August 17, 2017 | Author: الاشتراكيون الثوريون | Category: N/A
جون مولينيو كاتب وناشط اشتراكي ومحاضر سابق في جامعة بورتسميث ويعيش حاليًا في دبلن بأيرلندا وهو عضو في الحزب العمال الاشت...
الاناركية Anarchism رؤية انقدية من المنظور الماركسي
بقلم :جون مولينيو ترجمة :إيزيس قاسم تحرير :مصطفى على
إصدار مكتب الدراسات التشتراكية 2012
انبذة عن الكاتب جون مولينيو ك اتب ون اشط اشتراكي ومح اضر س ابق في ج امعة بورتسميث ويعيش ح الًي ا في دبلن بأيرلندا وهو عضو فششي الحششزب العمشش ال الشششتراكي .ممشش ا نشششر لششه ق ا: س اب ً (Marxism and the Party (1978), What is the real Marxist Tradition (1985), Rembrandt and Revolution (2001
مركز الدراسات التشتراكية الق اهرة والجيزة 7 -ش ارع مراد – ميدان الجيزة السكندرية 16 -ش ارع جم ال عبد الن اصر -فيكتوري ا الدقهلية الدراس ات -مق ابل ش ارع عبده معروف – المنصورة الفيوم ش ارع السنترال – برج المعلمين -المدخل الخلفي @ www.RevSoc.me twitter.com/RevSocMe
[email protected]
فهرس تقديم الطبعة العربية مقدمة الكاتب – 1جاذبية الاناركية – 2الفكار الاناركية الدولة القي ادة الحزب الفرد ،المجتمع والطبقة – 3سجل الاناركية ميشيل ب اكونين روسي ا ملحظ ات حول نقد الن اركية للبلشفية أسب اني ا – 4الاناركية اليوم الن اركية كأسلوب حي اة Lifestyle anarchism أن اركية الستقللية الذاتية )الوتونومية( Autonomism أن اركية البرن امج Platform anarchism الفعل المب اشر Direct Action المش اركة في النتخ اب ات اتخ اذ القرارات في الحركة الطريق إلى المام
مقدمة الطبعة العربية أطلقت الثورة المصرية ،كم ا هو طبيعي في ح الة كل الثورات ،ط اق ات نض الية عميقة للجم اهير المضطهدة على مدار الع امين الم اضيين .وتب ادلت النض الت القتص ادية والسي اسية الدوار في احتلل مركز الصدارة في المشهد النض الي من خلل موج ات متفرقة تح اول من خلله ا الجم اهير تلمس طريقه ا لتنظيم أنفسه ا لتحقيق مص الحه ا في انتزاع مص الحه ا في العدالة الجتم اعية وحي اة كريمة .وواجهت الجم اهير المؤمنة ب الثورة مق اومة شرسة ودموية من طبقة ح اكمة هزته ا مسَتغِلة ،على هزيمة الثورة النتف اضة الثورية ولكنه ا صممت وتعمل ج اه ً دة ،كم ا يجب أن يكون منتظر من كل الطبق ات ال ُ وإع ادة فرض سيطرته ا الش املة. كئة على جه از دولة عميق وإعلم مت ِ دخلت الطبقة الح اكمة هذه المعركة مزودة بأسلحة اقتص ادية وسي اسية ل حصر لهُ ، ين اصر مص الحه ا تحت قي ادة المجلس العسكري غير المأسوف على تفكيكه ،ومعتمدة على استعداد الحزاب الق ائمة – مجحف للعم ال والفقراء والمضطهدين سواء من سواء ليبرالية أو إسلمية – للته ادن مع النظ ام القتص ادي والسي اسي ال ُ خلل تأييدهم لقمع العسكر والشرطة للجم اهير في لحظ ات من عمر الثورة أو ،كم ا نرى الن في مم ارس ات الخوان المسلمين في الحكم أو مضمون مع ارضة الليبراليين للخوان ،إجراء إصلح ات محدودة وشكلية مع إع ادة تأهيل كل العن اصر الس اسية في النظ ام الرأسم الي الف اسد بأكمله. وللسف دخلت الجم اهير الثورية المعركة وهى تفتقد الدوات السي اسية والعلمية الضرورية لتطوير مستوى تنظيم ونضج حركته ا للتع امل مع ضراوة قوى الثورة المض ادة ودرجة تنظيمه ا .وفى هذا السي اق ،ورغم بس الة النض الت سواء سي اسية ك انت أو اقتص ادية ،لم ولن تكفى أبدا الشج اعة والنض الية والتعبئة الجم اهيرية ومواجه ات الشوارع في حد ذاته ا لهزيمة الطبقة الح اكمة. ففي حين تمتلك الطبقة الح اكمة حتى الن القوة القتص ادية والسي اسية والعلمية في المجتمع للدف اع عن نظ امه ا ،فإنه ل مفر أن تعتمد الجم اهير المصممة على استكم ال الثورة ليس فقط على نض الي القتص ادية أو السي اسية العفوية بل على رفع وتطوير درجة وعيه ا وتنظيمه ا السي اسي جنب ا إلى جنب مع النض ال. ومن هن ا سنح اول من مركز الدراس ات الشتراكية أن نستمر في المس اهمة برؤيتن ا الشتراكية الثورية – التي تؤمن بأن الشتراكية الحقيقية م ا هي إل نض ال الجم اهير من أجل بن اء مجتمع ق ائم على حكم الجم اهير لنفسه ا وبأنفسه ا من أجل تلبية الح اج ات النس انية الس اسية بدون استغلل وطغي ان – في تطوير النق اش ات النظرية التي ل غنى عنه ا لكل الثوريين الذين يطمعون في انتص ار الثورة المصرية إم ا أجل أو ع اجل. ونصدر هذا الكتيب عن الرؤية الم اركسية للفك ار والستراتيجي ات الن اركية على مدار الخبرة الت اريخية – وهى الفك ار التي أثرت لحد كبير في تشكيل الحرك ات الثورية في بلدان عديدة وتؤثر بشكل أو بأخر في صفوف وتوجه ات الكثيرين من المن اضلين في مصر ممن يش اركون في الثورة -ليس بهدف توبيخ أو التقليل من المس اهم ات الرائعة لكل من ش ارك أو ش اركت في هذه الثورة وكل من قدم التضحي ات لتقدمه ا ،بل لن كثير من الرف اق الن اركيون يش اركونن ا نفس الحلم في مجتمع يقوم على المس اواة والحرية للمنتجين ،وينبذون كم ا ننبذ التج ارب الست الينية التي قمعت العم ال والفقراء بإسم الشتراكية. وإذا كن ا ل ندعى أن لدين ا كل الج اب ات السليمة على كل المس ائل التكتيكية والستراتيجية التي واجهت وستواجه ض ا نؤمن بأهمية الحوار النظري بين كل الثوريين في إط ار النض ال المشترك على أس اس الحترام الجم اهير ،وإذا كن ا أي ً المتب ادل ،فإنن ا نحمل القن اعة بأن الم اركسية كنظرية ُمرشدة للنض ال هي سلح ل غنى عنه للثوريين ،وأن بن اء حزب وأحزاب سي اسية ثورية مرتكزة على العم ال والفلحين والمضطهدين هو ضرورة ل غنى عنه ا في النض ال اليومي ضد طبقة ُمستغلة ومنظمة سرقت الم اضي وتستميت لرهن المستقبل. مركز الدراسات التشتراكية خريف 2012
مقدمة الكاتب اندلعت أثن اء كت ابتي لهذه الكراسة الثورة التونسية والمصرية في شت اء 2011\2010تبعته ا مع ارك ملحمية تسششتمر فششي ليبي ا والبحرين واليمن وسوري ا وأنشش ا أكتششب .وإذ تربطنششي علقششة قديمششة ب اليسشش ار المصششري كشش ان مششن الطششبيعي أن تشششتت الحداث انتب اهي عن نقد الن اركية لبعض الوقت إل أن سششريًع ا مش ا تلهشش ا تطششورات زادت مششن أهميششة وضششرورة هششذا النقششد وأشير هن ا إلى حركة احتلل المي ادين في أسب اني ا. احتل آلف السب ان في 15م ايو 2011س احة بويرت ا ديل سول ،الميدان الرئيسي في مدريد ،مستلهمين ميدان التحريششر ج ا علششى البط الششة وأزمششة السششكن والنظشش ام السي اسششي وذلك أسبوع قبل بدء النتخ اب ات المحلية على مستوى البلد ،احتج ا ً الف اسد بأكمله .وقد أطلقوا على أنفسششهم لششوس إنششديجني ادوس أو الغ اضششبون وشششجبوا التيشش ارات الرئيسششية مششن الس اسششة والحزاب .ك ان شع ارهم "إنهم ل يمثلونن ا" وط البوا بش"ديمقراطية حقيقية الن!" .وفي ظرف أي ام ك انت هذه العتص ام ات ض ا فششي سشش احة ك ات الونيشش ا المحوريششة ببرشششلون ا .وانضششمت أو المخيم ات قد انتشرت في 100مدينة في أنح اء البلد بل وأي ً جم اع ات أسب انية على ُبعد يم اثل المس افة بين بروكسل ودابلن في احتج اج ات تض امنية .وفششي 19مششن يونيششو تظشش اهر مشش ا مشش ا يقرب من مليون شخص ،منهم 250ألف في برشلونة ،تض امن ا مع الغ اضبون .وم ا إلى ذلك ففششي 25مشش ايو أقيششم مخي ً مش اب ًه ا في س احة سينت اجم ا بأثين ا كمركز لحتج اج ات جم اهيرية وإضراب ات ع امة متواصلة ضد التدابير التقشششفية الق اسششية التي يفرضه ا التح اد الوروبي وصندوق النقد الدولي على الشعب اليون اني. اتسمت هذه الحركة بشكل ع ام ب الشب ابية والسلمية وك انت شديدة الحيوية والحمشش اس ،كمشش ا تششأثرت بأشششك ال كششثيرة مششن الن اركية أو على القل بأفك اره ا فقد اعتمدت أسلوب الديمقراطية المب اشرة في اتخ اذ القرارات في جمعي اته ا الع امة ومنعت كل الحزاب السي اسية براي اته ا وأعلمه ا وصحفه ا ،إلخ ،من دخول الس اح ات. إن نض ال لوس إنديجن ادوس ) los Indignadosالغ اضبون( جزء من موجة دولية ص اعدة من النض الت رًدا علششى أزمششة الرأسم الية الع المية التي بدأت مع انهي ار المؤسسة الم الية المريكية ليم ان براذرز Lehman Brothersفي أغسطس 2008وهي الموجة التي ك انت قد ضمت المق اومة المستدامة للطبقة الع املة اليون انية ،ونض ال العم ال الفرنسششيين ضششد رفع سن التق اعد ،وتمرد الطلبة البريط انيين في أواخر ع ام 2010،والثورات المدهشششة فششي تششونس ومصششر وبشش اقي دول الربيششع العربششي ،والحركششة الجم اهيريششة فششي وليششة ويسكونسششن فششي الوليشش ات المتحششدة ،والمظشش اهرات الضششخمة للعمشش ال البريط انيين في 26م ارس وإضراب ات 30يونيو وغيره ا الكثير .ونأمل أنه عند نشر هذا الكتيب تكون نضش الت أخشرى قشد تطورت. في وضع كهذا ل مح ال من عودة أفك ار أو أمزجة أن اركية للظهور .هكذا ك ان المر في النض الت العظيمة في ع ام 1968 وب الخص في أحداث م ايو في ب اريس والحركة الطلبية الع امة في تلك الحقبة ،ثم الحركة الدولية المن اهضة للرأسششم الية مميزة للن اركية – من رفضه ا القشش اطع للدولششة والسششلطة والمم ارسشش ات الني ابيششة التي بدأت في سي اتل .1999ف القض اي ا ال ُ الف اسدة وللحزاب السي اسية التي تخدم مص الحه ا الذاتية – له ا صدى قوي لدى للشب اب المتمرد التلق ائي وحديثي العهششد ب العمل الراديك الي .وهذا م ا يحدث ب الخص مششع وجششود هششذا الفششراغ الكششبير فششي اليسشش ار الششذي خلفششه النحسشش ار والختفشش اء الت اريخي للحزاب الشيوعية القديمة ،والنقلة الكبيرة للحزاب الشتراكية الصششلحية الوروبيششة ب اتجشش اه اليميششن )الممثلششة للن في شخص توني بلير البغيض ،الصديق الصدوق لجورج بوش وبرلسكوني(. خل علششى الحركششة الخيشش ال والششروح وإض افة إلى ذلك ،يعتبر عودة أفك ار أو أمزجة أن اركية تطور محمود بشكل عشش ام إذ ي ُششد ِ عقم البيروقراطية والروتين. ب الض افة إلى أنه يقدم تكتيك ات جديدة وآم ال أكبر لم ا هو ممكن وهذا أفضل كثيًرا من ُ دا للنض ال – ف المر ليس كذلك للسف .وأقول للسششف لنششه مرشدا مفي ً ولكن هذا ل يعني أن هذه الفك ار الن اركية تمثل ُ م ا ل نه ائًي ا من الجهد السي اسي أغلبه ُمضششني .وبصششفتي اشششتراكي وم اركسششي أقششول أنششه لو ك ان المر كذلك لوفر علين ا ك ً على كل "يس اري" وكل اشتراكي أو ثوري أن يعمل بداخل هذه الحرك ات المتأثرة ب الن اركية ومعهشش ا بششروح مششن التضشش امن والتع اون والستعداد للتعلم – ف الم اركسيون العظ ام ،بدًءا من م اركس ،ط الم ا ك انوا يتعلمون من الحركة – ولكششن عليهششم كذلك الخوض في نق اش ات ومح اولت إقن اع للن اشطين النشش اركيين لن الفكششر النشش اركي بششه نقشش اط ضششعف جوهريششة .وهششذا ال ُ كتيب معني بطبيعة الح ال بعرض نق اط الضعف تلك ،ولكنني أو د في هذا الصدد أن أستعرض بعض المثلششة علششى هششذا ُبن اًءا على الخبرات الخيرة. أول :الكفاح في أسباانيا كم ا تمت الش ارة أعله فقد ك انت أهم الشع ارات التي رفعته ا هذه الحركة "إنهم )المقصود هنشش ا الحكومششة والس اسششة( ل م ا .فهي موجهة إلى صششميم يمثلونن ا" و"ديمقراطية حقيقية الن" .إن نشر هذه الشع ارات بين الجم اهير يعتبر إنج اًزا عظي ً زيف الديمقراطية الني ابية التي يخت ار من خلله ا الن اس كل أربع أو خمس سنوات مجموعة السي اسششيين الششذين سششيكذبون عليهم وسيمثلونهم على نحو غير ص ادق وسيخدعونهم في حين أن السلطة الحقيقية في المجتمع ل يتم التصويت عليهشش ا ول يتم مح اسبته ا وهي السلطة الم اكثة في غرف مج الس إدارة الشرك ات ومك اتب إدارة الدولة. إل أن هن اك كذلك ثمة مشكل عويص .يط الب لوس إنديجن ادوس بش"الديمقراطية الحقيقية" ولكن كيف سيحصلون عليهشش ا عمل ًي ا؟ فمن الواضح أن الطلب في حد ذاته ل يتحقق لمجششرد المط البششة بششه؛ فأقششل مشش ا تحتشش اج إليششه تأسششيس ديمقراطيششة حل الحكومة السب انية وجه از الدولششة نفسششهم ا طواعيششة. صد به ا المحتجون "ديمقراطية مب اشرة" أن ت ِ "حقيقية" والتي يق ِ وب الطبع يمكن للحركة أن ترد أنه ا تخلق الديمقراطية الحقيقية الخ اصة به ا من خلل تجمع اته ا الع امة في المي ادين ،وهششذا مبهرة ،ولكنه ا تظل سيطرة ديمقراطية على المي ادين فقط وليس على المجتمع الوسع .كمشش ا أنهشش ا أي ً ض ا من النج ازات ال ُ لن تحقق أي سلط ان على القتص اد والشرطة والجيش أو أي من مق اليد السلطة الرئيسششية فششي المجتمششع السششب اني ول تقدم إستراتيجية مفيدة أو سبيل لتحقيق ذلك. واقع المر أن تأسيس ديمقراطية حقيقية في المجتمع ،وليس مجرد بشكل مؤقت في المي ادين ،سيتطلب علششى القششل: )أ( إزاحة أو تفكيك نظ ام الدولة القش ائم واسشتبداله بنظش ام قش ائم علشى الديمقراطيشة المب اششرة و)ب( جمشع وحششد قشوة جم اهيرية ق ادرة على إحداث هذا التغييششر أي ثشورة سششيكون مفشروض عليهش ا كسششر المق اومشة الحتميششة مشن قبشل الثريش اء والسلط ات الق ائمة.
