أي ،كيف ،أين ،مت ،لِمَ وتاسعهـا كـم فاحـرز وتفطن انتـهى" .وقول الناظم( :وأنـه فرد..إل آخره) أتى بالب مؤكدا لقتضاء القام ذلك؛ فإنـه لا ذكر أول اللفاظ الت ل توز على ال سبحانـه سارع ف تنـزيهه عن كل ما ل يليق بـه فحسن تأكيد ال ب وقوله( :فرد) لشر يك له ول أجزاء في سأل عن ـه ب كم وأي ،وقوله( :قد ي) أي سابق على كل ش يء فل ي سأل عن ـه بك يف ،ول ج نس في سأل ب ن ،ول حادث في سأل عن ـه بِل مَ وم ت ،وقوله: )(118العلمة أبو نصر فتح بن نوح اللوشائي ،من علماء الباضية عاش ف النصف الول للقرن السابع الجري وولد ف مدينة (تلوشايت) من ضواحي "نفوسة" ف ليبـيا حاليا ،تلقى البادئ الولية ف بـيتـه ث انتقل إل الدرسة الكبى الت كان يشرف عليها خاله أبو يي زكريا بن ابراهيم فكان نعم التلميذ لنعم الستاذ ،وله على أستاذه هذا مرثية رائعة وكان أبو نصر لغو يا ح ت أن ـه قرظ كل ما أل فه شعرا .قال الش يخ علي مع مر" :بلغ ف الدرا سة مبل غا ل ي صله إل القل يل من عباد ال الختارين؛ ثقافة واسعة وخلق رضي ،وإيان قوي وشدة ف دين ال ،وقيام بالق ل يقوم بـه إل عدد ضئيل من أصحاب البدأ والد ين والضم ي .إذا ترا فع إل يه الناس للخ صومة ج عل ب ـينـه وب ـينـهم سترا من باب أو جدار أو غيه ح ت ل يغلبـه الياء فيميل مع أحدهم ..أما ليله الذي يبتدئ بعد نـهاية الدروس الت يلقيها ف السجد بعد صلة العشاء لعموم الناس ،ف قد كان يق سمه ق سمي؛ ق سم لذاكرة العلوم ومراج عة ال سفار الضخ مة والتحق يق العل مي الذي يتاج إل يه .وأ ما القسم الخر فخاص بعبادة ربـه يناجيه فيه ويستلهمه الداية والتوفيق والبكة ،وعند الصباح كان يشتغل بالتدريس لينشئ جيل من الشباب الوا عي يتح مل عن ـه ر سالة ال سلم" .ا.ه ـ من آثاره" :الق صيدة النون ية" أجود التون ف العقيدة ع ند إباضية الغرب ـ وهي مدرجة ف نـهاية كتاب "الدعائم ـ ط" لبن النضر ـ وقام بشرحها العلمة الكبـي أبو طاهر اساعيل بن موسى اليطال ول يزال شرحه مطوطا ،وشرحها العلمة ضياء الدين الثمين ف كتابـه "النور ـ ط /حجرية"، وله "منظومة رائية" ف فقه الصلة ـ مع "الدعائم" أيضا ـ وله قصيدة "نونية" ف قضية خلق القرآن ،وله قصائد ف الوعظ، وف أيامه أو قبله بقليل ورد كتاب "الل والصابة" لبن وصاف وهو شرح على كتاب "الدعائم" فأصلح ما حرفه النساخ وأنشد عليه أبـياتا ..ومن أبـياتـه ف "النونية" ف العقيدة يقول: بفقـــه العـاش مولعي بألسـن "نظـرت إلـى قـرائنـا فوجدتـهـم صعـاب وما فيهـا ثــار لن ين". تنـاسوا أصـول الـدين من أجل انـها ويقول ف "رائيتـه" ف فقه الصلة: لدنيـا وأخـرى عامـل بالتشمــر "أحـب فت ماضي العزيـة حازمـا ول بالثــوم الراكـد التــدثـر". وأمـا أخو النـومات ل مرحبا بـه ("السي" للشماخي 2/189ـ 190ـ"الباضية ف موكب التاريخ" اللقة الثانية (الباضية ف ليبـيا) القسم الثان 97 ـ 101للشيخ علي يي معمر ـ والنظومتي "النونية" و"الرائية" ف نـهاية كتاب "الدعائم" لبن النضر العمان ص 139 ـ .)211 73
بـهجة النوار
(قاهر) أي غالب لمكان له( )119يويه فيسأل عنـه بأين ومِن أين ،وقوله( :سبحانـه) أي تنـزيها له عن ما ل يليق بـه تعال عن جيع ذلك علوّا كبـيا.
)(119والعلو السـي الذي يعتقده البعـض والذي رفضـه الكثيـ مـن العلم على اختلف مذاهبــهم يرده فـ هذا الزمـن ـ مـن التقدميـ العلمـة أبـو يعقوب الوارجلنـ فـ "الدليـل اكتشاف أن الرض كرويـة وإن كان قـد نبــه على هذا أيض ا والبهان" وا بن حزم الندل سي ف "الف صل" إل أن ب عض الناس يعت قد أن الرض م سطحة وأن ال سماء فوق ها وأن العرش والذات العل ية فوق ذلك ك ما هو ت صور الناس ف الزم نة الغابرة ،وهذا تنكره اليئة ال ت خلق ال تعال علي ها هذه الب سيطة ويردها العلم الديث ففكرة العلو مردودة بـهذا المر الذي ل ماحكة فيه ،فاختلف جهة العلو على مستوى بلدان العال ل انفكاك عن ـه لكرو ية الرض ،ف من تش بث بفكرة العلو ال سي فليب ـي أي اتاه ير يد العلو أ هو الذي يتنا سب مع بلد ال صي واليابان أم العلو الذي الذي يتنا سب مع بلد الزائر والغرب فإن علو هذا معا كس لعلو ذاك ،فلي فق من يز عم غ ي هذا ،وأدلة الباض ية وب عض الشاعرة ف ن في العلو ال سي وإرادة العلو العنوي مب سوطة ف كتب ـهم ان ظر (معال الد ين) للعلمة الثمين ( 1/172ط التراث). ولف ظة (أ ين ال) ف حد يث الار ية الذي ي ستدل ب ـه الب عض رد علي ها العلماء بأن ـها شاذة وذلك لورود روايات لتلك الواقعة من طرق صحيحة يقول لا النبـي فيها» :أتشهدين أن ل إله إل ال؟« بدل من لفظة( :أين ال) .الت أتت من رواية الديث بالعن عند ناقلها وقد روى حديث الارية بلفظ» :أتشهدين أن ل إله إل ال؟« .من طرق صحيحة عند المام أحد ف "مسنده" برقم [ ]15749والمام مالك ف "الوطأ" ص( 777ـ ط.عبدالباقي) والدارمي ف "سننـه" برقم [ ]2348والطبان ف "الكبـي" برقم [ ]12369وعبدالرزاق ف "مصنفه" برقم [ 16814و ]16815وغيهم وعن سند المام أحد يقول اليثمي ف "ممع الزوائد" (" :)4/445رواه أحد ورجاله رجال الصحيح". وجاء أي ضا بطرق ثاب تة بل فظ »( :من ر بك؟« .قالت :ال) .ف قد روا ها ب ـهذه اللف ظة المام أح د ف "م سنده" بر قم [ 19474و 19484دار الكتب العلمية] وابن حبان ف "صحيحه" [ 1207ـ زوائده :موارد الظمآن] وهي ف ترتيبـه "الح سان" بر قم [ ]4296والن سائي ف "ال سنن ال صغرى" ( )6/252بر قم [ ]3653والب ـيهقي ف "ال كبى" بر قم [ ]15266والطبان ف "العجم الكبـي" ( )7/320برقم [ ]7257وف ( )17/136برقم [.]338 وأما رواية( :أين ال؟ .قالت :ف السماء أو فأشارت إل السماء) .الت ف "صحيح مسلم" فهي مدرجة فيه من توهم أن فيه نقصا ولذا فهي ليست ثابتة يدلك على هذا قول البـيهقي ف "الساء والصفات" ص(" :)422قد أخرجه مسلم مقطّعا من حديث الوزاعي وحجاج الصواف عن يي بن أبـي كثي دون! قصة الارية!!" .والبـيهقي ل يشتري كتابـه من الطابع والكتبات بل كانوا يتلقون مثل هذه الكتب بالسماع عن الشيوخ ويعرضونـها عليهم ،على الصوص إذا كان المر يتعلق بالصحيحي فيكون كلمه حجة هنا. وعلى تقد ير ثبوت ـها ف يه فهي شاذة ،ولو ق يل ك يف تكون روا ية شاذة و هي ف " صحيح مسلم"! فالواب أن هناك بعض الروايات الت حكم عليها العلماء بالشذوذ منـها ما هو ف "صحيح" مسلم كرواية" :ث يطوي الرضي بشماله!" .برقم [ 74
بـهجة النوار
]2788فقد حكم بعضهم بشذوذ لفظة" :بشماله" بن في هم اللبان ف "تريج الصطلحات الرب عة الواردة ف القرآن" للمودودي. و قد تكلم الكوثري با سهاب عن روا ية (أ ين ال) ف تعلي قه على "ال سيف ال صقيل (أعيـد طباعتـه فـ الكتبـة الزهريـة للتراث – القاهرة)" للت قي السبكي ص( 94ـ )95وللسيد حسن بن علي السقاف رسالة مطبوعة بعنوان "تنقيح الفهوم العالية با ثبت وما ل يثبت ف حد يث الار ية" أفاض في ها عن ملب سات هذه الروا ية ،وله أيضا تعليقات قي مة على كتاب "العلو للعلي الغفار" للذ هب أبطل فيه النصوص الت يتج بـها الجسمة ف إثبات العلو السي للذات العلية ،فلياجعها من شاء وال الستعان. 75
بـهجة النوار
البــــاب الثالـــث فـي الجتـهــاد والفتــوى (الفتوى) ـ بالواو مع فتح الفاء ،وبالياء مع ضم الفاء ـ هي تبـيي الق للسائل ،وأما (الجتـهاد) فهو استفراغ الفقيه الوسع ف تصيل حادثة بشرع .ولـمّا كان مستمد الجتـهاد والفتوى الصول الثلثة بل خلف}( )120بدأ بـها فقال: (()32والصل للفقـــــه كتـــاب الباري إجمــــــاع بعـــــدَ سنـــة المختـار) أصول الفقه ثلثة :كتاب ال ،وسنة رسول ال ،واجاع الهتدين من المّة؛ فأما الكتاب :فلنـه معجز وهو من عند ال ول شك ول يسع جهله بل ول الشك فيه لن قامت عليه حجتة .واختلف ف وجه اعجازه هل هو من حيث التراكيب على أنـه أفحم البلغاء فيها ،أو من حيث الخبار بالغيب ،أو من حيث اخباره عن المم الالية ،أو من حيث عدم التناقض فيه مع طوله ..أقوال؛ والظاهر أن كل ذلك معجز. وأما السنة :فلثبوت أصلها من الكتاب قال تعال :من يطع الرسول فقد أطاع الله النسـاء . 80 :وقال :ومـا ينطـق عـن الهوى ان هـو ال وحـي يوحـى النجـم . 3 : وقال :ومـا آتاكـم الرسـول فخذوه ومـا نــهاكم عنــه فانتــهوا
الشـر 7 :
.وقال :وما أرسلنا من رسول ال ليطاع بإذن الله النساء . 64 : وأ ما الجاع :فلثبوت أ صله من الكتاب وال سنة؛ ف من الكتاب قوله تعال :وكذلك جعلناكـم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس البقرة 143 :ـ كما أن الرسول شهيد عليهم ـ وقوله تعال :ياأيهـا الذيـن آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسـول وأولي المـر منكـم النسـاء 59 :فقرن ال سـبحانـه طاعتــهم بطاعتـة وطاعـة رسـوله .وقوله :ولو ردوه إلى الرسول وإلى أُولي المر منـهم لعلمه الذين يستنبطونـه منـهم النساء . 83 : ومن السنّة قوله » :لتتمع أمت على ضلله« وف رواية» :ليمع ال أمت على ضللة« وف حاشية الترتيب( » :)121ما كان ليج مع أم ت على ضلل«( ،)122وقوله » :ما رآه ال سلمون ح سنا ف هو عند ال )(120هذه القطعة بـي هاتي الاصرتي سقطت من (أ) بسبب تزق فيها.
)(121ف "حاشية الترتيب" ( )1/62طبعة وزارة التراث القومي والثقافة .وهو شرح لسند المام الربـيع الفراهيدي للشيخ أبـي عبدال ممد بن عمر العروف بأبـي ستـه والشهي بالحشي لكثرة حواشيه الت وضعها على كتب الباضية. )(122جاء من طريق ابن عباس رواه المام الربـيع الفراهيدي ف "مسنده" رقم [ ]39بلفظ » ما كان ال ليجمع أمت على ضلل« ورواه الاكم ف "الستدرك" رقم [ 398و ]399بلفظ »ل يمع ال أمت على ضللة أبدا .«.. 76
بـهجة النوار
حسن«( ،)123فالراد بأصل الفقه ف كلم الصنف هو أدلة الفقه من حيث استناده اليها واضافتـه اليها، والراد بالفقه ما يعمّ العلم بالعمليات والعقائد والخلق. و(الكتاب) هو الكلم النـزل للعجاز على رسولنا ممد النقول عنـه تواترا .و(السنّة) هي أقواله وأفعاله وتقريراتـه .و(الجاع) هو اتفاق متـهدي المة على أمر ف عصر ،وكل واحد من هذه الصول الثلثة يكون قطعيّ الدللة ويكون ظنيّها. فأ ما القط عي من الكتاب ف هو ما كان ن صا على ش يء بعين ـه؛ ك ما ف قوله تعال :حّرِـمت عليكم الميتة والدم..الية الائدة ، 3 :وأما الظن من الكتاب فهو ما ل يكن ن صّا ف شيء بعينـه وانا استخرج منـه ذلك الشيء من طريق الستدلل والستنباط وذلك كما ف قوله تعال: مه كرهـا ووضعتــه كرهـا ووصـينا النسـان بوالديـه إحسـانا حملتــه أ ُّـ وحمله وفصـاله ثلثون شهرا الحقاف 15 :فا ستنبط العلماء من هذه ال ية أن أ قل ال مل ستة أش هر؛ وذلك لِمَا علموا من قوله تعال :والوالدات يرضعـن أولدهـن حوليـن كاملين..الية البقرة 233 :أنّ مدة الرضاع حولن اسقطوا الولي من ثلثي شهرا فبقيت ستة أشهر وليست الية نصا ف هذا كله ،ولكن العلماء استنبطوا منـها ذلك بالشارة اليه فدللتـها على ذلك ظنيّة.
وجاء مـن طريـق ابـن عمـر رواه الاكـم فـ "السـتدرك" برقـم [ 391و 392و 393و 394و 395و 396و ]397وأبو نعيم ف "حلية الولياء" برقم [ ]3088بألفاظ متقاربة. )(123هذا الد يث روي من طر يق أ نس مرفو عا ع ند الط يب ف "تار يخ بغداد" ( 4/387دار الك تب العلم ية) ولف ظه هناك» :إن ال نظر ف قلوب العباد فلم يد قلبا أتقى من أصحابـي ولذلك اختارهم فجعلهم أصحابا ،فما استحسنوا فهو عند ال حسن ،وما استقبحوا فهو عند ال قبـيح« واسناده ليس بذاك. وجاء موقوفا على ابن مسعود عند البـيهقي ف "العتقاد" ص(/ 183الكتب العلمية) والطيالسي ف "مسنده" برقم [ ]246وكذا ف "م سند" المام أح د ( 1/493بر قم )3599وال طبان ف "الكب ـي" ( 9/113بر قم )8583ولف ظه » ...فما رأى السلمون حسنا فهو عند ال حسن وما رأوا سيئا فهو عند ال سيئ« .قال اليثمي ف "ممعه" ()1/428 بعدما أورد خب ابن مسعود " :رواه أحد والبزار والطبان ف الكبـي ورجاله موثقون" ا.هـ. 77
بـهجة النوار
وأما القطعي من السنّة فهو ما نقله التواتر عنـه ،أو أجعت المة على أن ـه عن ـه عليه السلم كحد يث »:من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار«( .)124وأ ما الظ ن من ال سنّة ف هو ما ن قل عنـه من طريق الحاد أو من طريق التواتر لكنـه ليس نصّا( )125ف الطلوب. وأ ما القط عي من الجاع ف هو ما كان ف شي ل يتقدم ف يه خلف ول ينازع ف يه أ حد من الجمع ي لقبل انعقاده ول بعده حت انقرض عصرهم على ذلك ،ول يكن مالفا لنص من الكتاب أو السنّة؛ فان )(124هذ الديث جاء بـهذا اللفظ من عدة طرق أهها: من طريق ابن عباس رواه الربـيع الفراهيدي برقم [ ]738وأحد [ 2679و ]2979والترمذي [ ]2951والدارمي [ ]232وابن أبـي شيبة ف "مصنفه" [ ]26244والطبان ف "الكبـي" [ 12393و .]12394 من طريق الغية بن شعبة رواه المام البخاري ف "صحيحه" [ ]1291ومسلم برقم [ ]4وأحد ف "مسنده" [ 18164و ]18229وابن أبـي شيبة [ ]26245والطبان ف "الكبـي" ( 20/408رقم 974و .)975 مـن طريـق عبدال بـن عمرو رواه البخاري [ ]3461وأحدـ فـ "مسـنده" [ 6493و 6600و 6902و ]7022 والترمذي [ ]2669وابن أبـي شيبة [.]26232 من طر يق أب ـي هريرة رواه البخاري [ 110و ]6197وم سلم بر قم [ ]3واح د [ 9336و 9369و 10067و ]10739والنسائي ف "الكبى" [ ]5915والطيالسي ف "مسنده" [/ 2421دار العرفة]. من طريق علي بن أبـي طالب كرم ال وجهه رواه المام أحد ف "مسنده" [ 586و ]1079والترمذي [.]3715 من طريق الزبـي بن العوام رواه أحد ف "مسنده" برقم [ ]1417وأبوداود ف "سننـه" [ ]3651والنسائي ف "الكبى" [ ]5912وابن ماجة [ ]36والدارمي [ ]233وابن أبـي شيبة [.]26233 من طر يق أب ـي سعيد الدري رواه أح د بر قم [ 11098و 11350و 11410و ]11542وا بن ما جة []37 وابن أبـي شيبة [.]26238 من طريق أنس رواه المام أحد ف "مسنده" [ 11948و 12117و 12161و 12708و 12770و 12806 و 13104و 13194و 13969و 13978و ]13988والترمذي [ ]2661والنسـائي فـ "الكـبى" []5194 وا بن ما جة [ ]32وا بن حبان ف " صحيحه" [ /31الح سان] والدار مي [ 235و 236و ]238وا بن أب ـي شي بة [ 26230و ]26243والطيالسي [.]2084 مـن طريـق جابر بـن عبدال رواه المام أحدـ [ ]14265وابـن ماجـة [ ]33والدارمـي [ ]231وابـن أبــي شيبـة [ .]26242 مـن طريـق عقبـة بـن عامـر رواه المام أحدـ [ ]17441وابـن حبان فـ "صـحيحه" [ 1049و 2546و ]5412 والطبان ف "الكبـي" ( 17/327رقم )904و( 19/296رقم .)657 من طر يق ز يد بن أر قم رواه المام أح د [ ]19288والا كم [ ]258وا بن أب ـي شي بة [ ]26246وال طبان ف "الكبـي" [ 5017و 5018و 5019و 5020و .]5055 من طر يق ا بن م سعود رواه الترمذي ف سننـه" [ 2257و ]2659وا بن ما جة [ ]30وال طبان ف "الكب ـي" [ ]10074والطيالسي [ 342و .]362 78
بـهجة النوار
خلف النصـوص حرام ول ينعقـد على مالفتــها اجاع .وأمـا الظنـ مـن الجاع فهـو مـا عدا مـا ذكرتـه. ولّا كان مال فة القط عي من كل وا حد من هذه الثل ثة ال صول حراما وضللة بإجاع من اعترف بالجاع من المة الحمدية أشار إل ذلك فقال: وهـــــالك مـــــن كان منِعَـا (()33والجتـهــاد عند هـــــــذي ُ فيها مبدعــا) تقدم أن الجتـهاد هو استفراغ الفقيه الوسع ف استحصال حادثة بشرع ،وف هذا البـيت اشارة إل حكمه الشرعي فيحرم الجتـهاد ف مواضع ورد نص الكتاب أو السنّة أو الجاع القطعي ف بـيان حكمها ،ويب التسليم لا والقبول لبـيانـها ،ويوز الجتـهاد ف الشياء الت ل يرد فيها نص من هذه الثلثة ،ويب على من بلغ الجتـهاد( )126واحتاج إل العمل أو الفتوى أو الكم با ل يرد بـه نص من الصول الثلثة. من طريق عتبة بن غزوان رواه الاكم ف "الستدرك" [ .]5141ومن طريق ابن عمر رواه ابن أبـي شيبة [.]26229 من طريق عبدال بن الارث رواه المام الربـيع الفراهيدي ف "مسنده" [.]739 كما رواه الدارمي أيضا ف "سننـه" برقم [ ]234عن يعلى بن مرة و[ ]237عن أبـي قتادة . وروي من طريق مسلم مول خالد بن عرفطة عند الاكم [ ]5222وابن أبـي شيبة [.]26234 ورواه الافظ الطبان ف "العجم الكبـي" برقم [ ]204عن طلحة بن عبـيدال .و[ ]4100عن خالد بن عرفطه .و[ ]6679عـن السـائب بـن يزيـد .و[ ]7302عـن صـهيب .و[ ]8181عـن طارق بـن أشيـم الشجعـي .و( 17/139رقم )346عن العرس بن عميه .و( 18/187رقم )442عن عمران بن حصي .و( 19/393رقم )922عن معاوية .و( 22/263رقم )675عن يعلى بن أمية التميمي . ورواه كذلك ا بن سعد ف "الطبقات ال كبى" والط يب البغدادي ف "تار يخ بغداد" والميدي ف "م سنده" وا بن عدي ف "كامله" والعقيلي ف "الضعفاء" وقل أن يوجد كتاب من كتب السنّة إل وروى هذا الديث. وللطبان جزء مطبوع بعنوان "طرق حديث من كذب علي متعمدا" .وعد هذا الديث جاعة من العلماء من قبـيل التواتر فقد رواه من الصحابة تسعة وتسعون صحابـيا سرد أساءهم الزبـيدي ف كتابـه "لقط الل التناثرة ..ف الحاديث التواترة" ص( 261ـ 263دار الكتب العلمية) وانظر كلم النووي حول هذا الديث ف "شرح مسلم" (.)1/65 )(125ف (ب) :لكنـه نص ف الطلوب .وهذا خطأ والتصحيح من (أ) ومعناه أن التواتر يكون ظن الدللة إذا ل يكن نصا ف حكم بعينـه والعكس بالعكس فإذا كان التواتر نصا ف حكم بعينـه كان قطعي الدللة وال أعلم. )(126هذا وقد تفاوت الناس ف اف ساح الجال أمام الجت ـهاد ففر يق ي ضع أما مه العقبات وفر يق يعله ف متناول كل أ حد وال ق ب ـي الن ـهجي إذ ل بد من ح صول ب عض اللت في من أراد الجت ـهاد وإل ل صبح الشرع مهزلة ل كل متقوّل، يقول ساحة الشيخ أحد بن حد الليلي حف ظه ال تعال" :لريب أن الجتـهاد ركن ركي من أركان الفقه السلمي ،لتوفر الدواعي إليه ف كل عصر ،ولسيما هذا العصر ...؛ ولكن لبد من ضوابط ....؛ لن الناس ف قضية الجتـهاد بـي منطلق وجامد .فالنطلق يب أن يكون ف حدود ،والمود أيضا غي ممود ،وخي المور أوسطها. 79
بـهجة النوار
وقوله(:هالك..ال) أي من ابتدع حكما مع ورود أحد هذه الصول فهو هالك؛ لن مالفتـها حرام وضلل..ولّا كان الجتـهاد ف غيها قد يكون جائزا ،وقد يكون واجبا أشار إل النوعي فقال: وواجـــــــــب أن جوَِّزا (()34والرأي في غـــــــير الصــــول ُ جـوََزا) نتحرى ال ْ الراد بــ(الرأي) هنـا الجتــهاد الفقهـي ،وبــ(التحري) طلب مـا هـو الول فـ العمـل ،أي يوز الجتـهاد ف الشياء الت ل يرد فيها نص أحد الصول الثلثة لن شاء أن يتـهد ويب على من بلغ رتبة الجتـهاد فأراد العمل أو الفتوى أو الكم با ل يرد فيه نص أحد الثلثة الصول؛ فاذا اجتـهد الجتــهد فعليـه أن يأخـذ باـ أداه اليـه اجتــهاده وان خالف غيه ،ول يوز له أن يترك العدل فـ ()127 اجتـهاده وان خالفه من خالفه ف ذلك خلفا لا ف "أجوبة" المام ابن مبوب لهل الغرب
فمن أنواع النطلق أن يقال بأن أيّ أحد كان ولو كان عاميّا يب عليه أن يستخرج الكم بنفسه من الكتاب ومن السنّة، ومن إجاع المة ،وأل يتقيد بذهب .هذا أمر عسي ،لن الناس ل يكلفون ما ل يستطيعون ،وأنّى لذا العامي ،وكثي من السلمي لسانـهم غي اللسان العربـي ـ لسان القرآن ـ ولسان الرسول عليه أفضل الصلة والسلم ،ل يفهمون معان القرآن وإن تلوا القرآن .وهذا العا مي العرب ـي أنّى له أن يعرف النا سخ من الن سوخ ،والح كم من التشاب ـه ،والطلق من القيّد ،والجمل من البـي ،والعام من الاص ،ويردّ كل شيء إل نصابـه ،فإلزام عوام الناس وجهلتـهم أن يتـهدوا من غ ي أن تتو فر ل م القدرة على الجت ـهاد أ مر ف يه إفراط ،وذلك يؤدي و قد أدى فعل إل تن طع كث ي من العوام على علماء ال سلمي؛ إذا قرأ أحد هم حدي ثا ل يعرف ف أي منا سبة قال الر سول ذلك الد يث .أو تل آ ية ل يعرف سبب ن ـزول الية انطلق وقال ف الية أو قال ف الديث برأيه .مع أن أجلة الصحابة كانوا يتوقفون أن يفسروا القرآن با تدلم عليه عقولم من غي أن يستندوا إل ركائز ثابتة وأدلة يستضيؤن بـها. والمود أيضا أن يقول القائل بأن الواجب على العال أن يقلد من قبله ،فإن من سبق كان أكثر علما وأوسع إطلعا ،وأطول باعا ،وأعمق نظرا ،وأرحب صدرا .نعم ل ينكر مقام السلف ولكن كل أحد متعبد إن أطاق الجتـهاد وقدر عليه أل يقلد غيه ،ول تقليد إل للمعصوم ".ا.هـ نقل عن كتاب "ندوة الفقه السلمي" نشر وزارة العدل والوقاف ـ بسلطنة عمان ـ ص ( 98ـ .)99 )(127مدرجة ف كتاب "السي والوابات" ( 2/223ـ )268وكلمه حول هذا الوضوع ف ص(.)234 80
بـهجة النوار
وتابعه على ذلك أبو السن البسيان( )128ف "سيتـه"( )129وذلك أنـهما قال :إنّ الاكم يترك رأيه إن ل يوافقه عليه أحد من الماعة ويأخذ بقولم !.ول يفى ما فيه من العدول عن ذروة التحقيق إل حضيض التقليد ،ث انـه أشار إل هذا العن بعينـه فقال: ممــــا نـــــرى (()35ولم يجز خلفنــــا للعــــــــــدل وميلنــــا للهزل) كان خــــلف كافر (()36في غير ما قد حكم الحـــــاكم أو فيــما رأوا) وان حكمــــت (()37أو من طريق الزهد كــــان أفضل فاقصد َّ ن العدل) َ حل ّهَـــا وإن نـهي (()38وذاك مثل الكل للسبــــاع قــد رأيت ِ ورد) كمثــــل ما اختــار (()39حملتـه علـى سـبـيــــــل الدب امام المذهب) يرم على الجتــهد العدول عـن الرأي الذي يرى أنــه القرب إل العدل للدلة التـ عنده عليـه؛ والخذ بالرأي الذي يرى أنـه أبعد عن الصواب ف نظره لخالفتـه الدلة الت عنده ،لن ال عزوجل كلف كل واحد من الجتـهدين أن يأخذ عند الاجة إل الخذ با أداه اليه اجتـهاده فهو فرض ف حقه ،والعدول إل غيه عدول عن فرضه ،لكن استثن بعضهم من هذه القاعدة ثلثة أشياء وذكر أن فيها جواز العدول عن العدل إل الهزل ف نظر الجتـهد: أحدها :في ما اذا حكم عليك حاكم عدل ـ وكان من يوز له الكم ف الُختَلَف فيه ـ فإنـه ي ب عل يك اتبا عه في ما ح كم ب ـه ،ول يوز لك مالفت ـه ف ذلك وان ك نت ترى أن الذي ح كم بـه هو الهزل والبعد من الدلة .ويبحث فيه بأن هذا غي خارج من تلك القاعده؛ أل ترى أنـه اذا
)(128العلمة أبو السن علي بن ممد بن علي بن ممد بن السن البسيوي من علماء الباضية بعُمان ف القرن الرابع الجري لزم العلمة أبـي ممد عبدال بن ممد بن بركة فتعلم على يديه حت صار من يشار إليه بالبنان ،وحي تقدم بـه السن ث قل سعه ح ت كانوا أحيا نا إذا أرادوا ا ستفتاءه كتبوا له ف الرض فيجيب ـهم ب سب ما كتبوا له ،من ت صانيفه "الا مع" مطبوع ف 4ج و"الختصر" مطبوع أيضا وله بعض الرسائل مدرجة ف "السي والوابات" الجلد الثان 1ـ ص( 5ـ .)8 2ـ ص( 62ـ 3 .)112ـ ص( 124ـ )222ونشرت الميع وزارة التراث العمانية ،وكانت وفاتـه ف مطلع القرن الا مس الجري ـ التأر يخ بال سنوات غ ي متو فر ـ"( .اتاف العيان" ـ للبطا شي 1/229ـ "نشأة التدو ين للف قه" د.مبارك الراشدي ص 190ضمن كتاب ندوة الفقه السلمي ). )(129مدرجة ف كتاب "السي والوابات" ( 2/124ـ )222وكلمه حول هذا الوضوع ف ص(.)194 81
بـهجة النوار
حكم لك بشي ٍء ترى أنـه لغيك ل يوز لك أخذه غاية ما فيه أن الواجب ف الصورة الول النقياد لكم الاكم ل ترك العدل ف نظره. وثانيها :أنـه اذا كان ف الرأي الذي يرى أنـه أبعد من الدلة مالفة لكافر قال يوز له ترك ما هو العدل ف نظره والخذ با هو أهزل فيخالف الكافر ف ذلك كان الكافر مشركا أو فاسقا ،ونصب للول دليل "يهودي مر على ر سول ال ور سول ال وأ صحابـه واقفون ع ند د فن م يت ،فقال اليهودي هكذا تف عل أحبار نا .قال :فق عد ر سول ال وأ مر أ صحابـه بالقعود مال فة لليهود"(.)130 ()132 ونصب للثان دليل ما روي أن جابر بن زيد ( )131ـ رضي ال عنـه ـ خالف السن البصري )(130جاء من طريق عبادة بن الصامت رواه أبوداود ف "سننـه" برقم [ ]3176والترمذي ف "سننـه" برقم []1020 وابن ماجة ف "سننـه" [ ]1545والبـيهقي ف "السنن الكبى" [ 4/44برقم ]6890والازمي ف "العتبار" ص(328 بتحقيق د .قلعجي). قال الافظ ابن حجر ف "فتح الباري" ( 3/233دار الكتب العلمية): "و قد ورد مع ن الن ـهي من حد يث عبادة قال» :كان النب ـي يقوم للجنازة ف مر ب ـه حب من اليهود فقال :هكذا نف عل .فقال :اجل سوا وخالفو هم« أخر جه أح د وأ صحاب ال سنن إل الن سائي ،فلو ل ي كن ا سناده ضعي فا لكان ح جة ف النسخ "..ا.هـ ويشتم منـه ضعف هذا الديث وال أعلم. )(131المام أبو الشعثاء جابر بن زيد الزدي اليحمدي العمان مولدا ووفاة قضى أكثر عمره ف البصرة حاضرة العلم آنذاك، وهو من طبقة كبار التابعي روى عن ابن عمر والسيدة عائشة وابن الزبـي والكم بن عمرو الغفاري وأكثر من مالسة ابن عباس فكان أحد أقرب تلميذه ،أخذ عنـه قتادة وعمرو بن دينار ويعلى بن مسلم وأبو عبـيدة مسلم بن أبـي كرية وخلق كثي ،شهد له ابن عباس بقوله" :لو أن أهل البصرة نـزلوا عند قول جابر بن زيد لوسعهم علما من كتاب ال". وقال ا بن ع مر ف يه " :يا جابر إ نك من فقهاء الب صرة ."...و ف "الضعفاء" لل ساجي عن ي ي بن مع ي :كان جابر إباض يا وعكر مة صفريا .و ف كتاب "الز هد" لح د :ل ا مات جابر بن ز يد قال قتادة" :اليوم مات أعلم أ هل الرض .مات سنة 93هـ( .العب 1/80ـ وتذكرة الفاظ ـ للذهبـي 1/72ـ تـهذيب التـهذيب ـ لبن حجر 2/35ـ طبقات الدرجين ـ .)2/205 *(تنبـيه) كلم يي بن معي ـ إمام الرح والتعديل ـ الدال على نسبة المام جابر إل الباضية رواه عنـه أيضا الافظ ابن عدي ف كتابـه "الكامل" ( )4/71ـ دار الفكر ـ بـيوت ـ الطبعة الثالثة ـ 1988م. )(132أبو سعيد السن بن يسار البصري من كبار التابعي وأمه خية مولة أم سلمة ولد لسنتي بقيتا من خلفة عمر ،ونشأ بالدينة فحفظ كتاب ال ف خلفة عثمان ،وسعه يطب مرات ،وكان يوم الدار ابن أربع عشرة سنة ث كب ولزم الهاد ولزم العلم والعمل وكان أحد الشجعان ،انتقل إل البصرة وعظمت هيبتـه ف القلوب .أثن عليه أنس بن مالك بقوله: "سلوا السن فإنـه حفظ ونسينا" .كان يدخل على الولة فيأمرهم وينـهاهم ل ياف ف الق لومة لئم ،وله مع الجاج بن يوسف مواقف وقد سلم من أذاه ،وصفه النسائي بتدليس السناد ،وقال البزار" :سع السن البصري من جاعة ،وروى عن آخرين ل يدركهم ،وكان يتأول فيقول :حدثنا وخطبنا .يعن قومه الذين حُدثوا وخطبوا بالبصرة .قال :ول يسمع من ابن عباس ،ول السود بن سريع ،ولعبادة ،ولسلمة بن الحب ،ول عثمان ،ول أحسبـه سع من أبـي موسى ،ول من 82
بـهجة النوار
حي قال له ـ وقد حضر معه ف مرضه الذي مات فيه ـ :قل يا جابر ل إله إل ال .فأمسك جابر مع قدرتـه على النطق مافة أن يقال تبع السن على مذهبـه(.)133 ويبحث فيه بأن هذا كله خلف ما عليه القاعدة ،فإن القاعدة هي أنـه ل يوز للمجتـهد أن يالف ما رآه أنـه هو الق ف نظره وأن ما عداه خلف الق ف نظره؛ وقعوده وامساك جابر عن القول ليس حراما قبل ذلك. النعمان بن بشي ،ول من عقبة بن عامر ،ول سع من أسامة ،ول من أبـي هريرة ،ول من ثوبان ،ول من العباس" .فعلى هذا تكون روايتـه عنـهم من قبـيل النقطع .قال الذهبـي" :قلت :وهو مدلس فل يتج بقوله( :عن) ف من ل يدركه، و قد يدلس ع من لق يه وي سقط من ب ـينـه وب ـينـه ."..وله كلمات سائرة وكتاب ف "فضائل م كة ـ خ" تو ف عام 110هــ"( .ميزان العتدال" 1/527ــ و"تذكرة الفاظ" للذهبــي 1/71ــ "طبقات الدلسـي" برقـم ( )40ــ و"تـهذيب التـهذيب" لبن حجر .)243 /2 )(133هذا الكلم ل يؤخذ على علتـه فالمام جابر بن زيد كان صديقا حيما للحسن البصري ول يكن السن يتلف معه ف كثي من القضايا كما يظهر من مطالعة بعض مواقفه وكان المام جابر يكن له من الحترام والود يتضح ذلك من طلبـه له عند حضور أجله ولو كان السن البصري يتلف مع المام جابر ف قضايا حرجة لا كلف نفسه هذا الطلب .. وال ق أن ام ساك المام جابر كان تقريرا لبدأ يعتقده و هو أن من ظهرت له ش يء من علمات انت ـهاء أجله كان ذلك مؤذنا بأنـه يوت على ما كان عليه قبلها ول تنفع التوبة بعد معاينة أسباب الوت ـ كما حصل لفرعون عندما غرق مثل ـ يتضح ذلك من نقل العلمتي الدرجين ف "طبقات الشائخ" ( )2/207والشماخي ف "كتاب السي" ( )1/69للواقعة وهي كما يلي: [لا حضرت جابر بن زيد الوفاة أتاه ثابت البنان وقال :يا أبا الشعثاء هل تشتـهي شيئا؟ .قال :إن ل أشتـهي شيئا إل أن ألقى السن قبل أن أموت .قال فخرج ثابت البنان فدخل على السن فأعلمه بقول جابر بن زيد ،قال :وكان السن إذ ذاك مستخفيا ،فقال :كيف ل بذلك؟ .قال :اركب بغلت على السرج وأنا أردف خلفك ،وأعطيك طيلسان وأرجو أن ل ُيعْرَض لنا .قال ففعل ،ودخل على أبـي الشعثاء وهو مضطجع فانكب عليه السن وهو يقول :يا أبا الشعثاء؛ قل ل إله إل ال .فر فع جابر عين يه ،فقال :أعوذ بال من غدو ورواح إل النار .فقال له ال سن :يا أ با الشعثاء؛ قل ل إله إل ال .فقال: أعوذ بال من غدو ورواح إل النار .ث قال :يا أبا سعيد يوم يأت بعض آيات ربك ل ينفع نفسا ايانـها ل تكن آمنت من قبل أو كسبت ف ايانـها خيا ـ النعام 158 :ـ .قال :فقال السن :هذا وال الفقيه العال ،ث قال :يا أبا سعيد حدثن بديث ترويه عن رسول ال ف الؤمن إذا حضرتـه الوفاة .قال :قال رسول ال » :إن الؤمن اذا حضرتـه الوفاة وجد على كبده بردا« فقال جابر :ال أكب ،وال إن لجد بردا على كبدي .].ا.هـ و قد ح صل مو قف مشاب ـهه لو قف المام جابر مع ثا بت البنا ن ك ما ف "حل ية الولياء" لب ـي نع يم ( 2/366ر قم )2584و"مسند ابن العد" برقم [" : ]1398عن ممد بن ثابت البنان قال :ذهبت ألقن أبـي وهو ف الوت قال :قلت: يا أبت قل ل إله إل ال .قال :يا بن خل عن فإن ف وردي السادس أو السابع". والشاهد أن تلقي اليت لفظة التوحيد ل يفيده إن كان غارقا طول حياتـه ف مالفة شرع ال وهذا الذي كان يرمي إليه المام جابر ،فإن كان الصنف يعن مالفة المام جابر للحسن ف هذه النظرة ـ و الختيار ف السائل الشرعية يسمى مذهبا 83
بـهجة النوار
وثالثها :أنـه اذا كان ف الرأي الذي يرى أنـه الهزل ف نظره نوع زهد وتنـزه وف الرأي الذي يرى أنــه الرجـح والعدل ترك لذلك التنــزه والورع قال فهاهنـا يوز له أن يترك مـا يرى أنــه العدل فيأخذ با ف نظره أنـه الهزل ،وضرب لذلك مثل بسألة تليل السباع وتريها على أنـه قد ورد النـهي من الشارع عن أكلها ،وقد اختلف العلماء ف تأويل هذا النـهي فذهب بعضهم إل أن هذا النـهي للتحري فحرّم أكل السباع لذلك وذهب آخرون منـهم إمام الذهب أبو سعيد ممد بن سعيد الكدمي إل حل هذا النـهي على الكراهية والتنـزه فأجازوا( )134أكل لوم السباع وقالوا في ها بالتكر يه ،فاذا رأى الجت ـهد جواز أكل ها وأن هذا الن ـهي للكراه ية ك ما عل يه هذا المام ـ رضوان ال عليه ـ كان جائزا له أن يتمسك با رأى فيأكل ،وأن يدع أكلها تنـزها لا ف أكلها من الكراهية؛ هذا ف الكم الذي يصه بنفسه ،أما اذا حكّمَه غيه وولِيَ الكومة ف ذلك وجب عليه أن يكم با يرى أنـه القرب للصواب. مثال ذلك اذا تاصم اليه رجلن اصطاد أحدها سَُبعَا( )135فأطلقه منـه الخر فطلب الصطاد حقّه من ـ َعهُ كان على هذا الاكـم أن يكـم لذا الصـطاد على هذا الذي أطلقـه بضمان سـبعه. الذي أطلق سَُب ويب حث فيه بأن ما ذ كر من جواز الترك لل كل ليس من هذا الباب الذي ن ن بصدده ،فان ترك هذا الجتـهد أكل هذه السباع إنا هو لمتثال النـهي الوارد عن الشرع فل يلزم من المتناع عن أكلها القول بأن أكلها حرام ،أل ترىأنـه حي صار حاكما وجب عليه الخذ با رأى أنـه الرجح ف نظره فيلزمه الكم بـه ،ولجل هذه اليرادات على هذه الستثنيات أشار الصنف للتبي من استثنائها بقوله( :فيمـا رأوا) أي فيمـا رأى السـتثنون لذه الصـال ،ولّاـ فرغ مـن بــيان الحكام التـ تصـ الجتـهد شرع ف بـيان حكم الضعيف عن الجتـهاد فقال: (()40والخلـف إن لم نعــــرف َّ هــــل جائز بما نشا ن العدل أن نعمل) ـ فكلمه ل غبار عليه .وال أعلم. )(134على أن الش يخ نف سه ر جع عن هذا القول فح كم بر مة لوم ال سباع ف م صنفاتـه التأخرة فمثل يقول ف "جو هر النظام" (:)1/221 والنّجـس البـيث ثـم السكـر وإنــايــرم منـه الضـرر والضّــاريات الوحـش والطيـور والـدّم واليتـة والنـزيـــر كالسْــد والفهــود والذّئـاب وهـي من السّـباع ذات الناب كالبــاز والعقــاب والنســور. وذات ملـب من الطيـــور )(135ال سبع ـ ب ضم الباء وفتح ها و سكونـها ـ الفترس من اليوان ..ك ما ف "القاموس الح يط" للفيوزأبادي (مادة: سبع). 84
بـهجة النوار
بل نستــــشير واجبا
(()41أو ل اذا التحري في ذا يعــــدم من يعلم) اختلف العلماء ف الضعيف الذي لقدرة له على الجتـهاد ول استطاعة له على ترجيح القوال؛ وقد أراد أن يعمل بشيء من الشياء ـ الت قد اختلف العلماء ف حكمها ـ :فذهب بعضهم إل أن لذا الضع يف أن يأ خذ بأي قول شاء من تلك القوال الوجوده ف م سألتـه ،ول يلز مه ف كل قض ية أن ي ستعي بالفق يه الا ضر ،واح تج لذلك بأن قوله ل يس بأث بت ف يه م ن تقد مه ف يه فأورده أثرا صحيحا فيحسن اتباعه لن بعده بل قد يكن أن يكون الول أكثر علما وأصح نظرا وبالعكس فاستوى المران في ما وجده من أ ثر صحيح أو نقله له عن الوائل من الختلف صريح( )136أو أ خبه الفق يه ال ي بوجود الختلف ف يه و سكت عن التعد يل في ما يك يه ،وحُ كم ما عَ ّدلَه ب عض علماء ال سلف وعَ ّدلَ َغْيرَه الفقيه الاضر من اللف حُكم ما اختلف الفقهاء ف تعديله ويرجع المر فيه إل جواز المرين، هذا كله اذا ل يكن لذا الضعيف قدرة على معرفة العدل ،وكانت السألة ما وجد الختلف فيها، أما اذا شاء العمل بشيء ل يوجد ف بـيان حكمه شيء عن العلماء فهاهنا يب عليه مشاورة أهل العلم ف ذلك ول يوز له أن يعمل بـهوى نفسه. وذهب آخرون إل أنـه يب على هذا الضعيف اذا شاء العمل با يتلف فيه أن يشاور من قدر على مشورتــه مـن الفقهاء ،وأن يسـتعي فـ طلب العدل مـن القوال والدليـل على ذلك قوله تعال: ولوردوه إلى الرســـول وإلى أولي المـــر منــــهم لعلمـــه الذيـــن يسـتنبطونـه منــهم النسـاء 83 :لن ال ستنباط ل يكون ال من الفقهاء العلماء ب ـه ،و قد أُمِر الضعفاء برد المر فيه إليهم والخذ فيه بقولم فهم الجة فيه لم وعليهم ويدل على ذلك قوله تعال: فاسألوا أهل الذكر ان كنتم ل تعلمون النحل . 43 : أقول :وهذا الذهـب أقوى دليل وأقوم سـبـيل مـن الذي قبله لذه الدلة ،ولاـ فـ مشورة العال مـن امكان الطلع على دل يل القول الذي يرشده عل يه ويأمره بال خذ ب ـه ،فيكون بذلك آخذا بالدل يل الذي سعه فيُنـزل ف وجوب الشاورة للعال عند وجوده منـزلة القادر على الجتـهاد ،ول يفى أن حكـم مـن كان متــهدا ول يطلع على الدلة فـ شيـء مـن الحكام أن حكمـه فـ ذلك حكـم الضع يف لن ـه ف ذلك ال كم ضع يف أي ضا بناء على القول بتجزئ الجت ـهاد و هو مذ هب المام الكدمي وف قول ثان ان الجتـهاد ل يتجزأ فل يكون متـهدا حت يكون عالا بميع الدلة من الكتاب والسنّة ،والول هو الختار وال أعلم. )(136ف (ب) :صحيح. 85
بـهجة النوار
والــــوزر والضمان
(()42وخطأ العالم في الفتوى همــــل للذي عمل) الطأ نوعان؛ أحدها :أن يكون صاحبـه معتقدا اصابة الق فيما أفت بـه ويظن أنـه صواب وهو مالف للحق ،فهذا غ ي معذور من ال ث والضمان ـ كان عال ا أو جاهل ـ اذا حرّم ما أ حل ال أو أحل ما حرم ال ،وقد حصل التحرز من هذا النوع بقول الناظم(:وخطأ العال) لن صاحب هذا النوع وان كان عالا ف غيه فهو جاهل بـه. وثانيهما :أن يكون الفت عالا بذلك الشيء الذي أخطأ فيه وبأصوله فأخطأ بلسانـه وهو يعلم أن لو انتب ـه أن ـه م طئ ف يه فهذا متلف ف تضم ي صاحبـه ،والذي عل يه المهور من الهابذة أن ـه لضمان عليه ،وأما الث فل نعلم أن أحدا قال بـه ف هذا الوضع ،والذي وجدناه عن علمائنا انـه ل إث عليه بدليل قوله » :رفع عن أمت الطأ والنسيان ..الديث«()137وباشارة قوله تعال ـ حكاية عن الؤمن ي ـ :ربنـا ل تؤاخذنـا إن نسـينا أو أخطأنـا البقرة 286 :و ما أح سن قول الصائغي(:)138 مرفوعة عنـه وما أوله(.)139 وزلة العالــم ف فتــواه وقول النا ظم ( :ف الفتوى) احتراز من خ طأ العال ف ال كم فإن ـه ل يعذر من ضمان ـه ،أ ما ال ث فمعذور عن ـه ف الالت ي وإن ا كان عل يه الضمان ف ال كم دون الفتوى( )140ل ا ف ال كم من جب )(137تريه يأت مع ماثله ف التعليق على البـيت رقم (.)304
)(138الشيخ سال بن سعيد بن علي الصائغي ،من علماء الباضية بعمان عاش ف القرن الثالث عشر الجري ،كان على درجة عالية من العلم والوقار وكان مهابا ف زمانـه قائما بالمر بالعروف والنـهي عن النكر ،من تصانيفه الرجوزة الت قام بتنقيحها الشيخ السالي ف كتابـه جوهر النظام وأرجوزتـه هذه تبلغ ما يقارب عشرة الف بـيت يقول عنـها السالي ف تقديه للكتابـه جوهر النظام: ف الفهـــم مبلغا نظـــام الصائغي وبعــــد إن خي نظم بالـــغ من واجــب وجائـز ومنـــــع فــإنـه حوى بـيـان الشـــرع وطـاب حفظــه لدى الفــاظ ..ال واْنصَـبّ ف سهـــولة اللفـاظ وله كذلك "الرشاد" ل يزال مطوطا ترى بعض فصوله مدرجة ف "قاموس الشريعة" للسعدي ،وله كتاب "الضنون بـه على غي أهله" مطوط وهو ف أصول الدين والفقه والداب ف ثلثة أجزاء( .تعليق الشيخ أبو اسحاق الزائري على "جوهر النظام" /1بداية الكتاب ـ "شقائق النعمان" للخصيبـي .)3/8 )(139البـيت برمتـه ف "جوهر النظام" ( 1/34بتحقيق الشيخ ابراهيم بن سعيد العبي) وهو من أرجوزة الصائغي تراه ف "قاموس الشريعة" للعلمة السعدي ( 2/63التراث). )(140على أن الفتوى أمرها خطي فهي ل تتأتى من كل من تعلم بعض السائل كما هو الال ف هذا الزمن حيث يتصدر لذا الشأن من ل يصلح أن يكون طالبا بـي يدي علماء السلف ،وليس بغريب أن يتواجد ف بعض الدول ف الشارع الواحد 86
بـهجة النوار
ـب .وقوله( :والوزر ـا جـ ـس فيهـ ـه ليـ ـم دون الفتوى فإنــ ـه على قبول قول الاكـ الحكوم عليـ والضمان..ال) أي إ ث ذلك ال طأ وضمان ـه ان ـهما على مَن َقبِلَه من العال وعَمِل ب ـه أو حَكَم لنـه ل يوز لحد أن يقبل خلف الق أو يعمل بـه ،ولو قال بـه من قال من العلماء فالعلماء إنا هم حجة ف الق ل ف الباطل .ولّا صرح بتأثيم العامل بلف الق وتضمينـه استدرك ذلك ببـيان توبتـه فقال: فالتـــوب مجمــــل أتى (()43وان خفــــي بطلنـه عليـــــه اليـه) ولم يجـــد معـــبرا (()44ان كان مما حجة السمــــاع بـه فلتنــــتبـه)
العشرات من نصب نفسه للفتيا وهذا من التلعب بأمور الشرع والعياذ بال واستسهال الال مع عدم ادراك خطورة ما هم بصدده ،وإن كان غي خفي أن الصحابة وخيار التابعي كانوا يتدافعون الفتيا فيما بـينـهم وكان الواحد منـهم يتمن لو كفاه غيه ،هذا و قد شرط الفحول من العلماء للجت ـهاد والفتوى شرو طا ح ت ل يكون الد ين لع بة ل كل من هب ودب فهذا العل مة أ بو ا سحاق الشيازي الشاف عي يقول ف كتاب ـه "الل مع ..ف أ صول الف قه" ص (" :)127وينب غي أن يكون الفت عارفا بطرق الحكام وهي الكتاب ،والذي يب أن يعرف من ذلك ما يتعلق بذكر الحكام واللل والرام دون ما فيه من القصص والمثال والواعظ والخبار ،وييط بالسنن الرويّة عن رسول ال ف بـيان الحكام ،ويعرف الطرق الت يعرف بــها مـا يتاج إليـه مـن الكتاب والسـنة مـن أحكام الطاب وموارد الكلم ومصـادره مـن القيقـة والجاز ،والعام والاص ،و الج مل والف صل ،والطلق والق يد ،والنطوق والفهوم ،ويعرف من الل غة والن حو ما يعرف ب ـه مراد ال تعال ومراد رسوله وما تقتضيه ،ومعرفة الناسخ من ذلك من النسوخ ،وأحكام النسخ وما يتعلق بـه ،ويعرف اجاع السلف وخلفهم ،ويعرف ما يعتد بـه من ذلك وما ل يعتد بـه ،ويعرف القياس والجتـهاد والصول الت يوز تعليلها وما ل يوز ،والوصاف الت يوز أن يعلل بـها وما ل يوز ،وكيفية انتزاع العلل ،ويعرف ترتيب الدلة بعضها على بعض وتقدي الول منـها ووجوه الترجيح ،ويب أن يكون ثقة مأمونا ل يتساهل ف أمر الدين ".ا.هـ وقال ابن أمي الاج النفي ف "التقرير و التحبـي" (" :)3/341قال ابن السمعان :الفت من استكمل فيه ثلث شرائط؛ الجتـهاد ،والعدالة ،والكف عن الترخيص والتساهل .وللمتساهل حالتان :احداها أن يتساهل ف طلب الدلة وطرق الحكام ويأخذ ببادئ النظر وأوائل الفكر فهذا مق صّر ف حق الجتـهاد ول يل له أن يفت ول يوز أن يُستفت ،والثانية أن يتساهل ف طلب الرخص وتأول ال سنّة فهذا متجوّز ف دين ـه و هو آ ث من الول .ا.ه ـ و ف أ صول ا بن مفلح :قال أ صحابنا وغي هم :يرم ت ساهل الف ت وتقل يد معرو فٍ ب ـه .و ف شرح البد يع للهندي :وي ب أن يكون عدل ث قة ح ت يو ثق في ما ي ب ب ـه من الحكام ..ال" ا.هـ وقد تكلم ف مثل هذا غيهم من العلماء على اختلف مذاهبـهم وتباين مشاربـهم ،وتـهوين المر ل يكون إل من ل يبال بـهذا الدين متلعب بأحكامه أو من يدع نفسه فيوهها بلوغه تلك النـزلة وهي أبعد من النجوم ف أفلكها عنـه ،أما من يبحث عن الرخص أينما كانت فحدث عنـهم ول حرج ،حت صار التورع عن التخليط ف أمور الشرع والخذ بالعزائم والعمل بالحوط من ملفات الاضي عند كثي من الناس وال الستعان. 87
بـهجة النوار
الاء من قوله( :بطلن ـه) عائدة إل ال طأ وكذلك ف قوله( :ال يه) ،والاء من قوله( :عل يه) عائدة إل الذي عمل وانتصب ممل على الال من فاعل أتى أي ل يلو ذلك الطأ إما أن يكون ما تقوم بـه الجة من العقل أو ما تقوم حجتـه من السماع فالول :غي معذور صاحبـه مهما خطر بباله ال باعتقاده الـق فيه .والثان :نوعان؛ 1ـ تأدية مفروض2.ـ وترك مجور. فأما تأدية الفروض فاذا ل يد ُمعَبّرا يعب له اياه ول يأت له من قبل بصيتـه بإلام ونوه فهو معذور، كما سيأت اذا اعتقد ف جلتـه السؤال عن جيع ما يلزمه من دين ال. ستَحِل أو وأ ما ترك الحجور ف قد ق يل ان ـه ل ي سع أحدا أن يرتكب ـه عال ا بجره كان أو جاهل مُ ْ ُمحَ ّرمَا ،ومن ارتكبـه فهو هالك ظال لنـه قد ورد ف الثر الجتمع عليه :يسع الناس جهل ما دانو بتحري ه ما ل يركبوه أو يتولوا راكب ـه أو يبأوا من العلماء اذا برؤا من راكب ـه ،وهذا قد ارت كب ذلك الحجور عل يه ارتكاب ـه فل عذر له ب هل ،ول بفتوى م طئ لن الف ت اذا أخ طأ و جه ال صواب فليس بجة .وقيل اذا ل يد من العب ف هذا ونوه وكان قد اعتقد ف جلتـه التاب عن جيع ما لزمتـه فيه التوبة والسؤال عن جيع ما لزمه فيه السؤال فهو سال ،وف هذا سئل المام الليـلي ـ رحه ال ـ: الســــــــــؤال نسائل شس العصر أعن سعيـدنا سللة خلفان الليـلي المجدا عن الراكب الحجور جهل ول يزل مقيمـا عليه مدة الدهر سرمدا يالس أعـلم النام ول يســل وموطنـه دار بـها العلـم والدى يدارس للثــار طول زمانـه ولكنـه لا يراه مســـوّدا ول يسمع التحـري فيه ول يكن خطـورا له بالبـال كي يتعبدا ويسبـه فعل حـلل وأنـه تقي كري خائف موقع الردى أيسلم عند ال ان مـات هكـذا ويدخلـه الفردوس فيها ملدا فقل ما أراك ال فيهـا مصـرحا صفات قيام الجة الكل مرشدا فل زلت مبورا وحبا موفقــا لكشـف مهمات خليفة أحدا عليه صلة ال ما ناحـت الربـا نسيم الصبا أو جابت العيس فدفدا فأجــــــــاب ـ رضوان الله عليه ـ: اليك بمـد ال نظمـا مؤيـدا بكم كتاب ال ،من شـرع أحدا عليه صـلة ال ث سـلمــه وأهليه والصحاب أفضل من هدى فمن ركب الحجور جهـل بجره من الكم من مشروع ربـي تعبـدا 88
بـهجة النوار
وضيع مفروض السـؤال وأنـه على قدرة منـه فقد ضل واعتـدى مـن الق إل أن يبشّـر بالردى وما عذره بالهل شيئا يفيــده كزان ول يـدر الزنـاء مرمـا وواطـئ أدبـار النسـاء تعمـدا اذا ل يسل من قبل فعل بـه ابتـدا فذلك بالجـاع ل شك هالك وهذا عليـه حجـة ال ربنــا أقيمت وما ف الهل عذر له بـدا ولو سقط التكليف عن كل جاهل لكان اقتنـاء الهل للنفع أعـودا ول تبغ ف ذاك اختـــلفا فانـه ضلل وكن أهل الـدال مفنـدا فهذا بإجاع على نص مكم الـ ـكتاب وما فيه اعوجـاج تـأودا وان تاب من قبل الذهـاب فربنا حليم غفور ذنب من تاب واهتـدى ودعن من ذكر الذي ليس واجدا له أحـدا مـن يعـب للهــدى فهذا له حكم يـص عمومهـا ولكـن أراه ل يكن لك مقصـدا فجئت بمد ال بالق واضحـا سلم علـى هادي البية أحـدا وقال ف مو ضع آ خر من "فتاو يه".." :وأ ما النوع الثا ن و هو ركوب الحجور ف د ين ال تعال من أ صول ما ل تقوم ب ـه ح جج العقول فق يل ف هذا على الطلق ب ـهلك فاعله من التعبد ين لن ـه يف عل ما ليوز له ف دين ـه و قد ن قض الد ين ،و ف ال ثر الجت مع عل يه (ي سع الناس ج هل ما دانوا بتحريهـ مال يركبوه..ال) وهذا قـد ركبــه فضاق عليـه ول يسـعه جهـل بكـم ظاهره وإل فالهـل أشرف بضاعة ان كان بـه عذر لن أطاعه فهو أول بالكرامة لنـه مطية السلمة؛ ويأب ال ذلك. وف قول آخر :فعسى ان ل تقم عليه الجة برامه أن ل يبلغ بـه إل هلكه وآثامه إن دان ل تعال بالتوبة منـه بعينـه ان كان ف الدين حراما ،وبالسؤال عنـه بعينـه أيضا إن هدي إل ذلك ف أحد الوجهي أو فيهما تاما وإل ففي الملة ،ولبد أن يدين ف جلتـه الت تعبده بـها أن يطيعه ف كل شيء من أمره ويسأل مع القدرة عما يب عليه السؤال عنـه من دينـه ويتوب اليه من كل معصية علمها أو جهلها ف حينـه مع الدينونة له با يب عليه ف ذلك إن لزمه شيء هنالك ،أو هدي اليه حال وجوب ـه بالتعي ي ،أو ف الملة من أ صل ما ب ـه يد ين فإذا دان ل تعال ب ا ي ب من هذا ف الملة إل أن ـه لعدم قيام ال جة عليه برمة ما ركب ـه ل ي هد إل حك مه فأتاه على غ ي ع مد من ـه للمعصية وإنا وقع منـه لقصور علمه ،وكذلك إن أخذ فيه بفتيا من دلّه على غي عدله ل مقلدا له على حال ول مدّع يا على ال ف يه بحال لكون ـه ف يه على غ ي ا ستحلل ول مهمل عل يه اعتقاده ف يه على ال صوص أو ف الملة إل لعذر ـ ك ما سبق ف مثله من مقال ـ فتكون الفت يا ف هذا القام 89
بـهجة النوار
لباطلها حكم لشيء فكأنـها ل تكن ف الحكام شيئا فكان ذلك من خطأ الفت على ما يعذر بـه، أم يلم فقابل ذلك على حجره وإن ل يكن هذا من عذره إل أنـه ما ل تقم الجة عليه بـه وهو غي مق صّر ف الواجب من عقيدت ـه ،ففي قول الشيخ أبـي نبـهان( )141ـ رحه ال عليه ـ ف غي موضع من "أجوبتـه" ما دل أن يسن ظنـه ف ال؛ يرجو أن ل يهلك من أجله بشرط ما ذكرناه من التزام طر يق النجاة ف عقيدتـه ،وقد صرح ف هذا وف غيه من جوابـه بوجود الختلف ف هذا وبابـه ،وقوله صحيح وآثار الشيخ أبـي سعيد ـ رحه ال ـ تشهد له بصوابـه ،وكفى بـهما قدوة لن أراد ال بـه الداية وبأثارها نور يهدي كما له هو أهل ،وبمده نتوسل اليه أن ينقذنا من الهل وبحمد وآله عليهم أفضل الصلة والسلم.". هذا كلمـه وبــه تعلم أن مـا فـ كلمـه النظوم ممول على مـن أتـى الرام بعـد قيام الجـة عليـه بـه( )142لنـه هو موضع اللك بإجاع ـ كما يرشد إليه قوله" :ودعن من ذكر الذي ليس واجدا "..ال ،والذي ف كلمه النثور ممول على من أتى الرام والال( )143أن الجة ل تقم عليه ف ذلك الشيـء بعينــه لكنــها قامـت عليـه فـ الملة ،وذلك كمـا لو علم أن فـ ديـن ال حلل وحرامـا فارتكب شيئا ل يعلم حكم ال فيه؛ فإذا هو حرام ف دين ال فان هذا هو موضع النـزاع وال أعلم. )(141الشيخ الرئيس أبو نبـهان جاعد بن خيس بن مبارك بن يي من نسل المام العادل الليل بن شاذان بن المام الصلت بن مالك الروصي من علماء الباضية بعمان ولد عام 1147هـ وتتلمذ على يد الشيخ سعيد بن أحد الكندي والشيخ حبـيب بن سال النـزوي ،وصفه الشيخ السالي ف "تفة العيان" ( )2/147بقوله.." :ان أبا نبـهان كان التقدم على أ هل زمان ـه بالعلم والف ضل والشرف ،واتذه الناس قدوة ف مرا شد دين ـهم وم صال دنيا هم ،وقلده الفا ضل أمر هم ل ا علموا من علمه وورعه …" وهو والد العلمة الكبـي ناصر بن أبـي نبـهان ـ تأت ترجتـه ـ ،توف عام 1237هـ بعد حياة قضاها ف كفاح الظلم ونشر العلم من تصانيفه" :دقاق أعناق أهل النفاق ـ خ" ورسالة ف "أحكام الذبائح ـ ؟" وكتاب "ال ج ولواز مه" (ن شر م صورا عن مطوطت ـه) وجزء ف "تف سي سورة الفات ة" وأكثر ها ل تن شر ب عد"( .الف تح البـي" لبن رزيق ص( )150ـ "تفة العيان" للسالي 2/147ـ "شقائق النعمان" للخصيبـي .)1/139 )(142ف هذا التوجيه نظر وذلك لن الحقق الليلي صرح هناك بأن هذا القارف من يهل الكم فيكون من ل تقم عليه ال جة ب ـه يدلك على هذا قوله" :ف من ر كب الحجور جهل! بجره!!" وقوله" :ول يدر! الزناء مر ما" و من قا مت عل يه الجة ل يسمى جاهل .والستشهاد بقوله" :ودعن من ذكر الذي ليس واجدا "..ال ل تعلق له هنا بل حاصله أنـه فرّق بـي من يكنـه الوصول ال معرفة الكم الشرعي بسبب وجود ا ُلعَبّر فترك السؤال ،وبـي من ل يكنـه ذلك كالنقطع ف جزيرة فهذا له ح كم خاص .والتوج يه الثا ن الذي اختاره ال صنف أقرب من هذا بكث ي وعمو ما ل ج هل ول تا هل ف السلم ولو كان ف الهل عذر لكان أشرف من حيث أنـه موصل للسلمة ويأب ال ذلك ،وعليه فالكم هنا يشمل من قامت عليه الجة على الشيء بعينـه ومن ل تقم عليه الجة عليه بعينـه ما دام هناك من يوضح له الكم الشرعي ف الشياء وما دام قد علم أن ف شرع ال حلل وحراما وال أعلم. )(143ف (ب) :واللل .وهو تصحيف. 90
بـهجة النوار
أو تقول ان كلمه النظوم ممول على من ضيّع فرض السؤال وضيع اعتقاده بالهال ،وما ف كلمه النثور ممول على ما إذا ل يضيع مفروض السؤال ول يهمل العتقاد ف إجتناب ما عدا اللل ث ظهر أن هذا الوجه هو أول أن يمل عليه كلم هذا الحقق وال أعلم. ولا كان الهل نقيض العلم وكانت أحكام العلم دائرة بـينـه وبـي الهل إذ ما وجب علمه َحرُمَ جهله ،وما حرم جهله وجب علمه ،ختم هذا الركن بـهذا الباب فقال: البــاب الــرابع فـي أقســــام الجهــل وفيما يسع جهله وما ليسع وبـه يتم الكلم على الركن الول ـ إن شاء الله ـ صاحبـه والثاني فهو (()45والجهل قسمان بسيط سلمــــا ما انتمى) صاحبـه بفعــــلـــــه (()46إلى مركَّـــب وليــــس يسلـم بل يأثــم) ينقسم الهل؛ إل بسيط وإل ُمرَكّب( ،فالبسيط) هو عدم العلم بالشيء ما من شأنـه العلم حت ل يتصور ف باله شيء ما جهل بـه ول يطر بعقله شيء من صفاتـه وصاحب هذا القسم معذور سال لن الجة ل تقم عليه بعلم ما جهله ،ول يكون التكليف ال بعد قيام الجة؛ أما ما قيل من أن راكب الحجور فـ ديـن ال هالك ولو ل يعلم بجره فذلك ممول على مـن علم أن فـ ديـن ال حلل وحرامـا ،لكنــه ل يعلم الكـم فيمـا ارتكبــه بعينــه وهذا قـد تقدم له تصـور علم بوجود جلة الحرمات فهلكه انا كان بعد قيام الجة عليه ف الملة وجهله با ارتكبـه جهل مركب ل بسيط. وأما (الركب) فهو اعتقاد الشيء على خلف ما هو عليه ،وإنا سُمّيَ هذا القسم ُمرَ ّكبَا لتركّبـه من عدم العلم بالش يء واعتقاد أن ـه عال ،ف صاحبـه ي ظن أن ـه عال بالش يء و هو جا هل ب ـه وال يه الشارة بقول القائل: وأنك ل تدري بأنك ل تدري ومن عجب اليام أنك جاهل وصاحب هذا القسم هالك ان كان جهله با يلزمه العلم بـه ،وانا كان هالكا لقيام الجة عليه بذلك الشيء واعتقاده فيه على خلف حقيقتـه ل يكون عذرا له بعد وجوب علمه ،فالراد بقوله( :والثان فهو ما انتمى إل مركب) أي القسم الثان من قسمي الهل هو ما انتسب إل مركب أي سي بذلك، وقوله( :بل يأث) تأكيد لقوله وليس يسلم.
91
بـهجة النوار
ولا فرغ من تقسيم الهل بالنظر إل حقيقتـه وحصوله ف ذهن الكلف شرع ف بـيان تقسيم الهل الركب منـه بالنظر إل حكم الشارع فيه فقال: ُ لواســــع الجهـــل (()47وباعتباره لـــــدى التكل ّـــــف وضيــق يفي) الاء مـن قوله( :وباعتباره) عائدة إل القسـم الركـب مـن قسـمي الهـل لنــه أقرب مذكور ،ولن الق سم الول صاحبـه معذور و سال فل يتأ تى ف يه هذا النق سام ،والع ن أن ال هل الر كب ينق سم بالن ظر إل ح كم الشارع ف يه إل ق سمي؛ أحده ا سال صاحبـه والثا ن هالك ،في سلم صاحبـه إذا جهل با ل يلزمه العلم بـه ،ويهلك إذا جهل با يلزمه العلم بـه ،وسيأت بـيان ما يلزمه العلم بـه و ما ل يلز مه مف صل ،ولك أن تقول ان الاء من قوله( :وباعتباره) عائدة إل حقي قة ال هل مع ق طع النظر عن التق سيم الذكور ،والعن ينق سم الهل من حيث هو إل واسع الهل وهو الهل البسيط وبعـض الركـب ،وإل مـا ل يسـع جهله وهـو بعـض الركـب .وقول الناظـم( :فـ التكلف) أي فـ ُسـبّبٌ ّفـ م َ التكليـف ،ففـي اطلق التكلف على التكليـف ماز إرسـال لعلقـة السـبّبـية لن التكل َ للتكليف؛ يقال :كلفتـه فتكلّف. ولا فرغ من بـيان أقسام الهل وأحكامه شرع ف بـيان الشياء الت يسع جهلها والشياء الت ل يسع جهلها فقال: فعـــلمه في مؤَقَّـت (()48وأي فـرض فعــــلـــــه ُ مثبَّــت) وقتـــــــــه ُ وقيل ل حجة ممـــن (()49حجتـه تقـوم ممــــن عبَّـــــــــرا كفـــــرا) إن استطـــــعتـه بل (()50بل ما عــــدا البَّر أتى في المعتبر نيل ضرر) تنقسم الشياء الت ُتعُبّدْنا بـها إل قسمي: أحدها :تقوم حجتـه من عقل الكلف ،وسيأت الكلم عليه ان شاء ال تعال ف بابـه. ثانيهما :تقوم حجتـه من السماع ،وهو نوعان)1 :امتثال أمر)2 ،وامتثال نـهي؛ فامتثال المر تأدية الفترضات من البدان والموال؛ و هو أي ضا نوعان :أحده ا مؤقّ ت الع مل؛ أي يلزم أداؤه ف و قت
ُمعَيّن .وثانيهما ما ليس كذلك ،وسيأت الكلم عليه ـ إن شاء ال تعال ـ.
فأما الذي عمله مؤقت؛ كالصلة والصوم فيلزمه عمله بدخول وقتـه وتقوم حجتـه حينئذ من جيع ا ُل َعبّرِ ين ولو كان ا ُلعَبّر كافرا أو طفل أو سع ذلك من ل سان طائر ففه مه أو وجده مكتو با ف كا غد
92
بـهجة النوار
وغيه ،وهذا هو الذي أورده المام أبو سعيد ف "استقامتـه"( )144وقيل إن الكافر ليس بجة ف هذا ()145 وغيه ،بل ما عدا البَرّ ـ بفتح الباء ـ وهو الصال ف جيع أموره ل يكون حجة قاله ف "العتب" متجا له بقوله تعال :ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبـيل . 141 قال أبو ب كر( )146ف "الهتداء"(" :)147ذه بت الن ـزوانية إل قيام الجة ب ـه من كل معلم من كا فر أومسلم أو كتابة ف حجر أو من( )148فم طائر واعتلّوا بأن الق بنفسه حجة فحيث وجد كان حجة ل يعتبون ف ذلك العلم بـه ،والجة لم ف ذلك قول النبـي » :اقبل الق من جاءك بـه بغيضا
النساء :
)(144ف "الستقامة" للمام الكدمي ( 2/215ـ / 216طبعة وزارة التراث العمانية). )(145ف "العتب" للمام الكدمي ( / 1/71التراث العمانية).
)(146العلمة أبو بكر أحد بن عبدال بن موسى بن سليمان الكندي ،من كبار علماء الباضية العمانيي ف القرن السادس الجري ،ولد ونشأ ف مدينة "نـزوى" حاضرة العلم آنذاك .وهو ابن عم العلمة الكبـي ممد بن ابراهيم صاحب الكتاب الذائع الصيت "بـيان الشرع" أشهر كتب الشرع عند علماء عمان ..تتلمذ على يد الشيخ أحد بن ممد بن صال الغلفقي النـزوي ،واستفاد كثيا من ابن عمه الذكور حت كان يعتن بكتبـه ورسائله بل قيل إنـه هو الذي رتب "بـيان الشرع" على هذا الن سق .وترب على يديه ثلة ل بأس بـهم من أهل عمان وكان له مقام بارز ف الياة السياسية وذ كر غي واحد أنـه توف بعد أن عقَد للمام ممد بن خنبش ببلدة "سون" هو ومن حضر من الجله ،وأقام عنده بسون ستة أشهر ث عرض له الرض الذي مات فيـه فاندر إل أهله بــنـزوى فلبـث عندهـم عشرة أيام ثـ توفـ وقُب بــ"الضـ" مـن سـد نـزوى .وكانت له مؤلفات راقية تدل على هتـه العالية ف العلم من أشهرها كتاب "الصنف 42/ج /التراث" ف الفقه وف حقه يقول العلمة خلف بن سنان الغافري: كمـثل "بـيان الشرع" ل و"الصـنف" "ولـمـا بـلن ال بالـكم ل أجــد الـؤلـف ف يـوم الزا والصـنف". فيـا رب فاجزِ بالكـرامـة مهــجـة وله كتاب "الوهر القتصر ـ ط/التراث" وفيه مسائل كلمية ،و"الهتداء ـ ط" و "التخصيص ف الولية والباءة ـ ؟" و"التسهيل ـ ؟" ف الفرائض و "سية البرة ـ ؟" ف الرد على من طعن ف سيتـهم ،وكتاب "التيسي ـ ؟" ف النحو، و"الذخية ـ ؟" كتاب ألفه للباضية من أهل حضرموت ..ول يظهر من هذه الكتب ف عال الطبوعات إل الثلثة الول. وتوف كما تقدم سنة 557هـ ودفن ف سد نـزوى. ("السية" لبن مداد ص 31ـ "تفة العيان" 1/244ـ "اللمعة الرضية" للسالي ص 21و 22ـ "اتاف العيان" للبطاشي 1/253ـ .)264 )(147ص (31ـ .)32 )(148ف الصلي و الطبوع من "الهتداء" ( :ف) .فأصلحتـه. 93
بـهجة النوار
كان أو حبـيبا ،ورد الباطل على من جاءك بـه بعيدا كان أو قريبا«( )149قالوا :فلما كان الباطل غي مقبول من جاء بـه من مسلم أو كافر بإجاع كان الق مقبول من جاء بـه من مسلم أو كافر. وذهبت الرستاقية إل أن الجة ف تفسي ما تعبّد ال بـه ل تقوم إل من الثقات؛ واحتجوا بقول ال تعال :ولن يجعـل الله للكافريـن على المؤمنيـن سـبـيل النسـاء 141 :وبقوله سبحانـه :ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبـينوا الجرات 6 :قالوا فقد أمر بالتبـي عند خب الفاسق وهو عام ف كل نبأ حت يصح التخصيص ،قالوا :وف أمره بالتبـي عند خب الفاسق دليل على ترك التبـي عند خب غي الفاسق وال أعلم"(.انتـهى) .أقول :وف كل واحد من هذين الستدللي نظر فليتأمل. وقول الناظم( :إن استطعتـه ..ال) أي إن قدرت على وجود( )150العب من غي تمل لشقة خارجية ول إصابة ضرر ف الن فس والعيال ،و قد تقدم ذ كر الشروط ل ن ي ب عليه الروج ف طلب ال عب ف الباب الول من هذا الركن فراجعه من هنالك. معــــبرا نور هـــداه (()51واعتقد الســــؤال إن لم تستطع تتبــــع) رأيــــت من أدائـــــه (()52لكن عليــــك أن تؤديـــه كمـا متمما) وفقــــك الباري وإل (()53فإن تكن موافقا صدق العمــــل فالبدل) قــــولن بالفــور ودين (()54مختلف فيه ومــع مــــن أثبتـه مثبتـه) أي اج عل ف عقيدتك السؤال إذا ل تقْدِر على وجود العبّر حت تتوصل اليه بو جه من الوجوه ،ل كن سنَ ف عقلك من أدائه، عليك مع العتقاد للسؤال أن تؤدي ذلك الفترض الواجب عليك فعله كما َح ُ والداء :فعل الش يء ف وقت ـه .والقضاء :فعله ب عد وقت ـه أ) ا ستدراكا ـ والعادة :فعله ف وقت ـه ـ .ب) ثانيا للل. فإذا وجدت العبّر و َعبّر لك ذلك الفترض ك ما أديت ـه أ نت من ق بل ف قد وف قك ال عل يه ول بدل عليك ف يه ،وإن عبّر لك على خلف ما أ نت مؤد له فالبدل متلف ف يه على قول ي؛ هل هو عليك أو ل؟ أوجبــه قوم ول يوجبــه آخرون ،واختلف الثبتون للبدل هـل هـو لزم على الفور ــ أي فـ )(149الديـث ذكره التقـي الندي فـ "كنــز العمال" ( )15/794وعزاه للديلمـي .وهـو فـ "الفردوس بأثور الطاب" للديلمي ( 1/433برقم )1762عن ابن مسعود فذكره ـ بدون سند ـ. )(150ف (ب) :ورود .وهو تصحيف. 94
بـهجة النوار
أ سرع ما ا ستطعت لن الفور تعج يل إنفاذ الوا جب ـ أو دَيْن ُمثْبَت عل يك م ت ما شئت أن تؤد يه فواسع لك (قولن) .والاء ف قول الناظم( :مثبتـه) للمبالغة كما ف قوله تعال :بل النسان على نفسه بصيره القيامة . 14 : ث أشار إل بـيان النوع الثان من نوعي الفرض الفعلي فقال: فواســع جهلــــكه إلى (()55وإن يكن غير مؤقــــت العمل الجل) وقيـــل كالول نظــــم (()56مالم تكــــن معتقــــدا لتركــه سلكه) لن وقـــــت ذيــــن (()57وذاك مثل الحــــج والزكـاة للممـات) هذا النوع هو الثان من نوعي امتثال المر وهو الفرائض الغي الؤقتـه ـ أي ل يكن عملها مدودا ف وقت معلوم( )151ـ كالج والزكاة لن وقتـهما واسع إل حضور الوت لن ل يدن بترك فعلهما أو يعتقده من غي دينونة ،فإذا لزمك أحد هذين الفرضي أو ما كان ف معناها فواسع جهلك بعلمه إل الجل أي إل حضور وقت انقضاء الجل ،فإذا حضر وقتـه لزمك علم ذلك الفترض ،وكان عليك جةً ف الصلة والصوم اللزمي الاضر وقتـهما .وقيل بل يلزمك العلم بكل جةُ جيع من كان ح ّ ُح ّ مفترض عليك ـ وإ نْ وسعك التأخي ف أدائه ـ لئل تكون جاهل با افترض عليك ف دين ال وهذا معن قول الناظم( :وقيل كالول ..إل آخر البـيت) ،والراد بـ(الول) ف قوله الفرض الؤقت فعله. وفيه قول ثالث :وهو أنـه ل يسع تأخي أدائه بعد المكان ،فيكون من الفرائض الؤقتـه ويتمله قول الناظم أيضا ،وهذا القول ليبعد عندي ف الزكاة لقترانـها بالصلة ف أكثر آي القرآن ،ولقوله تبارك وتعال :وويـل للمشركيـن oالذيـن ل يؤتون الزكاة وهـم بالخرة هـم كافرون ف صلت 6 :و 7ول يس من الشرك ي من يؤ ت الزكاة ،ان ا ذكر ها ه نا تري ضا للمؤمن ي على السارعة ف أدائها وتنبـيها على لزوم فرضها إل أن القول الول من هذه القوال الثلثة هو الشهي التداول وعليه المام أبو سعيد ـ رضي ال تعال عنـه ـ ف "الستقامه". جميعـــه مـــا لــــم (()58وواســــع جهــلــــك بالمحــَّرم عليـــه تُقْدِم) إن قائــــم العــين (()59كالـــــدم والميتـــــة والخنـزيــر وكالخمــــور) )(151يبحث فيه من جهة أن الختار كون الج على الفور ل على التراخي وف حينـه يكون وقتـه معلوم مضيق غي موسع على الستطيع وال أعلم. 95
بـهجة النوار
فــــي أي مـا كــان من
(()60وكالذي يذبــــح للوثـــــان المكــان) والخلــــف في الخمر (()61وذا لدى المضطر قد أبـيحــــا أتى صريحا) هذا النوع الثا ن من النوع ي اللذ ين تقوم ب ـهما ح جة ال سماع؛ و هو امتثال الن ـهي عن ارتكاب الحرمات جيعها ،والهل بـها واسع لن ل يقدم عليها بارتكاب أو تليل بقول دون ارتكاب ،فإن كان ش يء من ذلك فل ي سع جهل ها ولزم الفا عل علم تري ها سواء كان إرتكاب ـه إيا ها على علم بن سها وج هل بتحري ها أو علم بن سها وج هل بتحري ها ،وتلك الحرمات (كالدم) والراد ب ـه الدم السفوح كما صرح بـه تعال ف سورة النعام ،فإن قلتَ :من الدماء ما هو حرام بإجاع كالسفوح، ومنـه ما هو حلل باتفاق كدم السمك ،ومنـه ما هو متلف فيه كدم الستجلبات؛ فكيف ل يسع جهله لراكبـه مع وجود الحتمال فيه؟! فالواب :أن الكم فيه التحري حت يصح غيه( .وكاليتة) وهي الت ل تُذَكّ فدخل تت هذه العبارة النخنقة والوقوذة ـ وهي الضروبة بالعمد حت ماتت ـ والتردية ـ وهي الت تتردى من علو إل أسفل فماتت من غي تذكية ـ والنطيحة ـ وهي فعيلة بعن ()153 مفعول من النطح وهو السدع( )152ـ وما أكل السبع ـ كالذئب والنمر ونوها ـ إل ما ذكيتم أي إل ما أدركتم ذكاتـه من هذه الشياء فذكيتموه فهو حلل لكم وحدّ ما يل من هذه بالتذكية هو أن تتحرك الذكّاة بعد التذكية ولو بارحة قيل ولو ترك طرف عينـها ـ أي جفنـها ـ وأما سائر البدن الذي ليس بارحة فل اعتبار بتحرّكه ف تليلها لنـه قد تكون تلك الركة فيه وهو لم ن شر عا كمي تة الب حر لقوله تبارك وتعال :أحـل م سلوخ ،ويرج عن هذه العبارة ما كان م ستث ً لكـم صـيد البحـر وطعامـه متاعـا لكـم وللسـيارة الائدة 96 :فهـو حلل على الطلق لقوله ـ وقد سئل عنـه فقال:ـ » هو الطهور ماؤه والل ميتتـه«( ،)154وكميتة الراد )(152ف (ب) :الدع .والن سب ما أثبت ـه ك ما ف (أ) ،قال الفيوزابادي ف "القاموس الح يط" (مادة َسدَع)" :ال سّدع: صدَم الشيء بالشيء ."...وف "لسان العرب" لبن منظور (مادة َسدَع).." :والسدع :صَدم الشيء بالشيء َسدَعَه كالنعَ ، يسدعه َسدْعَا" والنطح ل يكون بغي اصطدام! .وال أعلم. )(153من قوله تعال :حر مت علي كم الي تة والدم ول م الن ـزير و ما أ هل لغ ي ال ب ـه والنخن قة والوقوذة والترد ية والنطيحة وما أكل السبُع إل ما ذكيتم وما ذبح على النّصب وأن تستقسموا بالزلم ذلكم فسق ...الية (الائدة .)3 : )(154جاء من طريق أبـي هريرة رواه المام أحد ف "مسنده" [ 7252و 8756و ]9123والمام مالك ف "الوطأ" ( )1/22وا بن خزي ة ف " صحيحه" [ ]111والترمذي [ ]69وأبوداود [ ]83والن سائي ف "ال صغرى" [ 59و 332و ]4350و ف "ال كبى" [ 58و ]4862وا بن ما جة [ 386و ]3246وا بن حبان [ ]1240والا كم ف "ال ستدرك" [ 491و 492و 493و 497و ]498والدارمي [ 728و 729و ]2011والبـيهقي ف "السنن الكبى" برقم [ 1و 96
بـهجة النوار
سنّة( )155وما شابـهه فهو مقيس عليه .وقول الناظم( :والنـزير إن قائم العي) أي والنـزير إن لل ُ كان قائم العي أي ل يتغي شخصه فهو من الحرمات أيضا فل يوز لحد أن يقدم على ارتكابـه ول تليله بقوله سواء َعلِ مَ بـه أو جَهِل ،وأما إن كان غي قائم العي بأن كان لما مقطّعَا فواسع جهله ل ن أكله اذا ل يعلم ب ـه أن ـه ل م خن ـزير وأكَلَ هُ مِ نْ عِنْد مَ نْ توز ذب ـيحتـه إذ ل فرق ب ـي لمه وبـي لم سائر اليوانات؛ وما أحسن قول ابن النضر(:)156 2و .]18965 و من طر يق جابر بن عبدال رواه أح د [ ]15022وا بن خزي ة [ ]112وا بن ما جة [ ]388وا بن حبان [1241 /الحسان] والاكم [ ]500والبـيهقي ف "الكبى" برقم [ 1195و .]18966 ومن طريق ابن عباس رواه المام الربـيع الفراهيدي ف "مسنده" [.]161 ورواه ابن ماجة [ ]387عن ابن الفراسي .ورواه الاكم [ ]499عن عل يّ .ورواه عبدالرزاق ف "مصنفه" [ ]318عن ابـن عمرو .و[ ]320عـن أنـس و[ ]8656عـن ييـ بـن أبــي كثيـ .كمـا رواه أحدـ [ ]23159ول يسـم الصحابـي. وجاء من طريق بعض بن مدل رواه ابن أبـي شيبة ف "مصنفه" [ ]1378وعبدالرزاق برقم [ 321و .]8657 )(155دليله قوله » :أحلت لكـم ميتتان ودمان فاليتتان الراد والسـمك ،والدمان الكبـد والطحال« .والديـث جاء مـن طريق ابن عباس رواه المام الربـيع ف "مسنده" برقم [ .]618وجاء ـ بألفاظ مقاربة ـ من طريق ابن عمر رواه المام أحد [ ]5725وابن ماجة [ 3218و ]3314وعبد بن حيد ف "مسنده" [/ 820النتخب] والبـيهقي ف "السنن الكبى" [ 1197و .]19697وغيهم. )(156العلمة أحد بن سليمان بن عبدال بن أحد بن العلمة الضر بن سليمان بن النضر ـ وهو جدهم الذي ينتسبون إليه ـ وأ صلهم من الن عب ف هو ناعب ـي اشت ـهر با بن الن ضر .أ حد العلماء الباض ية من أ هل عمان عاش ف القرن ال سادس الجري ونشأ وترعرع ف مدينة "سائل" يقول السالي ف "تفة العيان" ( .." :)1/249وكان يتعلم عند الشيخ مبارك بن سليمان بن ذهل ومنـه تعلم الشعر وله ف الفظ ما فاق بـه أهل زمانـه وكان عالا بأشعار العرب وسيهم وتواريهم وماوراتـهم ،ناهيك بعلم اللغة فإنـه أخذها بذافيها ،وغاية ما حفظ من أشعار العرب أربعي ألف بـيت؛ ما كان من الثلثة إل الواحد ،وأما القصائد الكبار فل تصى ،وكان ينظم القصيدة ف ليلة وله ديوان أكثره تغزل فلما تبقر ف العلم مزقه ث صرف قريضه ف نظم الشريعة ،وتفرقت قصائده ف البلدان وذهب أكثرها فمن الذاهب قصيدة ف الولية والباءة غي اللمية الشهورة وقصائد ف الصلة والحكام تزيد على أربع قصائد وقصيدة ف الضاد والطاء نو مائت بـيت ،وقيل إنـه تبقر ف العلم وشاعت تصانيفه ف الفاق وهو ابن أربع عشرة سنة والدعائم من آخر ما نظم ،وقال ابن زكريا ف حقه :إنـه أشعر العلماء وأعلم الشعراء .ونقل عن ابن النظر أنـه قال :أنا أحفظ وقد نومتن أمي ف الهد ،وقد علقت حول رأسي شراخ ب سر أب ـيض ـ أي جزء من عذق ف يه ب سر و هو الر طب ق بل نض جه ـ فانطل قت عن ـز فلكت ـه ف صحت، فطردتـها جارية عن ،ث رجعت فلكت الرقة الت عليّ فصادفت ابـهام رجلي فصحت فطردتـها الارية أيضا وأخذتن أمي والدم يسيل من رجلي ،فنظرت فإذا أنا ابن عشرين يوما! ".ا.هـ وكان معاصرا للشيخ فاضل بن عبدال القلهات وكان عال عصره والشيخ أبـي عمر النخلي الذي ذكره ف احدى قصائده وكان من أخص أصدقائه وكان يتلف إليه وهو عال 97
بـهجة النوار
كذلك النـزير حيّا على وواسع من بعد تقـطيعه
ذي الهل حرم وذوي العقل جهلك بالعضـاء والنشـل
وحلو على النـــزير القرد لقترانـــهما فــ قوله تعال :وجعـــل منــــهم القردة والخنازيـر الائدة 60 :واختلفوا فـ خنــزير البحـر فقال قوم هـو حلل لن ال أحـل صـيده على
ف الفقه. والسبب ف ذهاب أكثر مؤلفاتـه ما حصل له حيث قُتل فنـهب بـيتـه وخزانة كتبـه وأحرقت بالنار وذلك بـيد السلطان الائر خردلة بن ساعة بن مسن ـ أخزاه ال ـ الذي كان من فسقه وجوره وتعسفه يأخذ من كل سبع نلت نلة ،ويسقي مزارعه باء العباد ،ويأكل أموال الساجد والدارس والقابر ،ويأخذ نصف مهر الرأة من العاجل إذا تزوجت، وإذا طلقت ياصم ف الجل ،ويأخذ نصف الب والتمر والقطن ،ويكلف الناس حل متاع بـيت الال إل الصن بعنف، ويكلف أهل "قيقا" و"بدبد" يملون ترهم وما يغتصبـه منـهم على دوابـهم وظهورهم إليه ول يبال ،ويأخذ نصف حق الدعِي ،ول يلّف النكر بل ينوع له العذاب حت يقر لغريه ...وتصادف أن تزوجت ابنة أخت الشيخ ابن النضر على مهر قدره خسي ممدية ـ عملة ـ فضة فأرسل خردلة جنديا لخذ نصفها من الشيخ أحد فمنعها الشيخ ول يعطه ،فأرسل خردلة مموعة من الند يطلبون منـه مقابلتـه ،فلما مثل بـي يديه طالبـه بالدراهم وتـهدده وأغلظ عليه ،ومن بعض ما قاله :ك نا أرد نا م نك الم سي ف قط ،والن ل يكف نا إل د مك .فقال الش يخ :ال مر ل ن خل قك ل لك .فقال البار :أوَ تـهزأ بـي؟! .فأشار إل بعض الند أن ألقوه من هذه الكوة ـ النافذة ـ فكتفوه وألقوه وكانت كوة قصره شديدة العلو فوقع إل الرض ميتا ـ رحه ال ـ وهو شاب قيل عمره خس وثلثون عاما. ث أمر خردلة أن تدخل داره ويؤخذ ما فيها فأخذت كتبـه ومصنفاتـه فأحرقت ،وكان له جلة مصنفات منـها كتاب "سلك المان" ف سي أهل عمان ملدان ل يدوا منـهما شيئا إل تسعة كراريس مروقة .وكتاب "الوصيد ف ذم التقليد" ملدان وكتاب "مرآة البصر ف ممع الختلف من الثر" أربع ملدات وجدت قطعة منـه بـ"قيقا" وهي من بعض تساويده إنا ل وإنا إليه راجعون. ومن كلم ابن زكريا يرثيه: وتفقـده أقـلمه ومـابـره "فحـسبك من تثـن علـه دفاتره أوائلـه تثـن لـه وأواخـره". فكم لبـن اليام والدهر ألســن ول يبق من مؤلفاتـه غي "الدعائم ـ ط" وهو مموعة من القصائد ف التوحيد والفقه .وقصيدتـه "اللمية" ف الولية والباءة و قد شرح الدعائم طائ فة من العلماء كا بن و صاف و ساه "ال ل وال صابة ـ ط" و البادي ف "شفاء الائم على بعض الدعائم ـ خ" وللقطب اطفيش شرح مطوط .كما لذا الخي شرح على القصيدة "اللمية ف الولية والباءة" لبن النضر مطوط أيضا. وما تيز بـه أنـه يبتدئ القصيدة الفقهية بعبارات الزهد والكمة فمثل ف "الدعائم" يقول ص (:)46 ومن آخيتـه قـد مـات طـرا "أتأمـل بعـد شيب الرأس عمـرا وزخرف للبـلى كفـنا وقـبا فمـا زخـرفـت للدنـيا فدعـه 98
بـهجة النوار
الطلق ،وذهب آخرون إل التحري لن( )157ال حرّم النـزير على الطلق ،وقيل فيه بالتكريه من غي تري وهو سائغ .وقوله( :وكالمور) جع خر أي كذلك المور فهي حرام ف كتاب ال تعال ول يوز لحد ارتكابـها ول تليلها بهل ول علم ،قال ابن النضر ـ رحه ال ـ: ف حال علم منـه أو جهل والمـر لعذر لن ذاقها وكذلك كل مسكر لقوله » :كل مسكر حرام «()158خلفا لب ـي حنيفة( )159ف تليله المر من غي الزبـيب والتمر ،قال ابن النضر: ومـر شهـورها شهـرا فشهرا يسوق إلـيك مـزرة ونــرا يقلـب أمرها بطنا وظهرا.. .ال"
تظنك خالـدا تصـي اللـيالـي فسـوف يسـوق أشهـرهن يوم أخـو الدنـيا يبـيـت بـها غـريرا ويقول ف ص (:)125 فـإنـك ل مـالة تـدعيـن "دعيـن عنـك يا دنيـا دعـين ويُخـتدع اغـتـرارا مـرتيـن أيلـسع مؤمن مـن جحر أفعـى وموعـظة وف ذي الـيـتـي أمـا ف القـارظي لـنا اعتـبار ورب الـنـتي وذي رُعــي وفـي رب البـحية والسـبايا وأبـقى بعـدهـم ل تصرعين! صـرعتـيهم على البـلواء منـهم إذا الرشـاء جـاش لـا أنين! فهـل تغـني عنـي من فتيـل لـدي فأيسي أو فارتين ..ال" إلـيك إلـيك مالك من نصيب ("خزا نة الثار" ـ ض من مقد مة كتاب "الدعائم" ص 4ـ "ت فة العيان" لل سالي 1/248ـ 249ـ "اللم عة الرض ية" لل سالي ص 25و 26ـ "شقائق النعمان" للخ صيبـي 2/324ـ "اتاف العيان" للبطا شي 1/299ـ .)307 )(157ف (أ) :بأن.