وهذا بدوره سيتطلب تطوير إستراتيجية سي اسية للوصول لغلبية من العمشش ال العشش اديين ،وإدخشش الهم فششي نضشش ال ل يقتصششر مششن السششلطة القتصشش ادية .بعبشش ارة أخششرى ،سششيتطلب تأسششيس على الش ارع فحسب بل وأيض ا في أم اكن عملهم حيششث تك ُ ديمقراطية حقيقية فشي المجتمشع تجش اوز مجشرد الرفشض للدولشة والقيش ادة والتنظيششم السي اسششي وهشي السشم ات النمطيششة للن اركية. ثاانًيا :الثورة في مصر ُ سقط بفعل تمرد جمشش اهيري تلقشش ائي تبدو هذه الثورة للوهلة الولى ك البره ان على أحلى أحلم الن اركية :ط اغية مكروه أ ُ ق ام به الن اس ،بمع ارك ض ارية في الش ارع ،غ البيتهم شب اب تم حشدهم عن طريق الفيسبوك والتويتر. وهي صورة صحيحة بدرجة م ا .فمعظم الثورات العظيمة )بم ا فيه ا الثورة الفرنسية وكومونة بش اريس والثششورة الروسششية( بدأت بتلق ائية؛ وحتى الن لم توجه الثورة المصرية أو يتزعمه ا أي حزب أو فصيل سي اسي واحد. ض ا أن مزيد مشن الفحشص يظهشر وجشود كشثير مشن العمشل السي اسشي الشش اق مشن وراء وداخشل التلق ائيشة إل أنه صحيح أي ً الظ اهرة .ف العصي ان الذي بدأ في الخ امس والعشششرين مششن ينشش اير 2011لششم يششأت مششن فششراغ .فقششد أشششعله نجشش اح الثششورة التونسية في الرابع عشر من ين اير؛ كم ا أن سلسلة من النض الت من أجل الديمقراطية والعم الية والمن اهضة للمبري اليششة مهدت له على مدار عدة سنين. لم يكن للفك ار الن اركية تأثير يذكر على هذه النض الت ولكن الحزاب السي اسية ،ومن بينه ا الخششوان المسششلمين وحششزب الكرامة الن اصري وحركة كف اية والشتراكيين الثوريين ،لعبت دوًرا ه اًم ا .ب الض افة إلى ذلك أفرزت موجششة إضششراب ات عشش ام 2008نق اب ات عم ال مستقلة )إذ أن التح ادات الس ابقة ك انت واقعة تحت سيطرة نظ ام مب ارك( تطورت أكثر في مسشش ار الثورة .أم ا أثن اء الثورة نفسه ا فقد استمرت هذه الحزاب في العمل بنش اط كم ا تم إنش اء أحزاب أخرى. أم ا اللفت للنظر على نحو خ اص فك ان الدور الذي ق ام به الخوان المسلمون ،الحزب المع ارض الكبر على الطلق في مصر .ك ان الخوان المسلمون في ظل الحكم الدكت اتوري حزب إصلحي معتدل مح افظ ،ذا طشش ابع إسششلمي ولكششن ليششس أصولي متطرف أو إره ابي .وبشكل م ا ك ان الخوان المسلمون أشبه لحزب العمشش ال البريطشش اني الصششلحي منششه لتنظيششم الق اعدة ،إل أنه ك ان محظوًرا ويتعرض ب استمرار للملحقة. ع ارض الخوان المظ اهرة الولى في يوم 25ين اير لكن مشع تزايشد دعششم الجمشش اهير لهش ا رضششخ التنظيششم للضششغوط وسشمح لعض ائه من الشب اب أن يش ارك .وكل الشه ادات تشير إلى أن شب اب الخوان حينذاك ق اموا بششدور بطششولي فششي التصششدي سميت بمعركة الجمل في للشرطة والدف اع عن ميدان التحرير ضد البلطجية المؤيدين لمب ارك في معركة حي اة أو موت ُ 2فبراير .وعندم ا سقط مب ارك ب انقلب المجلس العسكري عليه عش اد الخشوان لمسش اندة الحكومشة ومع ارضشة مزيشد مشن الحتج اج ات إل أن هذا أدى إلى انشق اق العديد من الشب اب عنهم. كل من يريد للثورة المصرية أن تستمر ويريده ا أن تتجه نحو"الديمقراطية الحقيقية" بل وإط احششة الرأسششم الية ،عليششه أن يتع امل مع هذه التن اقض ات من الن احية الستراتيجية والتكتيكية بقدر م ا عليه أن يعرف كيف يعمل مششع النق ابشش ات العم اليششة المستقلة في طور النش اء ،وكيف يجمع بين المط الب الديمقراطية والمط الب الجتم اعية والقتص ادية حششتى يتششم تركيششز وتوحيد الط اقة الثورية اله ائلة للجم اهير المصرية التي استيقظت حديًث ا. للسف إن التع امل مع التن اقض ات والعمل الستراتيجي والتكتيكي ليست من مشواطن قشوة الن اركيشة ،والرفشض القش اطع لكل الحزاب السي اسية والنق اب ات العم الية والراي ات على طريقة لوس إنششديجن ادوس السششب انية لششن تنجششح إل فششي العششزل الت ام لصح اب هذه الرؤية عن الجم اهير .كم ا أن خي ار الجلششوس مكتششوفي اليشدي غيششر مطششروح فشي مصششر اليششوم ،وقششول البعض أن علين ا النتظ ار حتى تحرر جم اهير العم ال المصرية نفسه ا من أوه امه ا العديشدة فشي التيش ارات الدينيشة والجيشش والديمقراطية البرجوازية وأن يصبحوا أن اركيين بحق هو وصفة للنتح ار السي اسششي .فقبششل أن يحششدث هششذا بكششثير سششتكون اللحظة الثورية قششد تبششددت وسششيكون مششن المحتمششل أن يجششد الشششتراكيون والثوريششون – سششواء كشش انوا مششن النشش اركيين أو التروتسكيين أو اللينينيين أو أي ا ُ ك ان – أنفسهم في السجون المصرية. بعب ارة أخرى ف الحداث الج ارية تؤكد الحجة الس اسية لهذا الكتيب وهي أن خبرة الش 150ع ام الم اضششية تششبين بمشش ا ل يششدع مج ال للشك أن الفك ار الن اركية بشتى أشك اله ا ،رغم فض ائله ا ،ل تمثل الطريق الصحيح لتغيير الع الم. جون مولينيو ،صيف 2011
– 1جاذبية الاناركية لط الم ا ك ان للن اركية ج اذبية شديدة على المتمردين على هذا المجتمع الف اسد وب الخص على الشب اب منهم وهششي نقطششة ُتحسب له ا تم اًم ا .ففي كل حركة راديك الية وثورية لعب الشب اب فيهش ا الشدور الكشبر ،ف الششب اب غيشر المنكسشر والمنحنشي يتمتع بأعلى درج ات النش اط والحم اس والمث الية. تصرخ الن اركية صرخة تحدى واستنك ار فششي وجششه السششتغلل والظلششم المتفشششي والهيمنششة السشش احقة للدولششة الرأسششم الية سنة الحي اة هششي أن يكششون محكمة ليديولوجيته ا ،وتنفي أنن ا ُمجبرين على أن نحي ا بهذه الطريقة ،وأن نقبل أن ُ والقبضة ال ُ مست ََغل والح اكم والمحكوم ،وأنه غير صحيح أن الحرب والعنصرية والقمع ُ كتب علين ا وال غل ت مس وال والفقير هن اك الغني ُ َِ ُ وأن أقلية ل بد أن تسيطر على أغلبية أو حتى أغلبية على أقلية.
على عكس عملية التلقين غير المنقطعة التي تعتبر أن جموع البشر بطبيعتهم إم ا أغبيشش اء أو أنشش انيين وأنششه مششن ث َششم يلششزم إخض اعهم للوامر والسيطرة على أعم الهم من قبل سلطة أعلى منهم ،تؤكد الن اركية أن في مقدورن ا العيش في تع اون وألفة. وترفض الن اركية ب ازدراء نف اق مم ارس ات )المؤسس ات( البرجوازية وانته ازيته ا التهكمية التي يقوم الس اسة فيهشش ا بتغليششف ة رد فعل ضد الندم اج أنفسهم وطرح أشخ اصهم للبيع كم ا لو ك انوا منتج ات تجميل ومس احيق بدرة .وتمثل الن اركية خ اص ً المتزايد لتي ار اليس ار الصلحي الرئيسي وأحزاب المع ارضة في ع الم السي اسة الرسمية الف اسدة ،وتعبر براديك اليششة عششن الرؤية المنتشرة بين ع امة الن اس أن كل الس اسة من نفس الفصيل ،ل يريدون سوى السلطة لنفسهم وتعميششر جيششوبهم بأموال الغير. فمن ثم من غير المستغرب في الظرف الح الي أن تشهد الن اركية نوع من النتع اشة في أنح اء أوروبش ا .نش ادًرا مش ا حشدث، سششفور الششذي نشششهده الن إن ك ان حدث في الت اريخ الحديث للرأسم الية ،أن تخلت الحزاب الشتراكية الصلحية بهششذا ال ُ عن أدنى نية لتحد النظ ام ،أو ب اتت مفضوحة بهذا الجلء وهى تلعب دور مجرد أحزاب متواطئة مع الدولة. وك ان الهم من ذلك هو تفسخ م ا سمي ب النظم الشيوعية في شرق أوروب ا وروسي ا في بداية التسششعين ات الششتي اعتبرتهشش ا مليين الن اس في الع الم لعقود طويلة بدائل "تقدمية" للرأسم الية الغربية .إل أن أحداث العوام 1989-92كشفت هششذا الوهم بل رحمةُ ،مبينة الفشل الذريع للقتص ادي ات الشمولية البيروقراطيششة بششل وكششذلك كراهيششة الشششعوب الرهيبششة لهششذه النظمة .انه ارت بشكل أو آخر الست الينية ،التراث الذي هيمن لمدة ستين ع اًمش ا علشى جشزء كشبير مشن اليسش ار العش المي؛ وأنتشر مع هذا النهي ار الحب اط بين الكثيرين متج اوزا بكثير صفوف الحزاب الشيوعية نفسه ا ممتدا ً إلششى كششل مششن كشش ان ع ا م ا على الرأسم الية الغربية. متفوًق ا نو ً يعتبر الشرق "الشتراكي" ُ أم ا والوضع أصبح هكذا ،فك ان من المتوقع أن ينظر البعض الب احث عن بديل راديك الي للرأسششم الية إلششى الن اركيششة علششى أنه ا اليديولوجية الوحيدة التي م ازالت يداه ا نظيفة حتى الن. كم ا أن للن اركية ج اذبية شديدة كمنطق أيديولوجي لفئ ات ذات أسلوب حي اة معين .فب النسبة لفئششة مششن الشششب اب ،يعيششش أغلبه في فقر ول يجد معظم الوقت عمل ً ول سكًن ا ويقطن في عشوائي ات ،يتواجدون على هش امش المجتمشع تقريًبش ا فشي المن اطق المهمشة ،ف الن اركية ترمز إلى رفضهم للنظ ام الظ الم. إل أن الغ اي ات النبيلة والج اذبية الشديدة ليديولوجية م ا ل تقدم على أية ح ال أي ضم انة بششأن هششذه اليديولوجيششة بإمك انهشش ا فعل تحقيق الغ اي ات التي تعلن عنه ا .ف الست الينية ،على سبيل المث ال ،ك ان له ا ج اذبية ه ائلششة لفششترة طويلششة عنششد من اهضششي الرأسم الية والمبري الية إل أنه ا أثبتت أنه ا طريق مسدود تم ا ًم ا .فهل الن اركية إذن أيديولوجية قشش ادرة علششى إرششش اد نضشش ال التحرر النس اني إلى النصر في النه اية؟ حجة هذا الكتيب حيث نرى أن الفك ار الن اركية به ا علة خطيرة ستؤدي إلى مم ارسش ات معيقشة للنضش ال مشن هذا م ا تنفيه ُ دا للنظرية والمم ارس ات الن اركية مششن المنظششور الم اركسششي ،أي مششن منظششور الم اركسششية نق الكتيب سيقدم أجل التحرر. ً الكلسيكية لم اركس ولينين وتروتسكي وليس الست الينية؛ وسنج ادل بأن الم اركسية وحده ا هي التي تششير إلشى الطريشق الذي يؤدي إلى مجتمع المستقبل الحر والخ الي من الطبقية ،والذي يتش ارك في استهدافه الم اركسيين والنشش اركيين معًشش ا كغ اية نه ائية. – 2الفكار الاناركية للن اركية أشك ال متعددة ،فهن اك الن اركية الفردية الخ الصة الرافضة لكل أنششواع التنظيششم؛ وهنشش اك العديششد مششن المنظمشش ات الن اركية الصغيرة :هن اك أن اركيون يعلنون عششن ثقتهششم فششي النش اس بغششض النظششر عششن الطبقششة الششتي ينتمششون إليهش ا؛ هنشش اك أن اركيون شيوعيون يضعون آم الهم في الطبقة الع املة؛ هن اك أن اركيو العصبة الفلحية على طريقة م اخنو )زعيم الفلحين في روسي ا خلل الحرب الهلية التي تلت الثورة(؛ هن اك أن اركية رافضة للنق اب ات العم الية وأن اركية نق ابويشة مسشتندة علشى النق اب ات العم الية؛ وهن اك أن اركيون ثوريون ،وإره ابيون ،سلميين ،Pacifistsوخضر؛ وهن اك أن اركيون ل ينطبششق عليهششم أي من هذه التصنيف ات أو لديهم ترتيب تصنيفي خ اصة بهم. وهنشش اك أنشش اركيون متششأثرون بشش الرموز الت اريخيششة للحركششة الن اركيششة مثششل بششرودون وبشش اكونين وكروبششوتكين ،إل أنششه ل يوجششد برودونيون أو ب اكونينيون أو كروبوتكينيون يتبعون مذهًب ا أو خ ً ط ا بعينه .ولذا تشكل الن اركية هدًف ا مراوغ ا أمشش ام الن اقششد؛ إذا م ا ه اجم نظرية أو توجه ات سي اسية لتي ار أن اركى محدد يجد أن أغلب النشش اركيون ل يؤيششدونه ا ،وإذا مشش ا حلششل أفكشش ار مفكششر أن اركى تقليدي يتبرأ منه أن اركيون آخرون. ومع ذلك هن اك أفك ار ومواقف ع امة تعتبر مشتركة بين جميششع أو أغلششب التج اهش ات الن اركيششة يمكشن أن تسششتخدم كنقطششة انطلق للنقد ،أهمه ا) :أ( العداء للدولة بك افة أشك اله ا بم ا فيه ا فكرة الدولة الثورية) ،ب( العداء للقي ادات بك افششة أشششك اله ا بم ا فيه ا القي ادات الثوريششة) ،ج( العشداء لك افششة الحشزاب السي اسششية بمش ا فيهش ا فكشرة الحشزب الثشوري) ،د( الميشل للفرديششة .Individualismوسأتطرق لكل نقطة من هذه النق اط على حدة. الدولة المعنى الحرفي للن اركية هي "اللسلطوية" ،ومع ارضة الدولة والحكومة – ل دولششة بعينهشش ا ول حكومششة بعينهشش ا ولكششن كششل الدول والحكوم ات وفى كل زم ان ومن حيث المبدأ – وهذه هي السمة المحددة للن اركية كعقيدة. تصر الن اركية أن ذات وجود الدولة ،في شكل هيئ ات خ اصة مكونة من رجشش ال )ونسشش اء( تمشش ارس سششلطة ق انونيششة وم اديششة على المجتمع ككل ،هو أمر ج ائر ول يتم اشى مع الحريششة النسشش انية الحقيقيششة .ولوضششع حششد للقمششع وتوطيششد الحريششة تششري الن اركية أنه ل بد من استبدال حكم الدولة بجم اعة ذاتية الحكم ،أي جم اعة ليس له ا سلطة مركزية علي ا. وبحسب الحكمة الس ائدة في المجتمع ،يعتبر تحقيق منظور كهذا أمر مستحيل أو أمر إذا تحقق فسيؤدي إلى وضع ك ارثي .مستحيل لن "طبيعة النس ان" تحتم صعود أفراد أو مجموعششة أفشراد إلششى القمششة ليبسششطوا حكمهششم .وكشش ارثي لن المجتمع بدون دولة سينزلق إلى حرب فوضوية "يتح ارب فيه ا الكل مع بعضه البعض" ويسود فيه ا مشش ا يسششمى بششش"قشش انون الغ ابة" وتصبح حي اة النس ان "كريهة ووحشية وقصيرة" )كم ا وصفه ا ذات مرة فيلسوف القششرن السشش ابع عشششر السي اسششي توم اس هوبز .Thomas Hobbesولذا فأفضل م ا يمكن أن نتعشم فيه ،بحسب الحكمة الس ائدة في المجتمششع ،هششو أن تكون الدولة ديمقراطيةُ ،تنتخب حكومته ا وتراعي حقوق ديمقراطية محددة كحرية التعبير وغيره ا.
إل أنه في هذا تخطئ الحكمة الس ائدة وتصيب الن اركية .فعلم النثروبولوجي ا يقدم الدليل الق اطع بأن البششر يسشتطيعون العيش في مجتمع ات بدون دولة أو حكومة وأن هذه المجتمع ات بعيدة كل البعد عن الفوضوية ،وعلى ذات درجة تنظيم مجتمع اتن ا بل وأكثر منه ا .فلقد ش اهد ودرس علم اء النثروبولوجي ا العديد من هذه المجتمع ات غير المرؤوسة ،وتعد الكونج س ان وق اطني أدغ ال ك اله اري في أفريقيش ا الجنوبيششة أمثلشة بش ارزة علشى تلششك المجتمعش ات .وهنش اك أسششب اب تشدعوا للعتق اد بأن ح الة اللدولة في المجتمع ك انت النموذج الس ائد لمئ ات اللف من السنين منذ بداية المجتمع النس اني حتى تقسيمه إلى طبق ات مع ظهور الزراعة والرعي والملكية الخ اصة منذ م ا يتراوح من عشرة آلف وخمسة آلف سنة. محقة في رؤيته ا بأن الدولة ،بكل أشك اله ا ،تحتوي على قمع مجموعششة مششن المجتمششع لمجموعششة أخششرى. كم ا أن الن اركية ُ ولم يغير ظهور الديمقراطية البرلم انية من هذا شيئَ ا؛ ف البرلم ان ات ،أًي ا ك انت الطريقة التي انتخبت به ا ،ل تملششك السششلطة الحقيقية في المجتمع وإنم ا تظل السلطة الفعلية ُمركزة في أيدي البيروقراطية الدائمششة للدولششة )كشش الجنرالت ولششواءات الشرطة والقض اة وكب ار الموظفين العموميين وغيرهم( ،والمصرفيين وكب ار رج ال العم ال الششذين يسششتخدمون سششلطتهم القتص ادية في التحكم ب الدولة وذلك لرع اية مص الحهم الخ اصة وليس مص الح ع امة الن اس. ولكن إذا ك ان وجود مجتمع بدون رأس ،أي بدون رؤس اء ومرؤوسين ،شيئ ا ممكن ا ومرغوب ا فيشه ،فكيشف إذن نتخلشص مشن الدولة الموجودة؟ وب التحديد عند التع امل مع هذا السؤال المهم يبدأ مأزق الن اركية. ل بد من القول أن بعض الن اركيين ل يح اولون حتى الج ابة على هذا السؤال ،فهم مكتفين بمجرد رفششض سششلطة الدولششة كموقف شخصي خ الص ،ول يشعرون بح اجة لصي اغة إستراتيجية متسقة لسق اط هذه السشلطة .إل أن هشذا الموقشف هشو موقف متنصل إذ أنه يترك المج ال للدولة أن تم ارس قمعه ا ضد الجم اهير إلى أبد البدين ،كم ا أنه انهزامششي لن مق اومششة سلطة الدولة في النه اية عمل ل يمكن أن يقوم به شخص واحد أو حتى مجموعة صغيرة. وبعض الن اركيين يح اولون الهروب من سلطة الدولة بإق امة مجتمع ات صغيرة ذاتية الحكم في الريف أو داخل قمقم في المدن .وللسف تع اني هذه المجتمع ات الن اركية من المش اكل ذاته ا التي ع انت منه ا التع اوني ات الشتراكية التي دع ا إلششي إق امته ا داخل المجتمع الرأسم الي روبرت أو ين Robert Owenوأمث اله من الشتراكيين الطوب اويين من أكثر من 150 ع اًم ا :فهي )أ( حل ل يصلح من الن احية العملية إل لقلية صغيرة ،كم ا أنشه )ب( تظشل هشذه القليشة معرضشة لكشل ضشغوط المجتمع الكبر وع اجل أو آجل )وع ادة ع اجل بدل من آجل( تستسلم له ا. إنم ا الج ابة الكثر راديك الية والكثر جدية على هذا السؤال هي أن الدولة سششتهدم بفعششل ثششورة ،أي فششي انتف اضششة شششعبية جم اهيرية ستقوم فيه ا الطبقة الع املة عن طريق الفعل الذاتي المب اشر ب التغيير الجششذري للمؤسسشش ات المركزيششة للدولششة الق ائمة وهي :القوات المسلحة والشرطة والمح اكم والسجون ،إلخ. م ا – فقد كرس لينين أهم أعم اله النظرية "الدولة والثورة" ومن المنظور الم اركسي يعتبر هذا التغيير الجذري صحيح تم ا ً دا للتدليل على أن جششوهر الثششورة هششو خلششق آلششة دولششة جديششدة )ب المع ارضششة للفكششر الشششتراكي الذي ألفه في 1917تحدي ً الديمقراطي والصلحي والذي يهدف إلى مجرد تولي زم ام الدولة الق ائمة( .وتمتلك عملية بن اء دولة جديدة ميزة أن له ا س ابقة في الت اريخ ،فقد ُ طبقت للمرة الولى كومونة ب اريس في ع ام 1871ثم مرة ث انية في الثورة الروسششية فششي عشش ام 1917؛ كم ا أن كل ثورة شعبية كبيرة ،سواء الثورة اللم انيششة فششي 1918-23أو الثششورة السششب انية فششي 1936أو الثششورة اليرانية في ،1979ع ادةً م ا يظهر فيه ا ميوًل في اتج اه بن اء شكل جديد للحكم. إل أن التخلص من آلة الدولة القديمة يطرح على الفور السؤال الت الي :م ا الذي سيحل محله ا؟ وتميل الن اركية إلى الغموض الشديد في التع امل مع هذه النقطة .إل أن الج ابة الوحيدة علي هذا السؤال والمتسقة مع مب ادئ الن اركية هي أن الدولة القديمة ل بد أن ُتستبدل في الح ال بمجتمع ُيحكم ذاتًي ا بدون دولششة ،وليششس بششه حكومششة أو سلطة مركزية. وهن ا يفقد الموقف الن اركي كل النفعية والواقعية. فمن وجهة النظر الم اركسية ،يمكن أن نقول أنه في المدى الطويل ستفقد الدولة وظ ائفه ا فتذوي وتختفي ككيشش ان كمشش ا نعرفه ا الن بعد انتص ار الشتراكية بشكل نه ائي علشى المسشتوى الشدولي واختفش اء الطبقش ات والصششراع مش ا بينهش ا ووصشول مستوي ات النت اج إلى درجة تغطي ضروري ات الحي اة ،فيصبح مسلك العمل من أجل الص الح الع ام طبيعة بشرية ث انية. أم ا أن تقترح الن اركية ،والثورة ج ارية ،في لحظة يكون نج احه ا معلق من شعرة ،أن تتوقف الطبقة الثوريششة فششي الحشش ال واللحظة عن اللجوء لستخدام القوة المنظمة بواسطة جه از دولة يعبر عن المص الح الثورية فهذا أمر مختلف. هذا سيؤدي إلى ك ارثة لسببين أس اسيين؛ السششبب الول أنششه ل يضششع فششي الحسششب ان المق اومششة الششتي ل محشش ال وأن تبششديه ا الطبقة الح اكمة القديمة .إن الصراع الطبقي ل ينتهي بنج اح النتف اضة لنه يتضح من ت اريخ كل الثورات أن الطبقة الح اكمة لن تتوارى عن فعل أي شيء من أجل الحتف اظ ب السلطة التي م ازلت في أيديه ا بل أو كذلك لتستعيد السششلطة المفقودة .ونظًرا لعدم احتم ال حدوث ثورة ع المية متزامنة ،ل بد أن يوضع في العتب ار أن البرجوازية التي أخرجت مششن الحكم ستلقى الدعم من حكوم ات وقوى رجعية في الخ ارج. على الثورة الن اجحة أن تتوقع كل شيء من الطبقة الح اكمة ،من عرقلة بيروقراطية إلى تخريب للقتص اد حتى المق اومة المسلحة والره اب والحرب الهلية إلى التدخل العسكري الجنبي .وهل يستطيع شعب ثشش ائر أن يشدافع عشن الثششورة ضششد أعم ال للثورة المض ادة كهذه بدون مس اعدة مليشي ات أو جيش من العم ال وبدون أي نوع من النظشش ام القشش انوني لضششم ان احترام إرادة الشعب وبدون نظ ام مركزي لتخ اذ القرار وللسلطة أي بدون إق امة شششكل ثششوري لسششلطة الدولششة؟ ل ،لششن يستطيع. وأحداث س ابقة كثيرة في الت اريخ تثبت ضرورة وجود دولة ثورية لفش ال الثورة المض ادة .لكن دعون ا نأخذ مث ال افتراضًي ا؛ دعون ا نفترض أن ثورة في فرنس ا تصدى له ا تمرد من الجن اح اليميني مركشزه مدينشة مرسشيلي ا ،علشي سشبيل المثش ال ،مشع حدوث هجم ات علي يد عص اب ات يمينية من الشم ال الشرقي الفرنسي مدعومة من الحكومتين اللم انية والمريكية .في ح الة مثل هذه ،ومن أجل أن تدافع الثورة عن نفسه ا ،عليه ا أن تتخذ قرارات بشأن القوات التي ستركزه ا فششي الشششم ال الشرقي والتي سترسله ا إلى مرسيلي ا ،وكيفية توصيل المدادات والسلح له ا .سيكون هذا القرار لزام ا قششراًرا مركزيشش ا ل بد أن تتخذه حكومة مركزية ،والخف اق في التنسيق بين قرارات كهذه هي ببس اطة وصفة للهزيمة.
أم ا السبب الث اني لهمية وجود دولة ثورية هو لق امة نظ ام اقتص ادي جديد .ستأتي نض الت الجم اهير بمب ادرات ه ائلة مششن أسفل في شكل احتلل المص انع وسيطرة العم ال على الصن اعة وإق امة تع اوني ات للتوزيع ،إلخ ،ولكن تظل الدولة ل غنششى عنه ا في هذه المرحلة المبكرة. منتزعة مششن الرأسششم اليين؛ إن لششم تتملكهشش ا الدولششة الجديششدة ولكششن ال والمص انع القط اع ات أنظروا مثل إلى مشكلة ملكية ُ َتملكه ا عم ال كل شركة على حدة فلن يؤدي ذلك إلى إع اقة التع اون والتخطيط فحسب بل وإلى تنشش افس مواقششع العمششل س المختلفة مع بعضه ا البعض ،مم ا سيقسم الطبقة الع املة وذلشك فشي ذات اللحظششة الشتي تكشون هشذه الطبقشة فشي أ َ مش ْ الح اجة للوحدة. أو لنأخذ مث ال عملية تسيير سكك الحديد والذي استشهد به فريدريك إنجلز وهو يج ادل الن اركية من أكثر من 138سششنة فكتب: ض ا يكون التع اون بين عدد مطلق من الفراد ضروري ويجب أن يتم في س اع ات محددة بدقة حتى ل تقششع حششوادث. هن ا أي ً ض ا يكون شرط العمل هو إرادة مهيمنة تسوي كل السئلة الث انوية سواء تمثلت هذه الرادة في منششدوب واحششد أو وهن ا أي ً i لجنة واحدة مكلفة بتنفيذ قرارات أغلبية من الشخصي ات المعنية. حجج ل تزال ص الحة اليوم .فقد يكون عدد العم ال ه ائل في كل مك ان ،في لندن وم انشستر في بريط اني ا واضح أن هذه ال ُ أو ه امبرج وبرلين في ألم اني ا أو الق اهرة والسكندرية في مصر ،لكششن وضششع جششداول مواعيششد للقطشش ارات أو بنشش اء خطششوط سكك حديد جديدة أمر يتطلب تفعيل عملية تنسيق ع ام أو مم ارسة سلطة ع امة من نوع م ا .وإذا فكر العم ال في تحديد ح ا. ح ا وإلح ا ً مس ائل مثل الدرج ات الوظيفية والقدمية تصبح الح اجة لوجود سلطة م ا أكثر وضو ً م ا في مرحلة لحقة عنششدم ا يكششون ملئ ول يكفي أن ُنعلن أن المص انع ببس اطة ستكون ملك كل المجتمع ،وهذا قد يكون ً متح اربششة – و شة ش متع ارض ش ات ش وفئ طبق ات هن اك مجتمع موحد بحق ،ولكن أثن اء مجري ات الثورة يظل "المجتمع" منقسم بين ُ ُ ولذلك تظل من الضرورة بمك ان أن يستخدم المجتمع الثوري والطبقششة الع املششة مؤسسشش ات مركزيششة ُتمثششل وتششدافع عششن مص الحه ا بشكل ح اسم. أو لنأخذ كمث ال أخر مسألة العش اطلين والمرضششى وغيرهششم ممششن يعيشششون ح الًيش ا علشى الع انش ات الحكوميششة .فشي مجتمشع اشتراكي )أو أن اركي( ك امل التطور ستختفي ظ اهرة البط الة وسششتوزع البضشش ائع والخششدم ات حسششب الحتيشش اج .ولكششن فششي أعق اب الثورة مب اشرة سيظل المليين من المعتمدين على إع ان ات الدولششة موجششودين وسششيموتون جوعًشش ا إن لششم ُيصششرف لهم ،وبشكل منظم ومركزي ،الطع ام والخدم ات .وتلك الع ان ات تقتطع من الضرائب المفروضة على أصششح اب الرواتششب من الشعب ،ولذا يجب أن تكون هن اك هيئة مركزية م ا تم ارس سلطة تحصيل الضرائب في أس ابيع وأشهر م ا بعد الثورة .ولذا ل بد من وجود دولة في الفترة التي تعقب الثورة. دا علي أن معتم ً يكمن ضعف الن اركية في هذه النقطة الخطيرة لنه كثيًرا م ا يتطبع تصوره ا للثورة ب الروم انسية ويكون ُ كل المش اكل تحل فوًرا ب النواي ا الحسنة بعد "اليوم العظيم" أي بعد انتص ار الثورة .ويفشل العتم اد على قوة دفع النواي ا الحسنة في تفُهم ُمعضلة أس اسية في عملية التغيير الثوري وهى أنه على الرغم من أن المليين من العم ال الذين يش اركون في الثورة لتغيير المجتمع يتغيرون أنفسهم ،حيث ينضج وعيهم السي اسي والجتم اعي ويتطور شعورهم بذاتهم كجزء من جم اعة بشكل كبير )وهي التحولت الفكرية التي ل يمكن بدونه ا أن يتم بن اء مجتمع جديد( إل أنششه يسششتحيل أن تحدث عملية التحول بشكل ش امل ومتس اوي علي الفور. ل يمكن أن يحدث التحول الفكري عند كل المضطهدين بشكل ك امل وآلي في عملية الثششورة لسششبب بسششيط أل وهششو أن القط اع ات المختلفة من الطبق ات الع املة ل يمكن أن تكون كله ا منخرطة في الصراع من أجل التغيير ب الدرجششة نفسششه ا، وبعضه ا قد ل يتأثر ب الصراع أصل ،وينطبق هشذا أيضش ا بشل وبدرجشة أكشبر علشى الملييشن مشن الششرائح الشدني ا مشن الطبقشة الوسطى .فلمدة زمنية بعد نج اح الثورة ستتواجد شرائح من الشعب تظل تحمل نظرة ع امة للشششي اء أو لقضشش اي ا معينششة متأثرة ب الفك ار القديمة أو ت ابعة للطبقة الح اكمة القديمة .وسيجب إخض اع تلك الشششرائح أحي ان ًشش ا ،ق انون ًشش ا إذا لششزم المششر، على قبول قرارات الغلبية وسيستلزم هذا وجود دولة عم ال. وتشبه ضرورة فرض الطبقة الع املة لسلطته ا الجديدة في هذه الح الة المركبة في بداي ات الثورة من خلل دولتهم ،من حيث المبدأ ،ضرورة أن تمنع أي مجموعة من العم ال المضربين في ظل النظ ام الرأسم الي أي أقلية من بين صفوفهم تريد كسر الضراب .ففي التحليل الخير ،تعتبر دولة العم ال بعد نج اح الثورة بمث ابة الح ائط الرئيسي لحم اية هذه الثورة. إل أن بعض الن اركيون سيقولون أن استمرار وجود كي ان دولة بعد الثورة سيعني أن نخبششة متمتعششة ب امتيشش ازات ستفسشده ا السلطة وسرع ان م ا ستتحول إلى ط اغية جديد .إل أن في هذا تج اهل لحقيقة أن الطبقة الع املة أظهرت مراًرا وتكششراًرا قدرة على خلق هي اكل سلطة ثورية تختلششف كليششة ،فشي الششكل والمضششمون ،عشن الدولششة الرأسشم الية القديمشة ،وتتسشم ب الديمقراطية والمس اواة. علي سبيل المث ال ،فقد أقرت دولة العم ال المصغرة في تجربة كومونة ب اريس ع ام 1871مبدأ أن تكون كل المن اصششب الع امة في المجتمع ب النتخ اب ،وأن ل ُيتق اضى أي فششرد مسششئول أكششثر مششن أجششر الع امششل ،وأن يكششون المنتخبششون عرضششة لسحب الثقة والتغيير الفوري من الق اعدة .وهذا من شأنه تحجيم مح اولة المتسلقين في القفز على المن اصب إلششى حششد دا عن تلك التي انتخبوا لتمثيله ا. كبير ،ويس اعد على منع الممثلين المنتخبين من البحث عن مص الح فردية بعي ً أم ا السوفييت أو مجلس العم ال ،والذي طوره العم ال الروس لول مرة في س ان بطرسبورج في ثورة ع ام 1905ثم انتشر في كل روسي ا في ثورة ،1917فك ان يتم فيه انتخ اب المندوبين في كل مجلس مششن مواقششع العمششل المختلفششة، وعزز السوفييت تمركز السلطة في يد القواعد حيث ك ان المندوبين مسششئولين أمشش ام جمعيششة ع امششة للعمشش ال فششي أمشش اكن عملهم تجرى فيه ا المن اقش ات والمداولت الديمقراطية وعملية اتخ اذ القرارات. وتتفوق الديمقراطية العم الية نوعي ا على الديمقراطية البرلم انية .فمششن الصششعب علششى المنتجيششن والعمشش ال كنشش اخبين فششي الدائرة البرلم انية ،وهي منطقة ليست بصغيرة جغراف ًي ا ،السيطرة على تصرف ات ن ائب البرلمشش ان ،ول يسششتطيعون إقشش الته حتى إذا خرق هذا السي اسي كل وعود النتخ اب ات أو إذا غير ولءه السي اسششي ،لن النشش اخبين فششي الديمقراطيششة البرلم انيششة دا أو مجموعة من الفراد المنعزلين عن بعضششهم البعششض ولششذا فهششم ل يشششكلون إرادة مجتمعششة ول يتخششذون قششراًرا موحش ً جم اعي ا.
ومثشش ال ممتشش از علششى ذلششك النتخ ابشش ات الع امششة فششي بريط انيشش ا سششنة ،2010حيششث صششوت فيهشش ا ملييششن النشش اخبون لحششزب الديمقراطيين الليبراليون الليبرالي علي أمل إبع اد حزب المح افظين اليميني الذي يتزعمه دافيد كشش اميرون عششن الحكششم، فإذ ب الديمقراطيين الليبراليين يشكلون ائتلف ا مع حزب المح افظين اليميني أمشش ام أعيششن النشش اخبين ،ليطلششق الحزبشش ان معشش ا هجمة قوية على المكتسب ات الجتم اعية للعم ال والفقراء .ولم يسششع النشش اخبون فعششل شششيء لمششدة أربعششة سششنوات ،لعششدم إمك انية العمل علي تغيير البرلم ان في تلك الفترة ،بعدم ا يكون قد وقع الضرر. أم ا مع وجود مج الس عم الية ُمنتخبة في أم اكن العمل فلن يتطلب المر سوى عقد اجتم اع في مك ان العمل وسحب أي ممثل أو مندوب للعم ال يخرق القرار الجم اعي للق اعدة. أحي اًن ا ُيعترض على هذا نظ ام بأنه غير ديمقراطي لستبع اده من ل مك ان عمل لهم – ك الع اطلين والسجن اء والع املون من من ازلهم وغيرهم .ولكن المر غير ذلك .ب افتراض أن مج الس العم ال ستكون مقراته ا في مواقع العمل ،حيث تتركز القوة قششل ،اتحشش ادات العشش اطلين عششن العمششل والمتق اعششدين ومجموعشش ات منتجين ،فم ا م انع أن يحضر ممثليششن مششنِ ،لن ُ الجم اعية لل ُ المستأجرين والسك ان وغيره ا ،بل يمكن ويجب تمثيل كل فئ ات الشعب عدا الستغلليين والف اشيين في هذه المج الس. ب الض افة إلى أن أغلب الظن أن هذه المج الس ستشمل عد ًدا من مختلف الحزاب والتشكيلت الششتي تمثششل اتج اهشش ات أو أطي اف مختلفة لراء س ائدة بين الع املين .وهذا المشروع ليس على الطلق مشروع دولة أح ادية الحششزب أو دكت اتوريششة، بل على العكس ستكون هذه الدولة أكثر ديمقراطية وتسييًرا لمش اركة الجم اهير من الطبقة الع املة الع ادية بمراحل من النظ ام البرلم اني. ومنذ الثورة الروسية ظهرت مج الس عم ال أخرى في الثورة اللم انية فششي 1918-19وإيط اليشش ا فششي 1920والمجششر فششي ،1956وبشكل جنيني في تشيلي في 1972وإيران في 1979وبولندا في .1980وك ان من الممكن أن تتطور اللج ان ض ا في هذا التج اه. الشعبية لحم اية الثورة التي برزت وقتي ا خلل الثورة المصرية في 2011أي ً ق ا لخطة مسبقة إنمشش ا تنشششأ تلششك الشششك ال تلق ائي ًشش ا مششن رحششم الصششراع ،وهششي الشششكل وتأسيس مج الس العم ال ل يتم وف ً المنطقي للتنظيم التي تعتمد عليه الطبقة الع املة عنششدم ا يششدخل صششراعه ا فششي طششور تحششدى النظشش ام ككششل ،وتمثششل هششذه المج الس مركز دولة العم ال الجديدة التي ستحل محل الدولة الرأسم الية القديمة ،وتمثل نقطششة بدايششة مرحلششة انتق اليششة إلى مجتمع بل طبق ات تتلشى فيه ا الدولة كم ا نعرفه ا. تتمحور النقطة الفيصلية في كل م ا سبق أعله أنه ل يوجد أدنى ريب أن الدولة ليست بمؤسسة أبدية ،كمشش ا أنهشش ا ليسششت مجرد "هفوة" أو "فكرة سيئة" استقرت بطريقة م ا في أذه ان النس انية لتسيطر علين ا على مششدار الت اريششخ حششتى وصششلت الن اركية إلى المشهد لتفصح للبشرية عن عدم الح اجة له ا .ف الدولة كي ان تقتضيه ظروف اقتص ادية واجتم اعية معينة – أو له ا وأهمه ا تقسيم المجتمع إلى طبق ات مع ادية لبعضه ا البعض حيث تكمن ضرورة وجود الدولة فشي تشدني مرتبشة القشوى المنتجة التي تسمح بتحقيق الكف اية المستدامة للجميع – ول يمكن إلغ اء الدولة قبل أن تتغير هذه الظروف الق ائمة ،كم ا أن تغيير هذه الظروف يلزم وجود شكل ثوري جديد للدولة لفترة من الزمن. القيادة دائ ًم ا م ا يعلن الن اركيون عن رفضهم لفكرة القي ادة في المطلق وهذا أمر مفهوم .فط المشش ا ظنششت الطبقششة الح اكمششة فششي المجتمع الرأسم الي أنه ا ولدت لتقود الجميع ،وصفة "القي ادة" هي من أولى السم ات التي تح اول أن تغرسه ا هذه الطبقة في نشئه ا في المؤسس ات التعليمية النخبويششة المختلفشة ،وفشي هشذا السشي اق ارتبشط مفهشوم القيش ادة فشي أذهش ان الكثيرين ب العجرفة والسطوة والمتي ازات ،وللن اركيين الحق في استنك ار هذا المفهوم المتع الي. كم ا ل تقدم قي ادات اليس ار في حركة العم ال والنق اب ات المهنية صورة أكثر زهوا في مم ارس اته ا "القي اديششة" .فعلششى مششدار مشش ا اشششتراكي ا" أو "زعيمشش ا ديمقراطي ًشش ا اشششتراكي ا" مرادفش ا ً القرن العشرين ووصول إلى هذا القرن ،ب ات كششون الفششرد "زعي ً للوسطية والتسلق الجتم اعي .والمس ار المعتشش اد لبعششض النشششط اء أن يبششدأ فششي كسششب دعششم القواعششد الشششعبية بخطشش اب وسي اس ات تبدو راديك الية حتى يسطع نجمه شيئ ا فشيًئ ا ويتجرد من المبشش ادئ فششي الطريششق حششتى يششبرز هششو)أو تششبرز هششي( كعضو أصيل في النخبة السي اسية بم ا يص احب ذلششك مششن مظشش اهر الملبششس النيقششة والسششي ارة بسشش ائق والراتششب المجششزي والعلق ات في أو س اط العم ال وغيره ا من المكتسب ات التي ل تحصششى ،ليصششبح هششذا الراديكشش الي السشش ابق أسششيًرا للنظشش ام الذي أراد أن يغيره في البداية. والمر ل يختلف كثيًرا ب النسبة لقي ادي النق اب ات العم الية .فمنذ لحظششة تقلششده منصشًب ا نق ابيشش ا يششترك هششذا الشششخص ظششروف العمل في المصنع الق اسية وراء ظهره وينتقل إلى مكتب مريح .ول يعود أجره وس اع ات عملششه مرتبطششة بششأجر وسشش اع ات عمل من يمثلهم ،ويبدأ في مراكمة المتي ازات .وتدفعه طبيعة وظيفته ودوره النق ابي في الوس اطة بين العمشش ال والدارة تدريج ًي ا لقض اء وقت أطول مع أصح اب الشركة من مع العم ال .ويصبح شبح الوقوع في مم ارس ات الفس اد السي اسي ،إن لم يكن كذلك الم الي ،أمر ل يمكن تف اديه تقريًب ا .وقبل أن يمر وقًت ا طويل يبدأ هششذا النقشش ابي فششي النظششر إلششي المن ازعشش ات والضراب ات على أنه ا "مش اكل" يجب حله ا وليست مع ارك يجب كسبه ا ،ويركن إلي مفهوم أن أفضل طريقة لحلهشش ا هششي التف اوض للوصول إلى أقل صفقة يمكن أن تقبله ا العم الة ب المخ ادعة والترهيب. هذا النوع من القي ادة النق ابية ُيعتبر ك ارثي على المستوى السي اسي ،ففي أو ق ات الثورات الكبيرة وعندم ا تبدأ الجمشش اهير الح اشدة من عم ال أن تشترك وأن تأخذ زم ام المور في أيديه ا تح اول هششذه القيش ادات بشششكل فطششري أن تهشدئ الجشواء وتعيده ا إلى مجراه ا المعت اد حتى وإذا ك ان هذا يعني خي انة القضية التي يفترض أن يمثلوه ا. وأحداث م ايو 1968في فرنس ا تصلح مث ال كلسيكي على الدور الذي قد يلعبه هذا النوع مششن القيشش ادات الك ارثيششة .ففششي حين انفجرت حركة عفوية مدهشة للطلب والعم ال ضد نظ ام تش ارلز دي جول وتطورت إلي مع ارك جم اهيرية ح اشدة في شوارع ب اريس وعملي ات احتلل ق ام به ا الطلبة ،وإضراب ع ام على مسششتوى البلششد لعشششرة ملييششن ع امششل مششع وقششوع احتلل للمص انع ومواقع العمل في عدة أم اكن -أنهمك "القشش ادة" ،الششذين كشش انوا آنششذاك بشششكل أس اسششي منتميششن للحششزب ممكن أن تتحششول إلششى ثششورة، الشيوعي الست اليني والنق ابة الع امة للعمل ،CGTفي تقليص هذه الحركة ،التي ك ان من ال ُ إلى مجرد سلسلة من المط الب المتواضعة خ اصة ب الجور وظروف العمل ،وسعت هذه القي ادة علي إع ادة الجميع إلششى مواقع عملهم بأسرع م ا يمكن.