)(158جاء مـن طريـق أبــي موسـى الشعري رواه المام البخاري فـ "صـحيحه" [ 4343و ]4344ومسـلم []2001 وأحد [ 19695و ]19765والنسائي ف "الصغرى" [ ]5602وف "الكبى" [ 5105و 5107و 5112و ]6816 وابن ماجة [ ]3391والطيالسي [ 497و .]498 ومن طريق جابر بن عبد ال رواه المام مسلم [ ]2002وأحد [ ]14892ووالنسائي ف "الصغرى" [ ]5709وف "الكبى" [ ]6818وابن حبان [/ 5336الحسان]. ومن طريق ابن عمر رضي ال عنـهما رواه مسلم [ ]2003وأحد [ 4644و 4862و 5650و 5732و 5733 و 5822و 6184و ]6223والترمذي [ 1861و ]1864وأبوداود [ ]3679والنسائي ف "الصغرى" [ 5582و 5583و 5585و 5586و 5587و 5605و 5700و ]5701وف "الكبى" [ 5092و 5093و 5095و 5096و 5097و 5115و 6811و 6812و ]6813وابن ماجة [ 3387و 3390و ]3392وابن حبان [ 5342و 5344و 5345و .]5351 99
بـهجة النوار
من كل مشروب ولو من ماء والسكر مكروه حرام كله وقوله( :وكالذي يذبح ..ال البـيت) أي وكذلك مرم ما ذبح للوثان ـ جع َوثَن وهو الصنم ـ ومثله ما ذ بح للنيان العبودة ف أي مكان كان ذلك الذبوح أي بإزاء ال صنم أو ناحيةٍ عن ـه بعيدة أو قريبة؛ وَ ُو ّجهَ القَصْد اليه قال ابن النضر(:)160 ولو ذكّوه ف الل الشهود وما ذبوا لغي ال حـرم وم ثل هذه الحرمات الذي ل يذ كر ا سم ال عل يه لقوله تعال :ول تأكلوا ممـا لم يذكـر اسم الله عليه النعام . 121 :وقوله( :وذا لدى الضطر) لفظة ذا اشارة مكن بـها عن جيع ما تقدم من الحرمات فهي لن اضطر إليها حلل لقوله تعال :إل ما اضطررتم إليه
النعام :
و من طر يق ابـن عباس ر ضي ال عنــهما رواه المام أحدـ [ 2480و ]3273وأبوداود [ ]3680وا بن حبان [ .]5341 ومن طريق عبدال بن عمرو رواه أحد [ 6485و 6599و ]6747وأبوداود [.]3685 و من طر يق أب ـي هريرة رواه المام أح د [ ]9551والن سائي ف "ال صغرى" [ 5588و ]5589و ف "ال كبى" [ 5098و ]5099وابن ماجة [ ]3401وابن أبـي شيبة ف "مصنفه" [.]23734 ومن طريق السيدة عائشة رضي ال عنـها رواه أحد [ ]25045والترمذي [ 1863و ]1866وأبوداود [ ]3687 والنسائي ف "الصغرى" [ ]5590وف "الكبى" [ ]5100وابن حبان [ ]5341وابن أبـي شيبة [.]23731 ومن طريق بريدة رواه المام أحد [ ]23080والترمذي [ .]1869ومن طريق أبـي سعيد الدري رواه أحد [ 11612و . ]11633ومـن طريـق السـيدة ميمونـة بنـت الارث رضـي ال عنــها رواه المام أحدـ [ 26881و .]26882ومن طر يق أب ـي بردة رواه الن سائي ف "ال صغرى" [ 5595و 5597و ]5604وا بن حبان []5353 وا بن أب ـي شي بة [ .]23728والد يث ف ك تب أخرى ل تذ كر ه نا كمعج مي ال طبان "ال صغي" و"الكب ـي" و" سنن الدارقطن" و"تاريخ بغداد" للخطيب وغيهم. وجاء بلفظ » :كل شراب أسكر فهو حرام« من طريق السيدة عائشة رضي ال عنـها رواه الربـيع الفراهيدي []629 ومالك فـ "الوطـأ" ( )2/845والنسـائي فـ "الكـبى" [ 5101و 5103و ]5104وابـن حبان [ 5347و ]5348 والطيالسي [ ]1478وابن أبـي شيبة [ ]23729وغيهم. )(159المام أ بو حني فة النعمان بن ثا بت بن النعمان بن الرزبان التي مي بالولء ،إمام النف ية (أ هل الرأي) ولد بالكو فة سنة 80هـ .أراده النصور العباسي على القضاء ببغداد فأب ،فحلف عليه ليفعلن ،فحلف أبو حنيفة أنـه ل يفعل فحبسه إل أن مات .فتوف ف السجن ف بغداد سنة 150هـ من تصانيفه" :السند ـ ط" ف الديث جعه تلميذه و"رسالة البت ـ ط" وينسب له "الفقه الكب" و"رسالة العال والتعلم ـ ط" .أسرف ف ذمه الطيب البغدادي ف "تاريخ بغداد" وانتصر له ثلة من علماء النفية آخرهم الكوثري ف كتابـه "تأنيب الطيب ـ ط""( .مناقب المام أبـي حنيفة وصاحبـيه" للذهبـي ص 7و 9مع تعليقات الكوثري هناك ـ "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر 10/401ـ "العلم" للزركلي .)8/36 )(160الدعائم ص ( )176وشرح ابن وصاف (.)2/508 100
بـهجة النوار
َ 119و َحدّ الضرر أن ياف على نفسـه اللك مـن الوع ول يدـ مـا ييـ بــه نفسـه ال أحـد هذه الحرمات فجائز له بل وا جب عل يه أن يتناول من ـها قدر ما ي يي ب ـه نف سه ل زيادة ،فاذا كان ف حالة ضرر ووجد ميتة أنعام ولم خنـزير فليتناول من اليتة ويدع النـزير وان كان جائزا له التناول منـه ،ول يوز له أن يي نفسه بيتة البشر ،واختلف ف المر هل يوز للمضطر التناول منـها أو ل قولن واحتج القائلون بالنع بأن المر ل تعصم من اللك. فواســــع لجاهــــلي (()62والجهل بالنساب أي تحريــــمها علومهــا) ارتكبـــــوها جهلهم بـها (()63ما تركوا ارتكابـها وضــــاق إن استبن) أي يسع جهل تري نكاح النساب الوارد ذكرها ف الكتاب والسنّة والجاع لن ل تقم عليه حجة علمها ،وذلك كتحري نكاح المهات والبنات والخوات والعمات والالت نسبا ورضاعا ،وكتحري الربائب على من دخل بأمهاتـهن ،ويرم بالرضاع ما يرم بالنسب ،وكتحري ذوات الصهر ،هذا كله ما ل يرتكبـه بتحليل فيكون مستحل لا حرّم ال ،أو بإنتـهاك فيكون مضيعا لفرائض ال سواء علم بالرمة أو جهل اذا علم بأصل النسب ،وحد مرتكب ذلك بهل أو بعلم أن يقتل بالسيف.
101
بـهجة النوار
قال ف "شفاء الائم".." :و ف م ثل هذا ال ثر النقول ف كتاب أب ـي سفيان( )161عن عبداللك بن مروان( )162والعراب ـي الذي ن كح امرأة أب ـيه فأ تى ب ـه عبداللك فقال له :مالك نك حت أ مك؟! فقال :لي ست بأ مي وان ا هي امرأة أب ـي فظن نت أن ـها ل حلل .فضرب عن قه وقال :ل ج هل ول تاهل ف السلم .فبلغ ذلك أبا الشعثاء فقال :أجاد عبد اللك .أو قال أحسن" .وف هذا الثر أيضا ما جرّ (تريها) ف قول الناظم على البدلية من النساب أو يدل على أنـه جائز للجبابرة إقامة الدود .ف َ )(161العلمة والؤرخ أبو سفيان مبوب بن الرحيل بن سيف بن هبـية القرشي الخزومي أحد كبار علماء الباضية من طبقة أتباع التابعي نشأ ف البصرة وتتلمذ على يد الافظ الربـيع بن حبـيب الفراهيدي حيث كان ربـيبا له وهو راوية مسنده الشهي .كما استفاد من علماء السلمي ف تلك القبة وانتقل مع الافظ الربـيع الفراهيدي إل عمان ـ ولعله هو الذي شجعه عليها ـ فسكن ف صحار على مقربة من غظفان القرية الت يسكنـها المام الربـيع ..وبقي نسله ف صحار حت اليوم .وبعد وفاة الربـيع توجه إل مكة الكرمة حرسها ال فسكن هناك مدة حت توفاه ال وكان طائفة من الباضية يستقرون بـها. وهو الد الكب لسرة آل الرحيل الت اشتـهرت بسلسلة من العلماء الفذاذ وأئمة العدل الذين منـهم ولداه العلمة ممد بن مبوب والشيخ مب بن مبوب ،وحفيده العلمة بشي بن ممد بن مبوب ،والمام العادل سعيد بن عبدال بن ممد بن مبوب ..وغيهم .قال عنـه أبو العباس الدرجين (" :)2/279إن مناقب أبـي سفيان مغنية شهرتـها عن الشاهرة فقد قامت مقام العيان" .ا.هـ وقال المام أفلح بن عبد الوهاب" :عليكم بدراسة كتب أهل الدعوة ل سيما كتب أبـي سفيان" كما ف "الطبقات" ( .)2/290ول يبق من كتبـه إل رسائل متناثرة ف بطون الكتب ،ورسالتي ف كشف أحوال هارون بن اليمان ضمن "السي والوابات" ( 1/276ـ / 324التراث) ورسالة له بعثها للمام عبدال بن يي الكندي؛ ذكرها الدرجين ف "طبقات الشائخ" ( 2/279ـ .)289 ("طبقات الشائخ" للدرجين 2/278ـ 290ـ كتاب "السي" للشماخي 1/108ـ "حاشية الترتيب" لبـي ستة 8/1و 2ـ "اتاف العيان" للبطاشي 1/164ـ .)166 )(162اللك الموي أبو الوليد عبد اللك بن مروان بن الكم بن أبـي العاص بن أمية .ولد سنة 26هـ ونشأ ف الدينة وكان ف بداية أمره يتصنع الفقه والعبادة فاستعمله معاوية على الدينة وهو ابن ست عشرة سنة وانتقلت إليه اللفة بوت أبـيه سنة 65هـ وكان شديدا على مالفيه وخلص له اللك عند وفاة ابن الزبـي وهو أول من صك الدناني ف السلم ..وف "سي النبلء" للذهبـي (" :)5/235قال ابن عائشة أفضى المر إل عبداللك والصحف بـي يديه ،فأطبقه! وقال: هذا آخر العهد بك!! .قلت ـ الذهبـي ـ :اللهم ل تكر بنا" .وفيه ( " :)5/236وعن يي بن يي الغسان قال :كان عبد اللك كثيا ما يلس إل أم الدرداء ف مؤخر مسجد دمشق فقالت :بلغن أنك شربت الطل ـ المر ـ بعد النسك والعبادة!! .فقال :إي وال والدماء ...قال الذهبــي :كان مـن رجال الدهـر ودهاة الرجال وكان الجاج مـن ذنوبــه". ا.هـ بل كان يوصي أبناءه بالجاج حت آخر رمق ف حياتـه فمن كلمه لم ـ كما ف "الكامل" لبن الثي (:)4/518 ــ " ...فأكرموا الجاج فإنــه الذي وطـأ لكـم النابر ودوخ لكـم البلد وأذل العداء ."..ويقول عنــه ابـن الثيـ فـ "الكا مل" (" :)4/522وكان ع بد اللك أول من غدر ف ال سلم و قد تقدم فعله بعمرو بن سعيد ،وكان أول من ن قل الديوان من الفار سية إل العرب ـية وأول من ن ـهى عن الكلم ف حضرة اللفاء؛ وكان الناس قبله يراجعون ـهم ،وأول 102
بـهجة النوار
ع طف ب ـيان ،ويوز أن يكون ع طف ن سق بأي التف سييّة على مذ هب الكوفي ي و ما من قوله ( :ما تركوا) يوز أن تكون شرطيـة والواب حينئذ مذوف بدللة مـا قبله تقديره إن تركوا ارتكابــها فال هل ل م وا سع ،ويوز أن تكون ظرف ية م صدرية مقدرة بدة الترك فتكون متعل قة بوا سع ،وقوله: (جهلهم) فاعل ضاق وجلة الشرط معترضه بـي الفعل وفاعله .و(استب) أمر بطلب البـيان. نكـاح من شــــاء بل (()64وواسـع لجــــاهــــــل النســـاب ارتياب) متى رأى حــــرام ما ( ()65إن كان لم يقصد خلفا ورجــــع فيه وقع) أي يسع من كان جاهل بالنسب عالا بالرمة أو جاهل بـها نكاح من شاء من النساء بل ارتياب أي بل شك ،وان أم كن أن تكون تلك النكو حة ف علم ال من يرم عليه نكا حه فل يزيل هذا المكان الباحـة التـ أحلهـا ال وذلك مثل أن يكون لرجـل فـ قبــيلة أو بلدة ذات مرم منــه ول يعرفهـا بعينـها ول يستطيع ادراك معرفتـها بعينـها ،فل نقول أن ذلك الرجل ينع من أن يتزوج من تلك القبـيلة أو البلدة مع امكان أن يقع ف ذات الحرم ،قال ابن النضر: والهل ان ل يعلموا واسع بالنسب الواشج ف الصل فقد أحل ال من فضلــه وطئ ذوات العي النجل مهضومة ذات شوا خدل من كل خود غضة بضـة هذا كله اذا كان الفاعل لذلك معتقدا لوافقة دين ال ول يقصد خلفا لا أحل ال وأنـه مت ظهر له حرام ما وقع فيه رجع عما كان عليه ،ول يوز له القامة على ذلك بعد العلم بـه طرفة عي ،وحجة العلم ف ذلك ان ا تقوم بالشاهد ين العدل ي ،و ما دون ذلك ل يكون ح جة على ذلك ،و من ه نا قال الشافعي(" :)163اذا تزوج الرجل امرأة مهولة النسب وكان أبوه غائبا ث رجع فقال :هذه ابنت! .وقالت
خليفة بل وكان يقال له :رشح الجارة .لبخله ،وأول من نـهى عن المر بالعروف فإنـه قال ف خطبتـه بعد قتل ابن الزب ـي :ول يأمر ن أ حد بتقوى ال ب عد مقا مي هذا إل ضر بت عن قه!! ".ا.ه ـ وكا نت وفات ـه سنة 86ه ـ ف دم شق وا ستمر مل كه 13عا ما"( .الكا مل" ل بن الث ي 4/517ـ 522ـ " سي أعلم النبلء" 5/234ـ 236ـ "ال عب" للذهبـي 1/75ـ "العلم" للزركلي .)4/165 )(163المام أ بو ع بد ال م مد بن ادر يس بن العباس بن عثمان بن شا فع الشاف عي الطلب ـي القر شي إمام الشافع ية وأ حد الفقهاء الربعة ولد بغزة ف فلسطي سنة 150هـ من مؤلفاتـه "الم ـ ط" وقيل جعه البويطي و "اختلف الديث ـ ط" و "أحكام القرآن ـ ط" وله "السند ـ ط" وغيها كثي وعموما فالرجل ل يتاج إل تعريف"( .سي النبلء" للذهبـي 8/377ـ 423ـ "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر 9/23ـ "العلم" للزركلي .)6/26 103
بـهجة النوار
الرأة :هذا أب ـي! .فعلى الا كم أن ي كم أن ـها اب نة أب ـي الر جل وإن ـها زوجت ـه( )164فإن مات أبوها كان الرث بـينـهما للذكر مثل حظ النثيي". محرمــــا أو مستحــل صر م ِ (()66ولم يسع جهل ضـللــــة ال ُ إذ أصـر) بعضــــهم ما لم تِع (()67من بعد أن تعلم كفــــره ومـع الحكم يسع) تبرأ ول تمســـــك عمن (()68بشـــرط أن ل تتــــــوله ول ضـلل) (الصرار) القامة على الذنب وفعل الذنب استخفافا بـه ،والُ صِر فاعل ذلك ،وللمصر أربع مراتب على حسب أوجه الحداث لن الحداث ترج على أربعة أوجه: أحدهـا :أن تكون فـ نفـس الملة أو فـ شيـء منــها ،فهذا ماـ ل يسـع مـن َعلِمَهُـ جَ ْهلُ ضَللِ رَاكِبـه ول جهل ضلل التول له ،ول جهل ضلل الشاك فيهما أو ف أحدها ،حت قال القائل بذلك انـه ل يعلم فيه اختلفا. وثانيها :أن يكون الدث ف تفسي الملة أو ف شيء منـه ما تقوم بـه الجة من العقل فهو كما مضى ف الوجه الول إل أنـه قد قيل فيه ف بعض القول أنـه يسع من علمه جهل ضلل راكبـه مال يب له علم ذلك والول أكثر. وثالثهـا :أن يكون الدث على و جه ال ستحلل من تل يل الرام وتر ي اللل م ا ل تقوم ال جة بـه ف الصل إل بالسماع ،فالقول فيه كالقول ف الدث ف تفسي الملة من الختلف. ورابعهـا :أن يكون الدث على سبـيل النت ـهاك ل ا يد ين الحدث بتحري ه فيخرج ف يه ما قد ذكرنا من الثر الرفوع عن المام جابر ـ رحه ال ـ وسيأت ذكر الوجهي الولي مرة أخرى عند ذكر الناظم لما ان شاء ال تعال. واشارة الناظم تقتضي التسوية بـي الحرّم والستحل على أنـهما مادان بإصرارها قال تعال :ل تجـد قومـا يؤمنون بالله واليوم الخـر يوادُّون مـن حاد ّ الله ورسـوله ولو كانوا آباءهـم ..إل آ خر ال ية الجادلة 22 :هذا كله ب عد العلم بدث الصر وهو مع ن قوله: (من بعد أن تعلم كفره) وأشار بقوله( :ومع بعضهم مال تعِ الكم) إل ما ذهب إليه بعض الفقهاء من أنـه يسع جهل ضللة الصر مرّما كان أو مستحل اذا ل يعرف حكم الدث الواقع فيه ،أعن هل هو من الُكفّرات أم ل؟ وهذا القول حسن أيضا إل أنـه معلّق بشروط. )(164ل كن ل بد من التفر يق ب ـينـهما ه نا والذي يظ هر من ن قل ال صنف عن المام الشاف عي أن ـه ل يرى التفر يق لن البـينة ف هذا تشترط بوجود العدلي وهاهنا ليس إل الرجل وابنتـه .وف هذا نظر. 104
بـهجة النوار
أحدها :أن ل تتوله على فعله وان كان وليّا لك فيما سلف. ثانيها :أن ل تبأ من َبرِئ منـه عالا كان أو ضعيفا. ثالثهـا :أن ل ت قف عن وَل ية من بَرِئ من ـه إذا كان ول يا لك من ق بل ،فاذا كان م نك أ حد هذه الشياء فل ي سعك ج هل ضللت ـه ،وأ ما على القول الول وإن ل ي كن م نك أ حد هذه الشياء فل يسعك جهل ضللتـه بعد العلم بدثه. إن أنــــت عــــن تحليله (()69وواســــع جهــــلك بالمحـلل لم تعدل) علــــى شـــــروطهــــا (()70كالبـيع والملك وكالنكــــاح وكالمبــاح) حرّما لا أحل ال ،فحينئذ يلزمك أن أي يسع جهلك بالحللت ف دين ال إن أنت ل ترمها فتكون ُم َ تعلم تليلها ول يسعك جهل علمه وذلك كتحليل البـيع على شروطه الت هي)1 :أن يكون البـيع من جنس اللل )2وأن ل يكون البـيع والباع بـه من جنس واحد إل يدا بـيد)3 ،وأن يكون البائع مال كا للمب ـيع قادرا على ت سليمه للمشتري .و(كاللك) والراد ب ـه الرق على شرو طه ال ت هي :أن يكون الرق يق م ن أباح الشرع تلّكَه إ ما بإرث أو بشراء ،أو ب سبـي وشرط هذا أن يكون ال سبـي مشركا غي عربـي .و(كالنكاح) على شروطه وهي أربعة؛ )1الرضى من الزوجي)2 ،والهر)3 ،واذن الول)4 ،وحضرة شاهدين ،وما أحسن قول ابن النضر فيها: بهر والول وشاهدين. فإن بانت فتزويج جديـد َوَترَ كَ الرّضَى( )165تعويل على أخذه من القام .و(كالباحات) ال ت أباح ها ال تعال لعباده من غ ي ما ذكرنا ،هذا كله مال تقم حجة علمه بوجه من الوجوه فإذا قامت فل يسع دفعها. ومن يكـن موافقـــــا (()71وحرم ارتكــــاب مالـم يعلــــم لم يأثم) قد أوجب الباري (()72وإن يرد في قصــــده خلف ما عليــــه أثما) اعلم أن المور ثلثة 1 :ـ أمر بَا نَ لك ُرشْدَه فاتبعه 2 .ـ وأمر بَانَ لك َغيّه فاجتنبـه 3 .ـ وأمر أ ْش َكلَ عليك حُكْ ُمهُ ف ِقفْ عنـه؛ ول يوز لك القدوم عليه حت يتضح لك حقّه .فإذا ارتكب الراكب أمرا ل يَعْلَم حقه من باطله فل يلو ذلك المر من أحد أمرين؛ إما أن يكون باطل ف أصل دين ال أو حقا، فإن كان باطل فالرا كب له هالك ـ ق صده أو ل يق صده ـ إل أن يتوب من ـه و قد تقدم ف باب الجتـهاد والفتوى شيء من هذا النوع فراجعه ،وإن كان حقا فل يلو الراكب من أحد أمرين أيضا )(165التارك هنا هو العلمة ابن النضر صاحب "الدعائم" ويقصد بتركه أي ف البـيت الذكور له. 105
بـهجة النوار
إما أن يكون ف قصده موافقة الق فل إث عليه ف هذا لنـه قصد الق َفوُفّقَ اليه ،وقيل ان عليه التوبة من قدومه على ما ل يَعْلم ،والول هو الصحيح لن كثيا من الصحابة قد فعلوا أشياء ل يعلموا حكم ال فيها فإذا هي حق عند ال فأقرهم رسول ال على فعل ذلك فهذا عمار بن ياسر ـ رضي ال عن ـه ـ تل فظ للمشرك ي بالشرك تَ ِقيّةً ول يعلم جواز التقيّ ة يومئذ بدل يل ما ن قل عن ـه أن ـه قال لرسول ال :هلكت ..الديث( .)166وإما أن يكون ف قصده مالفا لدين ال فهذا هالك ِبنِيّتـه ول تَْنفَعه موافقة الق بل عليه التوبة من تلك النيّة .فالمور أربعة؛ 1ـ موافقتـه للباطـل مع قصـده له. 2ـ وموافقت ـه له مع ق صده ال ق 3 .ـ وموافقت ـه لل حق مع ق صده له 4 .ـ وموافقت ـه له مع ق صده البا طل .وب ـي كل المر ين الول ي والخر ين وا سطة و هي نوعان؛ أحدهمـا :أن يكون الرا كب مهمل أي ل يكن قاصدا لشيء دون شيء فيحكم له وعليه بكم ما ارتكبـه .وثانيهما :أن يكون غي مبال أصاب حراما أم حلل فيحكم عليه باللك عند موافقة الباطل وبالتوبة عند موافقة الق. خـاتمـــــــة قــــد وسع الجهل (()73وقد تقوم حجـــــة العلــــم لمــا بقول العلما) وقيــل مالم تبصــر (()74لو كان واحدا ً له الفضل عــــل الحــــق فـل) كالنبـيـــــاء مقالهـــم (()75ورجـــــح الول أن العلــــمــا قد لزمــا) قيام ال جة عبارة عن وجود ها ،وأ صل القيام النت صاب ،و(ال جة) هي ما ي قع ب ـه للنا ظر حقي قة الشيـء النظور فيـه ،و(العلماء) جعـ عال أي تقوم حجـة العلم لاـ وسـع جهله بقول العلماء ولو كان القائل واحدا على مذهـب المام أبــي سـعيد( )167رضـي ال تعال عنــه وهـو الصـح ،وقيـل ل تقوم بقول الواحد بل بقول العَالِمَْينِ ،وقيل غي ذلك.
)(166يأت تريه عند التعليق على البـيت رقم (.)304 )(167تقدمت ترجتـه تت البـيت رقم (.)21 106
بـهجة النوار
والعالِم الذي تقوم ب ـه ال جة في ما ي سع جهله هو الذي اشت ـهر ف الناس عدله وانت شر ف الفاق فضله( ،)168وهذا هو معن قول الناظم(:له الفضل عل)( )169أي ارتفع كناية عن اشتـهاره ،ول يكون ح جة ف هذا الو ضع إل على من بلغت ـه شهرة عل مه وعرف شخ صه أن ـه هو الشهور بوج هٍ من الوجوه الت تتأت بـها العرفة الصحيحة ..وقيل ل يكون العال ول العلماء حجة فيما يسع جهله حت يبصـر الفت َى ــ بفتـح التاء ــ حـق قول العال ،وعلى القوليـ ل يوزللمفت َى رد قول العال ول تكذيب ـه ،وال كل من هذ ين القول ي قول صادر عن الفضلء الكرام و هم أ هل ال ستقامة ف الد ين، )(168و قد حرر هذه ال سألة أرباب ال صول فال صنف نف سه يقول ف "طل عة الش مس" (" :)2/294واعلم أن ـه ي ب على القلد البحث عن حال الفت ف الصلحية للفتوى وهل هو جامع للجتـهاد والعدالة أم ل؟ وقيل ل يلزمه ذلك إذ ل طريق له إل تقيقه كما ل يلزمه البحث عن وجه الكم .ورُد بأنـه إن ل يبحث عن حال الفت ل يأمن فسقه تصريا أو تأويل أو جهله بعلوم الجتـهاد أو بعضها فل يصلح للفتوى فيكون تقليده إقداما على ما ل يؤمن قبحه ويكفيه ف ذلك سؤال من يثق ببه ويثمر الظن ويكفيه أيضا أن يرى استفتاء الناس إيّاه معظمي له آخذين بقوله ،قال صاحب "النـهاج" :إذا كان ف بلد شوكتـه لهل الق الذين ل يسكتون على منكر ،وإل ل يأمن مع استفتاء الناس إياه كونـه غي صال" .ا.هـ ويعن جواز ا ستفتاء الناس وتعظيم هم لش خص مع ابتلءه بالفظائع ك ما هو الال ف هذا الز من ع ند من ين صب مفت يا لب عض الدول!!. ويقول أ بو ا سحاق الشيازي الشاف عي ف "الل مع" ص (" :)128وأ ما ال ستفت فل يوز أن ي ستفت من شاء على الطلق لنـه ربا استفت من ل يعرف الفقه ،بل يب أن يتعرف حال الفقيه ف الفقه والمانة" .ا.هـ وللغزال كلم جيد ف هذا الباب ف "الستصفى" ( )2/390على أنـهم اختلفوا فيما إذا وجد ف البلد أكثر من متأهل للفتيا ـ تساووا أم تفاضلوا ـ هل على القلد أن يتار أي هم شاء ك ما نص عل يه أك ثر الشافع ية أم عل يه الجت ـهاد ف الترج يح ب ـينـهم في سأل العلم والورع كما هو اختيار ابن سريج والقفال وإليه جنح أبو اسحاق السفرايين والكيّا ونص عليه ابن السمعان وانتصر له الشاطبـي ف "الوافقات" ( 4/95وما بعدها /دار الكتب العلمية) وهذا مع وجود العلم والورع فكيف إذا انتفيا أو انتفى أحده ا فحين ـه ل يوز ا ستفتاءه ك ما نص عل يه غ ي وا حد .را جع التحر ير ل بن المام وشر حه ل بن أم ي الاج ال سمى "التقرير والتحبـي" (.)3/345 (تنبيه) :الفت ف الشرع هو من بلغ مرتب ًة من العلم تؤهله لبيان حكم الشرع ف مسائل العبادات والعاملت ،وهل يشترط له الجتهاد على اختلف مرات به وأجزائه أم ل – كأن يف ت باجتهاد مَن سبقه ع ند فقدان الجت هد ك ما ف "طل عة الش مس" ( – )2/295خلف عريض بي أهل العلم ،غي أنه ل يلي هذا المر إل من أحاط بكثي من السائل ،مع اطلع واسع على طرق الستدلل ،ومعرفة تامة بكيفية استنباط الحكام من مظانـها ،وليس ذلك مقصورا على من تنصبه الدول لذه الوظيفة ك ما يتوه ه ب عض الهلة بل قد يكون غيه أول م نه ،و قد يشار كه واحدٌ أو أك ثر وإن ل يُن صّبْ ،ف في ز من ال صحابة والتابعي يتواجد ف الصر الواحد أكثر من متأهل للفتوى ،وكانوا يتدافعونـها بينهم خشية تبعتها .طالع "العدل والنصاف" للمام أ ب يعقوب الوارجل ن رحهـال تعال ( )21-2/20و"الح صول" للف خر الرازي ( ،)532-2/525وح سب العا قل ما جاء ف الفتوى بغي علم الوعيد الوارد ف قوله تعال :ول تقولوا لا تصف ألسنتكم الكذب هذا حلل وهذا حرام لتفتروا على ال الكذب إن الذين يفترون على ال الكذب ل يفلحون [النحل .]116 : 107
بـهجة النوار
واح تج القائلون بالول بأن العلماء يلزم قبول قول م ك ما يلزم قبول قول النب ـياء في ما جاءوا ب ـه، لن العلماء ور ثة النب ـياء( )170وين صره قوله ـ ف روا ية أخرى ـ »:علماء أم ت كأنب ـياء ب ن ا سرائيل«( )171واح تج القائلون بالثا ن أن من ل يعرف ب عض آي الكتاب العظ يم وكان قد آ من ب ـه ممل أنـه ليس عليه أكثر من ذلك ،وليوز له رد ما سعه من الي الت ل يعرفها فكذلك هذا الفتَى ل يلزمه قبول قول العلماء فيما يسعه جهله إذا ل يردّ قولم ول يكذبـهم. قلت :وهذا قياس ح سن إل أن القاس عل يه متلف ف يه على قول ي ،فذ هب قوم إل ما علم تَ مِ نْ أن اليان بالقرآن ممل يزي ل ن ل يعرف ب عض آي هِ ،وذ هب آخرون إل أن اليان ب ـه ممل ل يزي ل ن سع من ـه ال ية واليت ي بل عل يه أن يؤ من ب كل ما سع من ـه ،فالول من قول النا ظم(:ور جح صلَتـها لنـها ف تقدير بصدر. الول) مفعول بـه والفاعل أنّ و ِ ثم رأيــــت حقه ضاق (()76وكل شيء واسع جهــــلك بـه انتبـه)
)(169ف ال صلي :وفضله عل .و ما أثبت ـه من كلمات النا ظم ،والعج يب أن ال صنف كرر هذه العبارة أي ضا ف الشارق ( )1/266فكأن الشيخ غي ف نظم البـيت ليكون كالتال: وقيل ما ل تبصــر الق فـــل. لو كان واحدا وفضلـــه عـــل لكن مت النظومة ل يتغي ف الخطوطتي وكذا ف الشارق ( )1/264وعموما فليس بـي اليئتي خلف يذكر. )(170تقدم تر يج »العلماء ور ثة النب ـياء« مع أحاد يث ف ضل العلم ف الب ـيت ر قم ( )22ع ند قوله » :من سلك طري قا يلت مس ف يه .«...قال الا فظ ا بن ح جر ف "ف تح الباري" ( 1/212دار الك تب العلم ية) ـ بعد ما أورد تبو يب البخاري ف "صحيحه" ف كتاب العلم باب ([ )10وأن العلماء هم ورثة النبـياء ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بظ وافر] قال ابن ح جر" :قوله( :وأن العلماء) بف تح أن ويوز كسرها و من هنا إل قوله( :وافر) طرف من حديث أخرجه أبو داود والترمذي وابن حبان والاكم مصححا من حديث أبـي الدرداء ،وحسنـه حزة الكنان ،وضعفه عندهم سنده (؟) ،لكن له شواهد يتقوى بـها ،ول يفصح الصنف بكونـه حديثا فلهذا ل يعد ف تعاليقه ،لكن إيراده له ف الترجة يشعر أن له أصل ،وشاهده ف القرآن قوله تعال :ث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا قائم مقام الوروث ،فله حكمه فيما قام مقامه فيه" .ا.هـ.
ومنا سبتة للترجة من جهة أن الوارث
)(171هذا الديث باطل موضوع كما حققه غي واحد من أهل الصنعة وعنـه يقول الشوكان ف "الفوائد الجموعة" ص( / 286الكتب السلمي)" :حديث :علماء أمت كأنبـياء بن اسرائيل .قال ابن حجر والزركشي :ل أصل له .وروي بسند ضعيـف :أقرب الناس مـن درجـة النبوة أهـل العلم والهاد ".ا.هــ وقال العجلونـ فـ "كشـف الفاء" (" :)2/64قال ال سيوطي ف (الدرر) :ل أ صل له .وقال [ال سخاوي] ف (القا صد) :قال شيخ نا ـ يع ن ا بن ح جر ـ ل أ صل له .وقَبله الدميي والزركشي .وزاد بعضهم :ول يعرف ف كتاب معتب ".ا.هـ وما بـي الاصرتي زيادة للتوضيح. 108
بـهجة النوار
أي كل شيء من دين ال وسعك جهله بأن ل تقم عليك حجة العلم بـه أو ل تركبـه فرأيت حقه من باطله أي علمت ـه .ضاق جهلك ب ـه لن عل مك بالش يء حجة عليك ،ول ي سعك الرجوع من العلم إل الهل وإن ل تعلم أن علمك حجة عليك كما أن القرآن هدى وإن ل يهتد بـه أحد مثل.
109
بـهجة النوار
الركـن الثـاني في الجملة وتفسيرها وما يشتمل عليها وفيـه ستـــة أبواب أ ّخرَ هذا الر كن عن الذي قبله ل ا تقدم هناك ،وقد مه على ر كن الوَل ية والباءة لن التع بد ب ـها لزم بعد التعبد بالملة ،فهي أحرى بالتقدي منـهما وها أجدر بالتأخي منـها لا بـينا. البـــــاب الول ـ مـن الركــن الثـاني ـ في لزوم الجملة وكيفية قيام الحجة بـها للّ".." :ف الملة الت ليسع جهلها ول يسع الملة هي كما ذكرها ابن وَصّاف( )172حيث قال ف "ا ِ تركها ،وهي الت يدعو اليها رسول ال وتدعو الئمة إليها بعده؛ أن يقول :أشهد أن ل إله إل ال وحده لشريـك له ،وأن ممدا عبده ورسـوله ،وأن مـا جاء بــه حـق مـن عنـد ربــه ،واليان بال وملئكتـه وكتبـه ورسله واليوم الخر والبعث والساب والعقاب والنّة والنّار ،وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن ال يبعث من ف القبور ،فهذا ما ل يسع جهله". قال البادي(" :)173اللف ف هذا بـي المة كثي وبـي الباضية أشد والشهور عند أكثر أصحابنا هذا ،ومنــهم مـن يزيـد اليان بالقدر خيه وشره وأنــه مـن ال تعال ،ويزيـد بعضهـم تريـ دماء )(172الشيخ ممد بن وصاف البزار النـزوي من علماء الباضية ف عمان عاش ف النصف الثان من القرن السادس الجري وكان معاصرا للعلمة أبـي علي السن بن أحد بن ممد العقري (ت 576هـ) .ومن تصانيفه كتاب "الل والصابة ـ ط" شرح لكتاب "الدعائم" لبن النضر وقد طبعتـه وزارة التراث العمانية بتحقيق عبد النعم عامر ـ وهو مصري ـ لكن ما يؤسف له أن ل يذكر عنوان الكتاب ف هذه الطبعة البتة بل البلية أن يقول هذا الحقق ف تقديه للكتاب ص (ن)" :وله كتاب اسـه "كحـل ابـن وصـاف" معروف فـ بلد الغرب .".ا.هــ ول يدر الرجـل أنــه الكتاب الذي يققـه!! وليـس "الكحل!؟!" بل هو "الل" فلينتبـه لذا وراجع "اللمعة الرضية" للسالي ص (.)26 هذا ول بن و صاف شرح م ستقل على "لم ية" ا بن الن ضر ف الول ية والباءة ؟.وتو ف ف ن ـهاية القرن ال سادس الجري ـ ؟ ـ. (بتصرف من "اتاف العيان" للبطاشي 1/437ـ 438ـ "اللمعة الرضية" للسالي ص .)26 )(173أ بو الف ضل أ بو القا سم بن ابراه يم البادي من علماء الباض ية ف الشمال الفري قي عاش ف الن صف الول من القرن التاسع فنشأ ف جبل دمر ـ ف النوب التونسي ـ ث رحل إل جبل نفوسة ـ موقع إباضية ليبـيا ـ حيث درس على يد العلمة الكبـي عامر بن على الشماخي ـ مؤلف "اليضاح" ف الفقه ـ ث عاد فنـهل من مدرسة الشيخ يعيش بن موسى الزواغي ف جزيرة جربة ـ مكان إباضية تونس ـ وبعدها تول التدريس ف نفس الدرسة واستقر هناك حيث شارك ف عضوية ملس العزابة من مؤلفاتـه "الواهر النتقاة" طباعة حجرية (غي متوفر) وهو ذيل لطبقات العلمة الدرجين و "رسالة القائق" طبع ف الزائر و"شفاء الائم شرح لكتاب الدعائم" مطوط و"شرح العدل والنصاف للورجلن" ف أصول الفقه ل يتمه وغيها"( .السِيَر" للشماخي .)2/210 110
بـهجة النوار
السلمي ويوجب اليان بـه ف العقيدة ،ومن أصحابنا أيضا من اقتصر على التلفظ بالشهادة بثلث كلمات والعتقاد ل ا ل غ ي( :ل إله إل ال ،م مد ر سول ال ،و ما جاء ب ـه حق) و هي طري قة المام عبدالرحن بن رستم( )174ـ فيما وجدت عنـه ـ وهو الشهر عند أكثر الفرق" ا.هـ. أقول :وهذه الطريقة هي الراد من عبارة الصنف وعليها بن الحكام الت ذكرها فيما سيأت وعبّر عمّا عداها من الشياء الت ذكرها بتفسي الملة. برهانـهـــا كغيرهـــا (()77والقول في الجمــــلة ما لم يقم لــــم تلـــزم) ج َّ برهـــــان صدق يوضحن ل مكلفــــا بــل (()78إذ لم يكـن َ السبل) كمثـــــل ما قد كان هذا (()79ولو يشا لكــان منـه عـــــدل فضــل) (القول) هنا بعن الكم ،و(الملة) تقدم بـيانـها قريبا ،و(البهان) بعن الجة ،والراد بـ(غيها) سائر العبادات العتقاديات والعمليات والتركيّات .ومعن ( َجلّ) أي َعظُمَ شأنـه .و(مكلفا) أي ملزما سبُلْ) الطرق الوصّلة إل معرفة للعباد ما يشق على أنفسهم فعله .و(برهان صدق) أي دليل صادق .و(ال ُ )(174المام عبدالرح ن بن ر ستم بن ب ـهرام بن سام ـ بن ك سرى اللك الفار سي ـ فار سي ال صل ،ومؤ سس الدولة الر ستمية كا نت نشأت ـه بأرض القيوان ف الشمال الفري قي؛ و سبب و صوله هناك أن والده ر ستم بن ب ـهرام قدم م كة حا جا بزوجت ـه وابن ـه عبدالرح ن فتو ف ف الطر يق ث تزو جت والدت ـه رجل من القيوان فحمل ها وابن ـها إل بلده. والمام عبدالرحن أحد تلميذ المام الكبـي أبو عبـيدة مسلم بن أبـي كرية ـ الشيخ الثان للباضية ـ حيث رحل للبصرة وبقي ملزما له مع رفاقه الربعة لدة ل تقل عن خس سني ..وبعد رحيلهم عنـه أجاز للمام عبدالرحن الفتاء با سعه من ـه و ما ل ي سمعه ح ي تو سم ف يه القدرة على الجت ـهاد ..وأقي مت له الب ـيعة سنة 160ه ـ ف تيهرت ال ت أ صبحت في ما ب عد عا صمة للدولة الر ستمية و صارت مدي نة مليئة بالعمران ب عد أن كان ال هل في ها قل يل ..وكان زاهدا متواض عا على سية اللفاء الراشد ين و من أخباره أن ب عض أ هل الشرق ساروا إل يه ليطلعوا على أحواله فل ما بلغوا مدي نة تيهرت ونـزلوا بساحة هناك أناخوا جالم ووضعوا أحالم فدخلوا يسألون عن دار المام إل أن اهتدوا إليها وكانوا يظنون أنـها على شيء من العظمة كديار ملوك الشرق ولا وصلوها وجدوها دار زهد وورع ،ووجدوا عند الباب غلما يعجن طينا ويناوله لخر ـ هو المام!! ـ يصلح بـه بعض خلل فيه فسلموا على الغلم ،وطلبوا منـه أن يستأذن لم على المام ويبه بأنـهم رسل اخوانـه الشار قة إل يه ،فرفع الغلم رأ سه نو السطح وقد علم أن المام سع كلمهم فأشار إليه أن ي صبهم قليل ،ف صبّرهم إل أن ن ـزل وغ سل ما كان ب ـيديه من الط ي ..وب قي ف الما مة أ حد ع شر عا ما مل ها عدل ورخاء للبلد والعباد ،ول ا حضرت ـه الوفاة ج عل الل فة من بعده شورى ف ستة ن فر ـ ك صنع ع مر بن الطاب ـ وتو ف سنة 171ه ـ"( .أخبار الئ مة الر ستميي" ل بن ال صغي الال كي ص 28ـ 42ـ "طبقات الشا يخ" للدرجي ن 1/19ـ 22و 40ـ 47ـ " سي الئ مة" لب ـي زكر يا 81ـ 85ـ "ال سي" للشما خي 1/124ـ 126ـ "الزهار الرياضية" للبارون 2/132ـ 150ـ "العلم" للزركلي .)3/306 111
بـهجة النوار
ال تعال ومعرفة رسوله ممد .و(العدل) وضع الشيء ف موضعه من غي إعتراض على فاعله وضده الور .و(الف ضل) اعطاء بغ ي وجوب ول اياب ،والع ن أن ح كم الملة من ج هة التكل يف ب ـها كحكم غيها من سائر العبادات ل يلزم إعتقادها إل بعد قيام الجة بـها ،والدليل على ذلك أنـه َعظُ مَ شَأن ـه ل يكلف العباد بغ ي ح جة و هو دل يل صادق لقوله تعال :ومـا كنـا معذبــين حتى نبعث رسول السراء 15 :وإذا ثبت ما قررناه من أنـه عزّوجل ل يكلف العباد بغي حجة؛ وكان الزام الملة مـن جلة التكليفات وجـب أن ل تلزم إل بعـد قيام الجـة إذ ل يقـم دليـل على ت صيص التكل يف ب ـها ب كم يالف التكل يف ب ا عدا ها فت ساوى ح كم ال ف التكل يف ،فالملة وغيها ف التكليف سواء ،وتكليفه عزّوجل إيّانا بعد قيام الجة فضلٌ منـه تعال تفضّلَ بـه علينا، ولو شاء أن يكلف نا بغ ي ح جة ول برهان كان ذلك عدل من ـه ،ك ما كان التكل يف ب عد قيام ال جة فضل ،خِلفا للمعتزلة( )175ف قولم بوجوب الصّلحية والصلحيّة على ال تعال. )(175العتزلة أ حد الذا هب ال سلمية ال ت نشأت ف ن ـهاية القرن الول ومطلع القرن الثا ن للهجرة الشري فة و هو مذ هب يعال قضايا العقيدة مع ميل بارز للعقل على حساب النصوص ف بعض الحيان وكان لذا الذهب ظهور ذائع الصيت ف العهد العباسي حيث تبناه بعض ملوك تلك الفترة من أمثال الأمون (ت 218هـ) وهو الذي نشطت ف عهده فكرة القول بأن القرآن ملوق وا ستعرض لجل ها الناس وألزم هم ب ـهذا القول ح ت أن ـه أ ساء إل طائ فة من علماء ال مة آنذاك ولو ل يفعل ما فعل لكان خيا ،واستمرت تلك العادة ف عهد العتصم (ت 227هـ) وغل فيها الواثق (ت 232هـ) حت جاء التوكل (ت 247هـ) فغي السار التبع وكان ملكه نكسة للمعتزلة .أما ف عهد الأمون والعتصم والواثق كان رجالت العتزلة يتمتعون بصانة سياسية وكانوا يستغلون الفرصة للنيل من مالفيهم الذين عرفوا بالفقهاء. أما من الهة العلمية فيقول عنـهم الكوثري ـ بإنصاف ـ ف تقدمتـه لكتاب "تبـيي كذب الفتري" لبن عساكر ص (" :)18والعتزلة على ضد الشوية بط مستقيم أنتجها البحث العلمي ،ساقهم شره عقولم إل ماولة اكتناه كل شيء وعداؤهم الصلي نو المود وخطتـهم دفع الراء التسربة من الارج إل السلم بجج دامغة وأدلة عقلية مفحمة ولم موا قف شري فة ف الدفاع عن الد ين ال سلمي ازاء الدهري ي ومنكري النبوة والثنو ية والن صارى واليهود وال صابئة وأ صناف اللحدة ،وترى الذهبــي يَتَرحّمـ على الاحـظ فـ سـي النبلء حيـ يذكـر كتابــه فـ النبوة ،ول نـر مـا يقارب كتاب "تثبـيت دلئل النبوة" للقاضي عبدالبار ف قوة الجاج وحسن الصياغة ف دفع شكوك الشككي ،وليس بيد العراض الكلي عن كتب ـهم و كم في ها من الفوائد ال ت ل تزال ف أثواب ـه القشي بة ل ت بل بكرور الز من علي ها .و كم كان ال ستاذ المام ِي ُد فيها ما يدفع بـه خصوم العصر ول يتحاشى عن الخذ بـه من غي بس لقهم ،إل أنـهم لكثرة اشتغالم بناظرة الخصـام عدت منــهم إل عقولمـ آراء ابتعدوا بــها عـن الصـواب وانغمسـوا فـ بدع ردهـا الصـحاب .قال الطاب ـي صاحب معال ال سنن :كا نت العتزلة ف الزمان الول على خلف هذه الهواء وان ا أحدث ها بعض هم ف الزمان التأخر ".ا.هـ وجاءت تسميتـهم بالنظر إل طرد السن البصري لشيخهم وا صل بن عطاء حي قرر أن مرتكب الكبـية ف من ـزلة بـي النـزلتي أي ليس بؤمن خالص ول كافر خالص فطرده السن من ملسه فاعتزل واصل إل احدى السواري وجلس إليه أصحابـه فسموا معتزلة ،لكن هذا التفسي لقى معارضة من قبل كثي من الباحثي ف القدي والديث حيث يقول الندي 112
بـهجة النوار
ســــــ َّ ن لحظــــــة يُنَفَّ َ
(()80وإن أتى برهانـها امرءا فــــل ليســــأل) أي اذا قامت الجة بتكليف الملة على أحد من بلغ حد التكليف ،وجب عليه اعتقادها وحرم عليه جهلها وضاق عليه الشك فيها ،ول يوسع له ف ترك إعتقادها ل َظةَ عَي وإن قصد بذلك الترك السؤال عنـها وعن حقها ،بـيانـه أنـه اذا قامت الجة بأن ل إله إل ال وأن ممد رسول ال وأن ما جاء ب ـه م مد من رب ـه حق ،و جب على من قا مت عل يه إعتقاد ذلك فإن ج هل أو شك أو تو قف ف ف "الفهرست" ص(" :)282قال أبوبكر بن الخشيد :ان العتزال لق بالعتزلة أيام السن على ما ذكره قوم ول يصح عند نا ول رويناه .قال :والشهور ع ند علمائ نا أن ذلك ا سم حدث ب عد ال سن .قال :وال سبب ف يه أن عمرو بن عب ـيد ل ا مات السـن وجلس قتادة ملسـه فاعتزله عمرو ونف ٌر معـه فسـماهم قتادة العتزلة .واتصـل ذلك بعمرو فأظهـر تقبله والرضـا ب ـه ،وقال ل صحابـه :إن العتزال و صف مد حه ال ف كتاب ـه؛ فهذا اتفاق ح سن فاقبلوه ".ا.ه ـ ويقول أ بو ال سي اللطي الشافعي ف كتابـه "التنبـيه والرد" ص(" :)36وهم سوا أنفسهم معتزلة وذلك عندما بايع السن بن علي عليه ال سلم معاو ية وسلم إل يه ال مر اعتزلوا السن ومعاوية وج يع الناس وذلك أن ـهم كانوا من أ صحاب علي ولزموا منازلم وم ساجدهم وقالوا :نشت غل بالعلم والعبادة ف سموا بذلك معتزلة ".ا.ه ـ ويقول الكوثري ف تقدي ه لكتاب "التنب ـيه والرد" للمل طي ص(ج،د)" :ويظ هر من أن هذا ل قب اختاروه لنف سهم ف سايرهم الناس ف هذا التلق يب مع أن الشهور ف سبب تلقيب ـهم كون ـهم يقولون بالن ـزلة ب ـي الن ـزلتي ،أو اعتزال م ملس ال سن الب صري و ما ف هذا الكتاب ف سبب التلقيب أقرب وأقعد ف العن مع كونـه من أقدم الروايات على بُعد الؤلف من التحيز لم ..وقال (حاشية) :وكون القول بالنـزلة بـي النـزلتي سبب التلقيب غي واضح كما أن صلة واصل زعيم العتزلة بأبـي هاشم عبدال بن ممد ابن النفية وانتماءهم إليه قبل صلتـهم بالسن البصري ،وهذا يدش أن يكون الثان سبب للتلقيب على أن الطرود من الجلس ل يصح عده معتزل وال أعلم ".ا.هـ بـيد أن القاضي عبد البار (ت 415هـ) وهو من متأخري علماء العتزلة يكي ف كتابـه "شرح الصول المسة" اللف الاصل ف مسألة مرتكب الكبـية وأن السن اختار أنـه منافق وذكر أن عمر بن عبـيد ذهب إل مثله وأنـه كان من أصحاب السن ث قال ف ص(" :)138وقد جرت بـي واصل وبـي عمرو بن عبـيد مناظرة ف هذا فرجع عمرو بن عبـيد إل مذهبـه وترك حلقة السن واعتزل جانبا فسموه معتزليا .وهذا أصل تلقيب أهل العدل بالعتزلة ".ا.هـ فتراه يعزو إل عمرو ترك حلقة السن ل واصل وال أعلم بقيقة التسمية .والعتزلة اشتـهروا ببدأ من التزمه عدوه منـهم ومن خالفه أقصوه عنـهم وهو مبدأ القول بالصول المسة وهي 1 :ـ التوحيد. 2ـ العدل 3 .ـ الوعد والوعيد4 .ـ النـزلة بـي النـزلتي5 .ـ المر بالعروف والنـهي عن النكر .وهم ف الملة يتفقون مـع الباضيـة فـ انكار رؤيـة ال فـ الخرة والقول بلق القرآن وأن مرتكـب الكبــية ملد فـ النار إذا ل يتـب، وخالفوا الباضية ف القول بالصلح والصلح ،والتحسي والتقبـيح العقليي وانفردوا كذلك بالقول بالقدر ونصهم على أن الع بد خالق لفعاله ومراد هم تن ـزيه ال عن اثبات خلق ال شر له .ول يس ب ـي الباض ية والعتزلة صلة تذ كر إل الل هم ف التوافق الاصل ف البادئ الثلثة ولو كان ثة ارتباط كما يظن البعض لهتبل الباضية الفرصة أيام الأمون ف فترة القول بلق القرآن ولتبوؤا الاصب العليا ف دولتـهم لكن شيئا من ذلك ل يدث وف كتب الباضية كثي من الناظرات مع العتزلة ففي "طبقات الشائخ" للدرجين الباضي ( )2/246يقول" :وحكى بعض أصحابنا أن واصل بن عطاء العتزل صاحب عمرو بن عب ـيد كان يتم ن لقاء أب ـي عب ـيدة ويقول :لو قطعت ـه قط عت الباض ية .قال :فب ـينما هو ف ال سجد الرام وم عه 113
بـهجة النوار
العتقاد حت ي سأل عن حق هذا الذي قامت ب ـه الجة عليه كان بذلك كله كافرا ،وإن مات قبل التصديق واعتقاد حق الملة مات هالكا والعياذ بال. فإن ق يل :ما بال الملة من ب ـي سائر العبادات ل يَُنفّ س ف ال سؤال عن ـها و ما عدا ها ُينَفّ س ف السؤال عنـه وقد قلتم إن الملة كغيها ف التكليف ..قلنا :إن الملة كغيها ف قيام الجة بـها للتكليف بـها ول نقل بأن جيع أحكامها كغيها وانا خصت بالتضييق عن السؤال عنـها بعد قيام ال جة لن اعتقاد ها مطلوب ف الال ،وكان العذر وا سعا ق بل ال جة و قد قا مت ال جة فل عذر ف التأخ ي ،أ ما ما عدا ها من العبادات العمليات والتركيات فرب ا ي سع تأخي ها ،ورب ا ي سْلَم صاحبـها باعتقاد ال سؤال عن ـها وال ّديْنُونَة بال ق في ها لدلة خا صة ب ـها ن و ولم يصـروا على مـا فعلوا وهم يعلمون آل عمران . 135 : ضيّ قَ ف ال سؤال عن ـه ك ما ضيّ ق في ها ورأى أن حك مه كحكم ها، وأ ما تف سيها العتقادي فبع ضٌ َ وبعضٌ وَسّع ف السؤال عنـه وعنده أنـه داخل تت هذه الملة فما ل يرد شيء منـه فهو واسع له ترك اعتقاده بعينـه حت يرسخ ف ذهنـه علم ذلك وحقّه. برهانـهــــا كفر جحود (()81ومنكر الجملة بعدمــــا نظــــر قد كفر) أي ومن جحد الملة بعد أن قامت عليه حجتـها أو قبل ذلك فهو كافر كفر جحود ول ينفعه عذر ف ذلك .أما من جهلها بعد قيام الجة بـها أو َشكّ فيها فهو كافر أيضا ،لكن كفره يسمى شرك مُسَاوَاه؛ وذلك لنـه قد جعل ما وجب عليه اعتقاده ولزمه علمه بنـزلة الذي ل يب عليه فيه شيء أصحابـه ،إذ أقبل أبو عبـيدة ومعه أصحابـه؛ فقيل لواصل :هذا أبو عبـيدة ف الطواف .قال :فقام إليه واصل فلقيه، وقال :أنت أبو عبـيدة .قال :نعم .قال :أنت الذي بلغن أنك تقول :إن ال يعذب على القدر .فقال أبو عبـيدة :ما هكذا قلت؛ ل كن قلت إن ال يعذب على القدور .فقال أ بو عب ـيدة :وأ نت وا صل بن عطاء .قال :ن عم .قال :أ نت الذي بلغ ن عنك أنك تقول :ان ال يُع صَى بالستكراه .قال :فنكس واصل رأسه فلم يب بشيء .ومضى أبو عبـيدة وأقبل أصحاب واصل على واصل يلومونـه يقولون :كنت تتمن لقاء أبـي عبـيدة ،فسألتـه فخرج وسألك فلم تب! .فقال واصل: ويكم بنيت بناء منذ أربعي سنة فهدمه وأنا قائم فلم أقعد ول أبرح مكان ".ا.هـ وللمام أبـي عبـيدة مسلم بن أبـي كرية الشيخ الثان للباضية مناظرات مع جاعة من القائلي بالقدر فقد ناظر حزة الكوف ففي "الطبقات" أيضا ( :)2/241 "وقال :كان حزة الكوف يقول بشيء من القدر فهجره أبو عبـيدة وأمر بـهجرانـه ،فقال يوما :عجبا لبـي عبـيدة يأمر بـهجران وهؤلء الفتيان يقولوا :أراد ،وشاء ،وأحب ،ورضي ،وهو يدنيهم ول يقول بثل قولم! .قال :فبلغ قوله أبا عبـيدة فقال :قبح ال رأيه؛ إن هؤلء أرادوا اثبات القدر فقالوا فيه وحزة يريد ازالتـه وليس مثبتـه كمزيله" .وناظر أيضا ابن الشيخ البصري وتفاصيلها ف "الطبقات" للدرجين ( )2/241ما يزم العاقل بالطلع عليها أن التوافق الاصل ليس فيه تأثي وتأثر ولو قيل من ذلك شيء فإن الباضية أسبق من العتزلة ف النشأة فل يكون التقدم متأثرا بالتأخر فيكون العتزلة هم من أخذوا عن الباضية على أنا ل نثبت المرين ومن قال بغي هذا فعليه الدليل وال الستعان. 114
بـهجة النوار
مـن ذلك فكأنــه سـَاوَى بــي الكميـ مـع اختلف المريـن ،والكـم فـ شرك الحود وشرك ال ساواة مت حد دن يا وأخرى والفرق ب ـينـهما إن ا هو ف ن فس الت سمية خا صة ،و سيأت ب ـيان حكمهما ف الباب السادس من الركن الثالث ـ إن شاء ال ـ. تشـــــك فيــــه والذي له (()82ولم يسع جهــــل ضللــه ول تل) عــــلى قيـــــــاس شائع (()83كذاك جهل من يشــــك فيـه تلفيـه) هذا بـيان لكم الواقف على انكار منكر الملة ،فحكمه أنـه يب عليه أن يعلم كفر منكر المله ول يسعه الهل بكفره ول الشك ف كفره ،وكذلك ل يسع جهل ضلل من صوّبـه على كفره ول الشك فيه وهو معن قول الصنف (والذي له تل) أي تبع ،وكذلك ليسع جهل ضلل من شك ف كفره ،فإن حكم الشّاك ف كفره بعد علمه بكفره حكم من صوّبـه على كفره لنـه ل يسع جهل ضللة كل واحد منـهما ،وهذا القياس أعن قياس الشاك ف كفر منكر المله على مصوّبـه ف عدم التوسعة ف جهل ضللة كل واحد منـهما قياس ظاهر جلي ،ومثل منكر المله ف هذا الكم الاهل بالمله بعد قيام الجه بـها والشاك فيها فإن كل واحد من هذين ل يسع جهل ضلله ول ضلل من صوّبـه على ضلله ،ول ضلل من شك ف ضلله ول يسع الشك ف ضلل كل واحد من هؤلء. واعلم أن م صوب الُحدِث ف المله مشرك مثله ،وأ ما الا هل لضلله والشاك ف ضلله مع اعتقاده حق الملة ف هو فاسق منافق ،وقول الصنف( :ول تشك) بصيغة الن ـهي على جهة التحري ،وقوله: ـــــ الجرور على حدّ قوله تعال :واتقوا الله الذي (والذى له) معطوف على الضميـ تسـاءلون بــه والرحام النسـاء 1 :بقراءة جر الرحام .وقوله( :على قياس شائع) أي ظا هر، ومعن (تلفيه) تده. يجزيه دون نطقـــــه (()84والخلف في إيمانـها بالقلـــب هل إذا نـزل) للجتــــزا والبعض منـهم (()85تكليفه بـها فبعــــــض ذهبــــا قد أبى) اختلف العلماء ف كيفية اليان بالملة فذهب بعضهم إل أن كيفية اليان بـها أن يعتقد صدقها ف جنانـه ،ويظهر ذلك إقرارا بلسانـه وأنـه ل يكون مؤمنا إل بذلك ،فالتلفظ بالشهادتي عند هؤلء شرط لوجود اليان ،وذ هب آخرون إل أن اليان ب ـها هو الت صديق ب ـها ف القلب ،فإذا اعت قد جزِيَا له فيما بـينـه وبـي ربـه ،فإن مات على ذلك حقها بقلبـه وصدقها بنانـه كان ذلك ُم ْ ف هو من جلة الؤمن ي ،وأ ما في ما ب ـينـه وب ـي الناس فإن ـه ل يكون مع هم مؤم نا ح ت يتل فظ 115
بـهجة النوار
بالشهادت ي ويلز مه التل فظ ب ـها إذا طولب بذلك ،هذا إذا كان منكرا للجملة في ما تقدم من أ ْمرِه أو شاكا في ها أو جاهل ب ـها ب عد قيام ال جة عل يه في ها ،أ ما إذا ل يتقدم من ـه ش يء من هذا كله ول يكن من اهل دار يُحْكَم على أهلها بالشرك فل يلزمه التلفظ بالشهادتي وإن طولب ول يسع لحد أن يكم عليه بالشرك ف عدم تلفظه بذلك ول يسعه أن َيبْرَأ منـه لذلك ،نعم يندب له أن يتلفظ مهما طولب بذلك إذا ل يكن له مانع من التلفظ وال تعال أعلم. تصديقــــه إن ذكرها قد (()86والخلف هل عليــــه أن يقـررا خطرا) شيئا بـها كعهــدها (()87أو يجتزي بالماضي مالم يحــــدث لم ينكـث) اختلف القائلون بإشتراط التلفظ لليان [بالملة]()176؛ فذهب بعضهم إل أن التلفظ بـها والتصديق ب ـها مزئ مرة واحدة ف عمره ول يلز مه تكرار ذلك مال يأت بدث ين قض ب ـه إيان ـه فيكون بـه مرتدا إل الشرك بعد السلم ،وذهب آخرون إل أنـه يب تكرار اليان بـها إذا جرى ذكر ذلك ،وعند هؤلء يب على من كان موحدا أن يتلفظ بالشهادتي إذا طولب بذلك ،لكن يرج على قواعدهم أنـه إذا ل يبـهم إل التلفظ بالشهادتي ل يسعهم أن يكموا عليه بالشرك ول أن يبأوا منـه لذلك ،ووجه ذلك أن هذه السألة اجتـهادية فلما أب من التلفظ ول يتقدم منـه حالة يشرك بـها احتمل له أن يكون مذهبـه عدم وجوب تكرار التلفظ أو أنـه مقلد ل ير وجوب ذلك ،ومع تسكه بقول من أقول السلمي ل يل لحد أن يكم عليه بالروج من الدين. هذا والصحيح عندي عدم وجوب تكرار التلفظ بـها وإن جرى ذكرها معه إذا ل يرج عن السلم بدث في ها لن ال صحابة ـ رضوان ال علي هم ـ ل يُن قل عن ـهم مع كثرة ذكر هم للجملة تكرار التلفظ بـها كلما سعوها وإنا النقول عنـهم وعن النبـي أنـه إذا أسلم العبد وتلفظ بالشهادتي مرة واحدة أدخلوه ف حكم السلمي ول يطالبوه بعد ذلك بشيء وال تعال أعلم. كحــــكم ما رأيت من (()88وما عدا الجملــــة من تفسيرهـا تعبـيرها) أحــــدث والشــــائع ما (()89إل لدى السؤال والجهــــل بمـا تقدمـا) تفســــيرها بالقلب (()90وما عدا اليمــان فالــــلزم فـي في التكلف)
)(176من (ب). 116
بـهجة النوار
أي ما عدا الملة من تفسيها العتقادي الشتملة عليه والندرج تتـها كمعرفة كمالت ال عزوجل ومعر فة النب ـياء والر سل واللئ كة والك تب الن ـزلة والوت والب عث وال ساب ،وأن ح ساب ال ل يشبـهه حساب ،ومعرفة النّة والنار فحكمه حكم الملة ف جيع ما تقدم ،ويالفها ف ثلثة مواضع مستثناة من تلك القاعدة: أحدها :ف السؤال؛ فإن الملة ل يلزم لا اعتقاد سؤال قبل قيام الجة ول يوسّع له ف السؤال بعد قيام الجة بلف تفسيها ،وقد تقدم ف هذا ما فيه كفاية إن شاء ال. وثانيها :أنّ الدث ف الملة ل يسع جهل ضللة مدثه ول الشك فيه كما تقدم والدث ف تفسيها قد قيل بأنـه يسع جهل ضللة ُمحْ ِدثِه ولو َعلِمَ حَ َدثَه ما ل تب له ضللتـه ،إل أن الكثر فيه ما قيل ف الملة وهو الراد بقول الناظم( :والشائع ما تقدما). وثالث ها :أن اليان ف الملة متلف ف يه هل يزي بالقلب دون الن طق بالل سان أو ل ك ما تقدم؟ .ول نعلم اختلفا ف اليان بتفسيها بل اللزم فيه بالقلب فقط. وانت صبت (الملةَ) ف قول النا ظم على ال ستثناء ،ول ا كان التكل يف بالملة متوق فا على قيام ال جة أخذ ف بـيان كيفية قيام الجة هنا فقال: وحجــــــة المعنــــى (()91فالحجة السمـــــاع في ذا كـله له من عقله) اعلم أن قيام الجة ف كل شيء ل يكون ال من أحد طريقي ،الطريق الول :العقل وهو طريق لقيام الجة بالعان. والطريق الثان :النقل وهو طريق قيام الجة باللفاظ مع معانيها. ولا كان أع ظم طرق الن قل هو ال سمع أطلق ف التعب ـي عن الن قل ،على أن النقل قد يكون من غ ي طريق السمع كالن ظر وذلك مثل أن يراه مكتوبا فإنـه إن عرف لفظ ذلك ومعناه كان ف حكم من سعه. ول ا كا نت الملة وتف سيها مشتمل ي على ألفاظ ومعا ن ث بت قيام ح جة العا ن ب ـهما من الع قل، وتوقف قيام الجة ف ألفاظها على النقل ،فمن خطر بباله أن له صانعا وأن لصانعه رسول يبلغ اللق عنـه ،وأنـه ليس كصانعه شيء وأن لن أطاع صانعه ثوابا ولن عصا عقابا ،وجب عليه أن يعتقد معن ذلك ،ول يوز له أن ينكر شيئا منـه ول يلزمه معرفة شيء من أساء هذه الشياء حت تقوم عليه الجة من طريق النقل أن اسم صانعه ال أو الرحن أو نو ذلك ،وأن اسم رسوله ممدا أو أحدَ ،وأن اسم ثوابـه النّة واسم عقابـه النّار ،فإذا قامت عليه الجة من طريق النقل بشيء من هذه الساء وجب عليه معرفتـها وضاق عليه جهلها. 117
بـهجة النوار
واعلم أن قيام الجة من العقل بأن ل رسولً إنا هو مبنٌ على مذهب بعض الصحاب ،وذهب غيهم لجّة ف ذلك إنا هي من طريق النقل وهو الصحيح وال أعلم. إل أن ا ُ
118
بـهجة النوار
البـــاب الثــانــي ـ من الـركــن الثـــانـي ـ فــي التـــوحيـــــــــــد وفيه أربعة فصول وخاتمه الفصـــــــل الول في نفي الضداد والنداد والشباه عن الله تعالى من نوره وعن هــــوى (()92وهاك توحيدا لنــــا فلتقتبـــس النفس احتبس) (ها) اسم فعل بعن خُذ ،و(الكاف) للخطاب ،و(التوحيد) هو :إثبات الوحدانية ل تعال والقرار له بالربوب ـية ،ف في اثبات الوحدان ية له تعال اثبات لكمالت ـه الذات ية لن ـها أنواع وحدة الذات و ف اثبات ـها له تعال انتفاء الشاب ـهة له تعال ،وانتفاء صفات الع جز والدوث ف ذات ـه تعال ،ووحدة الصفات ،ووحدة الفعال ،وف اثبات كل واحدة منـهما اثبات للكمالت اللية ،وف القرار له تعال بالربوب ـية ا ستلزام توج يه العبادة ال يه ،ونفي ها ع من سواه ،ف من ع بد غيه ل ي كن موحّدا ،وقوله: (فلتقتبس) أي فلتتخذ لك قبسا من نور هذا التوحيد فإنـه نور ف ظلمات الهل ،وقوله( :وعن هوى الن فس احت بس) أي امت نع ع ما ت يل ال يه نف سك من البا طل وأمـا مـن خاف مقام ربــه ونـهى النفس عن الهوى فإ َّ ن الجنة هي المأوى النازعات . 40 : ولّ ا كان القرار بالربوب ـية م ستلزما لثبوت العبادة ل تعال دون غيه أ خذ ال صنف ف ب ـيان كيف ية توجيهه العبادة لربـه ،فقال: (()93نعبــــده ج َّ سبحــــانـه ونـهيــــه ل امتثـــال أمـره وزجـره) وإن يشـــــأ عذبنــــا (()94فإن يشــــأ يرحمنا بفضـــلـه بعدلـه) له كـــــذا القــدرة (()95فالملك والعزة والسلطــــان والبرهان) أي نوجه عبادتنا اليه َعظُم شأنـه لجل إمتثال أمره الذي أمرنا بـه ف الشياء العملية ،ولجل امتثال نـهيه ف الشياء الت نـهانا عن فعلها ،فالفعل والترك منا إنا ها لجل المر والنـهي فهما عبادة منا له تعال ،ومع ذلك فنحن مفوّضون المر اليه ومسلمون لكمه وراضون بقضائه ومتوكلون عليه، فإن شاء أن يرحنـا فذلك بحـض فضله علينـا وان شاء أن يعذبنـا فذلك بعدله فينـا ،فإن اللك والغلبـة والجة والقدرة له تعال ،فل يعترض عليه ف شيء من ملكه ول يستطيع أحد لرد ما أراده وهو قادر 119
بـهجة النوار
على كل شيء ،ومن كان مالكا للشياء قادرا على فعل ما يريد فيها غي مكوم عليه ول معترض عليه ف شيء من أفعاله؛ فجميع ما فعله ف ملكه إما عدل وإما فضل ،ث ان الصنف أخذ ف بـيان التنـزيه فقال: يحويــــه جــــ َّ ل ل ول (()96سبحـــانـه ليس لــــه مكــان زمان) وأنـه في ملكــــه (()97بخلقه لكــل شيء نشهـــــد منفــرد) أي تنـزيها له تعال عن اللول ف المكنة ،وعن الدوث ف الزمنة ،فإن المكان والزمان خلق مـن خلقـه ،ومـن ضرورة العقـل وجوب تقدم الالق على الخلوق فـ الوجود ،فلو كان تعال حالّ ف مكان أو حادثا ف زمان لوجب تقدم الكان والزمان عليه لضرورة العقل بذلك فيستلزم خالقا غيه ،وثبوت خالق غيه باطل لا يلزم عليه من المور الستحيلة ،وأيضا فلو كان تعال حالّ ف مكان لكان الكان حاويا له فيلزم عليه تديده وتناهيه؛ ومن كان متحددا متناهيا فليس بإله ،ولو كان تعال حادثا ف زمان لوجب أن يكون له مدث غيه ،ومن كان مدثا فليس بإله .وف قوله( :وأنـه ف ملكه منفرد) إشارة إل ثبوت الوحدانية له تعال ف مطلق التصرف ،وهي وحدة الفعال. ولا نفى عنـه تعال صفت اللول والدوث أخذ ف نفي الصفات الت تلزمهما فقال: ول وزيــــــــر ل ول شبـه ول نظيـــــر (()98ليس لــــه ِ مشــــــير) (الشِب ـه) ـ بالك سر ـ هو الشارك لغيه ولو ف صفة واحدة من صفاتـه ،و(النظ ي) هو الِ ثل الُ سَاوي ،و(الوزير) هو العي ف المر العظيم بأرآءه الصائبة وأفكاره الثاقبة ،و(الشي) هو الدال على فعـل شيـء أو على تركـه بدللة خفيّةـ ،والراد بــها هنـا مطلق الدللة والعنـ أنــه تعال ليـس له مشاب ـه ف ذات ـه ول ف صفاتـه ول ف أفعاله ول ما ثل له ف ذلك ،ول مع ي له على ش يء من أفعاله الت فعلها أو سيفعلها ،وأنـه تعال فعّال لا يريد ل لا يريد غيه ،فل مشي له ف شيء من أفعاله ول ف شيء من الشياء الت ل يُرد فعلها تعال ال عن ذلك ،وعن ابن مسعود أنـه قال" :ما عرف ال من شب ـهه بل قه" .نا فع(" :)177أن عبدال بن ع مر كان جال سا ف أناس فأ تى ر جل فقال :أي كم )(177المام الثقة أبو عبدال نافع بن الفقيه العدوي القرشي الدن مول ابن عمر ،من كبار التابعي ف وقتـه ،واختلف ف متده على أقوال فقيل :هو بربري .وقيل :نيسابوري .وقيل :ديلمي .وقيل :طالقان .وقيل :كابلي .والرجح أنـه فارسي الحتد ف الملة .أصابـه ابن عمر ف بعض مغازيه صغيا ونشأ ف الدينة ،روى عن موله وعائشة وأبـي هريرة ورافع بن حديج وأبـي سعيد الدري وأم سلمة وأبـي لبابة بن عبد النذر وصفية بنت أبـي عبـيد ـ زوجة موله ـ وسال وعبدال وعب ـيدال وز يد أبناء عبدال بن ع مر وغي هم .وروى عن ـه الزهري وأيوب ال سختيان وعبدال بن وا قد وأخوه 120
بـهجة النوار
عبدال بن ع مر؟ .فقال :أ نا .فقال الر جل :إ ن تا جر أبت غي من ف ضل ال وإ ن قد مت هذه البلدة هذه الليلة فاذا أنا برجل توست فيه الي فقعدت اليه فحدثن حديثا ضاق بـه صدري .فقال عبدال :وما هو؟فإنـه ل اث عليك إذا حدثت بـه من غيك .فقال :قال ل؛ إن ال تبارك وتعال لا أراد أن يلق آدم ل يدر كيف يلقه حت خلق مرآة فنظر فيها إل وجهه فخلق مثاله .فقال له ابن عمر :تعال ال ل مثـل ل أل إن هذا الشيطان أراد أن يدخلك فـ دينــه أل وإن الشيطان قـد آيـس منكـم أن تعبدوا أصناما ظاهرا فتعذرونـه ولكنـه يأت النسان فيقول كيف ربك؟ فل يزال بـه حت يصف ربـه بصفة اللق فَيضِل وُيضِل فان لقيتـه فأخبه أن ابن عمر بريء من دينك أل وان نبـي ال سئل عن ال عزو جل ،فقال ال عزو جل :قـل هـو الله أحـد الله الصـمد لم يلد ولم يولد ولم يكـن له كفؤا أحـد الخلص فإن و سوس الشيطان ل كم فقولوا له ك ما قال ر سول ال ".عن معاذ ـ رضي ال عنـه ـ "أنـه سيجع أقوام من هذه المّة عند اقتراب الساعة كفّارا فقال رجل :يا أبا عبدالرحن أبالحداث كفرهم أم بالحود؟ قال :ل ولكن بالحود يحدون خالقهم فيصفونـه بالصورة والعضاء والفاصل أولئك ل خلق لم ف الخرة ولم عذاب عظيم".