من السهل أن نستنتج من خبرات كهذه ،وهي خبرات تكررت في ت اريخ صراع الطبقة الع املة والحركة الثورية مرة بعششد الخرى ،أن فكرة القي ادة في حد ذاته ا خطأ ويجب التخلص منه ا .ولكن ،لسوء الحظ ،يقترن بهذا الموقف مشكل ل حششل له أل وهو أن القي ادة واقع ضروري في الحي اة والنض ال :واقع ل ينبثق عن فكرة خ اطئة في أذهشش ان النشش اس ،أو مششن شششر فطري في البعض ،أو من هي اكل تنظيمية معينة ،ولكن واقع أن الن اس تختلف في خبراته ا العملية والفكرية ومن ثم فششي مستوى وعيهم السي اسي ودرجة التزامهم ومعرفتهم وشج اعتهم ونض اليتهم ،إلخ. ففي كل موقع عمل وكل نق ابة عم الية وكل حملة في ج امعة تجد من هو أقدر وأكثر استعداًدا من غيره لتحمل مسئولية المه ام اللزمة ،من إلق اء الكلمة الرئيسية للتعبئة أو مت ابعة ق ائمة العن اوين أو مت ابعة المور الم الية ،وم ا هششو أهششم ،تقششديم رؤية سي اسية م ا للخرين للتقدم إلى الم ام. وسنجد حتى في أكثر الضطراب ات والمظ اهرات والضراب ات والنتف اض ات "عفويششة" ،تلششك الششتي لششم يسششجل لهشش ا الت اريششخ قي ادة أو تنظيم رسمي ،هي اكل قي ادية غير رسمية مثل الشخص هتف "إلى الم ام" في اللحظة الح اسمة والشخص الذي تقدم إلى الصفوف الم امية وك ان أول من ألقي الحج ارة ،إلخ. وواقع الوجود الدائم لقي ادة م ا ينسحب على الن اركية كذلك .فمهم ا استنكر الن اركيون فكرة أو ضرورة القي ادة ف الحقيقة أن الحرك ات الن اركية ط الم ا ك ان له ا قي ادات وأن ت اريخ الن اركية ،كت اريخ الشششتراكية ،يمتلششئ بشش الرموز الن اركيششة القي اديششة: برودون وب اكونين وكروبوتكين في القرن ال 19وم اخنو وجولدم ان ودوروتي في القرن ال 20وحتى داني ال كون بنششديت في العقود الخيرة. أن ترفض الحرك ات الن اركية على المستوى الرسشمي مثل العشتراف بحقيقشة "وجشود" قيش ادات ل يخفشف المششكلة بشل ُيعقده ا .هذا يعني أن القي ادات الن اركية )غيششر المنتخبششة رسششمًي ا( ل يمكششن زحزحتهششم مششن المنصششب أو إخضشش اعهم لرق ابششة ديمقراطية .ويعني أن الحرك ات الن اركية تظل تحت رحمة قي ادات نصبت نفسشه ا للبشد ،أو حششتى قيش ادات اخت ارهش ا العلم )فأكثر الحرك ات الطلبية التلق ائية في ستيني ات القرن العشرين ع انت بشدة من هؤلء "النجوم" الششتي صششدرهم العلم(. من غيشر الدارسششين ،يسششتطيع اليششوم منِ ، وعدد الحرك ات الن اركية التي لم ُتعرف ت اريخًي ا إل بأسم اء ق ادته ا مدهش فعل .ف َ أن ُيسمي السم الرسمي لحركة الن اركي ب اكونين أو حركة الن اركي م اخنو الروسي أو دوروتششي اليطشش الي؟ أمشش ا الحششزب الشيوعي والممية الولى أو الحزب البلشفي ب المق ارنة فمعروفين نسبًي ا بشكل جيد على مستوى اليسشش ار وليششس فقششط من خلل قي اداتهم مثل م اركس ولينين أو تروتسكي. وإذا ك انت الن اركية ع اجزة عن حل مش اكل القي ادة الخ اصة به ا فلن تقدر أيض ا على حششل مششش اكل القيشش ادة علششى مسششتوى الطبقة الع املة بأكمله ا والتي ظلت ت اريخًي ا في يد الديمقراطية الشتراكية الصلحية أو الست الينية – المر الذي أدى إلى خي ان ات وهزائم ل تحصى من انزلق الممية الث انية إلشى النزعشة القوميشة فشي دعشم الحشرب المبري اليشة فشي 1914إلشى الستسلم لهتلر في 1933حتى توني بلير واعتن اق أحزاب العم ال الصلحية في الغرب بشششغف لسي اسشش ات الخصخصششة والليبرالية الجديدة وتأييده ا لجورج بوش والحرب على العراق ،إلخ. نعم ،يشكل مجرد وجود الن اركية إزع اج ا أمشش ام هيمنششة هششذه القششوى .وتحشش اول الن اركيششة بأعمشش ال نشششر الكتششب والكتيبشش ات والوراق والمنشورات أو حتى إلق اء الخطب التأثير على اليس ار والطبقة الع املة .إل أن بقدر م ا ترفض الن اركية مسششألة ضرورة وجود القي ادة في حد ذاته ا ،ومن ثم تفشل في النض ال السي اسي والتنظيمي من أجل قي ادة الطبقششة ،بقششدر مشش ا ل تس اهم الن اركية في تحرير الطبقة الع املة من قيش ادات السشوء الصشلحيين إنمش ا تسشهم فشي اسشتمرار هيمنشة قش ادة تلشك القي ادات. كم ا لن ُتجدي مح اولة الن اركيين دفن الموضوع بعب ارات مثل "القي ادة ل تهم ،إنم ا م ا يُهم هو م ا تفعله الجم اهير" .ل شششك متم اشية مع ُنخبويته ا وفردانيته ا ع امة ،ب الغت بل حدود فششي دور القيشش ادات حششتى اخششتزلت أن النظرة البرجوازية للت اريخ ،ال ُ الت اريخ في كونه مجرد سلسلة متع اقبة من الملوك والب اطرة والجنرالت والرؤس اء .ولكششن رغششم المب الغشش ات البرجوازيششة فإن أفع ال القي ادات من شأنه ا إحداث الف ارق في الت اريخ .نعم ل تسششتطيع القشش ادة أن تستحضششر الثششورات مششن العششدم أو تخلق الحرك ات الجم اهيرية بقوة الرادة؛ نعم ل تستطيع الق ادة أن تصنع على الطلق ثورة بذاته ا ،ول يستطيع فعل ذلك إل الجم اهير .ولكن عندم ا توجد هن اك حركة جم اهيرية وح الششة ثوريشة يمكشن أن يكشون للشدور الشذي تلعبشه القيش ادات لهشذه الحركة تأثير مهم على النتيجة ،بل وأحي اًن ا يمثل هذا الدور ف ارق م ا بين النصر والهزيمة. و ُتعتبر الهزيمة الت اريخية للطبقة الع املة اللم انية وانتص ار الن ازية في الثلثيني ات مششن القششرن العشششرين مششن أكششثر المثلششة تراجيدية في توضيح الف ارق في مسألة وجود أو عدم وجود قي ادة ثورية في اللحظ ات الح اسمة في النض ال. م ا في ت اريخ الرأسم الية ،خلل سنوات صعود هتلششر إلششى م ا وتنظي ً ك انت الحركة العم الية الجم اهيرية اللم انية ،العظم حج ً منقسمة الششولء مشش ا بيششن الحششزب الششديمقراطي الشششتراكي الصششلحي ) (SPDوالحششزب الشششيوعي الحكم )ُ (1933-1929 اللم اني الست اليني ) . (KPDولو أن هذين الحركتين وحدت ا صفوفهم ا لك ان توفر لديهم ا القدرة على وقف صعود النشش ازيين. لكن رغبة الشتراكيين الديمقراطيين في تف ادي الصدام ،كم ا هي عشش ادتهم ،وأوامششر سششت الين لقيشش ادات الحششزب الشششيوعي بتركيز النيران على الشتراكيين الديمقراطيين وليس على الن ازيين ح ال دون تشكيل جبهششة متحششدة بيششن تيشش اري اليسشش ار، وس اهم كثي ًرا في صعود هتلر إلى سدة الحكم وتدمير أقوي حركة عم الية في ت اريخ الع الم. متبقشي لمشن يسششعى بجديششة فبم ا أن مشكلة القي ادة ل يمكن تج اهله ا ،ول التغلب عليه ا بمجرد التمنششي ،ف الخيشش ار الوحيششد ال ُ لتغيير المجتمع هو العمل على بن اء قي ادة ثورية حقيقية تتسم بأنه ا )أ( تخضع للسيطرة الديمقراطية لتب اعه ا ) ،ب( تق اوم الفس اد من قبل النظ ام) ،ج( وتكون ق ادرة على تحديد مس ار النض ال الصحيح إلى الم ام .أم ا التخبشط النظشري للن اركيشة في هذا الموضوع وتع ُنته ا برفضه ا مبدأ القي ادة يعني أنه ا غير ق ادرة على القي ام بهذه المه ام. الحزب
فشش ا مع ادي ًشش ا بقششوة تجشش اه الدولششة تقودن ا مسألة القي ادة الثورية مب اشرة إلششى قضششية الحششزب الثششوري .إذا كشش ان للن اركيششة موق ً م ا .فقد ك ان ل بششد تم ا العداء هذا ف ا .ومرة أخرى نتفهم مص ادر والقي ادة فمع ارضته ا لفكرة الحزب يفوق العداء الس ابق عن ً ً وأن يثير واقع أن بعض الحزاب اليس ارية ،التي زعمت أنه ا م اركسية أو لينينية أو أحزاب عم ال ،كشش انت أداة رئيسششية فششي قمع واستغلل مئ ات المليين من العم ال في الدول المسم اة ب الشيوعية بشرق أوروب ا رد فعل ع ام "معشش ادي" للحششزاب. وإذا زدن ا على هذه الحزاب الشتراكية الديمقراطية وغيره ا من الحزاب الصلحية ذات الط ابع المح افظ والبيروقراطي والنته ازي ،ب الض افة للتشرذم السخيف لبعض أشب اه أحزاب اليس ار المتطرف ،يكون من الممكن تفهم انتش ار الشكوك مة. عند الكثيرين ،ومن ضمنهم الن اركيين ،من جدوى فكرة الحزاب ع ا ً ومع ذلك يبقى تأسيس حزب ثوري من الطبقة الع املة مسألة أس اسية وضرورية لدارة الحرب اليومية ضد الطبقية ،بشل وأهم ع امل في نج اح الثورة المستقبلية. م ا شششديد التنظيششم والمركزيششة ولششذا ثمة سبب ان بسيط ان ومنطقي ان لذلك .السبب الول هو أن الطبقة الع املة تواجه خص ً يجب أن تنظم صفوفه ا حتى تنتصر .وهذا ينطبق على كل موقع عمششل وصششن اعة يششواجه فيششه العمشش ال سششلطة رأس المشش ال المركزية .ف الشششرط الول لي مق اومششة ن اجحششة هششو التنظيششم ووحششدة فعششل العمشش ال .أمشش ا العمشش ال الششذين يحشش اولون تحششدي رؤس اءهم منفردين بدون قوة منظمة جم اعية سيفصلون ببس اطة .وهذا ينطبق بدرجة أكبر علي المجتمع الشششمل حيششث يتمتع حكم الرأسم اليين بحم اية من هذه المنظمة المركزية الرئيسية :الدولة الرأسششم الية .وأي ع امششل ،مهمشش ا كشش ان وعيششه الطبقي والسي اسي ضئيل ،يدرك الح اجة للتنظيم لخوض أي معركشة طبقيشة .ولشذا فمشن يرفشض مشن النش اركيين التنظيشم برمته يحكم على نفسه ب العزل الت ام عن الطبقة الع املة. مشش ا مشش ا ينمششوا بشششكل غيششر متسشش اوي. والسبب الث اني الداعي لوجود حزب ثوري هو أن وعي الطبقة الع املة السي اسي دائ ً ف السيطرة الرأسم الية على العلم والنظ ام التعليمي والجوامع والكن ائس وغيره ا من المؤسس ات الفكريششة الششتي ل تعششد ول تحصى في المجتمع -تؤمن تأثيًرا قوًي ا لليديولوجية الرأسم الية على تفكير غ البية العم ال فشي الوقشش ات "الع اديششة" ،أي في غير أوق ات مراحل الصراع الجم اهيري الثوري. ورغم أنه من الخطأ أن نعتقد أن جم اهير العم ال بل عقل ،يصدقون بسلبية كششل مشش ا تقششوله لهششم الرأسششم الية -ف التجشش ارب التي مرت عليهم من استغلل وقمع وفقر وبط الة ،إلخ ،علمتهم غير ذلك -تظل حقيقششة أن الفكشش ار البرجوازيششة تمشش ارس تأثير قوي في صفوف الطبقة الع املة .ففي أغلب الوق ات ،نجد أن وعي الطبقة الع املة هو مزيج مششن تركيبششة متن اقضششة م ا أفك ار نقدية للمجتمشع ون ابعشة مشن خشبرة العمش ال الخ اصشة ،جنًبش ا إلشي جنشب مشع أفكش ار رجعيشة من الفك ار :فتتواجد دائ ً مفروضة على العم ال من أعلى .فنجد العديد من العم ال ،مثل ،يكرهون رؤس ائهم في العمششل ويششدركون أن هنشش اك ق انوًنش ا في المجتمع للغني اء وآخر للفقراء ،ومع ذلششك يظششل عنششد ذات العمشش ال تعصششب ا تجشش اه الجنشش اس الخششرى والمششرأة والديشش ان الخرى ،وغيره ا من الفك ار المتعصبة .ونجد أن بعض العم ال قششد يحمششل أفكشش ار من اهضششة للعنصششرية ومششع المسشش اواة بيششن الجنسين ومع ذلك ،وفي ذات الوقت ،يؤمن نفس العم ال أن الفوارق الطبقية هي أمر قدري .ففششي الوقشش ات الع اديششة ل تجد في أي مجتمع رأسم الي سوى قلة قليلة من العم ال ترفض الفك ار الرأسم الية بإصرار وبشششكل دائششم ،وتجششد أغلبيششة الطبقة الع املة تحمل أفك ارا متن اقضة ومتض اربة ومركبة. ونظ ًرا للوجود المزمن لهذا الوعي المتن اقض داخل صشفوف العمش ال يصشبح مشن الضشروري وجشود تنظيششم سي اسشي يضشم القلية الواعية سي اس ًي ا من العم ال )الطليعة( ويشكل منهم ق اعدة للنض ال من أجل نشششر الفكشش ار الثوريششة بششداخل حركششة الطبقة الع املة الشمل والمضطهدين في المجتمع ككل. ولهذا السبب تظل الستراتيجية التي يعتمده ا عدد كبير مششن النشش اركيين النقشش ابويين ،وهششم تيشش ار مششن النشش اركيين المششؤمنين متقبلين لح اجة هذه الطبقة في التنظيم بشششكل عشش ام ،فششي بفكرة أهمية دور الطبقة الع املة في عملية التغيير الثوري وال ُ الستكف اء ببن اء "نق اب ات ثورية" و"إتح اد نق ابي ثوري يشمل كششل عمشش ال العشش ام" مششع رفششض بنشش اء "حششزب سششلطوي" ،تظششل إستراتيجية ق اصرة .ورغم أن فكرة بن اء "إتح اد نق ابي ثشوري عش المي" قشد تمثشل خطششوة إلشى المش ام ب المق ارنششة ب الن اركيششة الفردية لنه ا على القل تح اول أن تدخل في علقة مع الطبقة الع املة علي عكس النشش اركيين الفردييششن إل أنهشش ا ل تششوفي ب الغرض في نض ال العم ال من أجل التغيير الثوري. ف النق اب ات العم الية في الس اس هي منظم ات جم اهيرية شكله ا العم ال للمس اومة والتف اوض على الجور وظروف العمل والتن ازع عليه ا في إط ار العلق ات الرأسم الية للنت اج وليس لتج اوزه ا .وللقي ام بهذه الوظيفة ل بد أن تكششون عضششوية هششذه النق اب ات واسعة وش املة بقدر المستط اع .والوضع المث الي أن تضم النق ابة بين صفوفه ا كل الع املين فششي مكشش ان عمششل أو حرفة أو صن اعة م ا عدا العم ال من ك اسري الضراب ات أو الف اشيين .وب الت الي ،ومم ا ل مفر منه ،أن تضم النق اب ات أعششداًدا غفيرة من العم ال ُمشوشي الفك ار وأصح اب المواقف الرجعية الصرفة تج اه العديد من القض اي ا. ولذلك يجب أن يكون هن اك مستوى إض افي من التنظيم العمشش الي غيششر النق ابشش ات أل وهششو الحششزب السي اسششي الششذي يقششود معركة نشر الفك ار الثورية والستراتيجية الثورية وين اضل من أجل تقديم القي ادة الثورية داخشل النق ابش ات ،وكشذلك داخشل منتمين للنق اب ات أو لم اكن عمل محددة )الع اطلين والطلب ورب ات البيوت وغيرهم(. قط اع ات المجتمع من غير ال ُ والن اركيون الذين يدركون أهمية النض ال المنظم من أجل الفك ار الثورية والذين يقومون بنشش اًء عليششه بتأسششيس منظمشش ات أن اركية خ اصة بهم ،هم في الحقيقة يشكلون أحزاب أن اركية ولكن بمسمي ات جديدة .ول يعتبر عدم اعششترافهم بهششذا علن ش ا ً بميزة ُتمكنهم من تف ادي المش اكل التي تقع فيه ا المنظم ات الحزبية التقليديششة ،إنمشش ا ُيمثششل ضششعف ُيضشش اف إلششى ارتبشش اكهم بخصوص مسألة الحزب ومسألتي الدولششة والقيش ادة ،ممشش ا يمنعهششم مششن التوصششل لسششتراتيجية متم اسششكة أو بلششورة فكشرة واضحة لدور وهي اكل المنظمة الخ اصة بهم. أن الح اجة إلى تنظيم الطبقة الع املة وتطوير وعيه ا المتف اوت من خلل نض ال حزب سي اسي ثوري يضم طليعششة الطبقششة ضرورة ل ينفيه ا إل من يحملوا رؤية روم انسية عن "نق اء العم ال الثوري" الذي ل وجود لششه .وهنشش ا فشش الرد المعتشش اد والكششثر ميشش ا تقششع فششي البيروقراطيششة والُنخبويششة والسششلطوية استخدام ا من الن اركيين هو أن سجل الحزاب الثوريششة يششبين أنهشش ا حت ً مقترحة هذا المنحى هي الخرى؟" ال أحزابكم تأخذ وشرور أخرى كثيرة من هذا القبيل ،ويسأل الن اركي" :وم ا ضم ان أل ُ