زيد وحيد الطويل وابن جريج ويونس بن عبـيد وعمر وأبوبكر ولدا نافع وابن أبـي ذئب وجرير بن حازم وجويرية بن أساء ومالك والليث وغيهم. روى الصمعي قال :حدثنا العمري عن نافع قال :دخلت مع مولي على عبدال بن جعفر فأعطاه ف اثن عشر ألفا فأب وأعتقن أعتقه ال .وله عمر بن عبد العزيز صدقات اليمن كما بعثه أيضا إل مصر ليعلم أهلها السنن .وهو من ثقات الرواة. توفـ على الصـحيح سـنة 117هــ"( .تذكرة الفاظ" 1/99ــ "سـي النبلء" للذهبــي 5/563ــ "تــهذيب التـهذيب" لبن حجر .)10/368 121
بـهجة النوار
عن سعيد بن جبـي( )178أنـه قال" :أتى رهط من اليهود إل رسول ال فقالوا :يا ممد هذا ال خلق اللق فمن خلقه؟ .قال :فغضب رسول ال حت انتقع لونـه ث واثبـهم غضبا لربـه ،قال: فجاء جبائيل صلى ال عليهما فَسَكّنـه وجاءه من ال بواب ما سألوه بـ قل هو ال أحد..إل تام السورة "(.)179 قبــــل ول بعــــد فكل (()99ليس له فوق ول تحــــت ول حظــل) اليه تعزى حادث بــــذا (()100كذا يمـــين وشمــــال والـذي احتذي) (الفوق) اسم لهة العلو ،و(التحت) اسم لهة السفل ،و(قبل) اسم للتقدم ،و(بعد) اسم للتأخر ،ومعن (حظل) منع ،و(يي) اسم للجهة اليمن ،و(شال) اسم للجهة اليسرى ،ومعن (تعزى) تنسب ،ومعن (حادث) أي موجود بعد عدم ،ومعن (احتذ) أي اقتد. والعن أنـه تعال ليس له جهة يكون فيها ،ل جهة فوقية ول تتية ول عن يي ول عن شال ول أمام ول وراء ،وليس له تعال َقْبلُ ـ أي ل يقال إن وجوده تعال مسبوق بشيء حت يقال إن قبله كذا ـ ول بَعْد له ـ أي ل يس وجوده تعال متناه يا ح ت يقال ان ب عد تنا هي وجوده يكون كذا ـ وهذه ال صفات أع ن الهات والقبل ية والبعد ية م ستحيلة ف ح قه تعال ،لن من ن سب ال يه ش يء من ـها )(178التابعي الليل أبو عبد ال سعيد بن جبـي بن هشام الولبـي السدي بالولء الكوف ،ولد سنة 45هـ روى عن ابن عباس وابن الزبـي وأنس وطبقتـهم ويتمل عن السيدة عائشة ول يثبت ساعه من عبدال بن معقل ول من عدي بن حات ول من المام علي ـ كرم ال وجهه ـ ول من أبـي هريرة وأبو موسى الشعري وأبو مسعود النصاري وإنا روايتـه عنـهم مرسلة ،وأخذ عنـه طائفة منـهم ابناه عبداللك وعبدال والعمش وعطاء بن السائب وساك بن حرب والنـهال بن عمرو وآخرون ،عن جعفر بن أبـي الغية قال :كان ابن عباس بعدما عمي إذا أتاه أهل الكوفة يسألونـه قال :تسألون وفيكم ابن أم الدهاء؟! .يعن سعيد بن جبـي ،وعن أشعث بن اسحاق قال :كان يقال لسعيد بن جبـي جهبذ العلماء. ول ا خرج ا بن الش عث على ع بد اللك بن مروان كان سعيد م عه وكان يقول يوم د ير الماجم :قاتلوهم على جور هم ف الكم وخروجهم من الدين وتبهم على عباد ال وإماتتـهم الصلة واستذللم السلمي .نقل عن "الطبقات الكبى" لبن سعد ( 6/265دار صادر) فلما انـهزموا لق سعيد بكة فأخذه خالد القسري وحله إل الجاج الذي قتله ف آخر سنة 94هـ"( .الطبقات الكبى" لبن سعد 6/256ـ 267دار صادر ـ "تذكرة الفاظ" للذهبـي 1/76ـ "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر 4/10الكتب العلمية). )(179أخرجه بـهذا اللفظ ابن جرير الطبي ف "تفسيه" ( 11/26برقم 30229دار الكتب العلمية) وف اسناده شيخه ممد بن حيد وف يه كلم قال الوزجا ن :ردئ الذ هب غ ي ثقة ون سبـه أبو زر عة إل تعمد الكذب وكان ا بن خزي ة ل يروي عن ـه وقال الن سائي :ل يس بش يء .وقال البخاري :ف يه ن ظر .ك ما ف "ت ـهذيب الت ـهذيب" للحا فظ ا بن ح جر ( 9/109وما بعدها). 122
بـهجة النوار
واتصـف ب ـه يكون حاد ثا قط عا ف هي دل يل الدوث والرب تعال قد ي ل يس بادث ،فل ي صح أن يتصف بشيء منـها خلفا للمشبـهة القائلي بأنـه تعال ف جهة الفوق وإنـه على العرش مستقرا إسـتقرار اللك على سـريره تعال ال عن ذلك ،و قد تلقوا هذه القالة الشنيعـة مـن اليهود أخزا هم ال تعال. قال ف "الضياء"" :وبلغنا أن عبدال بن مسعود ـ رضي ال عنـه ـ مر بلقة وفيهم رجل من اليهود يدثهم ،فقال :ما يدثكم؟ قالوا :يدثنا عن التوراة وعن ربنا .قال :وعن ربكم باذا؟ قالوا :يقول إن ال لا خلق السموات والرض صعد إل السماء من بـيت القدس فوضع رجله على الصخرة الت فيه وإنـه ينـزل ف السماء الدنيا ف النصف من شعبان .فقال ابن مسعود ـ رضي ال عنـه ـ :إنا ل وإنا اليه راجعون (ثلث مرات) ث قال :ل كفر بعد إيان ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء النساء 89 :فهل قلتم كما قال ابراهيم خليل الرحن ل أحب الفلين النعام 76 :أل فاتـهموا اليهود والنصارى على دينكم ،ول تصدقوهم على ما يالف كتابكم ،فإنـهم سيضلون أكثر هذه المة ،أل إن ربكم ليس بزائل ومن وصف ال زائل فقد كفر ،ومن شبـهه بشيء من الشياء فقد كفر". وعــــالم من قبــــل (()101ولم يزل وليــس شــــيء معه أن يصنعه) ومـــا اليــــه صــــائر (() 102بكـــونـه ولونـه وشكــلــــه بفعلــه) أي ل يزل تعال ول موجود سواه من ج يع الشياء ،ف هو تعال متفرد بالقِدَم ،والقِدَم وا جب له تعال فيستحيل عليه العدم لن ما وجب قدمه استحال عدمه ،وقوله( :وعال ..ال) أي وهو عال أي ل يزل تعال متصـفا بالعلم مـن قبـل وجود الشياء فعلمـه تعال صـفة ذاتيـة له ،والاء مـن قوله (مـن قبـل أن يصنعه) عائدة إل (الشيء) ف قوله (وليس شيء معه) وقوله( :بكونـه) متعلق بعَالِم ،ومعن كونـه وجوده بعـد عدم ،أي ل يزل تعال وهـو عال بوجود الشياء التـ سـيوجدها ،وعال بالزمان الذي سيوجدها فيه ،وبالكان الذي ستكون فيه ،وعال بلونـها الذي ستتصف بـه ،وعال بصورتـها الت يكون علي ها شكل ها من طول وق صر وعرض وعال ب صيها الذي ستصي ال يه ب سبب أفعال ا ال سنة وبسبب أفعالا القبـيحة ،فالضمي من (كونـه) ومن (لونـه) ومن (شكله) وما بعدها كله عائد إل الشيء ف قوله (وليس شيء معه). والراد بالشيء هنالك جيع الوجودات ما عدا الالق تعال ،وف البـيتي تصريح بأنـه تعال عال با كان وما سيكون وما هو كائن. 123
بـهجة النوار
الفصـل الثانـــي فـي البراهـــــين ج ع برهان و هو ما تركّ ب من مقدمات قطع ية ،وأل ف الباه ي للع هد الذه ن أي ف الباه ي ا ُلَثبّتَة لُدّعَانا فيما تقدم. جــــاز عليــــــه وصف (()103لو أنـه مشابـه فــــي ذاتـه مخلوقاتـه) في الكل ما لـــــذلك (()104إذ كل شبـهــــين بوجـه لزما الوجه انتمى) هذا برهان ا ستحالة الشاب ـهة له تعال الذكورة ف قول ال صنّف( :ل يس له شب ـه ..ال) ،و صورة البهان أن ـه لو كان تعال مشاب ـها ف ذات ـه لاز عل يه ما يوز على مشاب ـهه من ال صفات ،ول موجود إل وهـو إمـا خالق أو ملوق ،وقـد ثبـت بالبهان أنــه تعال هـو الالق وأن جيـع مـا عداه ملوق ،فلو كان له مشابـه لكان ذلك الشابـه هو أحد ملوقاتـه فيستلزم أن يكون عزوجل يصح أن يتصف بصفات ملوقاتـه ،وصفات ملوقاتـه مستحيلة ف حقه فالشابـه مستحيل أيضا ووجه ذلك أن التشابـهي إذا تشابـها ف صفة وجب أن يتصف كل واحد منـهما بوجب تلك الصفة، وهذا معن قوله( :إذ كل شبـهي ..إل) ،ومعن قوله( :ف الكل) أي من التشابـهي ،ومعن (انتمى) انتسب. لكــان كل صالحــــا (()105لو كان ثــــان عنـده في الزل لن يلـي) والحكــــم من غير (()106ول دليــــل خص واحدا فقط مرجح غلط) هذا برهان إسـتحالة الشريـك معـه تعال فـ الزل الذكور فـ قول الصـنف( :ول يزل وليـس شيـء معه)( )180وصورة البهان أن ـه لو كان معه تعال ثان ف الزل لكان كل واحد من ـهما صالا لن يتول ال مر على صاحبـه فَيتَمَانَعَان ،ول يس ف وا حد من ـهما خ صوصية ي ستحق ب ـها ال ستبداد بالمر والنفراد باللك ،وتصيص واحد منـهما بذلك دون الخر مع صلحية كل منـهما له وعدم الخصـص ترجيـح بل ُمرَجّحـ ،والترجيـح بل مر جح غلط ل يسـتقيم ف العقول وبطلن اسـتقامتـه ضروري. لزمـــــه في ذاتـه (()107لو أنـه في أمــــــره معــان النقصان) )(180ف البـيت رقم (.)101 124
بـهجة النوار
هذا برهان نفـي العجـز عنــه تعال واسـتحالتـه الشار اليـه بقول الصـنف( :ول وزيـر ل ول مشي)( ،)181وصورة البهان أنـه لو كان تعال معانا ف أمره لكان ناقصا ف ذاتـه ،لكنـه كامل ف ذاتـه فهو غي معان ف أمره ،ووجه ذلك أنـه ل يتاج إل العونة إل مَن كان عاجزا عن إتام المر، ومَن كان عاجزا عن إتام أمره فل يس بكا مل ف ذات ـه لن من الكمال الذا ت وجود القدرة الذات ية النافية للعجز. وفي الجهـــــات (()108وهكــــذا يلــــزم في الزمــان الست للمكان) هذا برهان ن في اللول والدوث عن ـه تعال وا ستحالتـهما ف ح قه الذكور ين ف قول ال صنف: (سبحانـه ليس له مكان ..البـيت)( ،)182وف قوله( :ليس له فوق ..ال)( .)183وصورة البهان أنـه لو كان تعال حال ف مكان أو حاد ثا ف زمان للزم ات صاف ذات ـه بغا ية النق صان تعال عن ذلك. وو جه ذلك أن ـه لو كان تعال حالّ ف مكان للزم أن يكون الكان مي طا ب ـه ولو من ج هة واحدة فيلزم تديده وتناه يه وه ا م ستحيلن عل يه تعال ،وأي ضا فلو كان تعال حالّ ف مكان للزم أن يكون الكان أقوى منــه لنــه هـو الذي حله وكون غيه تعال أقوى منــه مال ،ولو أنــه حادث فـ زمان لحتاج إل ُمحْدِث ،ومن كان متاجا إل ُمحْدِث فهو عاجز ليس بإله ،وأيضا فل يلو أن يكون ذلك الُحدِث هـو نفـس هذا الادث أو غيه ،وكونــه نفسـه مال لنــه يومئذٍ معدوم والعدوم ل يفعـل شيئا فـ غيه فضل أن يفعله فـ نفسـه فوجـب أن يكون الُحدِث غيه ،فيكون أول بالُلوهيـة منـه وهو باطل لا يلزم عليه من التسلسل. كان فســادا ذلك (()109لو أنـه في ملكــــه مشـــــارك التشــــارك) هذا برهان ف نفي الشريك عنـه تعال ف ملكه وبـيان استحالتـه الذكور ف قول الصنف( :وأنـه ف ملكه منفرد)( .)184وصورة البهان أنـه لو كان معه تعال شريك ف ملكه لفسد هذا العالَم البديع التقان البالغ ف الكمة ،لكن العالَم غي فاسد فدلّ على أنـه تعال ف ملكه غي مشارك ،ووجه ذلك أن الشريكي إذا تشاركا ف شيء فل يلوان فيه من أحد أمرين :إما أن يصطلحا على شيء فيه، وإما أن يتنازعان فيه ،وإصطلحهما على شيء فيه مع كون كل [واحد]( )185منـهما إلا مال، )(181ف البـيت رقم (.)98 )(182ف البـيت رقم (.)96 )(183ف البـيت رقم (.)99 )(184ف البـيت رقم (.)97 )(185من (ب). 125
بـهجة النوار
لستلزامه عجز كل واحد منـهما فت سقط ألوهيتـهما بسقوط قدرتـهما فلم يبق إل التنازع فيه، ومع التنازع يصل الفساد والُشَاهَد ف العال غي ذلك فانتفى الشريك ضرورة وال تعال أعلم.
126
بـهجة النوار
الفصــل الثالــث فـــي الصفـــــــات أي ف ال صفات الائزة ف حقه تعال ،والواج بة ف حقه ،أ ما الستحيلة ف حقه ف ما تقدم ف الفصل الول ،وقد أشار اليه هاهنا إجال فقال: مخالـف لنـــــــا (()110في الذات والصفــــات والفعال بكل حــال) أي أن ـه تعال مالف لل قه ف ذات ـه و ف صفاتـه و ف أفعاله أي ل تشب ـه ذات ـه ذوات ـهم ول تشب ـه صفاتـه صفاتـهم ول تشب ـه أفعاله أفعالم ،ف هو تعال وا حد ف ذات ـه ،بع ن أن ـه ليس كمثله ف ذاتـه شيء ،وواحد ف صفاتـه بعن أنـه ليس له ف أفعاله مشارك ول مشابـه فاستحال ف حقه الشّبـيه من كل وجه وقد تقدم براهي ذلك. بـينـه مـــن وصف (()111ولم يجـــــز وصفكـه بغـير مــا نفســــه اعلما) أي ل يوز لك أن تصفه تعال بصفة ل يصف بـها نفسه ف كتبـه أو على لسان أحد من أنبـيائه، [فما ورد من وصفه لنفسه ف شيء من كتبـه أو على لسان أحد من أنبـيائه]( )186جاز لك وصفه بـه. ومال يرد كذلك فالتو قف عن ـه أول وال نع ف يه أظ هر ،هذا مذ هب ب عض وذ هب آخرون إل أن ـه يوز أن يصفه تعال بصفة تدل على كمال ولو ل يرد الشرع بـها مال ينع من ذلك. حاصل ما ف القام أن الصفات [الكمالية]( )187إما أن يأذن الشرع أن نصفه بـها تعال ،وإما أن ينع من وصفه بـها ،وإما أن يسكت عن ذكرها ،فإن أذن فهو جائز إجاعا ،وإن منع فهو مرم إجاعا، وإن سكت فهو مل النـزاع وال تعال أعلم. عانــــده فوصف (()112وأي وصف جـــــاز وصفـــه بما فعـل أحكما) يعــــرف وهـو (()113وما عدا ذاك بوصـــــف الذات كالعليـــم آت) تنق سم صفاتـه تعال إل صفات ذاتيّ ة وإل فعليّ ة؛ فأ ما ال صفات الفعل ية ف هي كل و صف صح أن يتصف بـه وبضده تعال كالحياء والماتة وإرسال الرسل وإنـزال الكتب ونو ذلك ،فإنـه تعال يوز أن يتصف بـهذه الشياء وبأضدادها فتقول ميي وميت ،مرسل الرسل غي مرسل لم بعد ممد )(186ساقطة من (ب). )(187من (أ). 127
بـهجة النوار
وهكذا .وأمـا صـفات الذات فهـي كـل صـفة اسـتحال عليـه تعال التصـاف بضدهـا ،وذلك ك ـ(العل يم) فإن ـه ي ستحيل عل يه الت صاف ب ضد العلم و هو ال هل وكال سميع والب صي( )188والر يد والقدير فإنـه يستحيل عليه التصاف بأضداد هذه كلها. وَفرّق بعض هم ب ـي صفات الذات و صفات الفعال بأن صفات الذات يوز إت صافه تعال ب ـها ف الزل بل ي ب ذلك ف ح قه ،و صفات الفعال ل يوز إت صافه ب ـها ف الزل إل على مع ن أن ـه سيفعل ذلك فتقول ل يزل ال ح يا مريدا قادرا علي ما سيعا ب صيا ،ول تقول ل يزل مي يا مي تا خال قا للخلق مرسل للرسل منـزل للكتب ونو ذلك ،إل على معن أنـه قادر على الحياء والماتة إل غي ذلك ومنع بعض أصحابنا هذا الطلق مطلقا وال تعال أعلم. ل غــــيرها دلـــت بذا (()114صفاتـه لذاتـه هي ذاتـــــــه آياتـه) حلولــــه وليــــس منـه (()115إذ لم تكن فيــــه لئل يلــــزم نجـزم) لغــــيره وذاك دأب (()116ول عليــــه فيكــــون أفقـرا الفقــــرا)
( )(188فائدة) خلف التكلمي العقيم ف مسألة هل السم هو السمى أم غيه؟ .يلله العلمة أبو الؤثر الصلت بن خيس (القرن الثالث) أحد علماء الباضية كما ف "السي والوابات" ( )2/288فيقول: "إن كان يريد بالساء والصفات اللفاظ السموعة والطوط الكتوبة فهي غيه ،وهي مدثة ملوقة ،وإن كان يريد العن بـها فهو ال تبارك وتعال .وإن قال أفإسم هو أم جسم؟ .قيل له :أما هو فليس بسم ،وأما قولك أفإسم؟ .فإن كنت تريد أهو اسم نفسه فقد مضى الواب ف ذلك أنك إن كنت تريد ما يسمع ويكتب فهو غيه ،وإن كنت تريد بقولك العن بـهذا السموع والكتوب فهو ال تبارك وتعال .وليس قولك أفإسم هو أم جسم؟ .يوجب علينا أن نثبت لك أحد هذين العنيي ،لنك سألت عن معنيي كلها منفيي ،لن قولك جسم منفي عنـه ،وقولك اسم منفي عنـه ،ل يوز أن يقال إنـه اسم على هذا اللفظ لن السم ل يكون إل لسمى ،فإذا أطلقنا أنـه اسم جعلناه اسا لغيه وهذا ل يوز ،وهذا سؤال ل يسأل عنـه أهل العلم ،وإنا يسئل عن هذا السؤال جاهل أو متعنت ،أو يكون السئول يتعدى إل ما ليس له فيزيد ف الكم فدعه بذلك على جهة ما هو أهله .وإنا كتبنا هذا لكم لنـه قد بلغكم أنـه قد جرى ف ذلك سؤال ودار بـينكم فيه كلم ،أحببنا أن تأخذوا ف ذلك بظكم وتعرفوا الق فيه. ومثل هذا السؤال لو أن سائل سأل فقال :أخبون عن فلن أكاتب أم حاسب؟ .فإنـه قد يكن أن يكون كاتبا حاسبا، ويكن أن يكون ل كاتبا ول حاسبا ،ويكن أن يكون فيه أحد المرين ،فليس الواب لزم فيه أن يقال هو كاتب ول هو حا سب ،إل أن يكون ذلك ف يه ،ول يس هذا م ثل قولك :فلن حي أم م يت؟ .لن الياة والوت ل يس ب ـينـهما من ـزلة. وكذلك لو كان أكاتب هو أم غي كاتب وأنـه ل بد أن يكون كاتبا أو غي كاتب. وكذلك لو سأل فقال :أخبون عن ال أجسم هو أم غي جسم؟ .قلنا :بل هو غي جسم تبارك ال وتعال .".ا.هـ 128
بـهجة النوار
أي صفاتـه تعال الذاتية هي عي ذاتـه وليست هي غي ذاتـه كما زعمت الشعرية القائلون بأن صفات الذات معان حقيقية زائدة على الذات قائمة بـها ،وهذا القول باطل لنـها لو كانت صفات ذاتـه تعال غي ذاتـه للزم عليه إما أن تكون حالّة ف ذاتـه العلية ،وهو باطل لن ذاتـه العلية ل يصح أن تكون مل للشياء ،وإما أن تكون بعضا من الذات العلية وهو باطل أيضا لن ذاتـه العلية غي ُمتََبعّضَة والّتبَعض عليها مال .وإما أن تكون شيئا زائدا على الذات ل حالّ فيها ول بعضا منـها، وهذا الو جه هو الذي اختاره ال صم وعوّلوا عل يه و هو با طل أي ضا لن ـه لو كا نت شيئا زائدا على الذات للزم عليه افتقار الذات إل ذلك الزائد ،والذات العلية كاملة بنفسها غي مفتقرة إل غيها ،ومن كان مفتقرا إل غيه فل يس بإله لن ـه عا جز ف نف سه متاج إل غيه ،و من كان عاجزا ومتا جا إل غيه ف هو بعزل عن صفات الُلوه ية و عن الكمالت الذات ية ،وأي ضا فلو كا نت صفات ذات ـه غ ي ذاتـه للزم عليه اما أن تكون مقارنة لذاتـه ف الوجود فيلزم تعدد القدماء وهو باطل قطعا ،وإما أن تكون سابقة على ذاتـه ف الوجود فيلزم عليه حدوث الذات العلية وهو باطل أيضا ،وإما أن تكون موجودة ب عد وجود الذات العل ية فيلزم عل يه أن يكون ال عزو جل ق بل حدوث ها غ ي مت صف ب ـهذه
الكمالت ،فيكون غي قادر وغي عال إل آخرها وهو باطل قطعا ،فثبت ما قلناه وبطل زعم الصم. قالوا :يلزمك على هذا التقرير( )189نفي الصفات الذاتية. قلنا :ل يلزمنا ذلك لنا إنا ننفي الزيادة على الذات ل نفس الصفات. قالوا :الزائد الذي نفيتموه هو ن فس ال صفات إذ ل ي صح أن تكون ال صفات ع ي الذات ،فلو كان ذلك لا كان لتصاف الذات بالصفات معن لنـه من إتصاف الشيء بذاتـه فيكون معن قولنا ال قادر بعن قولنا ذاتـه ذاتـه ،ول شك أن كل عاقل ينكر تساويهما. قلنـا :ال صفات ع ي الذات ل ا ق ّدمْناه من البهان ول يلزم من ذلك ما ذكرتوه من ات صاف الش يء بذاتــه لن هذه الصـفات لاـ معان اعتباريـة ،وللذات كمالت ذاتيـة ل يدل عليهـا نفـس لفـظ (الذات) ،ول كل وا حد من تلك الكلمات مع ن اعتباري ي عب عن ـه بال صفة ،فال صفات عبارة عن العا ن العتبار ية الدالة على الكمالت الذات ية ،فب ـهذا العتبار ل ي كن قول نا ال قد ير بن ـزلة قول نا ذاتـه ذاتـه لا ف قولنا قدير من التعبـي عن العن العتباري الفيد للكمال الذات ،حاصل ما ف القام أن ذاتـه تعال متصفة بالكمالت الذاتية قائمة مقام ذات وصفة أي غنية بنفسها عن غيها وال تعال أعلم.
)(189ف (ب) :التقدير .بالدال. 129
بـهجة النوار
وهــــو سميــــع ل
جلبـــا (()117فهو عليــــم ل بعلـــم ُ بسمــع ُركِّبـا) وهــــو قديـــر ل (()118وهو بصير ل بعــــين نظــرت بقــدرة عـرت) لنـهـــــا في الصـــل (()119وهكذا في سائــــر الصــفات عين الـذات) أي فإذا ث بت ب ا قررناه من البهان أن صفاتـه تعال الذات ية ع ي ذات ـه ل غي ها ك ما ز عم الغ ي، فنقول :انـه تعال عليم بذاتـه ل بعلم هو غيه؛ أي ذاتـه عزوجل منكشفة لا العلومات انكشافا تاما غي متاجة ف ذلك النكشاف إل واسطة بـينـها وبـي العلوم كما زعم الغي ،وأنـه تعال سيع بذاتـه ل بسمع ُمرَكّب فيه أو زائد عليه؛ أي ذاتـه تعال منكشفة لا السموعات إنكشافا تاما غي متاجة ف ذلك النكشاف إل واسطة بـينـها وبـي السموعات كما زعم الغي ،وأنـه تعال بصي بذاتـه ل ببصر هو غيه أي ذاتـه تعال منكشفة لا البصرات انكشافا تاما غي متاجة ف ذلك النكشاف إل واسطة بـينـها وبـي البصرات كما زعم الغي ،وأنـه تعال قدير بذاتـه ل بقدرة هـي غيه أي ذاتــه تعال منفعلة لاـ الشياء ايادا وانعدامـا غيـ متاجـة فـ ذلك التأثيـ إل واسـطة بـينـهما وبـي الؤثرات كما زعم الغي. وكذا القول ف سائر الصفات فنقول هو تعال مريد بذاتـه ل بإرادة هي غيه أي ذاتـه العلية كافية ف ترج يح أ حد طر ف الم كن على ال خر غ ي متا جة ف ذلك التأث ي الاص إل وا سطة ب ـينـهما وبـي الؤّثرَات كما زعم الغي ،ونقول هو تعال حي بذاتـه ل بياة هي غيه أي ذاتـه العلية كافية للتصاف بـهذه الكمالت غي متاجة ف التصاف بـها إل واسطة هي غيها تسمى بالياة كما زعم الغي وال تعال أعلم.
130
بـهجة النوار
الفصـــل الرابــــع فـــي الرؤيـــــــة أي بــيان اسـتحالة رؤيـة الباري عزوجـل ،والرؤيـة هـي اتصـال شعاع الدقـة بالرئي ،وقـد جوز الشعريـة( )190اتصـافه تعال بــها وقالوا بوقوع ذلك فـ الخرة للمؤمنيـ ،وأكثـر السـلميي على استحالتـها عليه تعال ومن ذهب إل ذلك العتزلة والوارج( )191وغيهم ،واستحالتـها هو الق لا سـتعلمه مـن الدلة النقليـة والباهيـ العقليـة ،وقـد تعلق الثبتون للرؤيـة فـ حقـه تعال بظواهـر آيات وبوضوع روايات ل حاجة لنا بذكرها هاهنا خوف الطالة فلنعد إل بـيان الباهي العقلية والنقلية فنقول: )(190نسبة للمام أبـي السن علي بن اساعيل بن اسحاق الشعري الذي عاش ف نـهاية القرن الثالث الجري حيث ولد سنة 260هـ ف البصرة وتلقى مذهب العتزلة ف أول أمره حيث لزم الشيخ أبا علي البائي العتزل ول يفارقه لدة طويلة حت اشتـهر وناظر على مذهب العتزلة ..ث رجع عن مذهبـهم وتركه وأعلن لنفسه مذهبا مستقل لييل فيه للمعتزلة ول للحشوية الجسمة ،وصنف كتبـه الت منـها؛ "البانة عن أصول الديانة ـ ط" و "مقالت السلميي ـ ط" و"اللمع ف الرد على أهل الزيغ والبدع ـ ط" و"رسالة أهل الثغر ـ ط" وغيها وكانت وفاتـه سنة 324هـ. واشتـهر من بعده فريق من العلماء ساروا على نفس الطريق وعرفوا بالشاعرة فكان من أبرزهم :أبو الطيب الباقلن (ت 403هــ) وعبـد القاهـر البغدادي (ت 429هــ) وأبـو العال الوينـ (ت 478هــ) والغزال (ت 505هــ) والشهرستان (ت 548هـ) والفخر الرازي (ت 606هـ) والعضد اليي (ت 756هـ). وينص مذهب الشاعرة على الت: 1ـ ثبوت رؤية ال ف الدار الخرة2 .ـ أن القرآن قدي ليس بخلوق3 .ـ أن مرتكب الكبـية غي ملد ف النار. 4ـ أن صفات ال معان قائ مة زائة على الذات ل هي هو ول هي غيه 5 .ـ أن الشفا عة حق للع صاة 6 .ـ جواز خلف الوعيد7 .ـ الصراط جسر على مت جهنم8 .ـ أن اليزان حسي يوزن بـه العمال يوم القيامة. للتو سع حول الف كر الشعري ان ظر ["الفرق ب ـي الفرق" للبغدادي ص 312ـ 366ـ"مذا هب ال سلميي" د. عبدالرحن بدوي 1/487ـ 568ـ "تاريخ الذاهب السلمية" لبـي زهرة 151ـ 163ـ "العلم" للزركلي 4/263ـ "ف علم الكلم" د.أحد ممود صبحي؛ حيث خصص الزء الثان للشاعرة]. )(191الوارج هم الذ ين ي ستحلون دماء وأموال مالفي هم ولذا ق صرهم الباض ية على ثلث فرق بارزة ف القد ي ات صفت بـهذه الصفات هي (الزارقة) أتباع نافع بن الزرق و(النجدات) أتباع ندة بن عامر و(الصفرية) أتباع زياد بن الصفر، أما أتباع الذاهب الخرى فعدوا الباضية من جلتـهم وهو أمر يأباه أتباع هذه الفرقة لوجود البون الشاسع بـي مبادئ هذه الفرقة وفرق الوارج ،أما أن يعد الوارج هم الذين خرجوا عن المام علي فهذه مازفة ليست بالينة إذ يلزم عليها عد معاوية خارجيا هو الخر كيف ل وهو الارج بنده على المام علي وقاتله ف موقعة صفي ،بل يتفاقم المر إل حد أن يعتب طلحة والزبـي والسيدة عائشة خوارج هم أيضا على هذا القياس لربـهم له ف معركة المل ،وعلى هذا كان ل بد من ح صر هذه اللف ظة على الطوائف الثلث الشهية و هي (الزار قة والنجدات وال صفرية) ب سبب ا ستحللم لموال ودماء مالفيهم ونظرتـهم لخالفيهم بأنـهم مشركون .وبـيان تليل الباضية لذه القضية ف كتاب العلمة الكبـي علي يي معمر "الباضية بـي الفرق السلمية" فقد فصل ف هذا الكتاب با يشفي الغليل. 131
بـهجة النوار
دنيـــــا وأخرى
(()120ورؤية البـــــاري من المحـــــال احكم بكل حال) والكيـــــف والتبعيـض (()121لن من لزمهـــــا التـمــــيُّزا والتـحيزا) فهـذه ومـــــا أتى بـه (()122في جهة تقـــــابل الـــذي نظر الســـور) ولــــن تراني (()123من قول ل تدركه البصـــــار فانتفـــــى البصــار) زوال مـــا بـه اللـــــه (()124لنـها مـــدح لـــــه ول يصـح ممتـــدح) عــــــّزِه (()125لو جاز أن يزول مدحـــــه لزم تبــديـــل ِ بِذ ُ ٍّ لو ُ شتـــــم) أي رؤية الباري تعال من الشياء الت ل يتصور ف العقل صحة وجودها ،لن العقل ييل ذلك ،وذلك ان من لوازم الرؤية ومن شرائطها أن يكون الرئي متميزا ـ أي متشخصا ـ والرب تعال يستحيل عليه التشخص ،ومن لوازمها أيضا أن يكون الرئي متكيفا ـ أي ذا كيف؛ أي لون ـ وذلك على ضا ـ أي ذا أبعاض؛ أي أجزاء ـ لن النظر اما متَبَع ِّ َ ال مال ،ومن لوازمها أيضا أن يكون الرئي ُ أن ييط ب ـه كلّه و ُكلّ ُمحَا طٍ ب ـه متب عض ضرورةً ،وإ ما أن يُ ْدرَك بع ضه فظ هر فيه التبعيض حيث أدرك الب عض من ـه ،وذلك ف ح قه تعال مال ،و من لوازم ها أي ضا أن يكون الرئي متحيِّزا ً فـي جهـة من الهات ـ أي حالّ في ها دون غي ها ـ والتحيز ف ح قه تعال مال وكذا يستحيل عليه الكان أيضا( ،)192ومن لوازمها أيضا أن تكون الهة الت فيها الرئي مقابلة للَّرائي لن الناظر )(192وقد اختلف الثبتون للرؤية ف هذه القضية فذهب الشاعرة ومن وافقهم إل اثبات الرؤية ونفوا استلزام الهة والكان لا وييب عن هذا العلمة النذري ف "جواب السائل اليان" ص( 95ـ )96فيقول: "ث ما قيل ف نفي النياز والتحديد عن الرؤية من أنـه يرى ل ف مكان ول على جهة وثبوت مسافة بـي الرائي وذاتـه تعال ،فهذه عقيدة بديهية السفسطة ،إذ أقل ما يدحضها أن يُرى ف موضع الرائي له من بقاع الحشر ،أو فضاوات النان، أو داخل القصور والوال ،وكلها مفيد للتحيز والتحديد أو السافة والتباين أو الماسات وجل تعال عن ذلك.. ومع ذلك إن أريد بـه خروجه عن المكنة حال رؤيتـه كما هو التبادر من وقوع النكرة ف سياق النفي من عموم أجناسه خروجا من النفي عنـه ،فهو مع كونـه مال ف حقه تعال نوع تديد ،إذ ما يلزم على ذلك التقدير أن خروج الوجود عن شيء ووجوده ف غيه فهو إبطال للوجود ف الول ،وثبوتـه ف الثان ،وهو نوع تويل وتديد غي لئق بـه تعال. وإن أريد أنـه يُرى ل ف مكان واحد بل ف جيع المكنة وجيع الهات فقد أحاطت بـه الهات والمكنة وتزأ هو لا، إذ ل بد من اختصاص كل من أبعاضه جهة ومكانا وتعال ال عن ذلك ،ث نفي السافة إثبات لللصاق واللتزاق ول تقق معه للرؤية .. 132
بـهجة النوار
ل يرى إل مـا يقابله وذلك فـ حقـه تعال مال ،فاسـتحالة الرؤيـة فـ حقـه تعال لسـتحالة لوازمهـا وشرائطها()193؛ فهذه الباهي العقلية. وأ ما ما أ تى ب ـه ال سور من الباه ي النقل يه فأشياء من ـها قوله تعال :ل تدركـه البصـار وهـو يدرك البصـار ..ال يه النعام ، 103 :فن في عز و جل إدراك الب صار لذات ـه( )194وامتدح بذلك ،فنفي الدراك مدح له تعال لذه اليه ،وما كان مدحا له تعال فل يصح زواله عنـه واتصافه وأجاب الثبـت بأنــه تعال قادر على خرق العوائد ،قال النافـ :أمـا كونــه تعال قادرا على ذلك فممـا ل شـك فيـه ول نـزاع ،وأما القول بالتعيي ف غي العيّن كما هنا فمن الشهادة على الغيب وما كنا للغيب حافظي [يوسف ]81 : والقول بالتعي ي بناء على ما سلف من الظوا هر مجوج ب ا سبق من التآو يل ال صحيحة النحّاة عن التورط ف الهلك ول المد" .ا.هـ ومعلوم أن الشاعرة منكرون للجهة والفوقية السية! وإلزامهم أن الرؤية ل تكون إل لا كان ف جهة يسقط استدللم ولذا تد ابن القيم الوزية يشنع على فكرة الشاعرة هذه -بكلم قبـيح ل يليق بالعلماء -كما ف "متصر الصواعق الرسلة" ص( )172فيقول" :فل يتمع القرار بالرؤية وإنكار الفوقية والباينة ،ولذا فإن الهمية الغل تنكر علوه على خلقه ،ورؤية الؤمني له ف الخرة ،ومانيثهم يقرون بالرؤية وينكرون العلو ،وقد ضحك جهور العقلء من القائلي بأن الرؤية تصل من غي مواجهة الرئي ومباينتـه ،وهذا رد لا هو مركوز ف الفطر والعقول" .ا.هـ على أن ابن القيم وشيخه من يثبت الرؤية مع لوازمها العهودة من وقوع الرئي ف جهة ومكان ومقابلة وغيها وهذا متفرع من اعتقاد السمية ل تعال عندهم وال الستعان. )(193وا ستدللم بأن هذه الشرائط لي ست لز مة لكون القيا مة م ل خرق العادات ،ل ي تم وعن ـه يقول العل مة النذري ـ أحد علماء الباضية ـ ف كتابـه "جواب السائل اليان" ص(" :)72فنعم دون تول صفات ذاتـه تعال عما هي ،فل يسمى ذلك خرقا بل نقصا وتليفا لا وعد وأوعد ،إذ أكدها على نفسه مطلقا ،وفهمت منـها أزليتـه معها أبدا ف عال الد ن والع قب ،ك ما أن ـه ل يزل فيه ما حكي ما عزيزا قادرا سيعا ب صيا عادل ونو ها ،فكذا تعززه عن إدراك الب صر، وتنـزهه عن الظلم والنقائص ،كما أتى بـها نص الكتاب بحكم آيه ،إل أن تأتينا بحكم ينقضه فنعم ،ول تأتون بـه إل بسلطان"ا.هـ وقال ص( )99أيضا" :لكنـه يستلزم العطاء فيما ل يتقدم فيه البهان من علم الغيب ،إذ ل بد من تعينـه ببهان … فيلزم من خرق العادة إبطال الكمة وتغيي الكتاب والسنة ،ولزوم ما ل يتعي لزومه ببهان الحجة ،وذلك من التعاطي بالغيبات ،وليس من شأننا إل ببهان فأقمه لنا على ما عينتـه نتبع ،إذ وعدنا ال أن نتبع برهان الكتاب والسنة، والكم با ظ هر من ـهما ل ب ا غاب ،وما عل يه ال سفسطة ،وما ذلك إل إلزام ما ل يلزم ،قل با للحجة ما ل ي كن له بال ق مناط" .ا.هـ ودعوى أن هذا النظر الذي يلزم له هذه الشياء ف الشواهد أما ف الغائب فل ،باطلة أيضا لن ال تعال تعبدنا ب ا نف هم ول نع قل من الرؤ ية إل ما كان ب ـهذه الطرق و من قال بغ ي ذلك يلز مه الدل يل ،وقول م" :بل ك يف" ل طائل ورائها ،وحسبك أن هذه العبارة ل يأت بـها نص بل هي من عند القائلي بالرؤية ،والنسان ل يؤمن بشيء يصادم العقول فيما جاءت فيه الدلة متضاربة على هذه القاعدة ،نعم فيما كانت الدلة القطعية غي قابلة للتأويل ول تضارب بـينـها ف م سائل ل يدرك الع قل كن ـهها فهناك ي صح أن يقال هذا أ ما أن يزج ب ـها ف كل ش يء وفي ما كان الدل يل له صوارف تصرفه فل يصح إثباتـه بـهذه القاعدة ولو جاز الخذ بـها مطلقا لقال من شاء ما شاء. 133
بـهجة النوار
بضده ،لن ما كان سببا للمدح ف هو كمال وضده ن قص ،ول ي صح أن يزول ش يئ من الكمالت الل يه ،ول أن يت صف الله ب شئ من اضداد ها النق صانيه فلو جاز أن يزول ما كان سببا لد حه تعال للزم عل يه جواز تبد يل عزه تعال بالذل وحده تعال بالش تم ،وهذا مال ف حق صفاتـه تعال ،فكذا التصاف بالرؤية ف وقت من الوقات او من شخص من الشخاص مال قطعا ،لا يلزم عليه من تبديل مُوجِب الدح ،وجواز التصاف بو جب الذم ،ف صح ا ستدللنا باليه وسقط اعتراضات الصم علينا بحتملت وهية توهوا أنـها التحقيق ف معن الية ،حت افتخر بعض متأخريهم بذلك فرحا با لديه ولو انطلت هذه القاعدة لقيل بأن الناس يرون علمه تعال وقدرتـه وإرادتـه وحياتـه وسائر صفاتـه العلية ،وكل ذلك موجود وكل موجود يصح أن يرى ف قولكم وأنـها ترى بل كيف …ال وهذا ظاهر الفساد. وأما تعلقهم بأن كل موجود يصح أن يرى فهو باطل أيضا لن الوجودات خالق وملوق وقياس الالق على الخلوق ف هذا ظا هر الف ساد ،وكان الول أن يعلوا قاعدت ـهم :كل ملوق ي صح أن يرى .وعل يه فل ينطلي على البارئ .وقياس الغائب على الشاهد باطل عاطل ولبن الوزي كلم جيد ف هذا الباب ف كتابـه "صيد الاطر" ف الفصل رقم [ ]237ص( 326وما بعدها). ثـ تعلقوا بأشياء منــها أنــهم قالوا إن ال يلق للنسـان حاسـة سـادسة يرى بــها ،وياب بأن ذلك لو سـلم فلمـا ل يوجد ها ال لو سى عل يه ال سلم كمعجزة له مع مقا مه الرف يع ،فإن ق يل إن ذلك من حالت يوم القيا مة فالواب أن خرق العوائد بـيد ال ل تده الزمنة ولذلك لا سئل ابراهيم ربـه أن يريه كيف يي الوتى ل يرد عليه بالنفي لنـه من أعمال يوم القيا مة ،بل كان الواب ك ما تعلم ،و من الادثت ي تتب ـي أن طلب الرؤ ية ل يوز بال و سؤال ابراه يم جائز لتحق قه وكلها من خرق العوائد ومن أعمال يوم القيامة. ومن كلم العلمة النذري العمان ف كتابـه "جواب السائل" ص( )100ما مفاده أن توقعهم قلب آلة الدراك ،كي تقدر على الرؤية ليس بشيء ،لن اللة بعد قلبـها تكون آلة حا سّة فتقتضي مسوسا لا ،وهو نفس الرجوع إل ما سبق فتبقى شروط القابلة والهة. وأما اعتلل البعض بأن كون موسى عليه السلم يسأل أمرا ل يوز ل يتناسب مع مقامه وعلمه ،وهل العتزلة ومن وافقهم أعرف من موسى بربـهم؟ .فهو ل يدي فتيل لن القائلي بإمتناع الرؤية قالوا إن موسى عليه السلم ل يسأل الرؤية لنفسه بل سألا لقومه الذين ألوا عليه حت صرحوا له أنـهم لن يؤمنوا له حت يريهم ربـهم وقد جاء ف القرآن ذلك ف أمثال قوله تعال :فقد سألوا موسى أكب من ذلك فقالوا أرنا ال جهرة فأخذتـهم الصاعقة بظلمهم [النساء ]153 :وأما قولم :أنـه لو سألا لم لقال :رب أرهم ينظرون إليك .فالواب أن نفيها عنـه يدل بطريق الول أنـهم كذلك ،وهي أبلغ وأق طع لطلبت ـهم ،ومفاد ها أن امتناع ها عن نب ـي مر سل يلزم امتناع ها عن كم أي ضا ،ولذا أخذت ـهم ال صاعقة!! ول تأخذه معهم كما ف الية التقدمة ،مع أن الطلب من موسى! عليه السلم ما يدلك أنـه سألا لقومه. وتليل القائلي بثبوت الرؤية لسؤال موسى وقولم إنـه جهل وقتـها!! .كلم فج ولذا يقول العلمة النذري ف "جواب ال سائل" ص(" :)52وكفاك قولم جهل وقت ـها ،ومن جاز عل يه الهل ف البعض جاز ف سائره" .ا.هـ فدل على أن النسب ف حق النبوة أن يقال أنـه سألا لقومه ل له .مع أنـهم يشنعون على العتزلة ف هذا الباب ث يقعون فيه إذا قالوا بهله بوقتـها! .ما هذا! 134
بـهجة النوار
فقال: لقالم معنً لا ما ألطفـــه كابن الطيب إمام أهل العرفة
ل تدرك البصار أكب حجـة يدريه من خب العلوم وراضها
ــ وأراد بابـن الطيـب الفخـر الرازي( )195ــ ،ومنــها قوله تعال لكليمـه عليـه السـلم :لن تراني ..الية ()196العراف 143 :حي قال له :ربـي أرني أنظر اليك فلو كانت الرؤية جائزة ف حقه تعال لا علقها بالستحيل ف جوابـه لكليمه عليه السلم ،وذلك قوله تعال :ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانـه فسوف تراني العراف 143 :فعلق الرؤية على ا ستقرار ال بل ،وا ستقرار ال بل ف عل مه تعال مال ،والعلق على الحال مال مثله ،أل ترى أن
[للتوسع ف مسألة إعتقاد الباضية لعدم الرؤية يرجى مراجعة الكتب التالية" :جواب السائل اليان" للعلمة النذري و"الق الدامغ" للشيخ أحد الليلي و"معال الدين" للعلمة الثمين و"مشارق أنوار العقول" للسالي]. )(194وتأو يل الدراك بالحا طة ل ي صح الب تة ،ودو نك قوله تعال :ح ت إذا ادّاركوا في ها جي عا [العراف ]38 :أي تلحقوا ول يعقل أحاط بعضهم ببعض أو تاوطوا ومشتقاتـه ،بل أهل اللغة الذين إليهم الرجع ف هذه العضلت متفقي على تفسي الدراك باللحاق وما يقاربـه ول يقل أحد بأنـه يفيد الحاطة ودونك كتب اللغة فراجعها ليتبـي لك خطأ من قال بأن الدراك الحاطة ،ومعلوم أن الفرد إذا قال :أدركت حياة فلن .ل يعن أنـه أحاط بـها من أولا إل آخرها، بل يكن أنـه لقيه سنة أو حت شهرا .وإذا قيل أدرك السهم الصيد ل يعن أنـه أحاط بـه. قال صاحب "متار الصحاح" ص( )203دار ابن كثي ـ بـيوت" :درك :الدراك اللحوق .قلت :صوابـه اللحاق يقال م شى ح ت أدر كه وعاش ح ت أدرك زمان ـه ،وأدر كه بب صره أي رآه!! ..وتدارك القوم تلحقوا أي ل ق آخر هم أول م ..ال". )(195المام أبو عبدال ممد بن عمر بن السن بن السي التيمي البكري الطبي الصل والرازي نسبة إل مدينة الري الت ولد ب ـها عام 544ه ـ ،اشت ـهر بل قب "ا بن خط يب الري" وأحيا نا تت صر إل "ا بن الط يب" ،من ت صانيفه" :التف سي الكبـي أو مفاتيح الغيب ـ ط" و "الحصول ف أصول الفقه ـ ط" و "أساس التقديس" وغي ذلك وكانت وفاتـه سنة 606بدينة هراة"( .ميزان العتدال" للذهبـي 3/340ـ "طبقات الشافعية" لبن السبكي 8/81ـ "لسان اليزان" لبن حجر 4/426ـ "العلم" للزركلي .)6/313 )(196ولن تفيد التأبـيد عند كثي من أهل اللغة حيث هي مركبة من (ل) النافية و(إن) الؤكدة ،ومن ذلك قوله تعال :لن يلقوا ذبا با [ال ج ]73 :وقوله تعال :فلن أكون ظهيا للمجرم ي [الق صص ]17 :وقوله تعال :فلن يلف ال عهده [البقرة ]80 :ف في اليات الذكورة ل ي صح ح ل الن في بلن إل على التأب ـيد فالنقطاع فيه ما فا سد ،و سلب التأبـيد منـها هو خلف الصل كما ف قوله تعال :ولن يتمنوه أبدا [البقرة ]95 :وف هذا يقول العلمة النذري ف "جواب السائل اليان" ص(" :)57قال ف الدرر :قلنا عدم استفادة التأبـيد ف الية من خارج ونن ل ننكر تلفه لدليل بل تأكيدها هو الظاهر أتى بـه الذوق والستعمال".ا.هـ 135
بـهجة النوار
أحدنا يقول :آتيك اذا شاب الغراب ـ أي ابـيض شعره ـ وابـيضاض شعر الغراب مال فالتيان مال مثله لتعلقه بـه. قالوا :استقرار البل مكن ف نفسه ،والعلق بالمكن مكن مثله. قلنا :إمكانـه ف نفسه إنا هو بسب جهلنا بقائق الشياء أما عند من َعلِ مَ القائق فاستقراره مال، فظ هر أن ال ستقرار ل يس بم كن ف نف سه ،وإن ا كان إمكان ـه بالن ظر إل عدم إطّلعِنَا على القائق، والرب تعال عال بـها وبعدم استقرار البل ،وعلق وقوع الرؤية عليه فصح ما قلناه والمد ل. فاحكـــــــم له (()126ومن يدن بـها بكفـر النعـــــــم سم) ج ِّ ن يُ َ والشرك إ ْ أو وجهه كوجـــــــه (()127كأن يقول يده مثـل يــــــــدي بعض العبد)
136
بـهجة النوار
أي واحكم على من قال بواز الرؤية( )197ف حقه تعال وعلى من قال بوقوعها ف الخرة بكفر النعمة ـ و هو النفاق ـ فإن موز ذلك والقائل ب ـه ل شك أن ـه فاسق لخالفت ـه الع قل والنقل ،فق ضى الشرع بفسق من خالفه؛ هذا إذا ل يقل بتجسيم الباري أما إذا قال :إنـه يُرى على كثيب ،أو جالسا على كرسي ،أو له صورة كصورة النسان ،أو على صورة أحد من خلقه ،أو له وجه كأوجهنا ،أو يد كأيدي نا او ن و ذلك فهذا مشرك ،وكذا من قال :ان ـه يُرى ف الدن يا مشرك أي ضا لكابرت ـه الع قل )(197والباضية من ينكرون الرؤية وبسط رأيهم ف السألة ف كتاب الشيخ أحد بن حد الليلي "الق الدامغ" وهو مطبوع ومتداول وفيه من الرد على أدلة القائلي بالرؤية ما يشفي الغليل ،بل ما ل تده مموعا ف كتاب آخر ،وأما الحاديث الت تعلق بـها القائلون بالرؤية ففيها ما هو ضعيف وما هو موضوع وما هومعلل بعلة أوشاذ برة كقوله » :ث يأتيهم ف غي الصورة الت عليها فيقولوا ما أنت ربنا …الديث« الذي مفاده أن ال يتشكل من صورة إل صورة تعال ال عن ذلك وفيه علل قاد حة تنب ـه ل ا ح ت من غ ي الباض ية ـ ان ظر تعليقات ال سيد ح سن بن علي ال سقاف الشاف عي على "د فع شب ـه التشبــيه" لبـن الوزي ص( )157حيـث قال :وهذا الد يث شاذ عند نا برة ،لن فيـه اشكالت تعارض القرآن وال سنة ال صحيحة التواترة والشهورة وغي ها والقوا عد الثاب تة ف الكتاب وال سنة ،و قد ذكرت له ستة ع شر إشكال ..ال ـ و قد أخرج الديث الذكور البخاري ومسلم ف "صحيحيهما". كما أن بعض روايات الرؤية ف سندها ـ عند البخاري ومسلم فضل عن غيها ـ (حاد بن سلمة) وهو خفيف الضبط، وله أوهام كما ف "ميزان الذهبـي" ( )1/590بل فيه ( )1/593ما نصه" :الدولبـي حدثنا ممد بن شجاع الثلجي، حدثن ابراهيم بن عبدالرحن بن مهدي ،قال :كان حاد بن سلمة ل يعرف بـهذه الحاديث يعن الت ف الصفات ،حت خرج مرة إل عبّادان ،فجاء و هو يروي ها ،فل أح سب إل أن شيطا نا خرج إل يه من الب حر فألقا ها إل يه" .فمثله ل ي ستنام إل روايتـه. وف بعض روايات الرؤية عند الشيخي فضل عمن سواها بعض الدلسي أمثال بقية بن الوليد والوليد بن مسلم وها من الشهرة بكان بيث ل يتاج إل نقل ما قيل فيهما ،غي أن ما ينبغي التنبـيه له أن الافظ ابن حجر تراه ف مقدمة "فتح الباري" ياول بشكل غريب أن يرفع عنـهما التـهم أثناء رده على كلم الافظ الدارقطن الذي ينص على رواية البخاري ومسلم عن طائفة من الضعفاء والدلسي بن فيهما الذكورين هنا مع أن ابن حجر نفسه ينص ف بقية كتبـه على ما فيهما من مساوئ وهذا من تعصبـه لصحيح البخاري الذي اشتـهر بـه عند الحدثي فال الستعان. أما ف كتاب "التصديق بالنظر" للجري الذي هو قسم من كتابـه "الشريعة" وقد طبعه بعضهم مستقل فأكثره من رواية أبوب كر عبدال بن أب ـي داود الذي يقول عن ـه والده الا فظ أبوداود ال سجستان" :اب ن عبدال كذاب" .ك ما ف "ل سان اليزان" لبن حجر ( )3/348وشهادتـه ف ابنـه تكفي من أراد ال له الداية. وكتاب "الرؤية" للدارقطن من رواية أبوطالب العشاري الغفل وابن كادش العكباوي الوضاع وكلها ل يؤمنان على سنة النبـي فالكتاب الذكور ل يعول عليه أهل النقد. وأما الرواية ـ ف صحيح مسلم [ ]297/181ـ الت جاء فيها تفسي الزيادة بالرؤية وفيها …» :فيقولون :ما هو؟ أل يب ـيض وجوهنا ويدخل نا ال نة وير نا من النار؟ .فيك شف ال عن ـهم الجاب فينظرون إل ال ،فما أعطا هم شيئا أ حب إليهم من النظر إل وجهه ،وهي الزيادة« .فهي معلولة أيضا وقد تكفل بالرد عليها الحدث القنوبـي ف كتابـه "السيف 137
بـهجة النوار
والنقـل بل شبــهة يتمسـك بــها ،وإناـ ل نُشرّك مـن قال بأنــه يرى فـ الخرة لتأوله الكتاب، والتأول اذا ل يوافق الق ف تأويله فليس بشرك لكنـه منافق وال سبحانـه وتعال أعلم. خاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــة ال َ في تفسيرِ ألفاظ تعلقت بـها المشبـهة من ب الله ع َّ زوجل كتا ِ وعينـه أي (()128فوجهـــه أي ذاتـه في قولـــه حفظـــــــه لفعلــــه) تعل قت الشب ـهة ف تقر ير تشب ـيههم بآيات من القرآن العظ يم ،وذلك أن ـهم أثبتوا له تعال وجها وعينا ويدا إل غي ذلك من صفات خل قه تعال عن ذلك ،واستدلوا ف اثبا تِ الوجه بقوله تعال: ل والِكرام الرحنـ 27 :كـل شيءٍ هَال ِـ ٌ ه رب َـ ك إل ويبقـى وج ُـ ك ذو الجل ِ وجهَه القصص . 88 : قلنا :يأت الوجه ف اللغة على معا ٍن منـها الارحة الحدودة ،وتفسي الوجه ف حقه تعال بـها مال للزو مه التشب ـيه ال صرح بنف يه قوله تعال :ليـس كَمثله شيـء الشورى 11 :مع ما تقدم من البهان العقلي ،فوجب تفسير الوجه بغير الجارحة ف حقه تعال ،فقلنا معن الوجه ف اليات إنا هو بعن الذات فقوله تعال :ويبقى وجه ربك أي ذات ربك ،وقوله تعال: كل شيء هالك إل وجهه أي ذاتـه وكذا ف نظائرها من اليات. الاد" ص( 148ـ )167ونقل كلمه هنا يطول فليجع إليه من شاء بل فيه من التوسعة أنـه تعرض بالنقض لدعوى من زعم أن لا شواهد وبـي ما ف ذلك من هفوات. كما أن له كتاب خاص يبحث فيه الحاديث الواردة ف الرؤية وبـيان ما فيها من علل على طريقة الحدثي سيصدر قريبا بإذن ال ما يدلك أن الروايات ف الرؤية ليست ثابتة. ول يُحتج هنا بأن روايات الرؤية جاءت ف الصحيحي لن كون الرواية أتت ف الصحيحي أو أحدها ل يعن صحتـها على الطلق بل الذي أطلق وصف الصحة عليهما إنا أراد الغالب ل العموم وإل فهناك ما يزيد على مائة عال ـ من غي الباضية ـ وأكثرهم من أتباع! وأئمة! الذاهب الربعة وفيهم أيضا ابن تيمية وابن القيم وابن حزم والشوكان وأمثالم قد ضعفوا بعض الروايات ف الصحيحي كما نص على ذلك العلمة الحدث القنوبـي ف كتابـه "السيف الاد" ص()181 وف ذلك يقول" :هذا وقد وجدنا أكثر من مائة عال من أصحاب الذاهب الربعة وغيهم ضعفوا بعض أحاديث الشيخي، أو أنـهم قالوا بوجود بعض الحاديث الضعيفة أو الوضوعة فيهما ،ولول خوف الطالة لذكرتـهم مع بعض الحاديث ال ت ضعفو ها ،و سأفرد ذلك بر سالة خا صة بإذن ال تعال" .ومفاده أن الش يخ و قف على كلم هم ون صوصهم ف ذلك ،ث سرد قائمة بأسائهم تراها ف الوضع الذكور. ث فصل كلمهم ونقل النصوص الصرية الت تدل على ذلك ف مطلع الزء الثالث من كتابـه القيم (الطوفان) وقد صرح من العا صرين أمثال الحدث الغماري الال كي ب ثل ذلك ف كتاب ـه "الغ ي على الحاد يث الوضو عة ف الا مع ال صغي" و اللبان ف "إرواء الغليل" وغيهم ونقل بعض كلمهما الحدث القنوبـي العمان ف كتبـه النفة الذكر ،وال الوفق. 138
بـهجة النوار
اثباتـ العيـ له تعال بقوله تعال :ولتصــنع على عينــي ِ وتعلقوا فـ
طـه 39 :
تجري
لفْظ ،فقوله تعال :ولتصنع على عيني بأعيننا القمر . 14 :قلنا :معن العي ف اليتي ا ِ نـ تكون العيـن هنـا أي على حف ظي ،و تجري بأعيننـا أي بفظ نا ،ول يصـح أ ْ بمعنى الجارحة الباصرة لا تقدم من البهان العقلي والنقلي ،ولن اليات ل يكن حل معناها على العي الت هي بعن الباصرة ،فإن ـه ل يشك عاقل ف أنـه ليس الراد أن موسى عليه السلم م صنوع على الع ي البا صِرة (أي فوق ها!!) ول أن ال سفينة تري بالع ي البا صرة أي ضا ،فل بد لؤلء الشبـهة من تأويل اليتي قطعا ،وقد فروا عن التأويل فوقعوا فيما فروا منـه وزادوا على ذلك تشبـيه ربـهم تعالى. وقبضـــة والستوا (()129واليد منـه قـدرة أو قل نعــــــم ملكـــــا يُسم) ُ أي ومعنـ اليـد فـ قوله تعال :يـد الله فوق أيديهـم الفتـح 10 :القدرة؛ أي قدرة ال فوق قدرتـهم ل كما زعمت المشبـهة بأنـها جارحة تعال ال عن ذلك ،وقد تأت اليد بعنـ النعمـة( )198كمـا فـ قوله تعال :بـل يداه مبسـوطتان الائدة 64 :أي نعمتاه الظاهرة والباط نة ،والعرب تطلق ال يد على القدرة وعلى النع مة ك ما ل ي فى على من تت بع ل غة العرب ،ل كن هؤلء المشبــهة ل يفهمون العربــية لن غالب ـهم أ صله( )199أعا جم فب ـهرتـهم أنوار التنـزيل ،فوقعوا ف مهاوي الضلل ـ والعياذ بال ـ وقوله( :وقبضة والستوا ..ال) إشارة إل ما ف قوله تعال :والرض جميعـا قبضتــه يوم القيامـة الزمـر 67 :وإل ما ف قوله تعال :الرحمـن على العرش اسـتوى طـه 5 :أي القب ضة ف تلك ال ية وال ستواء ف هذه الية وف نظائرها بعن اللك( ،)200وكذا اليمي ف قوله تعال :والسماوات مطويات بـيمينـه الزمر ، 67 :فمعن قوله تعال :والرض جميعا قبضتـه يوم القيامه أي حدّث بديث (الصورة) و(اليد) وحديث (يكشف عن )(198وما يدر نقله هنا أن المام مالك بن أنس أنكر ونـهى أن ُي َ ساقه) وإليك نصه من كتاب "سي أعلم النبلء" للحافظ الذهبـي ( 7/417دار الفكر)" :أبو أحد بن عدي :حدثنا أحد بن علي الدائن ،حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن جابر ،حدثنا أبو زيد بن أبـي الغمر ،قال :قال ابن القاسم :سألت مالكا عمّن حدّث بالديـث الذيـن قالوا" :إنّـ ال خلق آدم على صـورتـه" والديـث الذي جاء" :إن ال يكشـف عـن سـاقه"، حدّث بـها أحد ،فقيل وأنـه" :يدخل يده ف جهنم حت يرج من أراد" .فأنكر مالك ذلك إنكارا شديدا ،ونـهى أن ُي َ له :إن نا سا من أ هل العلم يتحدثون ب ـه .فقال :من هو؟ .ق يل :ا بن عجلن عن أب ـي الزناد .قال :ل ي كن ا بن عجلن يعرف هذه الشياء ،ول ي كن عال ا .وذَكَر أ با الزناد فقال :ل يزل عامل لؤلء ح ت مات .روا ها مقدام الرعي ن ،عن ا بن أبـي الغمر ،والارث بن مسكي ،قال :حدثنا ابن القاسم ".ا.هـ وال الستعان. )(199ف (ب) :كانوا. 139
بـهجة النوار
يكون ج يع الرض مل كه يوم القيا مه وكذلك هي اليوم ،وان ا خص بذلك يوم القيا مة لنتفاء مد عي اللك هنالك بل فه ف هذه الدن يا ،فإن في ها من اد عى اللك لنف سه ،وإل هذا الع ن الشارة ف قوله تعال :لمــن الملك اليوم غافـر 16 :ومعنـ قوله تعال :والســماوات مطويات بــيمينـه أي بقدرت ـه( ،)201ومع ن قوله تعال :الرحمـن على العرش اسـتوى أي استول بعن مَلَكَه( ،)202والرب عزوجل مستولٍ على العرش وعلى غيه ،وإنا خص العرش بالذكر ف هذه الية ونظائرها لن العرش أعظم الخلوقات ،فناسب ذكره ف مقام المتداح ،وإذا كان تبارك )(200وكذلك تد ابن جرير الطبي يُأول (الستواء) باللك والسلطان حي يقول ف تفسيه ( 1/228ـ )229ما نصه: "والع جب م ن أن كر الع ن الفهوم من كلم العرب ف تأو يل قول ال :ث ا ستوى إل ال سماء الذي هو بع ن العلو والرتفاع ،هربا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه إذا تأوله بالعن الفهوم كذلك أن يكون إنا عل وارتفع بعد أن كان تتـها إل أن تأوله بالجهول من تأويله ال ستنكر .ث ل ي نج م ا هرب من ـه! فيقال له :زع مت أن تأويل قوله :استوى أقْبَل؛ أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؟ .فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل ،ولكنـه اقبال تدبـي ،قيل له :فكذلك فقل؛ عل عليها علو ملك وسلطان ،ل علو انتقال وزوال ".ا.هـ واستنكار البعض بأن لو أريد بالستواء الستيلء لاء ولو ف آية واحدة من آيات الستواء ،ييب عليه التقي السبكي حي يرد على ابن القيم ف كتابـه "السيف الصقيل" ص( 86ـ )87فيقول" :وهذا الذي قاله ليس بلزم ،فالجاز قد يطّرد وحسنـه أن لفظ استوى أعذب وأخصر ،وليس هذا من الطّراد الذي يعله بعض الصوليي من علمة القيقة ،فإن ذلك هو الطّراد ف ج يع موارد ال ستعمال ،والذي ح صل ه نا اطّراد ا ستعمالا ف آيات فأ ين أحده ا من ال خر ،ث إن ا ستوى وزن ـه افت عل فال سي ف يه أ صلية وا ستول وزن ـها ا ستفعل فال سي ف يه زائدة ومعناه من الول ية ،فه ما مادتان متغايرتان ف اللفظ والعن ،والستيلء قد يكون يق وقد يكون بباطل ،والستواء ل يكون إل بق ،والستواء صفة للمستوي ف نفسه بالكمال والعتدال ،وال ستيلء صفة متعد ية إل غيه ،فل ي صح أن يقال :ا ستول .ح ت يقول :على كذا .وي صح أن يقول: استوى .ويتم الكلم ،فلو قال :استول .ل يصل على القصود. ومراد التكلم الذي يفسر ال ستواء بال ستيلء ،التنب ـيه على صرف الل فظ الو هم للتشب ـيه ،واللفظ قد يستعمل مازا ف معن لفظ آخر ويلحظ معه معن آخر ف لفظ الجاز ،ولو عب عنـه باللفظ القيقي لختل العن ،وقد يريد التكلم أن ال ستواء من صفات الفعال كال ستيلء التم حص للف عل من كل و جه ،فيكون ال سبب ف لف ظة ال ستواء عذوبت ـها واختصارها فقط دون ما ذكرناه ولكن ما ذكرناه أحسن وأمكن ،مع مراعاة معن الستيلء .وانظر قول الشاعر: من غــي سيف ودم مهـراق قــد استـوى بشـر على العـراق ولو أ تى بال ستيلء ل ي كن له هذه الطلوة وال سن ،والراد بالسـتواء كمال اللك وهـو مراد القائليـ بال ستيلء ،ولفـظ الستيلء قاصر عن تأدية هذا العن فالستواء ف اللغة له معنيان: أحدها استيلء بق وكمال؛ فيفيد ثلثة معان ،ولفظ الستيلء ل يفيد إل معن واحدا ،فإذا قال التكلم ف تفسي الستواء الستيلء مراده العان الثلثة ،وهو أمر يكن ف حق ال سبحانـه وتعال ،فالقدم على هذا التأويل ل يرتكب مذورا ول و صف ال تعال ب ا ل يوز عل يه ،والفوض والن ـزه ل يقدم على التف سي بذلك لحتمال أن يكون الراد خال فه ،وق صور أفهامنا عن الوصف الق سبحانـه وتعال مع تنـزيهه عن صفات الجسام قطعا. 140
بـهجة النوار
وتعال مالكا لا هو أعظم الخلوقات ومستوليا عليه كان استيلؤه على ما هو دون ذلك ثابتا بطريق الول ،ومعن قوله (يُسَم) ـ بالبناء للمفعول ـ أي يُدْعَى ،أي كلُ واحدٍ من القبضة والستوا يسمى ملكا ـ أي يفسر باللك ـ وال سبحانـه وتعال أعلم. ومكـــــره عقوبـــــة عظَم جدُّه كوجهــه أو قـــــــل ِ (()130و َ لمن ظلــــــم) أي الد الضاف اليه تعال ف قوله :وإنـه تعالى جد ربنا الن 3 :له معنيان أحدهما :أن يفسر بالذات كما فسر بذلك الوجه ف قوله تعال :ويبقى وجه ربك الرحن 27 :وعليه فالعن وأنـه تعال ربنا ،والمعنى الثاني :أن يفسر بال َعظَمَة ،وعليه فالعن وأنـه تعال عظمة ربنا، فال ِعظَم ف البـيت ـ بكسر العي الهملة وفتح الظاء العجمة ـ بعن العظمه. والعن الثان للستواء ف اللغة :اللوس والقعود ومعناه مفهوم من صفات الجسام ،ل يعقل منـه ف اللغة غي ذلك وال تعال منـزه عنـها ،ومن أطلق القعود وقال إنـه ل يرد صفات الجسام .قال شيئا ل تشهد بـه اللغة ،فيكون باطل وهو كالقر بالتجسيم النكر له ،فيؤخذ بإقراره ول يفيد إنكاره" .ا.هـ ولبن العربـي الالكي أيضا كلم جيد ف تليل السباب الت دعت إل تفسي الستواء بالستيلء ف كتابـه "عارضة الحوذي" ( 2/198ـ )201ونقل كلمه يطول فمن أراد فلياجعه. )(201كما تأول ابن عباس قوله تعال :والسماء بنيناها بأيدٍ حيث أوّل اليدي بالقوة .أخرج ذلك ابن جرير الطبي ف "تفسيه" ( )11/472برقم [ ]32245وذكر هناك تأويل اليدين بالقوة عن ماهد برقم [ ]32246وعن قتادة برقم [ ]32247وعن ابن زيد برقم [ ]32249وعن سفيان برقم [ ]32250راجع قسم الدراسة :ف قضية اثبات التأويل عند السلف. )(202أما من فسر الستواء بالستقرار واللوس كحال الدمي فكلمه باطل وأكثر من ابتلي بـهذه الفة هم النابلة حت أن ابن العربـي الالكي يقول ف "العواصم من القواصم" [الطبعة الكاملة دار الثقافة -قطر]ص(" :)209ولقد أخبن جاعة من أهل السنة ،بدينة السلم ،أنـه ورد بـها الستاذ أبو القاسم عبد الكري بن هوازن القشيي ،الصوف ،من نيسابور فعقد ملسا للذكْر ،وحضر فيه كافة اللق ،وقرأ القارئ :الرحن على العرش استوى .قال ل أخصهم :فرأيتـهم يعن النابلة يقومون ف أثناء الجلس ويقولون :قاعد ،قاعد .بأرفع صوت ،وأبعده مدى ،وثار أهل السنة من أصحاب القشيي، ومن أهل الضرة،وتثاور الفئتان ،وغلبت العامة ،فأحجزوهم الدرسة النظامية ،وحصروهم فيها ،فرموهم بالنشاب ،فمات منـهم قوم وركب زعيم القضاة ،وبعض الدارية ،فسكنوا ثورتـهم ،وأطفوا نورتـهم …ال". وقد تقدم أن ف كتاب "السنة" لبن أحد يقول" :وهل يكون الستواء إل باللوس!" .وابن القيم ينقل ف "بدائع الفوائد" روا ية في ها ما يف يد أن ال يلس على عر شه ول يتعقب ـها بش يء بل تده يقرر ما يريده هناك بتلك الروا ية فكأن ـه يرى ثبوتـها ،وكل أحد يعلم أن اللوس والقيام والستلقاء من صفات البشر ،ومنـه تعلم أن القائلي بتفسيه بالستيلء أرادوا كف شغب القائلي باللوس والقعود وال الستعان. 141
بـهجة النوار
وقوله( :ومكره عقو بة ..ال) أي وال كر ال سند ال يه تعال ف ن و قوله تعال :ومكروا ومكـر الله آل عمران 54 :إناـ هـو عقوبـة للظال ل غيـ ذلك مـن الخادعـة والحتيال فمعنـ قوله تعال: ومكر الله أي وعاقبـهم ال ،أي قضى بعقوبتـهم وحكم بـها من حيث ل يعلمون ذلك.
142
بـهجة النوار
البــــاب الثالـــث ـ مـن الركــن الثـاني ـ في النبـياء والرسل والملئكة والكتب يهدوننا إلى ( ()131ثم من الجائز بعث الرســـــل الصـــــراط العدل) بمعجـــــزات تبطـــــل (()132مقرونة دعواهـــم تفضــــــل التقـــول) ّ أي ث إن أقول :إن من الائز ف حقه تعال إرسال الرسل ـ أي والياء إل النبـياء ـ وانـزال الك تب ،ومع ن الائز ف ح قه تعال أي له أن يف عل ذلك وله أن ل يفعله ،وي صح ات صافه ب ـه وعدم ات صافه ب ـه خل فا ل ن أو جب ذلك ف ح قه تعال ول ن أحاله والقائل با ستحالة ذلك مشرك إجا عا، وقوله( :يهدوننا إل الصراط) الملة ف مل الال من الرسل ،والعن :هادين لنا إل الصراط العدل ـ أي ال ستقيم ـ و ف هذا تنب ـيه على حك مة ار سال الر سل ،وقوله( :مقرو نة دعوا هم) ـ حال من (واو) يهدون نا أو من الر سل أي ضا ـ أي دعوا هم بأن ـهم ر سل من ال تعال مقرو نة بعجزة؛ و هي الارق للعادة التحدى بـه على الصم ،فخرج بالارق السحر فإنـه غي خارق للعادة؛ وإنا هو أمر مترتب على أسباب مَ نْ أحْكَمَهَا حصل له ذلك المر ،والارق ليس ُمتَ َرتّبَا على سبب لكن لا خفيت أسـباب السـحر على كثيـ مـن الناس ظـن أنــه خارق وليـس كذلك ،وخرج بالتحدى بــه ..ال كرامات الولياء فإنـها وإن كانت خارقة أيضا ل تكون على جهة التحدي ،أي فل تصل لن يدعي النبوة من ـهم إذا ل ي كن نب ـيا كذا جرت عادت ـه سبحانـه وتعال حف ظا لرت بة النبوة و صونا لقام الرسالة. وقوله( :تفضل) حال من قوله :بعجزات .والعا مل فيه مقرو نة ،أي مقرونة دعواهم بعجزات متفضل ب ـها علي هم ،وقوله( :تب طل التقول) ن عت للمعجزات أي تلك العجزات مبطلة ِلتَقَوّل ال صم لدعائه أن ـه ي ستطيع التيان بثل ها ك ما اد عى فرعون ف قوله لو سى ـ عل يه ال سلم ـ فلنأتينـك بسحر مثله طه 58 :وكإدعاء مسيلمة أنـه يأت بثل القرآن. يجـوز للرســـل (()133وواجـــــب عليك أن تعـرف ما ومـــــا قد لزما) في حقهـــم نَعْتَاً (()134وما استحـــــال عنـهــم فالـلزم هـــــي المكارم) والعقـــــل والضبــط (()135كالصـــــدق والتبليغ والمانــة وكالفطانة)
143
بـهجة النوار
وكالجنــون
(()136والمستحيل ضدهـــــا كالكذب وارتكـــــاب الّرِيب) في حقهـــــم إل (()137وما عــدا ذلك فهـــــو ممكـــن الذي يستـهجن) للرسل والنبـياء صفات واجبة ف حقهم ولم صفات مستحيلة ف حقهم وصفات مكنة ف حقهم، ويلزم الكلف معرفة كل واحد من هذه الصفات بعد قيام الجة بـه عليه ،فيجب ف حق النبـياء والرسل (التبليغ) لا أمروا بتبليغه دون ما ل يؤمروا بذلك ،ودون ما ُخّيرُوا ف تبليغه ،ويب إتصافهم ب ـ(ال صدق) و هو مطاب قة خبهم للوا قع ،وي ب ات صافهم ب ـ(الما نة) و هي ح فظ ما ائتمنوا عل يه ووض عه ف موض عه وأداؤه إل أهله ،وي ب ات صافهم ب ـ(الع قل) فل يكون الجنون ر سول ول نب ـيا ول يكون نب ـي صبـيا ـ أي مت صف ب صفة ال صبـيان ـ من عَدِم الت صاف بوجبات الع قل، فيخرج بـهذا التقييد يي ـ عليه السلم ـ لقوله تعال :وآتيناه الحكم صبـيا وكذا من كان مثله. حا صل ما ف القام أن الوا جب الت صاف بالع قل ،فإذا ح صل ف أ حد فل عبة بكثرة عدد ال سني وقلت ـه ،وي ب ف حق هم (الض بط) أي ح فظ ما أمروا بتبلي غه وضب طه ح ت يؤدون ـه على و جه ل يكون فيه خلل ،ويب ف حقهم (الفطانة) وهي اليقظة ف المور ليحصل لم بذلك ماورة الصم،
مر ي 12 :
ومادلتـهم بالت هي أحسن ،ويستحيل ف حقهم أضداد هذه الصفات مِنْ ذلك؛ (الكذب) وهو عدم مطابقة الب لا ف الواقع ،ومِن ذلك (النون) وهو زوال العقل ،ومِن ذلك (ارتكاب الرّيَب) ـ أي العاصي ـ فإنـهم لو ارتكبوها ما كانوا أمناء ف أوامر ربـهم ف أنفسهم فل يكونون أمناء ف غي ذلك ،وما عدا هذه ال صفات ال ت ذكرت ـها ف هي ف حق هم من الم كن ل م والائز ات صافهم ب ـها، وذلك مثل النوم والكل والشرب والماع والشي بالسواق وغي ذلك من الباحات ،نعم يستثن من ذلك ما كان مستقبحا منـها ف العقل كالبول قياما فإن العقل يستقبح ذلك ف أدن البشر ،فكيف يستحسنـه ف أعلهم ،على أن الغرض إتصافهم بكارم الخلق وليس هذا منـها. ثم الكليم بعـــــده (()138أفضلهم نبـينـــا ثم الـــــخليــل عيسى الجليل) فالنبـيـــــا ذوو (()139وبعدهم نوح فبـــــاقي الرسل المقـــام الكــمـل) وقع الجاع على ثبوت تفاضل الرسل لقوله تعال :تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعـض البقرة 253 :ووقـع الجاع على أفضليـة نبــينا عليـه الصـلة والسـلم على جيـع اللق لدلة ت صه ،وو قع التفاق على أن أف ضل الر سل من بعده أربع ـة 1 :ـ ابراه يم خل يل الرح ن 2ـ ومو سى 144
بـهجة النوار
كليم ال 3ـ وعيسى روح ال 4ـ ونوح نبـي ال ـ عليهم الصلة والسلم ـ ث وقع اللف ف تفضيل بعض هؤلء على بعض ،واعتمد الكثر الطريقة الت اعتمدها الصنف ،ووقَ فَ بع ضٌ عن تعيي الف ضل من ـهم وقال :هذا باب ل سنا بكام ف يه لن أ مر ذلك إل التوق يف من الشارع ،و هو حق فالتو قف أول في ما ل يرد ف يه نص .وقوله( :فبا قي الر سل) أي ب عد هؤلء الم سة ف الف ضل با قي الرسل ،وعدد الرسل ـ مع هؤلء المسة ـ ثلثائة وثلثة عشر رسولً أولم آدم وآخرهم ممد ، وقوله( :فالنبـيا) أي بعد الرسل ف رتبة التفضيل النبـياء؛ وهم الذين أُوحي إليهم بشرع ل يؤمروا بتبليغـه ،فان أمروا بالتبليـغ كانوا رسـل أيضـا ،وعدد النبــياء( )203على القول الشهور مائة ألف وعشرون أل فا ـ من ـهم الثلثائة والثل ثة ع شر ـ ،وقوله( :ذوو القام الك مل) أي أ صحاب القام الكامل. سوى الهـــــدى بشرعنا (()140قد نسخت شرائع الجميـــــع البديع) فهـــــو على الـــدوام (()141وما له أي شرعنـــــا مغيـــر ل يُغَيَّــر) )(203عدد النب ـياء والر سل والك تب الذي يتناقله ال صنفون ف العقيدة مأخوذ من الد يث الذي رواه أ بو ذر الغفاري الذي جاء فيه: "… قلت :يار سول ال كم النب ـياء؟ .قال :مائة ألف وعشرون أل فا ـ و ف روا ية :وأرب عة وعشرون أل فا ـ .قلت: يارسول ال كم الرسل؟ .قال :ثلثائة وثلث عشر جا غفيا … .قلت :يا رسول ال كم كتاب أنـزله ال تعال؟ .قال: مائة كتاب وأربعة كتب". وهذه الرواية بـهذا التمام أخرجها ابن حبان ف "صحيحه" برقم [ 94ـ موارد الظمآن] وأبو نعيم ف "اللية" ( )1/221 برقم [ ]551وف الروايتي ابراهيم بن هشام بن يي الغسان قال عنـه أبو حات وغيه :كذاب كما ف "موارد الظمآن" ص( )54للهيثمي. وأخرجها من طريقه ـ بعدد الرسل فقط ـ أيضا المام أحد ف "مسنده" برقم [ 21601و ]21607والطيالسي ف "مسنده" برقم [ ]478وفيهن السعودي وعنـها يقول اليثمي ف "ممع الزوائد" ( " :)1/395رواه أحد والبزار والطبان ف "الوسط" بنحوه وعند النسائي طرف منـه ،وفيه السعودي وهو ثقة ولكنـه اختلط" .ا.هـ كما أخرج المام أحد ف "مسنده" رواية من طريق أبـي أمامة يكي فيها عن أبـي ذر الغفاري برقم []22351 وفيها ذكر عدد النبـياء والرسل دون الكتب ،لكن ف سنده علي بن يزيد وعنـها يقول اليثمي ف "ممعه" (:)1/395 "رواه أحد والطبان ف "الكبـي" وقال" :كم عدد النبـياء؟ .قال :مئة ألف وأربعة وعشرون ألفا" .ومداره على علي بن يزيد وهو ضعيف" .ا.هـ ومنـه تد أن الروايات غي ثابتة ف هذا الباب ،بقي البحث هنا عن رواية السعودي والرواة عنـه هل هم من روى قبل اختلطه أم ل؟ فإن كان قبل اختلطه فلتصحيح الرواية مدخل وإن كان بعدها فل. 145
بـهجة النوار
اعلم أن شريعة نبـينا ناسخة لشرائع النبـياء من قبله أي ُمبَدّلَة لحكامها بأحكام أخر ،إما مالف ٌة سخُه من ذلك ـ كالتوح يد ـ فإن صفاتـه تعال ل يوز علي ها ل ا وإ ما مواف قة ،إل ما ل ي صح نَ ْ التغيي ،فل يصح نسخ التعبّد فيها فل يكن أن يتعبد أحد من أهل اللل أن يعتقدوا أنـه ل يُرى ويتعبد آخريـن أن يعتقدوا أنــه يُرى ،وكمكارم الخلق فإن ال يأمـر بالعدل والحسـان ومكارم الخلق داخلة تت العدل والحسان فل يصح أن يأمر بلف الكارم ،وهذا النوع ـ ما ل يصح نسخه ـ هو الراد من قول ال صنف ( سوى الدى) أي إل الدى فإن ـه ل ين سخ ،أي لن ـه ل ي صح ن سخه، وقوله( :وما له أي شرعنا ..ال) أي ل يغي شرع نبـينا ناسخ لنـه ليس بعده نبـي كما صرّح ب ـه حدي ثُ» :لنب ـي بعدي«( )204وك ما دل عل يه قوله تعال :وخاتـم النبــيين فإن الا ت ل يكون معقوبا ،فث بت امتناع ن سخ شر عه ل ستحالة نب ـي بعده ،واعتقاد أن ـه ل نب ـي بعده وأن شريعتـه ل تنسخ من بعده واجب علينا ،فل يصح جهل علمه بعد قيام الجة بـه. مـــــولهــــم بالقـرب (()142وبعدهــــم ملئــك حبـــــاهــم واجتباهم) تفضيـــــله على (()143أفضلهم جبريل والذي زعـــــم الحبـيب قد غشم) أي ب عد در جة النب ـياء ف الف ضل در جة اللئ كة ـ علي هم ال سلم ـ فإن ـه قد أعطا هم رب ـهم ومولهم من الفضل الاص بـهم ما ل يعطه لغيهم ،واصطفاهم لدمتـه وفرغّهم لنفاذ أمره فلهم الحزاب 40 :
الف ضل العظ يم لذا التبج يل والتعظ يم ،على أن ال عزو جل قد مدح هم ف كتاب ـه العز يز بقوله: يسـبحون الليـل والنــهار ل يفترون النبــياء 20 :وقوله :ل يعصـون الله مـا أمرهـم ويفعلون مـا يؤمرون التحريـ 6 :ف هم ب ـهذا أف ضل من سائر الؤمن ي م ن عدا النبـياء والرسلي ،وفضل بعض أصحابنا وغيهم الؤمني عليهم ،واستدل كل واحد من الفريقي )(204جزء من حديث جاء من طريق سعد بن أبـي وقاص رواه مسلم ف "صحيحه" [ ]2404وأحد ف "مسنده" [ ]1605وع بد الرزاق ف "م صنفه" [ ]20390وأ بو ب كر الشاف عي ف "الغيلنيات" بر قم [ ]47وأ بو نع يم ف "الل ية" [ 10300و 10301و 10302و 10303و 10304و 10306و 10308و .]10309 وجاء من طر يق أب ـي هريرة رواه المام البخاري ف " صحيحه" [ .]3455وجاء من طر يق ثوبان رواه أحد [ ]22457والترمذي [ .]2219ومـن طريـق جابر بـن عبدال رواه الترمذي [ ]3730وأبـو بكـر الشافعـي فـ "الغيلنيات" [.]122 ورواه الاكم ف "الستدرك" [4105أ] عن وهب بن منبـه .وأبو نعيم ف "اللية" [ ]10307عن علي .وابن سعد ف "الطبقات" (/ 3/17الكتب العلمية) عن سعد بن مالك .ورواه الطيب البغدادي ف "تاريخ بغداد" ف مواضع منـه، وغيهم. 146
بـهجة النوار
بأدلة ذكرنا ها ف غ ي هذا القام ،ول شك أن ب عض اللئ كة أف ضل من ب عض لقوله تعال ـ حكا ية عنـهم ـ :وما منا إل له مقام معلوم الصافات 164 :وأفضلهم على الطلق جبيل ـ عليه السلم ـ لنـه الرسول من ال إل أنبـيائه وان كان غيه قد ُأرْسِلَ أيضا فإرساله هو أكثر من غيه ،ولكثرة خصاله الفاضلة والفواضل زعم الزمشري( )205أنـه أفضل من حبـيب الرحن ممد وقد خرق الجاع بذلك ودخل مدخل كان الواجب عليه أن يقف دونـه. وبالــــذي (()144بـهم جميعـــــا يجـــــب اليمــان أنـزلـــــه الرحمــن) على معان فيه (()145وهوكلم جاء بالنظـــــم التم ارشـــــاد المم) أي ي ب الت صديق على ج هة الذعان بالنب ـياء جي عا وبالر سل جي عا ،وباللئ كة جي عا وب ا أن ـزل الرح ن من الكلم على ر سله ،فاليان وا جب ب كل وا حد من هذه ال صناف جلة ،وي ب علي نا أن نص ممدا وما أنـزل عليه باليان ،فل يزي اليان بـه مع جلة الرسل ول اليان بالقرآن مع جلة الك تب ،وكذا ي ب علي نا أن ن ص باليان من قا مت علي نا ال جة بر سالتـه أو نبوت ـه من النبـياء والرسل الذين من قبله ،وقوله( :وهو كلم دلّ ..ال) هذا تفسي لا أنـزل الرحن؛ أي الذي أنـزله ربنا هو كلم دلّ بالنظم التام على معان ترشد المم إل ناتـها وإل فلحها وصلحها، وجلة ما أنـزل ال من الكتب على ما ف بعض الروايات مائة كتاب وأربعة كتب؛ خسون منـها على شيث ،وثلثون على ادريس فتلك ثانون ،وعشرة صحف على إبراهيم ،وعشرة على موسى قبل )(205العل مة أ بو القا سم جار ال ممود بن ع مر بن م مد بن أح د الوارز مي الزمشري ،من كبار علماء العتزلة ولد ف زمشر احدى ضواحي خوارزم سنة 467هـ رحل وسع ببغداد من نصر بن البطر ،وحج وجاور بـها زمنا فلقب جار ال .قيل سقطت رجله فكان يشي على عمود من خشب ،وروى عنـه بالجازة أبو طاهر السلفي وزينب بنت الشعري. قال ا بن ح جر ف "ل سان اليزان" (" :)6/4و قد كان الزمشري ف غا ية العر فة بفنون البل غة وت صرف الكلم وكتاب ـه (أساس البلغة) من أحاسن الكتب وقد أجاد فيه وبـي القيقة من الجاز ف اللفاظ الستعملة إفرادا وتركيبا ،وكتابـه (الفائق ف غريب الديث) من أنفس الكتب؛ لمعه التفرق ف مكان واحد مع حسن الختصار وصحة النقل ،وله كتاب (الفصل ف النحو) مشهور ورأيت له مصنفا ف الشتبـه ف ملد واحد وفيه فوائد جليلة ،وأما التفسي فقد أولع الناس بـه وبثوا عليه وبـينوا دسائسه وأفردوها بالتصنيف ،ومن رسخت قدمه ف السنة وقرأ طرفا من اختلف القالت انتفع بتفسيه ول يضره" ا.هـ قال السمعان :برع ف الدب وصنف التصانيف ،وورد العراق وخراسان ما دخل بلدا إل واجتمعوا عليه وتلمذوا له ،وكان علمة نسابة جاور مدة حت هبت على كلمه رياح البادية .مات ليلة عرفة سنة 538هـ .من تصانيفه تفسيه الشهي وهو "الكشاف ـ ط" و معجم "أساس البلغة ـ ط" و"القامات ـ ط" و "الستقصى ف المثال ـ ط" و "الفائق ف غر يب الد يث ـ ط" و "أع جب الع جب ف شرح لم ية العرب ـ ط" وغي ها كث ي"( .ال عب" 2/455ـ و"سي أعلم النبلء" للذهبـي 14/596ـ و"لسان اليزان" لبن حجر 6/4ـ و"العلم" للزركلي .)7/178 147
بـهجة النوار
التوراة فتلك مائة ،والتوراة على موسى ،والزبور على داود ،والنيل على عيسى ،والقرآن العظيم على نبـينا الكري عليه وعليهم أفضل صلة وأكمل تسليم. ولنفــــــراده (()146والكل مخلـــــوق لمكـان العـدم تعـــالى بالقـــــــدم) أي كل وا حد من الكلم الن ـزل على الر سل ملوق ،ل ش يء من ـها مت صف بالقدم ،ل التوراة ول النيل ول الزبور ول القرآن ول غيها من سائر الكتب ،وذلك لدلة عقلية ونقلية؛ أما العقلية فمنـها أن الكلم النـزل مكن فناؤه وكل ما أمكن عدمه استحال قدمه ،ومنـها أنـه تعال منفرد بالقدم فلو كان الكلم أو شيـء منــه قدياـ للزم بطلن انفراده تعال بالقدم ،وقـد قام البهان على وجوب انفراده بذلك فل قدي غيه. وأما النقلية فأشياء منـها قوله تعال :خالق كل شيء النعام 102 :والكلم شيء فهو ملوق لذه اليـة ،ومنــها قوله تعال :إنـا كـل شيـء خلقناه بقدر القمـر 49 :والكلم شيـء، ومنـها أنـه موصوف بالنـزال كما ف قوله تعال :إنا أنـزلناه القدر 1 :وكل منـزل منتقل من جهة إل جهة ،وكل منتقل حادث وكل حادث ملوق ،إل غي ذلك من الدلة وال تعال أعلم. فصـــــــل في المحكــم والمتشــابـه ومجمــــــــل (()147وفي القرآن محكــــــم ومشتبـه مفصــل نؤمن بـه) (()148ك ٌ حديهما علـــــــى ل أتى من ربنـا والخلــــــف في أقاويـل تفـي) نوعـــــــان أي (()149مع اتفـــــــاق منـهــــم أنـهمــــا مختلف حكمهما) أي ف القرآن آيات مكمة وفيه آيات متشابـهة ،وفيه آيات مملة وفيه آيات مف صّلة ـ أي مبـينة ــ ،ويبـ اليان بميعـه مكمـه ومتشابــهه وممله ومفصـله لقوله تعال :منـــه آيات محكمات هـن أم الكتاب وأخـر متشابــهات فأمـا الذيـن فـي قلوبــهم زيغ فيتَّبعون ما تشابـه منـه ..الية آل عمران ، 7 :وقد اختلف العلماء ف بـيان الحكم من التشابـه وف تعريف كل واحد منـهما على أقاويل تئ ف النظم ،وهم مع اختلفهم متفقون على أن الحكـم غيـ التشابــه والتشابــه غيـ الحكـم فهمـا نوعان متغايران ،وحكـم كـل واحـد منـهما يالف حكم الخر لن الرب تعال رتب على كل واحد حكما. ث إنـه أخذ ف بـيان حد الحكم وبـيان حكمه فقال: 148
بـهجة النوار
للنص
(()150فالمحكم المتضح المعنى انقســــــم ى فانحسم) والظــــــاهر معن ً والظــــن في (()151في النص حكم القطــــــع بالمراد الظــــــاهر للعبــاد) صير اليــــــه (()152وإن أتــــــى بعكســـه الدليــــل وهــــــو التأويـــل) أو متعــــذراً (()153وهو قريبــــــا أو بعيـــدا وقعـا فلــــــــــن يُتَّبَعــــا) أي الحكم ـ من اليات ومن غيها من الروايات ـ هو ما اتضح معناه وهو قسمان؛ لنـه إما أن يتضح العن ول يتمل معنً غيه وهو النص ،وإما أن يتمل معنً ثانيا وإن كان احتمال بعيدا مثل فهـو الظاهـر ،ول كل وا حد من ال نص والظا هر ح كم ،فح كم ال نص الق طع براد التكلم أي إذا سعنا من الكلم ما ليتمل إل معنً واحدا قطعنا بأن مراد التكلم هو ذلك العن ل غيه لعدم احتمال الكلم لغيه ،وال كم ف الظا هر ال ظن بأن ما ظ هر من العا ن هو مراد التكلم ،أي اذا سعنا كلما يتمل معنيي لكن السابق إل الذهن أحدها ظننا أن ذلك السابق إل الذهن هو مراد التكلم ،وانا كان هذا كذلك لحتمال أن يكون التكلم أراد العن الثان؛ هذا إذا ل يقم دليل على أن مراد التكلم العن الرجوح فإن قام الدليل بذلك ترك العن الظاهر و صِيَ إل العن الباطن لوجود ذلك الدليل الدال على أن الباطن هو الراد.
149
بـهجة النوار
والصي من الظاهر إل العن الباطن هو التأويل( )206وهو ينقسم إل ثلثة أقسام 1 :ـ تأويل قريب وتأويـل بع يد 3ــ وتأويـل متعذر ،كل ذلك ب سب قُرب الحتمال للمع ن وُبعْدِه ،فالتأويـل القريـب يترجح بأدن دليل والتأويل البعيد يتاج إل تأويل قوي والتعذر منـه ل يقبل.
2ـ
ف من التعذر تف سي الراف ضة لقوله تعال :كمثـل الشيطان إذ قال للنسـان اكفـر الشر 16 :قالوا :الشيطان عمر بن الطاب ،والنسان :أبو بكر قال له خذ اللفة وأنا معينك عليها .ـ
)(206والتأو يل ف يه ما هو حق يتح تم ال صي إل يه ك ما أن ف يه البا طل الذي ي ب التحذ ير من ـه فال خذ ب ـه دون ضوا بط وماربت ـه مطل قا كله ا خ طأ عظ يم يقول ال صنف ف كتاب ـه "طل عة الش مس" ( 1/169ـ 170التراث)" :و صرف الظاهر إل العن الباطن بالدليل هو السمى عندهم بالتأويل ،وهو ف اللغة :مصدر أوّل وأصله من :آل يؤول إذا رجع ،كذا ف "النـهاج" .قال :وأما ف الصطلح :فهو صرف اللفظ عن حقيقتـه إل مازه لقرينة اقتضت ذلك الصرف ،قال :وله شبـه باللغوي ـ أي العن ـ كأنـه رد اللفظ من ذهابـه على الظاهر ،حت يرجع إل ما يريد بـه. أقول ـ السالي ـ :والراد بصرف اللفظ عن حقيقتـه هو أن يكون اللفظ موضوعا فيصرف عنـه ف الستعمال بدليل، ويشمل ذلك الفرد إذا استعمل ف غي ما وضع له كالسد ف الشجاع ،وكالطلق ف القيد ،والعام إذا قُصر على أفراده ونو ذلك ،فاستعمال اللفظ من مفرد وغيه فيما وضع له هو (الظاهر) وصرفه إل غيه هو (التأويل). والراد بالقرينة هو الدليل الذي يصرف بـه الظاهر عن ظاهره؛ وهي إما: ـ عقلية :كما ف قوله تعال :ولتصنع على عين فالعي حقيقة ف الاسة ،لكن لا منع العقل من وجود هذه الصفة فيه تعال حكمنا بأن الراد بالعي ف الية غي حقيقتـها فقلنا :أنـه أراد بالعي العلم أو الفظ على سبـيل التجوز. ـ وإ ما أن تكون القري نة مقال ية :ك ما ف قوله تعال :ل يس كمثله ش يء فإن هذه ال ية قري نة صارفة لليات ـ ال ت ظاهرها التجسيم ـ عن ظاهرها. و قد يكون التأو يل قري با فيك فى ف صحتـه ووجوب قبوله أد ن مر جح ،ك ما ذكر نا ف تأو يل الع ي بالعلم أو ال فظ لكون ـها طري قا إليه ما ،فإن هذا التأو يل مازي قر يب لقوة العل قة .و قد يكون بعيدا وُبعْده ب سب غموض العل قة ال ت سوغت التجوّز بـه ،وبسب ضعف القرينة الت لجلها صرف اللفظ عن ظاهره فيحتاج إل مرجح أقوى ما ترجح بـه التأويل القريب ،وسيأت مثال البعيد. و قد يكون التأو يل خار جا عن التجوزات الدائرة ف ال سُنْ العرب فل يق بل بل يرد على قائله ويكذب ب سبب ذلك؛ وذلك ك ما ف تأويلت الباطن ية أخزا هم ال تعال؛ ثعبان مو سى ـ صلوات ال عل يه ـ بجت ـه ،ون بع الاء من ب ـي ال صابع بكثرة العلم ،وتأويـل قوله تعال :حرمـت عليكـم أمهاتكـم أن الراد بالمهات العلماء وتريـ مالفتــهم وانتــهاك حرمهم ونو ذلك من تقولتـهم كثي …ال" ا.هـ فل يس التأو يل ع ند القائل ي ب ـه من أتباع الفرق العتدلة مفتوح على م صراعيه ل كل من هب ودب بل كل ذلك مضبوط بضوابط ،وماربتـه بكل صوره ديدن من ل يعقل ما يرج من رأسه. 150
بـهجة النوار
أخزاهم ال تعال ورضي عن الشيخي( )207ـ ولم ف تريف القرآن العظيم على هذا النوال ما ينبغي أن ينـزه متصرنا هذا عن ذكره. ولا فرغ من بـيان حد الحكم وأحكامه شرع ف بـيان حد التشابـه وأحكامه فقال: أو مفهـم (()154وذو اشتبـــاه ما اختفـى كالمجمل تشبـيـــــه مولنا العلي) له احتمــالن (()155فمنـه مـــــا قيــل بأنـه الـــذي خـذ) فصاعـــــدا ً ُ كتســـــع عـشر (()156ومنـه أيضـــا ما يكون مبـهمـا أمرهم قد أبـهما) تأويلــــه غـــــير (()157ومنـه أنـه الــــذي لم يَعلـــم المهيمن اعلـم) وجعلــــه أشيـــــاء (()158فكـــــل هـــذا أصـــله متَّحـــد ليس يحمــد) وقيل بالمثال (()159وقيل أحــــرف أوائل الســــــور مـــــع كل خبر) قـــــد كان ناسخا (()160وقيل ما قد كان منسوخـــــا وما يسمى محكما) التشاب ـه هو خلف الح كم وعرّفوه بأن ـه :هو الذي اخت فى معناه ،ولفاء معناه سببان؛ أحده ا اجال الل فظ ،وثانيه ما أن يكون ظاهره مال فا لدل يل الع قل وذلك ك ما إذا كان ف ظاهره تشب ـيه الباري عزو جل بل قه كآ ية ال ستواء ،ف هو باعتبار سببـه ق سمان م مل و ما كان ظاهره التشب ـيه، وهذا ال د الذي ذكره الصنف و هو أن التشابـه ما اخت فى معناه شا مل لكثر التعاريف الواردة من العلماء ف التشابـه ،فيدخل تتـه قول من قال :إن التشابـه ما كان له احتمالن فصاعدا يتفي فيه العن الراد منـه ول يعلم ال بدليل خارجي؛ وهذا الدليل هو الذي نسميه بالبـيان ،ويدخل تتـه أي ضا من قال :إن التشاب ـه هو ما كان مُب ـهمَا وذلك ك ما ف قوله تعال :عليهـا تسـعة عشر الد ثر 30 :فأبـهم العدود من هذه الية فلم يُ ْدرَ ما هو واحت مل أن يكون تسعة عشر ملكا وأن يكون تسـعة عشـر صـفا إل غيـ ذلك وكمـا فـ قوله تعال :ويحمــل عرش ربــك فوقهم يومئذ ثمانية الاقة 17 :فحقيقة الثمانية مبـهمة ،ووجه دخول هذا ف تعريف الصنف )(207الشيخان ها أبو بكر الصديق وعمر بن الطاب وها أشهر من أن ُيعَ ّرفَا صاحبـي النبـي وخليفتاه من بعده متفق على تقديهما ل يشذ ف هذا إل الشيعة فإنـهم أساءوا إل أنفسهم ببغضهما ففحش مذهب الشيعة إنا أتى من موقفهم من هذين الصحابـيي ـ الذي تبناه الثن عشرية بلف الزيدية ـ قال الشيخ السالي عنـهم ف منظومة "كشف القيقة": ويدعون أفضـل الثـــــواب". "فيشتمون أفضــل الصحـــاب 151
بـهجة النوار
إن ا هو من ح يث خفاء الع ن الراد ،ويد خل تت ـه أي ضا قول من قال :إن التشاب ـه هو ما ل يعلم تأويله إل ال كو قت ال ساعة وككيف ية ال شر وكحقي قة الثواب وحقي قة العقاب إل غ ي ذلك وو جه دخوله فيما تقدم بامع الفاء ،ولذا قال الصنف( :فكل هذا أصله متحد) أي أصل هذه القاويل واحد وهو الفاء ،وقوله( :وجعله أشياء ..ال) أي جعل ما ذُكر هاهنا أشياء متعددة لعان متلفة غي ممود لن كل وا حد من تلك القوال ان ا اع تب ج هة من جهات الفاء ،فالقدر الشترك ب ـي الم يع هو الفاء فينب غي أن يؤخذ ف تعريف التشابـه فتكون تلك القاويل أنوا عا له ك ما صنع الصنف ،وأ ما قوله( :وقيل أحرف ..ال) فهذه ثلثة أقاويل ف التشابـه خارجة عن ضابط الفاء : أحدهـا :أن التشاب ـه هو الروف القطّ عة ف أوائل ال سـوركـ(ال ـ ال ص ـ الر ـ ال ر ـ كهيعيص ..إل آخرها) ووجه الروج من ذلك الضابط هو أن القول بـه يفيد حصر التشابـه ف هذه الروف دون ما عداها من اليات.وثانيها :أن التشابـه هو القصص والمثال وهو معن قوله: (وقيل بالمثال مع كل خب).وثالثها :أن التشابـه هو ما كان منسوخا من اليات ،وأما ما كان منـها ناسخا فيسمى مكما. حتى يبـين أظهــر (()161وحكمه الوقــــــوف في الجمــال احتمـال) أو يلزمـــــن تناقــض (()162والرد للمحـــــكم حكم الثاني القـرآن) ل ا كان التشاب ـه ق سمي ث بت ل كل ق سم ح كم ،فله أي ضا حكمان فأ ما ح كم الج مل من ـه ف هو الوقوف عن تعيي الراد منـه وعن العمل بـه حت يبـي الراد منـه بدليل يسمى بـيانا وهذا معن قوله( :حت يبـي أظهر احتمال) .وأما حكم النوع الثان منـه وهو ما كان ظاهره التشبـيه فحكمه أن ُيرَد إل الح كم من اليات فيف سر ب ـه لقوله تعال :منــه آيات محكمات هـن أم الكتاب آل عمران 7 :ومثال ذلك قوله تعال :الرحمـن على العرش اسـتوى
طـه 5 :
فإنــه يبـ أن يرد إل قوله تعال :ليــس كمثله شيــء الشورى 11 :فيسـتحيل أن يفسـر الستواء بالستقرار لنـه لو ف سر بذلك لكان مثله شيء ف ذلك الو جه فيلزم تنا قض القرآن والقول بتناقضه باطل وهذا معن قوله( :أو يلزمن تناقض القرآن).
152
بـهجة النوار
البـــاب الرابـــع ـ مـن الركـن الثــاني ـ في الوعــــد والوعيـــد وفيه أربعة فصول الفصـــل الول في المـوت والبعـث والحسـاب أي وف غي ذلك من العان كبـيان الرزق وعذاب القب والوض والكتب. بـه كــذاك (()163والموت حق يجــب اليمــــــان البعــــــث والحسبان) أي الوت ثابت على كل ذي روح ل يشك ف ثبوتـه أحد لنـه موجود ضرورة ،فيجب اليانـه بـه تصديقا لقوله تعال :كل نفس ذائقة الموت آل عمران 185 :فنعتقد أن كل ذي روح يوت ،وأمـا مـا عدا ذوات الرواح فالفناء فـ حقهـم ثابـت فهـم يفنون قطعـا لقوله تعال :كـل شيـء هالك إل وجهـه القصـص 88 :فالوت فناء خاص بذوات الرواح ،والفناء عدم عام لاـ ولغيها ،وكذلك البعث ثابت بالباهي النقلية فاليان بـه واجب ،وكذلك الساب بعد البعث ثابت بالباهي النقلية أيضا فاليان بـه واجب أيضا. ث إنـه أخذ ف بـيان كيفية الوت والبعث فقال: والبعـــث ردهـا (()164فالموت أن تفارق الروح الجســـد اليــــــه للبد) اي فالوت هـو مفارقـة الروح للجسـد ،لن حياة السـد إناـ هـي بسـبب مازجـة الروح له ،قال فـ "القناطـر"(" :)208واختلفوا ف كيف ية ق بض الروح فقال ب عض العلماء :إن ملك الوت للروح بن ـزلة )(208قنا طر اليات ( )3/522ـ بت صرف ف الن قل ـ و هو من تأل يف العل مة أ بو طا هر ا ساعيل بن مو سى اليطال النفوسي من علماء الباضية ف النصف الول من القرن الثامن الجري وجيطال من مدن جبل نفوسة (ف ليبـيا حاليا) مقر الباض ية هناك ،درس على يد أب ـي مو سى الطرمي سي و من مدر ستـه ترج واشت غل بالتدر يس ف مدر سة أب ـي ز يد الزغور ت ح يث شارك صديقه وزميله العل مة أب ـي عز يز ث انت قل إل فر سطاء فقام في ها بالتدر يس ت سع سنوات كاملة، وأخيا انتقل إل جزيرة "جربة" (ف تونس حاليا) وبقي فيها إل أن وافاه الجل الحتوم فلحق بربـه سنة 750هـ وصفه العل مة علي ي ي مع مر بقوله" :كان يشت غل بالتدر يس وكان ل يتو قف عن دروس الو عظ والرشاد ول ي قف عن ال مر بالعروف والنـهي عن النكر ،فقد كان يعيش ف متمعه عيشة حقيقية ،يعرف ما يقع فيه من هدى وضلل ،ولذلك فقد كان يارب أسباب الضلل حربا متصلة ل تتوقف ول تـهادن ،سواء كان هذا الضلل زيفا ف العقيدة ،أوانرافا ف العمل، أو ا ستـهانة بالوا جب أو جهل بأحكام د ين ال ،و قد كان يغ شى ال سواق ،ويد خل الجتمعات يب ـي للناس ال ق من الباطل واللل من الرام " .ووصفه الشماخي بأنـه" :كان مستجاب الدعاء" .من تصانيفه" :قناطر اليات ـ ط 3ج" (على نسق "إحياء علوم الدين" للغزال) و"قواعد السلم ـ ط" ف الفقه و"شرح نونية أبـي نصر" ف التوحيد و"أجوبة 153
بـهجة النوار
حجر الغناطيس ف جذبـه للحديد وأنـه إذا ظهر اللك للروح طارت اليه ،وقال قوم :إن ال تعال يرج الروح فيتلقّاها اللك .قال :والصحيح أن ال سبحانـه هو الذي ييي وييت وهو أعلم بكيفية ذلك "(انتـهى) .وف تصحيحه ـ رحه ال ـ اشارة إل التوقف عن القول بأحد القولي فهو مذهب ثالث له ،ووجه تصحيحه للتوقف أن هذا شيء ل يطلع عليه إل بتوقيف من الشارع وكأنـه ل يثبت عنده توقيف فرأى التوقفَ أول. وقوله( :والب عث رد ها إليه) أي رد الروح إل ال سد خلقا ثان يا وإعادة ابتدائية بعد إعدام م ض ،ف هو م كن عقل و صرّح بثبوت ـه الن قل قال تعال :كمـا بدأنـا أول خلق نعيده
النبــياء 104 :
وقال :قـل يحييهـا الذي أنشأهـا أول مرة يـس 79 :فلي ست العادة أ شد من النشاء الول وال كل ف قدرت ـه م كن ووا قع بل شك فاليان بالب عث وا جب .وقوله( :لل بد) الراد بال بد عدم الغاية فيما يستقبل ـ أي رد الروح للجسد بعد الوت ـ هي حياة ل غاية لا إما ف نعيم وإما ف جح يم ،وهذا التأب ـيد خاص للمكلف ي دون غي هم من اليوانات والشرات فإن ـها إن ا تب عث ث تصي ترابا ،وأما أولد الكلفي فحكمهم ف البعث حكم آباءهم لكن يلد من ل يبلغ منـهم ف النة لعدم نقضهم اليثاق الذي أخذ ال عليهم ،وكذلك حكم الجاني ف البعث حكم الكلفي فإنـهم إما أن يكونوا قد أتت عليهم حالةً حكمهم فيها حكم البالغي فهم على ذلك الكم من خي أو شر ،وإما أن يكونوا ل تأت علي هم حالة من ذلك فحكم هم حينئذ ح كم من ل يبلغ اللم لعدم نقض هم اليثاق أيضا وال أعلم. ومــــــا سوى (()165والقول بالمساك في الروح أحـــــق التخمين للذي نطق) اختلف العلماء ف ب ـيان الروح ،فو قف ب عض عن تعيين ـها وخاض آخرون ف ب ـيانـها ،والقول بالوقوف أول وأثبت لعدم الدليل الصرح بتعيينـها وبـيان كيفية حالا ،فالائضون ف بـيانـها مع عدم ال نص ال صرح بذلك ل يس ل م م ستند غ ي التخم ي و هو القول بال ظن ،ولن ال ل ي ب نب ـيه بالروح و قد سئل عن ـها فقال له رب ـه :قـل الروح مـن أمـر ربــي السـراء 85 :فالعلم بـها ما استأثر ال بـه ول يطلع عليه أحدا. أما الائضون ف بـيان الروح فقالوا إنـه تعال ل يُمِت نبـيه إل وقد أطلعه على حقيقة الروح وأما قوله :قل الروح من أمر ربـي فذلك لوافقة ما ف التوراة ليكون موافقتـها عَلَمَا على الئمة" ف الفقه و"كتاب الج والناسك" وكتاب ف "الساب والفرائض" (أي الواريث) وهذه الربعة مطوطة"( .السي" ـ للشما خي 2/195ـ "الباض ية ف مو كب التأر يخ" علي مع مر ›الل قة الثان ية ـ الق سم الثا ن‹ 107ـ "قوا عد السلم" للجيطال ج /1مقدمة الشيخ بكلي عبد الرحن). 154
بـهجة النوار
نبوتــه؛ وذلك أن اليهود أمروا قريشـا أن يسـألوا رسـول ال عـن ثلث وقالوا :إن أجاب عنــها كلها فليس بنبـي وإن سكت عنـها كلها فليس بنبـي وإن أجاب عن بعضها وسكت عن بعض فهو نبـي وتلك الثلث هي :الروح وأصحاب الكهف وذو القرني .فأفتاه ربـه ف أصحاب الكهف وذي القرنيـ وأمره فـ الروح بقوله :قـل الروح مـن أمـر ربــي وكان فـ التوراة أن الروح من أمر ال فطابق جوابـه ما ف كتابـهم(.)209 قالوا :فال مر بالوقوف عن الوض ف الروح إن ا هو لذا العارض ل لن العلم بالروح م ا ل يُطلع عليه أحدا. قلنـا :ب عد ت سليم ما قلتموه ل ُيطّلَ عُ على حقي قة الروح إل بتوق يف من الشارع ،ول يرد التوق يف فالطلع متعذر فالكف عن الوض فيها أول وأحق. وقبـــل رزقـــــه (()166ولم يمت قبل انقضا العمـــــر أحد الذي له يُحد) أو شبـهــــة والله جـَرا (()167كان حلل أو حـرامـــــا ُ ح ِ كـــــل قـدرا) إل وربنــــــا (()168إذ ليس في العالم شيء يصـــــدر لــــــــه مقـــدر) اعلم أن ال تبارك وتعال قـد وقّتـ الجال وحدد العمار فل يوت أحـد قبـل انقضاء عمره ،وقبـل استيفاء أجله قال تعال :لكل أجل كتاب الر عد 38 :وقال تعال :فإذا جاء أجلهم ل يسـتأخرون سـاعة ول يسـتقدمون الن حل 61 :سواء كان هذا ال يت مَّيتَا ح تف أنْفِه أو مقتول ،وذهبت العتزلة إل أن القتول ميت ف غي أجله وقبل انقضاء عمره وأنـه لو ل يقتل لعاش إل الوقت الذي ُح ّددَ له ،وهو مذهب فاسد بـينّا بطلنـه ف غي هذا الكتاب. وكذلك قدر ال الرزاق ف من قُدّر له رزق فل يوت ق بل ا ستيفاء رز قه الذي قدر له كان ذلك الرزق (حلل) وهو ما ل يرد ف تناوله عقاب( ،أو حراما) وهو ما ورد ف تناوله عقاب( ،أو شبـهة) وهو ما تاذب ـه أ صلن أصل يقت ضي تليله وأصل يقت ضي تري ه ول يتر جح واحد من ـهما على ال خر، وال تعال قدر جيع ذلك فهو تعال مؤجل للجال ورازق العباد بأي جهة كان رزقهم إذ ليس يوجد شيء من الخلوقات أو فيها إل وربنا تعال هو القدر لذلك؛ هذا مذهبنا ومذهب الشعرية ،وذهبت العتزلة إل أن ال تعال ل يرزق الرام لن رزق الرام قبـيح ومنعوا اطلق اسم الرزق على الرام. )(209هذه الرواية أخرجها ابن جرير الطبي ف "تفسيه" ( 8/174ـ 175دار الكتب العلمية) من طريق ابن عباس [ف أول تفسي سورة الكهف] وف اسنادها نظر ففي اسنادها مهول ،ويونس بن بكي فيه كلم ،وممد بن اسحاق مدلس وال أعلم. 155
بـهجة النوار
قلنا :إن ُقبْ حَ ذلك متوقف على نـهي الشارع عنـه والرب تعال غي مكوم عليه بشيء؛ بل هو الاكـم فـ الشياء وهـو الفعال لاـ يريـد والشياء جيعهـا ملك له ل معارض له فـ شيـء منــها والتصرّف ف ملكه أو ف شيء منـه ل يكون فاعل لقبـيح وال تعال أعلم. أقول :وبعد أن نظمت هذه البـيات بدة وقفت على الشطر الول من البـيت منـها ف " َزبَد" ابن رسلن( )210ونصه: والروح تفن ليس تبقى للبد ول يت قبل انقضا العمر أحد فهو من توارد الواطر وال أعلم. تواتـر الخبــــــار (()169ثم عذاب القـــــبر مما جـــاء بـه معنى فانتبـه) ت حــــل (()170واعتقدن صدقـــــه ول ت ُ ِ مي ْ ٍ تعذيب َ لوجــــــوه تحتمل) الراد ب ـ(عذاب ال قب) هو عذاب ال يت مطل قا كان مدفو نا أو ف بطون السباع والطيور أو ف بطون اليتان أو على وجه الرض ،وعّبرَ عن هذا كله بعذاب القب لنـه الغالب ف الوتى ،وإذا ثبت عذاب القب با سيأت ثبت أيضا نعيمه لن أراد ال تنعيمه فيه من أهل السعادة إذ ل قائل بالفرق بـينـهما، وعذاب القب قد وردت ف ثبوتـه الحاديث النبوية وأشارت اليه اليات القرآنية؛ فمن تلك اليات قوله تعال :النار يعرضون عليهـــا غدوَّا ً وعشيـــا ويوم تقوم الســـاعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب غافر 46 :فقوله تعال :يعرضون عليها غدوَّاً وعشيا دال على أن ذلك العرض قبل يوم القيامة ـ وهو الطلوب ـ .وأما الحاديث النبوية فقد
)(210الش يخ أ بو العباس شهاب الد ين أح د بن ح سي بن ح سن بن علي بن أر سلن الرملي ،فق يه شاف عي .ولد بالرملة (بفلسطي) عام 773ه ـ وانتقل ف كبه إل القدس ،فتوف ب ـها .وكان زاهدا مت ـهجدا ،له "الز بد ـ ط" منظو مة ف الف قه ويقال ل ا " صفوة الز بد" و "شرح سنن أب ـي داود" و "منظو مة ف علم القراآت" و "شرح البخاري" ثلث ملدات وصل فيه إل باب الج ،و "طبقات الشافعية" تراجم ،و"تصحيح الاوي" ف الفقه ،و "إعراب اللفية" نو ،وغي ذلك ،توف سنة 884هـ( .نقل عن "العلم" ـ للزركلي .)1/117 156
بـهجة النوار
قال صاحب "العال"( )211ـ رح ه ال تعال ـ :ان ـها ما تواتر معنً )212(.أي مع ن عذاب ال قب قد بلغ حد التواتر ف الحاديث الت جاءت بـه وإن اختلفت عباراتـها ،فمن تلك الحاديث قوله : »عذاب القب حق«( )213وقوله» : :إن الوتى ليعذبون ف قبورهم ..الديث«(.)214 وقوله( :واعتقدن صدقه) أي صدق عذاب ال قب ،أي إن من شأن ما تواترت ب ـه الخبار أن يق طع ب صدقه ،وقوله( :تُحِل تعذ يب مَيْت) أي ول ت قل إن عذاب ال يت مال ك ما ذه بت ال يه طائ فة؛ ل نا نقول :إنـه ليس بحال فإنـه يتمل أن يرد ال عليه روحه فيحس أل العذاب ،ويت مل أن يلق ال فيه حاسة يس بـها أل العذاب ويتمل غي ذلك وهو معن قوله( :لوجوه تتمل) على أنـه ل يرد النص أن اليت يعذب وهو ميت ف حال مفارقة روحه للجسد. خــــــــيرا وشــرا (()171أما الحســــــاب فهو تمييز العمل ليراه من فعل) أي ح ساب ال لل قه يوم القيا مه إن ا هو تي يز العمال ال سنة من العمال القب ـيحة فيى الفا عل أعماله اليية وأعماله الشرية ،وليس الساب يومئذ كحساب بعضنا لبعض لستلزامه التشبـيه الذي ييله الع قل ويبطله الن قل ،هذا ما عل يه ال صحاب ـ رح هم ال تعال ـ والذي أقوله :أن ـه ل بأس أن يكون الساب يوم القيامة هو الساب التعارف فيما بـيننا ،ويكون ا ُلحَاسِب يومئذ هو خلق )(211العلمة عبد العزيز بن الاج بن ابراهيم الثمين اللقب بضياء الدين أحد علماء الباضية بالزائر ولد عام 1130هـ بوادي ميزاب تتلمذ على يد الشيخ أبو زكريا يي بن صال وكان أكثر ملزمة له حت انتـهت له المامة العلمية وأسند إليه رسيا مشيخة السجد ببلدتـه سنة 1201هـ ومشيخة ميزاب بأسرها وعي رئيسا لجلس (عمي سعيد) وهو ملس يشكله الباض ية لتنظ يم أمور هم الدين ية والدنيو ية قائم على أ ساس ال مر بالعروف والن ـهي عن الن كر يعرف با سم ملس العزّا بة وي ضم خيار أ هل البلد ـ والعزا بة من العزوب عن الدنا يا ل من العَزَب و هو غ ي التزوج بل من شروط أعضائه أن يكون متزوجا ـ من تصانيفه "النور ـ ط" شرح لنظومة أبـي نصر" ،ومعال الدين ـ ط ف جزئي" وها ف العقيدة ،و"النيل وشفاء العل يل ـ ط" و"التكم يل ل ا أ خل ب ـه كتاب الن يل ـ ط" و"الورد الب سام ـ ط" و"التاج" اخت صر ف يه من ـهج الطالبـي للشقصي (مطوط) وهي ف الفقه ،وغيها وكتابـه النيل هو الذي قام بشرحه العلمة الزائري قطب الئمة. توف يوم السبت 11رجب من عام 1220هـ( .مقدمة "شرح النيل وشفاء العليل" 1/6ـ و"معال الدين" .)1/9 )(212ف "معال الدين" للثمين ( 2/171ـ / 172التراث العمانية).
)(213جاء من طريق السيدة عائشة رضي ال عنـها رواه البخاري ف "صحيحه" [ ]1372وأحد ف "مسنده" [24574 و ]25473والطيالسي ف "مسنده" [ ]1411وأبوبكر الشافعي ف "الغيلنيات" [ .]352ورواه البـيهقي ف "العتقاد" ص(/ 128الك تب العلم ية) عن أب ـي هريرة .ورواه ال طبان ف "الكب ـي" ( 25/95بر قم )243عن أم خالد ب نت خالد .وغيهم. )(214جاء من طريق ابن مسعود رواه الطبان ف "العجم الكبـي" ( 10/200برقم )10459وعنـه يقول اليثمي ف "ممع الزوائد" ( 3/182دار الفكر)" :رواه الطبان ف الكبـي واسناده حسن" .ا.هـ. 157
بـهجة النوار
من خل قه تعال جعله لذلك ـ فل يلزم على هذا العن ما ُذ كر من التشب ـيه ـ والقول ب ـه عندي أول؛ لن ظواهر اليات والروايات دالة عليه فلو قيل بغيه لزم صرف كثي من اليات والروايات على خلف ظاهرهـا مـع امكان الخـذ بالظاهـر ،فمـن تلك اليات قوله تعال :يوم تأتــي كــل نفس تجادل عن نفسها الن حل 111 :ففي هذه المجادلة النص الصريح على ما قدم تُ ذكره من ب ـيان ال ساب ومن ـها قوله تعال :حتـى إذا مـا جاءوهـا شهـد عليهـم سـمعهم وأبصـارهم وجلودهـم بمـا كانوا يعملون oوقالوا لجلودهـم لم شهدتـم علينـا ..ال ية ف صلت 20 :و 21ف في هذه ال ية ما يدل على أن هنالك ماط بة وتكل ما وشهودا ،وكذا قوله تعال :اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم ..يس 65 :وكذلك قوله تعال :وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ق . 21 : ومن الروايات الدالة ظاهرها على ما قلتـه ما أخرجه الترمذي( )215وصححه» :ل تزول قدما عبد يوم القيامة حت يسأل عن أربع؛ عن عمره فيما فيما أفناه ،وعن علمه ما عمل بـه ،وعن ماله من أين اكت سبـه وفي ما أنف قه ،و عن ج سمه في ما أبله«( )216و ما أخر جه البزار(» :)217يرج ل بن آدم يوم )(215الافظ أبو عيسى ممد بن عيسى بن سورة السلمي الترمذي صاحب "السنن" أحد أئمة الديث وتفقه فيه على يد البخاري وسع من قتيبة بن سعيد وابراهيم بن عبدال الروي واساعيل بن موسى السدي وآخرون وعنـه أبو حامد الروزي واليثم بن كليب الشاشي وأحد بن يوسف النسفي وآخرون قال ابن حبان :كان أبو عيسى من جع وصنف وحفظ وذاكر. وقال الليلي :ثقة متفق عليه وقال الدريسي :كان أبو عيسى يضرب بـه الثل ف الفظ .وقال الاكم :سعت عمر بن علك يقول :مات البخاري فلم يلف برا سان م ثل أب ـي عي سى ف العلم وال فظ والورع والز هد ب كى ح ت ع مي .من تصانيفه "السنن" مطبوع و "الزهد" (مفقود) و"الساء والكن" و"الشمائل الحمدية" مطبوع مات سنة 279هـ ("تذكرة الفاظ" للذهبـي برقم 658ـ "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر برقم .)6497 )(216جاء من طريق أبـي برزة السلمي رواه الترمذي ف "سننـه" [ ]2417والدارمي [ ]537وأبو نعيم ف "اللية" [ ]15109والطيب البغدادي ف "اقتضاء العلم العمل" رقم [ ]1والجري ف "أخلق العلماء" ص(/ 56الكتب العلمية). وجاء من طريق معاذ رواه الطبان ف "الكبـي" ( 20/61رقم )111والطيب ف "الامع لخلق الراوي" []28 وف "اقتضاء العلم العمل" برقم [ 2و ]3والجري ف "أخلق العلماء" ص( )55وابن عساكر ف "البلدانية" ـ البلد الثامن ـ ص( )72والشجري ف "أماليه" ( .)1/69وجاء عند الدارمي برقم [ 538و ]539موقوف على معاذ . )(217الا فظ أ بو ب كر أح د بن عمرو بن عبدالالق الب صري أ حد علماء الد يث له "الب حر الزخار أو ال سند العلل" جاءت تسميتـه هذه لنـه يورد الديث بسنده فيتكلم على السند والت بطريقة العال الناقد وقام اليثمي بتلخ يص هذا الكتاب على هيئة اخراج زوائد الكتاب ـ و هي الحاد يث ال ت انفرد ب ـها صاحب الكتاب عن الك تب ال ستة ـ و ساه "ك شف الستار عن زوائد البزار" وطبع ف 4ج بتحقيق الحدث العظمي أما "السند العلل" فقد طبع منـه بعض أجزاءه ـ طبعت من ـه 8ج نشرت ـها مكت بة العلوم وال كم بالدي نة النورة ـ قال عن ـه الط يب البغدادي :كان ث قة حاف ظا صنف ال سند 158
بـهجة النوار
القيا مة ثل ثة دواو ين :ديوان ف يه الع مل ال صال ،وديوان ف يه ذنوب ـه ،وديوان ف يه الن عم من ال عل يه. فيقول ال تبارك وتعال لصغر نعمه ـ أحسبـه قال ف ديوان النعم ـ خذي ثنك من عمله الصال. فت ستوعب عمله ال صال ،ث تنت حي وتقول :وعز تك ما ا ستوفيت ،وتب قى الذنوب والن عم و قد ذ هب الع مل ال صال ،فإذا أراد ال أن ير حم عبدا قال :يا عبدي قد ضاع فت لك ح سناتك وتاوزت عن سيئاتك ـ أحسبـه قال :ووهبت لك نعمي ـ«( )218وغي هذا من الحاديث كثي فل نطيل بإيراده هاهنا لن القام إنا هو مقام اختصار..وال أعلم. خ َّ أو فاســق صٌر ليعلـــــمـــا (ُ ()172 ص بـه مقـــ ِّ ليـــــكثـــر التندُّمــا) بل حســـاب أو إلى (()173وما عداهمـــا إلى الجنــــــان النــــــيران) وتكلم على الحاد يث وب ـي علل ها .وقال أ بو الش يخ :كان أ حد حفاظ الدن يا رأ سا .قدح ف يه الدارقط ن فقال :ي طئ ف السناد والت .حدث بالسند بصر حفظا ينظر ف كتب الناس ويدث من حفظه ول يكن معه كتب فأخطأ ف أحاديث كثية .وقال أبو أحد الاكم :يطئ ف السناد والت .وقال حزة السهمي عن الدارقطن :كان ثقة يطئ كثيا ويتكل على حف ظه .تو ف بالرملة سنة 292هجر ية ("ميزان العتدال" 1/124و "تذكرة الفاظ" ـ للذهب ـي 2/653ـ "ل سان اليزان" لبن حجر )1/237 )(218أخرجه البزار برقم [/ 3444كشف الستار] من طريق أنس دار الفكر)" :رواه البزار وفيه صال الري وهو ضعيف" .ا.هـ وله شواهد ضعيفة ففي "حل ية الولياء" لبـي نعيم ( 4/281رقم " :)5579حدثنا عبدال حدثنا أحد حدثنا أحد حدثنا يزيد بن هارون قال :أنبأنا السعودي عن عون قال :يرج لبن آدم يوم القيامة دواوين؛ ديوان فيه السنات ،وديوان فيه السيئات ،وديوان فيه النعم ،فل ترج حسنة إل خرجت نعمة تستوعبـها ،وتبقى السيئات ل فيها الشيئة ".ا.هـ عون بن عبدال تاب عي وال سعودي ف يه كلم ،فل ي صلح هذا ال ب أن يكون شاهدا .وأخرج أبويو سف القا ضي صاحب أب ـي حنيفة ف "الثار" ويسمى أيضا "مسند أبـي يوسف" برقم [ ]915قال" :حدثنا يوسف عن أبـيه عن أبـي حنيفة عن عون بن عبدال عن ا بن م سعود أن ـه قال :يقدم الناس يوم القيا مة على ثل ثة دواو ين؛ ديوان ف يه ال ساب ،وديوان ف يه النعم ،وديوان فيه الذنوب ،فيقابل بالساب النعم فيستغرقها وتبقى الذنوب فهي الت فيها الغفرة" .وهو تآلف أيضا عون بن عبدال ل يدرك ابن مسعود ويقال ان روايتـه عن الصحابة مرسلة بل ذكر الدارقطن أن روايتـه عن ابن مسعود مرسلة ـ كما هنا ـ .كذا ف "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر ( .)8/147هذا بالضافة إل أنـه موقوف على ابن مسعود مع أن حقه أن يكون مرفوعا إذ ل يصح الخبار بـهذا ال بطريق الوحي. كما رواه أيضا أسد بن موسى ف (الزهد) برقم [" :]91حدثنا أسد حدثنا يزيد بن عطاء ،عن أبان ،عن بكر بن عبدال الز ن ،عن أب ـي را فع قال :بلغ نا أن ـه ياء يوم القيا مة ل بن آدم بثلث دواو ين :ديوان ف يه الن عم …" فذكره ل كن أ سدا نفسه تكلموا ف حفظه وشيخه يزيد بن عطاء اليشكري لي الديث كما ف التقريب (ص 533مؤسسة الرسالة) ومنـه ترى ان الديث ل يرقى لرتبة الصحة .وال أعلم. .وعنـه يقول اليثمي ف "ممع الزوائد" (10/648
159
بـهجة النوار
أي خُ صّ بال ساب صنفان من الناس أحدهمـا :الؤ من الق صّر التائب من ذنب ـه ،وثانيهمـا: الفاسق العاصي ،والكمة ف حساب الؤمن القصر هي أن يعلم نعمة ال عليه بغفرانـه ذنوبـه وستر عيوب ـه ،والك مة من ح ساب الفا سق هي ازدياد ح سراتـه وتضع يف تنكيله بالتأ سف على اضا عة عمله ،فإنـه مت ما رأى العمل الوجب للغفران مبوطا بعمل صدر منـه ازداد بذلك حسرة وندامة، ومـن الكمـة فـ هذا أيضـا اظهار انصـاف ال تعال للقـه فإنــه ل يظلم الناس شيئا ولكـن الناس أنفسهم يظلمون ،وما عدا هذين الصنفي فهم إما ف النة بل حساب وهم الؤمنون الوَفّون ،وإما ف النار بل حساب وهم الشركون. هذا حاصل ما ذكره ف "القواعد"( )219وعليه جريت ف النظم ،وظاهره أن الشركي غي ماسبـي ث ظهر ل بعد ذلك أنـهم ماسبون لقوله تعال :وقفوهم إنـهم مسئولون oما لكم ل تناصرون الصافات 24 :و 25ولقوله تعال :زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربـي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم التغابن 7 :ولغي ذلك من اليات[ ،ويتمل أن يقال أن ال سؤال والنباء الذي ف اليت ي غ ي ال ساب الذكور ث ظ هر ل أن هذا الحتمال هو الول فل دليل ف اليتي على الطلوب]( ..)220وال أعلم. أم يخلقــــــان (()174والخلف هل قد خلقــــــا وهو الصح بعدما الفنا اتضح) أولى بنــا إذ (()175والوقــــف عن تعيننـــــــا ذاك المحــل ل دليــــــل ث َ َّ م دل) في (()176وعـدم التعيـــــــين ليــــــس يقــدح قــــــولنــا إن الوجود أرجح) اختلف الناس ف النة والنار هل ها ملوقتان الن أم ل؟ ،فذهب المهور منا ومن غينا إل أنـهما ملوقتان الن وا ستدلوا بأحاد يث عن ـه تدل على وجود ال نة؛ قالوا :ومثل ها ف الوجود النار إذ ل قائل بالفرق بـينـهما ف ذلك( ،)221وذهب البعض منا وكثي من غينا إل انـهما ليستا بخلوقتي الن وإناـ هاـ سـتخلقان( )222بعـد وقوع الفناء العام قالوا :لو كانتـا ملوقتيـ الن للزم فناؤهاـ لقوله تعال :كل شيء هالك إل وجهه القصص 88 :وها ملدتان فل يصح أن تكونا موجودتي الن ،والصح ما عليه المهور من وجودها الن لا ثبت بالدلة القاطعة أن آدم وحواء كانا ف النة )(219ف "قواعد السلم" ( 1/17ـ )18للجيطال. )(220ساقطة من (أ) والتكملة من (ب).
)(221كحديث الجر الذي كان يهوي ف جهنم وسع صوتـه الصحابة فأخبهم النبـي ببه .فليحرر. )(222ف الصلي :سيخلقان .والقام يقتضي التأنيث فأصلحتـه. 160
بـهجة النوار
و قد أُ ْهبِطَا من ـها ،والقول بأن ال نة ال ت كا نا في ها غ ي ال نة الوعود ب ـها تكَلّف ل دل يل عل يه، والواب عمـا اسـتدل بــه النافون لوجودهاـ الن هـو أن نقول أن قوله تعال :كــل شيــء صصَا بعدم الفناء بالدلة القاطعة على بقائهما أبدا، هالك عام يتمل التخصيص فالنة والنار قد خُ ّ أو نقول :إن ال نة والنار قابلتان للفناء ب سب ذات ـهما ،والقا بل للفناء فا نٍ ف الع ن لواز ذلك عل يه والواب الول أظهر ،ث اختلف القائلون بوجودها الن ف ملهما الذي ها فيه فعي بعضهم الحل ووقف قوم عن التعيي ،والوقف عن تعيي ملهما هو الول بنا إذ ل علم لنا إل با ُعلّ ْمنَا ول يرد عن الشارع تعي ي مله ما وإن قُدّر أن هناك دل يل ف هو آحادي ل يف يد العلم ،ووقوف نا عن تعي ي ال حل ل يقدح ف ترجيحنا القول بوجودها الن لنـه ل يلزم مِن علمنا بوجودها علمنا بتعيي ملهما وال أعلم. والحوض حــــــق (()177والكتب صحف حوت العمـــــال فاترك الجدال) من قـد وفَى (()178يَرِدُه ِمـــن أمـــــــة الرســـــــــول بعهــــــده المسئول) من أوتـي كتابــه أي (الك تب) ال ت ذ كر ال ف كتاب ـه العز يز ف ن و قوله تعال :فأمـا َـ بـيمينـه النشقاق 7 :وأمثالا من اليات هي صحف حاوية لعمال العباد من خي وشر لقوله تعال: وإذا الصـحف نشرت التكويـر 10 :فذ كر تعال ف هذه ال ية أن هنالك صحفا تن شر و هي الكتب الذكورة هنالك فل التفات إل من جعلها عبارات عن ضبط أعمال العباد ،لن ف جعل الكتب عبارات عدول عن القيقة إل الجاز بل دليل ،نعم الدليل الذي ذكرناه ُيعَضّد جانب القيقة فل وجه للعدول وإنا عَ َدلَ ذلك القائل بمل الكتب على العبارات عن العن الذكور إنا هو لجل فِراره عن احتياج ال تعال إل ض بط أعمال العباد ف صحف لن ذلك شأن مَن َي ْطرُقُه الن سيان ،ول يلزم مِن ذلك ما توهّ مه فإن ف رَ سْمِ العمال ف ال صحف الذكورة حِكَمَا كثية ول يلزم من ـه أن ـه تعال متاج ال ذلك. وقوله( :والوض ح قٌ ..ال) أي الوض الذي هو لر سول ال ف الو قف حق ثا بت جاءت ب ـه الحاديث الستفيضة مِن رواية جابر وغيه ،فل عبة بن أنكر وجوده أخرج الشيخان(» :)223حوضي م سية ش هر وزواياه سواء وماؤه أب ـيض من ال َورِق ـ و ف روا ية :الل ب ـ« و ف أخرى صحيحة )(223الشيخان إذا أطل قا ف معرض إخراج حد يث ما فالراد ب ـهما المام ي البخاري وم سلم صاحبا ال صحيحي وه ا الق صودان ه نا ،أ ما إذا أطل قا ف معرض الد يث عن الل فة وال كم فالراد أ بو ب كر ال صديق وع مر الفاروق ر ضي ال عنـهما. 161
بـهجة النوار
أيضا :وأحلى من العسل .وف أخرى صحيحة» :وريه أطيب من السك وكيزانـه كنجوم السماء من شرب من ـه ل يظ مأ أبدا ـ وف رواية صحيحة ـ ول يَ سْ َودّ وج هه أبدا«( ،)224وقولهَ( :ي ِردُه.. ال) أي يَرِد الوض مِن أمة رسول ال هو مَن وَفّى بعهد ال الذي أخذه عليه وهو طاعة ال وطاعة رسوله ف فعل الواجبات وترك الحرمات ،بدليل ما ف تلك الروايات أن » :من شرب منـه ل يظمأ أبدا ،ول يَسْ َودّ وجهه« ول تكون هاتان الصلتان ف الخرة إل لن وفّى بعهد ال وال أعلم.
)(224هذا الد يث بروايات ـه الذكورة و ما يقارب ـها جاء من طر يق عبدال بن عمرو رواه البخاري ف " صحيحه" [ ]6579وم سلم ف " صحيحه" [ ]2292وا بن حبان [/ 6418الح سان] وابن مندة ف "اليان" [ ]1076وا بن أب ـي عاصم ف "سنتـه" [ ]728والبغوي ف "تفسيه" ( .)4/534وجاء من طريق جابر بن عبدال رواه أحد ف "مسنده" [ .]15129و من طر يق ا بن عباس رواه ال طبان ف "الكب ـي" [ ]11249وقال عن ـها اليث مي ف "م مع الزوائد" ( 10/666دار الفكر)" :رواه الطبان ورجاله رجال الصحيح غي ممد بن عبدالوهاب الارثي وهو ثقة" .ا.هـ. 162
بـهجة النوار
الفصــل الثــانـي في المـــيزان والصـــــراط عــــــدل (()179وإنمــــــا الميــــزان فـــــي الحسبـــان وانصــــــاف من الرحمن) يُأوِّلُنـه (()180ل مثل قول ذي الخـــــلف إذ غـدا ة وأعمـــدا) كَفَّـــــــــــ ً صرَ ب ـها تف سي اليزان يوم القيا مة على العدل والن صاف وهوقصر قلب ،وذلك أن صرٍ قُ ِ (إن ا) أداة قَ ْ ب عض الخالف ي ذ هب إل أن اليزان هو عمود وكفتان ين صبـه تعال يوم القيا مة لوزن أعمال العباد، وزعموا أن مَن رج حت كفة ح سناتـه على ك فة سيئاتـه د خل النة و من رجحت ك فة سيئاتـه على كفة حسناتـه دخل النار ووصفوا اليزان بأوصاف ل حاجة لذكرها هنا ورووا ف ذلك أحاديث ل تثبـت عندنـا ،وتعلقوا مـن الكتاب بنحـو قوله تعال :فمـن ثقلت موازينــه فأولئك هم المفلحون oومن خفت موازينـه فأولئك الذين خسروا أنفسهم فـي جهنـم خالدون الؤمنون 102 :و 103وننـ نقول إن هذه الوازيـن الذكورة عبارة عـن معنـ السّعادة والشقاوة ،فثقل اليزان كناية عن السعادة وخفتـه كناية عن الشقاوة والعرب كانت تعب بثقل اليزان عن علو الشأن وبفتـه عن عكس ذلك قال الشاعر: رجـحوا وشــال أبوك باليزان ولو يضعـوا أباي ف ميزانـهـم وقد تعب بالوزن للشيء عن العلم بـه كما ف قوله تعال :وانبتنا فيها من كل شيء موزون الجر 19 :أي معلوم القدار عنده تعال ،أما الوزن الفسر عندنا بالعدل والنصاف ـ الشار اليه ف النظم ـ فهو ما ف قوله تعال :ونضـع الموازيـن القسط ليوم القيامة النبــياء 47 :فالقسـط بدل مـن الوازيـن ل نعـت له كمـا يدل عليـه قوله تعال :والوزن يومئذ الحـق العراف 8 :وإناـ عدلنـا فـ تفسـي اليزان عـن حقيقتــه الشهورة ال مـا ذكرناه مـن العدل والنصـاف لن حله على حقيقتــه الشهورة مال()225؛ ووجـه ذلك أن أعمال العباد أعراض ووزن )(225وقد حكى ابن جرير الطبي ف "تفسيه" ( )9/33عند قوله تعال :ونضع الوازين القسط ليوم القيامة ]47أن ابن عباس فسر اليزان بأنـه الكم بالقسط بـي الناس وذلك ف الرواية رقم [ ]24609ونصه: " عن ا بن عباس قوله :ون ضع الواز ين الق سط ليوم القيا مة
[النبـياء:
إل آ خر ال ية؛ و هو كقوله :والوزن يومئذ ال ق
يع ن
بالوزن :الق سط ب ـينـهم بال ق ف العمال وال سنات ..ال" وف يه بر قم [ " :]24610عن ما هد ف قول ال :ون ضع الوازين القسط ليوم القيامة قال :إنا هو مَثَل؛ كما يوز الوزن كذلك يوز الق ،قال الثوري :قال ليث عن ماهد: ونضع الوازين القسط قال :العدل". وجاء ف "تف سيه" ( )5/432عن ما هد أي ضا تف سي اليزان بالقضاء العادل ح يث يقول بر قم [" :]14333حدث ن الث ن قال :حدثنا أبوحذيفة قال :حدثنا شبل ،عن ابن أبـي نيح عن ماهد :والوزن يومئذ القضاء". 163
بـهجة النوار
العراض مال ،ولذا تردد الصـم فـ حقيقـة الوزون حتـ زعـم بعضهـم أن الوزون هـم الشخاص، وبعضهم أن ال يلق ف احدى الكفتي ظلمة وف الخرى نورا ،وبعضهم أن العمال تتجسد فتوزن الجساد والكل باطل فوجب الصي ال التأويل .والراد بقوله( :ف السبان) يوم القيامة لنـها مل السـاب ،والراد بقوله( :ل مثـل قول ذي اللف) أي ل أقول مثـل قول صـاحب اللف ،وقوله: ()227 (كفة وأعمدا) عب بالكفة ـ وهي مفرد ـ عن مثن( )226وعب بأعمد ـ وهو جع ـ عن مفرد على سبـيل الجاز وله مل ف البلغة ،فمثال الول قوله: اذا مـا القـــارض الغنــوي آبـا ب عـب بالقارض عـن القا ِرضَيـ فإن الثـل حتـ يؤوب القارضان ،ومثال الثانـ قوله تعال :ر ّ ِـ ارجعون الؤمنون 99 :أي رب ارجعن ،وقول العرب" :شابت مفارقه" وليس له إل مفرق واحد. وبرقم [" :]14334حدثنا ابن وكيع قال :حدثنا جرير ،عن العمش ،عن ماهد :والوزن يومئذ الق قال :العدل". كما فسر الوازين بالسنات ف قوله برقم [ ]14339و[" :]14342حدثنا ابن وكيع قال :حدثنا جرير عن العمش عن ماهد :فمن ثقلت موازينـه قال :حسناتـه" .ا.هـ ولذا عد بعضهم اليزان معيارا لبـيان الحق من البطل يوم القيامة وف هذا يقول أبو حامد الغزال" :ميزان العمال معيار ُيعَبّر عن ـه باليزان ،وإن كان ل ي ساوي ميزان العمال ميزان ال سم الثق يل ،كميزان الش مس ،وكال سطرة ال ت هي ميزان ال سطور ،وكالعروض ميزان الش عر" .ا.ه ـ نقل عن " سي أعلم النبلء" للذهب ـي ( .)14/334و قد أجاد أي ا إجادة لن الناس يسمون هذه الشياء موازين ومن ذا يقول أن ميزان العروض ميزان حسي ،ومن الدلة على أن اليزان ينصرف إل غي العهود قوله تعال :لقد أرسلنا رسلنا بالبـينات وأنـزلنا معهم الكتاب واليزان [الديد ]25 :وليس الراد هنا السي كما هو معلوم ،واعتبار القائلي بأنـه ميزان حسي له كفتان وعمود يقابله أن العصر الذي نعيشه يوجد بـه من الوازين اللكترون ية ما هو أك ثر د قة من اليزان ذي العمود والكفت ي ول كن ح ل الناس ال ية على ما هو مألوف لدي هم هو الذي أوقعهم ف هذا. على أن القائل ي بأن الوزن ح سي اختلفوا ف حقي قة الوزون فمن ـهم من قال إن العمال تتج سد ومن ـهم من قال توزن الصحف ومنـهم من قال يوزن النسان ،وكل ذلك ل يثبت بدليل قاطع والكل يعلم أن الصحابـي ابن مسعود عندما كان بعضهم يسخر من دقة ساقيه قال النبـي » :والذي نفسي بـيده لما أثقل ف اليزان من أحد« كما ف "حلية الولياء" لبـي نعيم ( )1/175ورواه كذلك الاكم ف "الستدرك" برقم [ ]5385وصححه هو والذهبـي ف تلخيصه. وغيهم ول يتسن للقائلي بأن الوزون هي الصحف وهم الكثرية التوفيق بـي تلك الروايات فل مناص من حل الروايات الواردة ف هذا الباب على أن الوزن بـيان صحة العمل وكشف صلحيتـه من فساده وكم من مرائي ف الدنيا تعل أعماله هباءا منثورا وإناـ يتقبـل ال مـن التقيـ ،فل دخـل للصـحف ول للجسـام ،قال الافـظ ابـن حجـر فـ "فتـح الباري" ( :)13/659 "وقد ذهب بعض السلف إل أن اليزان بعن العدل والقضاء" .ا.هـ وبال التوفيق. )(226وها الكفتان. )(227وهو العمود. 164
بـهجة النوار
جســـر كمـــــــا
(()181وقوله الصراط فهو الحـــــق ل بعضهم تأول) ()228 الضمي ف (قوله) عائد إل الرحمن ف آخر قوله( :وإنا اليزان ف السبان )..أي الصراط ف قوله تعال :أفمـن يمشـي مكبـا على وجهـه أهدى أمـن يمشـي سـويَّاً على صراط مستقيم اللك 22 :هو عبارة عن الق ـ وف الية تثيل لالت العاصي والطائع ـ وعلى هذا يمل ما ورد من الحاديث ف بـيان الصراط ،لنـه إنا هو تثيل لالة الق وبـيان ما في ها من ال طر العظ يم وتث يل لحوال سالكيه ما ب ـي مو فق ومذول ،وز عم ب عض م نا وجهور الشاعرة أن ال صراط إن ا هو ج سر مدود على م ت جه نم( ..)229ال آ خر ما و صفوه ب ـه وحلوا ما )(228ف البـيت رقم (.)179 )(229الذي يراه الباض ية أن ال صراط هو الد ين القو ي و هو مع ن قوله تعال :اهد نا ال صراط ال ستقيم وتف سي ال صراط بأنـه جسر على مت جهنم أحد من السيف وأدق من الشعر ير عليه اللئق يوم القيامة من الؤمني والنافقي والشركي، كل بقدر عمله ،ل يت فق مع كون الؤمن ي آمن ي من الفزع ف ذلك اليوم الهول ك ما ف قوله تعال :ل يزن ـهم الفزع ال كب وتتلقا هم اللئ كة هذا يوم كم الذي توعدون [النب ـياء ]103 :و مع قوله تعال :إن الذ ين سبقت ل م م نا السن أولئك عنـها مبعدون ،ل يسمعون حسيسها [النبـياء ]101 :ففي هذه اليات يتضح أن الؤمني مبعدون عن النار فهم ل يسمعون حسيسها فضل عن أن يروا فوقها ،ول يفزعهم شيء يوم القيامة ومرورهم على الصراط ل شك أن فيه فزع لم بأي شكل من الشكال ،والحاديث الواردة ف هذا الشأن قابلة للتأويل حت ل تتعارض مع الحكم الثابت من آيات الكتاب العز يز ،قال ا بن جر ير ال طبي ف "تف سيه" (" :)1/103أج عت ال مة من أ هل التأو يل جي عا على أن الصراط الستقيم هو الطريق الواضح الذي ل اعوجاج فيه ،وكذلك ف لغة جيع العرب ،فمن ذلك قول جرير بن عطية الطفي: إذا أعـــوج الــوارد مستــقيم أميـر الـؤمنيــن عــلى صراط يريد :على طريق الق .ومنـه قول الذل أبـي ذؤيب: تــركنــاهــا أدقّ من الصــراط صبحْنــا أرضـــهم باليل حت ومنـه قول الراجز: َفصُـــدّ عـن نـهــج الصـــراط القاصــد … .ث قال :والذي أول بتأويل هذه الية عندي أعن :اهدنا الصراط الستقيم أن يكون معنيّا بـهَ :وّفقْنَا للثبات على ما ارتضيتـه ووفقت له من أنعمت عليه من عبادك ،من قول وعمل ،وذلك هو الصراط الستقيم ،لن من وُفق لا وُفق له من أنعم ال عليه من النبـيي والصديقي والشهداء ،فقد وفق للسلم ،وتصديق الرسل ،والتمسك بالكتاب ،والعمل با أمر ال بـه ،والنـزجار عما زجره عنـه ،واتباع منـهج النبـي ".ا.هـ ث ساق بعض الروايات عن النبـي وعن صحابتـه الكرام كا بن عباس وا بن م سعود وجابر بن عبدال تف سر ال صراط بد ين ال سلم وطر يق الدا ية .وعلى هذا الن مط سار الباض ية ففسروا ال صراط بالطر يق الوا ضح و هو د ين ال سلم الذي ل يق بل ال غيه ومثله ف تف سي ال طبي ( " :)1/105عن ا بن النف ية ف قوله اهد نا ال صراط ال ستقيم قال :هو د ين ال الذي ل يق بل من العباد غيه" .ا.ه ـ 165
بـهجة النوار
ورد من الحاد يث ف ب ـيانـه على حقيقت ـها ،وتأولوا ب ـها قوله تعال :فاهدوهـم الى صـراط الجحيـم oوقفوهـم انــهم مسـئولون الصـافات 23 :و 24غا ية ال مر أن هذه السألة ومسألة اليزان ليستا من السائل القطعية لعدم ورود القاطع فيهما وإنا ها من السائل الظنية، فل يب اعتقاد شيء منـها ول يطئ القائل فيهما برأيه وال أعلم.
وعلى هذا فيكون تفسي قوله تعال :فاهدوهم إل صراط الحيم عندهم أي :قودوهم إل طريق جهنم ،ومن شاء الزيد حول تفسـي الباضيـة وتليلهـم للحاديـث الواردة فـ هذا الشأن فعليـه بكتاب "معال الديـن" للعلمـة الثمينـ (2/189و .)190 166
بـهجة النوار
الفصــل الثالــــث فـــي الشفاعـــــــة مــن الـــورى (()182شفاعـــــــة الرســــول للتقــي وليـس للشـــــــقي) الشفا عة حق واليان ب ـها ب عد قيام ال جة وا جب ،ووقوع ها ف الح شر ق بل دخول أ حد الفريق ي مسكنـه ،وهي مزونة حت يأتيها رسول ال فيكون أول من تعل له ث للنبـياء من بعده ،وهي القام الحمود الذي وعده ال تعال بـه على معن ما ورد وثبوتـها للمؤمن ل لغيه من أهل الكبائر لقوله تعال :ول يشفعون إل لمـن ارتضـى النبــياء 28 :وقوله :مـا للظالميـن مــن حميــم ول شفيــع يطاع غافــر 18 :ولقوله » :ل تنال شفاعتـ أهـل الكبائر مـن أمت«( )230وقوله» :ليست الشفاعة لهل الكبائر من أمت«(.)231 )(230ل أجده ب ـهذا الل فظ ول كن جاء ف "م سند" المام الرب ـيع الفراهيدي بر قم [ ]1002بل فظ» :ل تنال شفاع ت سلطانا غشوما للناس ورجل ل يراقب ال ف اليتيم« وبرقم [ ]1003بلفظ» :ل تنال شفاعت الغال ف الدين ول الاف عنـه« وكل الوضعي من مراسيل المام جابر رحه ال تعال. غي أن له شاهد صحيح يتقوى بـه بلفظ» :رجلن من أمت لتنالما شفاعت؛ سلطان ظلوم غشوم ،وآخر غال ف الدين مارق منـه« والديث جاء من طريق معقل بن يسار رواه ابن أبـي عاصم ف "سنتـه" [ 1/20و 23برقم 35و ]41والرويان ف "مسند الصحابة" [ 2/223برقم 1303دار الكتب العلمية] والطبان ف "الكبـي" [ 20/214برقم 495و .]496وقال اليث مي ـ عن روا ية مع قل ع ند ال طبان ـ ف "م مع الزوائد" ( 5/424دار الف كر)" :رواه الطبان باسنادين ف أحدها؛ منيع قال ابن عدي :له أفراد وأرجوا أنـه ل بأس بـه .وبقية رجال الول ثقات ".ا.هـ. وجاء من طريق أبـي أمامة أخرجه الرويان ف "مسند الصحابة" [ 2/183برقم ]1186والطبان ف "الكبـي" [ 8/281بر قم ]8079وعن ـها يقول اليث مي ف "مم عه" (" :)5/424رواه ال طبان ف "الكب ـي" و"الو سط" ورجال "الكبـي" ثقات ".ا.هـ. فهذه الرواية تعكر على استدلل من يثبت الشفاعة لهل الكبائر مطلقا!! دون تقييدها بالتوبة!!!!!. )(231رواه المام الرب ـيع الفراهيدي ف "م سنده" بر قم [ ]1004من مرا سيل المام جابر رح ه ال تعال وقال عقب ـه: "يلف جابر عند ذلك ما لهل الكبائر شفاعة لن ال قد أوعد أهل الكبائر النار ف كتابـه ،وإن جاء الديث عن أنس بن مالك( :أن الشفاعة لهل الكبائر) فوال ما عن القتل والزن والسحر وما أوعد ال عليه النار وذكر أن أنس بن مالك يقول: إنكم لتعملون أعمال هي أدق ف أعينكم من الشّعر ما كنا نعدها على عهد رسول ال إل من الكبائر ".ا.هـ ـ البخاري فـ " صحيحه" برقـم [ ]6492قال[ :حدث نا (تنب ـيه) :عبارة الصـحابـي الليـل أ نس بـن مالك أخرجه ا أبوالوليد حدثنا مهدي عن غيلن عن أنس قال" :إنكم لتعملون أعمال هي أدق ف أعينكم من الشّعر إن كنا لنعدها على عهـد النبــي الوبقات" قال أبوعبدال ــ البخاري ــ :يعنـ بذلك الهلكات ].قال ابـن حجـر فـ "فتـح الباري" ( 11/400دار الكتب العلمية)" :ووقع للساعيلي من طريق ابراهيم بن الجاج عن مهدي" :كنا نعدها ونن مع رسول ال من الكبائر" .ا.هـ. 167
بـهجة النوار
و ف ال ثر »أن ر سول ال ق عد على ال نب ث قال :ال صلة جام عة رح كم ال ،ث قال :ياعباس عم رسول ال ويافاطمة بنت ممد وياآل ممد جيعا ،إن والذي نفسي بـيده عند ربـي لطاع مكي، فل تغرن امرئ نف سه يقول :أ نا عم ر سول ال ـ ـ .أو تقول :ب نت م مد .أو :من آل م مد. اشتروا أنفسكم من ال فإنكم إن ل تفعلوا هلكتم مع من عرفتم هلكه ،إن على الوض يوم القيامة فارط ـ أي متقدم ـ فَيرِدُ علي أناس من أ صحابـي ،ث يأتي ن ر جل قد عرفت ـه من أ صحابـي ليحتلقن نقرة رأسه ،ث لخذن بجزتـه فأقول :أرسلوه إنـه من أصحابـي .فيؤخذ بـيدي فكاكا: أر سِل أر سِل فإنـه وال ما مشى من بعدك قدما ولكنـه مشى القهقري ليدخل جهنم .فل أستطيع شيئا الذر الذر يا آل ممد«( .)232وذكر جابر بن زيد ـ رضي ال عنـه ـ أنـه لا نـزلت وأنذر عشيرتـك القربـين الشعراء 214 :جعل ر سول ال يف خذ أفخاذ قريش فخذا فخذا ح ت أ تى على ب ن ع بد الطلب ،فقال » :يا ب ن عبدالطلب إن ال أمر ن أن أنذر كم ،أل وإ ن ل أغ ن عن كم من ال شيئا أل وان أوليائي من كم التقون ،أل لعر فن ما جاء الناس غدا بالد ين وجئ تم بالدن يا تملونـها على رقابكم ،يافاطمة بنت ممد وياصفية عمة ممد اشتريا أنفسكما من ال فإن ل أغن عنكما من ال شيئا«( )233فإن قيل الؤمنون مستوجبون للجنة بأعمالم فل معن للشفاعة لم ،فالواب والمام جابربن زيد أعلم بالسنة وأعلم براد أنس بن مالك من روايتـه للحديث الألوف عند البعض حيث نقل عنـه مباشرة وكان أحد تلميذه الذين حلوا عنـه العلم فهو أفقه للسنة من غيه لينازع ف هذا إل متعصب .وسيأت عند تريج رواية "شفاعت لهل الكبائر" ف البـيت رقم ( )186توجيه حسن لذه القضية. )(232ل أجده ب ـهذا التمام وللحد يث شوا هد تعضده من طر يق أب ـي هريرة روا ها المام البخاري ف " صحيحه" [ 2753و ]4771ومسلم [ ]206وأحد ف "مسنده" [ 8622و 8747و 9807و ]10736وغيهم. (تنبـيه) :أحاديث اختلج بعض الصحابة ـ الذين بدلوا وغيوا ـ عن حوض النبـي وابعادهم عنـه ثابتة عنـه انظر مثل "مسند" المام الربـيع رقم [ ]43والبخاري ف "صحيحه" [ 6576و 6582و 6583و 6584و 6585 و 6586و 6587و ]6593ومسـلم فـ "صـحيحه" [ 2297و ]2304وعبـد بـن حيـد فـ "مسـنده" [1213 /النت خب] وغي هم .و قد أفاض ف تري ها شيخ نا الحدث القنوب ـي ف كتاب ـه ال فذ "المام الرب ـيع بن حب ـيب .. مكانتـه ومسنده" ص( 162ـ 164مكتبة الضامري) فلياجعه من أراد. )(233الديث بـهذا اللفظ رواه المام الربـيع ف "مسنده" [ ]1005وهو هناك من مراسيل المام جابر .ورواه بنحوه ابن جرير الطبي ف "تفسيه" [ 9/485برقم /26811الكتب العلمية] عن قتادة. وله شواهد من طريق أبـي هريرة عند البخاري [ 2753و ]4771والنسائي ف "الصغرى" [ ]3647وف "الكبى" [ 6473و ]6474وابـن حبان [ ]6515وابـن مندة فـ "اليان" [ 933و 934و 935و 936و 937و 938و 939و 940و 941و 942و 943و ]944وأ بو عوا نة ف "م سنده" ( 1/94ـ .)95و من طر يق ال سيدة عائ شة رضي ال عنـها رواه النسائي ف "الصغرى" [ ]3648وف "الكبى" [ ]6475وابن مندة ف "اليان" [ 945و 946و 947و .]948وغيهم. 168
بـهجة النوار
أن الشفاعة لم هي طلب تنقلهم من الحشر ودخولم النة بسرعة ،ويكن أن تكون هي طلب زيادة فضل لم وثواب يُعطَوْنـه ونعيم ف النة ورفع درجة فوق ما يستوجبون بأعمالم( ،)234اللهم اجعلنا من أهل شفاعة نبـيك . كفــــــر نعيـــم إن (()183ومن يقــــــل بغير ذا فقد كفر تأول ظهـر) فذاك شــــــرك أي (()184وإن يكـن بغـــير ما تــــــأول أشر منـزل) وسنـــة الرســــــول (()185لنـه مخالــــــف الكتـــاب واللبـاب) ول شفيع من (()186كليس للظـــالم مــــــن حميـم لظــــــى الجحيم) ومن يقل بغي ما قلنا من أن الشفاعة للمؤمني فخالف وقال بل هي لهل الكبائر متجا با رووه من طر يق أ نس» :أعددت شفاع ت ل هل الكبائر من أم ت«( )235وز عم أن أ هل الكبائر يرجون من النار )(234وجعل النووي شفاعاتـه خسة أقسام وما ذكره الصنف هنا هو النوع الول والامس من أنواع الشفاعة .انظر "شرح صحيح مسلم" للنووي عند شرح الديث رقم [ .]184ومثلها ف "نشر البنود على مراقي السعود" للشنقيطي (1/5 ـ / 6الكتب العلمية) ومنـه يتضح أنـه ل خلف ف هذين النوعي وفيه الرد على من قال :ما فائدة الشفاعة للمؤمني الوفي .وما شابـهه. ويكن أن يضاف قسم آخر وهو شفاعة النبـي لقبول توبة التائبـي وسيأت الكلم عنـه بعد قليل. )(235جاء بلفظ» :شفاعت لهل الكبائر من أمت« وهو ليس ف "الصحيحي" لكن جاء من طريق أنس بن مالك رواه المام أحدـ فـ "مسـنده" [ ]13227وأبوداود [ ]4739والاكـم [ ]230وابـن خزيةـ فـ "توحيده" ص( )271وفـ اسـنادهم بسـطام بـن حريـث وهـو مهول نـص على ذلك الذهـب فـ "اليزان" ( )1/309و"الغنـ" ( )1/158و"ديوان الضعفاء" ص( ،)47وعنه أيضا الترمذي [ ]2435والاكم [ ]228وابن خزية ف "توحيده" ص( )270وف سندهم رواية معمر عن ثابت البنان وهي ضعيفه ومضطربة نص عليه ابن معي كما ف ترجته من "التهذيب" ( 4/126الرسالة) ،وعنه أيضا ابن حبان [ ]6434وابن خزية ف "توحيده" ص( )271وف سندها عمرو بن أب سلمة قال أبو حات :ل يتج به. وقال ال ساجي :ضع يف .وقال العقلي :ف حدي ثه و هم .وصعفه ابن معي كما ف "اليزان" للذ هب ( ،)3/262وعنه أيضا الاكم ف "الستدرك" [ ]229وف سنده سعيد بن أب عروبة وقد اختلط ورمي بالتدليس كما ف "اليزان" ( )2/152وعمر بن سعيد البح وهو ليس بالقوي كما ف "الرح والتعديل" لبن أب حات (.)6/111 ومن طريق جابر بن عبدال رواه الترمذي [ ]2436والاكم [ ]232وف اسنادها ممد بن ثابت البنان وهو ضعيف وقال ا بن معيـ :ليـس بشيـء ك ما ف "اليزان" ( ،)3/495وع نه أي ضا الا كم [ ]231والطيال سي [ ]1669وغي هم وبالملة فأسانيده غي مستقيمة كذا أخبن أحد مشائخنا حفظهم ال. و قد تقدم ن قل قول أ نس بن مالك " :إن كم لتعملون أعمال هي أدق ف أعين كم من الشّ عر؛ إن ك نا لنعد ها على ع هد النبـي الوبقات ـ وف رواية :من الكبائر ـ ".كما ف "مسند" الربـيع [ ]1004و"صحيح" البخاري [.]6492 169
بـهجة النوار
بشفاعة الرسول لم ،فهو كافر كفر نعمة إذا ظهر منـه هذا التأويل الفاسد( ،)236فإن ل يظهر منـه تأو يل ف هو كا فر ك فر شرك ل ُينَاكَح ول يُوَارَث و هو الراد بقوله( :أي أ شر من ـزل) ،وكان تولد هذين الكمي إنا ها لخالفة كتاب ال وسنة رسول ال وقد تقدم ذكرها ومالفة اللباب ـ وهي العقول ـ إذ لو كانت الشفاعة لهل الكبائر ما جاز لحد أن يسأل أن يكون من أهل الشفاعة لنـه أن ا ي سأل بذلك أن يكون من أ هل الكبائر على زعم هم وكتاب ال نا طق بتكذيب ـهم كقوله :مـا ومن كلم المام جابر الذي تقدم ف التعليق على البـيت رقم ( )182يتضح أن أصحاب الكبائر الت هي مثل القتل والزن والسرقة وشرب المر وعمل قوم لوط وما شابـهها ليس لم شفاعة ،على أن التبصر ف هذا الديث والديث الذي ذكر سابقا بلفظ» :ل تنال شفاعت سلطانا غشوما ..ال« يتبـي صحة موقف الباضية من قولم بأن الشفاعة ليست لهل الكبائر و هم إن ا يعنون ب ـهذا من مات على كب ـيتـه دون تو بة؛ وإل فالتائب من الذ نب ك من ل ذ نب له ،ل كن تب قى مسألة مهمة وهي هل ستقبل توبتـه أم ل؟ .والذي يظهر أن الشفاعة تكون أيضا لقبول توبة التائب إذ ل خلف أن ال ل يب عليه شيء .فمن ذا يقول انـه يب على ال قبول توبة فرد بعينـه!! .فيبقى التائب ف مشيئة ال إن شاء قبل توبتـه وإن شاء ل يقبلها وهاهنا يكون للشفاعة دور مهما ف ذلك الوقف العظيم وعلى هذا التوجيه يقال :شفاعت لهل الكبائر من أمت الذين تابوا من كبائرهم. وا بن الق يم يقول ف "الواب الكا ف" ص (" :)50وكث ي من الهال اعتمدوا على رح ة ال وعفوه وكرمه ،فضيعوا أمره ونـهيه ونسوا أنـه شديد العقاب ،وأنـه ل يرد بأسه عن القوم الجرمي ،ومن اعتمد على العفو مع الصرار على الذنب، فهو كالعاند ،وقال معروف :رجاؤك لرحة من ل تطيعه من الذلن والمق ،وقال بعض العلماء :من قطع عضوا منك ف الدنيا بسرقة ثلثة دراهم ل تأمن أن تكون عقوبتـه ف الخرة على نو هذا .وقيل للحسن :نراك طويل البكاء فقال :أخاف أن يطرح ن ف النار ول يبال.. .ال" .ا.ه ـ وقال ص ( )68ب عد أن ن قل طائ فة من الروايات تث بت دخول النار للع صاة بختلف أشكال م" :والحاد يث ف هذا الباب أضعاف أضعاف ما ذكر نا ،فل ينب غي ل ن ن صح نف سه أن يتعا مى!! عن ـها، ويرسل نفسه ف العاصي ويتعلق بسن الظن ..ال" وقال ص (" :)69وربا اتكل بعض الغترين على ما يرى من نعم ال عليه ف الدنيا وأنـه يعتن بـه ويظن أن ذلك من مبة ال له وأنـه سيعطيه ف الخرة أفضل من ذلك فهذا من الغرور …. وقال بعض السلف :رب مستدرج بنعم ال عليه وهو ل يعلم ،ورب مفتون بثناء الناس وهو ل يعلم ورب مغرور بستر ال عليه وهو ل يعلم" .ا.هـ على أن الحاد يث مشت ـهرة ف دخول مرتكب ـي الكبائر ف النار ،ول حا جة ه نا ليراد بعض ها إذ ل ينكر ها إل مكابر وتبقى مسألة خلود الوحدين أم عدمه وهو نـزاع آخر بـي موز للخروج مستدل ببعض الروايات وبـي منكر له وهو الصحيح مستدل بصريح اليات القرآنية وطائفة من الروايات. (تنبـيه) :هذا الوقف من الباضية إنا كان للتوفيق بـي دلئل الكتاب والسنة لورود اليات الناصة على لزوم التوبة وأن غي التائب ل يتقبل ال منـه إنا يتقبل ال من التقي (الائدة )27 :ومرتكب الكبـية ـ غي التائب ـ ليس متق ـ ورد فـ التوبـة نوـ قوله تعال :فخلف مـن بعدهـم خلف أضاعوا الصـلة واتبعوا الشهوات بل شـك ،أضـف إل هذا م ا فسوف يلقون غيا oإل من تاب وآمن وعمل صالا فأولئك يدخلون النة ول يظلمون شيئا (مري )60 :وقوله تعال: وإن لغفار لن تاب وآمن وعمل صالا ث اهتدى
(طه )82 :وقوله عز شأنـه ف وصف الؤمني :والذين ل يدعون 170
بـهجة النوار
للظالمين من حميم ول شفيع يطاع غافر . 18 : الفصـــل الرابــــع في خلـود أهـل الجنـــة والنـار في النـار دائمــــــا (()187ومن عصى ولم يتــــــب يخلـــد بـهـــذا نشهـد)
مع ال إل ا آ خر ول يقتلون الن فس ال ت حرم ال إل بال ق ول يزنون و من يف عل ذلك يلق أثا ما oيضا عف له العذاب يوم القيامة ويلد فيه مهانا oإل من تاب وآمن وعمل عمل صالا فأولئك يبدل ال سيئاتـهم حسنات وكان ال غفورا رحيما (الفرقان )70 :وقوله سبحانـه :فأما من تاب وآمن وعمل صالا فعسى أن يكون من الفلحي (القصص )67 : والشاهد ف هذه اليات أن مرتكب الكبـية ل يغفر له بل توبة وشفاعة النبـي له لجل الغفرة له فيكون هذا معارضا ليات الكتاب العزيز التقدمة فتكون هذه الدللة مانبة للصواب وتعي أن الشفاعة ل تكون إل لن سلفت منـه التوبة من ذنوبـه الت قارفها وفائدتـها التماس القبول من ال تعال .أما من يتفلسف بل حجة زاعما أن هذه اليات واردة ف حق الشركي مستشهدا بقوله :إل من آمن فهذا ينبغي أن يؤخذ ب ـيده أو عين ـه لينظر ويتبصر ف قوله :وع مل عمل صالا أم هل سيقال إن مرتكب الكبـية صاحب عمل صال!! وما عسى أن يقول ف قوله :ول يزنون وقوله: ول يقتلون النفس أم ستلغى دللة الكتاب لجئ أحاديث الجال فيها رحب لتأويلها والمع بـينـها وبـي مثل قوله تعال :ول يشفعون إل ل ن ارت ضى (النب ـياء )28 :فهذا كأن ـه يقول والعياذ بال :ل يارب من يق تل ويز ن سوف يشفع فيه النبـي وستغفر له وتدخله النة!!! .ث ما يثي الدهشة ف هؤلء رمي مالفيهم بأنـهم أهل أهواء و هذا من العجب فكيف يكون الوى ف هذا البدأ الذي انتـهجه الباضية لقطع علئق الفساد وردع من يتـهاون برمات ال أليس العاقل يقول إن الوى ف التماس اليل والخارج لكل زنديق ل يعرف من السلم إل الشهادتي ث عاش عمره ل يأت من أوامر ال شيئا مقارفا لكبائر الذنوب على اختلفها يصبح يعاقر المر ويبـيت ف أحضان العاهرات على أمل موهوم يتخيل أن يشفع له النبـي يوم القيامة .ويستشهد بأحاديث مهلهلة كحديث البطاقة!!!. لكن "الاهل من أتبع نفسه هواها وتن على ال المان" ولو كان الال كما يقول مالفو الباضية فارتكاب الكبائر ليس بذموم! وكيف يكون ذلك والنبـي سينصب نفسه للدفاع عنـه يوم القيامة؟!! ويكون واسطة له مع ربـه اللهم هذا بـهتان عظيم ،بل هذا مدخل لترويج العاصي دون أن يشعر القائل بـهذا البدأ ،وليتأمل النصف قوله تعال :وإذا جاءك الذ ين يؤمنون بآيات نا ف قل سلم علي كم ك تب رب كم على نف سه الرح ة أن ـه من ع مل من كم سؤا بهالة ث تاب من بعده وأصلح فأنـه غفور رحيم oوكذلك نف صل اليات ولت ستبـي سبـيل الجرمي (النعام )55 :وخلصة الكلم أن قوله » :شفاع ت ل هل الكبائر من أم ت« إن ث بت ي مل على الذ ين تابوا من كبائر هم ل على من مات م صرّا!! على مقارفة حرمات ال. )(236وقد قال بقريب من رأي الباضية ف هذه السألة الداعية الراحل ممد الغزال ف كتابـه "عقيدة السلم" وإليك بعض نصوصه المتعة: يقول ص (" :)228يل غط عوام ال سلمي بأحاد يث واردة ف شفا عة النب ـي لب عض الع صاة .وَتعَلّق أولئك بأحاد يث الشفاعة يُخيّل إليك أن قواني الزاء بطلت ،وأن نيان الحيم توشك أن تتحول بردا وسلما على عصاة الؤمني. 171
بـهجة النوار
افترقت المة ف أهل النة والنار على أربع فرق ،فذهبت فرقة إل أن من مات على طاعة الرحن فهو ملد ف دار الرضوان ،ومن مات على عصيان رب ـه مصرا على ذنب ـه ف هو ملد ف النار ،ل فرق ف ذلك ب ـي أ حد من الفجار كان من أ هل الشرك أو الف ساق( )237وهذه الفر قة هي الح قة و من قال بلف ها ف هو هالك ،فالراد بالع صيان ف قول النا ظم( :و من ع صى) إن ا هو اتيان الكب ـية وال صرار على الصغية لا سيأت أن الصغائر مغفورة عند اجتناب الكبائر. وذهبت فرقة ال ان أهل النة وأهل النار زائلون والداران فانيتان بعد دخول أهلهما فيهما ،وسيأت الرد على هذه الفرقة عند ذكر الناظم لا إن شاء ال .وذهبت فرقة ال تليد أهل النة ف النة وعدم تليد أ هل النار ف النار مشر كا كان أو مناف قا ـ و سيأت الرد على هذه الفر قة أي ضا ـ .وذه بت فر قة ال وكثيا ما يفرط هؤلء الهال ف الفروض ،ويقعون ف أوخم الذنوب ث يقولون :أمة ممد بي! .وهذا مسلك ساقط .وممد أول من يستنكره ويارب أصحابـه ،وينذرهم بأنـهم أصحاب الحيم .فأما أن الزاء حق ،وأنـه يتناول الذرة من الي والشر ،وأنـه يع مّ الناس فذلك صريح القرآن :فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ،ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره . والقول بأن قوان ي الزاء تو قف بالن سبة لتباع نب ـي ما سخف فارغ ،و قد كذّب القرآن الكر ي ف موا ضع ش ت مزا عم الولي والخرين لّا جحت بـهم أمانيهم إل هذا الوهم الباطل .".ويقول ص (" :)231والظاهر أن الشفاعة الت يرجوها النبـي الكري إنا تدرك صنفا من الناس تأرجحت موازين الق والباطل ف أعماله ،فهو بـي السقوط والنجاح. ونن ف حياتنا ننظر إل التلمذة الذين يقتربون من النـهاية الصغرى للنجاح نظرة رأفة ،ونيل إل منحهم درجة أو درجتي جبا لنقصهم .أما الذين يبتعدون عن الستوى الدن للنجاح مسافة بعيدة فإننا نكم بسقوطهم فورا. فلعل الشفاعة النسوبة للرسول الكري تنقذ أمثال هؤلء القاربـي للنجاة ،وبـهذا يتم المع بـي النصوص". ويقول ص (" :)233إن أتباع الدين يب أن يعرفوا أن الساب اللي ل يغفل الذرة من الي أو الشر ،وأن هذه الدقة تنفي كل ت صرف ينطوي على الفو ضى ،وك يل الزاء جزا فا .و قد ندد القرآن الكر ي باليهود؛ ل ا سرت ب ـينـهم هذه الراء الغريبة ،حت ظن عامتـهم أن النة حكر لم ولذرياتـهم ـ لمر ما ـ فأقبلوا على ملذات العيش الدن ينتـهبونـها ويقولون ـ ف يقي ـ سيغفر لنا!!.". ويقول ص (" : )234والؤسف أن هذا القطع بـي العمل والزاء رسب ف أوهام العامة ،فأساؤوا بـه إل أنفسهم وإل دين ـهم ،ث إن عوج سلوك الن سوبـي إل الد ين وقلة فقه هم ،و سوء ذوق هم ،مكّن لللاد ف الرض ،ور فع الث قة من الديان ومثليها جلة. والعجب للمسلمي يصابون بـهذه اللوثة وهم يقرأون قول ال :ليس بأمانيكم ول أمان أهل الكتاب من يعمل سوءا يز بـه ،ول يد له من دون ال وليّا ول نصيا [النساء .".]123 :ا.هـ. )(237والباضية قائلون بإنفاذ الوعيد وعدم تلفه وقد تقدم بعض هذا وابن حزم يقول ف كتابـه "الحكام" (م /2ج /5ص :)70 "فمن يفسق القائلي بإنفاذ الوعيد فليبدأ بتفسيق ابن عباس ،ومن فسّق ابن عباس فهو وال الفاسق حقا ،وابن عباس الب ابن الب ،الفاضل ابن الفاضل رضي ال عنـهما" .ا.هـ فتأمل. 172
بـهجة النوار
تليد أهل النة والشركي من أهل النار فيهما وزعموا أن أهل الكبائر غي الشركي يرجون من النار فيدخلون النة ،وال الرد على هذه الفرقة أشار بقوله: ما بـين ذي شرك (()188وكافــــــــر بنعمـــــة من فَّرقــا ومن قد فسقـــــا) لدى منــــازل (()189أعني لدى الخلـــــود والفرق نشا العــــــذاب وفشــا) أي كافر كفر نعمة ل كفر شرك من قال بأن الشركي ملدون ف النار وما عداهم من الفسقة وأهل الكبائر غي ملدين ف النار ،كما يُروى عن مالك بن أنس الصبحي( )238أن ـه قال" :من مات على كبـية فل يلو من أحد ثلثة أمور :إما أن يغفر ال له بعفوه ،أو يشفع فيه الرسول ،أو يعذب مقدار عمله ث يرج فيدخل النة" وف قول الشافعي" :أنـه يكتب على جباههم (هؤلء جهنميون) فيعيهم أ هل ال نة على ذلك ،في سألون ال زواله ،فيمحوه ال عن ـهم ويبدل م مكان ـه نورا يتلل فيود أ هل النـة أن لو عملوا كعملهـم"( .)239وهذا رأس الضلل وعيـ الحال بأن جعلوا العاصـي أشرف مـن الطائع وجعوا بــي الضداد وكتاب ال ناطـق بلف مـا زعموا قال تعال :أفمــن كان مؤمنــا كمــن كان فاســقا ل يســتوون الســجدة 18 :وقال تعال :أفنجعــل المسـلمين كالمجرميـن oمـا لكـم كيـف تحكمون القلم 35 :و 36وقال تعال: أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا
)(238المام أبو عبدال مالك بن أنس بن أبـي عامر بن عمرو بن الارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الارث وهو ذو أصبح الصبحي الميي الدن حليف بن تيم من قريش .وإليه تنتسب الالكية .ولد ونشأ ف الدينة سنة 93هـ ـ وهي السنة الت توف فيها الصحابـي الليل أنس بن مالك والمام جابر بن زيد الزدي ـ من تصانيفه" :الوطأ ـ ط" وهو أشهرها على الطلق وله رسالة ف "الوعظ ـ ط" ورسالة ف "القدر ـ ؟" كتبـها إل ابن وهب .ورسالة "الدآب" إل الرش يد قال عن ـها الذهب ـي" :قلت :هذه الر سالة موضو عة .وقال القا ضي الب ـهري :في ها أحاد يث لو سع مالك من يدث بـها لدبـه ".وله كتاب "السر ـ ؟" من رواية ابن القاسم عنـه ،ورسالة إل الليث ف اجاع أهل الدينة .وكانت وفاتـه ف الدينة سنة 179هـ"( .سي أعلم النبلء" للذهبـي 7/382ـ 437ـ "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر 10/5ـ 8ـ "العلم" للزركلي .)5/257 )(239يبدو أن هذا الكلم منتزع من ب عض الروايات الباطلة ال صنوعة والحاد يث الختر عة الوضو عة و قد مر ب ـي ش يء منـها أثناء تريي لحاديث الكتاب وما يشهد ببطلنـها قوله" :ث يعيهم!! أهل النة" .وهذه علة ف الت فضل عن ما ف أسانيد تلك الروايات من الضعفاء .فأهل النة مبؤن من هذا الوسخ (التعيي) فأن يثبت .أضف ال هذا قوله" :فيود أهل ال نة أن لو عملوا! كعمل هم!!" وهذا ع ي الضلل ك ما قال ال صنف وح سبك أن هذا القول م صادم لقوله تعال :أفنجعل السلمي كالجرمي ما لكم كيف تكمون .وال أعلم. 173
بـهجة النوار
الصالحات سواء محياهم ومماتـهم ساء ما يحكمون الاث ية 21 :ول درّ ابن النضر حيث قال: خروجـك من نـار مؤجّجة ُحطَم كذبت لقد َمّنتْكَ نفسُك ضلــة فيصبح من صلى وصام كمن غشم وسكناك مع أهل السعادة ف العلى كمن عبد الوثان والبت والصنم ومن أخلص التقوى ال ال راغبا فليس الذي أشقى اللهُ كمن عصم لك الويل فارجع عن ضللك تائبا وقول النا ظم( :أع ن لدى اللود ..ال) أي لفرق ب ـي الشرك والفا سق النا فق ف اللود بل كل منـهم ملد لقوله تبارك وتعال :بلى من كسب سيئة وأحاطت بـه خطيئتـه فأولئك أصـحاب النار هـم فيهـا خالدون البقرة 81 :ولقوله تعال :ومـن يعـص الله ورسـوله فإن له نار جهنـم خالديـن فيهـا أبدا النـ 23 :وإن ا الفرق ب ـي أهـل النار فـ منازل العذاب ،إذ ُكلٌ معذب بقدر عمله فللنار دركات بعضهـا أشـد عذابـا مـن بعـض وأكثر نكال من غيها حت رُوي» :أن من أقل الناس عذابا من يُنعل بنعلي من النار فيفور منـهما م ه من أعلى هامت ـه«( )240والدل يل على الفرق ب ـينـهم ف أنواع العذاب قوله عزّو جل :إن المنافقين في الدرك السفل من النار النساء 145 :وقوله» : :إن من أشد الناس عذابـا يوم القيامـة الصـورون«( )241فدلت اليـة والديـث معـا على أن أحدا دون هذيـن الفريقيـ فـ العذاب. وقـت على النــــــار (()190كذاك من قـــــال بأنـه يجـي بل تأجـج) هذا الب ـيت اشارة ال الرد على الفر قة القائلة بعدم تل يد أ هل النار في ها ،وذلك أن ـهم زعموا أن ـه يأ ت على النار و قت ت صفق أبواب ـها ول يس ب ـها أ حد فين بت في ها ش جر الرج ي ،وتشبثوا ف ذلك )(240جاء بلفظ» :إن أهون أ هل النار عذابا لر جل توضع ف أخص قدم يه جرة يغلي من ـها دما غه ـ وف روا ية :ينتعل بنعلي من نار يغلي دماغه من حرارة نعله ـ« وما يقاربـها من طريق النعمان بن بشي رواه البخاري ف "صحيحه" [ 6561و ]6562ومسلم [ ]312وأح د [ 18420و ]18443والطيالسي [ ]798وا بن أب ـي شي بة ف "مصنفه" [ ]34121وأبو نعيم ف "اللية" [ ]5935والاكم ف "الستدرك" [ 8730و 8731و 8732و .]8733ومن طريق ا بن عباس رواه م سلم [ ]212وأح د ف "م سنده" [ .]2694و من طر يق أب ـي سعيد الدري ع ند الا كم [ ]8734وابن أبـي شيبة []34123وغيهم. )(241جاء من طريق ابن مسعود رواه المام مسلم ف "صحيحه" [ ]2109وأحد ف "مسنده" [ ]4049والميدي ف "مسنده" [ ]117والبـيهقي ف "السنن الكبى" [ .]14567كما جاء من طريق ابن عمر رضي ال عنـهما رواه المام أحد ف "مسنده" [ ]4791والنسائي ف "الصغرى" [ ]5364وف "الكبى" [.]9795 174
بـهجة النوار
بديث يروى من طريق ابن عمرو بن العاص» :ليأتي على جهنم يوم تصفق فيه أبوابـها ،ليس فيها أحـد وذلك بعدمـا لبثوا فيهـا أحقابـا«( )242وبقوله تعال ــ فـ شأن ابليـس ــ :وان عليـك لعنتي الى يوم الدين ص 78 :قالوا فاللعنة مغياة بذلك اليوم فيفهم منـه أنـه ل لعن بعد ذلك اليوم ،وإذا ثبتت هذه الرحة لبليس فغي إبليس من سائر العصاة أول بـها وأحق..