ب الطبع ل يمكن أن يكون هن اك ضم ان ك امل أو أكيد لنتص ار الثورة أو عدم بقرطة أي حزب ثوري أو حتى نج اح مظشش اهرة أو إضراب ،بل وأي ضم ان حتى لنج اح الن اركية نفسه ا في أي شيء .والسبيل الوحيد للتع امل بتعقل مششع هششذه المشششكلة هي أو ل أن نتوصل لسبب فس اد هذا العدد من المنظم ات والحزاب العم الية ،ثم ث انًي ا البحث في كيفية الوق اية منه. والتفسشيرات المعتش ادة الشتي يقشدمه ا النش اركيون لفسش اد الحشزاب هشي إمش ا "نهشم السشلطة الفطشري" عنشد القيش ادات ،أو "السلطوية المتأصلة للشك ال اللينينية للتنظيم ك المركزية الديمقراطية". أم ا التفسير الول عن "نهم السلطة الفطري" فهو تفسير ممكن تعميمه على مقدمه وليس فقط علششى مششن ينتقششدهم. فإذا كن ا نتحدث عن وجود ميول "فطرية" فس ُتفسد هذه الميول ليس فقط أي إتح اد أو مجموعة أو منظمة أو مجتمع بل ض ا ق اصر .ف التجربة الت اريخية تؤكششد حول دون تحقق الن اركية ذاته ا .وأم ا التفسير الث اني عن "سلطوية اللينينية" فهو أي ً ست َ ُ َ أن الفس اد البيروقراطي لم يحل فحسب على الحزاب اللينينية إنم ا حل على ك افة أنواع المنظمشش ات العم اليششة بمشش ا فيهشش ا الحزاب الصلحية الجم اهيرية والتح ادات النق ابية وكذلك على الن اركيين النق ابويين. وعلى النقيض من هذين التفسيرينُ ،يرجع الم اركسششيون ميششل الحششزاب للفسشش اد إلششي الضششغوط الششتي يم ارسششه ا المجتمششع الرأسم الي على منظم ات العم ال التي تنشأ في وسطه ا؛ وتم ارس الرأسم الية هذه الضغوط على مستويين :فمن ن احية، ُيصِعب الستغلل والقمع والعمل في عزلة -والذي تفرضه الرأسم الية علشى ع امشة العمش ال -تنميششة مش ا يلشزم مشن ثبش ات مضشطرد علشى مفسشد ُ ووعي عند العم ال للسيطرة على قي اداتهم؛ ومن ن احية أخرى ،تمش ارس الرأسشم الية بطبيعتهش ا أثشر ُ القي ادات بم ا يفضى للتفرقة بينهم وبين ع امة العم ال إم ا مب اشرةً أو بشكل غير مب اشر. لهذا التفسير أهمية خ اصة في تعليل لم ا هو دون شك أسوأ ح الة تدني في ت اريخ الحركة الثورية وهو تحول البلشفية في روسي ا إلى الست الينية .فمن ن احية ك ان لضغط الرأسم الية الع المية على الثورة الروسية ،الذي ج اء في شكل حرب أهلية ُفرضت من الغرب وبمس اندته ،أثر ُمدمر على الطبقة الع املة الروسية التي صنعت ثورة .1917ك انت هذه الطبقششة قششد وصلت في ع ام 1917إلى قمة درج ات الوعي والثقة في الشذات ،ثششم تحطمششت هششذه الطبقششة بفعششل الحششرب والمج اعششة والوب اء والنهي ار القتص ادي الت ام بين 1921 1918فلششم تسششتطع علششى السششتمرار فششي مم ارسششة حكمهشش ا الششديمقراطي الصحي ولم يكن هن اك مفر في النه اية من بقرطة القي ادة البلشفية .ومن ن احية أخرى ،فلقد َدفع ضغط الرأسم الية على القي ادة البلشفية ،التي انحشدرت إلشى طش ابع بيروقراطششي ُيرمشز إليششه ب السششت الينية ،إلشى تخليهش ا عشن توجههش ا الصششلي إلشى إستراتيجية الثورة الع المية ك الطريق الوحيد الذي ك ان يمكن أن ينقذ الثورة ،وانخراطه ا بدًل من ذلششك فششي التنشش افس مششع الرأسم الية الغربية بشروطه ا من خلل إق امة دولة استغلل رأسم الية مشن أجشل تراكشم رأس المش ال التن افسشي والقضش اء ii الت ام بنه اية عقد العشرين ات على دولة العم ال الوليدة في روسي ا. ض ا ،حتى وإن عملت في ظششروف مختلفششة تم اًمشش ا ،عششن سششيطرة البيروقراطيششة الدائمششة علششى مثل هذه الضغوط تسفر أي ً النق اب ات والنواب البرلم انيين المحترفين على الحزاب الصلحية. فكيف إذن يستطيع حزب ثوري أن يحمي نفسه من هذه الضغوط الف اعلة على الدوام فششي المجتمششع الرأسششم الي؟ َثمششة أربعة تدابير أس اسية: على الحزب أن ينخرط في نض الت الطبقششة الع املششة اليوميششة ،فهششذه هشي العلقششة الششتي تخلششق الضششغط المضشش اد لضششغط الرأسم الية .وعلى النقيض تعتمشد الحشزاب الصشلحية فشي الحفش اظ علشى قواعشده ا علشى سشلبية العمش ال ،فشي حيششن أن المجموع ات العصبوية ل تقيم علقة مع الطبقة الع املة أصل. على الحزب أن يلتزم التزام ا ص ار ًم ا ب المب ادئ الثورية .هذا في حد ذاته سيبعد إلى حد بعيششد العن اصششر المتسششلقة سي اس شًي ا والرجعية التي لديه ا ق ابلية أن يتم التلعب به ا. لسب اب بينة ل يجب أن تلحق بمن اصب القي ادة أو أن يكون لقي ادات الحزب أي امتي ازات م ادية. يجب أن يجمع هيكل الحزب ودستوره بين الديمقراطية )أي من اقشة وافية وتششداول وجششدل حششول السي اسشش ات والنتخشش اب ومسئولية القي ادة( والمركزية )أي الوحدة في الفعل لتنفيذ قششرارات الغلبيششة( .وعلششى عكششس نظششرة البعششض ،وبشش الخص الن اركيين ،للمركزية والنضب اط علي أنه آلية سيطرة سلطوية من أعلى ف الحقيقة أن المركزية تعتبر أداة لضم ان سي ادة الديمقراطية في الحزب الثوري ،حيث تضمن المركزية تنفيذ القي ادات لسي اسة وقرارات الحزب ،على نقيض المنظم ات المركزية غير الديمقراطية حيث تمتلك القي ادات "الحرية" في التغ اضي عششن سي اسششة الحششزب ورؤيششة غ البيششة العضشش اء أو صي اغته ا بشكل فردي. وفي التحليل النه ائي تظل ( 1العلقة الحيوية بين الحزب والصراع الطبقي هي الح اسمة في النض ال ضششد البيروقراطيششة داخل الحزب و ( 2المركزية الديمقراطية اللينينية أفضل وسيلة لمق اومة الضغوط المسششتمرة الششتي تمشش ارس علشى ك افششة ق ا بأي هيكل تنظيمي فإن هذا أحزاب الطبقة الع املة من البيئة الرأسم الية .ورغم أنه ل يمكن ضم ان عدم البقرطة مسب ً ل يغير بشكل من الشك ال ضرورة وجود حزب عم الي ثوري لتحقيق نصًرا ثورًي ا. وبرفضه ا للحزاب بشكل ع ام ،والحزب اللينيني بشششكل خشش اص ،ل تسشش اهم الن اركيششة سششوى فششي نششزع السششلح التنظيمششي والسي اسي من أيدي الطبقة الع املة سواء في مع ارك اليوم أو الغد. الفرد والمجتمع والطبقة م ا من شك أن من الخلف ات الرئيسية التي دارت بين الم اركسية والن اركية كشش انت حششول علقششة الفششرد والمجتمششع ،وهششي دا نو ً ع ا م ا نقطة يصعب تن اوله ا مق ارنة ب الخلف ات التي تطرقت إليه ا حششتى الن؛ فهششي أول ب الضششرورة خلفشش ات أكششثر تجريش ً وفلسفية ،وث انًي ا هي معقدة نتيجة الخلف العميق الذي ط الم ا دار داخل الحركة الن اركية ذاته ا حول هذه المسششألة .إل أن متمنًيش ا أن يتفهشم النش اركيون الن اركية الفرديششة لهش ا ثقششل بشداخل الحركشة الجتم اعيشة مشن الهميششة ليشدفعني أن أتن اولهش اُ ، مفضلين لمنهج التغيير الثوري الق ائم على الصراع بأن هذا الجزء الت الي غير موجه ضدهم. الرافضون للفردية وال ُ ومن الدواعي الض افية لمن اقشة هذا الموضوع أن الم اركسية ع ادة م ا ت َُعشرف ب المن اهضششة الصشريحة لحقشوق الفشرد وأنهش ا ي ضششد مصشش الح تدين كل م ا يتعلق ب الفردية على أنه أمور"برجوازية" ،وأنه ا تضع مص الح المجتمع والجم اعة في تع ارض آل ً الفرد .ولكن هذه قراءة خ اطئة لم اركس وللموقف الم اركسي من حقوق الفرد َ -أججته ب الطبع الست الينية القمعيششة وهششو انطب اع أسعى إلى تصحيحه.
يمكن إرج اع المدرسة الن اركية الفردية إلى الفيلسششوف النجليششزي وليششم جششودوين (William Godwin (1836-1756 والفيلسوف اللم اني م اكس شتيرنر (Max Stirner (1856-1806واللذان ك ان ا من دع اة الفردية المتطرفة وهششذا مشش ا يمكن أن نستشفه من لمحة من المقولت الت الية في كت اب شتيرنر "الن ا وذاته ا" ):(1845 ل شيء يمثل لي قيمة ...أل نتعلم من هذه المثلة الممت ازة )الله والنس ان( أن الن اني أفضل من يسلك طريقه؟ أن ا عن س ا منهم وأقترح بدل من أن نستمر في خدمة الن انيين العظ ام بتف ان أن نصششبح نحششن أنفسشن ا أنش انيين... نفسي تعلمت در ً الله والنس ان لم يشغلوا أنفسهم إل بأنفسهم ،فدعوني إذن أنشغل بنفسي...فلتختفي كل الهمششوم الششتي ل تهمنششي...فل iii هم لي سوى نفسي! مبهمششة شة ش فردي شة ش نزع ثمة لن ولكن، الصفر. من يقترب اليوم الن اركية على شتيرنر أو لجودوين المب اشر ظني أن التأثير ُ وغير مص اغة منهج ًي ا على طول وعرض الفكر الن اركي فلذلك تجدر الش ارة إلى بعض الملحظ ات النقديششة عششن الفرديششة المتطرفة -أي فكرة النس ان "الحر" الذي ل يسعى إل لغ اي اته الشخصية دون قيد أو مب الة تج اه الخرين. يجب أن يق ال أول أن الن انية الخ الصة الغير مقيدة كهذه لم يكن له ا وجود على الطلق في ت اريخ النسشش انية .إن الجنششس البشري بطبيعته التي ل ُتختزل هو جنس اجتم اعي -أي أنه يعتمد على الخر وذلك منذ الزل .ولم يكن للفرد في مجتمع الصيد والجمع ،الذي لم يكن فيه كم ا رأين ا دولة أو سلطة سي اسية منفصلة عن الجم اعة ككل ،حرية التصششرف كمشش ا يحلششو ق ا ،أو أن يخدم نفسه دون غيره .ف الصيد ك ان ضرورة فرضته ا الطبيعة وك ان عمل جم اعًي ا تع اونًي ا ب السشش اس .ومششن له مطل ً ك ان من الفراد يرفض أن يعترف ب التزام اته تج اه الجم اعة يجد نفسه منفي ا منه ا ش المشر الشذي ظششل لمشدة طويلشة بمث ابششة حكم ب العدام علي هذا الشخص. ففكرة حرية التصرف "الخ الصة" ل يمكن أن ترد في الواقع إل إذا تخلين ا كمجتمع عن عملية إنت اج ضروري ات الحي اة .غير أن ح املي فكرة "الحريششة الخ الصششة" يعتششبرون قضششية النتشش اج قضششية محسششومة ببسشش اطة .و"الفششتراض" الضششمني هنشش ا أن الملبس التي نرتديه ا والغذاء الذي نأكله ،إلخ ،سيأتي من مك ان م ا وبطريقة م ا ،وهو افتراض نخبششوي وبرجششوازي صششرف دحضه تم ا ًم ا م اركس في أعم اله النظرية التي أو ضحت أن العمل البشرى والنت اج ُيمثلن حجر الزاوية في تطور الت اريخ النس اني .وللن اركية الفردية أن ُتج ادل أن علين ا أن نخلق مجتمًع ا به وفرة من البض ائع حتى ُتت اح لن ا بدرجة م ا حرية العمل من عدمه ،إل أن هذا ل يحل معضلة :لمن من ا توكل مهمة خلق هذا المجتمع وكيف. والشيء الخر أن الت اريخ يبين أن الجذور الجتم اعية لهذا النوع من الفردية تنبع من أعمشش اق البرجوازيششة .ففششي المجتمششع منششزل مششن السششم اء .ومششع ظهششور القط اعي ك انت نقطة النطلق الفلسششفية هششي اللششه والكنيسششة والنظشش ام الجتمشش اعي ال ُ الرأسم الية تحولت نقطة النطلق في المجتمع إلى الفردية كم ا عبر عنه ا الفيلسوف الفرنسي ديك ارت في مقششولته "أنشش ا أفكر إذا ً أن ا موجود" .وفي بداي ات فكر توم اس هوبز ،قدم الفيلسوف السي اسي فكرة أن حي اة البشر في الس اس تتمثششل في حرب فردية "للجميع ضد الجميع" تششبري ًرا لسششتنت اج أن مشش ا نحتشش اجه هششو دولششة قويششة – وهششو اسششتنت اج بشش الطبع معشش اكس مثل ،يتخذ القتص اد النيو -كلسيكي البرجوازي من "المستهلك الفرد النشش اني العقلنششي" نقطششة انطلق لششه. للن اركية .وب ال ِ علوة على ذلك ،فليس من ُقبيل المص ادفة أنه في حيشن قشد يرغشب النش اركيون فشي إضشف اء لمحشة يسش ارية علشى فكشرة سشش ا "اللسلطوية" الفردية فأنن ا نجد أن عدد غيشر بقليششل مششن الليششبراليين المحشش افظين يتخششذون فكششرة "اللسششلطوية" أس ا ً للسي اس ات النيوليبرالية المؤيدة للرأسم الية وشديدة اليمينية. وفي هذا السي اق لبد كذلك أن نذكر فيلسوف أو أخر القرن الت اسع عشر اللم اني فريدريك نيتشه الششذي آمششن أن القششوة الدافعة على امتداد ك امل الت اريخ والسلوك النس اني )وإلى حد م ا الكشون بشأكمله( هشي الرغبشة الفطريشة لكشل فشرد فشي "امتلك السلطة" .ولم يكن نيتشه أن ارك ًي ا بل اشتهر لتأثيره على اليمين المتطرف بم ا فيهم الن ازيين ولكنه ك ان قششد قششرأ شتيرنر وتأثر به ،كم ا ك ان له أثر ه ام على مفكري القرن العشرين ك المفكر الفرنسي ميشيل فوكو الذي بدوره أثر على الن اركية. من الواضح أن كثير من الن اركيين يقبلون صيغة م ا لنظريششة الرغبششة الفطريششة فششي امتلك السششلطة ،ومششن المؤكششد أنهششم يستخدمونه ا لتفسير سلوك الخرين مثل اللينينيين والسي اسيين والبيروقراطيين وغيرهم -وإن استثنوا ،ب الطبع ،أنفسهم. كم ا يتم اشى هذا العتق اد الن اركي مع فكرة أن مبدأ الدولة أو مبدأ السلطة هو الذي أدى لظهور الطبق ات فششي المجتمششع والتف اوت اقتص ادي وليس العكس بحسب رؤية م اركس. وبغض النظر عن افتق اره ا للس اس العلمي ،فنظرية الرغبة الفطرية في امتلك السلطة في جوهره ا تعد نظرية يمينيششة. ويمكن إضف اء بريق أو ج اذبية يس ارية على هذه النظرية اليمينيششة ،كمشش ا فعششل ميشششيل فوكششو ،إذا مشش ا اسشُتخدمت لتفسششير صراع ات السلطة المنتشرة في أرج اء المجتمشع – فشي كشل مدرسشة ومستششفى وسشجن ومكتشب – ويصش احب "الرغبشة مشش ا مششع مششن ل الفطرية في امتلك السششلطة" الخيشش ار الطششوعي والخلقششي ب المق اومششة المسششتمرة للسششلطة والوقششوف دو ً يملكونه ا. إل أن هذه التركيبة النظرية – رغبة فطرية عند البشر في السلطة والخيشش ار الطششوعي عنششد البعششض ب المق اومششة – تششواجه معضلتين .الولى هي العتق اد أن أفضل م ا يمكن أن نتعشم فيه في المجتمع الطبقي هو القي ام المق اومة البدية للظلم، مش ا. لنه وللسف ،ل يوجد أمل حقيقي في تحقيق تحرر ك امل للنس انية إذ أن صراع ات البشر على السشلطة سشتتجدد دائ ً والمعضلة الث انية هي أنه إذا ك انت الرغبة في السلطة فطرية عند النس ان فلم اذا ُيفششرض علينشش ا ،أو علششى النشش اركيين ،أن ننح از لمن ل يملك السلطة إذا ك ان من "الفطرية" أن ننح از لصح اب السلطة كم ا انح از العديد من أتب اع نيتشه فعل. فم ا هي إذن رؤية الم اركسية لعلقة الفرد ب المجتمع؟ إن الم اركسية ل ترفض البتة المسعى للحرية الفردية وتنمية شخصية الفرد .وفي "الم انيفستو الشيوعي" أدان م اركس وإنجلز الرأسم الية لنه ا ،رغم دعوته ا لحترام الفردية ،فهي تسحق الفردية الشخصية للغلبية في الحقيقة: فرأس الم ال في المجتمع البرجوازي مستقل وله شخصية فردية ،فششي حيششن أن النسشش ان الحششي غيششر مسششتقل ول يتمتششع بشخصية فردية .ثق افة الفردية ،التي يتب اكى )البرجوازي( على فقدانه ا ،إنم ا هي تمثل ب النسششبة للغلبيششة السشش احقة مجششرد أن يفرض عليهم أن يعملوا كآلة. ثم يعلن م اركس وإنجلز غ ايتهم" :استبدال المجتمع البرجوازي القديم بطبق اته وعداواته الطبقية ...بمجتمششع تكششون فيششه التنمية الحرة لكل فرد هي شرط للتنمية الحرة للجميع".
ع ا عن الم اركسية ضد الشتراكي اللم اني يوجين دوهرنج ):(1877 ويستفيض إنجلز في هذه النقطة في كت ابه دف ا ً "ل داعي للتأكيد على أن المجتمع ل يستطيع أن يحرر نفسه إل إذا م ا تحرر كل فرد فيه .فلذا يجششب الط احششة ب السششلوب القديم للنت اج برمته وب الخص تقسيم العمل الذي ل بد أن يختفي .يجب أن تحل محله منظومة إنت اج ل تسمح من ن احيششة أن يلقي فرد بنصيبه من العمل المنتج على أكت اف غيره ،وهذا شرط طبيعي للوجود البشري؛ ومششن ن احيششة أخششرى يصششبح العمل المنتج ،بدل من أن يكون وسيلة لخض اع النس ان ،وسيلة لتحرر البشرية عن طريق توفير لكل فرد فرصة تطوير مه اراته الجسدية والذهنية في كل التج اه ات وأن يم ارسه ا بأقصششى ط اقششة .ب النسششبة لمشش اركس فشش الفرد ليششس كشش ائن أنشش اني منعزل أو "جزيرة منفصلة" في موضع مق ابل للمجتمششع .وفششي كتشش ابه "مخطوطشش ات اقتصشش ادية وفلسششفية" ) (1844يقششول ُ دا "الشششيوعية الفجششة" الششتي ل تعنششى إل بمجششرد اللغش اء السششلبي للملكيششة منتق ً م اركس "الفرد ك ائن اجتم اعي ب الس اسُ "، الخ اصة و" ُتنكر شخصية النس ان في كل المج الت" .ويؤكد م اركس أن الشيوعية ستمثل "عودة النس ان إلى ذاته كشش امل كك ائن اجتم اعي )أي إنس اني( ...وستمثل حل حقيقي للصراع ...بين الفرد والبشرية ككل". ف ّعل للتغييششر ،إلششى قششوى اجتم اعيششة قشش ادرة علششى الط احششة ب الرأسششم الية وبنشش اء م َ إل أن الوصول "لع الم الحرية" يحت اج إلى ُ فعّششل ،كمشش ا عرفششه فششي الم انيفسششتو الشششيوعي ،يتمثششل فششي الطبقششة الع املششة أو م َ مجتمع جديد .ويششرى مشش اركس أن هششذا ال ُ البروليت اري ا " :الطبقة الجديدة من الع املين بأجر والذين ل يملكون وس ائل النت اج ويضطرون أن يقت اتوا من قشدرتهم علشى iv العمل". إن تحديد الدور الثوري للطبقة الع املة – قدرته ا على تحرير نفسه ا وتحرير النس انية معه ا – هشي الفكششرة المركزيششة فششي الم اركسية والخيط الس اسي لهذا الكتيب .وأود أن أطرح هنشش ا نقطششتين بخصششوص علقششة نضشش ال الطبقششة الع املششة وحريششة الفرد. النقطة الولى ببس اطة هي أن أي نض ال جم اعي يفرض بعض الحدود على حرية الفرد المشششترك بششه ويقيششد تصششرف اته أو تصرف اته ا كم ا سبق وأن لحظن ا في أبسط أشك ال صراع ات الطبقة الع املة وهو الضراب ،فمن يفعل م ا يحلو له ويعمل أثن اء الضراب ُيعتبر خ ائن ا. دا بين خبرة الطبقة الوسطى وخبرة الطبقششة الع املششة ب النسششبة لمسششألة ولكن النقطة الث انية هي أن هن اك اختلف ا مهم ا ج ً مؤمّنة بغض النظر عن وضع الجم اعة ككل منتمي للطبقة الوسطى ُ الحرية الفردية .ف الحرية الفردية وتنميته ا للشخص ال ُ بل وتتطور للفرد ب التض اد مع مصلحة الخرين في الجم اعة ؛ أم ا ب النسبة لشخص مششن الطبقششة الع املششة ف القيششد الرئيسششي مكبل والذي ل يمكن تحسينه إل مششن خلل التواصششل مششع الجم اعششة .وب التشش الي على فرديته وحريته هو الوضع القتص ادي ال ُ ف التنمية الفردية لغلبية الطبقة الع املة متوقفة على تقدم طبقتهم ككل .على سبيل المث ال ،تقترن مقدرة الفرد الع امل أو الع املة أن يحي ا حي اة صحية وطويلة بنض ال جمشش اعي يكتسششب للجميششع خدمششة صششحية مج انيششة ،وفرصششة الحصششول علششى التعليم للفرد مرتبطة بإت احة تعليم حكومي مج اني للجميع ،إلششخ .ف الشخصششية الفرديششة الحقيقششة لعديششد مششن العمشش ال تبششدأ دا في النض ال الجم اعي ومن خلله .إن في الثورة صحوة جم اعية لمليين من الشخصي ات الفردية ،وانتصشش ار وتزدهر تحدي ً قوة العم ال في المجتمع– إن لم تعني الحرية المطلقة – ستعني توسع ه ائل في الحرية الفردية مق ارنة بششأي شششيء قششد تقدمه الرأسم الية. وتش ارك بعض تي ارات الن اركية ،ك الن اركية النق ابوية والن اركية الشيوعية ،الم اركسية في العتراف بشدور الطبقشة الع املشة ة م ا تكتفي التي ارات الن اركية بمقولت مجردة عن الحرية في المطلششق ،ول ُتمعششن الرئيسي في تغيير المجتمع ولكن ع اد ً التفكير في العلقة بين صراع الطبقششة الع املششة والحريششة الفرديششة كمشش ا فعششل مشش اركس وإنجلششز .وهنشش اك أنشش اركيون آخششرون يرفضون فكرة نض ال الطبقة الع املة جملة وتفصيل ً ومن َثم يعزلون أنفسهم عن القوى الجتم اعية التي قد تحدث تغييًرا فعل ًي ا ،أو أنهم يسعون ليج اد بديل لدور الطبقة الع املة من خلل إستراتيجي ات مثل "الحشد الجم اهيري" mobilization أو العتم اد على العن اصر المتأرجحة اجتم اعي ا من الفقراء ك القوة الس اسية للتغيير .وهذه الخي ارات الخيرة ستُن اقش في الجزء الخ اص بتي ار أن اركية الستقللية الذاتية المعروف ب الوتونومية. - 3سجل الاناركية تعود بعض عن اصر الفكر الن اركي عدة قرون إلى الوراء ،فط الم ا ك ان النس ان يحلم بمجتمع تسوده الحرية والمسشش اواة، ولكن الن اركية ،كأيديولوجي ا وحركة محددةُ ،تؤرخ مثله ا مثل الم اركسية ،منذ منتصف القرن الت اسع عشر. م ا أو م ا ش ابه من وجوده ا أفرزت الن اركية نصيبه ا من البط ال والبطلت ،المش اهير ول شك على أنه علي مدار 160ع ا ً وغير المش اهير ،ممن ضحوا بحي اتهم في سبيل القضية الثورية. ض ا أن مواطن الضعف التي أوضحن اه ا س ابق ا ظهرت على المم ارسة الن اركية بشكل مضطرد ،مم ا يجعل ول شك أي ً مراجعة ت اريخ الن اركية ك امل في هذا الصدد من المح ال طبًع ا .ولكن م ا سنح اوله في هذا القسم بدل من ذلك هو استعراض الحجج المقدمة فيم ا سبق ،ومشن َثشم التأكيشد عليهش ا ،وذلشك مشن خلل الشش ارة إلشى ثلثشة مراحشل فشي ت اريشخ الن اركية (1 .نش اط ات ب اكونين في سششبعيني ات القششرن الت اسششع عشششر؛ و (2الثششورة الروسششية )مششع ملحظشش ات علششى النقششد الن اركي الموجه ضد البلشفية(؛ وأخيرا ،دور الن اركية في الحشرب الهليششة فشي أسشب اني ا فشي ثلثينيش ات القشرن العششرين. وسنستعرض تلك الحجج ليس للتفتيش في سجل الن اركيين بحث ً ا ً عن فض ائح أو خي ان ات أو حم اق ات – فتلك مح اولة ل معنى له ا ويمكن تكراره ا بسهولة مع ت اريخ الم اركسية – ولكن ب الحرى لختب ار المم ارسة الن اركية في اللحظ ات الف ارقة في ت اريخ الكف اح الثوري ،أي لختب ار فع الية التراث الن اركي في أو ق ات القوة ،ل في أوق ات الضعف. باكوانين قد يكون ميخ ائيل ب اكونين ) (1876-1814هو الشخصية الكثر شهرة في ت اريخ الن اركية .ول شك أنه بمظهره وأسششلوب حي اته ونش اطه الشغوف بدا كأسطورة نمطية للبطل النشش اركي الروم انسششي .فقششد ششش ارك بشششكل مب اشششر فششي أكششثر مششن انتف اضة مسلحة ضد النظ ام واعت اد حي اة السجون المختلفة بل وقضى خمس سنوات من الحبس النفرادي في سجن قلعة بطرس وبولس المخيف في س ان بطرسبرج في روسي ا. و ُيعزى لب اكونين ،أكثر من أي شخص آخششر ،تأسششيس الن اركيششة ك اتجشش اه سي اسششي منظششم يختلششف عششن الحركششة الشششتراكية العريضة .كم ا جسد ب اكونين شخصًي ا ،وبشدة غريبة ،التن اقض ات الملزمة للن اركية كأيديولوجي ا.
دهم ائية العديدة ،قششدم بش اكونين نفسششه علشى أنششه المعشش ارض ب اته امه للم اركسية ب الش"دولنية" و"السلطوية" ،وبتصريح اته ال ُ الراديك الي لكل قوة أو سلطة أو قي ادة .ويقول برن امج حركته "الخوة الع المية": نسعى بصيحة السلم للعم ال ،والحرية للمقموعين والموت للطغش اة والمسشتغلين والوصشي اء مشن كششل نشوع ،لتشدمير كششل الدول والكن ائس ومعه ا المؤسس ات والقوانين الدينية والسي اسية والقض ائية والم الية والقتص ادية والجتم اعيششة والشششرطة مسششتغلين مششن المششديرين سششواء كشش انوا معششذبين وال ُ مسششتعبدين وال ُ والج امع ات ،حتى يتحرر ملييششن البشششر المخششدوعين وال ُ v رسميين أو غير رسميين ،سواء ك انوا جم اعة أو كأفراد ،لتتنفس البشرية أخيًرا نسم ات الحرية المطلقة. مميششزة والق انونيششة وقد صرح ب اكونين في " :1871في كلمة واحدة نرفض كششل التشششريع ات والسششلط ات وكششل الهيمنششة ال ُ والرسمية وغير الرسمية علين ا حششتى إذا كش انت نتيجششة تصشويت عش ام" .وفشي 1872قش ال" :ل نقبشل التف اقش ات السي اسشية والمج الس التأسيسية والحكوم ات المؤقتة أو م ا تسمى ب الدكت اتوري ات الثورية حتى وإن ك انت لغرض النتق ال الثوري". أم ا في مم ارس اته السي اسية ،فقد تفرغ ب اكونين لتنظيم جم اعشش ات تآمريششة صششغيرة وسششرية وهرميششة ق ائمششة علششى الط اعششة الت امة لشخصه .وقدم ب اكونين تبريًرا لس اليبه في أحد خط اب اته إلى المتآمر الروسي الشهير ن اتش اييف: علين ا أن نجبر الجمعي ات التي تتش ابه أهدافه ا مع أهدافن ا أن تنصهر مع جمعيتن ا ،أو على القل يجب أن يتم إخض اعه ا دون علمه ا ،كم ا يجب استبع اد المؤذيين فيهم .أمشش ا الجمعيشش ات المع اديششة أو الضشش ارة ضششرًرا ق اطًعشش ا فيجششب تصششيته ا .وبعششد ذلششك vi سيمكنن ا أن ندمر الحكومة .كل هذا لن يتم بنشر الحقيقة ،إنم ا سيلزم اللجوء إلى المكر والدبلوم اسية والخداع. vii ومثلت هذه التكتيك ات الس اليب التي وظفه ا ب اكونين في مح اولة لفششرض السششيطرة علششى رابطششة الشششغيلة المميششة )أو الممية الولى التي ش ارك في تأسيسه ا م اركس في عشش ام .(1864فعنششدم ا انضششم بشش اكونين وأنصشش اره إلششى المميششة فششي 1869أعلنوا عن حل منظمتهم ،والتي ك انت تسمى تح الف الديمقراطية الشتراكية ،لكنه ا في الحقيقة استمرت في العمل كشبكة في الخف اء. في 1872ع ام كتب ب اكونين م ا يلي في خط ابه إلى أن اركى إيط الي من أنص اره: صشش ا وذكشش اًء أظنك ستفهم آجل أو ع اجل ضرورة تأسيس نوى داخلية )في أقس ام الممية( من العض اء الكششثر إيم ان ًشش ا وإخل ً ونش اط ا ً أو ب اختص ار القربون لن ا .هذه النششوى ]سششتكون[ شششديدة الششترابط مشش ا بيششن أعضشش اءه ا ،وبينهشش ا وبيششن شششبيه اته ا مششن المنظم ات بإيط الي ا أو ب الخ ارج ،وسيكون له ا مهمة مزدوجة .ب ادئ ذي بدء ،ستشكل ]النوى[ الروح الب اعثة المفعمششة لهششذا الكي ان الرهيب المسمى برابطة الشغيلة الممية وغيرهش ا مشن الكي انش ات ،ثشم سشتتولى ]الج ابشة عشن[ السشئلة الشتي مشن المح ال مع الجته ا عل ًن ا ...ظني أني قلت م ا يكفشي لرجش ال بشذك ائك أنشت وأصشدق اءك ...وأمشر مفشروغ منشه أل يقبشل هشذا دا من الفراد. التح الف السري بين صفوفه إل عدد قليل ج ً ل يجب أن ُينظر إلى هذا التن اقض بين المب ادئ المعلنة والمم ارسة الفعلية كمجرد نتيجششة ميششول للهيمنششة خ اصششة بطبيعششة شخصية ب اكونين .ففي الواقع ،يمثل ب اكونين التجسيد الحي لتن اقض أصيل في رفض الن اركيشة لمفهشوم القيش ادة فشي حشد منتخبششة وغيششر ديمقراطيششة وغيششر منتخبة ديمقراطي ا ً والق ابلة للرد بقيشش ادة غيششر ُ ذاته ا :بمعنى أن الن اركية تستبدل القي ادة ال ُ ق ابلة للرد. لم يمثل التآمر السري خرًق ا لمب ادئ الن اركية نفسه ا فحسب لكنه أسفر كذلك عن قي ادة ك ارثيششة لثششورة الطبقششة الع املششة. فل يمكن بأي ح ال من الحوال لفئة محدودة من الفراد الذين ينصبون أنفسهم بأنفسهم كقي ادة أن تقدر مششزاج الطبقششة الع املة أو ترشد حركته ا .لذا أفضى التآمر مب اشرة إلى "نزعة انقلبية" وهي مح اولششة مجموعششة صششغيرة القيشش ام بعمليشش ات تمرد مستقلة عن حركة ورغب ات أغلبية العم ال. وقد ش ارك ب اكونين في عدد من هذه المغ امرات ،انتهت جميعه ا بإخف اق ات محرجشة بمش ا فيهش ا مهزلتششه فشي ليشون بجنششوب فرنس ا في سبتمبر .1870وسط موجة من الضشطراب ات الششعبية ،احتشل بش اكونين وأنصشش اره فنشدق دافيشل وأعلنششوا عشن أنفسهم لجنة إنق اذ فرنس ا و"إلغ اء الدولة" .ولسوء حظ ب اكونين رفضشت الدولشة العشتراف بإلغش اء نفسشه ا ،وأنهشت انقلب ب اكونين على الفور بإرس ال سريتين للحرس الوطني الفرنسي لليون .وأضطر ب اكونين للهرب حتى انتهى بششه المششر فششي حرم في الع ام الت الي من المش اركة في ثششورة عم اليششة حقيقيششة انششدلعت فششي فرنسشش ا جنوه في إيط الي ا وأدى ذلك إلى أنه ُ وهى كومونة ب اريس. ومن الطريف أن ب اكونين لم يكن يطبق فكرته عن السلطة السرية في منظمة الحركة الثوريششة فحسششب ولكششن ه عمششم هذه الفكرة كذلك في تنظيم مجتمع م ا بعد الثورة .ففي خط اب إلى صديقه ونصيره ألبرت ريتش ارد شرح ب اكونين كيششف سيؤسس وأنص اره "دكت اتورية سرية" بعد إق امة الن اركية: بصفتن ا ق ادة غير مرئيين وسط هذه الزوبعة البروليت ارية فيجب أن يتم نوجهه ا ،ل عششن طريشق السششلطة الصشريحة ،ولكششن عن طريق ديكت اتورية المتح الفين الجم اعية )أعض اء التح الف مع ب اكونين( :ديكت اتورية لن يكون له ا ش ارات عمل علنية ول ألق اب ول حقوق رسمية ،وسيزيد من قوته ا أنه لن يكون هن اك أي مظ اهر قوة له ا .هذه هششي الديكت اتوريششة الوحيششدة الششتي أقبله ا.viii من حسن الحظ أن هذه الرؤية للسلطة الخفية يمكن الستغن اء عن خدم اته ا اليوم ليس فقط لشدة خي اليته ا ولكن أيضشش ا لنه ا إذا تحققت لصبحت الشكل القل ديمقراطية للحكم في الت اريخ على الطلق. وقد ح اول بعض الن اركيون فيم ا بعد التنكر من ب اكونين وتخيلته ،ولكشن ،كمش ا سششنرى ،سششيعود القصششور الس اسشي فشي مذهب ب اكونين للظهور في أن اركية القرن العشرين حتى في "أزهى" لحظ اته ا. روسيا وبم ا أن التراث الن اركي في روسي ا س ابق على الم اركسية بسنوات ،فإنن ا نجشد أن ضشآلة دور الن اركيششة فشي ثشورة 1917 يعتبر أمر مثير للعجب. فرغم أن الثورة الروسية هي العظم والعمق في الت اريخ ،ورغم أن مستوى النضشش الية والششوعي السي اسششي الششذي وصششل إليه العم ال والجنود الروس في ع ام 1917ك ان العلى ب النسبة لي طبقة ع املة على مر الزم ان ،لم تفلح الن اركيششة أن ت ُث ِْبت له ا أي أقدام في هذه الحركة الف اصلة إل ب الك اد.