)(242حديث موضوع ..رواه ابن عدي ف "الكامل" ( 5/221دار الف كر) من طر يق أنس باسناد تالف فيه العلء بن ز يد ويقال ا بن زيدل الثق في قال عن ـه البخاري" :العلء بن زيدل الثق في أ بو م مد ي عد ف الب صريي ،عن أ نس ،من كر الديث" ـ كما ف ترجتـه عند ابن عدي ف "كامله" ( )5/220ـ .وقال عنـه ابن الدين :كان يضع الديث .وقال أ بو حا ت والدارقط ن :متروك الد يث .وقال ا بن حبان :روى عن أ نس ن سخة موضو عة .ك ما ف "اليزان" للذهب ـي ( .)3/99 وروى ال طبان ف "الكب ـي" ( 8/247بر قم )7969عن أب ـي أما مة قال :قال ر سول ال " :ليأت ي على جه نم يوم كأن ـها زر عٌ هاج واحرّ ت فق أبواب ـها" و هو حد يث موضوع لوروده من طر يق الكذاب جع فر بن الزب ـي النفي وإليك ما قيل فيه منقول من "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر ( 2/82دار الكتب العلمية)" :قال ابن معي :شامي ل يكتب حديثه .وقال ـ ف رواية الدوري ـ عنـه :ليس بثقة .وف رواية ابن النيد :ليس بشئ .وقال أحد بن سعيد الدارمي عن يزيد بن هارون :كان جعفر بن الزبـي ،وعمران بن حدير ف مسجد واحد ـ مصلها ـ وكان الزحام على جع فر بن الزب ـي ،ول يس ع ند عمران أ حد ،وكان شع بة ي ر ب ـهما فيقول :يا عج با للناس؛ اجتمعوا على أكذب الناس، وتركوا أصدق الناس ...وقال غندر :رأيت شعبة راكبا على حار فقيل له :أين تريد يا أبا بسطام؟ .قال :اذهب فأستعدي على هذا ـ يعن جعفر بن الزبـي ـ وضع على رسول ال أربعمائة حديث كذبا ...وقال ابن عمار :ضعيف .وقال أحد :اضرب على حديث جعفر .وقال الوزجان :نبذوا حديثه .وقال أبوزرعة :ليس بشيء ،لست أحدث عنـه .وأمر أن يضرب على حدي ثه .وقال أ بو حا ت :كان ذا هب الد يث ل أرى أن أحدث عن ـه و هو متروك الد يث .وقال البخاري: ليـس بذاك .وقال فـ موضـع :متروك الديـث تركوه .وقال يعقوب بـن سـفيان :ضعيـف متروك مهجور .وقال النسـائي والدارقطن :متروك الديث .وقال النسائي ف موضع آخر :ليس بثقة". 175
بـهجة النوار
والجواب عن الديث أنـه آحادي ل يعارض القطعيات فلو صح ل يفد علما( )243فل ينبن عليه اعتقاد كيف وتأويله متمل؛ بأن يقال انـهم يرجون من النار ال واد هو أشد عذابا منـها يقال له الزمهرير يعذبون فيه بالبد ،يُروى :أنـهم اذا دخلو فيه استغاثوا منـه ال النار .وأما الية فل تفيد ما ذكروه وعلى تقديـر افادتــها لذلك فإناـ هـو مفهوم مالفـة( )244واختلف فـ حجيتــه فـ الظنيات فك يف يب ن عل يه اعتقاد بل وك يف يُعارض ب ـه القط عي الوارد ف قوله تعال :قال فالحـق )(243مذهب جهور المة أن الديث الحادي ليس حجة ف العقائد وإنا يستدل بـه ف الفروع الفقهية الت تنبن على الظن ك ما يقولون ،أ ما ف الوا نب العقائد ية فل ي تج ب ـه لن العقائد ثرة اليق ي ويلزم في ها الق طع بال كم ل التذبذب ف يه، ويكمن السر ف عدم الحتجاج بـه ف العقائد أن خب الواحد ظن وإن كان راويه ثقة عدل ضابطا إذ يتمل أن يطئ أو يسهو أو ينسى أو يتوهم وهذا ناشئ من تعذر العصمة لحد خل النبـياء والرسل صلوات ال وسلمه عليهم ،ول يلو من تلك الفات أ حد غي هم .وح سب الن صف أن كثيا من الثقات المناء أخطأوا وتوهوا خلف القي قة من ال صحابة فضل عن غي هم من ذلك حد يث» :إن ال يت ليعذب ببكاء أهله عل يه« الذي رواه ا بن ع مر ر ضي ال عن ـهما فقالت ال سيدة عائشة رضي ال عنـها ـ كما ف "صحيح مسلم" [ ]932/27ـ" :يغفر ال لبـي عبدالرحن ،أما إنـه ل يكذب، ولكنـه نسي أو أخطأ ،إنا م ّر رسول ال على يهودية يُبكى عليها فقال» :إنـهم ليبكون عليها ،وإنـها لتعذب ف قبها« ".بل إن ف بعض الروايات ما يفيد عدم الطمئنان إل خب الواحد فقد جاء عن أبـي هريرة قال » :صلى بنا صتْ؟ .فقال النبـي لصحابـه: النبـي الظهر ـ أو العصر ـ فسلّم ،فقال :ذو اليدين :الصلة يا رسول ال أْنقِ َ أ حق ما يقول؟ .قالوا :ن عم ... .الد يث« .ومن ـه يف هم أن النب ـي ل يك تف ب ب ذي اليد ين و هو أ حد ال صحابة ل يطعن فيه أحد ،هذا ف مسألة فقهية فرعية كما هو الظاهر فكيف بالسائل الصلية ،والديث رواه البخاري ف "صحيحه" برقـم [ ]1227ومسـلم [ ]573وغيهـم .قال أبوالعال الوينـ فـ "البهان" ( 1/231دار الكتـب العلميـة)[ :ذهبـت الشو ية من النابلة ،وكت بة الد يث إل أن خب الوا حد العدل يو جب العلم ،وهذا خزي ل ي فى مدر كه على ذي لب. فنقول لؤلء :أتوزون أن يز ّل العدل الذي وصـفتموه ويطـئ؟؟ .فإن قالوا :ل .كان ذلك بــهتا وهتكـا ،وخرقـا لجاب اليبة ،ول حاجة إل مزيد البـيان فيه .والقول القريب فيه أن قد زلّ من الرواة والثبات جع ل يعدون كثرة .ولو ل يكن الغلط متصورا لا رجع راوٍ عن روايتـه .والمر بلف ما تيلوه. فإذا تبـي إمكان الطأ فالقطع بالصدق مع ذلك مال .ث هذا ف العدل ف علم ال تعال ،ونن ل نقطع بعدالة واحد بل ـ عليـه باـ فيـه يوز أن يضمـر خلف مـا يظهـر ،ول متعلق لمـ إل ظنــهم أن خـب الواحـد يوجـب العمـل ،وقـد تكلمن ا مقنع].ا.هـ وهذا كلم ف غاية الوضوح ومن شاء الزيد حول هذه السألة فدونه كتاب (السيف الاد) للمحدث القنوبـي حفظه ال .- )(244مفهوم الخالفـة :هـو دللة الكلم على نفـي الكـم الثابـت للمذكور عـن السـكوت ،لنتفاء قيـد مـن قيود النطوق، ويسـمى دليـل الطاب؛ لن دليله مـن جنـس الطاب أو لن الطاب دل عليـه .وله أنواع كثية منــها :مفهوم الصـفة، ومفهوم الشرط ،ومفهوم الغاية ،ومفهوم العدد ،ومفهوم اللقب (السم) ،ومفهوم الصر. واختلف ف حجيت ـه ـ ف الفروع طب عا ـ على رأي ي الول للجمهور وقالوا بجيت ـه عدا مفهوم الل قب ،و هل هذه الجية أتت من اللغة أو من الشرع الصحيح أنـه حجة عندهم من حيث اللغة كما قال ابن السمعان ،وقال الفخر الرازي: 176
بـهجة النوار
والحق أقول oلملن جهنم منك وممن تبعك منـهم أجمعين
ص 84 :و
85والقطعي الوارد ف قوله تعال :بلى من كسب سيئة وأحاطت بـه خطيئتـه فأولئك أصـحاب النار هـم فيهـا خالدون البقرة 81 :ف أمثال ا من اليات العديدة ال ت نبذو ها وراء ظهور هم وا ستبدلوا عن ـها هوى أنف سهم فضلوا وأضلوا فحكم هم أن ـهم كفار نع مة لِـما تقدم من تأويلهم ،كذا قيل فيهم وعليه مشيت ف النظم ث ظهر ل بعد ذلك أنـهم مشركون ()245وأن ذلك التأويل ليس بستر لم عن الكفر ،فهم ف حكم الكذبـي لذه اليات كلها وال أعلم. فيهــا سعيــــــد (()191وهكذا من قـــــال كـل يدخـل وشقي مبطـل) زع مت الرجئة أن كل أ حد يد خل النار سعيدا كان أو شق يا وقالوا ُيَنجّ ى من ـها ال سعيد ويترك في ها الشقي ،وتعلقوا ف ذلك بقوله تعال :وإن منكم إل واردها كان على ربك حتما مقضيا oثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا مر ي 71 :و 72ول تعلق ل م ف هذه اليـة لن الطاب في ها للمتقدم ذكر هم َورَدَ على سبـيل اللتفات من الغيبـة ال الضور ،وذلك أن ـه قدّم ذ كر النكر ين للب عث فقال :ويقول النسـان أإذا مـا مـت لسوف أخرج حي َّا oأوَ ل يذكر النسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا oفوربـك لنحشرنــهم والشياطيـن ثـم لنحضرنــهم حول جهنـم جثيا oثم لننـزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا oثم لنحـن أعلم بالذيـن هـم أولى بــها صـليا مريـ 66 :إل 70فهذه اليات كل ها خطاب لنكري البعث وكذلك آية الورود ،فهي كما بـيناه من أنـها خطاب لم َورَد على سبـيل اللتفات ومثل هذا كثي ف القرآن منـها قوله تعال ـ ف خطابـه لبن اسرائيل ـ :وظللنا عليهم الغمام وأنـزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم العراف 160 :و من و جه آ خر أن الورود يت صرف فيد بع ن الدخول تارة كقوله تعال :فإنكـم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون النبـياء 98 :وبعن ن القصـص 23 :وقول المشارفـة للشيـء أخرى كقوله تعال :ولمـا وََرد َ َ ماءَ مدْي َـ َ زهي: ل يدل على النفي بسب اللغة ،لكنـه يدل عليه بسب العرف العام. وذهب النفية إل القول بعدم حجية العمل بفهوم الخالفة ف النصوص الشرعية ول يوز العمل بـه .بلف كلم الناس ومصطلحهم .راجع "أصول الفقه السلمي" د.وهبة الزحيلي ( 1/362و 367دار الفكر). )(245لعله يقصد هنا الباطنية. 177
بـهجة النوار
وضعن عصي الاضر التخيم
ولا وردنا الاء زرقا جامه وقول امـرئ القيس: ياذرن عمرا صاحب الفترات فأوردها ماء قليل أنيسـه فبطل حل الية على الوجه الول أن لو وافقناهم أن الطاب ف الية للمؤمني والكافرين جيعا من حيـث أنــه يلزمهـم القول بدخول النبـــياء النار مـع الؤمنيـ فيكون كتاب ال ناطقـا بتكذيب ـهم ف [قوله تعال :أولئك عنــها مبعدون oل يسمعون حسيسها ] ( )246النبــياء 101 :و 102وقوله تعال :يوم نحشــر المتقيــن الى الرحمــن وفدا o ونسوق المجرمين الى جهنم ِوْردَا مر ي 85 :و ، 86وقوله تعال :يوم ل يخزي الله النبـي والذين آمنوا معه التحر ي 8 :وذكر ف آية أخرى قوله :ربنا إنك من تدخـل النار فقـد أخزيتــه آل عمران 192 :فيلزم هم على مقالت ـهم هذه تنا قض هات ي اليت ي وكلها خب ل يأت النسخ على أحدها ،ولكنا ل نُسَلّم أن الطاب ف الية للمؤمني والكافرين بل ل نقول إل أن ـه متو جه للكافر ين فالورود عند نا هو الدخول نف سه على هذا التأو يل ،فإن ق يل :أ ما ف قوله تعال :ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا مري 72 :دليل على جي ل يس ف يه دل يل على دخول م النار لن التنج ية ما تعل قت ب ـه الرجئة .فالواب أن قوله نُن َـ ِّ تكون من الش يء الخوف التر قب وقو عه كقولك :ن يت زيدا من الق تل ،فإن زيدا ل يق تل ب عد وإن ا قارب ذلك المر الذي يترقب وقوعه ،وللمثبتي للورود لميع المة أقاويل نضرب صفحا عن ذكرها مافة التطويل ،وبالملة فحكمهم حكم من قبلهم من أنـهم كفار نعمة ل شرك مال يظهر منـهم رَ ّد لتن ـزيل فيح كم علي هم بالشرك ،هذا كله إذا قالوا إن الداخل ي ف النار هم الؤمنون والفا سقون جيعا(.)247 أو أهلهـا (()192ومن يقل دار الخلــود فانيـــــة فـفاســــــق علنيـة) هذا بـيان الرد على الفرقة القائلة بفناء النة والنار بعد دخول كل فيها وهم الهمية على ما وجدت ف الثر ،والرد عليهم ظاهر من الكتاب وشاهد العقل قال تبارك وتعال :وقالوا لن تمسنا النار إل أيامــا معدودة قــل أتخذتــم عنــد الله عهدا فلن يُخلف الله عهده أم تقولون على الله مــا ل تعلمون oبلى مــن كســب ســيئة وأحاطت بـه خطيئتـه فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون البقرة 80 :و )(246ساقطة من (ب). )(247فلو قالوا بدخول النبـياء خيف عليهم الوقوع ف كفر الشرك والعياذ بال. 178
بـهجة النوار
81وقال تعال :ومـن يعـص الله ورسـوله فإن له نار جهنـم خالديـن فيهـا أبدا الن 23 :وقال تعال ـ ف وصف أهل النة ـ :عطاء غير مجذوذ هود 108 :أي غي مقطوع ،ف أمثالا من اليات. وشاهد العقل يقضي أن الكري إذا أنعم بنعمة قد وعد بعدم انقطاعها انـه لو قطعها لكان غي كري، بل كان سفيها كذّابا من حيث أنـه يعد بالشيء فل ينجز وعده وهو قادر عليه ،ولو قيل إنـه غي قادر للزم عليه عجز الباري جل وعل وهو باطل ،وبالملة فهم متأولون فحكمهم حكم من قبلهم من الفرق من ح يث أن ـهم كفار نع مة ل شرك ما ل يظ هر من ـهم َردّ لتن ـزيل أو تكذ يب لر سول فيُحكم عليهم بالشرك كذا قيل وعليه جريت ف النظم والظاهر أن هؤلء مشركون لا ف مقالتـهم هذه من رد الدلة القطع ية من اليات القرآن ية ،و ما ت يل ل م من التأو يل هي خيالت ل تد فع عن ـهم هذا ال كم إذ ل ت كن هنالك شب ـهة يتم سكون ب ـها فيعطون ح كم التأول ي ،وليـس كل من آثر هواه على دليل هداه يعطى حكم المتأولين والله أعلم. والشـــــرك في الرد (()193هذا إذا ما كـان بالتأويــــــل على التنـزيل) الشارة كنايـة عـن الحكام التقدم ذكرهـا فـ أرباب القالت الزائغـة وأهـل الطرق الضالة ،أي فهذا حكم هم إذا كا نت مقالت ـهم ناشئة عن تأو يل للدلة الشرع ية فإن التأول إذا أخ طأ ف تأويله ب ا ل ي سعه ال طأ ف يه من الد ين يكون كافرا ك فر نع مة وفا سقا هال كا ول ي كم عل يه بالشرك ح ت يظ هر من ـه ردّ لتن ـزيل أو تكذ يب لر سول ،فإن ظ هر من ـه ش يء من ذلك ح كم عل يه بالشرك إجا عا، شرّكَهُ قوم ول يشرّكه آخرون واختلفوا ف التأول إذا استلزم مذهبـه رد الكتاب أو تكذيب الرسول فَ َ وال أعلم.
179
بـهجة النوار
البـــاب الخامـــس ـ مـن الركـن الثـاني ـ فــي القضـاء والقــــدر ولـــــم يجــــز (()194وبالقضـــــا نؤمن أيضا والقـــدر اغراقنــا فيه النظر) وما يب اليان بـه قضاء ال وقدره لن ـهما أصلن من أصول الدين وركنان من اليان ،قال لعبادة بن الصامت» :إنك لن تد ولن تبلغ حقيقة اليان حت تؤمن بالقدر خيه وشره أنـه من ال تعال .قال :يـا رسـول ال وكيـف ل أن أعلم خيـ القدر وشره؟ .قال :تعلم أن مـا أصـابك ل يكـن ليخطئك و ما أخطأك ل ي كن لي صيبك ،فإن مت على غ ي ذلك دخلت النار«( ،)248و سئل ر سول ال عن اليان فقال» :أن تؤ من بال وملئكت ـه وكتب ـه ولقائه واليوم ال خر وأن تؤ من بالقدر خيه وشره أنـه من ال تعال«(.)249 والفرق ب ـينـهما أن القضاء عبارة عن وجود الكونات ف اللوح إجال ،والقدر عبارة عن وجود ها ف الواد تف صيل قال تعال :وإن مـن شيـء إل عندنـا خزائنــه ومـا ننــزله إل بقدر معلوم ال جر 21 :وعليه قوله ـ وقد مر تت جدار مائل فأسرع الشي فقيل :يارسول ال أت فر من قضاء ال؟ فقال ـ» :أ فر من قضاء ال إل قدره«( )250هذا ف العرف الشر عي ،وأ ما ف الل غة فيت صرف كل من ـهما ال أو جه؛ فَي ِردُ القضاء بع ن الخلق و هو الراد ه نا ق بل الن قل كقوله حكم كقوله تعال :فقضاهن سبع سماوات في يومين فصلت ، 12 :وَيرِد بعن ال ُ تعال :إن ربـك يقضـي بــينـهم يوم القيامـة يو نس ، 93 :وَيرِد بع ن المـر كقوله )(248الديث رواه المام الربـيع الفراهيدي ف "مسنده" [ ]72من طريق عبادة بن الصامت . وجاء موقو فا من كلم عبادة رواه أبوداود ف " سننـه" بر قم [ ]4700والب ـيهقي ف "العتقاد" ص(/ 70الك تب العلمية) .وفيه ص( )78موقوف على أبـي بن كعب وذكر هناك أن زيد بن ثابت رفعه .والصحيح رفعه حيث ل يتأتى أن يكون من كلم الصحابة. )(249جاء من طريق أبـي هريرة رواه البخاري ف "صحيحه" [ ]50وابن خزية ف "صحيحه" [ ]2244وابن مندة ف "اليان" [ 15و .]158وجاء من طريق عمر بن الطاب رواه المام أحد [ ]185والنسائي ف "الكبى" []11721 وا بن حبان [ ]168والب ـيهقي ف "ش عب اليان" [ 124و 180و .]254وجاء من طر يق ابن ـه ر ضي ال عن ـهما رواه ابن مندة [ ]5والبـيهقي ف "العتقاد" ص(.)68 )(250ل أع ثر على هذه الروا ية ..والشهور أن القائل لذا ع مر بن الطاب ح ي أراد الرجوع من م سيه ال بلد الشام عندما علم بظهور الوباء فيها ،فقال له أبوعبـيدة :أفرارا من قدر ال يا عمر؟! .فقال عمر :لو غيك قالا يا أبا عبـيدة! نعم نفر من قدر ال إل قدر ال ..ال .ورواية ما حصل لعمر صحيحة ثابتة أخرجها المام الربـيع ف "مسنده" برقم [ .]641 180
بـهجة النوار
تعال :وقضــى ربــك أن ل تعبدوا إل إياه السـراء ، 23 :وَيرِد بعنـ الخــبر كقوله تعال :وقضينـا الى بنـي اسـرائيل فـي الكتاب السـراء ، 4 :وبع ن الفراغ من الشيء كقوله تعال :فإذا قضيت الصلة المعة 10 :وقول الشاعر: وخيب ث أغمدت السيوف قضينا من تـهامة كل ريب وبع ن الصـنع للش يء كقوله تعال :فاقـض مـا أنـت قاض طـه 72 :أي ا صنع ما أ نت صانع ،وقول الشاعر: داود أو صنع السوابغ ُتبّع وعليهما مسرودتان قضاها فتلك ستة معان وقد جعتـها بقول: صنْـعُ وإ ْخبَارٌ وإ ْفرَاغٌ و ُ َقضَا؛ َخ ْلقٌ َوحُكْمٌ ثُمّ َأمْـرٌ ق ويُمثّ ل له بقوله تعال :والذي قدر وأ ما القدر فيد على معان أي ضا من ـها أن ـه بع ن َ خل َـ َ فهدى العلى 3 :أي خلق الن سان فهدى الذ كر ال إتيان الن ثى وهذا الو جه هو الق صود ه نا ق بل النّ قل ،فالقضاء والقدر ف هذا الو ضع مترادفان ل غة ل عر فا ك ما تقدم ،ومن ـها التقديـر كقوله تعال :وأنـــــزلنا مــــن الســــماء ماء بقدر الؤمنون 18 :أي بتقديــر ،ومنـــها التصـويركقوله تعال :فقدرنـا فنعـم القادرون الرسـلت 23 :أي ال صورون ،ومنــها جود كقوله تعال :إل أمرأتـــه قدرنــا انـــها لمــن الغابريــن الجـر 60 :أي الو ُ وجدناها من الالكي وهذا التفسي إنا يصح ف سورة الجر خاصة لنـه من خطاب اللئكة ـ علي هم ال سلم ـ لل يل الرح ن ـ عل يه ال سلم ـ وأ ما ف سورة الن مل ف هو بع ن [القضاء لن ـه ()251
القضاء كال ية الشار الي ها وكقوله تعال :فالتقـى
خطاب من ال عزو جل ،ومن ـها] الماء على أمـر قـد قُدِر الق مر 12 :أي ق ضي ،ومن ـها التضييـق كقوله تعال :وأمـا مث ْـل كقوله تعال: إذا مـا ابتله فَقَدََر عليـه رزقـه الفجـر 16 :أي ضيّ قه ،ومن ـها ال ِ فسالت أودية بِقَدَرِهَا الرعد 17 :أي بِـ ِمثْلِهَا فتلك سبعة أوجه وقد جعتـها أيضا فقلت: حواها وهيَ :خ ْلقٌ ثَمّ يلو معان القَ ْدرِ سَبْعٌ هاك نظما ضيِيقٌ ،ومِـْثلُ َقضَاءٌ ،ث تَ ْ وَتقْدِيرٌَ ،وتَصْوِيرٌ ،وُجُـودٌ، وف القدر لغتان :فتح الدال وعليه بـيت الت ،وسكونـها وعليه البـيت الول من هذين البـيتي، وثَ ـمّ ـ بف تح الثاء وتشد يد ال يم ـ إشارة ال الكان البع يد وإن ا أ تى ب ـها مع كون ـه مشيا ال القريب لتعظيم القام وتليله على حد قوله تعال :ذلك الكتاب البقرة ، 2 :أي معن القدر الذي )(251ساقطة من (ب). 181
بـهجة النوار
هو اللق يلو ف هذا القام ك ما قدم نا ،فمع ن قول نا :إن ال قدّر الع صية .أي خلق ها ،وكذلك مع ن قولنا :إن ال قضى العصية والطاعة .أي خلقهما. وقول الناظم( :ل يز اغراقنا ..ال) الغراق ـ بكسر المزة ـ الستقصاء ف الشيء والحاطة بميع صفاتـه ،و(النظر) هنا الفكر وفيه اشارة ال قوله » :يقول ال تبارك وتعال :القدر سري ول ينبغي لحـد أن يطلع على سـري«( ،)252وقـد كان يقول» :إذا ذكـر القدر فأمسـكوا وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا«( )253وإنا كان ذلك مافة الوض ف القدر فيلحق الائض التّسَمّي بالقدري فيكون من القوم الذين قال فيهم رسول ال » :ل كل أ مة موس ،وموس هذه المة القدرية«( ،)254وقال » :الرجئة )(252ل أع ثر عل يه ب ـهذا الل فظ ..ويشب ـهه ما ف "الكا مل" ل بن عدي ( 7/191دار الف كر) " :عن عائ شة ر ضي ال عن ـها قالت :قال ر سول ال » :القدر سر ال من تكلم ب ـه ي سأله عن ـه يوم القيا مة ،و من ل يتكلم ب ـه ل ي سأله عن ـه« .و هو حد يث ضعيف لوروده من طر يق يي بن أب ـي أنيسة وقد ضعفه طائ فة .قال الذهب ـي ف "الكا شف" ( " :)3/220تالف" .وقال ابن حجر ف "التقريب" (" :)2/343ضعيف" .وانظر تفاصيل أحواله ف "الكامل" لبن عدي ( 7/186ـ .)187و"تـهذيب التـهذيب" لبن حجر ( 11/162ـ .)163 )(253جاء بـهذا اللفظ من طريق ابن مسعود .)7/25 oوجاء بتقدي لفظة "النجوم" على لفظة "القدر" عند الطبان ف "الكبـي" [ 2/96برقم ]1427عن ثوبان وعنـها يقول اليثمي ف "ممع الزوائد" ( 7/411دار الفكر)" :رواه الطبان وفيه يزيد بن ربـيعة وهو ضعيف" .وف "الكبـي" أي ضا [ 10/198بر قم ]10448عن ا بن م سعود وعن ـه يقول اليث مي ف "مم عه" (" :)7/412رواه ال طبان وف يه م سهر بن عبداللك وثّ قه ا بن حبان وغيه وف يه خلف وبق ية رجاله رجال ال صحيح" .ا.ه ـ .ورواه أ بو نع يم ف "حل ية الولياء" [ 4953دار الكتب العلمية] عن ابن مسعود . oوجاء بدون قوله» :وإذا ذكرت النجوم «..رواه الارث بن أبـي أسامة ف "مسنده" [/ 741بغية الباحث] عن ابن مسعود وابن عدي ف "كامله" ( )6/162عن ابن عمر رضي ال عنـهما. رواه الرائطي ف "مساوئ الخلق" [ ]782وابن عدي ف "كامله" (
)(254جاء بـهذه الصيغة من طريق أبـي هريرة 2/137و .)2/316 وجاء بلفظ» :لكل أمة موس والقدرية موس هذه المة« من طريق ابن عمر عند الجري ف "شريعتـه" [.]356 oوجاء بلفظ» :لكل أمة موس وموس أمت الذين يقولون ل قدر إن ماتوا ل تشهدوهم« من طريق ابن عمر رواه أحد [ ]5586وأبوداود [ ]4692وابن أبـي عاصم ف "سنتـه" [ ]339وعنده برقم [ ]329عن حذيفة وبرقم [ ]342عن أبـي هريرة . oوجاء بلفظ» :إن موس هذه المة الكذبون بأقدار ال« من طريق جابر بن عبدال رواه ابن ماجة ف "سننـه" [ ]92وابـن أبــي عاصـم [ ]328والجري فـ "شريعتــه" [ .]358وانظـر "أجوبـة الافـظ ابـن حجـر على أحاديـث الصابـيح" ف آخر الزء الثالث من "مشكاة الصابـيح" للتبيزي ص(.)1779 رواه الجري ف "الشريعة" [ 359و ]360وابن عدي ف "الكامل" (
182
بـهجة النوار
يهود هذه المة ،والقدرية موسها«( ،)255وقال » :لعنت القدرية على لسان سبعي نبـيا قبلي«(،)256 قال ف "شفاء الائم"([ :)257وأول من تكلم ف القدر ف أيام ال صحابة غيلن الدمش قي( ،)258ومع بد الهن( ،)259ويونس السواري( ،)260وبعدهم أبو حذيفة واصل بن عطاء( )261انتصب لذهب القدرية، وهو قد تتلمذ للحسن البصري ومكث ف مالستـه عشرين سنة وهو القرر لقواعد القول بقدرة العبد وخل قه الف عل وقال" :إن الباري عادل حك يم ل يوز أن يضاف إل يه ش ي ول ظلم ،ول يوز عل يه أن )(255جاء الشطر الول من هذه الرواية ف "مسند" المام الربـيع [ ]944من قول المام جابر .والشطر الثان فيه برقم [ ]798بل سند. وأخرجه أبوداود ف "سننـه" [ ]4691عن ابن عمر رضي ال عنـهما بلفظ» :القدرية موس هذه المة« .وجاء عند الطبان ف "الوسط" عن أنس بن مالك قال :قال رسول ال » :القدرية والرجئة موس هذه المة «..وعن هذه الرواية يقول اليث مي ف "م مع الزوائد" (" :)7/421رواه ال طبان ف "الو سط" ورجاله رجال ال صحيح غ ي هارون بن مو سى الفروي وهو ثقة" .ا.هـ. )(256ل أجده بـهذا اللفظ وله شواهد ل تلو من مقال فقد روى الطبان ف "الكبـي" [ 20/117برقم ]232عن معاذ بن جبل قال :قال رسول ال » :ما بعث ال نبـيا قط إل وف أمتـه قدرية ومرجئة يشوشون عليه أمر أمتـه ،أل وان ال لعن القدرية والرجئة على لسان سبعي نبـيا« قال اليثمي ف "ممعه" (" :)7/416رواه الطبان وفيه بقية بن الوليد وهو ليّن ويزيد بن حصي ل أعرفه" .ا.هـ كما رواه ابن أبـي عاصم ف "سنتـه" برقم [ ]325وفيه نفس العلل .ورواه أيضا الجري ف "شريعتـه" برقم [ ]286وف سنده ضعف. وروى المام أبو حنيفة ف "مسنده" ص( /365الكتب العلمية)" :عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبـيه قال :قال ر سول ال » :ل عن ال القدر ية و ما نب ـي ول ر سول إل لعن ـهم «..وهذا ال سند الذي ساقه أ بو حني فة ج يد رجاله ثقات وهو متصل .على أنـه يكن القول بأن الراد هنا بالقدرية من يكذب بأقدار ال وهذا ل يكن حصره ف أمتـه دون من سبقه من النبـياء .وال أعلم. )(257هو للعلمة أبو الفضل أبو القاسم بن ابراهيم البادي ـ وقد تقدمت ترجتـه ف التعليق على البـيت رقم ( )76ـ وكتاب ـه هذا شرح لكتاب "الدعائم" ل بن الن ضر العما ن ،وعنوان ـه "شفاء الائم على ب عض الدعائم" والظا هر أن ـه ل يشرح كل "الدعائم" وكتابـه هذا ل يزال مطوطا ل ينشر بعد. )(258أبو مروان غيلن بن مروان بن مسلم القبطي الدمشقي مول لل عثمان بن عفان ،أحد القائلي بالقدر ،معتزل الذهب قال الياط ف كتاب "النت صار والرد على ا بن الراوندي" ص(" :)190وأ ما غيلن فكان يعت قد ال صول الم سة ال ت من اجتمعت فيه فهو معتزل وهذه رسائلة قد طبقت الرض ." ..وهو من القائلي بأن المامة تصلح ف غي القرشي وكل من كان قائما بالكتاب والسنة فهو مستحق لا .ومناظرتـه مع عمر بن عبد العزيز الت أعلن فيها توبتـه تراها ف "الشريعة" للجري بر قم [ ]473و"التنب ـيه والرد" لب ـي ال سي الل طي ص( /168الزهر ية للتراث) و هي ال ت ترا جع في ها عن معتقده ف القدر .صلبـه هشام بن عبد اللك بالشام وإنا فعل ذلك ل لعقيدتـه كما يتوهم من ل علم عنده بل سبب قتله هو أن غيلن لا كتب إل عمر بن عبد العزيز كتابا قال فيه" :أبصرت يا عمر" .فدعا عمرٌ غيلن وقال" :اعِنّي على ما أنا فيه" .فقال غيلن :ولن بـيع الزائن ورد الظال .فوله فكان يبـيعها وينادي عليها ويقول :تعالوا إل متاع الونة! ،تعالوا 183
بـهجة النوار
يريد من العباد خلف ما يأمرهم بـه ،ول يوز عليه أن يلق للعباد شيئا ث يازيهم عليه ،والعبد هو الفاعل للخي والشر والطاعة والعصية ،وال سبحانـه ماز له بفعله" وقال" :ليس من الكمة أن يكون ال سبحانـه يلق الكفر للكافرين بـه وهو مبغض للكفر معاد للكافرين فيكون ف ذلك كمن أعان على ش تم نف سه" .وقال ج يع ال مة قويّ ها وضعيف ها و صغيها وكب ـيها :القدر خيه وشره من ال تعال وهو الالق للخي والشر والقاضي والريد وا ُلقَدّر والُكَوّن له ف أوقاتـه الت يكون فيها ،وهو إل متاع الظلمة! ،تعالوا إل َخلَف الرسول ف أمتـه بغي سنتـه! وسيتـه! ... .فمر بـه هشام بن عبد اللك فقال :أرى هذا يعني ن وي صيب أبائي وال إن ظفرت ب ـه لقط عن يد يه ورجل يه .فل ما ول هشام خرج غيلن و صاحبـه صال إل أرمينية فأرسل هشام ف طلبـهما فجئ بـهما وقطع أيديهما! وأرجلهما! .طالع "طبقات العتزلة" لبن الرتضى ص(-25 .)27والغريب أن ابن حبان روى ف كتابـه "الجروحي" ( ..." :)2/200ابراهيم بن أبـي جبلة قال :كنت عند عبادة بن ن سي فأتاه آت أن هشا ما ق طع يدي غيلن ورجل يه .فقال :أ صاب وال ف يه القضاء وال سنة ،ولكت ب إل أم ي الؤمن ي ولحسنن له رأيه" .ا.هـ والق أنـه أخطأ القضاء والسنة ولكنـه التملق للملوك الذي ابتلي بـه كثي من الناس وإل فإن التمث يل! بالو تى مرم شر عا ،وإن كان الق طع ق بل ال صلب فلم يعرف ف الشرع له و جه إل حد الرا بة!! ول يس هذا مله، فيكون فعله مالف لل سنة ل موا فق ل ا .و قد و ضع ب عض الفاك ي ف حق هذا الر جل حدي ثا ذ كر ف "الفوائد الجمو عة" للشوكان ص(" :)419سيكون ف أمت رجل يقال له وهب يهب ال له الكمة ،ورجل يقال له غيلن هو أضر على أمت من ابليس .قال الشوكان :رواه أبو يعلى عن عبادة بن الصامت مرفوعا ،وهو موضوع .وقال ابن حبان :ل أصل له" .ا.هـ وذكر الندي أن له رسائل مموعة ف نو مائة ورقة .وكان قتله بعد سنة 105هـ"( .الجروحي" لبن حبان 2/200ـ "الفرق بــي الفرق" للبغدادي 206و 207ــ "لسـان اليزان" لبـن حجـر 4/424ــ "النتصـار والرد على ابـن الراوندي" للخياط ص 189و 190مع كلم مققه ـ "التبصي" للسفراين ص 13مع تعليق الكوثري عليه ـ "العلم" للزركلي .)5/124 ث عن )(259هو معبد بن عبدال بن عكيم الهن نـزيل البصرة .اتـهم بأنـه أول من تكلم بالقدر ف زمان الصحابة ،حدّ َ عمران بن حصي ومعاوية وابن عباس وابن عمر وحران بن أبان وطائفة .وروى عنـه معاوية بن قرة وزيد بن رفيع وقتادة ومالك بن دينار وعوف العرابـي وسعد بن ابراهيم وآخرون ،وقد وثقه يي بن معي ،وقال أبو حات :صدوق ف الديث. وقال الوزجان :كان قوم يتكلمون ف القدر احتمل الناس حديثهم لا عرفوا من اجتـهادهم ف الدين والصدق والمانة ول يتو هم علي هم الكذب وإن بلو ب سوء رأي هم من ـهم مع بد اله ن وقتادة ومع بد رأ سهم .وقال العجلي :تاب عي ث قة كان ل يتـهم بالكذب .وقال مالك بن دينار :لقيت معبدا بكة بعد فتنة ابن الشعث وهو جريح قد قاتل الجاج ف الواطن كلها. وروى ضمرة عـن صـدقة بـن يزيـد قال :كان الجاج يعذب معبدا الهنـ بأصـناف العذاب ول يزع ثـ قتله .وقيـل إن عبداللك بن مروان صلبـه بدمشق على القول بالقدر ث قتله وكان ذلك ف سنة 80هـ. والظا هر أن هذا ل يس ب صحيح فملوك ب ن أم ية يهم هم اللك بالدر جة الول يقول الكوثري ف مقدمت ـه لكتاب "تب ـيي كذب الفتري" ل بن ع ساكر ص (" :)10ول ي كن ب نو أم ية كالراشد ين ف ال سهر على معت قد ال سلمي إل في ما ي س بسياستـهم" .ومعبد هذا قد قاتل الجاج كما تقدم فيكون قتله لسبب سياسي ،وقد يقال إنـه قتل بسبب القول بالقدر لكي يشفع قتله ببر ينطلي على العوام مع أن القتل بسبب معتقد ل بد له من شروط قاسية ول بد من استتابة الرجل وما إل 184
بـهجة النوار
مع هذا كله ف عل الع بد والعبد فاعله وهو له مريد متار ،قاصد اليه متحرك أو ساكن ب ـه غ ي مبور عليه ول مضطر اليه إل ما كان من الهم بن صفوان( )262وأصحابـه فقد نقض الجاع وقال" :القدر خيه وشره مـن ال ،ل مـا على مـا قاله الولون بـل على جهـة البـ والكراه والضطرار للعباد ال أعمال م ،ول قدرة للع بد ف ش يء من ذلك ول ق صد ول اختيار ول إرادة" قالوا" :وماذا للع بد من صرّف بقتضى العلم والرادة والشيئة؟" قالوا" :قد وجدنا ال الفعال وهو متصرف ف قبضة القهر ومُ َ ذلك ل أن يؤتى بشخص فيحز رأسه ث يقال قتل لكذا ..وال أعلم بال الرجل. (" سي النبلء" 5/192ـ "ميزان العتدال" للذهب ـي 4/141ـ "ت ـهذيب الت ـهذيب" ل بن ح جر 10/204ـ "العلم" للزركلي .)7/264 )(260ذكره الافظ ابن حجر العسقلن ف "لسان اليزان" ( 6/335الندية) فقال: "يونس السواري أول من تكلم بالقدر ،وكان بالبصرة فأخذ عنـه معبد الهن .ذكره الكعبـي ف "طبقات العتزلة" وذكر أنـه كان يلقب سيبويه ".ا.هـ والشهور ف كتب الفرق أن اسه :علي السواري كما هو واضح من تردد ذكره ف كتاب "النتصار والرد على ابن الراوندي" للخياط العتزل و"مقالت السلميي" لبـي السن الشعري و"الفصل ف اللل والهواء والنحل" لبن حزم الندلسي ـ ويبعد أن يكونا شخصي ـ وعلي السواري هذا معدود ف الطبقة السابعة من طبقات العتزلة الت ذكرها ابن الرتضى ف "النية والمل" وذكر معه ف هذه الطبقة الاحظ وثامة بن أشرس وأحد بن أبـي داود ويوسف بن عبدال بن اسحاق الشحام [طالع "مذاهب السلميي" د .عبدالرحن بدوي ( 1/41ـ .])42 )(261أبو حذيفة واصل بن عطاء البصري الغزال من موال بن ضبة أو بن مزوم ،رأس العتزلة ومن أئمة البلغاء والتكلمي ولد بالدينة سنة 80هـ وكان يلثغ بالراء غينا إذا تكلم ولكنـه لقتداره على اللغة وتوسعه فيها يتجنب الوقوع ف لفظة فيها راء حت قيل فيه: شعَـرِ وخـالف الراء حت احتـال لل ّ ويعـل الـبُـر قمـحا ف تصـرفه فعـاذ بالغيـث اشفـاقا من الطـر ولـم يطـق مطرا والقول يعـجلـه وكان مع تلك الثغة فصيحا لَ سِنَـا مقتدرا على الكلم حت أنـه يطب الطبة فل يورد فيها الراء أبدا .واشتـهر بلقب الغزّال ول يكن غزال بل سي بذلك للزمتـه سوق الغزل ،وكان طويل العنق حت قال عنـه عمرو بن عبـيد :إن من هذه عنقه ل خي عنده ،فلما برع واصل وظهر فضله قال عمرو :ربا أخطأت الفراسة .جالس أبا هاشم عبدال بن ممد بن النفية ث لزم ملس السن البصري ،وكان لكثرة صمتـه يظن بـه الرس ،وقد تقدم عند التعريف بالعتزلة بـيان خطأ من قال :إن ال سن طرده وقال :اعتزل نا وا صل .وأن ال صواب أن ت سميتـهم بالعتزلة ح صلت ب عد ذلك أو أن ـهم لقبوا أنفسم فلياجع الكلم على البـيت رقم (.)79 هذا وقد اعتن واصل بنشر مذهبـه ف الفاق فبعث من أصحابـه عبدال بن الارث إل الغرب وحفص بن سال إل خرا سان والقا سم إل الي من وأيوب إل الزيرة وال سن بن ذكوان إل الكو فة وعثمان الطو يل إل أرمين ية .وكان م ن با يع لحمد بن عبدال بن السن ف قيامه على أهل الور .من مؤلفاتـه :كتاب "النـزلة بـي النـزلتي ـ ؟" وكتاب "الفتيا ـ ؟" وكتاب "التوحيد ـ ؟" و "معان القرآن ـ ؟" و"التوبة ـ ؟" و"أصناف الرجئة ـ ؟" و"طبقات أهل العلم والهل ـ ؟" .ومات سنة 131هـ. 185
بـهجة النوار
سـبحانـه يقول :يضــل مــن يشاء ويهدي مــن يشاء النحــل 93 :وقال :مــن يضلل الله فل هادي له العراف 186 :فمـن شاء ال خلق له اليـ ومـن شاء خلق له الشـر". فهذه مقالت ـهم( ].انت ـهى) فتل خص من كل مه أن ال مة ف القدر على ثلث فرق؛ فر قة تعل قت بالمــر َف َزلّوا وهـم الذيـن قالوا إن ال ل يلق أفعال العباد وإناـ كان ذلك مـن خلق أنفسـهم فقدرت ـهم صالة لياد فعل هم ،وفر قة تعل قت بالمشيئة فضلوا ول يعلوا للمكلف اختيارا ف فعله بل قالوا ذلك على طريق الب ،فضلل أولئك من حيث نفي القدر وضلل هؤلء من حيث الغلو ف اثباتـه فهما ضالتان وقد تعلق كل منـهما بآيات من القرآن ـ نذكر كل شيء ف مله إن شاء ال تعال ــ .وفرقـة جمعــت بـــين المــر والمشيئة وقالوا أفعال العباد خلق مـن ال واكتساب من العبد فهدوا ال صراط مستقيم ،وعن عكرمة( )263عن ابن عباس ـ رضي ال عنـه ـ ("الفهر ست" لب ـي الفرج الند ي ص 283ـ 284ـ "ميزان العتدال" للذهب ـي 4/329ـ " سي النبلء" للذهبـي 6/242ـ "لسان اليزان" لبن حجر 6/214ـ "العلم" للزركلي .)8/108 (تنبـيه) :أطلت ف ترجة هؤلء النفر لكثرة شتمهم من قبل مالفيهم بق وبباطل والق أن ما زور عنـهم كثي ،ونن وإن كنا ل نتولهم إل أن نقل الكذوب على اللق ليس من شيمنا ،وال تعال أعلم. )(262ترجتـه تأت عند البـيت رقم (.)204 )(263التاب عي الشه ي أ بو ع بد ال عكر مة بن عبدال الببري الد ن مول ا بن عباس تسكن الشمال الفريقي قبل السلم ـ فهو من طبقة التابعي. كان لصي بن أبـي الر العنبي فوهبـه لبن عباس .روى عن موله ابن عباس وعائشة وأبـي هريرة وعبدال بن عمر وابن عمرو وعقبة بن عامر رضي ال عنـهم وغيهم وروى عنـه ابراهيم النخعي والشعبـي وأبو الشعثاء جابر بن زيد وقتادة وأيوب السختيان وخلق كثي .وهو من أخرج البخاري ومسلم حديثه ،وكان يفت ف عهد ابن عباس ..لكن تكلم فيه بعضهم فاتـهم برأي الوارج الصفرية ففي "سي النبلء" للذهبـي (" :)5/517وقال أبو طالب عن أحد بن حنبل قال خالد الذاء :كل ما قال ممد بن سيين :نبئت عن ا بن عباس .فإن ا رواه عن عكرمة .ق يل :ما شأن ـه؟ .قال :كان يرى رأي الوارج رأي الصفرية ول يدع موضعا إل خرج إليه خراسان والشام واليمن ومصر وافريقية .قال أحد :وإنا أخذ أهل أفريقية رأي الصفرية من عكرمة لا قدم عليهم" .ا.هـ وقد وثقه طائفة لبأس بـهم؛ قال عثمان بن سعيد الدارمي :قلت لبن معي :فعكرمة أحب إليك ف ابن عباس أو عبـيدال؟ .قال :كلها .ول يتر ،قلت :فعكرمة أو سعيد بن جبـي؟. فقال :ثقة وثقة .وف "سي النبلء" للذهبـي .." :عن عثمان قال :كنت جالسا مع أبـي أمامة بن سهل إذ جاء عكرمة، فقال :يا أبا أمامة أذكرك ال؛ هل سعت ابن عباس يقول :ما حدثكم عن عكرمة فصدقوه فإنـه ل يكذب علي؟ .فقال أبو أما مة :ن عم" .وروى سعيد عن قتادة قال :كان أعلم التابع ي أرب عة :كان عطاء أعلم هم بالنا سك ،وكان سعيد بن جب ـي أعلمهم بالتفسي ،وكان عكرمة أعلمهم بسية النبـي ،وكان السن أعلمهم باللل والرام .وعن أيوب ـ وقد سئل عن عكر مة فقال :ـ لو ل ي كن عندي ثقة ل أك تب عن ـه .وقال حاد بن ز يد :ق يل ليوب :أكن تم تت ـهمون عكر مة؟. قال :أ ما أ نا فلم أ كن أت ـهمه .وكان أ بو الشعثاء يقول :هذا عكر مة مول ا بن عباس هذا أعلم الناس .و قد أو ضح حاله ف الديث ابن عدي ف "الكامل" ( 271 /5ـ )272فقال" :وعكرمة مول ابن عباس ل أخَرّج ها هنا من حديثه شيئا لن أ صله من الببر ـ و هي القبائل ال ت
186
بـهجة النوار
سئل عن القدر فقال" :الناس فيه على ثلث منازل؛ من قال إن ف المر الشيئة ال العباد وان العمال مفو ضة إلي هم ول قَدَر ..ف قد ضاد ال ف أمره ،و من أضاف ال ال شيئا م ا ين ـزه عن ـه ف قد افترى عظيما على ال عزوجل ،ورجل قال إن رُ ِح ْمتُ فبفضل ال ..فذلك الذي سلم له دينـه ودنياه". أفعــــالنا بُعْـداً (()195ومن يقـــــــل إلهنــا لــم يخلـــق لـــــه من أحمــق) سبحانـه الرب (()196لقـــــــوله لكـل شـــيء خالــق المليك الرازق) تعـدد اللـــــه (()197لـو كــــان خالقا ســـواه لزمــا مـــا) قطعـــــــا ُ حت ِّ َ فســـاد هـذا العـالَم (()198ولــــو تعـــدد اللــــه لظهـــر الذي بـهـر) بـه الثـــــواب (()199لكـــــن لنا في فعلنـــــا اكتسـاب وبـه العقــاب) ن ث َ َّ إل النبـــوات م قد نيل بـه أعلى الرتب (َ ()200 م ْ فليـــــس تكتسـب) هذا بـيان الرد على الفرقة الول من القدرية وهم القائلون أن ال ل يلق أفعال العباد وإنا ذلك خلق أنفسهم قالوا :إن ال أكرم من أن يلق خلقا فيعذبنا عليه .وتعلقوا ف جواز أن يكونوا خالقي لفعالم و ف وقوع ذلك بآيات من القرآن من ـها قوله عزو جل :وإذ تخلق مـن الطيـن كهيئة الطير الائدة . 110 :قلنا اسناد اللق ال عيسى ـ عليه السلم ـ ف الية ماز ل حقيقة لنـه من الثقات إذا رووا عنـه فهو مستقيم الديث إل أن يروي عنـه ضعيف فيكون قد أُت من قِبل الضعيف ل من قِبَله ول يتنع الئمة من الرواية عنـه ،وأصحاب الصحاح أدخلوا أحاديثه إذا روى عنـه ثقة ف صحاحهم وهو أشهر من أن يتاج أن أجرح حديثا من حديثه وهو لبأس بـه" .ا.هـ وال أعلم باله ،مات سنة 105هـ"( .الكامل" لبن عدي 5/271ـ 272ـ " سي النبلء" 5/504ـ /521دار الف كر ـ "ميزان العتدال" 3/93ـ 97ـ "تذكرة الفاظ" للذهب ـي 1/95ـ "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر 7/228ـ 234ـ "العلم" للزركلي .)4/244 (تنب ـيه) :أورد ال صنف ال سالي هذا ال ب عن عكر مة عن ا بن عباس ف كتاب ـه "مشارق أنوار العقول" ( 2/172دار اليل) وقام مققه د .عبد الرحن عمية بالترجة لعكرمة هذا على أنـه عكرمة بن أبـي جهل!! .وهذا خطأ فاحش! لن عكر مة بن أب ـي ج هل ال صحابـي ا ستشهد عام 13ه ـ يوم مرج ال صفر ،وق يل عام 15ه ـ يوم اليموك .ك ما ف "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر ( )7/223وابن عباس من صغار الصحابة سنا فتكون رواية عكرمة عنـه من قبـيل رواية الكابر عن الصاغر أن لو صحت فكيف وهي هنا متعذرة .وكم للدكتور الذكور من أخطاء ف تعليقه على الشارق على هذا الطراز .وقد طبع كتاب الشارق طبعة أخرى بتحقيق عبد النعم العان ط /دار الكمة .ورأيتـه يشف من أخطاء د .عبد الرحن عمية فيأخذ الغث ويترك الثمي ،ومن تلك الخطاء هذه الترجة!! وال الستعان. 187
بـهجة النوار
اسناد الفعل ال سببـه ل ال موجده ،فعيسى ـ عليه السلم ـ سبب لياد تلك اليئة ل موجد لا على القيقة وإنا الوجد لا هو ال تعال. ومنــها قوله تعال :وتخلقون افكــا العنكبوت ، 17 :قلنـا :معنـ تلقون تفترون؛ أي وتفترون كذبا .ومن ـها قوله تعال :ويجعلون لله مـا يكرهون الن حل ، 62 :قلنا :مع ن العل ه نا الوصف ل اللق؛ أي ويصفون ال ب ا يكرهون من وجود البنات لم ـ والية رد على الشرك ي ف زعمهـم أن اللئكـة بنات ال ــ .ومنــها قوله تعال :مـا جعـل الله مـن بحيرة ول سـائبة الائدة 103 :أي ومـن العلوم أن العرب قـد جعلوا البحية والسـائبة فنفـى ربنـا أن يكون هذا العل من فعله فصح أنـه من فعلهم .قلنا :نفى ربنا عزوجل جعل التبحي وما بعده دينا ـ أي ل شرّع للعرب ذلك ـ وإن ا ابتدعوه من تلقاء أنف سهم ل لن ـهم الالقون ل صفة التبح ي( )264فالن في يُ َ هو شرعية معتقدهم ف البحية وما بعدها ليس إل .ومنـها قوله تعال ـ ف قصة يعقوب عليه السلم ــ :بـل سـولت لكـم أنفسـكم أمرا يوسـف ، 18 :وقوله تعال :فطوعـت له نفسه قتل أخيه الائدة ، 30 :قلنا :أما تسويل النفس وتطويعها فالراد بـه ترغيبـها ف ذلك الفعل وتزيينـه لفاعله ل أنـها هي الت أوجدت فعل ذلك ،فسقط تعلقهم بـهذه اليات والمد ل. وما استدلوا بـه من العقليات أنـهم قالوا" :ل تلو أفعال العباد من أحد ثلثة أمور :إما أن تنسب إليه تعال وحده ،أو تنسب إليه وإل العبد معا ،أو تنسب ال العبد فقط ،فبطل الول لستلزامه البـ الت ب ـيان بطلن ـه في ما سيأت قري با إن شاء ال ـ ،وبطل الثا ن ل ستلزامه مشار كة ال ف أفعاله وهو تعال منـزه عن ذلك ،فببطلن هذين الوجهي ثبت الثالث" .قلنا :ل نسلّم إستلزام مشاركة ال ف أفعاله على ثبوت الوجه الثان لن لفعل العبد جهتي :جهة ايجاد وهي الهة الت يرج بـها فعل العبد من العدم ال الوجود وبـهذه الهة تتعلق قدرة الباري تعال ،وجهة اكتساب وهي اضافة ذلك الفعل ال الع بد مع اختيار العبد لذلك وبـهذه الهة تتعلق قدرة العبد فالله تعالى إنمـا يخلق الفعـل للعبـد حال اختيار العبـد له وتوج يه القدرة ال يه لكت سابـه، فالعبد مكتسب وال تعال مُوجد وإذا اختلفت الهتان انتفت الشاركة فقد سقط بمد ال ما تعلقوا بـه ولنرجع الن إل بـيان استدللنا عليهم. واستدللنا ف ذلك من طريق ي :أحدهما :طريق النقل وهو الشار اليه بقول الناظم( :ل كل شيء خالق ..ال البـيت) ،وثانيهما :طريق العقل وهو الشار إليه بقوله( :لو كان خالق سواه ..ال آخر البـيات) ،أما قوله( :لكن لنا ف فعلنا اكتساب ..ال) فاستدراك لا قد يتوهم من الستدلل على )(264ف الصلي" :الالقون لا صفة التبحي" .فأصلحتـه. 188
بـهجة النوار
ن في خلق الع بد لفعله أن الفعال من سوبة ال يه تعال جبا فر فع ذلك التو هم ح يث أث بت للع بد ف فعله اكتسابا يثاب عليه ويعا قب عليه لهـا مـا كسـبت وعليهـا مـا اكتسـبت تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم البقرة ، 134 :ث أخذ ف ثبوت تقر ير هذا الكت ساب بقوله( :من ث قد ن يل ب ـه ..ال) أي من أ جل أن الكت ساب ثابت للخلق ف أفعالم قد نالوا بـه أعلى الرتب وتفاوتوا ف ذلك كل بسب اجتـهاده ،ث استثن من جلة ما ينال بالكتساب النبوات وصرح بأنـها ليست ما يكتسب لنـها من الشياء الت يتص بـها ربنا من يشاء فيضعها حيث يشاء من غي أن يتقدم للعبد اكتساب لسبابـها وتـهيئ لرتبتـها إذ ل أسباب لا حت يصح تعاطيها بلف غيها. البقرة 286 :
فأ ما ا ستدللنا النقلي فقوله تعال :وأسـروا قولكـم أو اجهروا بــه إنــه عليـم بذات الصـدور oأل يعلم مـن خلق اللك 13 :و 14فدلت ال ية أن ج يع ما أ سره العباد وما أظهروه خلقه ـ والسرار والجهار أفعال العباد ـ وال تعال يقول :أل يعلم من خلق أي ك يف ل يعلم ذلك و هو قد خل قه و هل يلق من ل يعلم!؟ ،وقوله تعال :ومـن آياتــه منامكـم بالليـل والنــهار وابتغاؤكـم مـن فضله الروم 23 :وكيـف يكون البتغاء للفضل الذي هو فعل من أفعال العباد من آياتـه وهو ل يلقه ول يدبره ،وقوله تعال :هو الذي يسيركم في البر والبحر يونس 22 :وهو من فعلهم كما ترى فأضافه إليه ،وقوله تعال: ما أصاب من مصيبة في الرض ول في أنفسكم إل في كتاب من قبـل أن نبرأهـا الديـد 22 :أي مـن قبـل أن نلقهـا[ ،وقوله عزوجـل :إنـا كـل شيـء خلقناه بقدر ،القمر )265(] 49 :وقوله( )266عزوجل :خالق كل شيء النعام .102 : وأما استدللنا العقلي فهو أنـه لو كان العبد خالقا لفعاله للزم عليه تعدد الالقي ولكان كل من خلق شيئا فهو إله ذلك الشيء فيلزم عليه تعدد اللة وتعددها باطل قطعا لا ثبت من الباهي العقلية والنقل ية على وجوب الوحدان ية ،و من تلك الباه ي أن ـه لو تعددت الل ة للزم عل يه ف ساد هذا العال الذي بـهر اللق صنعه لقوله تعال :لو كان فيهما آلهة إل الله لفسدتا ونن نشاهد أن هذا العال غي فاسد فصح أن الله واحد وال تعال أعلم. قد جبر النسان (()201وفاسق من قـــال إن الله جـــــل فيما قـــــد فعل)
النعام 21 :
)(265سقطت من (ب). )(266وأصرح ما ورد ف هذه القضية قوله تعال ـ على لسان ابراهيم ماطبا قومه ـ :قال أتعبدون ما تنحتون oوال خلقكم وما تعملون (الصافات )96 :فإن فيها نسبة خلق الفعل ل صرية ل تتاج إل بـيان. 189
بـهجة النوار
لــــــه
(()202وأنـه لـــــم يجعــــــــل استطاعــه لكفـــــر شاءه أو طـاعــه) أمـــر ونـهي مع (()203لنـه لــــو كـــان هـــــذا بطــل وعـــــد جعــل) وجـــــاز تكليـف (()204وبطل الوعيد مـــــع بعث الرسل الجماد كالنبـل) ()268 ()267 هذا بـيان الرد على الفرقة الثانية من القدرية وهم الهمية نسبة لم ال الهم بن صفوان ـ و هم القائلون بالب التعلقون بالشيئة فقط ـ قالوا" :إن ال قد جب الع بد على فعل الطا عة والعصية وأن ـه ل ي عل له ا ستطاعة ل ا شاء أن يفعله من ف عل العا صي والطاعات" ف هو عند هم كالماد ل ي ستطيع تر كا إل أن يُحرك وكال يط العلق ف الواء تُقَلّب ـه الرياح ك يف شاءت ،وإن ا كان ذلك منـهم مافة أن يكون خالقا غي ال كما كان من العتزلة مقالم مافة أن ينسب إل ال العاصي وفعل الكروه فكل الفريق ي ضال منا فق .و قد تعلق هؤلء بآيات من القرآن ك ما تعلق أولئك؛ من ـها قوله )(267نسبة للجهم بن صفوان (قتل 128هـ) الذي قال بالب والضطرار إل العمال وأنكر الستطاعات كلها وزعم أن الـجنة والنار تبـيدان وتفنيـان وزعم أيضا أن اليان هو العرفـة بال تعال فقط وأن الكفر هو الهل بـه فقط .. ومنـهم طائفة قالوا :ل نقول إن ال قوي ول شديد ول حي ول ميت ول يغضب ول يرضى ول يسخط ول يب ول يعجب ول يرحم ول يفرح ول يسمع ول يبصر ول يقبض ول يبسط ول يضع ول يرفع ـ تعال ال عن هذا ـ ومنـهم صنف زعموا :أن النة والنار ل يلقهما ال بعد وأنـهما تفنيان بعد خلقهما فيخرج أهل الطاعة من النة بعد دخولا إل الزن بعد الفرح وأن النة ترب بعد عمارتـها حت تصي رميما ل أحد فيها ،ويرج أهل النار بعد دخولا فيصيوا إل الفرح بعد الزن وأن النار ترب بعد ذلك حت تفق أبوابـها وليس فيها أحد ،وأنكروا عذاب القب ومنكر ونكي ... وجاع أمرهم انكار صفات ال تعال وقالوا إن ال ل يوصف بشيء ما يوصف بـه العباد ولكن يوصف فيقال :موجد، فاعل ،خالق ،مي ،ميت ..لن هذه الصفات ل تطلق على العبـيد. ث استعمل لفظ الهمية للنبز والتراشق بـه بـي الفرق الت تبحث ف مسائل العقيدة وال الستعان. ("التنبـيه والرد" لبـي السي اللطي 96ـ 99ـ "التبصي ف الدين" للسفرايين 64ـ "الفرق بـي الفرق" للبغدادي ص .)211 )(268هو أبو مرز جهم بن صفوان السمرقندي من موال بن راسب وصفه الذهبـي بقوله" :الضال البتدع رأس الهمية هلك ف زمان صغار التابعي وما علمتـه روى شيئا لكنـه زرع شرا عظيما" ينسب إليه القول بالب وهو تلميذ العد بن در هم ،قال ع بد القا هر البغدادي" :قال بالجبار والضطرار إل العمال وأن كر ال ستطاعات كل ها ،وز عم أن ال نة والنار تبـيدان وتفنيان ،وزعم أن اليان هو العرفة بال تعال فقط وأن الكفر هو الهل بـه فقط ،وقال :ل فعل ول عمل لحد غي ال تعال ...وزعم أن علم ال تعال حادث ،وامتنع من وصف ال تعال بأنـه شيء أو ح يّ أو عال أو مريد وقال :ل أ صفه بو صف يوز اطل قه على غيه ".ق تل برو سنة 128ه ـ على يد سلم بن أحور بأ مر من ن صر بن سيار"( .ميزان العتدال" للذهب ـي 1/426ـ "ل سان اليزان" ل بن ح جر 2/142ـ "الفرق ب ـي الفرق" لع بد القا هر البغدادي ص .)211 190
بـهجة النوار
تعال :وأنــه هـو أضحـك وأبكـى oوأنــه هـو أمات وأحيـا الن جم 43 :و 44قالوا: "فالضحك والبكاء من أفعالنا قد أضافهما تعال ال نفسه ـ كما أضاف الماتة والحياء ـ فليس لنا فيهمـا تصـرف" .قلنـا :أضافهمـا ال تعال ال نفسـه لكونــهما خلقـا له ل لنـا ،وإناـ لنـا مـن ذلك الكت ساب الناط بالختيار فالفعال خلق من ـه واكت ساب م نا وخل قه للفعال ل ي ستلزم الب ية ك ما سـيأت بــيانـه .ومنــها قوله تعال :فأنــى تؤفكون النعام ، 95 :وقوله تعال :فأنــى تصرفون يو نس 32 :قالوا" :فمن يؤفكهم ومن يصرفهم إل ال .وقوله عزوجل :من يضلل الله فل هادي له العراف 186:وقوله :من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجـد له وليـا مرشدا الك هف 17 :والواب عن هذه اليات كل ها هو ع ي الواب عن الية الول .ومنـها قوله تعال :ولو شئنا لتينا كل نفس هداها السجدة 13 :قلنا :ل تعلق لكم ف هذه الية ول ف شيء من نظائرها لنـها إخبار عن نفوذ قدرتـه تعال وتأثي إرادتـه، أي فلو شاء أن يفعل لم الداية لفعل لم ذلك لنـهم ل يعجزونـه لكن اقتضت حكمتـه تييهم ب ـي الداية والضللة و قد جعل ل م قدرة صالة لكت ساب أي وا حد شاءوا فل جب ..وإذا عر فت تعلق هم ب ـهذه اليات فار جع ال الوقوف على الحتجاج علي هم وب ـيان ما يؤدي ال يه مذهب ـهم فاعلم أن الحتجاج عليهم من الكتاب العزيز كثي منـها ما أوردتـه العتزلة استدلل لم على خلق أفعال م فإن ج يع ما مر ف ذلك مناف لل جب الذي زع مه هؤلء ،ومن ـها آيات الكت ساب فإن ـها مصرحة بإضافة الكسب ال العبد قطعا وإذا ثبت لم الكسب انتفى الب لنـهما متضادان. وأ ما ما يؤدي ال يه مذهب ـهم من البطلن ف هو ما أشار ال يه النا ظم بقوله( :لو كان هذا ..ال) أي لو صح مذهب البية وثبت القول بالب للزم عليه بطلن المر والنـهي والوعد والوعيد ،لن العبد إذا ل ي كن له قدرة على ف عل ش يء من الأمورات ول على ترك ش يء من الن ـهيات كان توج يه الوا مر والنواهي اليه عبثا ينـزه الباري تعال عنـه ،وإذا بطل توجيه الطاب اليه بالمر والنـهي بطل توجيه الوعد والوعيد اليه لن الوعد مترتب على فعل الوامر والوعيد مترتب على فعل الناهي ،وإذا بطل هذا كله بطل إرسال الرسل لنـهم إنا يرسلون لذلك ومع بطلن ذلك فل فائدة ول حكمة ف الرسال فيؤدي مذهبــهم ال إبطال النبوات كمـا ترى ،نعـم ويؤدي ال إبطال التكليـف رأسـا لن مـن ل اكتساب له ول اختيار ل يصح ف الكمة تكليفُهُ كما ل يصح تكليف النباتات والمادات وهذا معن قوله( :وجاز تكليف الماد كالنبل) جع نبـيل وهو العاقل. ث إنـه لا كان للجبية شبـه ف خلق ال تعال لفعالنا وف علمه بـهن وف ارادتـه لن ،أخذ يدفع وجه الشبـهة ف ذلك ويبـي ان هذه الشياء كلها ل تستلزم الب ول تناف الكتساب فقال: 191
بـهجة النوار
بـهن ل يوجـــــب
(()205وخلقـــــه أفعالنـــا وعلمــــــه جبرا حكمه) (()206كذاك كونـهـــــا لــه مـــــرادا لنـه قد خيَّر العبـــــــــــادا) لو لم يكـن خالقـــــه (()207لو لم يكن يعلــم ذا لجهلـــــــه من فعلــه) لكـــــان مكرها (()208لو لم يـــــرد وقوعــه ووقعــــا على ما صنعا) قد انتفـــــى الجبار (()209لكن لذا التخيير واكتسابنـــــا عن رقابنا) أي نعتقد أنـه تعال خالق لفعالنا وأنـه تعال عال بـها ومريد لا ،ومع ذلك كله فهو قد خينا ف فعل ها وترك ها ،أي ل يب نا على وا حد من المر ين ف من شاء فليؤ من و من شاء فليك فر ،و قد و عد بالثواب على امتثال أوامره وترك مناهيه ،وتوعد بالعقاب على فعل مناهيه أو ترك أوامره ،ول يلزم مِن خلقه تعال لفعالنا ومِن عِلمه بـهن ومِن إرادتـه لن َجْبرُنا على فعلهن ونفي اكتسابنا لن ،لنـه تعال ل يثبنا ول يعذبنا على خلقه لن ول على علمه بـهن ول على ارادتـه لن ،وإنا أثابنا وعذبنا على اختيارنا وكسبنا لن وهو تعال قد جعل لنا اختيارا ف ذلك وقدرة صالة لكتساب ذلك فلجل هذا الختيار ولجل هذه القدرة الكتسبة قد انتفى عنا الب على أفعالنا ،وإنا قلنا إن ال عال بأفعالنا لنـه لو ل يكن عالا بـها للزم أن يكون جاهل بـها وهو تعال متصف بالكمال الذات والهل من صفات النقص يستحيل اتصافه بـه تعال وهذا معن قول الناظم( :لول يكن يعلم ذا لهله) ،وأما معن قوله( :لو ل يكن خالقه مَن فعله) أي لو ل يكن تعال خالقا لفعالنا فمن الالق لا إذا؟! هل من خالق غي ال؟ وقد تقرر فيما تقدم بطلن القول بأن العبد خالق لفعله واذا بطل أن يكون العبد خالقا لفعله فُبطْلن أن يكون غيه من الخلوقات خالقا لفعله أظهر ،وإذا بطل هذان النوعان ثبت أن الالق لذلك هو الله. وأ ما قوله( :لو ل يرد وقو عه ..ال) أي لو ل يرد تعال وقوع فعل نا وو قع على خلف مراده للزم عل يه أن يكون مُ ْكرَهَا على وقوع ذلك الفعل مغلوبا ف حدوثه والكراه يناف الختيار والرادة ومن كانت هذه حالت ـه فل يس بإله ،على أن ـه تقرر أن الله مت صف بالكمال الذا ت والكراه يضاد ذلك ويناف يه وال تعال أعلم.