وهكذا لم يجد فولين ،أهم مفكر أن اركي روسي في هذه الحقبة ،عند عودته إلى روسي ا في 1917جريدة أن اركية واحششدة متحد ًث ا أن اركي واحد في مدينة بتروجراد وهي قلب الثورة .ولم يكن للن اركية ثمة تمثيل يششذكر أو أي ملص ً ق ات أن اركية أو ُ في السوفيت ات؛ وحتى في اللج ان العم اليششة الق اعديششة فششي المصشش انع كشش انت المقترحشش ات الن اركيششة تخسششر ب اسششتمرار عنششد التصويت أم ام المقترح ات البلشفية وبأغلبية س احقة. ويعود إخف اق الن اركيين في الثورة الروسية لسببين أس اسيين. مة م ا يميل للن اركية عنششدم ا تصششل قيشش ادات الحركششة العم اليششة السبب الول هو أن المزاج بين قط اع ات الطبقة الع املة ع ا ً الموجودة لقمة غدره ا فتُعم خيبة المل بين العم ال .أم ا في أثن اء أحداث ،1917أستط اع البلششفة تقشديم قيش ادة ثوريششة واضحة وبديلة للصلحيين ف اجتذبوا دعم كل طليعة الطبقة الع املة تقريًب ا. والسبب الث اني أن الن اركية فشلت في تقديم إج اب ات على التحدي ات التي واجهت العم ال فششي نضشش الهم مششن أجششل حسششم الثورة لص الحهم في فترة السلطة المزدوجة من فبراير حتى أكتوبر ع ام - 1917أي فترة الصراع الذي احتدم في تلك الشهور بين الدولة القديمة والدولة الجديدة الجنينية -حين وقفت بق اي ا الدولة القيصرية القديمة وجيشه ا وبيروقراطيته ا برئ اسة حكومة مؤقتة جديدة في ج انب ،والسوفيت ات الششتي شششكله ا العمشش ال والجنششود بأنفسششهم والششتي كشش انت تششزداد قششوة وسلطة يوم ا بعد يوم ا في الج انب الخر .ك ان السؤال الح اسم – بل الوحيد – في تلك الزمة هو :أي دولة ُتمثل أي طبقة ستنتصر؟ هل ستسحق الدولة القديمة القيصرية /الرأسم الية السوفيت ات والطبقة الع املة أم هل ستهُزم الطبقة الع املة الدولة القديمة وتحول ك افة السلط ات للسوفيت ات؟ في تلك اللحظ ات المصيرية ص ارت كل القوى السي اسية التي ترددت فششي الج ابششة بحسششم علششى هششذا السششؤال -حكومششة كيرينسكي والمن اشفة إلخ –ع اجزة تدريجًي ا .أم ا التي ارات التي ك انت ترفض كل أشك ال الدولة من حيث المبششدأ ك الن اركيششة فقد ُهمشت ب الضرورة .فلقششد قش ام أغلبيششة النش اركيين إمشش ا بمواءمششة أيشديولوجي اتهم ليتبعششوا السششلطة البلشششفية بفتششور ،أو انفصلوا عن الن اركية لينضموا إلى البلشفة بحم اس .أم ا من لم يفعلوا ذلك ك الن اركى المخضرم كروبوتكين )الششذي فقششد حسششبون علششى مصداقيته بعد دعمه للمبري الية الروسية والبريط انية والفرنسية في الحششرب الع الميششة الولششى( فأصششبحوا ي ُ الحكومة المؤقتة التي ك انت الكراهية له ا تتزايد. في الواقع لم يتح للن اركية أن تلعب دو ًرا مستقل ه ام ا في الحداث إل بعد انتص ار ثورة أكتوبر بفترة خلل الحرب الهلية التي تلت وك انت فترة صع اب كبيرة ب النسبة للثورة ومع ان اة رهيبة للشعب الروسي. مح اصرة ،والجيوش البيض اء )وهو السم الذي عرفت به قوات الثورة المض ادة( ،بقي ادة أكثر جنششرالت فلقد ك انت الثورة ُ القيصر رجعية والمدعومة ب الم ال والعت اد والتعزيزات التيششة مشن كششل قشوى الرأسشم الية الع الميشة ،كش ادت أن تقشترب مشن الستيلء على بتروجراد حتى أصبحت ق اب قوسين أو أدنى منه ا ومن القض اء على دولة العم ال الوليدة .وزاد علششى دمشش ار مشش ا الثششورة نفسششه ا والخسشش ائر الضششخمة الحرب الع المية الولى الزمة القتص ادية فششي 1917والفوضششى الششتي أحششدثته ا حت ً ب النسبة لروسي ا الن اتجة عن مع اهدة برست ليتوفسك عندم ا أضطر البلشفة لتوقيع الصلح مع ألم اني ا والتخلششي عششن جششزء ضخم من أرض روسي ا له ا لتحييده ا .ف الحرب الهلية لم تفض فحسب إلى خس ائر ف ادحة في الرواح إنم ا أو صلت كذلك القتص اد السوفييتي الوليد إلى انهي ار ك امل .فلقد توقفت الصن اعة وانه ارت شبكة النقل ولم تكن المحروق ات متوفرة لتدفئة المدن وأضطر العم ال أن يذهبوا إلى الريف بح ًث ا عششن الطعشش ام كمشش ا انتشششرت أمششراض الكششوليرا والششتيفود الوب ائيششة ببش اعة. وتمثل استط اعة البلشفة ،برغم كل تلك الكوارث ،أن يخرجوا في النه اية منتصرين شه ادة لمدى تأييششد الطبقششة الع املششة الروسية لهم .إل أن الن اركية استط اعت في هذا الوضع الب ائس أن تصشل إلشى مسش امع بعشض قط اعش ات الطبقشة الع املشة وأكثر منه ا إلى الفلحين الذين أص ابتهم خيبة أمل بسبب م ا تكبدوه من خس ائر. بلغ السخط مداه بين الفلحين ب الذات .ك ان الفلحون قد استولوا على أراضي لملك قمعوهم لسنين من الزمشش ان وكشش ان البلشفة قد أيدوا هذه العملية مم ا ربط تمرد الفلحين في الري اف مع ثورة البروليت اري ا في المدن .ولكن خلل الحششرب الهلية اضطرت دولة العم ال لمص ادرة مح اصيل الحبوب من الفلحيششن ب السششلح .ولششم يكششن لششدى البلشششفة خيشش ار آخششر – ف البديل الوحيد ك ان سيكون حدوث مج اعة على نط اق واسع في المدن وهزيمة محققة للثششورة .ولكششن نتششج عششن ذلششك ل مح الة استعداء الفلحين .ك ان ولء جم اهير الفلحين للدولة السشوفييتية مضشموًن ا حيشن كش انت الحشرب فشي أوجهش ا وخطشر عودة الملك القمعيين يلوح في الفق ،ولكن مع اقتراب نه اية الحرب ك اد غضب الفلحين أن يفشور ،ممش ا أثش ار ظش اهرتين مرتبطتين ب الن اركية وتعد جزء من تراثه ا -حركة م اخنو وتمرد كرونشت اد – والتي ك انت لهم ا أهمية ت اريخية. ك ان نستور م اخنوش اب أن اركي من أوكراني ا جمع من حوله جيش من الفلحين ح ارب في البداية ضد الجيش البيششض ثششم هزم في النه اية على يد الجيش الحمر بنه اية الحرب الهلية. ح ارب الجيش الحمر بجس ارة ونج اح شديدين حتى ُ أم ا كرونشت اد فك انت ق اعدة بحرية على جزيرة تسيطر على كل الطرق البحرية المؤدية إلى بتروجراد ،وقد ك ان لبح اريه ا ح ا ضد نظش ام البلشششفة للمط البششة دور قي ادي في ثورة .1917ولكن في م ارس ع ام 1921شهدت كرونشت اد تمرًدا مسل ً بوقف مص ادرة مح اصيل القمح وإقص اء الشيوعيين من السوفيت ات .وخشي البلشفة أن يؤدي التمرد إلى اندلع الحششرب الهلية مرة أخرى بعدم ا ك انت قد خمدت مؤخًرا فج اء رد فعلهم ق اسًي ا وزحششف الجيششش الحمششر ،مششًي ا مششن فششوق البحششر المتجمد ،ليستولى على الجزيرة في معركة دامية. ولقد أرخ الن اركيين حركتي م اخنو وكرونشت اد في صورة السطورة المعبرة عن ثورة الشعب الحقيقية من أجل الحريششة م ا. والتي قمعه ا الستبداديون البلشفة إل أن الحقيقة ك انت غير ذلك تم ا ً دا عسكرًي ا استبدادي ا مي ال لتنفيذ م ا فلحًي ا وق ائ ً م ا ب البي ان ات الن اركية الفخمة ولكن في أفع اله ك ان زعي ً ربم ا ك ان م اخنو مغر ً أحك ام العدام التعسفية ضد مع ارضيه )وخ اصة الشيوعيين( ولعربدات السكر الشديد .وقد يكون أدل حكم علششى طبيعششة م اخنو وحركته الحقيقية قد ج اء على لس ان جورج وودكوك George Woodcockالمؤرخ المنح از له بشدة في دراسته الكلسيكية ixعن الن اركية في ع ام : 1975
في أعم اق قلبه ك ان م اخنو رجل ريفًي ا ضيق الفق ؛ ك ان يكره المدن والحض ارة المدنية وتتوق نفسه إلى "البس اطة الطبيعية" والعودة إلى عهد "الك ادحين الحرار" الذين يذهبون إلى العمل يرددون الغ اني الحششرة المبهجششة كمشش ا ورد فششي دا ،عندم ا احتلوا فششي مرحلششة خراف ات الفلحين القديمة .وهذه الروم انسية الطوب اوية تفسر لم اذا لم يواجه أتب اع م اخنو أب ً حضر. دا إل على ولء عدد صغير من عم ال ال َ لحقة عد ًدا من المدن الكبيرة ،مشكلة تنظيم الصن اعة ،ولم اذا لم يحوزوا أب ً وك ان جيش م اخنو الثوري ،الخ اضع نظرًي ا لمؤتمر للفلحين والعمشش ال والمتمرديششن ،يحكمششه فعلي ًشش ا مشش اخنو ذاتششه وجنرالتششه. وككل الجيوش التقليدية ك ان جيش حر من ن احية السم فقط فقد تم تجميعه ب التجنيد الجب اري وطبق فيه على الجنششود م ا ق اس ًي ا ل يدع مج ال للشك أن م اخنو ك ان هو المر الن اهي ...وكثي ًرا م ا ك ان العق اب المتبع سريع وق اس...أم ا نزوات نظ ا ً x م اخنو فك انت من الطراز الخوة العداء الك ارام ازوفي كم ا أعترف الن اركي فولين. حتى فولين ،وك ان من المعجبين بم اخنو ،فقد اشتكى: وهو في ح الة السكر ...ك ان م اخنو يفقد السيطرة على نفسه تم اًم ا ...وحينئششذ تحششل تقلبشش اته الشخصششية الششتي كششثيًرا مشش ا ك انت مصحوبة ب العنف ...و فجأة تطغى شهواته على حسه بش الواجب الثششوري .أدى الطغيشش ان والمششزاح السششخيف وغرائششب الديكت اتور وزعيم المح اربين ....إلى كون جيشه وبط انته تشبه تشكيل العص اب ات المسلحة أكثر من أي شيء أخر. ومثل م ا فعل م اخنو ،فلقد رفع تمرد كرونشت اد شع ارات تحررية ك الدعوة "للثورة الث الثة" التي جذبت دعم الن اركيين إل أنه ا ك انت متجذرة بشدة في مع ارضة الفلحين لمص ادرة محصول الحبششوب فششي سي اسششة شششيوعية الحششرب الششتي أنتهجهشش ا البلشفة من .1921-1919ولكن بحلول ع ام 1921لم تكن ح امية كرونشت اد في هي نفششس الح اميششة الششتي لعبششت دور ب ارز في ثورة .1917فقد مرت التركيبة الطبقية للح امية بتغير كبير إذ أن رف اق 1917إم ا قتلوا أو نقلوا لم اكن أخششرى ص ا مثل ال 2500أو كراني كن لم اخنو تع اط ً وتم استبدالهم بمجندين جدد من الريف من من اطق ك انت العديد منه ا ت ِ ف ا خ ا ً من قوات الح امية 160لسلح البن ادق. إل أن الفلحين لم يشكلوا قوة اجتم اعية ق ادرة على دفع الثورة الروسية إلى الم ام .فظروف حي اة الفلحين الم اديششة – أي حي ازتهم لملكية خ اصة في شكل مزارع صغيرة وطريقة إنت اجهم النفرادية وانعزالهم الجغرافي والقتص ادي عن قوى النت اج الح اسمة في المدن -جعلت من المستحيل لحركتهم أن تشششكل بششديل للقششوى البلشششفية علششى المسششتوى القششومي )ن اهيك عن المستوى الدولي(. ول يمكششن لمجتمششع مع اصششر أن ُيحكششم أو يششدار مششن الريششف ،فشش الفلحين ُمجششبرين أن يتبعششوا طبقششة مششن إحششدى الطبقششتين الرئيسيتين في الحضر ،إم ا البرجوازية أو البروليت اري ا. هذه الحقيقة الع امة صدقت بقشوة ب النسشبة للوضشع فشي روسشي ا ب الشذات .ففشي مواجهشة القيصشرية وملك الراضشي وفشي التح الف مع الحركة العم الية في المدن ك ان تمرد الفلحين تقدمًي ا بشكل ه ائل .ولكن في مواجهة العم ال فششي المششدن أو حتى بق اي ا قوى العم ال الممثلة في البلشفة ك ان تمرد الفلحين رجعي ًشش ا بل ريششب .فتمششرد الفلحيششن الهشش ادف إلششى تحطيششم "ديكت اتورية الشيوعية" ،سواء ك ان لون الشع ار المرفوع أحمر أو أخضر أو أسود كلون علم الن اركية ،لششم يكششن إل ليفتششح الب اب لع ادة بن اء إم ا الرأسم الية أو القيصرية. لو ك ان تمرد كرونشت اد ،بموقعه الستراتيجي في مدخل بتروجرادُ ، كتب له النج اح أو حششتى السششتمرار لمششدة أطششول مششن دا منهزم لتوه لع ادة شن حششرب أهليششة .ولقششد أدرك الجيششش البيششض هششذا جي ش ً الزمن لوفر فرصة ذهبية للجيش البيض ال ُ دا لدخ ال المؤن إلى كرونشت اد مع إعداد مخطط لرس ال قواته ح ال نج اح التمرد. ولذلك لم يدخر جه ً إن الدعم المحشود من الن اركيين الروس والج انب لكرونشت اد ل يظهر إل تشوشهم بخصششوص ولءهششم الطبقششي ،وعششدم قدرتهم على تحليل الوضع من الن احية الطبقية ،وفشلهم في الوصششول لرؤيشة واقعيششة لمتطلبش ات النضش ال نتيجششة تعلقهششم بنظري اتهم الطوب اوية عن ثورة بل دولة ول ق ائد. إذن يكشف ميزان ت اريخ الثورات العظيمة أن الن اركية لم تلعب دوًرا في تقدمه ا بل قدمت ،عن غيششر قصششد ،عون ًشش ا فعشش ال للثورة المض ادة عندم ا ك انت الثورة تتراجع. ملظحظات على النقد الاناركي للبلشفية ط الم ا شكل نقد الم اركسية عنصًرا ه ا ًم ا في اليديولوجية الن اركية إذ يصف الن اركيون الم اركسششية ب السششلطوية .وتمحششور لب هذه الحجة في نقد الن اركيين للينينية والبلشفية وب الخص سلوك لينين والبلشفة في أولى سنوات الثورة. وبم ا أن الشتراكيين الثوريين والم اركسيين الرافضين للست الينية )وخ اصة التروتسكيين( دافعوا بشكل عشش ام عششن سششجل البلشفة في هذه الفترة ب اتت نقطة ه امة في النق اش الدائر بين الن اركية والم اركسية .من المستحيل التطرق إلى هذه المور بشكل واف لضيق المس احة المت احة في هذا الصشدد )مشع الشش ارة إلشى أن مشن أفضشل الششه ادات وتحليششل لهشذه الفترة هي للم اركسي الثوري النجليزي توني كليف في كت ابه الثورة المح اصرة( ، xiإل أنه ل بد من التعليششق علششى بعششض القض اي ا الرئيسية. النق اط الجوهرية للحجة الن اركية هي أن: ثورة 1917ك انت أشبه ب النقلب البلشفي منه ا لثورة عم ال حقيقية بدل من إق امة ديكت اتورية البروليت اري ا )حكششم العمش ال( أقش ام البلشششفة ديكت اتوريششة خ اصششة بهششم علششى البروليت اريش ا – ركششزوا السلطة في أيديهم بشكل منهجي ولغوا سيطرة العمشش ال فششي المصشش انع وقمعششوا كششل المع ارضششين )كمشش اخنو وكرونشششت اد( وأق اموا دولة الحزب الواحد هكذا مهد )لينين وتروتسكي( الطريق لقدوم نظ ام ست الين الوحشي الذي تل ،وأن اللينينية أدت وستؤدي مرة أخرى إلى الست الينية أول ملحظة بخصوص هذه الرؤية هي توافقه ا شبه الت ام مع رأي أغلبية البرجوازية والك اديمية اليمينيششة فششي الثششورة مششن أمث ال المؤرخ البريط اني روبرت سر ِفس وغيره .هشذا التوافشق مشع منظشور القشوى الرجعيشة فشي حشد ذاتشه ل يفنشد رؤيشة الن اركيين ولكن عندم ا يتعلق المر بمسألة شديدة الحس اسية سي اسًي ا فعلى الن اركيين أن يتمهلششوا ويتششأملوا فششي معضششلة تط ابق رؤيتهم مع رؤية اليمين.