192
بـهجة النوار
البــاب الســادس في اليمــان والســـلم ـ وبـه يتم الكلم على الركن الثاني إن شاء الله تعالى ـ إذعاننــــــا لما دعا (()210إيماننا التصـــــديق ،والســـلم الحكــــام) تصديــــــق قول (()211ولهمـــــا في الشرع معنى ملتزم عمل إذا لزم) منـها استحــــــق (()212ومن يكن مضيعـــــا لواحـــــد هلكة المعانـد) اختلف الناس ف اليان والسلم هل ها شيء واحد؟ أو ل؟ وعلى القول الثان هل ها متخالفان أو مترادفان أو متلزمان؟ وقد أطالوا الكلم فيهما فلنقتصر من ذلك على ما تصل بـه الفائدة فنقول: الحـق فيه ما أن ل ما ا ستعمالي؛ أحده ا لغوي و هو الشار ال يه بقول النا ظم( :إيان نا الت صديق.. ال) إياننـا معشـر العرب هـو التصـديق والسـلم فـ لغتنـا هـو الذعان وترك التمرد ،فهمـا فـ هذا الستعمال متخالفان ل مترادفان ول متلزمان ،والستعمال الثان هو ما عليه العرف الشرعي وذلك أن الشرع قد ن قل كل وا حد من اليان والسلم عن معناه اللغوي فا ستعملهما م عا ف الوفاء بالواجبات ـ كانت الواجبات اعتقادية أو قولية أو عملية ـ فهما ف هذا الستعمال مترادفان واليه أشار الناظم بقوله( :ولما ف الشرع معن ..ال) أي لليان والسلم ف العرف الشرعي معن واحد؛ ملتزم التصديق بالنان إذا لزم والقول باللسان إذا لزم والعمل بالركان إذا لزم ،فمن كان صبـيا مثل أو ناقص العقل ل يسمى كافرا بتركه التصديق ف حَالِهِ ذلك لعدم لزومه عليه ،ومن كان عاقل فصدق النبـي عليه الصلة والسلم فيما جاء بـه ول ُيطَالَب بالنطق بذلك باللسان ول ينـزل عليه التكليف بالع مل ف هو مؤ من لعدم لزوم القول والع مل عل يه ف هو موفّ ب ا لز مه ،ومَن تل فظ بالشهادت ي ع ند وجوب ذلك عليه وبعد تصديقه بالنان ول يلزمه شيء من العمليات بعد فهو مؤمن لوفائه با وجب عليه ،ومن لزمه شيء من العمال فأداه كما شرع عليه بعد التصديق والتلفظ الواجبـي عليه فهو مؤمن لوفائه بميع ما وجب عليه ،ومَن ضيع واحدة من هذه الثلث بعد وجوبـها عليه فهو خارج عن اليان هالك ف النيان وهذا معن قوله( :ومن يكن مضيعا..ال) فل منـزلة عندنا بـي اليان والكفر ،أي فمن ل يكن بؤمن فهو كافر والراد بالكفر ما يشمل كفر النعمة وكفر الشرك ،ومن كان كافرا بال أو بنعمتـه فقد استحق ما يستحقه العاند من اللك هذا مذهبنا وهو الق خلفا لن قال: إن اليان قول وتصديق دون عمل .ولن قال :إن اليان التلفظ بالشهادتي وإن ل يطابقه اعتقاد .ولن قال :إن اليان التصديق فقط. 193
بـهجة النوار
والدل يل على أن اليان وال سلم ف العرف الشر عي مترادفان قوله تعال :يـا قوم إن كنتـم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين يونس 84 :وقوله تعال :فأخرجنا مــن كان فيهــا مــن المؤمنيــن oفمــا وجدنــا فيهــا غيــر بـــيت مــن المسـلمين الذاريات 35 :و 36ول ي كن بالتفاق هنالك إل ب ـيت وا حد ،وقوله » :ب ن ال سلم على خس«( )269وقد سئل عن اليان مرة أخرى فأجاب بـهذه المس( ،)270وما ورد من اليات والحاد يث ما ظاهره مالف لذه الدلة ف هو ممول على الع ن اللغوي ج عا ب ـي الدلة فإن الشارع تارة يعب باللفظ عن معناه اللغوي وتارة عن معناه الشرعي ،كل ذلك بسب مقتضى الال فل تناف ف الكتاب العزيز ول ف السنة وال تعال أعلم. لكـــــن يزيد (()213في وجهه الشرعـــــي ليس ينقص هكذا قد خصصوا) جميعه وذا هـــــو (()214لنـه إن هُـــــدِم البعض انـهــــدم القول التـــــم)
)(269حديث» :بن السلم على خس« جاء من طريق ابن عمر رضي ال عنـهما رواه البخاري ف "صحيحه" برقم []8 ومسلم [ ]16وأحد ف "مسنده" [ 4797و 5674و ]6020والترمذي [ ]2609وابن خزية ف "صحيحه" [ 308و ]309وا بن حبان [ ]158وا بن مندة ف "اليان" [ 40و 41و 148و 149و ]150وع بد بن ح يد ف "م سنده" [ / 823النت خب] وأبوب كر الشاف عي ف "الغيلنيات" [ ]460والب ـيهقي ف "ال سنن ال كبى" [ 1675و ]7221و ف "شعب اليان" [ 20و 3567و ]3972والروزي ف "الصلة" [ 411و 414و 415و 416و ]417والطبان ف "الكبـي" [ 13203و .]13518 وجاء من طر يق جريـر بن عبدال البجلي رواه المام أح د [ 19242و ]19248وأبـو يعلى فـ "مسـنده" [12 /الق صد العلي] وال طبان ف "ال صغي" [ ]769و ف "الكب ـي" [ 2363و 2364و ]2368والروزي ف "ال صلة" [ 419و 420و 421و .]422 وجاء من طريق ابن عباس رواه الطبان ف "العجم الكبـي" [ ]12800وغيهم. )(270وذلك حي قدم عليه وفد عبد القيس "فقالوا :يا رسول ال؛ إنا نأتيك من ُشقّة بعيدة ،وإن بـيننا وبـينك هذا الي من كفار مضر ،وإنا ل نستطيع أن نأتيك إل ف شهر الرام ،فمرنا بأمر فصْ ٍل نُخب بـه من وراءنا ،ندخل بـه النة .قال: فأمرهم بأربع ونـها هم عن أربع .قال أمرهم باليان بال وحده .وقال » :هل تدرون ما اليان بال؟ .قالوا :ال ورسوله أعلم .قال :شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ،وإقام الصلة ،وايتاء الزكاة ،وصوم رمضان ،وأن تؤدوا المس من الغ نم ...الد يث« .و قد جاء من طر يق ا بن عباس ر ضي ال عن ـهما رواه البخاري ف " صحيحه" بر قم [ 53و ]87 ومسلم ف "صحيحه" [ ]17باسنادين ،وأحد ف "مسنده" [ ]2025والترمذي ف "سننـه" [ ]2611وأبوداود []4677 وا بن حبان ف " صحيحه" [ /172الح سان] والب ـيهقي ف "ش عب اليان" بر قم [ ]18والروزي ف "ال صلة" [.]390 وف هذا الديث دليل صريح لن قال بأن اليان والسلم شيء واحد ل فرق بـينـهما. 194
بـهجة النوار
اختلف الناس ف اليان الشرعي فذهب بعض قومنا ال أن اليان الشرعي يزيد وينقص وعليه جهور الشاعرة ،وذهب بعضهم ال أن اليان ل يزيد ولينقص وعليه أبو حنيفة وإمام الرمي( )271وبعض الشاعرة ،وذهـب أصـحابنا إل أن اليان يزيـد ول ينقـص وبــيان ذلك أن اليان عندنـا هـو الوفاء بميع الواجبات فمن وجب عليه فرض ل يكون مؤمنا حت يؤديه على وجهه ،ث يزيد اليان بزيادة التكال يف ول ي صح نق صه لن نق صه اخلل بب عض الواجبات ،و قد تقدم ان التارك لب عض الواجبات عل يه خارج عن اليان فالترك لبع ضه ترك لمي عه أي ل ينت فع بب عض إيان ـه ف الخرة ،والراد بعدم انتفاعه بذلك ف الخرة هو أن بعض اليان ل ينجيه من عذاب ال ل أنـه ل يفف عنـه العذاب ل جل ذلك فإن العذاب متفاوت ف أ هل العا صي كل على قدر جنايت ـه جزاء وفا قا وهذا مع ن قول الناظم( :إن هدم البعض ..ال) ليقال إن الراد بنقصان اليان هو ارتفاع بعض الواجبات عن الكلف لعذر كارتفاع وجوب الصلة عن الائض لننا نقول :إن اليان ف حق من رُفع عنـه بعض الفرائض هو وفاؤه ب ا بقي عليه من الواجبات فإيان ـه إن وفّ ـى ب ا عليه كا مل ل نا قص ،ل كن لو أن القائل بنقصان اليان أراد نقصانـه بـهذا العتبار لكان اللف بـيننا وبـينـهم لفظيا صورتـه أنـهم يسمون من ارتفع عنـه وجوب بعض ما كان عليه ناقص اليان ونن ننع من تسميتـه بذلك والراد وا حد لكن ـهم ل يريدوا ذلك وإن ا أرادوا بنق صانـه الخلل بب عض الواجبات ،وعلى هذا فاللف معنوي مبن على اللف ف حقيقة اليان فتفطن له وال تعال اعلم.
)(271إمام الرمي أبو العال عبد اللك بن عبدال بن يوسف بن ممد الوين ،من كبار علماء الشافعية ولد سنة 419هـ من ت صانيفه "البهان ـ ط" ف أ صول الف قه و"الرشاد ف أ صول الد ين ـ ط" و "الشامل" ف مذ هب الشاعرة ـ طبع بع ضه ـ و" العقيدة النظام ية ـ ط" و "الورقات ـ ط" ف أ صول الف قه و"غياث ال مم والتياث الظلم ـ ط" وتو ف عام 478هــ"( .تبــيي كذب الفتري" لبـن عسـاكر 278ــ "طبقات الشافعيـة" للتاج السـبكي 5/165ــ 222ــ "العلم" للزركلي .)4/160 195
بـهجة النوار
الركـن الثالـث في الوَلية والبـراءة وما يشتمل عليهما وما يتولدان منـه وفيـه ستـة أبواب أيضا أ ّخرَ هذا الركن عن الذي قبله لا تقدم هنالك ،وقدمه على ركن التوبة من حيث أن وجوب التوبة بعد وجود ما تنت قض ب ـه الوَل ية وت ب ب ـه الباءة( ،)272فإن ق يل :ألي ست التو بة شر طا للوَل ية تو جد بوجود ها وتنعدم بانعدام ها؟ .فالواب :إن ا ذلك خاص ع ند وجود الذ نب الو جب للباءة ول يوز اطلقه على العموم أل ترى أن مَن رأينا منـه حق الوافقة وصدق الرافقة وجبت علينا وليتـه ول يلزمنا أن نستتيبـه إل بعد أن يُحدِث حدثا يرج بـه عن تلك الوافقة ،وكذلك ف ولد الول تب علينا وليتـه بوَلية ابـيه حت يبلغ ويصح منـه ما تنتقض بـه الوَلية ،فإن قيل :أما قيل بالوقوف عنـه بعد بلوغه حت تصح منـه الوافقة؟ .فالواب :أن القائل بـهذا ل يلزمنا استتابة هذا البالغ وإنا كان م عه وجود وليت ـه ب سبب وَل ية أب ـيه فلمابلغ و صار متعبدا بنف سه انقط عت تلك الوَل ية م عه بانقطاع سببـها وصار عنده ف حد الوقوف بالدين بنـزلة مهول الال. البــــــاب الول في وجوب الوَلية والبراءة وأقسام كل منـهما وهكــــــذا (()215وَلية المؤمن فـــــرض حقـــــقــا بـــــراءة اللذ) (273فسقـــا) )(272للباضية عناية خاصة ببدأ الوَلية والباءة ،ف الكم على الشخاص؛ من حيث تول الؤمني الوفي وإعلن الباءة من النحرفي عن الصراط السوي با ل يوجد عند غيهم ،وهذا الهتمام البالغ إنا أتى للقضاء على علئق الفساد ف أوساط الجتمع ،إذ يكفي كل من تسول له نفسه اقتراف شيء من الوبقات أن يصبح الجتمع بأسره مناهضا له ،وهذا البدأ مأخوذ من أدلة الشرع وخب الثلثة الذين تلفوا ف غزوة تبوك فنـزل فيهم قوله تعال :وعلى الثلثة الذين خلفوا حت إذا ضاقت عليهم الرض با رح بت وضاقت عليهم أنفسهم ..ال ية [التو بة ]118 :معلوم لدى الميع ،بل نظام الول ية والباءة مأخوذ منـه ،ومن مثل قوله تعال :ل تد قوما يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبنائهم أو إخوانـهم أو عشيتـهم … الية [الجادلة .]22 : والتقسيمات الت تراها هي لضبط السألة خصوصا أن هذا البدأ يس عقيدة النسان ف موالة الطائعي وهجران العصاة، حت ل تكون السألة مهلهلة دون ضابط. ) (273وردت ف (ب) :اللذي .وف "الشارق" ( :)2/209الذي. واللذ والذي سيان؛ قال الرازي ف "متار ال صحاح" ص(…" :)596وف يه أر بع لغات :الذي ،و(اللذِ) بك سر الذال ،و(اللذْ) ب سكونـها ،و(الذ يّ) بتشد يد الياء"ا.ه ـ وقال الوهري" :واللذِ واللذْ ،بك سر الذال وت سكينها ،ل غة ف الذي" ك ما ف 196
بـهجة النوار
الوَليـة :هـي الحبـة بالقلب والثناء باللسـان والنصـر والعانـة بالوارح عنـد القدرة على ذلك وعنـد ارتفاع الوانع. والباءة :هي البغض بالقلب والشتم باللسان والردع بالوارح .وها فرضان بالجاع ،لكن الوجوب الثابت ف الوَلية إنا هو نفس الحبة على الدين والوجوب الثابت ف الباءة إنا هو البغض بالقلب على فعل الكبائر من الذنوب ،وما عدا هذين من الثناء باللسان والشتم بـه ومن العانة بالوارح والردع بــها فيلزم تارة ويرتفـع أخرى كـل ذلك بسـب القامات والتكليـف بالفرائض ،وباعتبار الحوال الداع ية لذلك فيلزم الثناء على الول ف مو ضع يكون ف يه ترك الثناء عل يه ضررا ب ـه أو بوَليّ ه ،ويلزم العانة والنصر ف موضع القدرة منـه واحتياج الول ال ذلك ،ويلزم شتم العدو ف موضع يكون فيه ترك الشتم له مقويا لبدعة أو مفسدا لشيء من الدين أو مضرا بالنفس أو الول ،ويلزم الردع بالوارح ف موضع يكون فيه الـ ُمنْكِر قادرا على النكار والعدو مقيما على فعل النكر لينفك عنـه إل بزجر رادع أو بسيف قاطع. ولا كان كل واحد من الوَلية والباءة على أقسام شرع ف بـيان أقسام كل منـهما فقال: ثلثة تأتـــــي علــى (()216والكل من ذين على أقســــــام تمـــــــام) بـها كتاب أو رسول (()217حقيقة وهي التي قـــــد نطقـــا حققا) ثالثها عقيـــــدة (()218والحكم بالظاهر فهـــــو الثاني النســــــان) ينقسم كل واحد من الوَلية والباءة ال ثلثة أقسام: القسـم الول وَلية الحقيقة ،وبراءة الحقيقة ول يتأتى كل واحد منـهما إل من أحد طريقي: الطريق الول :هو أن يرد كتاب من كتب ال بسعادة امرئ أو شقاوتـه وهو أنواع: النوع الول :أن ي صرح الكتاب با سم ال سعيد وا سم الش قي ،مثال ذلك ف جا نب الوَل ية الت صريح بأ ساء النب ـياء كآدم ونوح وإبراه يم ومو سى وعي سى وم مد ،ومثاله ف جا نب الباءة كإبل يس وفرعون وهامان وقارون. النوع الثان :من كن عنـهم دون تصريح بأسائهم فمثال ذلك ف جانب الوَلية أم موسى ،ومثاله ف جانب الباءة أبو لب. "لسان العرب" (.)13/193 197
بـهجة النوار
النوع الثالث :ما جيء بـه منكّرا ل يصرح فيه باسه ول بكنيتـه مثال ذلك من جانب الوَلية مؤمن آل فرعون وكالذي ف قوله تعال :وجاء مـن أقصـى المدينـة رجـل يسـعى قال ياقوم اتبعوا المرســلين ..اليـة يـس 20 :ومثاله فـ جانـب الباءة قوله تعال :وكان فـي المدينـة تسـعة رهـط يفسـدون فـي الرض ول يصـلحون النمـل 48 : وقوله تعال :فنادوا صاحبـهم فتعاطى فعقر القمر .29 : الطريـق الثانـي :من طري قي القي قة ف الوَل ية والباءة :هو أن يقول ر سول من ر سل ال إن فلنا من أهل النة أو من أهل النار ،ل إذا قال إن فلنا رجل صال ول إنـه فاسق ول اذا دعا له أو عليه فانـه ليكون بـهذا القول مُتَ َولّى أو متبى منـه بالقيقة ،لنـه يتول ويتبى بكم الظاهر وبالقيقة وما كان متمل للظاهر والقيقة فل يقطع بأنـه( )274من القيقة ،أما قوله :إن فلنا من أهل ال نة أو من أ هل النار فل يت مل إل القيقة فإن ـه وإن جاز ل نا أن نقول ب سب الظا هر إن فل نا من أهل النة لن علمنا منـه خيا وإن فلن من أهل النار لن علمنا منـه ضد ذلك فإن هذا القول منا ماز عبّرنا بـه عن فعل ما يؤدي الى ذلك والقرينة أحوالنا أو هي العلم بأنا ل نطلع على الغيوب والعلم بأنا ل نرد حقيقة هذا القول ،وهو من اطلع على كثي من الغيبات فإذا صدر منـه مثل هذا الكلم قطع بأن الراد منـه حقيقتـه إل بدليل يصرفه عنـها ،ولنـه لو ل يرد بـهذا الكلم حقيقتـه مع إمكانـها وعدم قرينة الجاز لكان هذا الكلم كذبا بسب الظاهر والكذب ف ح قه م ستحيل؛ سلّ ْمنَا أن ـه ل يس بكذب لكن ـه تلب ـيس على ال سامع ب يث يف هم ال كل من ـه خلف مراده والتلبـيس ف حق النبـياء ـ عليهم السلم ـ مستحيل أيضا. صرّح باسه ف هذين الطريقي أن يعتقد فيه وأنواع هذا الطريق؛ هي أنواع الطريق الول :حكم ما ُ صرّح بكنيتـه فإنا نعتقد ف صاحب تلك الكنية ما اقتضاه باسه ما اقتضاه النص فيه ،وكذا حكم من ُ النص فيه ،وحكم ما جاء من ذلك مُبـهمَا ُمنَ ّكرَا أن نعتقد فيه مقتضى النص بسب تلك الصفة الت صرّح باسه ول بكنيتـه ف العتقاد حت ينقل لنا التواتر أن هذا الذكور ف هذا النص نعت بـها ول ُن َ هو فلن باسه أو بكنيتـه أو تتمع المة على ذلك فحينئذ( )275يلزمنا القطع بـه وقصده بذلك الكم بعينـه .واعلم أن هذا الطريق ل يتأتى مقتضاه ول يصح الكم بـه إل من أحد أمرين:
)(274ف (أ) :بـه .وف (ب) :بـه أنـه .وأصلحتـه للسياق. )(275ف الصلي :فإذن .وأصلحتـه للسياق. 198
بـهجة النوار
أحدها :الشاهدة للرسول الناطق بـهذا الكلم وشرطوا فيه أن ينظر شفتيه عند النطق بـه ،كل ذلك دفعا للحتمال فإنـه مت ما ل ينظره كذلك احتمل أن يكون الناطق بذلك غي الرسول عليه السلم والقيقة حكم قطعي ل ينبن على الحتمال عندهم. وثانيه ما :الشهرة القاض ية ب صدور ذلك الد يث من ذلك الر سول وكأن ـهم أرادوا ب ـهذه الشهرة التواتر فإنـه هو الذي يقطع بصدقه ،ويتمل إنـهم أرادوا ما يعم التواتر والستفيض التلقى بالقبول فإن التلقى بالقبول بـي المة مقطوع بصدقه فل معن لا قاله الشيخ ناصر بن أبـي نبـهان( )276من أن الشهرة ل تو جب وَل ية القي قة و قد انفرد ب ـهذا القول من ب ـي سائر ال صحاب .هذا وأ ما شهادة العدلي فإنـها ل توجب القيقة ف الوَلية والباءة لنـه ل يصح القطع بصدق مقالما ،نعم )(276العلمة أبو ممد ناصر بن الشيخ جاعد بن خيس بن مبارك بن يي من نسل المام العدل الليل بن شاذان بن المام الصلت بن مالك الروصي .أحد علماء الباضية العمانيي ولد سنة 1192هـ ونشأ ف بلدة "العليا" من وادي بن خروص الت تقع على سفح البل الخضر من جهة الشمال ،ترج على أبـيه الذي كان علمة زمانـه فل غرو أن يكون الشيخ ناصر هو الخر عال وقتـه .وهو عال مفنن برع ف أكثر العلوم مع تصص ف علم الشرع .وبعد وفاة والده عان من عدم الستقرار وشظف العيشة وسوء الحوال إثر تسلط بعض البابرة الذين أتلفوا أموال والده فتردد كثيا يطوف ف بلد أهله بن خروص وبـي نـزوى حت ذكر الؤرخون أنـه لشدة حالتـه كان يأكل البز بالاء والليمون سنة ف نـزوى حي خرج من بلده خشية على نفسه وخوفا من هدم بـيتـه من الطاغية طالب بن أحد وف تلك اليام يقول: ومـاء وليـمون وملح وقـاشـع "معيشتنـا؛ خبز لغـالـب قوتـنا فيـا حبذا هـذا لن هو قـانــع". فإن حصلت مع صحة السم والتقى وسافر إل زنبار حي استدعاه السلطان سعيد بن سلطان بعد علمه با حصل للشيخ قال السالي ف "تفة العيان" ( " :)2/175وأما السلطان سعيد بن سلطان فإنـه بعد ما مضى قرّب الشيخ ناصر وأدن منـزلتـه وضمه إليه وأكرمه وأنعم عليه فكان إذا سار إل السواحل ـ الفريقية ـ حله معه فصلحت أموره بعد صحبتـه .وكان الشيخ ناصر لم فظا غلي ظا ين كر علي هم ف حضرت ـهم ،وكانوا يلينون له ول يظهرون له ما يكره .".ا.ه ـ واشت ـهر من تلميذه الذ ين عرفوا بعده العلمة الحقق سعيد بن خلفان الليلي ،وترك مموعة طيبة من الصنفات ل يكتب لا النور بعد يذكرها الؤرخ ابن رزيق ف "الفتح البـي" ص(" :)150الكتاب السمى "حق اليقي" وكتاب "الواب" وكتاب "الخلص" وكتاب "مك الشعار" وكتاب "مبتدأ ال سفار" وكتاب "الت ـهذيب" وكتاب "الك شف" وكتاب "تف سي ن ظم ال سلوك" وكتاب "ال صفي الصفى" وكتاب "غاية الن" وكتاب "العارج" وكتاب "سراج الفاق" وكتاب "رسالة الصون" وكتاب "الستغرق للحجج" وكتاب "منت ـهى الكرامات" وكتاب "العارف" وكتاب "ر سالة الوضاع" وكتاب "طرف اللطاف" وكتاب "ال سر العلي" وكتاب "السر العظم" وكتاب "التنبـيه" وكتاب "رسالة الفوز" وكتاب "الرسالة الديدية" وكتاب "سلمة الال" ".ا.هـ وله بعض الرسائل مدرجة ف "قاموس الشريعة /ط.التراث" للعلمة السعدي .وتوف ف يوم الحد 22جادي الول سنة 1263هـ ف زنبار وقبه ف "ميتون" منـها. ("الفتح البـي" لبن رزيق ص 150ـ "تفة العيان" للسالي 2/175ـ "البوسعيديون" للفارسي ص 90ـ "الشيخ سعيد بن خلفان الليلي ..وفكره" د .مبارك الراشدي ـ ضمن "قراءات ف فكر الليلي" ـ ص 116ـ .)118 199
بـهجة النوار
ي صي مَن شهدوا ف يه بأن النب ـي قال ف يه كذا م ا يو جب القي قة ي صي ُمتَ َولّى بالظا هر أو م تبى منـه بالظاهر حت يُعلَم منـه حدثٌ يالف ما شهدوا بـه فيُحكم عليه وله بقتضى حدثه. القســـم الثـانـــي الوَلية بحكم الظاهر والبراءة بحكم الظاهر ولما طرق وصفات نذكرها ف الباب الت ـ إن شاء ال ـ. القســم الثالــــث وَليـة الجملـة وبراءة الجملــة وصفتـهما( )277أن يعتقد الكلف أنـه يتول الؤمني من الولي والخرين إل يوم الدين وأنـه يبأ من الفاسقي من الولي والخرين إل يوم الدين ،وهذا القسم هو الذي عب عنـه الناظم بـ(عقيدة النسان) وسبب تعبـيه عنـه بذلك هو أن هذا القسم يب على كل مكلف أن يعتقده مع توحيده، لكْم فل يعذر أحد بعد قيام الجة بـه إل إذا اعتقده كذلك ،أما وَلية القيقة وبراءتـها ووَلية ا ُ بالظا هر وبراءت ـه فل يلزمان كل أ حد وإن ا يلزمان مَن بل غه علم القي قة بأ حد الطرق التقدم ذكر ها والتكليف ب كم الظاهر من الطرق الت ب ـيانـها ،فالقسام ستة حاصلة من ضرب إثن ي ف ثلثة وهي؛ وَلية القيقة وبراءة القيقة ووَلية الظاهر وبراءة الظاهر ووَلية الملة وبراءة الملة. البــاب الثــانـــي في وجوب الوَلية والبراءة بحكم الظاهر بواحـــــد مـن أربع (()219براءة الظاهـر حكمـــــا تجـــب تعتقـــب) عدلــــين أو حـــق أتى (()220عيــــان أو إقــرار أو شهـــادة بشهرة) وإنمـــــا الوجــوب (()221واستثن القرار لـــــدى الوَلية بالثلثـــــة) لكلٍ من الوَلية والباءة موجبات ،فأما موجبات الوَلية فهي الوافقة ف القول والعمل ،وأما موجبات الباءة فهي الخالفة ف القول والعمل أو ف أحدها ،ولكل واحد من هذه الوجبات طرق تتأدى منـها فأما موجبات البراءة فتتأدى من أحد أربعة طرق: الطريق الول :العيان؛ أي العاينة للمعصية من العاصي بعن الشاهدة لا وعبّر بعضهم عن هذا الطريق بالِبة وكلتا العبارتي سائغة ،غي أن العبارة الخية متملة للعموم فيدخل تتـها كل طريق من هذه الطرق لصدق الِبة عليه والعبارة الول أخص فالتعبـي بـها ف هذا القام أول. )(277ف (ب) :وصفاتـها .وهو تصحيف. 200
بـهجة النوار
الطريق الثاني :القرار؛ وهو أن يُقر العاصي بعصيتـه إقرارا موجبا للباءة منـه؛ ل لكونـه مستعظما ذنبـه نادما على تفريطه سائل عما يلزمه ف فعله فإن هذا ليس من ذلك القبـيل. الطريق الثالث :شهادة العدلي كانا عالي أو ضعيفي ،وسيأت ما على كِل الفريقي عند قول الناظم( :لكن على العدول ..ال). الطريق الرابع :الشهرة القاضية الحقة ل كشهرة الشّيَع بالباءة من أبـي بكر وعمر ـ رضي ال عنـهما ـ فإنـها وإن كانت قاضية عندهم فليست مقة ،بل بطلنـها بمد ال ظاهر والدافع لا من فضل ال شاهر ،والشهرة الحقة هي الارج أصلها عن حق وكان جواب المام أبـي سعيد ـ ر ضي ال تعال عن ـه و قد سئل عن ـها ـ فق يل له :و ما مع ن الشهرة ال ت ت ب ب ـها الوَل ية والباءة؟ .بأن قال" :م عي أن ـها تكون على معان كثية ف وجوه كثية ومبلغ ثبوت ـها ووجوب ـها وورود علمها على الُ ْمَتحِن فيها من ا ُلبْتَلَى بـها مِن َتظَاهُر صحة الخبار على غي َتنَا ُكرٍ من أهلها الذين تقوم بـهم الجة فيها ولو كثُر التّنَاكُر والختلف من غي أهلها على سبـيل الدعاوى وإنكار اليقي فيها فإذا ثبت العلم بغي ارتياب من علمها فيها وف وجوبـها وعلمها عندي("..انتـهى). وأما موجبات الوَلية فتتأدى من أحد ثلث طرق متمع عليها وطريق رابع متلف فيه ـ وسيأت بعد إن شاء ال ـ فأ ما الطرق الجت مع علي ها ف هي :ال َعيَان بالتف سي التقدم ،وشهادة العدل ي ف ما فوق، حقّةـ وهذا هو مع ن قوله( :وا ستثن القرار..ال) أي ا ستثن من الطرق ال ت تتأدى ب ـها والشهرة ا ُل ِ موجبات الباءة ف موجبات الوَلية القرار فإنـه ل يوجبـها ما ل يكن ثة موجب آخر ،وقوله: (بوا حد) متعلق بقوله :ت ب ،وقوله ( :من أر بع) متعلق بوا حد ،وجلة (تعت قب) ن عت لر بع ،وتعت قب بالبناء للمفعول( )278أي يؤ تى ب ـها ف ع قب هذا الكلم ،و(عيان) بدل تف صيل من أر بع و ما بعده عطف عليه. (()222والخلف في رفيعة الوَليـــــة بل عناية) وقيـــــل ل لــــزوم ثـم (()223وإن تكن عنيتـه فألــــــزم يعلــم) هذا هو الطر يق الرا بع من الطرق ال ت تتأدى ب ـها موجبات الوَل ية و هو الطر يق الختلف ف يه؛ و هو رفيعة العالم الواحد با يوجب الوَلية لعي ،فذهب بعض ال أنـه حجة له وعليه وحلوه على مع ن الشهادة ف حقوق ال ك صوم رمضان وكطهارة الثياب من النجا سات فإن العدل ف كل ذلك من واحـــد عـــــدل
)(278البناء للمفعول والبناء للمجهول بع ن وا حد و هو أن ي سند الف عل ال الفعول ب ـه ب عد ضم أوله وك سر ما ق بل آخره وحذف فاعله. 201
بـهجة النوار
ح جة ،وذ هب قوم إل أن رفي عة العال العدل غ ي موج بة للوَل ية ح ت يكو نا عدل ي فالوجوب حينئذ متح تم كالشهادة ف القوق ،وذ هب قوم ال التفصيل على أنـه إن ُسئِل هذا العدل عن وَلية مع ي وجبـت وليتــه على السـائل وإن ل يُسـأل عنــها كأن ينطـق بــها ابتداء فل وجوب قياسـا على ا ُلعَدّل( )279إذا سُئل عن عدالة ُم َعيّن وجب قبول قوله ف التعديل وإن ل يُسأل فل وجوب وهذا معن قول الناظم( :وإن تكن عنيتـه فألزم) فالعناية هنا القصد َعبّرَ بـها عن السؤال للزمتـها له ،وذهب آخرون ال التخيي ف رفيعة العال العدل للوَلية أي إن شاء الرفوع له قبلها َفتَ َولّى وإن شاء تركها من غي تكذيب للرافع وهو معن( :وقيل ل لزوم ..ال) فيدخل تت هذا التأصيل رفيعة العمى للوَلية صرّح فقد قيل فيها أيضا باختلف ورفيعة الرأة والعبد ففي رفيعة كل واحد من هؤلء للوَلية اختلف َ بـه الثر ،الصحيح بشرط أن يكون كل واحد من الرافعي عالا بالوَلية والباءة. تفصيــــل ما (()224لكن على العدول ليس العلـــمــــا جـــاءوا بـه ليُعلَما) الستدراك من قوله( :أو شهادة عدلي)( )280ف البـيات التقدمة ،أي ينقسم الرافعون للوَلية والباءة إل قسمي؛ ضعفاء وعلماء ،فأما الضعفاء( )281فعليهم تفصيل ما رفعوا من الوَلية والباءة فإذا قالوا :إن فلنا َولِ يّ أو عدو مستوجب للباءة فإنـه ليوز لك أن تتول أو تتبى بقولم هذا حت يفصلوا ـ أي يب ـينوا ـ العمال ال ت ا ستوجب ب ـها هذا ا ُل َعيّ ن الوَل ية أو الباءة فتن ظر أ نت في ها إن كا نت موجبة ل ما ،وعلة ذلك النع أن الضعيف ل يعرف المور الت تو جب الوَلية ول المور ال ت تو جب الباءة ،وقيل يقبل قولم من غي تفصيل والعلة فيه ثقتـهم وعدالتـهم على أنـهم ل يقولون بشيء غ ي معلوم عند هم حكاه الش يخ نا صر بن أب ـي نب ـهان ،وأ ما العلماء و هم العالون بأ صول الوَل ية والباءة وأحكامها فليس عليهم تفصيل ـ أي تبـيي ـ فيما رفعوا من وَلية أو براءة بل يب قبول قولمـ ولو ممل ،اللهـم إل أن يكون هؤلء العلماء رفعوا الباءة مـن ر جل ع ند َوِليّهـ على غ ي و جه الشهادة عل يه ب ـها فإن ـهم يكونون بذلك مبطل ي عنده ملوع ي بتلك الرفيعـة ح ت يتوبوا أو يأتوا بشاهدي عدل على تصديق ما قالوه أو أربعة شهود ف الزنا..ويستثن من هذا القام ما إذا كان التول مشاهدا لدث ول يه فلم يعرف ال كم ف يه فقال العال إن هذا الدث مُ َكفّ ر وان صاحب هذا الدث كافر وأن فلنا كافر بدثه كذا وكذا فكل هذا من العال فتوى تقوم بـه الجة على ا ُلتَولّي ـ بكسر اللم ـ على ترك وَلية ا ُلتَولّى ـ بفتحها ـ أو يتوب من حدثه ذلك ،فإن برئ العال من ولِيّ هذا )(279ف علم الرح والتعديل ف الديث أو غيه من القضايا وأشباهها. )(280ف البـيت رقم.)220( : )(281وهم عوام اللق. 202
بـهجة النوار
ا ُلتَولّي بالدث الذي شاهده من ـه من غي تب ـيي ول فتوى فل يوز ل حد ول يلزمه أن يبأ بباءة العال منـه ول يوز للمُتولّي أن يبأ من العال بسبب براءتـه من َولِيّه بدثه الذي علمه منـه ،فإن قيل ما الفرق بـي الالتي فقد ألزمتموه بوجوب الباءة من َولِيّه ف الالة الول ول توّزوها له ف مفْت ِـي وال جة قائ مة من فتواه و ف الالة الثان ية الالة الثان ية؟ فالواب :أن العال ف الالة الول ُ حاكم ول يوز لحد أن يكم بكم الاكم حت يعلم الكم ف ذلك الشيء كعلم الاكم فيه وال أعلم. فصـــــل في أحوال الوَلِـي بالظاهـر على الورى سريـــــرة (()225وفي ولـــــي وجبــــت وَليتـه براءتـه) بـها جهــــــارا للبراءة (()226إن وجبـــــت عليك والذي نطق استحق) ي (()227ومــــــن يبــح براءة من نفســـه فهالك وهو َ حـــــرِ ْ ســـه) ب ِ خ ِّ الولياء بكم الظاهر على صنفي؛ فصنف تب لم وَلية على العموم من أهل الدار ،وصنف ل تب لم وَلية على العموم وإنا تب على الصوص من عرف منـهم الوافقة وسيأت بـيان الكم فيهم. فا ما أ هل ال صنف الول فل يوز ل حد الباءة من ـهم جهرا وإن أتوا ما ي ستوجبون ب ـه الباءة ف ح كم الظا هر إذا ل يشت ـهر من ـهم ذلك ،وإن ا على من علم من ـهم ذلك الدث أن يبأ من ـهم سِرّا ول يوز أن يُظهر الباءة منـهم مع أحد من الناس إل مع مَن َعلِ مَ َكعِلمِه فيهم وهذا معن قول النا ظم ( :سريرة براءت ـه ،إن وج بت عل يك) ،وأشار بقوله( :والذي ن طق ب ـها ..ال) ال ح كم من أظ هر الباءة من أ هل هذا ال صنف ع ند من ل يعلم كعل مه في هم ،فح كم ذلك أن ـه م ستحق للباءة من ـه م ن سع من ـه ذلك القول لن ـه ف ح كم الظا هر قاذف لولِ يه والقاذف للول مستحق للباءة وإن كان هو ف السريرة صادقا لنـه ليل له أن يالف الكم الظاهر ،وليس له أن يأت بفعل يبـيح بـه من نفسه الباءة لحد من الناس ومن أتى بفعل يبـيح بـه من نفسه الباءة فهو هالك ف الخرة ما ل يتب من ذلك الفعل ،وسبب هلكه أنـه قد خالف ما أمر ال بـه من وجوب تنّب الضِلت ف الظا هر و من خالف ما أو جب ال عل يه ف هو هالك ،ومع ن (حري) ـ بتخف يف الياء للوزن ـ حقيق؛ أي وهو حقيق بتلك السة الت أنـزل نفسه فيها. وَلية لهـم (()228وإن يكن من الُلـــــى لم تــــــلزم علـــــى الكل اعلـــــم) 203
بـهجة النوار
(()229فبعضهم رخص( )282ما لــــم تعلم من ذا يحتـــمي) هذا هو الصنف الثان من صنفي الولياء بكم الظاهر وهم الذين ل تب لم وَلية على الكل لكن على الصوص من علم منـهم الوافقة ف الدين بالقول والعمل ،فإذا علم أحد من أهل هذا الصنف ما ي ستوجبون ب ـه الباءة ف قد اختلف ف جواز اظهار الباءة من ـهم ع ند من ل تعلم ل م وَل ية عنده؛ فبعض هم و سّع ف اظهار الباءة من ـهم ع ند من ل يعلم من ـه أن ـه يتول هم لن ال صل عدم ثبوت وليتـهم على أحد من الناس ،وبعضهم منع من اظهار الباءة منـهم مافة أن يصادف من يتولهم فيكون ال تبي من ـهم مب ـيحا من نف سه الباءة ع ند ذلك التول ل م .وأقول :إن هذا الحتمال مع قربـه ل يفيد النع من اظهار الباءة منـهم ول يكون التبي منـهم عند من ل يعلم أنـه يتولهم مبـيحا من نفسه الباءة لنـه إذا وَ ِسعَه أن يتبأ منـهم وإن على قولٍ لبعض السلمي فليس للمتول لم أن يبأ من هذا التبي منـهم الخذ بقول من أقوال السلمي ،نعم إن أخبه بأن ذلك الذي يتبأ منـه ولّ له فعلى هذا أن يكفّ عن الباءة منـه عنده فإن أصر عليها بعد ذلك كان حينئذ مبـيحا من نفسه الباءة عند من يتوله ووجه ذلك أن من يدعي وَلية أحد من الناس فهو مُصَدّق ف دعواه ما ل ينـزل من يدعي هو وليتـه منـزلة من تب الباءة منـه بالشهرة أو تقوم عليه البـينة بدثه الُ َكفّر وال أعلم. ل بأس إن بكفره قد (()230وإن يكن كفرانـه مشتـهرا جهـــــرا) الراد بـ(الكفران) الفعل الوجب للباءة ،والراد بـ(الكفر) ما يشتمل النفاق والشرك؛ والعن إذا كان الفعل الوجب للباءة مشتـهرا بـي الاص والعام فل بأس على أحد بإظهار الباءة منـه لنـه قد ن ـزل ف من ـزلة ل ي صح ل حد أن يتوله علي ها ـ ولو كان ف ال صل ق بل الدث م ن ت ب على اللق وليتـه أو من تكن وليتـه لحد من الناس دون غيه ـ والدّعي لوَليتـه بعد شهرة حدثه غي مَ سْمُوع [له]( )283فل حجةَ ل هُ على ا ُلَتَبرّي منـه ول ُح ْرمَةَ لذلك ا ُلَتبَرّى منـه لقوله » :مالكم وَلية والبعـــــض
)(282ف الصلي :وسّع .والتصحيح من "الشارق" ( )2/239وليس بـي اللفظتي كبـي فرق ف هذا القام. )(283زيادة من ليضاح العن. 204
بـهجة النوار
وللمنافق قولوا فيه ما فيه«( )284ولقوله » :أذيعوا بب الفاسق ليحذر الناس شره«( ،)285وأشار بقوله: (لبأس ..ال) إل أن إظهار كفر من اشتـهر كفره جائز ل واجب فالمر ف الديثي إنا هو للباحة ل للوجوب وال أعلم. بكفــــــره إن لم يتب ي لـــــك قـــل (()231ومتبرٍ من ول ٍ ّ عما فعل) ()286 ستَتِيبـه فلم يتب ،قال الشيخ أي إذا كان لك ول فبئ منـه ُمَتبَرّ فعليك أن تبأ منـه بعد أن تَ ْ ناصر بن أبـي نبـهان(" :)287إذا قذف وليّك قاذ فٌ استتبـه فإن امتنع فنَبـهه بوجوب التوبة عليه فإن امتنع فحينئذ عليك أن تبأ منـه" .قلت :والستتابة قبل الباءة مستحسنة وف وجوبـها اختلف من الفقهاء ـ كما سيأت إن شاء ال تعال ف الباب الرابع من هذا الركن ـ. )(284ل يتيسر ل العثور عليه ..وجاء عن السن البصري أنـه قال" :ثلثة ليست لم حرمة ف الغيبة :فاسق يعلن الفسق، والمي الائر ،وصاحب البدعة العلن البدعة" .رواه البـيهقي ف "شعب اليان" [ ]9669وابن أبـي الدنيا ف "الصمت" [ ]235وف جزء "ذم الغيبة والنميمة" [ 98و .]101 )(285ل يتيسر ل العثور عليه بـهذا اللفظ وجاء من طريق بـهز بن حكيم عن أبـيه عن جده الصحابـي معاوية بن حيدة ـ وبعض من خرّجه جعله مقطوعا عن بـهز ـ بلفظ» :أترعون عن ذكر الفاجر اذكروه با فيه كي يعرفه الناس ـ وف رواية :يذره الناس ـ« وهذا رواه الطبان ف "الكبـي" [ 19/418برقم ]1010والبـيهقي ف "السنن الكبى" [ ]20914وفـ "شعـب اليان" [ 9666و ]9667والليلي فـ "الرشاد" ص( )297والطيـب فـ "تاريـخ بغداد" ( 1/399ـ 7/270و 271و )278و ف "الكفا ية" ص( )42وا بن أب ـي الدن يا ف "ال صمت" [ ]221و ف جزء "ذم الغيبة" [ ]84وابن عدي ف "الكامل" ( 2/173ـ 3/289ـ 5/134و .)221 oوورد بلفـظ» :ليـس للفاسـق غيبـة« مـن الطريـق الذكورة رواه الطـبان فـ "الكبــي" [ 19/418برقـم ]1011 والب ـيهقي ف "الش عب" [ ]9665والط يب ف "الكفا ية" ص( )42والقضا عي ف "الشهاب" [ 1185و ]1186وا بن عدي ف "كامله" ( 2/174ـ .)5/221 وهذه الروايات مل نظر فإن بـهز بن حكيم متلف فيه و كشف حاله ف "ميزان العتدال" للذهبـي ( )1/353فقال: "وثقه ابن الدين ،ويي ،والنسائي .وقال أبوحات :ل يتج بـه .وقال أبوزرعة :صال .وقال البخاري :يتلفون فيه .وقال ابن عدي :ل أر له حديثا منكرا ،ول أر أحدا من الثقات يتلف ف الرواية عنـه .وقال صال جزرة :بـهز عن أبـيه عن جده؛ اسناد أعرابـي .وقال أحد بن بشي :أتيت بـهزا فوجدتـه يلعب بالشطرنج .وقال ابن حبان :كان يطئ كثيا، فأما أحد واسحاق فاحتجا بـه ،وتركه جاعة من أئمتنا ...وقال الاكم :ثقة؛ انا أسقط من الصحيح لن روايتـه عن أبـيه عن جده شاذّة ل متابع له عليها" ا.هـ وحسم حاله مردّه ال الذاق الهرة ،ولو كان له متابع لاتي الروايتي لمكن تسي بعضها ،ول أقوى على أكثر من هذا .وال أعلم. )(286أي ت ستتيب ذلك ال تبي م ن توليت ـه أ نت ،مثاله أن تكون متول يا لح مد ث عل مت أن عبدال ي تبأ من ـه فعل يك أن تستتيب عبدال فإن ل يتب من الباءة من ممد فعليك أن تبأ من عبدال هذا. )(287تقدمت ترجت عند البـيت رقم (.)218 205
بـهجة النوار
عذرا لـــــه ،إن لم
(()232وفي ولي ترك الفـــــرض اقتفـي تجد عنـه قــف) ولتَبَْر إن لـــــم (()233ثم استتبـه إن يكـــــن منك قبل جعَن ع َّ ما عمل) ير ِ أي إذا أحدث الول حدثا فل يلو ذلك الدث من أحد أمرين :إما أن يكون فيه حق ل جلّ فقط ،أو ل وللعباد معا ،ـ وسيأت بـيان المر الثان إن شاء ال تعال ـ فإن أحدث حدثا فيه الق ل وحده كترك فريضة من صلة أو صيام أو نو ذلك فـ(اقتفي) أي اتبع العذر له ف ذلك؛ فإذا احتمل له وجهُ عُ ْذرٍ من نسيان ونوه فهو على احتماله حت يصح بطلنـه ،ول يوز لك أن تبأ منـه على هذا فإذا انق طع العذر وارت فع الحتمال فالختار أن ت ستتيبـه فإن تاب ر جع ال وليت ـه وإن امت نع فعل يك أن تبأ منـه ول يوز لك التمسك بوليتـه ول الوقوف عنـه ف هذه الالة. حــــــق وللعباد (()234وإن أتى الـــــولي مـــا لله بـه كالقتل انتبـه) عنـه ،وفي (()235توله والبعـــــض منـه يقـــــــف الــــــبراءة منـه ضعف) فـــــي أصله وعارض حجـَرا (()236كذاك إن أتـــــى بفعـل ُ الحل يُرى) حقا وباطــــــل وإل (()237هذا إذا ما كان فعله احتمـــــل حيث حـل) أي إذا أحدث الول حد ثا يكون ال ق ف يه ل وللعباد كق تل الن فس ونوه؛ فلك ف يه ثلث طرق إذا ل ي صح عندك أن فعله ذلك حق أو ي صح أن ـه با طل فإن صح ح قه فل يس إل الوَل ية وإن صح باطله فليـس إل الباءة وهذا معنـ قول الناظـم( :هذا إذا مـا كان ..البــيت ال آخره) ،ومعنـ قوله( :وإل حيث حل) أي وإن ل يتمل حقه وباطله فأنـزلْه حيث نـزل من حق أو باطل ،وأما قوله( :كذاك إن أتى ..ال) ففيه الشارة إل حكم الول إن أتى فعل مجورا ف الصل لكن يصح أن تكون الباحة فيه عارضة فأشار ال أن حكم الول عند هذه الالة كحكمه فيما إذا أتى بفعل فيه ل حق ولعباده حق أي ضا أي فلك ف يه الطرق الثل ثة؛ فمثال ماكان أ صله مجورا والبا حة ف يه مك نة لعارض هو أن ترى وليّ ك يأ كل ل ما من يد مو سي ،فإن الل حم من يده حرام ف ال صل ل ن ل يعلم أن ا ُلذَكّ ي لذلك اللحم من توز ذكاتـه ،والباحة فيه مكنة لحتمال أن يكون الذابح هو غي الجوسي فمن هنا صح ف هذا الوضع الطرق الثلثة:
206
بـهجة النوار
الطريق الول :بقاؤه على حالتـه الول من الوَلية وعليه المام أبوعلي( )288ـ رضي ال تعال عنـه ـ وصححه المام أبو سعيد ـ رضي ال تعال عنـه ـ ف "الستقامة" وذلك أن وليتـه وقعت بـيقي ول يزيل اليقي إل يقي مثله. الطر يق الثا ن :الوقوف عن ـه بالرأي ل ا د خل ف يه من الشكال ما فة أن تتول مد ثا ،قال المام أ بو سعيد( )289ـ رضي ال عنـه ـ" :وهو أسلم" .يعن أن الوقوف أسلم ـ أي أقرب إل السلمة ـ. الطريق الثالث :الباءة منـه على أنـه أتى مجورا ف حكم الظاهر حت يصح أنـه أتاه على وجه من وجوه الق وعليه المام موسى بن أبـي جابر( )290حيث قال" :أتول القتول وأبرأ من القاتل" .وقد ضعف هذا الطريق جدا المام أبو سعيد ف "الستقامة" يراجعه من أراد الوقوف عليه ،فإذا ادّعى هذا )(288المام أ بو علي مو سى بن علي بن عزرة الزكوي من كبار علماء الباض ية ف القرن الثا ن الجري ،ولد ف "إز كي" احدى الدن العريقة ف عمان سنة 177هـ وتتلمذ ف بادئ المر على يد والده الشيخ علي بن عزرة وعلى العلمة هاشم بن غيلن السيجان وفاق أهل زمانـه وهو ف سن مبكر ،وكان مرجع الئمة والعلماء آنذاك فهو شيخ السلمي ف تلك الق بة .ك ما عا صر من أئ مة العدل المام غ سان بن عبدال والمام ع بد اللك بن ح يد والمام اله نا بن جي فر ومات ف زمانـه .وهو من أسرة عريقة تشتـهر بالعلم حت أن جده عزرة أحد العلماء الذين يشار إليهم بالبنان .هذا وللمام أبو علي كتاب "الامع" يقول عنـه الشيخ البطاشي ف "اتاف العيان" (" :)1/190وهذا الكتاب أظنـه من جلة الكتب الفقودة فقد بثت عنـه ف كثي من الكتبات الت اطلعت عليها ..وما وجدتـه ..مع شدة البحث ،فلعله فُقد أو احتكره من ل يعرف قي مة العلم وأهله" .وله ك ما ف "ت فة العيان" لل سالي ( 1/97ـ )101ر سالة مطولة للمام ع بد اللك بن ح يد يتجلى فيها أحوال أئمة وعلماء عمان حي يقوم العال بإسداء النصيحة الفترضة عليه لولة المر بن فيهم المام العادل نفسه ويكشف له با أتاه ال من نور البصية ما يؤدي إل صلح الدين والدنيا ف الوقت نفسه ترى فيه المام يتلقى من العال ما يود بـه من الراء بصدر رحب ف مشهد يعود بالذاكرة إل عهد اللفة الراشدة الت ل تعرف الستبداد بالرأي والنفراد باللك .وترك من ولده الشيخي موسى بن موسى وأخيه ممد بن موسى وكانا من العلماء البارزين .وكانت وفاتـه ف عام 230هـ وعمره 53سنة"( .السية" لبن مداد ص 30ـ "تفة العيان" للسالي 1/97ـ 101ـ "اتاف العيان" للبطاشي 1/181ـ .)190 )(289تقدمت ترجتـه تت البـيت رقم (.)21
)(290الشيخ موسى بن أبـي جابر الزكوي من بن ضبة بن سامة بن لؤي بن غالب ،أحد علماء الباضية من أهل عمان ف القرن الثان الجري وهو جد الشيخ موسى بن علي لمه ،وكان أحد النفر الربعة الذين تلقوا علومهم ف البصرة على يد الافظ الربـيع بن حبـيب الفراهيدي وعادوا إل عمان .كان داعية للخي مصلحا لحوال الرعية مع اتصافه بأنـه سياسي منك استطاع با أتاه ال من فضله أن يهيء الظروف الناسبة لسترجاع المامة العادلة بعد مقتل المام العادل اللندى بن م سعود ـ و قد قتله خازم بن خزي ة قائد ال سفاح العبا سي سنة 134ه ـ تقري با وب عث برؤو سهم! إل ال سفاح!! ح ت أن خازما هذا لا حضرتـه الوفاة قيل له :أبشر فقد فتح ال على يديك .فقال :غررتونا ف الياة وتغرروننا ف المات هيهات هيهات فك يف ل بق تل الش يخ!! العما ن؟! .ك ما ف "ت فة العيان" ( )1/65ـ قال الش يخ خالد بن قحطان العما ن ف "سيتـه" (ضمن "السي والوابات" :)1/121 207
بـهجة النوار
القاتـل على ذلك القتول بعـد قتله دعوى يصـح بــها تليـل دم القتول كأن يقول :إنــه ارتـد عـن السلم أو جاءه ليقتله فسبقه أو أدركه على امرأتـه فقتله ونو ذلك ،فإن كان القتول وليا ففي كل هذا يكون القاتل قاذفا ملوعا عن حكم السلم حت يأت بشاهدي عدل تصديقا لقالتـه ـ ف غي الزنا ـ وبأربعة شهود ف الزنا ،وإن كان القتول غي ول فل بأس على من قال فيه شيئا( )291من ذلك إل إذا رماه بالزنـا فإن القاذف بالزنـا ملوع شرعـا سـواء كان القذوف وليـا أو غيـ ول حتـ يضـر الشهود على ذلك وال أعلم. يوجــــب كفـــــر (()238وفي ولــــيــــــين تخالفـــــا بمـــا واحد فانبـهمــا) وقوف رأي إن (()239تول بالرأي وإن شئـــــت فقـف يكـــــونا في ضعف) وَلية المحــــــق (()240وإن يكونــا عالــمـــــين تلــــزم فيمـــــــا نعلــــــم) " ..فلما اجتمع الناس ف العسكر بنـزوى واختلط الناس ،وحضر العسكر من أهل عمان رجال لم أحدثة ل يُؤمنون على الدولة ،خاف موسى بن أبـي جابر على الدولة رئيسا ـ من أهل عمان كانوا قد حضروا ـ أن يغلبوا على المر ول يكون للمسلمي قول وتقع الفتنة .فقال :قد ولينا فلنا قرية كذا وكذا ،وقد ولينا فلنا قرية كذا وكذا ـ حت عدّد الذين ياف هم ـ وولي نا ا بن أب ـي عفان ن ـزوى وقريات الوف ـ وأح سب أن ـه قال :ـ ح ت ت ضع الرب أوزار ها .فقال بش ي :ك نا نرجوا أن نرى ما ن ب ف قد رأي نا ما نكره وال مد ل .فقال مو سى :ما فعل نا إل مات ب .ث أعل مه إن ا أراد أن يرجهم من العسكر ويفرق بعضهم عن بعض.. فلما خرجوا من نـزوى كتب موسى بن أبـي جابر ف آثارهم فعزلوا قبل أن يصلوا القرى الت ولهم موسى رحه ال. وإنا كانت حيلة منـه رحه ال احتالا للمسلمي حدثن بـهذا ثقة من السلمي من أهل العلم والورع ،وبقي ابن ابـي عفان ف العسكر فظهرت للمسلمي منـه أحداث ل تعجبـهم فلم يرضوا بسيتـه ،وأخرجوه من نـزوى عن وجوههم حيلة من ـهم ،فل ما خرج من ن ـزوى اجتمعوا واختاروا لنف سهم إما ما فقدموا وارث بن ك عب إما ما ."..ا.ه ـ ومن ـه يتضح الدور الذي قام بـه الشيخ موسى ف ضبط أحوال الدولة وتنصيب المام العادل الوارث بن كعب وف "تفة العيان" للسالي (" :)1/77لا أراد السلمون أن يعزلوا ممد بن أبـي عفان حضر موسى بن أبـي جابر العسكر وهو شيخ كبـي مشدود على حاجبـيه بعمامة وهو نائم ـ مستلق ـ على سرير ف العسكر ،وقد خرج وارث يريد العسكر مناظرا متجا على ا بن عفان إذ أرادوا عزله .فقالوا لو سى :مَن إمام نا؟ .فقال مو سى :أ نا إمام كم .فل ما و صل وارث إل ن ـزوى أ خذ موسى بـيده فقدمه إماما ،فما علمنا أن أحدا من الناس عاب ذلك على وارث .".ومنـه تتضح الكانة الت يتلها الشيخ ف متمعه ،وله تآليف لعبت بـها عوادي الدهر ل يبق منـها إل مسائل متناثرة ف الوامع الفقهية .وكانت وفاتـه ف 11 مرم سنة 181هـ عن عمر يبلغ 94عاما. ("ال سي والوابات" 1/121ـ "ال سية" ل بن مداد ص 30ـ "ت فة العيان" لل سالي 1/77ـ "طلقات الع هد الرياضي" للسيابـي ص 47ـ "اتاف العيان" للبطاشي .)1/168 )(291ف هذا نظر. 208
بـهجة النوار
وقيـــــل من لم
(()241وأوجـبن بــــــراءة من المصــــر يتـــوله عُــــــــــذر) اذا اختلف الختلفان ف الد ين فل يوز أن يكون كله ا مق ي ،ويوز أن يكون كله ا مبطل ي وأن يكون أحدها مقا والخر مبطل ،فإذا وقع ذلك ف حضرتك أو بلغك( )292علمه [من حيث ل تشك فيه]( )293فل يلو هذان الُختلِفان من أحد أمرين؛ إما أن يكونا غي وليي لك ـ فيما تقدم ـ فأنت ف سلمة من أمره ا الل هم إل أن يكون ال حق من ـهما عال ا فيق يم ال جة عل يك ببطلن من خال فه فحينئذ يلز مك أن تبأ من الب طل على الذ هب الختار ،أو يكون الدث ف الملة فل ي سعك ال هل بضلل ا ُلضِل ،أو يكون الدث ف شيء من تفسيها فأنت على ما تقدم من الختلف. وإن كانا وليي لك فيما تقدم فل يلوان من أحد أربعة أمور 1 :ـ إما أن يكونا ضعيف ي معا 2 .ـ أو عال ي م عا 3 .ـ أو الحق عال ا والب طل ضعيفا 4 .ـ أو الع كس .فإن كانا ضعيف ي معا فلك ف أمره ا طريقان: الطريق الول :تنـزيلهما من وَلية الدين إل وَلية الرأي. الطر يق الثا ن :أن ت قف عن ـهما وقوف رأي ،ومع ن وقوف الرأي أن تعت قد أ نك وا قف عن ـهما ل ا عرض لك من ال مر الش كل ب يث ل يوز أن يكو نا ف يه كِله ا مق ي وتعت قد مع ذلك أ نك تتول ال حق من ـهما و تبأ من الب طل[ ،فينب ن]( )294على ما ذكر نا أ نك إذا توليت ـهما برأي يوز لك أن تد عو ل ما ك ما كان للول بشري طة( ،)295وإذا وق فت عن ـهما بالرأي ل يوز لك أن تد عو ل ما ب ا يستحقه الول حت يتبـي لك الحق منـهما فتواليه والبطل فتعاديه. وإن كان كله ا عال ي فل يوز لك إل أن تتول ال حق من ـهما على ما كان عل يه من وَل ية الد ين وتبأ من البطل بدين وهذه إحدى طريقتي فيه ،والطريقة الثانية :ل تلزمك الباءة من البطل منـهما إذا ل يتبـي لك ضلله بل يوز لك أن تتوله برأي وأن تقف عنـه برأي وهذه الطريقة موقوفة على شرطي؛ أحدها :أن ل تمع الختلفي ف وَلية الدين .وثانيهما :أن ل تبأ من الحق منـهما لجل قوله بالق وأن ل تقف عنـه برأي ول دين.
)(292ف (ب) :أو معك علمه .والتصحيح من (أ). )(293ساقطة من (ب). )(294من (ب).
)(295أي يد عو له مع تضم ي أن تق قه مشروط بكون ـه ول يا ع ند ال أو كون ـه أ حد م ستحقي ال نة فإن ل ي كن كذلك كأن يكون غي مستحق لذا الدعاء ـ كالرائي أو النافق ـ فل. 209
بـهجة النوار
∙وإن كان ال حق عال ا والب طل ضعي فا فه ما بن ـزلة أن لو كا نا عال ي .وإن كان الب طل عال ا وال حق ضعيفا فهما بنـزلة أن لو كانا ضعيفي وال أعلم. قالــوا فذاك (()242ومن تولـــــى محــدثا لفعلــه هالــــــك كمثله) ل يوز ل حد أن يتول ُمحْدِثَا حَدَ ثا من الحداث القب ـيحة على حد ثه ذلك ،و من ف عل ذلك ف هو هالك كمثـل الحدث ويطلق عليـه مـن التسـمية مـا يطلق على الحدث قال تعال :قــل فلم تقتلون أنبـياء الله من قبل البقرة 91 :وكان هؤلء الخاطبون ف زمن خات الرسل ول يقتلوا نب ـيا بأيدي هم وإن ا سّاهم قتلة لوليت ـهم آباء هم القاتل ي ،وقال تعال :ومـن يتولهـم منكـم فإنــه منــهم الائدة 51 :ف قد ح كم رب نا تعال ف هذه اليـة على ا ُلتَ َولّي ب كم ا ُلتَ َولّى فجعلهم سواء ف الضللة وال أعلم. البــاب الثالــث ـ من الركــن الثالـــث ـ في الـوقـوف وأقسامـه وأحكامـه اشكــــال أو (()243وقوف ديـــن رأي أو ســـــــؤال شــــــك على ضلل) (الوقوف) ا صطلحا هو الم ساك عن الدخول ف وَل ية أ حد بعين ـه و عن الدخول ف الباءة من ـه فيسمى المسك عن ذلك واقفا وأقسامه خسة 1 :ـ وقوف الدين 2 .ـ ووقـوف الرأي 3 .ـ ووقوف السـؤال4 .ــ ووقوف الشكال5 .ــ ووقوف الشـك .فهذه خسـة وقوفات كلهـا جائزة إل الخيـ منـها. بدأ الناظم بوقوف الدين لكونـه أصل الوقوفات ولنـه الجتمع عليه وعلى وجوبـه دون الثلثة الت تل يه فإن ـه متلف ف ثبوت ـها و ف وجوب ـها ،وثَنّ ى بوقوف الرأي لكون الرأي جزءا من الد ين ف هو عند من رأى ثبوتـه واجب ول يوز تركه ف موضعه عنده ،وثلّ ثَ بوقوف السؤال لكونـه أخص َبـ وقوف الرأي أوجـب وقوف السـؤال ونفاه مطلقـا مـن وقوف الرأي ومل ِزمَا له فبعـض مَن أوج َ آخرون من ـهم ،و َعقّب ـه بوقوف الشكال لكون ـه أ خص من وقوف الرأي أي ضا ف في ب عض صور وقوف الرأي يكون وقوف الشكال و ف بعض ها ل يو جد ،وخَتَم بوقوف ال شك ليتم كن من ب ـيان حُكمه كما أشار ال ذلك بقوله( :أو شك على ضلل). خـــــيرا وشـــــراً ى لم تعهــد (()244فالديــــن في كــــل فت ً منـه كيمــا تقتدي) 210
بـهجة النوار
هذا بـيان وقوف الدين وبـيان مله ،فأما وقوف الدين فهو الكف عن وَلية معي وعن الباءة منـه ـ ك ما تقدم ـ ،وأ ما مله فإن ـه يكون ف كل مكلف ل تعلم من ـه من أعمال ال ي ما يو جب الوَلية ول من أفعال الشر ما يوجب الباءة فإن حكم مثل هذا الشخص الوقوف وجوبا ،ول يسعك ف يه إل ذلك لن القدوم على وَل ية الجهول مجور دي نا وكذا القدام على الباءة من ـه ،ومع ن قوله: (كيما تقتدي) أي لتقتدي با علمت منـه ،أي ل يتقدم لك فيه علم خي يوجب الوَلية ول علم شر يوجب الباءة فتقتدي با علمت فيه ،فـ(ما) ف قوله( :كيما) زائدة وال أعلم. أمـرا عليـك (()245والرأي في الولــــي إن تسنَّمـا حكمــــــه قـد أبـهمــا) فهو حليــــــف الرأي (()246وقيل والســـــؤال مع ذا يلزم مع من ألزموا) وقوف الرأي هو أن تقف عن الذي تقدمت له عندك وَلية بسبب ركوبـه أمرا أشكل عليك حكمُه واستتر عنك علمه فل تدري أهو حق فتواليه عليه أو باطل فتعاديه عليه فإن أصحابنا من أهل الشرق ـ رح هم ال تعال ـ جوزوا لك ف هذه الالة الوقوف عن ول يك ح ت تعلم ح كم حد ثه و سوا الوقوف بـهذا العن وقوف الرأي ،وبعض من أجاز ذلك قد أوجب على الواقف أن يسأل عن حكم حدث ول يه ح ت يرج عن حيّ ز الشكال ال مقام الب ـيان ،و سوا الوقوف بالرأي مع اعتقاد ال سؤال عن ح كم الدث وقوف ال سؤال وهذا مع ن قوله( :وق يل وال سؤال ..الب ـيت) ،وأ ما قوله( :ف هو حل يف الرأي) أي فوقوف ال سؤال ملزم لوقوف الرأي ع ند الذ ين قالوا بلزو مه ،أي ل يكون وقوف ال سؤال ع ند القائل ي ب ـه إل و هو م صاحب لوقوف الرأي فإن كان مع وقوف الرأي اعتقاد سؤال سُمّي وقوف سؤال ووقوف رأي ،وإن ترد وقوف الرأي عن اعتقاد السؤال فيسمى وقوف رأي ليس إل وال أعلم. وقوف إشكـــــال إذا (()247وفي وليـين تلعنــــــا احكــم لم يـعلم) أن ل تولى غـــــير من (()248بطلن كل منـهمـــــا والشك يشــك) وقوف الشكال هو الوقوف عن الوليي إذا َفعَل ِف ْعلً يوجب كفر أحدها وذلك مثل أن يلعن بعضهما بع ضا أو يبأ بعضه ما من ب عض ول ُيعْلَم أيه ما الب طل وأيه ما ال حق ف ذلك فإن الوا جب على من يتوله ا إذا سع من ـهما ذلك أن ي قف عن ـهما لذا الشكال الذي ه ا فيه ،فإن ـه ل بد من بطلن أحدها فإذا تولها معا كان ول شك واقعا ف وَلية مبطل وإذا تبأ منـهما معا خيف عليه الوقوع ف الباءة من ال حق ،هذا على قول من أثبت وقوف الشكال من أصحابنا و هم الشار قة ـ رح هم ال 211
بـهجة النوار
تعال ـ ومن أوجب اعتقاد السؤال عند وقوف الرأي أوجبـه هاهنا أيضا لكن ل على معن التجسس على( )296البطل من الوليي وإنا يعتقد السؤال عندهم ف هذا الوضع لقصد الروج عما وقع فيه من الال ،فإذا عرفت هذا كله فاعلم أن وقوف الشكال أخص مطلقا من وقوف الرأي فإن وقوف الرأي ي صدق على الوقوف عن الولي ي إذا أحد ثا حد ثا ل يكونان ف يه مق ي فلم يُعلم مَن الب طل من ـهما ويصـدق على الوقوف عـن الول إذا أحدث حدثـا ل تعرف حكمـه؛ ووقوف الشكال ل يصـدق إل على الولي ي إذا أحد ثا حد ثا ل يُ ْدرَ أيه ما الب طل ف يه ،وت سمية ال كل اصـطلح ول مشا حة ف الصطلح ..أما قوله( :والشك..ال) فهو اشارة ال بـيان حقيقة وقوف الشك و َعرّفَه بأنـهَ :ترْ كُ وَلية من ل يشك مثل شكك .أي فوقوف الشك هو أن تقف عن شيء وتترك وَلية من دخل فيه بشرط أن يكون ذلك الشيء ل يوجب بطلن الداخل فيه ،وحكم هذا الوقوف أنـه مرم لا فيه من ترك وَلية الحق لجل حق دخل فيه وترك وليتـه بـهذا العن حرام فوقوف الشك أيضا حرام وال تعال أعلم. البـــاب الــرابـع ـ من الركــن الثـالــث ـ في أقسام الذنوب ومعرفة الصغائر والكبائر منـها ناسب ذكر هذا الباب ف هذا الركن إنا هو لجل ما يترتب على معرفة الصغائر والكبائر من أحكام الوَل ية والباءة ،على أ ن أقول :إن علم الوَل ية والباءة إن ا هو منح صر ف معر فة ال صغائر والكبائر فالعال بالصـغائر والكبائر عال بالوَليـة والباءة ،ول يكون عالاـ بالوَليـة والباءة وإن أحاط بأقوال العلماء فيهما حت يكون عالا بالصغائر والكبائر. هذا وأما البابان اللذان يليان هذا الباب إنا ها معه بنـزلة الزء من( )297الكل وبنـزلة التفصيل مع الجال فإن كل منـهما ف بـيان بعض مصوص من الكبائر وف بـيان أحكام ذلك لكن لا كانت تلك الكبائر الذكورة ف الباب ـي مت صة من ب ـي سائر الكبائر بأحكام تتر تب علي ها افرده ا ف التراجم كما ل يفى ذلك على متأمل منصف وال أعلم. ول ا كا نت جزئيات الكبائر وال صغائر يفوت ح صرها أ خذ العلماء ف ب ـيان الفرق ب ـينـهما إجال ليستدل الواقف عليهما بـهذا الجال الذي ذكرتـه العلماء ،وقد أخذوا ف تعريف الكبائر وعرّفوها بدود كثية أصحها ما أشار إليه الناظم بقوله حيث قال: )(296ف الصلي :عن .وأصلحتـه للسياق. )(297ف (أ) :إل. 212
بـهجة النوار
حد ٌّ بـه والبــــــاري َ
(()249والذنب قسمـــــــان كبـير وجبــا منـه غضبـــا) (()250فأوجب اللعن عليه أو سخـــــــط أو قبَّح الرســــــول من بـه سقط) ينقسم الذنب ال صغي وكبـي فأما الصغي فسيأت بـيانـه ،وأما الـ(كبـي) فهو الذنب الذي ثبت لفاعله بسببـه حَدّ ف الدنيا ـ كالزنا والسرقة وشرب المر ـ أو وعيد ف الخرة وهو ما أشار اليه الناظم بقوله( :والباري منـه غضبا) وذاك مثل العقوق والرّبا ،ويدخل تت هذا النوع ما ترتب على فاعله ب سبب فعله الل عن كالشرك ف قوله تعال :أولئك جزاؤهـم أن عليهـم لعنـة صفَه بأن ـه كب ـي أو عظ يم الله ..ال ية آل عمران 87 :وكذا أي ضا ما اقترن ب سخط من ال تعال فوَ َ وذلك كما ف قوله تعال :إنـه كان حوبا كبـيرا الن ساء 2 :سبحانك هذا بـهتان عظيم النور 16 :وكذا يدخل تت هذا النوع أيضا الذنب الذي قال فيه رسول ال قبح ال فاعل كذا)298( ..فإن التقبـيح ونوه ل يصدر من الشارِع إل على ما كان كب ـيا من الذنوب وال تعال أعلم. إن خـــــف والرقــــص (()251وعكسه الصغير مثل الكـــــذب ومثل اللعب) (الصغي) من الذنوب هو عكس الكبـي فيقال ف تعريفه :هو الذي ل يثبت على فاعله حَدّ ف الدنيا سبَ هذا النكار ال ا بن عباس فروي عن ـه ول وع يد ف الخرة .وأن كر بعض هم وجود ال صغائر ونُ ِ أنـه قال" :كل معصية يُعصى ال بـها كبـية" .وهذا النكار منـه ـ رضي ال عنـه ـ إنا هو إنكار لتسمية الصغية صغية ل إنكار لكمها فإن حكمها ثابت بنص الكتاب ليس لحد رده ،وبعض )(298يكن التمثيل له با ورد من لعنـه لبعض مرتكبـي الوبقات ـ ول شك أن اللعن أشد أنواع التقبـيح ـ: oكقوله » :لعن ال المر وبائعها ومشتريها وعاصرها وحاملها والحمولة إليه وشاربـها« جاء من طريق ابن عباس ر ضي ال عن ـهما رواه الرب ـيع الفراهيدي [ ]625والا كم ف "ال ستدرك" [ .]2234و من طر يق ا بن ع مر ر ضي ال عنــهما رواه أحدـ فـ "مسـنده" [ ]5718وأبوداود [ ]3674والاكـم [ ]2235والطـبان فـ "الصـغي" []740 والبـيهقي ف "الكبى" [ ]10778وغيهم. oوقوله » :لعن ال النامصة والتنمصة والواصلة والستوصلة والواشة والستوشة والتفلجات للحسن« جاء من طريق ابن عباس رضي ال عنـهما رواه الربـيع الفراهيدي [ .]637وجاء بألفاظ مقاربة من طريق ابن عمر رضي ال عنـهما عنـد البخاري فـ "صـحيحه" [ 5931و 5937و 5940و 5943و ]5947ومسـلم فـ "صـحيحه" []2125 والترمذي [ 1759و ]2783والنسائي ف "الصغرى" [ ]5109وابن ماجة [ ]1989وابن حبان [ ]5489والطيالسي [ .]1825و من طر يق ا بن م سعود ع ند أح د [ ]4342وا بن حبان [ ]5481و هو موقوف عن ـه ع ند الدار مي [ .]2647ورواه ابن حبان [ ]5490عن عائشة رضي ال عنـها .ورواه ابن ماجة [ ]1988عن أساء رضي ال عنـها. 213
بـهجة النوار
أصحابنا قال بوجود الصغائر وأنكر تعيينـها ف الارج فمعه أنـها موجودة غي معلومة للبشر قال: "ولو ُعيّنَت لكان تعيين ـها اغراء على ارتكاب ـها من ح يث أن ـها معفوّ عن ـها بإجتناب الكبائر". وذهب جهور أصحابنا من أهل الشرق ال أنـها موجودة ف الارج معلومة للبشر و َمثّلُوا لا بالكذب الف يف وبالر قص وبالل عب الغ ي مباح وهذا مع ن قول النا ظم( :م ثل الكذب إن خف ..ال) والراد بالكذب الف يف هو :الذي ل ُيبْطَل ب ـه ح قٌ ول ُيعَطّ ل ب ـه ح كم .فإن ترتّب عل يه أ حد هذ ين الذكورين فليس بفيف ويكون حينئذ من كبائر الذنوب ،والراد باللعب الغي مباح هو اللعب الذي ل تَرِد من الشارع إباحتـه فإن ما كان منـه مباحا فليس بعصية أصل وذلك مثل ملعبة الرجل لفرسه وقو سه و ِعرْ سِه وولده ال صغي و ما أشب ـه ذلك ،ولرب ا خر جت هذه الشياء و ما أشب ـهها من حد الباحة ال حد الندبـية وربا خرجت عن الباحة ال حكم( )299التحري بسب النية وال تعال أعلم. أتى الكبـير في (()252ومن أصَّر لصغير فكمـــــــن الكتـــــاب والسنن) للصـغائر مـن الذنوب أحكام كمـا أن لكبائرهـا أحكامـا أيضـا ،فمـن أحكام الصـغائر ماهـو مشترَك ب ـينـها وب ـي الكبائر و هو كون ال صرار علي ها كب ـية فإن كون ال صرار كب ـية موجود ف ال صغائر والكبائر ،و من أحكام ها ما هو م تص ب ـها دون الكبائر ـ و سيأت ب ـيانـه ع ند قول الناظم( :والكم للراكب ذنبا صغرا ..البـيت) ـ ،فأما الصرار على الصغية فإنـه يصيها كبـية من كبائر الذنوب لقوله تعال :ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون
آل عمران :
135بعـد قوله تعال :والذيــن إذا فعلوا فاحشــة أو ظلموا أنفســهم ذكروا الله فاســتغفروا لذنوبـــهم ..اليـة آل عمران 135 :فإن قوله تعال :ولم يصــروا معطوف على قوله :ذكروا الله فاستغفروا لذنوبـهم أي ذكروا عقاب ال فحملهم ذلك على طلب الغفران والقلع عن الذنب وفعل ذلك واجب بعد فعل الفاحشة وبعد ظلم النفس، ووجوب ذلك قط عي لذه ال ية وغي ها فوجوب العطوف عل يه قط عي لذلك ،هذا تر ير ال ستدلل بالية وفيه نظر ل يفى على متأمل ووجه ذلك النظر أنـه لو سُلّم وجوب ترك الصرار لا ذكر هاهنا فليس فيه دليل على تريه ف الصغية لنـه إنا سيق ف مقام القلع عن الفاحشة وظلم النفس وها سنّة وإجاع المة على أنـهم ل يتمعون على ضللة كبـيتان ،فالحسن الرجوع ال الستدلل بال ُ ()300 صرّون قدما ال النار« بنص الشارع على ذلك ..فمن السنة الصرية ف ذلك قوله » :هلك ال ِ )(299ف (ب) :حد التحري .وها سيان إذ القصود النتقال من الباحة ال التحري. )(300ل يتيسر ل العثور عليه. 214
بـهجة النوار
وف حديث» :ل صغية عند اصرار ول كبـية عند توبة واستغفار«( )301وهذه الحاديث وإن كانت أحاد ية ال سناد فمعنا ها م ستفيض( )302ف ال مة وعل يه أطب قت كل مة العلماء فل ت د في هم من يلل الصرار أصل ول من يقول إن الصرار صغية وال أعلم. أبـى إلـــــى الله ببغضــه (()253وراكب الكبــــير تَوِّبـه فإن فــــدِن) ثم استمر إن عــــــن (()254وبعضهــــــم ضللــه وتوَّبــــا التوب أبى) هذا ب ـيان ح كم الكبائر من الذنوب؛ اعلم أن للكبائر أحكا ما من ـها ما يكون ف الخرة و هو اللود ف النار والعياذ بال وقد تقدم بـيان هذا الكم ف باب الوعد والوعيد ،ومنـها ما يكون ف الدنيـا وهذا النوع ينقسـم ال قسـمي :أحدهاـ :مـا يكون مـن العقوبات العاجلة على فاعـل ذلك كالقطع ف السرقة واللد والرجم ف الزنا واللد ف المر ونو ذلك ومل هذا القسم ف الفقه فل حا جة لذكره ه نا .وأ ما الق سم الثان :ف هو :ما يتعلق من أحكام ها بالعتقاد و هو الراد بقول النا ظم: (ورا كب الكب ـي ..الب ـيتي) [وحا صل ما فيه ما أن العلماء اختلفوا ف را كب الكب ـي]( )303من الذنوب على مذهبـي: الذ هب الول :أن فا عل الكب ـية ي ستتاب من فعله فإن تاب قُبِل من ـه ،وإن أ صر على مع صيتـه وامتنع من التوبة بُرئ منـه وهذا معن قول الناظم( :تَوّبـه ..ال) ،ومعن (أبـي) أي امتنع ،ومعن قوله( :إل ال ببغ ضه فدن) أي اعتقد بغضه دينا ل تعال وهذا الذهب هو اختيار المام أبـي سعيد )(301أخر جه القضا عي ف "م سند الشهاب" بر قم [ ]853من طر يق ا بن عباس ر ضي ال عن ـهما مرفو عا بل فظ» :ل كبـية مع استغفار ول صغية مع اصرار« .وف اسناده مقال .وجاء ف "شعب اليان" للبـيهقي [ ]7268موقوفا على ابن عباس رضي ال عنـهما قال" :ل كبـية بكبـية مع الستغفار ،ول صغية بصغية مع الصرار ".وف اسناده اللل والنيعي ل أعرفهم. ويبدو أن هذا الديث غي ثابت كما يفهم من كلم العجلون ف "كشف الفاء" ( )2/364وما ف "ميزان" الذهبـي ( )4/537وال أعلم. )(302ال ستفيض والشهور سيان ع ند ب عض العلماء ويعنون ب ـه ما ورد من طر يق في ها أك ثر من ثل ثة ف الطب قة ،قال ال سخاوي ف "ف تح الغ يث" ( 3/33دار الك تب العلم ية)" :والشهور بأك ثر من الثل ثة ،سي مشهورا لوضوح أمره يقال: شهرت ال مر .لشهرة ،شهرا ،وشهرة ،فاشتــهر .و هو السـتفيض على رأي جا عة من أئمـة الفقهاء والصـوليي وبعـض الحدثي ،سي بذلك لنتشاره وشياعه ف الناس ،من فاض الاء يفيض فيضا ،وفيوضة إذا كثر حت سال على صفة الراوي". ا.هـ وبعضهم يعل الستفيض أخص من الشهور وحدوه بأنـه ما تلقتـه المة بالقبول دون اعتبار العدد ،ولذا قال أبو بكر الصيف والقفال إنـه هو والتواتر بعن واحد .انظر "فتح الغيث" (.)3/34 )(303هذه القطعة سقطت من (ب). 215
بـهجة النوار
ـ ر ضي ال عن ـه ـ ومقت ضى ظاهره أن فا عل الكب ـية ي ستتاب ق بل الباءة من ـه كان ول يا ق بل فعلها أو غي ول. المذهـب الثانـي :أن فا عل الكب ـية يُبأ من ـه من ح ي فعله ذلك ث ي ستتاب فإن تاب قُ بل منـه وإن أصر مستمرا على ذنبـه استمر على الباءة منـه ،وهذا معن قول الناظم( :وبعضهم ضلله ..ال) أي وبعـض العلماء حكـم بضلل فاعـل الكبــية واعَتقَدَ الباءة منــه قبـل أن يسـتتيبـه ثـ استتابـه من بعد ذلك ،ولبد من الستتابة عند الفريقي على من قدر عليها لنـها من باب المر بالعروف والن ـهي عن الن كر وي سقط فرض ها ع من ل يقدر على فعل ها واللف ف وجوب ـها على القادر ال يس من قبول الفا عل ل ا كل ذلك تر يج على مذاهب ـهم ف ال مر بالعروف والن ـهي عن النكر وال أعلم. إســـــلمه حتــــى (() 255والحكم للراكــــب ذنبا صغــرا يُرى مستكبرا) قد تقدم بعض أحكام الصغائر وهو الكم الشترك بـينـها وبـي الكبائر وهذا مل بـيان الكم الاص ب ـها ،اعلم أن ال كم الاص بال صغائر نوعان؛ دنيوي وأخروي فأ ما حكم ها الخروي ف هو أنــها مغفورة باجتناب الكبائر لقوله تعال :إن تجتنبوا [كبائر مــا تنـــهون عنـــه نكفر عنكم سيئاتكم النساء 31 :ولقوله تعال :الذين يجتنبون]( )304كبائر الثم والفواحـش إل اللمـم إن ربـك واسـع المغفرة النجـم 32 :واللمـم هـي صـغائر الذنوب .وأما حكمها الدنيوي فهو أنـه ُيحْكَم لفاعلها ببقائه على السلم فل ُيضَلل ول ُيفَ سّق حت يُعلم منـه إصرار عليها وهذا معن قوله( :حت يُرى مستكبا) أي حت يعلم منـه استكبارٌ عن طاعة ال وعدم انقياد لمر ال .ث إن الناظم أخذ ف بـيان حقيقة الصرار فقال: إذا مضى ولم (()256والخلف في الصرار للصغير هــــل يتـــــب من العمل) والثـــــاني عنـدهم (()257أو إن يكــن أتـــــاه باستـخـفــاف بــل خـلف) أي اختلف العلماء ف ب ـيان حقيقة الصرار الذي تصي بـه الصغائر كبائر ويستحق فاعله التضليل والتفسيق فقال قوم :إن الصرار على الذنب هو القامة عليه وترك القلع عنـه ،ومثل هذا الذهب
)(304هذه القطعة ساقطة من (أ) فدمت فيها اليتان وهو أردى أنواع التصحيف ـ حي يكون ف كتاب ال ـ والتكملة من (ب)؛ أعن بـيان أن الؤلف أراد ذكر اليتي معا. 216
بـهجة النوار
ما يروى عن ال سّدي( )305ح يث قال" :إن ال صرار ال ستمرار" .وذ هب آخرون ال أن ال صرار على الذنب هو فعله بقصد الستخفاف له واستحقاره ،وهذا الوجه ل خلف بـينـهم أنـه اصرار وإنا اللف ف الو جه الول ،أ ما إذا أ تى الذ نب م ستخفا لن ـهي ال عن ـه ف هو والعياذ بال شرك فاف هم الفرق ب ـي ال ستخفاف للذ نب وب ـي ال ستخفاف لن ـهي ال عن ـه فإن ـه مزلة القدام ،و عن السن(" :)306إن اتيان الذنب عمدا إصرار" .وعليه فهو مذهب ثالث وترير القام أن فاعل الصغية ل ختَلَف فيه ل يعد دينا وال يُبأ منـه حت يَنـزل منـزلة ل خلف بـي العلماء أنـها إصرار لن ا ُل ْ تعال أعلم. فبعضـهم فـــــي (()258والخلف في الولـــــي إن أتاه حـكمـه رآه) الى الوقوف قبــــــل أن (()259ولم يُتَوِّبـه وبعـض ذهبـــا يتوبا) وبعــــــد ذا استتابـه من (()260وبعضهـــــم أحسن ظنـه بـه ذنبـه) الاء فـ قوله( :أتاه) عائدة ال الذنـب الصـغي ل ال الصــرار ــ كمـا يُعلم ماـ تقدم أن الصـرار كبـية ـ والعن أن العلماء اختلفوا ف الول إذا أتى الذنب الصغي فذهب بعضهم ال أنـه باق على وليتـه غي متاج ال أن يستتاب من ذنبـه وهذا معن قوله( :فبعضهم ف حكمه رآه ،ول يتوبـه) والراد بكمه أي الكم الذي كان عليه قبل ذلك الفعل وهو الوَلية وهذا الذهب هو أصح الذاهب فيه ،وذهب قوم ال الوقوف عنـه بالرأي حت يستتاب فإن تاب ُقبِل منـه ورجع ال وليتـه وإن أصر بُرِئ منـه ،وذهب آخرون ال أنـه ليوقف عن وليتـه ولكن يسن بـه الظن ويستتاب من ذنبـه فإن تاب قبل منـه وإن أصر برئ منـه وال سبحانـه وتعال أعلم. البـاب الخـــامـــس ـ من الـركـن الثــالـث ـ في شيء من الكبـائر وأحكـام القـاذف )(305هو أبو ممد اساعيل بن عبد الرحن بن أبـي كرية السدي القرشي مولهم وهو السدي الكبـي كان يقعد ف سدّة باب الامع فسمي السدي .روى عن أنس ،وابن عياس ،ورأى ابن عمر ،والسن بن علي ،وأبا هريرة ،وأبا سعيد ،وروى عن أب ـيه وعطاء وعكر مة وغي هم وروى عن ـه شع بة والثوري وأبوعوا نة وغي هم .قال ف يه ا بن تغري بردي :صاحب التفسي والغازي والسي ،وكان اماما عارفا بالوقائع وأيام الناس .وهو متلف فيه فقد وثقه أحد ولينـه بعضهم وضعفه ابن مع ي وكذب ـه الوزجا ن ،مات سنة 127ه ـ أ ما ال سدي ال صغي ف هو م مد بن مروان الكو ف أ حد التروك ي "( .سي النبلء" للذهبـي 6/86ـ "تـهذيب التـهذيب" لبن حجر 1/283ـ "العلم" للزركلي .)1/317 )(306هو السن البصري تقدمت ترجتـه عند البـيت رقم (.)39 217
بـهجة النوار
والقذف في الكل
(()261وغيـبة المؤمـــــن والتجـــــــسس حــــــرام أسســوا) ذَكَر ف هذا الب ـيت من الكبائر ثل ثة أنواع أحده ا م تص بكون ـه كب ـي ف الؤ من ل ما عداه، والنوعان الخران مشترك ف حجرها الؤمن والكافر وها التجسس والقذف بالزنا. فأمـا الول :فقـد اسـتُ ِدلّ على أنــه مجور فـ الؤمـن خاصـة بقوله عزوجـل :ول يغتـب بعضكم بعضا الجرات 12 :والطاب للمؤمني كما يعلم من أول الية والغيبة ف النافق والشرك مباحة لفهوم الية ولقوله » :أذيعوا بب الفاسق ليحذر الناس شره«( )307ولفظة الفاسق يشترك فيها النافق والشرك واشتُرِ طَ ف هذا أن يكون التكلم غي متلذذ بغيبة هؤلء بل يكون ناويا فيه( )308تذير الناس من أن يقعوا ف أحبولة غدره كما يُعلم من الديث. النوع الثاني :التجسس وهو سؤال عن أحوال الغي لقصد الطلع على عوراتـه ،وحكمه أنـه مجور ف الؤ من والكا فر وإن ا قل نا أن التج سس هو ال سؤال عن أحوال الغ ي لق صد الطلع على عوراتـه ليخرج نو ما ذكره المام أبو سعيد ـ رضي ال عنـه ـ ف أن من خرج مستخبا عن الؤمن ي الاض ي لي سلك من ـهاجهم و عن الف سقة وأ هل الحداث ليجت نب اعوجاج هم أن ـه ل بأس عليه إذا كان على هذا القصد ـ وهذا عنده غ ي ت سس ـ فإذا صادف ما تب ب ـه الوَل ية ُلعَيّ ن توله بـه أو الباءة لعيّن تبأ منـه بـه. النوع الثالث :القذف و هو نوعان؛ النوع الول :قذف بزنا و هو مجور ف ال كل أي من م سلم وكا فر قال تعال :والذيـن يرمون المحصـنات ثـم لم يأتوا بأربعـة شهداء ..ال ية النور . 4 :النوع الثا ن :قذف ُب َكفّرَةٍ غ ي الز نا و هو مجور ف الؤ من خا صة ويل حق ب ـهم مهول الال لن التكلم ف يه كذب صريح ـ و قد تقدم ذ كر هذا النوع ف باب الوَل ية والباءة ـ والقصود ف هذا الباب بـيان أحكام فاعل النوع الول. عبـــــدا وإن صبـيا (()262وقاذف الـولـــــي إن حـرا وإن كفره زكن) وبالغــا كـان (()263وإن يكن حرا ولم يكن ولـــــي فمثــــــــل الول) )(307تقدم الكلم عليه ف التعليق على البـيت رقم (.)230 )(308أي بذكر مثالب ذلك الذي تل غيبتـه وجعها بعضهم فقال: مُتَظّلمٍ ،و ُمعَـ ّرفٍ ،و ُمحَ ّذرِ ح ليس ِبغَيبَةٍ ف ستـــةٍ ال َقدْ ُ طلب العانة ف إزالة مُْنكَـرِ ولظهر فسقا ،و ُمسْتَ ْفتٍ ،ومَـن 218
بـهجة النوار
القاذف بالزنا له أربع منازل؛ النـزلة الول :يَكفر فيها من حينـه اتفاقا ،النـزلة الثانية :يتلف ف كفره إل بعد المتناع عن التوبة ،النـزلة الثالثة[ :ل يكون فيها كافرا من حينـه حت يصر على قذفه اتفاقا ،النـزلة الرابعة )309(]:ل يكون فيها كافرا أبدا ما ل يكن مفتريا ـ ف قوله ـ فإن كفره إذن من حيث الفتراء ـ وسيأت تفصيل كل من الثانية والثالثة والرابعة على التوال ـ. وأما المنـزلة الولى :وهي الت يكفر فيها القاذف من حينـه فتقع ف موضعي :الموضع الول :إذا قذف القاذف وليا ـ سواء كان ذلك الول حرا أو عبدا أو صبـيا ذكرا أو أنثى كانت وليت ـه واج بة على أ هل الدار جي عا أو على أ حد م صوص فيقذ فه ـ مع وليّ ه( )310وهذا مع ن قول الناظم( :فكفره زكن) أي عُلِم ،فأما الر والعبد فقد تقع لما وَلية من خاصية أنفسهم؛ وأما الصبـي فوليت ـه بوَل ية أب ـيه بإجاع و قد اختلف ف وليت ـه بأ مه هل هي واج بة أو ل؟ ..قولن .هذا ما عل يه ال صحاب ف هذا القام والذي يظ هر ل من غ ي ق صد خلف ل م أن قاذف ال صبـي ل يكون بنفس القذف فاسقا وإن كان الصبـي وليا لن الزن من الصبـي نف سه إذا تُُيقّن صدوره من ـه ل يرجه عن حكم الوَلية لرتفاع التكليف عنـه ،وإذا ل يكن الصبـي بذلك فاسقا فالقاذف له بذلك ل يكون ف حكم القاذف لن هو يفسق بذلك( )311وال أعلم. الموضـع الثانـي :إذا قذف القاذف حرا بالغا من أ هل القرار ول ي كن ذلك القذوف وليا فهو كال كم الول أي يك فر ذلك القاذف من حين ـه ،وانت صب (حرا..وعبدا..و صبـيا) على أن كل واحد منـهن خب لكان مذوفة مع اسها تقديره إن كان الول حرا وإن كان عبدا وإن كان صبـيا. (()264وإن ي ُ غـــــير وليــــين ك المقذوف عبـــــدا أو صبـي ومشركا ً أبـي) تتويبـه مما (()265فالخلــف فــي تكـفــيره مـن قبـــل أتـــــــى مـن فعــل) هذه المنــزلة الثانيـة و هي ال ت يتلف ف ك فر القاذف في ها من حين ـه أي ق بل المتناع عن التو بة وت قع ف ثل ثة موا ضع :الموضـع الول :إذا كان القذوف عبدا غ ي ول .الثانـي :إذا كان القذوف صـبـيا غيـ ول .الثالث :إذا كان القذوف مشركـا .فإذا نــزل القاذف بــهذه النـزلة صح فيه ما علمت من الختلف ف كفره ،فذهب قوم ال أنـه يك فر من حي ما قذف، وذهـب آخرون ال أنــه ل يكفـر إل بعـد المتناع عـن التوبـة والقامـة على فعله ذلك ،ومعنـ قول )(309هذه القطعة سقطت من (ب). )(310النسب :مع متوليه.
)(311أي ليس كحكم القاذف بالزن وغيه للبالغ. 219
بـهجة النوار
النا ظم( :أَب ـي) أي مت نع ف هو ا سم فا عل ـ من أ ب يأ ب إذا امت نع ـ وكان على النا ظم أن ي قف باللف ف صبـي وأب ـي( )312بدل من التنو ين الوا قع بعد فت حة كما عل يه المهور؛ وإنا عدل عن ذلك أخذا بلغة ربـيعة لن من لغتـهم عدم البدال ف الوقف على النصوب. ني ُ تحكـــــم بكـــفر ك المقـــــذوف مجهول فل (()266وإ ْ قاذف مستعجل) هذه المنـزلة الثالثة وهي الت إذا نـزل بـها القذوف ل يكم بكفره قبل المتناع عن التوبة وذلك متـ مـا كان القذوف مهول الال أي ل يعلم أهـو ول أم غيـ ولُ ،حرّ أم عبـد ،صـبـي أم بالغ ،مسـلم أو مشرك ،فإذا نــزل القاذف بــهذه النــزلة فهـو على حالتــه الول أي التـ كان عليها قبل القذف حت يعلم حال القذوف فيُحكم على القاذف با يستوجبـه أو يُصِر القاذف على ما كان منـه ،وانتصب (مستعجل) على الاليّة من فاعل( )313تكم. كفران آتيه إذا (()267والقذف عند مشرك لـــــم يوجب لـــــم يكذب) بحكمه مثل (()268كذاك مع من لـــــم يكـن مكلفـا صـــــبـي فاعرفا) هذه الن ـزلة الراب عة و هي ال ت إذا ن ـزل ب ـها القاذف ل يكون كافرا أ صل من غ ي اختلف في ما علمناه وتقع ف موضع ي :الوضع الول :إذا كان القذف عند مشرك يستحل القذف .الوضع الثان: إذا كان القذف ع ند من ل يكلف بُكمِه ـ كال صبـي والجنون ـ ويشترط ف هذه الن ـزلة أن يكون القاذف غي كاذب فيما قال بـه ،فإن كان كاذبا فل اشكال أنـه كافر بكذبـه وبـهتانـه. أو يحضـــــر الشهود (()269هذا إذا ما القـــــذف كان بالزنا في ذا معلنا) هذا الكم الذي ذكرناه ف القاذف من أول الباب ال هنا إنا هو ف القذف بالزنا وذلك كأن يقول: فلن زان أو ا بن زان ية أو ن و ذلك ،أ ما القذف بغ ي الز نا فل تد خل ف يه هذه الحكام الذكورة ه نا، واعلم أن القاذف بالزنا إذا أحضر الشهود على صدق قوله فشهدوا أنـهم رأوا فرج القذوف ف الرأة كال يل ف الكحلة فل يبأ من ـه حينئذ وإن ا يُبأ من القذوف ويقام عل يه بذلك ال د ،فإن ل ي ضر الشهود ُبرِئ منـه على حسب ما مر وأقيم عليه حد القاذف ول يزي من الشهود ف هذا القام دون أربعة عدول ليس فيهم امرأة فإن شهد ثلثة ول يشهد الرابع كانوا جيعا قَذَفَة وأقيم عليهم الد ،وكذا إن شهد ثلثة معهم امرأة أو امرأتان أو أكثر وال تعال أعلم. )(312كأن يقول :صبـيا وأبـيا. )(313أي تكم أنت مستعجل. 220
بـهجة النوار
البــاب الســـادس في انقسام الكبائر الى كفر نعيم وجحود ـ وبـه يتم الكلم على الركن الثالث إن شاء الله تعالى ـ وبالنفـــــاق الثاني (()270والكفر قسمـــــان جحـود ونِعَـم سم) منـهما وُ ِ لرد تنـزيل (()271وامنعه في الول حتما وهو مـــــا ســل نمــــا) ومـــــر َ أي تنق سم الكبائر من الذنوب ال ق سمي :كفر جحود وكفر نِعَـم؛ فأما الول وي سمى شر كا فهو ما كان سببـه رد تنـزيل أي رد كتاب من كتب ال الت أنـزلا على رسله سواء رد جيعها أو صدق ببعضها ورد البعض أو صدق بـها كلها ورد آية منـها أو حرفا واحدا أو حكما واحدا ففي جيع ذلك يكون الرد شركا وكذا ما كان بسببـه َردّ مُرسَل ـ أي رسول من رسل ال الذين أوحى إلي هم بالتبل يغ ـ سواء كان الرد لم يع الر سل أو لبعض هم أو ل كم وا حد من ـهم ف في ج يع ذلك يكون الرد شِركا .و ف حُك مِ الرّ سلِ النب ـياءُ فإن ـه ي ب ت صديقهم بأن ـهم أنب ـياء ،وأن ال قد أوحى إليهم والكذب لواحد منـهم مشرك إجاعا ،ويدخل تت هذين النوعي ـ أعن ردّ الكتب وردّ الرسل ـ جيع أنواع الشرك فإنـه من صدّق بالرسل والكتب ول يَرُد شيئا منـها كان سالا من الشرك سواء كان عامل بقتضاها أو تاركا له ،ول يكون الشرك مشركا إل ِب َردّهِ حُكما من أحكام ال أو كتا با من ك تب ال أو بتكذيب ـه ر سول من ر سل ال ،و من ه نا اختلف ف الشب ـهة ال صدقي للر سل والك تب لكن ـهم أظهروا التشب ـيه و صرحوا بالتج سيم فقال قوم :هم منافقون غ ي مشرك ي لتسترهم بالتأويل وعدم ردهم للتنـزيل ،وذهب قوم ال أنـهم مشركون لن تأويلهم قد خالف نص الكتاب ف هم بذلك ف ح كم الراد لل نص القط عي ،واللف موجود ف ك تب ال صحاب و ف ك تب قومنا. وأما القسم الثانـي :وهو كفر النع مة ف هو ما كان من الكبائر ول يس فيه ردّ لتنـزيل ول تكذيب لر سول فإن هذا النوع ي سمى كفـر نعمـة وي سمى أي ضا نفا قا وهذا مع ن قوله( :وبالنفاق الثا ن منـهما وسم) أي عُلّ مَ ،أي سُمّيَ القسم الثان من قسمي الكفر بالنفاق ول يوز إطلق اسم النفاق على الشرك فل يسمى الشرك منافقا كما ليسمى النافق مشركا وهذا معن قوله( :وامنعه ف الول) أي امنع اسم النفاق ف القسم الول من قسمي الكفر فإنـه ل يوز إطلقه عليه ،وإنا امتنع إطلق كل وا حد من ال سي على م سمى صاحبـه ل ا يتر تب على كل وا حد من ـهما من الحكام ما ل
221
بـهجة النوار
يترتـب على الخـر فللمنافـق أحكام تالف الشرك( )314وكذا للمشرك أحكام تالف أحكام النافـق، فالنافق يُناكح ويوارث ويعامل ف الدنيا بأحكام الؤمني إل ف مواضع مصوصة وهي رد شهادتـه وترك وليتـه ووجوب الباءة منـه و ِحلّ قتله وإضاعة ماله إذا صدر منـه بغي [ول يُقدَر على رده عن بغيه إل بذلك]( ،)315وأما أحكام الشرك فقد تكفل الناظم ببـيانـها فقال: واغتنمــــــن في (()272واحكم برجس أهلـــــه على البد الحرب منـهم السبد) تناكحـــا توارثـــــا ب ذراريهم وحـــــرم ذبحهــم (()273وا ْ س ِ منــا لهـــــــــم) في الحرب أو (()274وهكـذا منـهـــــــم لنـــا ســــواء بجــــــزية هـم جــاءوا) اعلم أن لهل الشرك أحكاما تالف أحكام أهل النفاق بكم الظاهر: أحدهـا :أنــه يُحكـم برجـس أهله والرجـس ــ بكسـر الراء وسـكون اليـم ــ القَذَر ،قال فـ القاموس" :ويرك وتفتح الراء وتكسر اليم" (انتـهى) ،ول يصلح ف البـيت إل الوجه الول الذي قدمناه ،ويطلق ـ أعن اسم الرجس ـ على كل ما استقذر من العمال الؤدية ال سوء العاقبة وليس هذا من غرضنا فإن الشرك والنا فق مشتركان فيه قال تعال ـ ف النافقي ـ :إنـهم رجس ومأواهم جهنم التو بة 95 :وإنا غرضنا الوجه الول ل غي وهو القَذَر ونعن بـه عدم الطهارة فإن الشرك ي منعدمون من طهارة التوح يد فيح كم علي هم بالر جس وكذلك ما م سوه من الرطوبات قال تعال :إنما المشركون نجس التو بة 28 :واختلف ف الشرك إذا دخل ف التوحيد هل عليه اغتسال بالاء؟ أوْ ل وقد طهره التوحيد؟. وثانيهـا :أن اغتنام أموال م ف الرب ـ أي إذا كانوا حر با للم سلمي ـ حلل بلف النافق ي سبَد) ف قول الناظم هو الال ،قال ابن وصاف( )316ف "[حِلّه](:")317 فإنـه ل يل غُنم أموالم ،و(ال َ
)(314كقوله » :ن ـهيت عن قتل الصلي« .ك ما أن الرسول بصورة عادية.
ل ُي ْعلِم الصحابة بأ ساء النافقي فكان تعاملهم معهم
)(315هذه القطعة من (ب) وليست ف (أ). )(316تقدمت ترجتـه ف التعليق على البـيت رقم (.)76
)(317سقط من (ب) و هو كتاب للشيخ ابن وصاف ا سه" :الِل والصابة" شرح على الدعائم [نقل عن "اللمعة الرض ية" للشيخ السالي ص ( ] )26ول يوضح مقق شرح الدعائم هذه التسمية فالق العجب من كتاب يطبع بدون اسه!!. 222
بـهجة النوار
"وقولم( :مالَ هُ َسبَدٌ ول َلبَدٌ) .فالسبد :الال ما كان من ذهب وفضة وعقار ،واللبد :اليوان ما كان من جال وبقر وغنم وضأن"(( .)318انتـهى). وثالثهـا :حِل سبـي ذراري هم ف الرب أي ضا إذا كانوا من غ ي مشر كي العرب و ف ال ثر" :فإن قال :لي علة يل بـها سبـي الطفال وهم من ليس عليهم ذنب! .قيل له :ذكروا ف ذلك ثلثة ()319 أوجه؛ أحدها :ليجرّوهم ال السلم فيكون ذلك سببا لدخولم فيه وذلك أنفع لم .والثان :نظرا بـهم حي قتل آباؤهم لئل يوتوا هزال .والوجه الثالث :تقوية لبـيت الال وال أعلم"( .انتـهى). ورابعها :تري ذبائحهم إن كانوا غي أهل الكتاب فل يوز لحد أن يأكل منـها .وخامسها: تري مناكحتـهم. وسادسها :تري موارثتـهم فقوله( :منا لم) أي يرم علينا أن نـزوجهم مسلمة وأن نُ َورّثَهم من مسلم ،وقوله( :وهكذا منـهم لنا) أي يرم علينا أن نتزوج منـهم مشركة أو نرِث منـهم مشركا، فالكم ف التناكح والتوارث واحد كانوا َح ْربَا للمسلمي أو أعطوا الزية عن يد وهم صاغرون. فتلخص ما ذكرنا أن أحكام أهل الشرك قسمان؛ أحدهما :متعلق وجوده بوجود غيه وهو اغتنام أموال م و سبـي ذراري هم فإن تل يل كل من ـهما متعلق بوجود الرب ف قط .وثانيهمـا :ل يتعلق وجوده بوجود غيه ـ وهو ما عدا القسم الول ـ ث هذا نوعان أحدها :متص بـهم فقط وهو النجا سة والذ بح أل ترى أ نا ل يوز ل نا أن نأ كل من ذبائح هم ،مع جواز أن نطعم هم من ذبائح نا. وثانيهما :غي متص بـهم دوننا فيهم وهو التناكح والتوارث ،ث ل يفى أن غالب هذه الحكام إنا هو متص بذوي الوثان من الشركي فإنـهم هم الذين ل يقبل منـهم إل السلم أو السيف وهذا معنـ قوله( :سـواء ..فـ الرب أو بزيـة هـم جاءوا) إذ العنـ أن هذه الحكام متعلقـة بــهؤلء الشركي كانوا حربا للمسلمي أو دانوا بأداء الزية لن الزية ل تقبل منـهم ـ كما سيأت ذكره ـ ف سواء ف حكم هم دانوا بأدائ ها أو ل يدينوا ب ـه أ ما ما عدا أ هل الوثان ـ من الشرك ي ـ فيختصون بأحكام أشار الناظم اليها فقال: مع النكــــــاح دون جوِّزا (()275والذبح من أهـــــل الكتاب ُ جوِّزا) حــرب ُ منـهم وفي (()276ويرفــع الحـــرب لجزيــــــة أتـت المجــــــوس حكمهم ثبت) محرمـان فــــــي (()277إل الذبـاح والنكـــاح فهمـــــــا المجـــوس فاعلمــــا) )(318شرح ابن وصاف (.)2/309 )(319أي رفقا بـهم. 223
بـهجة النوار
ي تص أ هل الكتاب من اليهود والن صارى وال صابئي بأحكام لي ست ف أ هل الوثان من الشرك ي ويشاركهم ف بعض تلك الحكام الجوس ،فأما اليهود والنصارى فل خلف بـي أحد من السلمي أنـهم أهل كتاب واللف ف الصابئي( )320والختار عند أصحابنا أنـهم أهل كتاب فتجري عليهم أحكام أهل الكتاب. فأحـد تلك الحكام قبول الجزيـة من ـهم إذا آتو ها عن يد و هم صاغرون ،وبقبول ا ير فع الرب عنـهم ويصيون أهل ذمة ،والزية :هي أربعة دراهم ف كل شهر على الغن ودرهان على التوسط ودرهم واحد على الفقي يأت بـها من وجبت عليه ال القائم بأمر السلمي .ول يزي عنـه أنـه يأ مر غيه أن يؤديها عنـه لقوله تعال :عـن يد وهم صاغرون التو بة 29 :ول شيء على [الفلس ول جزية على امرأة أو عبد أو طفل أو شيخ أو َحبْرٍ أو منون أو راهب](.)321 وثانيها :أنـهم اذا صاروا أهل ذمة حلت ذبائحهم للمسلمي. وثالثها :أنـهم اذا صاروا أهل ذمة أيضا حل نكاح حرائرهم للمسلمي أما إمائهم فل ،ويشاركهم الجوس ف قبول الزية منـهم واعطاء الذمة لم لقوله » :سنّوا بـهم سنة أهل الكتاب«( )322أما )(320ل يبق من طوائف الصابئة إل ما يعرف بالصابئة الندائية وهي الت بقيت إل اليوم حيث يتواجدون ف مواطن من العراق بالقرب من الضفاف السفلى من نـهري دجلة والفرات ويسكنون ف منطقة الهوار وشط العرب ،وف الناصرية والبصرة والقر نة و ف لواء بغداد وكركوك والو صل والشرس ون ـهر صال والبا يش وال سليمانيه وغي ها من النا طق العراق ية .ك ما ينتشرون ف ايران على ضفاف ن ـهر الكارون والدز وي سكنون ف مدن ايران ال ساحلية كالحمرة ونا صرية الهواز وشش تر ودزبول .ويقدر عددهم بعشرة آلف شخص أكثرهم ف العراق ولم معابد تسمى "الندي" يتعبدون فيها .ويعتبون يي نبـيا أرسل إليهم ،ويقدسون الكواكب والنجوم ويعظمونـها ويدعون بأن ديانتـهم ترجع إل عهد آدم عليه السلم ،ولم كتب يقدسونـها بلغة سامية قريبة من السريانية أهها" :الكنـزاربّا ـ ط" و"دراشة اديهيا" و"الفلستا" و"النيان" وغيها. ويعتقدون مـن حيـث البدأ بوجود الله الالق الواحـد الزل الذي ل تناله الواس ول يفضـي اليـه ملوق ،ويعتقدون بأن الكوا كب م سكنا للملئ كة ،وتؤدى ال صلة ف ديانت ـهم ف اليوم ثلث مرات؛ قب ـيل الشروق ،وع ند الزوال ،وقب ـيل الغروب ،فيها وقوف وركوع وجلوس على الرض من غي سجود .وهم يغتسلون من النابة ويتوضؤن لكل صلة على هيئة وضوء السلمي ،غي أنـهم ل يتتنون ويعتب التعميد من أهم الطقوس ف هذه الديانة .وخلصة الكلم أنـهم تأثروا بكثي من الديانات والفلسفات الت احتكوا بـها[ .أفدتـه من "الوسوعة اليسرة ف الديان والذاهب العاصرة" قامت باصدارها الندوة العالية للشباب السلمي ـ الرياض ـ ص 317حت ]327 )(321سقطت من (أ) والتكملة من (ب).
)(322جاء من طر يق عبدالرح ن بن عوف رواه المام مالك ف "الو طأ" ( )1/278وا بن أب ـي شي بة ف "م صنفه" [ 10765و 32640و ]32641وعبدالرزاق فـ "مصـنفه" [ 10025و ]19253وأبوعبــيد فـ "الموال" []78 والبـيهقي ف "الكبى" [ ]18654والليلي ف "الرشاد" ص( 64دار الفكر) والبغوي ف "تفسيه" (.)2/283 ورواه الطبان ف "الكبـي" [ 19/437رقم ]1059من طريق مسلم بن العلء الضرمي. 224
بـهجة النوار
حِل ذبائح هم وتو يز التزوج من ـهم فل يشاركون ـهم فيه ما ،فالجو سي ل ت ل ذب ـيحتـه وإن أع طى الز ية وكذا ل ي ل تزو يج الجو سية للم سلم وإن كا نت ف ذ مة ،وح كم أ هل الكتاب كل هم وحكم الجوسي فيما عدا المور الت ذكرتـها حكم الشركي من أهل الوثان ،وكذا يكونون مثلهم ف جيع أحكامهم التقدم ذكرها إذا ل يعطوا الزية عن يد وهم صاغرون فإنـهم يُقاتَلون على ترك ال سلم ح ت ي سلموا أو يؤتوا الز ية عن يد و هم صاغرون ،ويتر تب على حرب ـهم غُ نم أموال م وسبـي ذراريهم وتري ذبائحهم ومناكحتـهم( )323وال أعلم. ث إنـه أشـار ال بـيان الكم الذي يتص بـه أهـل الوثان من الشركي فقال: ليس لهم واق (()278والمشركون من ذوي الوثـــــــان ســــــوى اليمان) هذا ب ـيان ال كم الخ تص بعبدة الوثان من الشرك ي و هم الذ ين لي سوا أ هل كتاب وإن ا ن صبوا تصاوير وتاثيل واعتقدوا أنـها آلة فعبدوها من دون ال أو عبدوها مع ال تعال كما كان ذلك ف مشر كي العرب ق بل ال سلم ،فح كم هؤلء أن ـهم يقاتلون على ترك هم ال سلم ول يق بل من ـهم جزية ول يعطون ذمة ول يرفع عن ـهم الرب حت يظهروا السلم وهذا معن قوله( :ليس لم واق سوى اليان) أي ل ينع هم من الرب ش يء غ ي ت صديق الر سول عل يه ال صلة وال سلم والنقياد لكمه. وآخــــــــذ بالشك عن (()279كذاك حكم راجع عن دينـه يقينـه) الراد بالـ(راجع عن دينـه) [هو الارج عن السلم ال شيء من ملل الكفر أو الاحد لشيء ما جاء ب ـه م مد ول يس الراد بالرا جع عن دين ـه]( )324ما يعـم الر تد عن ال سلم ال احدى ملل )(323ذهب الباضية إل تري نساء أهل الكتاب الربـيات بلف من هن تت ذمة السلمي ،وهذا الرأي قال بـه ابن عباس وابراهيم النخعي حيث حكى ذلك أبو جعفر النحاس ف "الناسخ والنسوخ" ونصه [ص ( )56مؤسسة الكتب الثقافية]" :وأما نكاح الريبات فروي عن ابن عباس وابراهيم النخعي أنـهما منعا من ذلك" .ا.هـ ث حكى تويز بعض العلماء له وقال ما نصه" :وهو قول مالك والشافعي إل أنـهما كرها ذلك مافة تنصر الولد والفتنة .".ا.هـ وف "الصنف" لبن أبـي شيبة ( )3/464برقم [ " :]16171حدثنا عباد بن عوام عن سفيان بن حسي عن الكم عن ماهد عن ابن عباس قال :ل يل نكاح نساء أهل الكتاب إذا كانوا حربا ،قال الكم :فحدثت بـه ابراهيم [لعله النخعي] فأعجبـه ذلك".ا.هـ قال المام عمروس بن فتح النفوسي رح ه ال تعال ف كتابـه (أصول الدينونة) ص " :63وإذا حاربوا وأبوا الزية ،تركنا تليل ذلك منـهم – أي نكاح نسائهم ، -لنـهم يسبون ف ذلك الال ،فل يل لسلم أن يتزوج إمرأة يل سبـيها لغيه!!، ول نستحل نكاح إماء أهل الكتاب لن ال ل يذكر ف التحليل إل الرائر" ا.هـ وال أعلم. )(324هذه القطعة ف (ب) وفيها قلب للمعن فكأن الصنف أضافها بعد ذلك للتصحيح ،وهي ليست ف (أ). 225
بـهجة النوار
الك فر والتارك لد ين كان عل يه كالن صران يترك ملة عي سى واليهودي يترك ملة مو سى لن ملل الك فر كلهـا ملة واحدة( ،)325والراد بالــ(آخـذ بالشـك) التردد فـ توحيده الغيـ جازم بــه ،أي حكـم المرتد عن دين السلم وحكم التارك لدينـه الذي كان عليه وحكم التردد ف توحيده الشاك فيه حكم عبدة الوثان من الشركي ل تقبل منـهم جزية ول يرفع السيف عن ـهم حت ي سلموا ،وف حكم هؤلء الاهل الشرك بهله ل يقبل منـه إل السلم أو السيف وال سبحانـه وتعال أعلم.
)(325الراد هنا أن حكم الرتد يطبق على صورة واحدة هي الروج من دين السلم ال غيه من اللل الكافرة ،ول يشمل الكم هنا من خرج من دين ـ غي السلم ـ إل دين آخر كتحول اليهودي ال نصران فهو وإن كان مرتدا عن دينـه فالكم هنا ل يشمله فملل الكفر واحدة ،أما من خرج عن دين السلم ودخل ف ملة من ملل الكفر سواء صار يهوديا أو نصرانيا أو موسيا ـ أو حت ل دينيا ـ فهذا ليس له إل القتل أو الرجوع للسلم ول يرخص له بدفع الزية دليله ما جاء من طريق ابن عباس أن النبـي قال » :من بدل دينـه فاقتلوه« رواه البخاري ف "صحيحه" [ 3017و ]6922 وأبوداود [ ]4351والترمذي [ ]1458والنسـائي فـ "الصـغرى" [ 4059و 4060و 4061و 4062و 4063و 4064و ]4065وابن ماجة [ ]2535وأحد [ 1876و 2555و 2556و ]2970وآخرون .وقوله » :ل يل دم امرئ م سلم إل بإحدى ثلث الن فس بالن فس ،والث يب الزا ن ،والارق من الد ين التارك للجما عة« فف يه ل يعل للمارق وهو الارج عن دين السلم إل القتل ول يعصمه منـه إل رجوعه ال دين السلم .والديث الخي جاء من طريق ابن مسعود رواه البخاري ف "صحيحه" [ ]6878ومسلم [ ]1676وأبوداود [ ]4352والترمذي [ ]1402وابن ماجة [ ]2534والنسائي ف "الصغرى" [ 4016و ]4721وأحد [ 4064و .]4428وجاء عن غيه من الصحابة أيضا .وال أعلم. 226
بـهجة النوار
الركـن الرابع فـي التـوبـــة ـ وفيه أربعة أبواب ـ َختَ مَ الركان بـهذا الركن تفاؤل بسن الاتة ،فإن من ظفر بالتوبة ختاما لعمله فقد ظفر ..ختم ال لنا بـها وتقبلها منا ..آمي. البــــاب الول في التوبة وأركانـها وشروطها أي ف بـيان أحكام التوبة وبـيان أركانـها وشروطها الت تتوقف عليها صحتـها لمـــن عصـــــى (()280توبتنا قسمان فرض وجبـــــا والثاني نفـل نُدِبا) تنقسم التوبة بالنظر ال حكم الشارع فيها ال قسمي :واجب ومندوب؛ فأما الواجب فهو التوبة من العصية وهذا معن قوله( :فرض وجبا لن عصى) أي على من عصى سواء كانت معصيتـه صغية أو كب ـية فإن التو بة من النوع ي واج بة ،والراد بالتو بة من ال صغية هو ترك ال صرار علي ها فإن الصرار عليها كبـية كما مر ،والراد بالتوبة من الكبـية هو ما يأت من بـيان أركانـها .وأما المندوب من القسمي فهو توبة من ل تصدر منـه معصية فإن الندم على التقصي وإن ل يُفضِ ال مع صية وق صد عدم العود ال يه( )326وانك سار الن فس ع ند ذكره وطلب الغفران له مندوب شر عا وال سبحانـه وتعال أعلم. والعـزم (()281أركانـها ندم مـــــــع استغفـــــار والرجــــــوع بانكســـار) ()327 أركان التوبـه الت تصل بـها حقيقتـها للتائب هي أربعة أشياء ،ثلث منـها [متفق عليها] فل بـد مـن حصـولا للتائب وهـي :الندم والقلع عـن الذنـب وقصـد أن ليعود اليـه. وواحـد متلف فيـه فأوجـب بعضهـم حصـوله للتائب ول يوجبــه آخرون وهـو الســتغفار باللسـان ـ أي طلب الغفران بالل فظ ـ ،فأ ما الندم ف هو الزن على ما و قع من الع صية فل بد منـه قطعا على أنـه هو أصل الركان وأساسها وعنـه تنشأ بقيتـها ومن هنا قصر الشارع التوبة عل يه فقال» :التو بة الندم« ،والراد ب ـ(العزم) ف قول النا ظم الق صد على عدم العودة ال الذ نب فإن قاصد العودة اليه مُ صِرّ ،والقصد بعدم العودة هو الذي نعده ركنا للتوبة ل عدم العودة نفسه كما
)(326أي يقصد عدم العودة للتقصي والتوبة من التقصي أمر مندوب. )(327من (ب). 227
بـهجة النوار
قاله ب عض قوم نا ،والراد ب ـ(الرجوع) هو القلع عن الذ نب ،والراد ب ـ(النك سار) تذلل الن فس لالكها وخوفها من أليم عقابـه وال سبحانـه وتعال أعلم. ومنتـهاهــــا الحـــــط (()282وأصلها امتثال أمر البــــــــاري لـــــلوزار) الراد ب ـ(أ صلها) هو ال مر البا عث لفعل ها ،والراد ب ـ(منت ـهاها) هو ثرت ـها ال ت تتر تب على حصولا ،أي أصل التوبة الذي يبعث لفعلها هو امتثال أمر ربنا تعال فإن العبد إذا نظر ال أوامر ال تعال وال مناه يه وعزم على امتثال ذلك انبع ثت نف سه وترك خاطره ال تدارك ما ترك من الأمورات والقلع ع ما ارتكب من النـهيات ،وأورثه ذلك المتثال الندم على ما فات من الزلت فالت جأ ال ال تعال طال با لغفران الطا يا وال سيئات فكان ذلك من ـه هو التو بة بعين ـها ،فإذا ح صلت له هذه ال صال انت ـهى ب ـه الال ال بلوغ مراده و هو غفران ذنوب ـه و ستر عيوب ـه و حط أوزاره ،وهذه الصلة هي ثرة التوبة وغايتـها والرتبة الت ينتـهي اليها الراجع عن عصيانـه بالنظر ال أول أحواله، أ ما ما يكون له من الثواب الز يل والعطاء الل يل فذلك أ مر أ سداه ال يه م ض الف ضل و سعة الرح ة ه المؤمنون النور .. 31 :عامل نا ب سبب امتثال قوله تعال :وتوبوا الى الله جميعـا أي ُّـ َ ال بفضله وأدخلنا ف واسع رحتـه إنـه كري رحيم وال سبحانـه وتعال أعلم. ســــــرا (()283والتوب مثل الذنب؛ عــــن نبـينـــا وجهـــــرا هكذا قد بـينا) كذا الريـــــا (()284فالعُجب والكِبر معا والحســــــــد توبتـهـا أن تُفقـــــــد) فالحـــــق أنـه (()285وهكذا العـزم علــــى الكفــــــران مـــــن العصيــــــــان) يب أن تكون التوبة ف السرار والعلن مثل العصية ،فإن كانت العصية من العمال الباطنية فالتوبة من ـها سرا مزية فإن أعلن ب ـها فذلك نفل ،وإن كانت العصية من الفعال الظاهرة كشرب المر وأ كل الي تة ون و ذلك فل تزي التو بة عن ـها إل جهرا لقوله » :إذا عملت سيئة فأحدث عند ها توبة السر بالسر والعلنية بالعلنية«( ،)328فإذا عرفت هذا فاعلم أن العُجب والكِب والسد والرياء من )(328جاء من طريق معاذ رواه الطبان ف "العجم الكبـي" [ 20/159برقم ]331بلفظ ...» :وما عملت من سوء فأحدث ل فيه توبة السر بالسر والعلنية بالعلنية« ورواه أبو نعيم ف "حلية الولياء" برقم [ ]813بلفظ ..» :وأحدث مع كل ذنب توبة السر بالسر والعلنية بالعلنية«. وجاء ع ند ال طبان ف "الكب ـي" [ 20/175ر قم ]374بل فظ ...» :وإذا عملت سيئة فاع مل بنب ـها ح سنة ال سر بالسر والعلنية بالعلنية«. 228
بـهجة النوار
العاصي الباطنية فالتوبة منـها ازالتـها بالكلية وصرفها بعلجاتـها الباطنية ،ول يلزم العلن بالتوبة منـها وهذا معن قوله( :توبتـها أن تُفقد) أي توبة هذه المور هو إعدامها من نفس الأمور ،ورَفَع (تفقدُ) على لغة قوم يهملون أنْ الصدرية ول ُيعْمِلُونـها. ومثـل هذه المور فـ صـفة التوبـة منــها العزم على الفسـوق فإن العزم على ذلك مـن العاصي الباطنية فيجزي ف التوبة منـها الرجوع عما عزم عليه والندم على ما كان منـه وهذا معن قوله( :وهكذا العزم على الكفران) والراد بالكفران هـو مـا عدا الشرك مـن العاصـي ،أمـا العزم على الشرك فقد صرح الشهاب ابن حجر( )329أنـه شرك ،ووجهه أن العازم على الشرك ل يلو من أحد أمور :إما أن يكون عزمه ذلك لجل تصويب الشرك ،أو لقدح ف السلم ،أو لتردد ف التوحيد ،أو لهل با يلزمه علمه من التوحيد والكل من هذه المور شرك ،ويتمل أنـه أراد أن نفس العزم على الشرك شرك مع قطع النظر عن هذه المور وهو ظاهر عبارتـه .وال أعلم. وأ ما قوله( :فال ق أن ـه من الع صيان) أي فالقول ال ق أن العزم على الكفران مع صية خل فا ل ن قال أنـه ليس بعصية وال سبحانـه وتعال أعلم. حتـــــى يرى الموت (()286ولــــم يرد تائــــــــب من ذنبـه دنا من قربـه) أتى عـــــن (()287أو تطلع الشمس من المغــــــرب قد المختار فيما قـد ورد) أي وعد ربنا تعال بقبول التوبة فل يرد تائب عن ذنبـه من قبولا إذا أتى بـها ف وقتـها الذي تقبل فيه ،ووقتـها الذي تقبل فيه هو العمر كله إل ف موضعي: أحدهما :وقت الغرغرة بالوت ومشاهدة أسبابـه فإن التائب ف هذا الوقت ل تقبل منـه توبتـه صرّا؛ لن توبتـه حينئذ ل عن اختيار منـه لا وإنا كانت منـه اضطرارا إذا كان قبل ذلك الوقت مُ ِ لا تيقن مِن حضور الوت وانقضاء الدنيا عنـه والدليل على ذلك قوله تعال :وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت )(329الافظ شهاب الدين أبو الفضل أحد بن علي بن ممد بن حجر الكنان العسقلن الصري من كبار علماء الشافعية ولد بالقاهرة سنة 773هـ وتوف بـها سنة 852هـ وتصانيفه كثية أشهرها "فتح الباري ـ ط" شرح صحيح البخاري و"ال صابة ف تي يز ال صحابة ـ ط" و"ت ـهذيب الت ـهذيب ـ ط" و"ل سان اليزان ـ ط" و"تقر يب الت ـهذيب ـ ط" و"تعجيل النفعة ـ ط" والربعة ف تراجم رجال الديث و"الطالب العالية ـ ط" و"طبقات الدلسي ـ ط" و"النكت على ابن الصلح ـ ط" و"تلخيص البـي ـ ط" و"الدراية ـ ط" و"الدرر الكامنة ف أعيان الائة الثامنة ـ ط" وغيها"( .ذيل طبقات الفاظ" ل بن ف هد ص 326وتعليقات الكوثري عل يه ص 335ـ "ذ يل طبقات الفاظ" لل سيوطي ص 380ـ "العلم" للزركلي .)1/178 229
بـهجة النوار
الن الن ساء 18 :وقوله » :إن ال يقبل توبة عبده ما ل يغرغر«( )330وروى عطاء(" :)331أنـها تقبل قبل موتـه ولو بفواق ناقة"(.)332 والموضع الثاني :وقت طلوع الشمس من مغربـها فإن طلوع الشمس من مغربـها إنا هو عل مة لقيام ال ساعة و هو ب عض آيات ـها و قد قال تعال :يوم يأتـي بعـض آيات ربـك ل ينفـع نفسـا إيمانــها لم تكـن آمنـت مـن قبـل أو كسـبت فـي إيمانــها خيرا النعام 158 :وقال » :التو بة مقبولة ح ت تطلع الش مس من مغرب ـها«( )333و ف حد يث آ خر: »للتوبة باب بالغرب مسية سبعي عاما ل يزال كذلك حت يأت بعض آيات ربك؛ طلوع الشمس من مغربــها«( )334وفـ حديـث آخـر» :إن ال يبسـط يده بالليـل ليتوب مسـيء النــهار ،ويبسـط يده )(330جاء من طريق ابن عمر رضي ال عنـهما رواه المام أحد ف "مسنده" [ ]6165والترمذي ف "سننـه" []3537 وعبد بن حيد ف "مسنده" [/ 847النتخب] وابن العد ف "مسنده" [ ]3404وأبو نعيم ف "اللية" [ ]6882وابن عدي ف "كامله" (.)4/282 وجاء عند القضاعي ف "الشهاب" [ ]1085عن عبادة .وجاء عند ابن أبـي شيبة [ ]3537مرسل للحسن البصري. oوعند أحد ف "مسنده" برقم [ 15505دار الكتب العلمية]: "عن عبدالرحن البـيلمان قال :اجتمع أربعة من أصحاب رسول ال فقال أحدهم :سعت رسول ال يقول» :إن ال ـ تبارك وتعال ـ يقبل توبة العبد قبل أن يوت بـيوم« .فقال الثان :أنت سعت هذا من رسول ال .؟ قال :نعم. قال :وأ نا سعت ر سول ال يقول» :إن ال ـ تبارك وتعال ـ يق بل تو بة الع بد ق بل أن يوت بن صف يوم« .فقال الثالث :أنت سعت هذا من رسول ال .؟ قال :نعم .قال :وأنا سعت رسول ال يقول» :إن ال ـ تبارك وتعال ـ يق بل تو بة الع بد ق بل أن يوت بضحوةٍ« .فقال الرا بع :أ نت سعت هذا من ر سول ال .؟ قال :ن عم .قال :وأ نا سعت رسول ال يقول» :إن ال ـ تبارك وتعال ـ يقبل توبة العبد ما ل يغرغر بنفسه « ".قال اليثمي ف "ممع الزوائد" ( 10/325دار الفكر)" :رواه أحد ورجاله رجال الصحيح غي عبدالرحن وهو ثقة" .ا.هـ. )(331أشتـهر من تسمى بعطاء اثنان ها :أبو ممد عطاء بن يسار الدن وأبو ممد عطاء بن أبـي رباح الكي وكلها من أجلة التابعي ول أتبـي القصود منـهما. وترجة الول ف" :تذكرة الفاظ" للذهبـي ( )1/90و"تـهذيب التـهذيب" لبن حجر ( 7/188دار الكتب العلمية). وترجة الثان ف" :تذكرة الفاظ" للذهبـي ( )1/98و"تـهذيب التـهذيب" لبن حجر ( )7/174وال أعلم. )(332جاء مثله عند الطبان ف "الوسط" مرفوعا من طريق عبدال بن عمرو ..هكذا ذكره اليثمي ف "ممع الزوائد" ( 10/324دار الفكر) ول يتكلم عن سنده .وليس "الوسط" بـي يدي الن .وال أعلم. )(333جزء من حديث طرفه» :ل تزال التوبة ...الديث« جاء من طريق عبدالرحن بن عوف وعمرو بن العاص ومعاوية جيعا رواه أحد ف "السند" [ 1/244برقم ]1676والطبان ف "الكبـي" [ 19/381برقم ]895وابن جرير الطبي ف "تفسيه" [ 5/407برقم 14217و 14218دار الكتب العلمية]. )(334هذا الديـث جاء مـن طريـق صـفوان بـن عسـال رواه أحدـ فـ "مسـنده" [ 18117و 18119و ]18124 والترمذي ف "سننـه" [ 3535و ]3536والطبان ف "الكبـي" [ 8/55برقم ]7348والبـيهقي ف "شعب اليان" 230
بـهجة النوار
بالن ـهار ليتوب م سيء الل يل ح ت تطلع الش مس من مغرب ـها«( )335ومع ن يب سط يده :أي ي سدي نعمتـه ويسبلها على من توجّه اليه تائبا ،كل ذلك ترغيب للعباد ف السارعة ال التوبة وال أعلم. وإنا كانت التوبة ل تقبل بعد طلوع الشمس من مغربـها لن بطلوعها يتيقن انقضاء الدنيا وفناؤها وقدوم الخرة وبقاؤها فتوبة التائب ضرورية ل اختيارية ،ومن هنا ل تقبل توبة فرعون لنـه إنا تاب بعـد تيقنــه اللك وبعـد علمـه بانقضاء دنياه وفـ ذلك اليـ قال :آمنـت أنــه ل إله إل الذي آمنت بـه بنو اسرائيل وأنا من المسلمين يو نس 90 :فقيل له على جهة النكار عليه :ءالن وقد عصيت قب ُ ل وكنت من المفسدين يونس 91 :وهلك فرعون ورد توبتـه ما اطبقت عليه المة ودلت عليه اليات القرآنية والحاديث النبوية ،فما نسب ال
[ ]7076وابـن جريـر الطـبي فـ "تفسـيه" [ 5/407ــ 408برقـم 14221و ]14223والبغوي فـ "تفسـيه" [ .]2/144 )(335جاء من طر يق أب ـي مو سى الشعري رواه المام م سلم ف " صحيحه" [ ]2759وأح د [ 19548و ]19640 والطيالسي ف "مسنده" [ ]490والبـيهقي ف "السنن الكبى" [ 8/235رقم 16504ـ و 10/317رقم ]20766 وف "شعب اليان" [ ]7075وأبوالشيخ ف "العظمة" [ 128و ]129والبغوي ف "تفسيه" [.]2/144 231
بـهجة النوار
ا بن العرب ـي( )336من قوم نا أن فرعون مؤ من شه يد مالف للكتاب وال سنة وخارق لجاع ال مة فل يلتفت إليه وال سبحانـه وتعال أعلم. توبتـه وهـكـــــــذا (()288فقاتل المؤمن عمـــــدا تقبــــــل المضــــلـــــل) آلـــــى ليبطـــلن (()289من بعد موت من أضـــــل وإذا حقـــــا فكــــــذا) )(336ل يس الراد ه نا ا بن العرب ـي العل مة الال كي م مد بن عبدال صاحب "عار ضة الحوذي" و"العوا صم من القوا صم" و"أحكام القرآن" التوف سنة 543هـ بل القصود هو: الفيل سوف الت صوف م ي الد ين أ بو ب كر م مد بن علي بن م مد بن أح د بن عرب ـي الطائي الات ي الر سي صاحب "الفتوحات الكية ـ ط" و"شجرة الكون ـ ط" و"فصوص الكم ـ ط" نـزيل دمشق ،ولد سنة 560هـ ف "مرسية" بالندلس وانتقـل إل "أشبــيلية" وقام برحلة زار مـن خللاـ الشام وبلد الروم والعراق والجاز؛ وأنكـر عليـه أهـل الديار الصرية شطحات صدرت منـه فعمل بعضهم على إراقة دمه ،وحُبس فسعى ف خلصه بعضهم فنجا واستقر بـه الال ف دم شق .قال الذهب ـي ف "ميزان العتدال" (" :)3/659ونَقَل رفيق نا أ بو الف تح اليعمري ـ وكان متثب تا ـ قال :سعت المام تقي الدين ابن دقيق العيد يقول :سعت شيخنا أبا ممد العز بن عبد السلم السلمي ـ يقول وجرى ذكر أبـي عبد ال بن العرب ـي الطائي ـ فقال :هو ش يخ سوء شي عي كذاب .فقلت له :وكذاب أي ضا؟! .قال :ن عم؛ تذاكر نا بدم شق التزويج بالن فقال :هذا مال لن النس جسم كثيف والن روح لطيف ،ولن يعلق السم الكثيف الروح اللطيف .ث بعد قليل رأيتـه وبـه شجة فقال :تزوجت جنية فرزقت منـها ثلثة أولد!! فاتفق يوما أن أغضبتـها فضربتن بعظم حصلت منـه هذه الشجة وانصرَفتْ فلم أرها بعد هذا .".ث قال الذهبـي" :وصنف التصانيف ف تصوف الفلسفة وأهل وحدة الوجود ،فقال أشياء منكرة عد ها طائ فة من العلماء مرو قا وزند قة ،وعد ها طائ فة من العلماء من إشارات العارف ي ورموز ال سالكي ،وعد ها طائ فة من متشاب ـه القول وأن ظاهر ها ك فر وضلل وباطن ـها حق وعرفان وأن ـه صحيح ف نف سه كب ـي القدْر .وآخرون يقولون :قد قال هذا البا طل والضلل ف من الذي قال إن ـه مات عل يه .".ا.ه ـ ويقال ل ن يدا فع عنـه :ما الدليل على أنـه مات على غيه؟! ومن نقل توبتـه؟!والتقول بغي دليل ليس لهل العلم بسبـيل .وف "لسان اليزان" ل بن ح جر الع سقلن يقول (" :)5/315و ف ت صانيفه كلمات ين بو ال سمع عن ـها وز عم أ صحابـه أن ل ا مع ن باطن ـها غ ي الظا هر" .ا.ه ـ على أن ال سلمي مكلفون بال خذ بالظا هر أ ما البوا طن فتو كل إل علم الغيوب ،و من أو قع نفسه ف مواطن التـهم فل يلومن إل نفسه ،بل ل يكن من سية السلف الصال تقسيم الشياء إل بواطن وظواهر نعم هذا شأن الباطن ية و هي فر قة ظاهرة ال سران ،وا بن عرب ـي هذا هو القائل بنجاة فرعون فيكون قوله هذا مكفرا له دون تردد لعارضت ـه القرآن الكري وال الستعان .وف معرض الكلم عن كتاب "فصوص الكم" يقول ا بن تيمية كما ف "الفتاوى الكبى" ( 2/81ط /مكتبة العبـيكان)" :ولذا جعل صاحب هذا الكتاب ُعبّاد العجل مصيبـي! وذكر أن موسى أنكر على هارون إنكاره عليهم عبادة العجل!! وقال :كان موسى أعلم بالمر من هارون ،لنـه علم ما عبده أصحاب العجل! لعلمه بأن ال قضى أل يعبدوا إل إياه وما حكم ال بـه وقع!! فكان عتب موسى أخاه هارون لا وقع المر ف إنكاره وعدم اتباعه! فإن العارف من يرى الق ف كل شئ!! بل يراه عي كل شئ!! .ولذا يعلون فرعون من كبار العارفي! الحققي! وأن ـه كان م صيبا ف دعواه الربوب ـية!! ك ما قال ف هذا الكتاب :ول ا كان فرعون ف من صب التح كم صاحب الو قت 232
بـهجة النوار
قول أبـي نبـهان
(()290وقيل أن ل توبـــــة لهـــــم وفي أن ليـــــس اصطفي) أضــله بمـــــا من (()291لكن على المضـــــل أن يُبلغَ َ من فتــــــن) دعـــــا و َ حــري فهو (()292إن كان فـــــي مقـــــــدرة وإل ٌ بمتــــــــاب المولــــــى) أي فإذا علمت أن التائب من ذنبـه ل ُيرَد ما ل يغرغر بنفسه أو تطلع الشمس من مغربـها؛ فاعلم أن قاتل الؤمن عمدا ،والداعي ال ضللة ،والالف على إبطال حق ..تقبل جيعا توبتـهم إذا جاءوا ب ـها على شروطها لن الدلة الدالة على قبول التوبة قبل الغرغرة وقبل طلوع الشمس من مغربـها عا مة تش مل هؤلء وغي هم وت صيصهم من هذا العموم مفت قر ال دل يل ،وذ هب ب عض العلماء ال أن هؤلء الثلثة ليس لم توبة وكذا عندهم مَن َأْلحَقَت زوجَها ولدا مِن غيه؛ فهؤلء الربعة ل توبة لم ع ند هؤلء وكذا قالوا في من ق تل نب ـيا أو قتله نب ـي ،وضعّ فَ الش يخ أ بو نب ـهان جا عد بن خ يس الرو صي ـ رضوان ال عل يه ـ ت صيص عموم اليات الواردة ف قبول التو بة من ج يع التائب ـي فأجراها على عمومها واختار أن التوبة مقبولة ما ل يغرغر أو تطلع الشمس من مغرب ـها وهذا معن قوله( :وف قول أبـي نبـهان أن ليس اصطفي) أي أن القول :بأن هؤلء الثلثة غي مقبولة توبتـهم. ليس بالختار ف قول أبـي نبـهان. أما قوله( :لكن على الضل ..ال) فهو بـيان لكيفية توبة الداعي ال ضللة فأُ ِجيْبَ اليها ،اعلم أن توبة من د عا ال ضللة فأج يب الي ها مشرو طة بأن يُبَلّغ مَن أجاب ـه ال تلك الضللة بأن ـه تاب من ـها وأنـها بدعة وضللة؛ فإن قبل منـه ذلك وإل فل شيء عليه فوق ذلك ،وإن ل يقدر على إبلغ من أضله ببـيان ضللتـه بأ نْ مات الُجيب اليها أو غاب حيث ل يكنـه إبلغه فل شيء عليه سوى وأنـه جار ف العرف الناموسي لذلك قال :أنا ربكم العلى (النازعات )24 :أي وإن كان الكل أربابا بنسبة ما فأنا العلى منـهم با أعطيتـه ف الظاهر من الكم فيهم! .ولا علمت السحرة صدق فرعون!! فيما قاله ل ينكروه بل أقروا له بذلك!! وقالوا له :اقض ما أنت قاض (طه )72 :فالدولة لك .فصح قول فرعون :أنا ربكم العلى .وأنـه كان عي الق!. ويكفيك معرفة بكفرهم؛ أن من أخف أقوالم أن فرعون مات مؤمنا بريا من الذنوب!!" .انتـهى كلم ابن تيمية وإن كان الال ك ما قال فل يس ل ن يدا فع عن ا بن عرب ـي الت صوف ح جة ب عد هذا ،بل هو ضال خا سر إن ث بت ع نه وال ال ستعان .وأ ما احتجاج ب عض الت صوفة دفاعا ع نه بأن تلك العبارات الكفر ية دُ ّستْ عل يه ك ما ذكره الشعرا ن ف "لطائف ل على لزوم ن بذ كت به على أح سن الحا مل ،وكا نت وفات ـه سنة 638ه ـ ف دم شق"( .ميزان ال نن" ف هو ل يز يد إل دلي ً العتدال" 3/659ـ "سي النبلء" للذهبـي 16/347ـ"لسان اليزان" لبن حجر 5/311ـ 315ـ "العلم" للزركلي .)6/381 233
بـهجة النوار
التوبة لقوله تعال :إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا ..الية البوج 10 :فإنـه تعال شرط الوعيد بعدم التوبة وال سبحانـه وتعال أعلم.
234
بـهجة النوار
البـاب الثــــاني ـ من الـركــن الرابــع ـ فــي أحــــوال التــــائب والراد بأحواله بـيان ما له وما عليه بعد التوبة ،فأما بـيان ما عليه فأشار اليه بقوله: كفـــــارة وتوبـــة (()293وتارك فرضــا لمـــوله مضـــــى قــــد فــرضــا) شيء ســـــوى التوبة (()294عليه مع إبدالــــــــه وقيـــل ل في ذا جعــل) في حكـــــم من (()295وذاك مثل الصـــــوم والصلة حـرم للحـــرمات) اعلم أن التائب من الذنب إما أن يكون ذنبـه مِن جهة ارتكاب ما حرم ال تعال وإما أن يكون مِن ترك ما فرض ال عل يه ،فإن كان من الول فل ش يء عل يه سوى التو بة اتفا قا من الشار قة وعل يه مع
ح ّرمِي لا ارتكبـه ول كفارة التوبة ـ الكفارة ـ ُمغَلّظة مع أصحابنا الغاربة بشرط أن يكون من ا ُل َ عندهم على الستحل لذلك كذا يؤخذ من استقراء قواعدهم ،وإن كانت معصيتـه بترك ما فرض ال عليه ِفعْلَه كالصلة والصوم ُيفَوّتـهما عمدا فل يلو ف تفويتـه لما من أحد أمرين :إما أن يكون م ستحل لتركه ما وإ ما أن يكون منت ـهكا غ ي م ستحل لذلك ،فإن كان م ستحل لتركه ما فل ش يء عليه سوى التوبة من ذلك ،وإن كان منتـهكا وف اعتقاده دائن بفرضيتـهما عليه ففيه ثلثة أقوال: أحدها :أن عليه التوبة من ذلك والكفارة عنـه وتداركه بالبدل. ثانيها :أن عليه التوبة والبدل ول كفارة عليه.
ثالثها :أن ل كفارة ول بدل وإنا عليه التوبة فقط وهذا معن قوله( :ل شيء ..ال). ومع ن قوله( :جُعل) أي شرع ،ومع ن قوله ( :ف ح كم من حرم للحرمات) أي هذه القوال إن ا هي متصة بكم من اعتقد تري الحرمات شرعا ،أما من ترك الصوم والصلة على جهة الستحلل لما فل شيء عليه سوى التوبة من ذلك لن ـه يكون باستحلله لذلك مشر كا( )337وبرجو عه عن ـه ال الق مسلما والسلم جب لا قبله قل للذين كفروا إن ينتـهوا يُغفر لهم ما قد سلف النفال 38 :وال سبحانـه وتعال أعلم. )(337وإن ا ح كم عل يه بالشرك لكون ا ستحلله ل مر علم من الد ين بالضرورة ف هو مضاد ل ف أحكا مه ،قال أ بو ا سحاق الشيازي الشافعي ف كتاب ـه "الهذّب" ( 1/100دار الك تب العلم ية)" :ومن وج بت عل يه ال صلة وامتنع من فعل ها ،فإن كان جاحدا لوجوب ـها ف هو كا فر وي ب قتله بالردّة لن ـه كذّب ال تعال ف خبه ،وإن ترك ها و هو معت قد لوجوب ـها وجب عليه القتل ...ال"ا.هـ والستحل والاحد هاهنا سواء .وال أعلم. 235
بـهجة النوار
لـــــه ثوابـها
(()296وفي المصر إن أتـــــى الطاعة هــــل إذا الغفران حل) من غير ما (()297أو ل أو التفصيل أولـــــى إن عصى شـــرك أتى محصحصا) هذا بـيان الطرف الثان من أحوال التائب وهو الانب الذي له ،اختلف العلماء ف التائب إذا كان ف حال اصراره فاعل للطاعات هل يعطى ثواب تلك الطاعات بعد التوبة أم ل؟ ففيه ثلثة أقوال: الول :لبـي عبدال ممد بن مبوب( )338ـ رضي ال تعال عنـه ـ واختاره ابن أبـي نبـهان أنـه يعطى ثواب طاعتـه وظاهر كلمهما الطلق. القول الثانـي :للفضـل بـن الواري( )339واختاره جاعـة وهـو أنــه ل يعطـى مـن ثواب تلك الطاعة شيئا. القول الثالث :لبشيـ( )340واختاره الزاملي( )341أنــه إذا كان هذا الصـر حيـ ِفعْلِه للطاعـة مشركـا فل ثواب له بعـد التوبـة على تلك الطاعـة ،وإن كان غيـ مشرك فيعطـى بعـد التوبـة ثواب طاعتـه. )(338تقدمت ترجتـه عند التعليق على البـيت رقم (.)28 )(339العل مة أ بو م مد الف ضل بن الواري الزكوي من ب ن سامة بن لؤي بن غالب .أش هر علماء عمان ف القرن الثالث الجري وأ حد تلم يذ العل مة الكب ـي م مد بن مبوب ..كان هو والش يخ عزان بن ال صقر ف ز من وا حد ولعلمه ما وفضله ما يضرب ب ـهما ال ثل ف عمان كالعين ي ف جب ـي وا حد .من تصانيفه :كتاب "الامع" وقد ت طبعه ف وزارة التراث العمانية ف 3ملدات .وقتل ف وقعة القاع الشهورة سنة 278هـ. ("اتاف العيان" للبطاشي 1/197ـ 200ـ "السية" لبن مداد ص .)31 )(340العل مة بش ي بن م مد بن مبوب الخزو مي من أ هل عمان ينحدر من سللة علم ح يث كان أبوه وجده من كبار العلماء وهو أحد علماء الباضية ف القرن الرابع والغاية ف العلم والفضل ف أهل زمانـه من مؤلفاتـه "البستان" (مفقود) و "الزانة" ف 70ج (مفقود) و "الرضف ف التوحيد" (مطوط) و "الحاربة" (مطوط) توف سنة 273هـ تقريبا"( .إتاف العيان" ـ للبطاشي ـ )1/194 ويكن أن يكون الراد بـه العلمة أبو النذر بشي بن النذر العقري النـزوي تلميذ المام الربـيع الفراهيدي رحهما ال تعال ، لكن الول من ذكرتـه لن اللف ف هذه السألة انتشر متأخرا عن زمن ابن النذر وأحسب أن قرأت ما يدل على هذا ف "منـهج الطالبـي" للعلمة الشقصي وال أعلم. )(341الشيخ صال بن سعيد الزاملي العقري النـزوي ـ نسبة إل مدينة نـزوى الشهية ـ من علماء الباضية ف عمان، عاش ف القرن الادي عشر الجري ـ معاصر للشيخ خيس بن سعيد الشقصي مؤلف "منـهج الطالبـي ـ ط20/ج" ـ وكانت له مشاركة بارزة ف تنصيب المام العادل ناصر بن مرشد اليعربـي الذي قام بدوره بطرد الستعمرين البتغالي من الراضي العمانية ث استكمل بقية الئمة من اليعاربة طرد البتغاليي من الليج العربـي وبر العرب فخلصوا الناس من شرهم ،هذا وللشيخ الزاملي جوابات متناثرة تراها ف كتاب "لباب الثار" للصائغي"( .تفة العيان" ـ للسالي .)2/7 236
بـهجة النوار
ففي السألة إطلقان وتفصيل؛ الطلق الول :إنـه يعطى ثوابـها بعد التوبة مطلقا كان حي فعل الطاعة مشركا أو فاسقا غي مشرك .الطلق الثاني :أنـه ل يعطى ثواب ما عمل حال اصراره ولو تاب وغفر له كان حال الصرار مشركا أو غي مشرك .وأما التفصيل :فهو انـه إن كان بإ صراره مشر كا فل ثواب له في ما ع مل من الطاعات ف حال شر كه وإن كان غ ي مشرك فله ثوابـه إذا تاب من اصراره. ول ف السألة تفصيل آخر هو :انـه إن كانت الطاعة الت عملها مشروطا صحتـها بالسلم كال صلة وال صيام فل ثواب ل ا إن عمل ها ف الشرك لن شرط صحتـها غ ي موجود وثواب الع مل مترتب على صحتـه ول صحة فل ثواب ،وإن كانت تلك الطاعة غي مشروط ف صحتـها السلم َكِبرّ الوالديـن وإقراء الضيفان وصـلة الرحـم وإغاثـة اللهوف ونصـر الظلوم ..وهكذا فله ثوابــها إذا أسلم وإن عملها ف الشرك وكذا القول فيما عمل من الطاعات ف حال اصراره الذي ل يشرك بـه فإن ـه إن كا نت تلك الطا عة مشرو طا ف صحتـها اليان الكا مل و هو الوفاء بم يع الواجبات فل صحة لا بتركه فل ثواب عليها ،وإن كانت تلك الطاعة غي مشروط ف صحتـها اليان الكامل فله على فعل ها ثواب ـها ب عد توبت ـه وهذا التف صيل ح سن جدا .ول يقال إنــه لم يتقدمنـي عليه أحد فإن الحق مقبول ممن جاء بـه ،فإن قيل :لشيء من الطاعات مشروط صحتـها باليان الكامل فل وجه لخر التفصيل .قلنا :بل له وجه ظاهر وهو أن الفقهاء اختلفوا ف أشياء من الطاعات كال صلة خلف الفا سق فأبطل ها قوم و صححها آخرون فالقائل ببطلن ـها يشترط ف صحتـها أن يكون المام كامل اليان( )342وعلى مذهبـه فتلك الصلة غي صحيحة فل ثواب لا وإنْ بعد التوبة على هذا التفصيل الذي ذكرتـه وكذا فيما أشبـه ذلك وال أعلم.
)(342جرى الع مل على جواز ال صلة خلف الفا سق للحد يث الوارد ف هذا الشأن ،ل كن ي كن التمث يل لراد الش يخ وب ـيان الرد على من قال :ل شيء من الطاعات مشروط صحتـها باليان الكامل .بأن صلة السبل إزاره ليست متقبلة للحديث الوارد ع ند الن سائي ،و أ بو داود بر قم ( .. »: )638فقال له ر جل :يا ر سول ال ،ما لك أمرت ـه أن يتو ضأ ث سكت عن ـه؟ فقال :إن ـه كان ي صلي و هو م سبل إزاره وإن ال جل ذكره ل يق بل صلة ر جل م سبل إزاره« ولن فا عل ذلك مرتكب للكبـية ومتلبس بـها ف حال أدائه للصلة والطاعة ل تالطها كبـية فأبطل صلتـه بعض أجلة العلماء وكذا الال وهذا تثيل جيد لكلم الشيخ ـ رحه ال ـ وكذا يثل أيضا بأن الصدقة إذا خالطها الن أو الرياء فهما مبطان لا لقوله تعال :ياأيهـا الذيـن آمنوا ل تبطلوا صـدقاتكم بالنـ والذى كالذي ينفـق ماله رئاء الناس ..البقرة .. 264 : ومنـه يتبـي أن هناك من الطاعات ما يشترط فيه اليان الكامل فإن مصاحبة الفسق ـ وهو لزم إنعدام اليان الكامل ـ مبط لكثي من الطاعات وال أعلم. 237
بـهجة النوار
البـــاب الثالـــث ـ من الركــن الرابـــع ـ رِم والمستحـــل في توبة المحـــ ّ والمستحــــــل (()298ومجمــــــل توبـــة من يحــّرِم عكس هذا يلزم) الراد ب ـ(الحرّم) النت ـهك و هو الذي يفعل الذنب مع اعتقاده له أن ـه ذنب ،والراد بـ(الستحل) من يفعل الذنب ويعتقد أنـه غي ذنب لشبـهة تسك بـها أو لتقليده من تسك بالشبـهة ف ذلك فهو يدين بتخطئة من خالفه ف ذلك ،فالحرم على هذا أيسر حال من الستحل لن الستحل جَ َمعَ مع ارتكاب الذنب اعتقاد أن ـه غي ذنب وتطئة من خالفه ف ذلك ،فمن هنا كانت توبة الحرم أيسر حال من توبة الستحل فيجزي الحرم أن يتوب من جيع ذنوبـه إجال ،ول يزي الستحل ذلك لكن يلزمه التوبة عن كل ما استحله بعينـه فيذكر ذنوبـه ذنبا ذنبا ويتوب عن كل واحد منـها توبة وهذا معن قول الناظم( :والستحل عكس هذا يلزم) أي يلزم الستحل ف كيفية التوبة عكس ما يلزم الحرم؛ فيلزم الحرم الجال ويلزم الستحل التفصيل ،هذا حاصل ما ف الثر والظاهر أن لزوم التفصيل ف التوبة على الستحل إنا هو تعبد خاص له فيما بـينـه وبـي اللق( )343أما فيما بـينـه وبـي ال فل يلزمه ذلك وإنا يزيه الجال إذا قصد بالتوبة التوبة عن كل ذنب استحله وال أعلم. لم يجزه التـــوب (()299ومن أتـــــى أمــرا علــى التحريم بـــــل تغريـــم) بعكسه في أعـــــدل (()300وإن يكــــــن أتـــاه باستحـــلل القـــــوال) عليـــــه أن يرده (()301وإن يكن فــــي يده ما قد كسب لمــــن سلـــب) يشترط ف توبة من فعل أمرا ويعتقد أنـه حرام فلزمه من ـه ضمان كأ كل مال الغي بغ ي إذن ـه أن حلّ منـهم ول يزيه التوبة منـه بغي تلص ،فإن ل يتخلص إل أرباب ذلك الشيء إما بغرم له أو ِب ِ يقدر على التخلص دان بأداء ذلك عنـد القدرة فإذا حضره الوت وهـو غيـ قادر على اللص أوصـى بـه وليس عليه فوق ذلك شيء وال رؤوف بالعباد ،ول يشترط هذا الشتراط ف توبة من فعل ذلك الفعل وهو مستحل له على أكثر القوال وعدّله الناظم هاهنا لكن بشرط أن ل يكون ما أخذه بطريق الستحلل باقيا ف يده فإن كان باقيا بعينـه ف يده ففي أكثر أقوالم أن عليه أن يرده ال من أخذه )(343والعلة ف التفصيل من أجل أنـه ل يرى ما كان مستحل له ذنبا!! ،حي يكون دائنا بلية ما أتاه ،فتوبتـه الجملة ل تشمل ما استحله على هذا بل يلزمه تعيي ما استحله بالتوبة وال أعلم. 238
بـهجة النوار
منـه ،وقيل ل يلزمه أن يرده اليه لنـه إنا أخذه يوم أخذه وهو مستحل له ،وف قول ثالث :أن على الستحل رد ما أخذه إن كان باقيا وغرمه إن كان متلفا. هذا مصل ما ف الثر ف هذا القام وعندي فيه تفصيل هو :أنـه إن كان الستحل مشركا فل يلزمه غرم ما أتلفه ف حال شركه على السلمي ول يلزمه رد ما أخذ منـهم بعد أن أسلم ولو كان باقيا ف يده لن له ما أسلم عليه لدلة ذكرتـها ف غي هذا الكتاب ،وإن كان الستحل من أهل القبلة [فإنـه يلزمه رد ما أخذ على السلمي باستحلله وغرمه إن كان قد تلف من يديه لنـه ل تل أموال أهل القبلة بنفس العتقاد ِلحِلّهَا وال سبحانـه وتعال أعلم. حتى يصــــــح أنـه قد (()302وحكمــــه محرم حــين فعـل استحـل) حرّم لخذهـا فهـو مكوم عليـه بغرمهـا وإن ادعـى أي حكـم آخـذ أموال أهـل القبلة]( )344أنــه ُم َ الستحلل لا؛ لن أموال أهل القبلة ف دين ال مجورة بغي إذن أهلها فيحكم على من أخذها بردها الي هم ودعواه أن ـه م ستحل لخذ ها دعوى لو صحت تُ سقط عن ـه ال كم برد ها على قول ب عض، وأيضا فحكم أهل القرار كلهم التحري لا حرم ال ودعواه أنـه مستحل تالف أهل هذا الكم فل ت سمع من ـه دعواه أن ـه م ستحل إل ب صحة شرع ية و هي شهرة أو شهادة عدل ي وذلك أن تق ضي الشهرة أو يشهد العدلن بأن هذا الرجل قد كان على دين الزارقة( )345مثل وال أعلم.
)(344ما بـي الاصرتي ساقط من (ب). )(345أتباع نافع بن الزرق وهي فرقة من الوارج يستحلون أموال ودماء مالفيهم حي عدوهم مشركون وقد انقرض هؤلء الوارج ول المد ول يبق ف هذا الزمن إل شرذمة موهوا على الناس وتستروا بألقاب برّاقة من يمل مبدأهم ف استحلل دماء أهل القبلة!! قاتلهم ال أن يؤفكون. 239
بـهجة النوار
البـاب الـرابـــع في المور التي ل تلزم منـها توبة أي لعفو ال تعال عنـها بنـه وهي أربعة أشياء؛ التقية والطأ والنسيان وحديث النفس ،ف َعقَد لكل واحد من التقية والطأ فصل ،و َعقَدَ لديث النفس والنسيان فصل واحدا فلذا قال :وفيه ثلثة فصول. الفصــل الول قيَّـــــة في الت َ ِ من نيل ضـــــر (()303أجـــز تقيــة بقـــــول إن خلـــص من بـه القول يخص) والخلف في (()304وامنعها في اتلف نفـــــس إن جنى اتـــــلف مـــال ضمنـا) التقية إما أن تكون بالقول وإما أن تكون بالفعل ـ وسيأت بـيان حكم التقية بالفعل ـ وأما التقية بالقول فتجوز ف موضع وتنع ف مو ضع آخر ول ا مو ضع ثالث يتلف ف جواز ها فيه .فأ ما الوضع الذي توز فيه فهي ما إذا كان القول ليس فيه ضرر على أحد من البشر وكان الجبور قد أكره على القول ب ـه( )346فإن ـه يوز له ف هذا الو ضع أن يد فع عن نف سه ما يشاه من الق تل ونوه بالقول الذي طلب من ـه ولو كان ذلك القول شر كا وهذا مع ن قوله( :أ جز تق ية بقول ..ال) ،ومع ن قوله: (إن خلص من نيل ضر ..ال) أي إن خلص ذلك القول من وقوع الضرر ف الغي فهو تقييد للجواز، وجواز ما ذكرناه مأخوذ من الكتاب والسنة فأما الكتاب فقوله تعال :إل من أكره وقلبـه مطمئن باليمان النحــل 106 :وقوله تعال :إل أن تتقوا منـــهم تقاة وأما السنة فقوله » :عفي عن أمت الطأ والنسيان وما حدّثوا بـه أنفسهم وما أكرهوا عليه«(،)347 آل عمران 28 :
)(346فليتأمل القارئ مراد الباضية من التقية خلفا لبعض التعالي من مالفينا الذين يتخيلون القصود من التقية أن يظهر النسـان خلف مـا يبطـن فـ غالب أحواله دون التقيـد بشرط خوف الوقوع فـ اللك!! وهذا تاهـل غريـب أو بلهـة مستحكمة ..يقول أبو أسامة الساعيلي ف رسالتـه إل ملة (نداء السلم) بدينة سيدن _ دفاعا عن الباضية _ ص(:)8 "التقية :الباضية ل يجلون ما لديهم ،فصاحب الق غي هياب ول وجل ،فكيف لنا باتاذ التقية ونن الذين ندعوا إل الوار واللقاء على كلمة سواء ،أما إن كنت تعن الكتمان الذي يتحدث عنـه الباضية ،فذلك فوق أفهام الذين ل ينعمون النظر ف سية خي اللق وحبـيب الق فإن الباضية هم أول من َقعّد للدعوة السلمية بعد أن فــأوردهم والـكل ريّـان هـائـم أكبـوا علـى القــرآن شربا لـاءه وبعـد أن درسوا سية الصطفى فرأوا أنـه لكمة ما كانت الدعوة ف أعوامها الول سرّا ،وما كان ذلك جبنا ول هلعا من بطش قريش ،بل ضنّا بالق الناشئ أن تبطش بـه يد الباطل اللئيمة ،وهذا ما تنبـهت إليه الركات السلمية ف هذا القرن أي بعد ثلثة عشر قرنا من تقعيدنا له وتنبـيهنا عليه "..ا.هـ )(347هذا الديث ورد بلفظ» :رفع ال عن أمت الطأ والنسيان ومال يستطيعوا وما أكرهوا عليه« ـ وما يقاربـها ـ جاء من طريق ابن عباس رواه المام الربـيع الفراهيدي ف "مسنده" [ ]794وابن ماجة ف "سننـه" [ ]2045وابن 240
بـهجة النوار
ومن ذلك "ما جرى لعمار بن ياسر ـ رضي ال عنـه ـ حي أخذه الشركون فلم يدعوه حت سب ر سول ال وذ كر آلت ـهم ب ي ،فل ما جاء ال النب ـي قال :يا ر سول ال ما أرا ن إل هل كت. ()349 فأخبه [الب]( ،)348قال :كيف تد قلبك؟ .قال :مطمئن باليان .قال :فإن عادوا فعد". وأما الوضع الذي تنع فيه التقية بالقول فهو ما إذا كان ف القول ضرر على أحد من البشر كإتلف نفس الغي أو قطع عضوه فإنـه ل توز لحد التقية ف هذا الوضع إذ ل يل لحد أن ينجي نفسه بضرر غيه إذ لي ست نف سه أول بذلك من ن فس غيه وهذا مع ن قوله( :وامنع ها ف اتلف ن فس إن ج ن) أي وام نع التق ية بالقول ف مو ضع ي ن ف يه القول إتلف ن فس الغ ي وكذا ح كم عضوه؛ ومثال ذلك أن يُكرِه جبارٌ ـ ذو قدرة معروف بالغشم ـ أحدا من يقدر عليه أن يدله على أحد من البشر ليقتله ببا طل أو ليق طع عضوه بغ ي حق ،وكان قد توعده بالق تل إن ل يدله عل يه فل يوز لذا الجبور أن يدل البار على ذلك الطلوب وإن خاف على نفسه منـه. حبان ف " صحيحه" [ ]7175وال طبان ف "الكب ـي" [ 11/109ر قم ]11274والب ـيهقي ف "ال سنن ال كبى" [ 7/584رقم ]15094وابن عدي ف "كامله" ( 2/346و )347و( )5/282والعقيلي ف "الضعفاء" ( )4/145وقال: "وهذا يروى من غي هذا الوجه باسناد جيد" .ا.هـ وجاء من طريق أبـي ذر الغفاري رواه ابن ماجة ف "سننـه" [ .]2043ومن طريق عقبة بن عامر عند البـيهقي فـ "السـنن الكـبى" ( 7/585رقـم .)15096كمـا رواه ابـن عدي فـ "كامله" ( )3/325عـن أبــي الدرداء و( )2/150عن أبـي بكرة . ورواه ابن أبـي شيبة ف "مصنفه" برقم [ ]19044عن عطاء مرسل. oكما ورد بلفظ» :رفع عن أمت الطأ والنسيان« رواه أبو الفضل القاسم بن جعفر التميمي العروف بأخي عاصم وساق ا سناده التاج ال سبكي ف "طبقات الشافع ية ال كبى" ( 2/254بتحق يق اللو والطنا حي) .وقال ال سبكي أي ضا ف الكتاب الذكور (" :)2/253وقد وقع الكلم ف هذا الديث قديا بدمشق ،وبـها الشيخ برهان الدين بن الفركاح شيخ الشافعية ثّ إذ ذاك ،وبالغ ف التنقيب عنـه ،وسؤال الحدّثي ،وذكر ف "تعليقتـه على التنبـيه" ف كتاب الصلة قول النووي ف "زيادة الروضة" ف كتاب الطلق ف الباب السادس ف تعليق الطلق إنـه حديث حسن ".ا.هـ ونقل تسي النووي لذا الديث الافظ ابن حجر ف "تلخيص البـي" ( 1/281دار العرفة). )(348من (ب). )(349لفظ الرواية " :عن ممد بن عمار بن ياسر قال :أخذ الشركون عمار بن ياسر فلم يتركوه حت سبّ النبـي وذَكر آلت ـهم ب ي ،ث تركوه ،فل ما أ تى ر سول ال قال :ما وراءك؟ .قال :شر يا ر سول ال؛ ما تُرك تُ ح ت نل تُ م نك وذَكرتُ آلتـهم بي .قال :كيف تد قلبك؟ .قال :مطمئنا باليان .قال :إن عادوا فعد". أخرجها البـيهقي ف "السنن الكبى" ( 8/362برقم )16896وأبو نعيم ف "حلية الولياء" برقم [ ]454وابن سعد ف "الطبقات الكبى" ( 3/189دار الكتب العلمية) وابن جرير الطبي ف "تفسيه" (/ 7/651الكتب العلمية) [سورة النحل: الية ]106والاكم ف "الستدرك" برقم [ ]3362وقال" :هذا حديث صحيح على شرط الشيخي ،ول يرجاه ".ووافقه الذهبـي فقال ف "تلخيصه" هناك" :على شرط البخاري ومسلم ".ا.هـ. 241
بـهجة النوار
وأ ما الو ضع الذي يتلف ف جواز التق ية ف يه بالقول ف هو ما إذا كان ف ذلك القول إتلف لال الغ ي كأن يدل البار على مال لغيه أن يضي عه أو يقتله البار ،فإن بع ضا قد أجاز له أن يدله على ذلك مع اعتقاد الضمان له وبعض منع من ذلك وهذا معن قوله( :واللف ..ال) ،والواز ف هذا الوضع أظهر من النع لن الال ل يقاوم النفس وال سبحانـه وتعال أعلم. كالحرق والغـــــرق (()305ولم تجـــــــز تقيـــة بالفعـــــــل ومثل القتـل) كالكل للميـــتــــة (()306لكن جواز ما أبـيح للضـــــــرر والدم اشتـهر) هذا بــيان حكـم التقيـة بالفعـل وحكمهـا أنــها ل توز عنـد الصـحاب وذلك كحرق النفـس وكتغريق ها وكقتل ها فإن ف هذه ال صور كل ها ل يوز ل حد أن ين جي نف سه بفعل ها ،ل كن اشت ـهر عندهم جواز التقية بفعل الشياء الت أبـيح فعلها للمضطر كأكل اليتة والدم ،وهذا الواز وإن كان على قول لبعضهم فهو مشهور ف آثارهم فيدل على أن كلمهم ف منع التقية بالفعل ممل ل بد له من تفصيل؛ وتفصيله أن نقول :إن الفعل الذي يكره عليه الن سان إما أن يكون بـه ضرر بالغي كحرق الن فس وغرق ها وقتل ها ،وإ ما أن يكون ل يس ف يه ضرر بالغ ي ل كن ف يه اتلف لال الغ ي ،وإ ما أن يكون ل يس ف يه ضرر بالغ ي ول اتلف لاله ،فإن كان ف يه ضرر بالغ ي ف هو منوع اتفاقا ،وإن كان ف يه اتلف لال الغ ي فيخرج ف يه اللف الذكور ف جواز التق ية بالقول بشرط ضمان ذلك التلف ،والذي ل يس فيه ضرر بالغي ول اتلف لاله نوعان: أحدها :فعل ل يقبل الب والكراه ،بعن أنـه ل يتأتى فعله عند ذلك كالزنا فإن فعله ل يصدر إل عن اختيار من الرجل دون الرأة فل يل للرجل التقية بـه ول للمرأة أن تساعد عليه. وثانيهما :فعل يقبل الكراه والب وذلك كأكل اليتة وأكل الدم وأكل لم النـزير ونو ذلك ما أب ـيح ل نا فعله ف الضطرار ال يه ،فأجاز التق ية ب ـه قوم ومنع ها ب ـه آخرون( ،)350ح جة الجوز ين للتقية بـه أن هذه الشياء قد أباحها ال لنا ف حال الضطرار لا ومقام الب والكراه مقام اضطرار فجاز لنا ذلك ،وأيضا فإن الكمة من شرعية الباحة لفعل ما ذكر عند الضرار إنا هي حفظ النفس وهي حاصلة هاهنا .قال الانعون :إن إباحة ما ذكر مقيدة بالضطرار ف الخمصة فل تكون الباحة ف غي الخمصة وإن اضطر ال فعله .قلنا :ذِكر الخمصة ف الية ل مفهوم له وإنا هو جار على الغلب مـن أحوال الضطرار فإن الغالب مـن حال الضطرار ال أكـل مـا ذكـر إناـ هـو فـ حال الخمصـة، )(350يلحظ أن الكلم هنا عن الب والكراه وليس الضطرار العادي فإن الثان جوازه صريح بنص الية. 242
بـهجة النوار
والتقي يد بالغلب العتاد ل مفهوم له لن ـه ل يذ كر للق يد ،فب ـهذا التحق يق يظ هر لك صحة القول بواز التقية بأكل نو اليتة ..وال أعلم. عليــــه فـــــي أن ل (()307ومكــــــره جاء بما الحــد يجب يحد نستحب) إذا أكره الكلف على فعل شيء يب على فاعله الد كالسرقة والزنا فهل يقام عليه ذلك الد أم ل؟ قال قوم :يقام عل يه ال د بذلك لن ـه ف عل مُوْجِب ـه والتق ية بفعله حرام فل يد فع عن ـه ال د بذلك، ـث» :ادرأوا الدود ـهة بالكراه وف ـ الديـ ـول الشبــ ـه الد ـ لصـ ـع عنــ وقال قوم :يدفـ بالشبـهات«( )351وهذه شبـهة فل يقام معها الد ،وهذا القول أظهر ودليله أوضح فقول الناظم( :ف أن ل يد نستحب) اختيار لذا القول ومعناه أن استحبابنا ف عدم حدّه. واعلم أن اللف الاري ف اقامة الد مع التقية بنحو الزنا والسرقة ل يري ف التقية بنحو قتل النفس وقطع عضو منـها لن ف هذا الفعل تعلق حق للعباد فيجب عليه القود والقصاص ،واللف التقدم آنفا إنا هو ف موجب الدود الت ل يكن للخلق فيها حق ،هذا ما يظهر ل ف ترير القام [ث إن أحسب أن وقفت على حكاية اللف ف ثبوت القود على قاتل الجبور ووجهه أن القود قد اختلف فيه هل هو حد أم حق؟ فعلى القول بأنـه حد يسقط بالشب ـهة ول ي سقط على القول بأن ـه حق للعباد]( )352وال أعلم. الفصـــل الثــاني فـــي الخطــــــأ ألزمه الظاهـــــر (()308ورفع الثم لدى الخطـــــأ ومن حكما يسلمن) )(351ل أعثر عليه بـهذا اللفظ ..لكن جاء من طريق السيدة عائشة رضي ال عنـهما مرفوعا بلفظ» :ادرأوا الدود عن ال سلمي ما ا ستطعتم فإن كان له مرج فخلّو سبـيله فإن المام أن ي طئ ف الع فو خ ي من أن ي طئ ف العقو بة « رواه الترمذي فـ "سـننـه" [ ]1424والاكـم فـ "السـتدرك" [ ]8163والبــيهقي فـ "الكـبى" [ 17057و ]18294 والدارقطن ف "سننـه" [ 3075دار الكتب العلمية] والطيب ف "تاريخ بغداد" (.)2/422 وجاء عند الدارقطن ف"سننـه" [ ]3077باسناده" :أن عبدال بن مسعود ومعاذ بن جبل وعقبة بن عامر الهن قالوا :اذا اشتبـه علك ال د فادرأه ما استطعت ".ا.ه ـ .ث رأ يت أبوالف ضل العراقي يقول ف "تر يج الحاد يث والثار الواقعة ف منـهاج البـيضاوي" برقم [:]88 "حديث» :ادرأوا الدود بالشبـهات« رواه ابن عدي ف (جعه لديث أهل مصر والزيرة) من حديث ابن عباس وفيه ا بن لي عة .و قد رواه الترمذي والا كم دون قوله :بالشب ـهات .من حد يث عائ شة ،و صححه الا كم ،وضعّف الترمذي رفعه ".ا.هـ )(352هذه القطعة من (ب). 243
بـهجة النوار
(()309كالقاتل النفـــــس وكالمطل ِّــــق ومثـــــل المعتق) وما ل يؤاخذ العبد بـه ول تلزمه فيما بـينـه وبـي ال منـه توبة الخطأ وهو أن يقصد ال ف عل طا عة أو مباح فيخ طأ ال غ ي مق صوده ،و هو نوعان :أحده ا غ ي ما كم ف يه لكون ـه خاصـا بنفسـه ك ما ف الد يث» :أن رجل أراد أن يقول الل هم أ سكن ال نة ،فقال :الل هم أ سكن النار. فاشتـد ذلك عليـه ،فقال له النبــي :لبأس عليـك لك مـا نويـت«( )353وأمـا النوع الذي هـو فيـه حاك َم فهو مثل أن يقصد ال تديد كلمة التوحيد فيخطأ منـها ال كلمة الشرك ،أو يقصد ال م َ ُ اظهار وَلية السلمي فيخطأ منـها ال اظهار الباءة منـهم ،أو يقصد أن يقول لزوجتـه أنت بارة فيخطأ ال قوله أنت طالق ،أو يقصد أن يقول لعبده أنت صال فيخطأ ال قوله أنت حُر ،فإنـه يكون فـ هذه الصـور كلهـا مُحا َكمَا فيُحكـم عليـه بالكفـر فـ اظهار الكفـر وبالعداوة فـ موضـع العداوة وبالطلق لزوجتـه وبالعتق لعبده إن خاصماه ف ذلك ،وعليه هو أن يسلم للحكم الظاهر إذا حُكم عليه بشيء فيجب عليه تديد التوحيد وإظهار الوَلية للمسلمي وتسريح الزوجة ورفع اليد عن العبد وهذا مع ن قوله( :و من ألز مه الظا هر حك ما ي سلمن) أي و من ألز مه ال كم الظا هر شيئا من الحكام الشرعية فعليه أن ينقاد له وأن ل يتمرد عليه وال أعلم. زوجتـه خطـــــأ
)(353ل يتيسر ل العثور عليه. 244
بـهجة النوار
الفصـــل الثــالــث في النسيـان وحـديث النفــس وهكــذا وسوســـــــة (()310ورفض الوزر لـــــدى النسيان الشيطـــان) إذ لم تكن أشد من (()311من بعد أن جاهــــــده بما قـدر رؤيــــــا البصر) الراد بـ(رفض الوزر) رفعه أي رفع الث عن الكلف ف حالت النسيان ووسوسة الشيطان للحديث التقدم ذكره ،فأما رفع الث ف النسيان فظاهر وأما رفعه ف وسوسة الشيطان ـ والراد بـها حديث الن فس ـ فمق يد ب ا إذا ل يقدر الكلف أن يد فع الو سوسة الا صلة ف نف سه لن ـه ي ب عل يه بذل مهوده ف دفع الوسوسة الحرمة شرعا. والعفو عنـه منـها إنا هو حديث النفس الذي ل يكن الكلف دفعه ،ومثال هذا الكم ف رفع الث من المور السية هو رؤيا البصر الواقعة على مجور شرعا فإن الشرع ل يؤاخذنا ف الطأ ف ذلك ول فيما ل يكنا غض النظر عنـه وليست الوسوسة بالعن الذكور أشد من رؤيا البصر على النظور الحجور( )354وال سبحانـه وتعال أعلم. (خاتمـــة الكتــاب) حاوية أهـــم شيء (()312تمت بحمـد الله "أنوار العقــــول" فــــــي الصول) َمـ عليهـا وإناـ سـيتـها بذلك لن موضوعهـا علم الراد بــ(أنوار العقول) هذه النظومـة فهـو َعل ٌ العتقادات وم ل ذلك العلم هو الع قل ،فالتم سك ب ا ف هذه النظو مة إن ا هو متم سك بنور الع قل والعادل ع ما لي صح له العدول ف يه من ـها خارج من النور ال الظلمات ،والراد بقوله( :حاو ية أ هم شيء ف الصول) أي جامعة للمور الت لبد منـها ومن معرفتـها من أصول الديانات وال أعلم. سالكـــــــــة طريقــة (()313عارية من وصمـــــة الخـــلل الكمـــال) ومعنـ قوله( :عاريـة) أي متجردة ،و(الوصـمة) العيـب ،و(الخلل) التقصـي عمـا ل ينبغـي التقصـي عن ـه ،و(الكمال) التمام أي ت ت هذه النظو مة حال كون ـها جام عة لل هم من أ صول الديانات، و(عار ية) من ع يب التق صي ع ما ل ينب غي التق صي عن ـه وحال كون ـها سالكة الطري قة التا مة من التحقيق وواردة النـهل الواف من التدقيق وال أعلم. تصونـه من كل (()314أهديتـها صرفـا لكل طالــــــب قـــــــول كاذب) )(354ف (ب) الجبور .وهو تصحيف. 245
بـهجة النوار
معن قوله( :أهديتـها) أي صيتـها هدية ،ومعن قوله( :صرفا) أي خالصة ،ومعن قوله( :تصونـه) تف ظه ،ومع ن قوله ( :من كل قول كاذب) أي اعتقاد مالف لل حق أي صيت هذه النظو مة هد ية خال صة ل أب غي علي ها أجرا إل من ال ل كل طالب لل حق وملت مس للهدى والال أن ـها ت فظ هذا الطالب من العتقادات الفاسدة وال أعلم. أتم مـــــا قد (()315وأحمــــــد الله على التيســـــير في رمتـه من شـرف) أي أُثن على ال تعال با هو له أهل من الميل على تيسيه ل إتام ما قصدت إتامه ف أت حال وأوف مقام. محمـــــد (()316ثم الصــلة مع تسليـــــــم على المبعــــوث من خـير مـــــل) منـهــــاجهــــم على (()317وآلــــــه وصحبـه ومن قفـــــا التمـــــام والوفا) ث إن بعد حد ال أصلي الصلة وأسلّم التسليم الأمور بـهما شرعا على نبـي هذه المة والبعوث مـن خيـ قوم يلون العيـ شرفـا ،وعلى آله التابعيـ له وعلى صـحبـه الناصـرين له وعلى مـن تبـع سبـيلهم غي مبدّل ول مغيّر من بعدهم عليه وعليهم أجعي ،ففي قوله( :على التمام والوفا) براعة حسن التام على تام هذا النظام. وفـ هذا القام انتــهى بنـا الكلم على شرح هذا النظام جعله ال تعال عونـا للطالبــي ونورا للمهتد ين ،وفوزا لناظ مه يوم الد ين وال صلة وال سلم على خا ت الر سلي وعلى آله و صحبـه وعلى جيع الؤمني ،والمد ل رب العالي ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم. قد ت هذا الشرح الخت صر على النظو مة ال سماة ب ـ(أنوار العقول) و هو الشرح الصـغي من شرح ناظمها عليها وذلك ف سنة أربع عشر وثلثائة سنة وألف من الجرة النبوية على صاحبـها أكمل صلة وتسليم(.)355 (تمت بحمد الله وتوفيقه) )(355جاء ف الن سخة (أ) عبارة" :عُر ضت بشرح ها على مؤلف ها ت صحيحا ..بقلم الفقي ـ الق ي ـ ل تعال را جي رح ة ربـه القدير سعيد بن خيس بن حد بن سال الدسري خادم بن علي". وف (ب)" :تت بقلم أحقر النام زهران بن خلفان بن سرور بن سليمان بن مهنا بن سيف بن سلطان اليعربـي الرشدي الباضي مذهبا والنخلي مسكنا ف يوم العشرين من شهر ربـيع الول سنة ."1337 وبـهذا يكون النتـهاء من تقيق هذا الكتاب أسأل ال تعال أن يتغمد المام السالي بواسع رحتـه وأن يزل له الثوبة كتبـه علي بن سعيد بن مسعود الغافري. وأن يشرنا وإياه ف زمرة نبـيه إنـه سيع ميب. 246
بـهجة النوار
الفهارس العامة وهي كالتالي: ( )1فهرس اليات القرآنية. ( )2فهرس الحاديث النبوية. ( )3فهرس العلم الواردة في الكتاب. ( )4فهرس الموضوعات.
247
بـهجة النوار
فهرس اليات القرآنية
[الية ـ موضعها ـ مع رقم البـيت الذي وردت ف شرحه بـي حاصرتي] [سورة البقرة] منـه آيات مكمات هن أم الكتاب
ذلك الكتاب البقرة ]194[ 2 :
آل عمران ]149[ 7 :و[]162
وقالوا لن تسنا النار إل أياما معدودة ..الية البقرة ]192[ 80 :
شهــد ال أنـــه ل اله ال هــو واللئ كة ..ال ية آل عمران [ 18 : ]22
بلى من كسب سيئة وأحاطت بـه ـة البقرة [ 81 : ـه ..اليـ خطيئتــ ]189و[ ]190و[]192
إل أن تتقوا منــــهم تقاة آل عمران ]304[ 28 :
قل فلم تقتلون أنبـياء ال من قبل البقرة ]242[ 91 :
أنّىــ لك هذا آل عمران [ 37 : ]31
تلك أمـة قـد خلت لاـ مـا كسـبت ولكـم مـا كسـبتم البقرة [ 134 : ]200
ومكروا ومكــر ال آل عمران : ]130[ 54 أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة ال .. الية آل عمران ]250[ 87 :
وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس البقرة [ 143 : ]32
والذيـن إذا فعلوا فاحشـة أو ظلموا أنف سهم ذكروا ال ..ال ية آل عمران ]80[ 135 :و[]252
فأتوا حرثكـم أنّىـ شئتـم البقرة : ]31[ 223
كل نفس ذائقة الوت آل عمران : ]163[ 185
والوالدات يرضعـن أولدهـن حوليـ كاملي..الية البقرة ]32[ 233 :
ربنـا إنـك مـن تدخـل النار فقـد أخزيتــــه آل عمران [ 192 : ]191 [سورة النساء]
ـلة ـلوات والصـ حافظوا على الصـ الوسطى البقرة ]8[ 238 : تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض البقرة ]139[ 253 :
واتقوا ال الذي تســاءلون بـــه والرحام النساء ]83[ 1 :
رب نا ل تؤاخذ نا إن ن سينا أو أخطأ نا البقرة ]42[ 286 :
إن ـه كان حو با كب ـيا الن ساء : ]250[ 2
لا ما كسبت وعليها ما اكتسبت البقرة ]200[ 286 : [سورة آل عمران]
ـن يعملون ـة للذيـ وليســت التوبـ السيئات حت إذا حضر ..الية النساء ]287[ 18 : 248
بـهجة النوار
أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة الائدة ]61[ 96 :
إن تتنبوا كبائر مـا تنــهون عنــه نكفر عنكم سيئاتكم النساء [ 31 : ]255
ياأيهـا الذيـن آمنوا ل تسـألوا عـن أشياء ..الية الائدة ]24[ 101 :
ياأي ها الذ ين آمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأول ..الية النساء [ 59 : ]32
مـا جعـل ال مـن بية ول سـائبة الائدة ]200[ 103 :
ومـا أرسـلنا مـن رسـول ال ليطاع بإذن ال النساء ]32[ 64 :
وإذ تلق مـن الطيـ كهيئة الطيـ الائدة ]200[ 110 : [سورة النعام]
مـن يطـع الرسـول فقـد أطاع ال النساء ]32[ 80 :
لو كان فيه ما آل ة إل ال لف سدتا النعام ]200[ 21 :
ولو ردوه إل الرســـول وإل أُول ال مر من ـهم لعل مه ..ال ية الن ساء : ]22[ 83و[ ]32و[]41
ل أحـب الفليـ النعام [ 76 : ]100
ودوا لو تكفرون كمــــا كفروا فتكونون ســواء النســاء [ 89 : ]100
فأنـــ تؤفكون النعام [ 95 : ]204 خالق كل ش يء النعام [ 102 : ]146و[]200
ولن يعل ال للكافرين على الؤمني سبـيل النساء ]50[ 141 :
ـو يدرك ـار وهـ ـه البصـ ل تدركـ البصـار ..اليـه النعام [ 103 : ]125
إن النافقيـ فـ الدرك السـفل مـن النار النساء ]189[ 145 : [سورة الائدة]
إل مـا اضطررتـ إليـه النعام : ]61[ 119
حرّ مت علي كم الي تة والدم..ال ية الائدة ]32[ 3 :
ول تأكلوا ما ل يذكر اسم ال عليه النعام ]61[ 121 :
فطو عت له نف سه ق تل أخ يه الائدة ]200[ 30 :
يوم يأتـ بعـض آيات ربـك ل ينفـع نفسا إيانـها ل تكن ..الية النعام ]287[ 158 : [سورة العراف]
و من يتول م من كم فإن ـه من ـهم الائدة ]242[ 51 : وجعـل منــهم القردة والنازيـر الائدة ]61[ 60 :
والوزن يومئذ القـ العراف 8 : []180
بل يداه مب سوطتان الائدة [ 64 : ]129 249
بـهجة النوار
ربـي أرن أنظر اليك العراف : ]125[ 143
ءالن و قد ع صيت قبلُ وك نت من الفسدين يونس ]287[ 91 :
وظللنا عليهم الغمام وأنـزلنا عليهم النـ والسـلوى ..اليـة العراف : ]191[ 160
إن ربـك يقضـي بــينـهم يوم القيامة يونس ]194[ 93 : [سورة هود]
مــــن يضلل ال فل هادي له العراف ]194[ 186 :و[]204
ـ مذوذ هود [ 108 : عطاء غيـ ]192 [سورة يوسف]
يسئلونك عن الساعة أيّان مرساها العراف ]31[ 187 : [سورة النفال]
بـل سـولت لكـم أنفسـكم أمرا يوسف ]200[ 18 : [سورة الرعد]
قـل للذيـن كفروا إن ينتــهوا يُغفـر لمـ مـا قـد سـلف النفال [ 38 : ]295 [سورة التوبة]
فسالت أودية ِب َقدَ ِرهَا الرعد 17 : []194 لكـل أجـل كتاب الرعـد [ 38 : ]168
إنا الشركون نس التوبة [ 28 : ]274
قــل كفــى بال شهيدا بـــين وبــينكم ومـن عنده علم الكتاب الرعد ]22[ 43 : [سورة الجر]
عن يد وهم صاغرون التوبة 29 : []277 إنــهم رجـس ومأواهـم جهنـم التوبة ]274[ 95 : [سورة يونس]
وانبت نا في ها من كل ش يء موزون الجر ]180[ 19 : وإن من شيء إل عندنا خزائنـه وما نن ـزله إل بقدر معلوم ال جر 21 : []194
هو الذي ي سيكم ف الب والب حر يونس ]200[ 22 : فأنـ تصـرفون يونـس [ 32 : ]204
إل أمرأتـه قدرنا انـها لن الغابرين الجر ]194[ 60 : [سورة النحل]
يـا قوم إن كنتـم آمنتـم بال فعليـه توكلوا إن كنتـم مسـلمي يونـس : ]212[ 84
فاسـألوا أهـل الذكـر ان كنتـم ل تعلمون النحل ]41[ 43 :
آمنـت أنــه ل إله إل الذي آمنـت بـه بنو اسرائيل ..الية يونس 90 : []287
وما بكم من نعمة فمن ال النحل ]1[ 53 : 250
بـهجة النوار
ويقول الن سان أإذا ما مت ل سوف أخرج حيّاـ ..اليات مريـ 66 :إل ]191[ 70
فإذا جاء أجلهم ل يستأخرون ساعة ول يستقدمون النحل ]168[ 61 : ويعلون ل مـا يكرهون النحـل : ]200[ 62
وإن منكـم إل واردهـا ..اليات مري 71 :و ]191[ 72
وال أخرجكم من بطون أمهاتكم ل تعلمون شيئا النحل ]14[ 78 :
أي الفريقي خي مقاما مري 73 : []31
يضـل مـن يشاء ويهدي مـن يشاء النحل ]194[ 93 :
يوم نشـر التقيـ ال الرحنـ وفدا ..اليات مري 85 :و ]191[ 86 [سورة طه]
إل من أكره وقلب ـه مطمئن باليان النحل ]304[ 106 :
الرحنـ على العرش اسـتوى طـه : ]162[ 5و[]129
يوم تأت كل نفس تادل عن نفسها النحل ]171[ 111 : [سورة السراء]
ولتصـنع على عينـ طـه [ 39 : ]128
وقضينا ال بن اسرائيل ف الكتاب السراء ]194[ 4 :
فمن ربكما يا مـوسى طه 49 : []31
وما كنا معذبـي حت نبعث رسول السراء ]79[ 15 :
فلنأتي نك ب سحر مثله طه [ 58 : ]132
وقضـى ربـك أن ل تعبدوا إل إياه السراء ]194[ 23 :
فا قض ما أ نت قاض طه [ 72 : ]194 [سورة النبـياء]
قل الروح من أمر ربـي السراء : ]165[ 85 [سورة الكهف]
ي سبحون الل يل والن ـهار ل يفترون النبـياء ]143[ 20 :
من ي هد ال ف هو اله تد و من يضلل فلن ت د له ..ال ية الك هف [ 17 : ]204
ل يُ سْئَل ع ما يف عل و هم ي سألون النبـياء ]28[ 23 : ول يشفعون إل لنــ ارتضــى النبـياء ]182[ 28 :
كم لبث تم قالوا لبث نا يو ما أو ب عض يوم الكهف ]31[ 19 : [سورة مري]
ونضع الوازين القسط ليوم القيامة النبـياء ]180[ 47 :
وآتيناه ال كم صبـيا مر ي 12 : []137 251
بـهجة النوار
وكان ف الدينة تسعة رهط يفسدون ..الية النمل ]218[ 48 : [سورة القصص]
وهذا ذكــر مبارك أنـــزلناه النبـياء ]4[ 50 : فإنكـم ومـا تعبدون مـن دون ال حصـب جهنـم النبــياء [ 98 : ]191
ولا َورَدَ مَاءَ مدْيَ نَ القصص 23 : []191
أولئك عنـــــها مبعدون oل يسمعون حسيسها النبـياء 101 : و ]191[ 102
وقال الذ ين اوتوا العلم ويل كم ثواب ال خيـ ..اليـة القصـص [ 80 : ]22
كمــا بدأنــا أول خلق نعيده النبـياء ]164[ 104 : [سورة الؤمنون]
كل شيء هالك إل وجهه القصص ]128[ 88 :و[ ]163و[]176 [سورة العنكبوت]
وأنــزلنا مـن السـماء ماء بقدر الؤمنون ]194[ 18 :
وتلقون افكـا العنكبوت [ 17 : ]200
ربّــ ارجعون الؤمنون [ 99 : ]180
وتلك المثال نضربــها للنّاس ومـا يعقلهـا إل العالون العنكبوت 43 : []22 [سورة الروم]
فمـن ثقلت موازينــه فأولئك هـم الفلحون ..اليات الؤمنون 102 : و ]180[ 103 [سورة النور]
ومن آياتـه منامكم بالليل والنـهار وابتغاؤكـم مـن فضله الروم [ 23 : ]200 [سورة السجدة]
والذ ين يرمون الح صنات ث ل يأتوا بأربعة ..الية النور ]261[ 4 :
ولو شئ نا لتي نا كل ن فس هدا ها السجدة ]204[ 13 :
سبحانك هذا بـهتان عظيم النور ]250[ 16 :
أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا ل يستوون السجدة ]189[ 18 : [سورة الحزاب]
ـ الؤمنون وتوبوا ال ال جيعـا أيّه َ النور ]282[ 31 : [سورة الشعراء]
وخا ت النب ـيي الحزاب [ 40 : ]141 [سورة فاطر]
وأنذر عشيتك القربـي الشعراء ]182[214 : [سورة النمل]
اناـ يشـى الَ مـن عباده العلماءُ فاطر ]22[ 28 :
وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك بـه النمل ]22[ 40 : 252
بـهجة النوار
[سورة يس]
[سورة غافر]
وجاء من أق صى الدي نة ر جل يسعى قال ياقوم ..اليــة يــس [ 20 : ]218
لنــ اللك اليوم غافــر [ 16 : ]129 ما للظالي من حيم ول شفيع يطاع غافر ]182[ 18 :و[]186
اليوم نتـم على أفواههـم وتكلمنـا أيديهم ..الية يس ]171[ 65 :
النار يعرضون عليهـا غدوّا وعشيـا ويوم تقوم الساعة ..الية غافر 46 : []170 [سورة فصلت]
قـل يييهـا الذي أنشأهـا أول مرة يس ]164[ 79 : [سورة الصافات] فاهدوهــم ال صــراط الحيــم ـافات 23 :و [ 24 ..اليات الصـ ]181
وو يل للمشرك ي oالذ ين ل يؤتون ـلت 6 :و [ 7 ـة فصـ الزكاة ..اليـ ]57
وقفوهم إنـهم مسئولون oما لكم ل تناصـرون الصـافات 24 :و 25 []173
فقضا هن سبع ساوات ف يوم ي فصلت ]194[ 12 : حتـ إذا مـا جاءوهـا شهـد عليهـم سـعهم ..اليات فصـلت 20 :و ]171[ 21 [سورة الشورى]
انـــهم ألفوا أبائهــم ضاليــ الصافات ]28[ 69 : وما منا إل له مقام معلوم الصافات ]143[ 164 : [سورة ص]
ليس كَمثله شيء الشورى [ 11 : ]128و[]162 [سورة الدخان]
وان عل يك لعن ت ال يوم الد ين ص ]190[ 78 :
ذق انـك أنـت العزيـز الكــري الدخان ]1[ 49 : [سورة الاثية]
قال فالقـ والقـ أقول oلملن جهنـم ..اليات ص 84 :و [ 85 ]190 [سورة الزمر]
أم حسـب الذيـن اجترحوا السـيئات أن نعلهـم ..اليـة الاثيـة [ 21 : ]189 [سورة الحقاف]
قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ليعلمون ..اليـة الزمـر ]18[ 9 : و[]22
ووصـينا النسـان بوالديـه إحسـانا حلتـه أمّه كرها ..الية الحقاف ]32[ 15 :
والسـماوات مطويات بــيمينـه الزمر ]129[ 67 : 253
بـهجة النوار
[سورة الفتح]
فنادوا صـاحبـهم فتعاطـى فعقـر القمر ]218[ 29 :
يد ال فوق أيدي هم الف تح [ 10 : ]129 [سورة الجرات]
إنا كل شيء خلقناه بقدر القمر : ]146[ 49و[]200 [سورة الرحن]
ياأي ها الذ ين آمنوا إن جاء كم فا سق بنبأ فتبـينوا الجرات ]50[ 6 :
ويبقــى وجهــُ ربكــَ ذو الللِ والِكرام الرحنـ ]128[ 27 :و[ ]130 [سورة الديد]
ول يغتب بعضكم بعضا الجرات ]261[ 12 : ـم ـد ال أتقاكـ ـم عنـ ان أكرمكـ الجرات ]12[ 13 : [سورة :ق]
من ذا الذي يقرض ال قرضا ح سنا ..الية الديد ]14[ 11 : ما أصاب من مصيبة ف الرض ول ف أنف سكم ..ال ية الد يد [ 22 : ]200 [سورة الجادلة]
والنخل باسـقات ق ]4[ 10 : وجاءت كـل نفـس معهـا سـائق وشهيد ق ]171[ 21 : [سورة الذاريات]
يرفـع ال الذيـن آمنوا منكـم والذيـن أوتوا العلم درجات الجادلة [ 11 : ]22
فأخرج نا من كان في ها من الؤمن ي oفمـا وجدنـا ..اليات الذاريات : 35و ]212[ 36 [سورة النجم]
ل تدــ قومــا يؤمنون بال واليوم الخـر يوادّون مـن حادّ ال ..اليـة الجادلة ]68[ 22 : [سورة الشر]
وما ينطق عن الوى ان هو ال وحي يوحى النجم ]32[ 3 : الذين يتنبون كبائر ال ث والفواحش ..الية النجم ]255[ 32 :
ومـا آتاكـم الرسـول فخذوه ومـا نـهاكم عنـه فانتـهوا الشر 7 : []32
وأنـه هو أضحك وأبكى oوأنـه هو أمات وأح يا الن جم 43 :و 44 []204 [سورة القمر]
كمثل الشيطان إذ قال للنسان اكفر الشر ]153[ 16 : [سورة المعة]
فالتقى الاء على أمر قد ُقدِر القمر ]194[ 12 :
فإذا قض يت ال صلة الم عة 10 : []194 [سورة التغابن]
تري بأعيننا القمر ]128[ 14 : 254
بـهجة النوار
له اللك وله المـد التغابـن [ 1 : ]1
ي سأل أيان يوم القيا مة القيا مة 6 : []31
زعـم الذيـن كفروا أن لن يبعثوا قـل بلى ..الية التغابن ]173[ 7 : [سورة التحري]
بـل النسـان على نفسـه بصـيه القيامة ]54[ 14 : [سورة الرسلت]
ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون التحري ]143[ 6 :
فقدر نا فن عم القادرون الر سلت : ]194[ 23 [سورة النازعات]
ـن ـي والذيـ يوم ل يزي ال النبــ آمنوا معه التحري ]191[ 8 : [سورة اللك]
وأ ما من خاف مقام رب ـه ون ـهى النفس ..الية النازعات ]92[ 40 : [سورة التكوير]
وأسـروا قولكـم أو اجهروا بــه .. اليات اللك 13 :و ]200[ 14
وإذا الصـحف نشرت التكويـر : ]178[10 [سورة النشقاق]
أف من ي شي مك با على وج هه أهدى ..الية اللك ]181[ 22 : [سورة القلم]
فأ ما مَن أو ت كتاب ـه ب ـيمينـه النشقاق ]178[ 7 : [سورة البوج]
أفنج عل ال سلمي كالجرم ي oما لكـم كيـف تكمون القلم 35 :و ]189[ 36 [سورة الاقة]
إن الذ ين فتنوا الؤمن ي والؤمنات .. الية البوج ]292[ 10 : [سورة العلى]
ويمـل عرش ربـك فوقهـم يومئذ ثانية الاقة ]160[17 : [سورة الن]
والذي قدر فهدى العلى [ 3 : ]194 [سورة الفجر]
وإن ـه تعال جد رب نا ال ن [ 3 : ]130
وأ ما إذا ما ابتله َف َقدَ َر عل يه رز قه الفجر ]194[ 16 : [سورة القدر]
ومـن يعـص ال ورسـوله فإن له نار جهنم الن ]189[23 :و[]192 [سورة الدثر]
إنا أنـزلناه القدر ]146[1 : [سورة الخلص]
علي ها تسـعة ع شر الد ثر [ 30 : ]160 [سورة القيامة]
قـل هـو ال أحـد ال الصـمد .. السورة الخلص []98
255
بـهجة النوار
فهرس الحاديث النبوية
أن تؤمن بال وملئكت ـه وكتبـه ـ
آل ممد كل مؤمن ـ كل تقي(*) ()8
سئل عن اليان ـ ()194 إن العال لي ستغفر له من ف ال سماوات
أتدرون ما اليان بال وحده ()212 أترعون عن ذكر الفاجر اذكروه با فيه
..حت اليتان ()22
()230
إن العلماء ورثـة النبــياء ( )22و(
أتفر من قضاء ال؟ ()194
)75 إن ال وملئكتــه وأهـل السـماوات
أحل لكم ميتتان ودمان ()61 اجلسوا ـ عند النازة بعد كلم الب
وأهل الرض حت النملة ()22 إن ال يبسـط يده بالليـل ليتوب مسـئ
ـ ()39 ادرأوا الدود بالشبـهات ()307 إذا أراد ال بعبد خيا فقهه ف الدين (
النـهار ()287 إن ال يق بل تو بة الع بد ما ل يغر غر (
)22 إذا ذكـر القدر فأمسـكوا وإذا ذكرت
)287 إن اللئكـة لتضـع أجنحتــها لطالب
النجوم ()194 إذا عملت سيئة فأحدث عند ها تو بة (
العلم رضا لا ()22 ـن عمله ـن مـ ـق الؤمـ إن ما ـ يلحـ
)285 أذيعوا بب الفا سق ليحذر الناس شره (
وحسناتـه بعد موتـه ()22 إن مـن أشـد الناس عذابـا يوم القيامـة
)230و()261
الصورون ()189 إن من أقل الناس عذابا ـ أهون الناس
اطلبوا العلم ولو بالصي ()18 أعددت شفاعت لهل الكبائر من أمت
()189
()186 أفضل العبادة الفقه وأفضل الدين الورع
إن الوتى ليعذبون ف قبورهم ()170 إنـك لن تدـ ولن تبلغ حقيقـة اليان
()22 اق بل ال ق م ن جاءك ب ـه بغي ضا كان
حت تؤمن بالقدر (لعبادة) ()194 بن السلم على خس ()212 التوبـة مقبولة حتـ تطلع الشمـس مـن
أو حبـيبا ()50 أنا سيد ولد آدم ول فخر ()8
مغربـها ()287 ـلم ـن قلب مسـ ـل عليهـ ثلث ل يغـ
*(*) (تنبــيه) :الرقـم الوجود مقابـل طرف الديـث هـو رقـم البــيت الذي ورد ف شرحه.
اخلص العمل ل ()22
256
بـهجة النوار
حوضـي مسـية شهـر وزواياه سـواء
العلماء ورثة النبـياء لن النبـياء ل
وماؤه أبـيض ()178 خي ما يلف الرجل من بعده ثلث (
يورثوا ( )22و()75 فضل العال على العابد كفضل القمر (
)22 الدال على الي ـ كفاعله وال يب ـ
)22 فضـل العال على العابـد كفضلي على
اغاثة اللهفان ()22 الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إل ذكر ال
أدناكم ()22 فضل العلم خي من فضل العبادة وخي
وما واله ()22
دينكم ()22 كان النبـي يقوم للجنازة فمر بـه
رفع عن أمت الطأ والنسيان ( )42و
حب فقال :هكذا نفعل ()39 كل أ مر ذي بال ل يبدأ ف يه بب سم ال (مقدمة) كـل أمـر ذي بال ليبدأ فيـه بمـد ال (مقدمة)
()304 ـل الكتاب ـنة أهـ ـهم سـ ـنوا بــ سـ ـالجوس ـ ()277 شفاعتـ لهـل الكبائر مـن أمتـ ( )186 طلب العلم فريضـة على كـل مسـلم (
كل تقي ـ من آل ممد؟ ـ ()8 كل مسكر حرام ()61 ك يف ت د قل بك؟ (لعمار بن يا سر) (
)18 عذاب القب حق ()170
)72و ()304
عفي عن أمت الطأ والنسيان ()304
ل بأس عليك لك مانويت ()309
و()42 ــ القلب فذلك العلم علمان :علم فـ
ل تتمع أمت على ضللة ()32 ل تزول قدمـا عبـد يوم القيامـة حتـ
العلم النافع ()22 العلم فريضة على كل مسلم ـ طلب
يسأل عن أربع ()171 ل تنال شفاعت أهل الكبائر من أمت (
العلم ـ ()18 ــل ــو الصـ العلم كله القرآن وهـ
)182 ل صغية عند اصرار ()252
والتنـزيل ()4 علماء أمتـ كأنبــياء بنـ اسـرائيل (
ل كبـية مع استغفار ()252 ل نبـي بعدي ()141
)75 علماء هذه المـة رجلن ؛ رجـل آتاه
ل يمع ال أمت على ضللة ()32
ال علما ()22 257
بـهجة النوار
لعنت القدرية على لسان سبعي نبـيا
مـن غدا إل السـجد ل يريـد إل أن
قبلي ()194 لكـل أمـة موس وموس هذه المـة
يتعلم خيا ()22 من غدا يريد العلم يتعلمه ل فتح ال له
القدرية ()194 للتوبـة باب بالغرب مسـية سـبعي
بابا إل النة ()22 من كا نت الدن يا نيت ـه فرق ال عل يه
عاما()287 الل هم أدخل ن ال نة (أراد أن يقول) ـ
أمره ()22 مــن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده
(فقال) اللهم أدخلن النار ()309
من النار()32 من يرد ال بـه خيا يفقهه ف الدين (
ليأتي على جهنم يوم ()190 ليست الشفاعة لهل الكبائر من أمت (
)22 موت قبــيلة أيسـر مـن موت عال (
)182 ما رآه ال سلمون ح سنا ف هو ع ند ال
)22 نضـر ال امرئ سـع مقالتـ فوعاهـا (
حسن ()32 ما كان ال ليج مع أم ت على ضلل (
)22
)32 ما لكـم وللمنافـق قولوا فيـه مـا فيـه (
هلك الصرون قدما إل النار ()252 هلكـت ( ...عمار بـن ياسـر حيـ
)230 الرجئة يهود هذه المــة والقدريــة
اسـتجاب لتعذيـب الشركيـ) ()72 و()304
موسها ()194 مرحبـا بطالب العلم (لصـفوان بـن
هو الطهور ماؤه الل ميتتـه ()61 يا أبا ذر لئن تغدوا فتعلم آية من كتاب
عسال) ()22 مـن خرج فـ طلب العلم فهـو فـ
ال ()22 يـا بنـ عبـد الطلب إن ال أمرنـ أن أنذر كم ـ ب عد "وأنذر عشي تك" ـ
سبـيل ال ()22 مـن دعـا إل هدى كان له مـن الجـر
()182 يرج لبـن آدم ثلثـة دواويـن :ديوان فيه العمل الصال ،وديوان فيه ذنوبـه، وديوان فيـه النعـم مـن ال عليـه (
مثل أجور من تبعه ()22 من دل على خ ي فله م ثل أ جر فاعله( )22 من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل
)171 يقول ال عزوجـل للعلماء يوم القيامـة
ال له ()22
إن ل أجعل علمي ()22 258
بـهجة النوار
259
بـهجة النوار
فهرس العلم
الترمذي = ممد بن عيسى البزار = أحد بن عمرو بن عبدالالق البسيوي = علي بن ممد بن علي ب ـهاء الد ين بن عق يل = عبدال بن عبدالرحن البـيهقي = أحد بن السي بن علي الثمين = عبد العزيز بن ابراهيم
أبو بكر الصديق)153( : أحد بن السي بن علي البـيهقي [ : (* )
]22 أحدـ بـن سـليمان بـن عبدال (ابـن النضر)، 61، 61، 61(، ]61[ : )189، 70، 65 أحد بن عبد الفتاح اللوي ]1[ : أحد بن عبدال بن موسى الكندي [ :
جابر بن زيد، 68 ، 63 (، ]39[ : )182
]50 أحدـ بـن عبدالنعـم بـن يوسـف
جاعد بن خيس الروصي(، ]44[ : )292، 292
الدمنـهوري ]3[ : أحدـ بـن علي بـن ممـد بـن حجـر
الهم بن صفوان]204[ : الوي ن (إمام الرم ي) = عبداللك بن عبدال بن يوسف اليطال (مؤلف القناطـر) = اسـاعيل بن موسى ابن حجر = أحد بن علي بن ممد
العسقلن ]285[، )22( : أح د بن عمرو بن عبدالالق البزار[ : ]171 اسـاعيل بـن عبدالرحنـ السـدي [ : .]257 ـى اليطال [ : ـن موسـ ـاعيل بـ اسـ
السن البصري)194(، ]39[ : حسـن بـن ممـد بـن ممود العطار[ :
]164 البادي = أبوالفضـل أبوالقاسـم بـن ابراهيم بشيـ هـو ابـن ممـد بـن مبوب بـن
]16 أبـو حنيفـة = النعمان بـن ثابـت بـن النعمان الليلي (الحقـق) = سـعيد بـن خلفان بن أحد الدمنـهوري = أحد بن عبدالنعم بن يوسف
الرحيل]297[ : ـم الوجود بوار ـيه) :الترقيـ *(*) (تنبــ العلم هـو رقـم البــيت الذي ورد فيـه ذكره ومـا بــي الاصـرتي [ ] هـو الو ضع الذي تو جد ف يه ترجت ـه ،و قد اقتصرنا على فهرست العلم الدرجة ف صلب الكتاب دون التعليقات.
ابو ذر)22( : الرازي (الف خر) = م مد بن ع مر بن السي 260
بـهجة النوار
عبدالرحنـبـن أبــي بكـر بـن ممـد
ابـن رسـلن = أحدـ بـن السـي بـن حسن الرملي الزاملي = صال بن سعيد العقري الزمشري = ممود بن عمر السّدي = اساعيل بن عبدالرحن أبو سعيد الكدمي = ممد بن سعيد بن ممد
السيوطي]31[ : عبدالرحن بن رستم]76[ : عبـد العزيـز بـن ابراهيـم الثمينـ [ : ]170 عبدال بـن عبدالرحنـ بـن عقيـل[ : ]31 ـف ـن يوسـ ـن عبدال بـ عبداللك بـ
سعيد بن جبـي]98[ : سـعيد بـن خلفان بـن أحدـ الليلي
الوين]214[ :
(الحقق) )44(، ]15[ :
عبد اللك بن مروان]63[ : ابن عربـي = ممد بن علي بن ممد
سعيد بن سال الصائغي ]42[ : أبو سفيان = مبوب بن الرحيل سيبويه = عمرو بن عثمان بن قنب السيوطي = عبدالرحن بن أبـي بكر بن ممد الشافعي = ممد بن ادريس أبو الشعثاء = جابر بن زيد الشيخان (البخاري ومســـلم) [ :
عطاء (التابعي) ]287[ : العطار = حسن بن ممد بن ممود عكر مة بن عبدال (مول ا بن عباس) : []194 علي بـن ممـد بـن علي البسـيوي [ : ]34 أبو علي = موسى بن علي
]178 الصائغي = سعيد بن سال صـال بـن سـعيد العقري (الزاملي)[ :
عمار بن ياسر)304، 72( : ابن عمر)98( : عمر بن الطاب)153( : عمرو بن عثمان بن ق نب ( سيبويه)( :
]297 صفوان بن عسال]22[ :
]10[، )1
صفية بنت عبد الطلب)182( :
غيلن الدمشقي]194[ :
عباده بن الصامت)194( :
فاطمة بنت ممد ) : (182 ف تح بن نوح اللوشائي (أ بو ن صر)( :
ابن عباس)251، 194، 22( : العباس بن عبد الطلب)182( : عبدالرؤوف بن تاج العارف ي الناوي :
]31[، )23 فرعون)132( :
[]8
الفضل بن الواري ]297[ : 261
بـهجة النوار
أبوالفضل أبوالقاسم بن ابراهيم البادي
معاذ بن جبل )98( :
]76[ : الكندي (مؤلف الهتداء) = أحدـ بـن عبدال بن موسى
معبد بن عبدال الهن ]194[ : اللوي = أحد بن عبد الفتاح الناوي = عبدالرؤوف بن تاج العارفي
أبو لب)8( : مالك بن أ نس ال صبحي (المام) [ :
موسى ابن أبـي جابر ]237[ : موسى بن علي بن عزرة (أبو علي) [ :
]189 مبوب بـن الرحيـل (أبـو سـفيان)[ :
]237 ناصـر بـن جاعـد الروصـي [ :
]63
)231، 224(، ]218
ممـد بـن ادريـس الشافعـي[ ،)4( :
نافع (مول ابن عمر)]98[ : أبو نبـهان = جاعد بن خيس
)189(، ]65 م مد بن سعيد بن م مد الكد مي[ :
ناد بن موسى (القاضي) ]24[ : أبو نصر = فتح بن نوح ابـن النضـر = أحدـ بـن سـليمان بـن عبدال النعمان بن ثابت بن النعمان أبو حنيفة:
، 50 ، 44 ، 41 ، 39 (، ]21
237، 237 ، 221، 75 ، 57 .)261، 254، 237، ممد بن علي بن ممد بن عربـي[ :
[)214(، ]61
]287 ممـد بـن عمـر بـن السـي الرازي
واصل بن عطاء الغزّال ]194[ : ابن وصاف = ممد بن وصاف البزار
(الفخر)]125[،)1( :
يونس السواري ]194[ :
ممد بن عيسى الترمذي ]171[ :
الشعريـة ، 168 (، ]119[ :
ممد بن مبوب بن الرحيل ، ]28[ :
)214
()297، 34
الهمية]204[ :
ممـد بـن وصـاف البزار (، ]76[ :
القدرية :من العتزلة ( )117القدرية:
)274
من البية ()204
ممود بـن عمـر الزمشري [،)1( :
الرجئة)191( :
]143
العتزلة، 168 ، 119 (، ]79[ :
امرئ القيس )191( :
)204
ابن مسعود )100، 100، 98( :
الوارج 119 :
مسيلمة الكذاب )132( : 262
بـهجة النوار
263
بـهجة النوار
نص منظومة
أنوار العقول للمام أب ممد نور الدين عبد ال بن حيد السلمي
264
بـهجة النوار
(بسم الله الرحمن الرحيم) شسـ الصـول فـ نــهى ذوي التقـى) ــا ــد أشرقـ ــد ل الذي قـ (( )1المـ وجانبوا بســــرها الهالكــــا) ــالكا ــا السـ ــروا بنورهـ (( )2فأبصـ فــ حضرة قدســية فــ القرب) (( )3حتــ اســتووا على بســاط القرب ــر) ــرارهم بالفكـ ــقت أسـ وبسـ ــر ــ بالذكـ ــت عقولمـ (( )4فانتعشـ ـــن شرف القدار) ـــت عـ فأعربـ (( )5فأبرزوا نتائج الفكار مصـــطحبان بســـنا إنعامـــه) (( )6ثــ صــلة ال مــع ســلمه على النبـــي الصــطفى الليــل) (( )7متزجان بالثنــــا الميــــل والل والصـحب الرضـى ومـن تبـع) (( )8ممــد ســيد كــل مــن شفــع وأنـــــه أجلّ علم قصــــدا) (( )9وبعــد فالديــن أهــم مقصــدا ــا كلف بالبهان) ــل مـ ــن كـ عـ (( )10لنـــــه يعرب للنســــان إن تدرهـــا جزت طريـــق عدله) (( )11وقــد نظمــت دررا فــ أصــله عــــن الكرام الســــادة البرار) (َ( )12لقّطّتـــها مــن زاخــر الثار حتـ أراهـا فـ غـد مـن قرضـي) ـــا يقضــــي (( )13وال بالقبول فيهـ كــل الورى وأن يتــم صــنعها) (( )14ومنـــه أرجــو أن يعــم نفعهــا تأمّلـــــــــ ونظري تؤمل) (( )15ومدث العلم ضروري بل فــ الشرع معروف كمــا ســنورد) (( )16والكــل مــن ذَيْنــِ له َتعَبّدــ تعليمــه والثانــ نفــل ندبــا) (( )17والعلم منـــه لزم قــد وجبــا فواجــــب ومــــا عداه نفله) (( )18فكــل شيــء ل يســعنا جهله لقادر بترك ذاك يأثـــــــــ) (( )19والبحـــث للواجـــب حتما يلزم معــــبا وان نأى يضــــي له) (( )20والدــــــ للقدرة أن يَرى له ومأمــن مــع قوت مــن يكفله) ـا يمله ـع وجدان مـ ـح مـ (( )21ف ـ الصـ جاءت بـــه مــن ربنــا النباء) (( )22وفضله ليــــس له احصــــاء والثانــ تفويــض الجيــب قررا) (( )23ســؤالنا قســمان قســم حجرا للزم قَســّم ونفــل تـــهتدي) ـــد ـــ التعبـ (( )24وباعتبار الشرع فـ تناقـــض أو جاء باضطرابــــه) (( )25أسـقط سـؤال إن أتـى خسـ بــه أو كونـــه مــن الحال وقعــا) (( )26إثبات أو جعــ ســؤالي معــا ـن ،أَي ،متــ عــن ربنــا تعال) مَـ ـؤال ـل سـ ـف ،لِم ،وهـ ـع بكيـ (( )27امنـ عــــن هيئة ،وعِلة لِم تلفــــا) (( )28أيـن ،ومِـن أيـن ،وكـم؛ فكيفـا 265
بـهجة النوار
()29 ()30 ()31 ()32 ()33 ()34 ()35 ()36 ()37 ()38 ()39 ()40 ()41 ()42 ()43 ()44 ()45 ()46 ()47 ()48 ()49 ()50 ()51 ()52 ()53 ()54 ()55 ()56 ()57
(وهـل لتصـديق ،ومـن عـن جنـس، (متــ ســؤال جاء عــن زمان، ــه ــؤال عدد ،وإنــ ــم سـ (وكـ (والصـــل للفقـــه كتاب الباري (والجتـــهاد عنــد هذي مُنِعَــا (والرأي فــ غيــ الصــول ُج ّوزَا (ول يزــــ خلفنــــا للعدل (فـ غيـ مـا قـد حكـم الاكـم أو (أو مــن طريــق الزهــد كان أفضل ـد ـباع قـ (وذاك مثــل الكــل للسـ (حلتــــه على ســـبـيل الدب (واللف إن ل نعرفنّـــــ العدل (أو ل اذا التحري فـــــ ذا يعدم (وخطــأ العال فــ الفتوى هلــ ــه ــه عليـ ــي بطلنــ (وإن خفـ (إن كان ماـ حجـة السـماع بــه (والهــل قســمان بســيط ســلما (إل مركّبـــ وليـــس يســـلم (وباعتباره لدى التكلّف (وأي فرض فعله ُمؤَقّتـــــــ ـــ عبّرا ـــه تقوم منـ (حجتــ (بـل مـا عدا الَبرّ أتـى فـ العتـب (واعتقــد الســؤال إن ل تســتطع (لكــن عليــك أن تؤديــه كمــا (فإن تكـن موافقـا صـدق العمـل (متلف فيــه ومــع مــن أثبتـــه ـت العمــل ـ مؤقـ (وإن يكــن غيـ ـــه ـــن معتقدا لتركـ (مال تكـ (وذاك مثـــل الجـــ والزكاة 266
ـــس) ـــة وأجزا النفـ وأي لشِركـ أيــن ،ومِــن أيــن عــن الكان) فرد قديـــ قاهـــر ســـبحانـه) إجاع بعــــد ســــنة الختار) وهالك مــن كان فيهــا مبدعــا) وواجــــــب أن نتحرى ال ْج َوزَا) ماــــ نرى وميلنــــا للهزل) كان خلف كافـــر فيمـــا رأوا) وإن حكمـــت فاقصـــدنّ العدل) رأيــت ِحلّهَــا وإن نـــهي ورد) كمثــل مــا اختار امام الذهــب) ــا أن نعمل) ــ نشـ ــل جائز باـ هـ بــل نســتشي واجبــا مــن يعلم) ـــــل) والوزر والضمان للذي عمـ فالتوب ممل أتــــى اليــــه) ول يدـــ معـــبا فلتنتبــــه) صـاحبـه والثانـ فهـو مـا انتمـى) صـــاحبـه بفعله بـــل يأثـــ) لواســع الهــل وضيــق يفــي) فعلمــه فــ وقتـــه مُثبّــت) وقيـــل لحجـــة منـــ كفرا) إن اســـتطعتـه بل نيـــل ضرر) معـــــبا نور هداه تتبـــــع) رأيـــت مـــن أدائه متممـــا) وفقـــــــك الباري وإل فالبدل) قولن بالفور وديـــن مثبتــــه) ــل) ــه إل الجـ ــع جهلكـ فواسـ وقيـــل كالول نظـــم ســـلكه) لن وقــــت ذيــــن للممات) بـهجة النوار
()58 ()59 ()60 ()61 ()62 ()63 ()64 ()65 ()66 ()67 ()68 ()69 ()70 ()71 ()72 ()73 ()74 ()75 ()76 ()77 ()78 ()79 ()80 ()81 ()82 ()83 ()84 ()85 ()86
(وواســـــــع جهلك بالحرّم ـــزير ـــة والنــ (كالدم واليتـ (وكالذي يذبـــــــح للوثان (وذا لدى الضطــر قــد أبـــيحا (والهــل بالنســاب أي تريهــا (مــا تركوا ارتكابـــها وضاق إن ــاب ــل النسـ ــع لاهـ (وواسـ ( إن كان ل يقصـد خلفـا ورجـع (ول يســع جهــل ضللة الُصــِر (مــن بعــد أن تعلم كفره ومــع (بشرط أن ل تتوله ول (وواســـــــع جهلك بالحلل (كالبــــــيع واللك وكالنكاح (وحرم ارتكاب مال يعلم (وإن يرد فــ قصــده خلف مــا ــ ــة العلم لاـ ــد تقوم حجـ (وقـ (لو كان واحدا له الفضــــل عل (ورجــــح الول أن العلمــــا (وكـل شيـء واسـع جهلك بــه (والقول فــ الملة مــا ل يقــم (إذ ل يكـــن جَلّ مكلفـــا بل (ولو يشـــا لكان منــــه عدل (وإن أتـــى برهانــــها امرءا فل (ومنكــر الملة بعدمــا نظــر (ول يســـع جهـــل ضلله ول (كذاك جهــل مــن يشــك فيــه (واللف فـ إيانــها بالقلب هـل (تكليفــه بـــها فبعــض ذهبــا (واللف هـــل عليـــه أن يقررا 267
جيعـــه مـــا ل عليـــه ُتقْدِم) إن قائم العيـــــــ وكالمور) ــن الكان) ــا كان مـ ــ أي مـ فـ واللف فــ المــر أتــى صــريا) فواســــع لاهلي علومهــــا) ـتب) ـها اسـ ـم بــ ـا جهلهـ ارتكبوهـ نكاح مـــــــن شاء بل ارتياب) متــ رأى حرام مــا فيــه وقــع) ــر) ــتحل إذ أصـ ــا أو مسـ مرمـ ـع) ـم يسـ ـا ل تع ـِ الكـ ـم مـ بعضهـ ــن ضلل) ــك عمـ ــبأ ول تسـ تـ إن أنـــت عـــن تليله ل تعدل) على شروطهــــــــا وكالباح) ومــن يكــن موافقــا ل يأثــ) قــد أوجــب الباري عليــه أثاــ) قــد وســع الهــل بقول العلمــا) وقيـــل مال تبصـــر القـــ فل) كالنبـــياء مقالمــ قــد لزمــا) ثــ رأيــت حقــه ضاق انتبـــه) برهانـــــها كغيهــــا ل تلزم) برهان صــدق يوضحــن الســبل) كمثــل مــا قــد كان هذا فضل) يَُنفّســـَنّ لظـــة ليســـأل) ـر) ـد كفـ ـر جحود قـ ـها كفـ برهانــ تشــــك فيــــه والذي له تل) ــــــــه) على قياس شائع تلفيـ يزيــه دون نطقــه إذا نـــزل) للجتزا والبعـض منــهم قـد أبـ) تصــديقه إن ذكرهــا قــد خطرا) بـهجة النوار
()87 ()88 ()89 ()90 ()91 ()92 ()93 ()94 ()95 ()96 ()97 ()98 ()99 (100 ) (101 ) (102 ) (103 ) (104 ) (105 ) (106 ) (107 )
(أو يتزي بالاضــــي مال يدث (ومــا عدا الملة مــن تفســيها (إل لدى الســؤال والهــل باــ (ومـــا عدا اليان فاللزم فـــ (فالجــة الســماع فــ ذا كله (وهاك توحيدا لنـــا فلتقتبـــس (نعبده جلّ امتثال أمره (فإن يشــــأ يرحنــــا بفضله ــــــلطان (فاللك والعزة والسـ (ســـبحانـه ليـــس له مكان (بلقــه لكــل شيــء نشهــد ــ ــه ول نظيـ ــس له شِبــ (ليـ (ليـــس له فوق ول تتـــ ول ــــــ وشال والذي (كذا ييـ (ول يزل وليــس شيــء معــه (بكونــــه ولونــــه وشكله ـه ـ ذاتــ ـه فـ ـه مشابــ (لو أنــ ـا ـه لزمـ ـهي بوجـ ـل شبــ (إذ كـ (لو كان ثان عنده فـــــ الزل (ول دليــل خــص واحدا فقــط (لو أنـــــه فــــ أمره معان (وهكذا يلزم فـــــــ الزمان (لو أنـــه فــ ملكــه مشارك ــ الذات والصــفات والفعال (فـ (ول يزــ وصــفكه بغيــ مــا (وأي وصــف جاز وصــفه باــ (ومـــا عدا ذاك بوصـــف الذات ـه ـي ذاتــ ـه هـ ـفاتـه لذاتــ (صـ (إذ ل تكــــن فيــــه لئل يلزم 268
شيئا بـــها كعهدهــا ل ينكــث) كحكـم مـا رأيـت مـن تعبــيها) أحدث والشائع مــــا تقدمــــا) تفســـيها بالقلب فـــ التكلف) وحجـــة العنـــ له مـــن عقله) مـن نوره وعـن هوى النفـس احتبـس) ســـبحانـه ونــــهيه وزجره) ــــا بعدله) ــــأ عذبنـ وإن يشـ له كذا القدرة والبهان) يويــــــــه جلّ ل ول زمان) وأنــــه فـــ ملكـــه منفرد) ول وزيــــر ل ول مشيــــ) قبـــل ول بعـــد فكـــل حظل) إليـــــه تعزى حادث بذا احتذي) وعال مـــن قبـــل أن يصـــنعه) ومـــا اليـــه صـــائر بفعله) جاز عليــه وصــف ملوقاتـــه) فـ الكـل مـا لذلك الوجـه انتمـى) لكان كــــل صــــالا لن يلي) والكــم مــن غيــ مرجــح غلط) لزمــه فــ ذاتـــه النقصــان) وفـــ الهات الســـت للمكان) كان فســـــــادا ذلك التشارك) مالف لنـــــا بكـــــل حال) بــينـه مـن وصـف نفسـه اعلمـا) عانده فوصــف فعــل أحكمــا) يعرف وهــــو كالعليــــم آت) ـــه) ـــا دلت بذا آياتــ ل غيهـ حلوله وليــــس منـــــه نزم) بـهجة النوار
(108 )
(109
) ()110 ()111 ()112 ()113 ()114 ()115 ()116 ()117 ()118 ()119 (120 ) (121 ) (122 ) (123 ) (124 ) (125 ) (126 ) (127
ـــــــه فيكون أفقرا (ول عليـ (فهـــو عليـــم ل بعلم جُلبـــا (وهــو بصــي ل بعيــ نظرت (وهكذا فــ ســائر الصــفات (ورؤيـــة الباري مـــن الحال (لن مــــن لزمهــــا التميّزا (فــ جهــة تقابــل الذي نظــر (مــن قول ل تدركــه البصــار (لنــــها مدح له ول يصـــح (لو جاز أن يزول مدحـــــه لزم ـم ـها بكفــر النعـ ـن يدن بــ (ومـ (كأن يقول يده مثــــــل يدي (فوجهــه أي ذاتـــه فــ قوله ـم ـل نعـ ـه قدرة أو قـ ـد منــ (واليـ (وجَدّه كوجهــه أو قــل عِظَــم ( ثــ مــن الائز بعــث الرســل (مقرونــــة دعواهــــم تفضل (وواجــب عليــك أن تعرف مــا (ومــا اســتحال عنـــهم فاللزم (كالصــدق والتبليــغ والمانــة (والســـتحيل ضدهـــا كالكذب ــن ــو مكـ ــا عدا ذلك فهـ (ومـ (أفضلهــم نبـــينا ثــ الليــل (وبعدهــم نوح فباقــي الرســل ـع ـع الميـ ـخت شرايـ ـد نسـ (قـ ــ ــا مغيـ ــا له أي شرعنـ (ومـ (وبعدهــــم ملئك حباهــــم (أفضلهــم جبيــل والذي زعــم (بـــهم جيعــا يبــ اليان 269
لغيه وذاك دأب الفقرا) وهــو ســيع ل بســمع رُكّبــا) وهــــو قديــــر ل بقدرة عرت) ـ الذات) ـل عيـ ـ الصـ ـها فـ لنــ دنيــا وأخرى احكــم بكــل حال) والكيـــف والتبعيـــض والتحيزا) فهذه ومــا أتــى بـــه الســور) ــار) ــى البصـ ــ فانتفـ ولن ترانـ زوال مــــا بـــــه الله متدح) تبديــــل ِعزّه بِذُلّ وشُتــــم) فاحكــم له والشرك إنــْ يســّم) أو وجهــه كوجــه بعــض العبــد) وعينـــــه أي حفظــــه لفعله) وقبضــة والســتوا مُلكــا يُســم) ومكره عقوبــــة لنــــ ظلم) يهدوننـــا إل الصـــراط العدل) بعجزات تبطــــــــل التقوّل) يوز للرســل ومــا قــد لزمــا) ــي الكارم) ــم َنعْتَا هـ ــ حقهـ فـ والعقــل والضبــط وكالفطانــة) وكالنون وارتكاب الرّيــــــب) فــ حقهــم إل الذي يســتـهجن) ثــ الكليــم بعده عيســى الليــل) فالنبــــيا ذوو القام الكمـــل) ســوى الدى بشرعنــا البديــع) فهــــو على الدوام ل ُيغَيّرــــ) ـــم) ـــم بالقرب واجتباهـ مولهـ تفضيله على البـــيب قــد غشــم) وبالذي أنـــــزله الرحنــــ) بـهجة النوار
)
(128 )
(129 )
(130 )
(131 )
(132 )
(133 )
(134 )
(135 )
(136 )
(137 )
(138 )
(139 )
(140 )
(141 )
(وهوكلم جاء بالنظـــم التـــ (والكـــــل ملوق لمكان العدم (وفــ القرآن مكــم ومشتبـــه ـا واللف ف ـ ـن ربنـ ـى مـ (كلٌ أتـ (مــع اتفاق منـــهم أنـــهما (فالحكـم التضـح العنـ انقسـم ـع بالراد ـم القطـ ـص حكـ (ف ـ النـ ــل ــه الدليـ (وإن أتـــى بعكسـ ــا ــا أو بعيدا وقعـ ــو قريبـ (وهـ ـل ـى كالجمـ ـا اختفـ (وذو اشتباه مـ (فمنـــه مــا قيــل بأنـــه الذي (ومنــه أيضـا مـا يكون مبــهما (ومنــــه أنــــه الذي ل يَعلم (فكـــل هذا أصـــله متّحـــد (وقيـــل أحرف أوائل الســـور (وقيـل مـا قـد كان منسـوخا ومـا (وحكمـــه الوقوف فـــ الجال (والرد للمحكــم حكــم الثانــ (والوت حـــق يبـــ اليان ـــد (فالوت أن تفارق الروح السـ (والقول بالمسـاك فـ الروح أحـق (ول يتـ قبـل انقضـا العمـر أحـد (كان حلل أو حرامـــــا حجرا ـدر ـء يصـ ـس فـ العال شيـ (إذ ليـ ـه ـ جاء بــ ـب ماـ ـ عذاب القـ (ثـ (واعتقدن صـــدقه ول تُحِـــل (أمـا السـاب فهـو تييـز العمـل ـ ٌر ليعلمــا (خُصــّ بـــه مقصـ ّ (ومــــا عداهاــــ إل النان 270
على معان فيـــه ارشاد المـــم) ولنفراده تعال بالقدم) وممــل مفصــل نؤمــن بـــه) ــي) ــل تفـ ــا على أقاويـ حديهمـ نوعان أي متلف حكمهمــــــا) للنــص والظاهــر معنً فانســم) والظـــن فـــ الظاهـــر للعباد) ــل) ــو التأويـ ــه وهـ ــي اليـ صـ أو متعذرا فلن يُتّبَعـــــــــا) أو مفهــم تشبـــيه مولنــا العلي) ـــاعدا خُـــذ) له احتمالن فصـ كتسـع عشـر أمرهـم قـد أبــهما) تأويله غيــــ الهيمــــن اعلم) وجعله أشياء ليــــس يمــــد) وقيــل بالمثال مــع كــل خــب) قــد كان ناســخا يســمى مكمــا) ــر احتمال) ــي أظهـ ــ يبــ حتـ أو يلزمــــن تناقــــض القرآن) بـــه كذاك البعــث والســبان) والبعــث ردهــا إليــه للبــد) ـق) ـوى التخمي ـ للذي نطـ ـا سـ ومـ وقبـــل رزقـــه الذي له يُحـــد) أو شبــــــــهة وال كل قدرا) إل وربنــــــــــا له مقدر) تواتــر الخبار معنــ فانتبـــه) تعذيــب ميــت لوجوه تتمــل) خيا وشرا لياه مــــن فعــــل) أو فاســـق ليكثـــر التندّمـــا) بل حســـــــاب أو إل النيان) بـهجة النوار
(142 )
(143 )
(144 )
(145 )
(146 )
(147 )
(148 )
(149 )
(150 )
(151 )
(152 )
(153 )
(154 )
(155 )
(156
(واللف هـل قـد خلقـا وهـو الصـح (والوقـف عـن تعيننـا ذاك الحـل (وعدم التعييـــ ليـــس يقدح (والكتــب صــحف حوت العمال ــن أمـــة الرســـول (َي ِردُه مِـ ــبان ــ السـ ــ اليزان فـ (وإناـ (ل مثـــل قول ذي اللف إذ غدا (وقوله :الصــراط فهــو القــ ل (شفاعـــة الرســـول للتقـــي (ومـن يقـل بغيـ ذا فقـد كفـر (وإن يكــن بغيــ مــا تأول (لنــــــــه مالف الكتاب (كليــس للظال مــن حيــم (ومــن عصــى ول يتــب يلد (وكافــر بنعمــة مــن فرّقــا (أعنــ لدى اللود والفرق نشــا (كذاك مــن قال بأنـــه ييــ (وهكذا مــن قال كــل يدخــل (ومــن يقــل دار اللود فانيــة (هذا إذا مـــا كان بالتأويـــل (وبالقضــا نؤمــن أيضــا والقدر (ومـــن يقـــل إلنـــا ل يلق ـــء خالق (لقوله لكــــل شيـ (لو كان خالقــا ســواه لزمــا (ولو تعدد الله لظهــــــــر ـاب ـا اكتسـ ـا ف ـ فعلنـ ـن لنـ (لكـ (مَن ْـ ثَمّ قـد نيـل بــه أعلى الرتـب (وفاســق مــن قال إن ال جــل (وأنـــه ل يعــل اســتطاعه 271
أم يلقان بعدمــا الفنــا اتضــح) أول بنــا إذ ل دليــل ثَمّــ دل) ــح) ــا إن الوجود أرجـ ــ قولنـ فـ والوض حــــــق فاترك الدال) مــن قــد وفــ بعهده الســئول) ــ) ــن الرحنـ ــاف مـ عدل وانصـ ــــــــه َكفّةً وأعمدا) يُأوّلُنــ جســـر كمـــا بعضهـــم تأول) مـــن الورى وليـــس للشقـــي) كفـــر نعيـــم إن تأول ظهـــر) فذاك شرك أي أشـــر منــــزل) وســــنة الرســــول واللباب) ول شفيــع مــن لظــى الحيــم) فــ النار دائمــا بـــهذا نشهــد) مـا بــي ذي شرك ومـن قـد فسـقا) لدى منازل العذاب وفشـــــــا) وقــــت على النار بل تأجــــج) فيهــا ســعيد وشقــي مبطــل) أو أهلهـــا ففاســـق علنيـــة) ــزيل) ــ الرد على التنــ والشرك فـ ول يزــ إغراقنــا فيــه النظــر) أفعالنـــا ُبعْدا له مـــن أحقـــ) ســـبحانـه الرب الليـــك الرازق) ــــا) ــــا حتمـ تعدد الله قطعـ فســـاد هذا العال الذي بــــهر) بــــه الثواب وبــــه العقاب) ـــب) ـــس تكتسـ إل النبوات فليـ قـد جـب النسـان فيمـا قـد فعـل) له لكفــــر شاءه أو طاعــــه) بـهجة النوار
)
(157 )
(158 )
(159 )
(160 )
(161 )
(162 )
(163 )
(164 )
(165 )
(166 )
(167 )
(168 )
(169 )
(170 )
(لنـــــــه لو كان هذا بطل (وبطـل الوعيـد مـع بعـث الرسـل (وخلقـــه أفعالنـــا وعلمـــه (كذاك كونـــــــها له مرادا (لو ل يكــــــن يعلم ذا لهله ـــا ـــه ووقعـ (لو ل يرد وقوعـ (لكــن لذا التخييــ واكتســابنا (إياننــا التصــديق ،والســلم (ولمــا فــ الشرع معنــ ملتزم (ومــن يكــن مضيعــا لواحــد (فـ وجهـه الشرعـي ليـس ينقـص (لنــه إن هُدِم البعـض انــهدم (وَليــة الؤمــن فرض حققــا ـام ـن على أقسـ ـن ذيـ ـل مـ (والكـ ـا ـد نطقـ ـي الت ـ قـ ـة وهـ (حقيقـ ـ ـو الثانـ ـر فهـ ـم بالظاهـ (والكـ (براءة الظاهــر حكمــا تبــ (عيان أو إقرار أو شهادة (واســـتثن القرار لدى الوَليـــة (واللف فــ رفيعــة الوَليــة ـــه فألزم ـــن عنيتــ (وإن تكـ ـا (لكــن على العدول ليــس العلمـ (وفــ ول وجبــت وليتـــه (إن وجبــت عليــك والذي نطــق (ومــن يبــح براءة مــن نفســه (وإن يكـــن مـــن الل ل تلزم (فبعضهــم رخــص مــا ل تعلم ـهرا ـه مشتــ ـن كفرانــ (وإن يكـ (ومتــ ٍب مــن ولّــ لك قــل 272
أمــر ونـــهي مــع وعــد جعل) وجاز تكليـــف الماد كالنبـــل) ـه) ـبا حكمـ ـب جـ ـهن ل يوجـ بــ لنــــه قـــد خيّرـــ العبادا) ــن فعله) ــه مـ ــن خالقـ لو ل يكـ لكان مكرهــا على مــا صــنعا) قــد انتفــى الجبار عــن رقابنــا) إذعاننـــا لاـــ دعـــا الحكام) تصـــــــديق قول عمل إذا لزم) منـــها اســتحق هلكــة العانــد) لكــن يزيــد هكذا قــد خصــصوا) جيعـــه وذا هـــو القول التـــ) وهكذا براءة اللذ فســــــــقا) ثلثـــــة تأتـــــ على تام) بـــها كتاب أو رســول حققــا) ــــان) ــــا عقيدة النسـ ثالثهـ بواحــد مــن أربــع تعتقــب) ــى بشهرة) ــق أتـ ــ أو حـ عدليـ وإناــــ الوجوب بالثلثــــة) مـــن واحـــد عدل بل عنايـــة) ــــ يعلم) ــــل ل لزوم ثـ وقيـ تفصــيل مــا جاءوا بـــه ليُعلَمــا) على الورى ســـريرة براءتــــه) بــــها جهارا للباءة اســـتحق) فهالك وهــــو حري بِســــه) ــل اعلم) ــ على الكـ ــة لمـ وَليـ وَليــة والبعــض مــن ذا يتمــي) ل بأس إن بكفره قــــــد جهرا) بكفره إن ل يتــب عمــا فعــل) بـهجة النوار
(171 )
(172 )
(173 )
(174 )
(175 )
(176 )
(177 )
(178 )
(179 )
(180 )
(181 )
(182 )
(183 )
(184 )
(185
(وفـــ ول ترك الفرض اقتفـــي (ثـ اسـتتبـه إن يكـن منـك قبـل (وإن أتــى الول مــا ل بـــه (توله والبعــض منـــه يقــف جرَا (كذاك إن أتـــى بفعـــل حُ ِ ــل ــا كان فعله احتمـ (هذا إذا مـ (وفــ ولييــ تالفــا باــ ــــف (تول بالرأي وإن شئت فقـ (وإن يكونــــا عاليــــ تلزم (وأوجبــ براءة مــن الصــر (ومــــن تول مدثــــا لفعله (وقوف ديـــن رأي أو ســـؤال (فالديــن فــ كــل فتً ل تعهــد (والرأي فـــ الول إن تســـنّما (وقيــل والســؤال مــع ذا يلزم (وفــ ولييــ تلعنــا احكــم (بطلن كــل منـــهما والشــك (والذنـب قسـمان كبــي وجبـا (فأوجـب اللعـن عليـه أو سـخط (وعكســه الصــغي مثــل الكذب (ومــن أصــرّ لصــغي فكمــن (وراكــب الكبـــي َتوّبـــه فإن (وبعضهــــم ضلله وتوّبــــا ـغرا ـا صـ ـب ذنبـ ـم للراكـ (والكـ (واللف فـ الصـرار للصـغي هـل (أو إن يكـــن أتاه باســـتخفاف ــــــ الول إن أتاه (واللف فـ (ول يَُتوّبـــه وبعــض ذهبــا (وبعضهـم أحسـن ظنــه بــه 273
عذرا له إن ل تدــ عنـــه قــف) ولتَْبرَ إن ل يرجِعَــن عمّاــ عمــل) حــق وللعباد كالقتــل انتبـــه) عنــه ،وفـ الباءة منــه ضعـف) فــ أصــله وعارض اللــ يُرى) حقــا وباطل وإل حيــث حــل) ـهما) ـد فانبــ ـر واحـ ـب كفـ يوجـ وقوف رأي إن يكونــا فــ ضعــف) وَليـــة الحـــق فيمـــا نعلم) وقيــــل مــــن ل يتوله عُذر) قالوا فذاك هالك كمثله) إشكال أو شــــــك على ضلل) ــه كيمـــا تقتدي) خيا وشرا منــ ـهما) ـد أبــ ـه قـ ـك حكمـ أمرا عليـ فهـو حليـف الرأي مـع مـن ألزموا) وقوف إشكال إذا ل يعلم) أن ل تول غيـــ مـــن يشـــك) ـا) ـه غضبـ ـه والباري منــ ـد بــ حـ أو قبـح الرسـول مـن بــه سـقط) ـب) ـل اللعـ ـص ومثـ ـف والرقـ إن خـ أتـى الكبــي فـ الكتاب والسـنن) أبــــ إل ال ببغضــــه فدِن) ثــ اســتمر إن عــن التوب أبــ) ــتكبا) ــ يُرى مسـ ــلمه حتـ إسـ إذا مضــى ول يتــب مــن العمــل) ـــم بل خلف) ـــ عندهـ والثانـ فبعضهـــم فـــ حكمـــه رآه) ال الوقوف قبــــل أن يتوبــــا) وبعــد ذا اســتتابـه مــن ذنبـــه) بـهجة النوار
)
(186 )
(187 )
(188 )
(189 )
(190 )
(191 )
(192 )
(193 )
(194 )
(195 )
(196 )
(197 )
(198 )
(199 )
(وغيبــة الؤمــن والتجســس (وقاذف الول إن حرا وإن ــن ول ــن حرا ول يكـ (وإن يكـ ـ القذوف عبدا أو صـبـي (وإن يك ُ (فاللف فــ تكفيه مــن قبــل ـ يكــُ القذوف مهول فل (وإنـ ْ (والقذف عنــد مشرك ل يوجــب ـا ـن مكلفـ ـن ل يكـ ـع مـ (كذاك مـ (هذا إذا مــا القذف كان بالزنــا (والكفــر قســمان جحود ونِعَـم (وامنعـه فـ الول حتمـا وهـو مـا (واحكـم برجـس أهله على البـد ـبِ ذراريهــم وحرم ذبهــم (واسـْ (وهكذا منـــهم لنــا ســواء ـل الكتاب ُجوّزا ـن أهـ ـح مـ (والذبـ (ويرفــع الرب لزيــة أتــت (إل الذباح والنكاح فهمــــــا ــــن ذوي الوثان (والشركون مـ (كذاك حكـم راجـع عـن دينــه (توبتنــا قســمان فرض وجبــا (أركانـــها ندم مــع اســتغفار (وأصـــلها امتثال أمـــر الباري (والتوب مثـل الذنـب؛ عـن نبــينا (فالعُجـب والكِـب معـا والسـد (وهكذا العزم على الكفران (ول يرد تائب مـــن ذنبــــه (أو تطلع الشمـس مـن الغرب قـد (فقاتــل الؤمــن عمدا تقبــل ـل وإذا ـن أضـ ـد موت مـ ـن بعـ (مـ 274
والقذف فــ الكــل حرام أســسوا) عبدا وإن صـــبـيا كفره زكـــن) وبالغــــا كان فمثــــل الول) ــي) ــ ومشركا أبــ ــ ولييـ غيـ تتويبـــه ماــ أتــى مــن فعــل) تكــم بكفــر قاذف مســتعجل) كفران آتيـــــــه إذا ل يكذب) بكمــه مثــل صــبـي فاعرفــا) أو يضــر الشهود فــ ذا معلنــا) وبالنفاق الثانــ منـــهما وســم) لرد تنــــزيل ومرســـَل ناـــ) واغتنمـن فـ الرب منــهم السـبد) ــ) ــا لمـ ــا منـ ــا توارثـ تناكحـ فــ الرب أو بزيــة هــم جاءوا) ـــــع النكاح دون حرب ُجوّزا) مـ منــهم وفـ الجوس حكمهـم ثبـت) ـــا) ـــ الجوس فاعلمـ مرمان فـ ليــس لمــ واق ســوى اليان) وآخــذ بالشــك عــن يقينـــه) لنــ عصــى والثانــ نفــل نُدِبــا) والعزم والرجوع بانكســـــــار) ومنتـــــهاها الطــــ للوزار) ســرا وجهرا هكذا قــد بـــينا) كذا الريــا توبتـــها أن تُفقــد) فالقــ أنـــه مــن العصــيان) ـه) ـن قربــ ـا مـ حت ـ يرى الوت دنـ أتــى عــن الختار فيمــا قــد ورد) توبتـــــــــه وهكذا الضلل) ــــــــا فكذا) آل ليبطلن حقـ بـهجة النوار
(200 )
(201 )
(202 )
(203 )
(204 )
(205 )
(206 )
(207 )
(208 )
(209 )
(210
) ()211 (212 ) (213 ) (214 )
(وقيــل أن ل توبــة لمــ وفــ ـ مَـن ـل أن يُبلغ َ ـن على الضـ (لكـ (إن كان فـــــــ مقدرة وإل (وتارك فرضـــا لوله مضـــى (عليـــه مـــع إبداله وقيـــل ل (وذاك مثــل الصــوم والصــلة (وفـ الصـر إن أتـى الطاعـة هـل (أو ل أو التفصــيل أول إن عصــى (وممـــل توبـــة مـــن يرّم (ومــن أتــى أمرا على التحريــ (وإن يكـــن أتاه باســـتحلل (وإن يكـن فـ يده مـا قـد كسـب ــ فعــل ــه مرم حيـ (وحكمـ (أجـــز تقيـــة بقول إن خلص (وامنعهـا فـ اتلف نفـس إن جنـ (ول تزـــ تقيـــة بالفعـــل (لكــن جواز مــا أبـــيح للضرر (ومكره جاء باــ الدــ يبــ ـن ـأ ومـ ـع الث ـ لدى الطـ (ورفـ (كالقاتـــل النفـــس وكالطلّق (ورفـــض الوزر لدى النســـيان (مــن بعــد أن جاهده باــ قدر (تتـــ بمـــد ال أنوار العقول (عاريــة مــن وصــمة الخلل (أهديتـــها صــرفا لكــل طالب (وأحدــ ال على التيســي فــ (ثــ الصــلة مــع تســليم على (وآله وصــحبـه ومــن قفــا
275
قول أبــي نبــهان أن ليـس اصـطفي) أضله باــ دعــا ومَــن فتــ) فهــــو حريــــٌ بتاب الول) كفارة وتوبـــة قـــد فرضـــا) ـ ذا جعل) ـة فـ ـوى التوبـ ـء سـ شيـ فــ حكــم مــن حرم للحرمات) له ثوابــــها إذا الغفران حـــل) مـن غيـ مـا شرك أتـى مصـحصا) ـــس هذا يلزم) ـــتحل عكـ والسـ ل يزه التوب بل تغريــــــــ) بعكســــه فــــ أعدل القوال) عليـــه أن يرده لنـــ ســـلب) ـتحل) ـد اسـ ـه قـ ـح أنــ حت ـ يصـ مـن نيـل ضـر مـن بــه القول يصـ) واللف فـــ اتلف مال ضمنـــا) كالرق والغرق ومثـــل القتـــل) كالكــل للميتتــة والدم اشتـــهر) عليــه فــ أن ل يدــ نســتحب) ألزمــه الظاهــر حكمــا يســلمن) زوجتـــه خطــأ ومثــل العتــق) وهكذا وســـــــوسة الشيطان) إذ ل تكـن أشـد مـن رؤيـا البصـر) ـول) ـء فـ الصـ ـم شيـ ـة أهـ حاويـ ــــة الكمال) ــــالكة طريقـ سـ تصــونـه مــن كــل قول كاذب) ـن شرف) ـه مـ ـد رمتــ ـا قـ أت ـ مـ ــ مل) ــن خيـ ــد البعوث مـ ممـ منــــهاجهم على التمام والوفـــا)
بـهجة النوار
(215 )
(216 )
(217 )
(218 )
(219 )
(220 )
(221 )
(222 )
(223 )
(224 )
(225 )
(226 )
(227 )
(228 )
(229 276
بـهجة النوار
)
(230 )
(231 )
(232 )
(233 )
(234 )
(235 )
(236 )
(237 )
(238 )
(239 )
(240 )
(241 )
(242 )
(243 ) 277
بـهجة النوار
(244 )
(245 )
(246 )
(247 )
(248 )
(249 )
(250 )
(251 )
(252 )
(253 )
(254 )
(255 )
(256 )
(257 )
(258 278
بـهجة النوار
)
(259 )
(260 )
(261 )
(262 )
(263 )
(264 )
(265 )
(266 )
(267 )
(268 )
(269 )
(270 )
(271 )
(272 ) 279
بـهجة النوار
(273 )
(274 )
(275 )
(276 )
(277 )
(278 )
(279 )
(280 )
(281 )
(282 )
(283 )
(284 )
(285 )
(286 )
(287 280
بـهجة النوار
)
(288 )
(289 )
(290 )
(291 )
(292 )
(293 )
(294 )
(295 )
(296 )
(297 )
(298 )
(299 )
(300 )
(301 ) 281
بـهجة النوار
(302 )
(303 )
(304 )
(305 )
(306 )
(307 )
(308 )
(309 )
(310
) ()311 (312 ) (313 ) (314 ) (315 ) (316 ) 282
بـهجة النوار
(317 )
283
بـهجة النوار
فهرس الموضوعات الصفحة
الـمـــوضـــــوع مقدمة التحقيق فصل ف التعريف بالؤلف: اسه ونسبـه مولده ونشأتـه أوصافه شيوخه تلميذه مصنفاتـه وفاتـه فصل فيما يتعلق بالكتاب: نسبتـه وأهيتـه مطوطاتـه منـهج التحقيق صور من مطوطت الكتاب نص الكتاب مقدمة الكتاب الركن الول :العلم وما يشتمل عليه: الباب الول :ف أقسام العلم وأحكامه. الباب الثان :ف السؤال. (فصل) ف اللفاظ المتنع بـها السؤال عن الول جل وعل. الباب الثالث :ف الجتـهاد والفتوى. الباب الرابع :ف أقسام الهل وفيما يسع جهله وما ل يسع. الركن الثان :ف الملة وتفسيها: الباب الول :ف لزوم الملة وكيفية قيام الجة بـها. الباب الثان :ف التوحيد 284
بـهجة النوار
الفصل الول :ف نفي الضداد والنداد عن ال تعال. الفصل الثان :ف الباهي. الفصل الثالث :ف الصفات. الفصل الرابع :ف الرؤية. الاتة :ف تفسي ألفاظ تعلقت بـها الشبـهة. الباب الثالث :ف النبـياء والرسل واللئكة والكتب (فصل) ف الحكم والتشابـهه. الباب الرابع :ف الوعد والوعيد الفصل الول :ف الوت والبعث والساب. الفصل الثان :ف اليزان والصراط. الفصل الثالث :ف الشفاعة. الفصل الرابع :ف خلود أهل النة والنار. الباب الامس :ف القضاء والقدر. الباب السادس :ف اليان والسلم. الركن الثالث :ف الولية والباءة وما يشتمل عليهما. الباب الول :ف وجوب الولية والباءة. الباب الثان :ف الولية والباءة بكم الظاهر. (فصل) ف أحوال الول. الباب الثالث :ف الوقوف وأقسامه وأحكامه. الباب الرابع :ف أقسام الذنوب ،ومعرفة الصغائر والكبائر. الباب الامس :ف الغيبة والتجسس وأحكام القاذف. الباب السادس :ف انقسام الكبائر إل كفر نعمة وجحود. الركن الرابع :ف التوبة : الباب الول :ف التوبة وأركانـها وشروطها. الباب الثان :ف أحوال التائب. الباب الثالث :ف توبة الحرّم والستحل. الباب الرابع :ف المور الت ل تلزم منـها توبة 285
بـهجة النوار
الفصل الول :ف التقيّة. الفصل الثان :ف الطأ. الفصل الثالث :ف النسيان وحديث النفس. خاتــــة الكتاب الفهارس: ( :)1فهرس اليات ( )2فهرس الحاديث ( )3فهرس العلم نص منظومة أنوار العقول فهرس الوضوعات
286
بـهجة النوار
287
بـهجة النوار