حظيت فكرة أن أكتوبر 1917ك ان مجرد "انقلب" بمصداقية م ا لن بسط السيطرة في بتروجراد جشش اء علششى يششد بضششعة آلف من الحرس الحمر – ميليشي ات العم ال والجنود الثورية -وتم في غضون ليلة واحدة .إل أن في هذا تج اهل لوجششود دعم واسع لحركة الحرس الحمر م ا بين جم اهير العم ال ،وكشذلك حصشول البلششفة فشي ذلشك الشوقت علشى أغلبيشة فشي السوفيت ات وفي لج ان المص انع. كم ا أن النقطة الفيصلية وراء استط اعة بضعة آلف من الحرس الحمر أن يستولوا على القصر الشتوي للقيصر ويلقششوا القبض على أعض اء حكومة كيرينسكي دون أن تقمعهم قوات الدولة هو أن معظم الجنود والبح ارة والعم ال ك انوا ب الفعل متشككين أن يح اولوا أن يتخيلوا م ا الذي سيحدث قد انضموا للثورة ت اركين حكومة كيرينسكي بدون حم اية .وعلى كل ال ُ دا حزب له عدة آلف عضو في أي حزب أن يزحفوا على البرلم ان أو قصر ب اكنجهشش ام للسششتيلء عليششه بششدون إذا ح اول غ ً وجود تأييد شعبي عميق لحركتهم؟ أم ا الحجة بخصوص سلوك البلشفة "الستبدادي" في الحكشم فهشي ،رغشم أن بهش ا قشدر مشن الصشوابُ ،أح اديششة الطشرف. ب الفعل لقد تصرف البلشفة في الحكشم بنشوع مشن السشتبداد – فمنعشوا مثل تششكيل أحشزاب المع ارضشة .ولكشن مسشألة ق ا للشششعب" أطلششق السي اق الذي تم فيه ذلك تمثل كل الف ارق في التحليل .فإذا قلت أن ثوري شهير يعتبر نفسششه "صششدي ً الن ار على صدر شخص مع ادى فقد يبدو هذا الفعل بش ًع ا .أم ا إذا عرفن ا أنن ا نتحدث عن ج ان-بول مشش ارا الصششحفي الثششوري في الثورة الفرنسية وأن السيدة هي ش ارلوت كورداي المنتميشة للثششورة المضش ادة والشتي كش انت بصشدد طعنشه فشي قلبششه بسكين فهن اك فرق) .للسف لم يكن مع م ارا مسدس ليدافع عن نفسه ولقي مصرعه(. لم تكن سلطوية البلشفة ن ابعة من العقيدة أو جزًءا من طبيعتهم ولكشن جش اءت نتيجشة لظشروف وجششدوا أنفسشهم فيهش ا – ظروف حرب أهلية ط احنة ق اتلوا فيه ا من أجل حي اتهم وحي اة الثششورة .كمشش ا أنششه مششن المهششم أن نفهششم أن الحششرب الهليششة م ا مم ا أدى إلى انخف اض النت اج إلششى مسششتوي ات ك ارثيششة وبشششكل دمششر الق اعششدة الجتم اعيششة حطمت القتص اد الروسي تم ا ً مجششبرين علششى للثورة أي الطبقة الع املة الصن اعية الثورية .وهكذا ،للسف ،وجد البلشفة أنفسهم معلقيششن فششي الهششواء و ُ التصرف بطريقة ديكت اتورية. دا الحتم الت التي ك انت كم ا لم ُتدخل الحجة الن اركية عواقب الختي ارات السي اسية المختلفة في حس اب اته ا .فم ا هي تحدي ً واردة في روسي ا في 1920-21؟ إحدى الحتم الت التي ك انت ق ائمة بششدة كش ان انتصشش ار الجيشش البيشض التش ابع للثششورة المض ادة مم ا ك ان سيعني دون أدنى مج ال للشك مذبحة من أفظع م ا يكون للعم ال والفلحين والثوريين وظهور نوع من الن ازية الروسية .وأحد الحتم الت الملموسة الخرى ك انت الديكت اتورية البلشفية. هل ك ان من الممكن لديمقراطية صحية ن ابضة أن تنشأ في تلك اللحظش ات الف ارقشة؟ ل ،لشم تكشن ممكنششة ،كمش ا لشم تكشن ديمقراطية "ع ادية" برجوازية ممكنشة أيضش ا .ف التن اقضش ات الحش ادة والفقشر المشدقع والمج اعش ات حش الت دون تحقشق هشذين الخي ارين .هل ك ان من الممكن حدوث ثورة أن اركية أو قي ام مجتمع أن اركي على السريع؟ ل،على الطلق ! وفي مثل هذه الظروف لم يكن مستغرًب ا أن يجنح الثوار ومنهم شخصي ات أقرب نظرًي ا للن اركيششة مثششل فيكتششور سششيرج Victor Serge للديكت اتورية البلشفية بكل مس اوئه ا كأقل الشرور بين الختي ارات المحدودة في تلك الفترة الحرجة. وطب ًع ا يمكن المج ادلة بأن الديكت اتورية البلشفية أدت إلى وقوع "أفظع المذابح للعم ال والفلحيششن والثششوار" تحششت حكششم ست الين بعد ع ام 1928إل أن لف ارق التوقيت كل الهمية .لقد ك ان المخرج الوحيد أم ام الثورة الروسية من مأزقه ا نشر الثورة ع الم ًي ا وك انت إستراتيجية لينين وتروتسكي تعتمد على التمسك ب السلطة على أمل تحقق مثل هذه الثورة .ولكششن هزمت خ اصة في ألم اني ا في ع ام ،1923ونتيجة لذلك ق امت ثورة مض ادة شرسششة داخششل م ا حدث هو أن الثورة الع المية ُ روسي ا على يد ست الين .ولكن هششذا ل يعنششي أن إسششتراتيجية لينيششن كشش انت ب الضششرورة خ اطئششة خ اصششة أن السششبب الرئيسششي لخف اق الثورة في إيط الي ا وألم اني ا وغيره ا من الم اكن يرجع لغي اب أحزاب ثورية من النوع البلشفي. إن مض اه اة اللينينية والبلشفية في الفترة من 1923-1917مششع نظش ام الدولششة الرأسششم الية السششت الينية الششذي تطشور فششي ثلثيني ات القرن العشرين يعد بمث ابة الخلط الخ اطئ بين ثورة مح اصرة ُُمششوهة ،ولكشن حيشة وتقش اوم ،مشع ثشورة مضش ادة ُمنتصرة .ولو أن ثورة عم ال ق امت اليوم بقي ادة حزب لينيني لوجدت نفسه ا في ظرف أفضششل بكششثير مششن ن احيششة التطششور القتص ادي وحجم الطبقة الع املة وفرص النتش ار في الع الم .وسيكون في مقششدوره ا انتهشش اج السششبيل الششذي تخيلششه لينيششن متعددة الحزاب نفسه في ،1917حيث يستطيع الحزب اليوم أن يلعب دوًرا قي ادًي ا في ظل ديمقراطية سوفيتية صحية ُ وسيكون للعم ال فعل قدرة أعلى على ضم ان ذلك. أسباانيا إذا ك انت الثورة الروسية تعد هي الكثر أهمية بين الثورات في القرن العشرين ف الثورة السب انية في 1937-36تعد بيششن أقرب المن افسين له ا .وفوق ذلك ،أنه ا المرة الوحيدة في الت اريخ التي ش اركت فيه ا الن اركية فششي فششوران ثششوري وحشش ازت ب الفعل على دعم جم اهيري واسع .فبحلول ع ام 1936بلغ عدد أعض اء إتح اد النق اب ات الن اركية ،وأسششمه التحشش اد الششوطني للعمل ) ، xii(CNTمليون عضو وك ان يمثل تي ار ذات أغلبية س احقة داخل الطبقة الع املة .لذلك يجوز أخذ الثورة السب انية كنموذج لختب ار الن اركية – اختب ار رسبت فيه ليس بسشبب عيشب فشي العمش ال السشب ان النش اركيين الشذين ن اضشلوا ببسش الة وضحوا بأرواحهم ولكن بفعل العيوب المتأصلة في الن اركية كإستراتيجية ثورية. بدأت الثورة السب انية في يوليو 1936كرد فعل على التمرد الف اشي للجنرال فرانسيسكو فرانكششو ضششد حكومششة الجبهششة الشعبية التي تم انتخ ابه ا حدي ًث ا من ائتلف للحزب الشيوعي والحزب الشتراكي والبرجوازيين الجمهوريين.
ورغم عجز الحكومة السب انية فلقد نهض العم ال السب ان ،ومعظمهم متأثرين ب الن اركية ،وتصدوا للف اشيين بشششكل رائششع. ح اصر عم ال مسلحون ثكن ات الجيش في مدريد وبرشلونة ودعوا الجنود للعصي ان ضد ضششب اطهم .وبعششد يششوم مششن القتشش ال سقطت الثكن ات في برشلونة ثم في اليوم الت الي سقطت في مدريششد .وفششي ظششرف أيشش ام أسششتط اع العمشش ال أن يبسششطوا سيطرتهم الك املة على المدن ،وانبثقت لج ان عم الية لتنظيششم النقششل والمششؤن الغذائيششة والميليشششي ات والرع ايششة الصششحية. وأرسلوا في الق مسلحة إلى الريف لتأمين الغذاء ودعم حركة العم ال الزراعيين .ك ان من شأن عملية التنظيششم الجمشش اعي لدارة المجتمع انتش ال الجميع من عقود من الستغلل والقمع .ففي برشلونة ،مثل ،تحسن وضع المرأة مق ارنة بوضششعه ا في أي بلد في الع الم :تم إصدار ق انون يسمح للمرأة ب الحق في الجه اض والتوعية بوس ائل منع الحمل وتم تشششريع نششوع جديد من الزواج يخلو من الكراه أو أي منع للطلق .وكم ا لحششظ الكشش اتب البريطشش اني جششورج أورويششل George Orwell دا على الثورة: الذي ك ان ح اضًرا وش اه ً "وفوق كل شيء ك ان هن اك إيم ان ب الثورة والمستقبل وشعور بأنن ا دخلن ا فجأة عصر من المس اواة والحرية .ح اول البشششر أن يتصرفوا كبشر وليس كتروس في الم اكينة الرأسم الية ". م ا – فقد نجح فرانكو في السيطرة على جنششوب غششرب ق ائ ظل ك انت فرصة نج اح ثورة العم ال ه ائلة إل أن خطر الف اشية ً أسب اني ا والجنرال مول ،ف اشي آخر ،ك ان يه اجم من الشم ال – كم ا ق امت حكومشة الجمهشوريين ،الششتي ظلششت ،اسشم ا علشى القل ،في الحكم ،بهجوم في منطقة ك ات الوني ا )قلب الثورة( ومدريد. فم اذا فعل الق ادة الن اركيين؟ )يلحظ مرة أخرى الوجود الفعلي لمصطلح "ق ادة" أن اركيين( .لقد انضموا للحكومششة – أول ضشش ا للمبشش ادئ الن اركيششة فحسششب في ك ات الوني ا في سبتمبر 1936وبعد ذلك في مدريد في ديسمبر .لم يكن هذا عمل من اه ً بل م ا هو أفظع منه إنه خي انة للطبقة الع املة والثورة فحكومة الجبهة الشعبية التي دخششل فيهشش ا القشش ادة النشش اركيون كشش انت تعمل على الحتف اظ ب الملكية الخ اصة والنظ ام الجتم اعي الرأسم الي وإع ادة سلطة الدولة الجمهورية الرأسم الية .وبششرر الق ادة الن اركيون ذلك بأنه يجب أن تكون هن اك جبهة واسعة لكل القوى الديمقراطية )ويضم ذلك البرجوازية الليبراليششة( في النض ال ضد فرانكو ،وأن مط الب الطبقة الع املة ب التغيير الجتم اعي الجوهري ل بد وأن تؤجل حتى ُيهزم الف اشيين. عبر هذا الموقف عن حقيقة أن انتص ار الف اشية في النه اية ك ان ب النسبة لممثلي البرجوازية فششي الحكومششة هششو شششر أقششل من انتص ار الطبقة الع املة وأنهششم ب التشش الي لشن يتعش اونوا مششع اليسشش ار إل بضششم ان لحقششوقهم الملكيششة؛ أمش ا ب النسششبة للحششزب دا في التع اون مع البرجوازية؛ وأم ا ب النسششبة للحششزب الشششيوعي الشتراكي فك ان هذا الموقف تعبيًرا عن رغبته القديمة ج ً فكش انت مشش اركته فشي الجبهشة نتيجشة سي اسششة مفروضششة مشن موسششكو لعشدم إثش ارة أي قلشق عنشد الحكومشتين الفرنسششية والبريط انية بأن ست الين يغ ازل هتلر ضد الحلف اء في فترة ب ات فيه ا قي ام حرب ع المية مس الة وقت. وهكذا انضم الق ادة الن اركيون لحكومة الجبهة الشعبية وقبلوا تحمل المسئولية عن حكومة تسعى واعي ًششة للتضششييق علششى ض ا تحمل المسئولية عن إستراتيجية لم تقدم أي دعم للكف اح ضشد فرانكششو انتف اضة الطبقة الع املة السب انية ،كم ا قبلوا أي ً بل حكمت عليه ب الهزيمة .فلقد شنت حكومة الجبهة الشعبية الحرب ضد الف اشيين كحملة عسكرية تقليدية ولذلك ص ار من المؤكد أن فرانكو ،المدعوم بآلة حرب موسوليني وهتلر ،ك ان سيخرج منتصًرا في النه اية. ك انت الطريقة الوحيدة لنتص ار العم ال والفلحين هشي تحويشل الحشرب إلشى حشرب شششعبية ثوريشة وإطلق العنشش ان لط اقششة ومب ادرة الجم اهير واكتس اب ولء العم ال والفلحين فششي المنشش اطق الششتي يسششيطر عليهشش ا الف اشششيون ب الفعششل كمشش ا بشش القول، وإضع اف قواعد فرانكو في المغرب )التي ك ان ينظم الثورة المض ادة من أراضيه ا( بمنح المستعمرة الستقلل. ع ارضت حكومة الجبهة الشعبية تطبيق هذا البديل بشدة ودعمته ا في ذلششك القيشش ادة الن اركيششة الششتي مثلششت تيشش ار الغلبيششة الس احقة في الحركة العم الية السب انية .والسؤال الح اسم هو لم اذا تصرفت القي ادة الن اركية على هذا النحششو؟ هششل كشش ان ض ا أم ك ان نتيجة مواطن ضعف في طبيعة الن اركية؟ الج ابة على ذلك قدمته قيشش ادات التحشش اد الششوطني انحراف ا فردًي ا مح ً للعمل نفسه ا فأش اروا ،في مح اولة لتبرير أنفسهم ،إلششى الطبيعششة السششتثن ائية للموقششف )التهديششد الف اشششي( وقششدموا هششذا التفسير: ك ان علين ا إم ا أن نتع اون )مع الليبراليين( أو أن نفرض ديكت اتوريتنشش ا ...ول شششيء أبعششد عششن الن اركيششة مششن فششرض إرادتهشش ا ب القوة ...لم نستولي على السلطة ليس لعدم قدرتن ا على ذلك ولكشن لننش ا لشم نرغشب فشي ذلشك لننش ا ضشد أي نشوع مشن الديكت اتورية. أي بعب ارة أخرى ،ك ان الوضع مثي ًرا لليأس :الثورة المض ادة على البواب ومق اومته ا تتطلب قي ادة وتنسيق وسلطة .وهششذه السلطة ل يمكن أن تتمثل إم ا في دولة برجوازية أو دولة عم ال ،ديكت اتورية البروليت اري ا .وهن ا يصمم الن اركيون :بمشش ا أننشش ا نرفض ديكت اتورية البروليت اري ا فل خي ار لن ا سوى التع اون مع الدولة البرجوازية! هذا المنطق المتحجر المعمول به ل يقتصر على أسب اني ا في ع ام 1936لكنه انطبق وسينطبق مستقبل على أي موقششف م ا م ا سيكون إم ا بين القوى البرجوازيششة م ا م ا ستكون الثورة المض ادة على البواب والخي ار الواقعي دائ ً ثوري حقيقي .دائ ً مشش ا مشش ا سششيعني الستسششلم فششي اللحظششة الح اسششمة .لششذا فششإن مثشش ال فشششل دائ ش ا ش البروليت اري شة ش ديكت اتوري أو العم ال؛ ورفض ً الن اركيين في الثورة السب انية ،حين وصلت الن اركية كحركة جم اهيرية إلى أعلى قمة في ت اريخه ا ،ليس بصدفة وإنم ا هو فشل يظهر قصور الن اركية الق اتل كدليل ومرشد للعمل الثوري. – 4الاناركية اليوم للن اركية اليوم ،كم ا في الم اضي ،أشك ال مختلفة كثيرة حتى بلغ تنوعه ا عدًدا أمر يثير الحيرة )وطبًع ا الشيء ذاته ينطبششق على الم اركسية( .وبدل من مح اولة إعط اء نظرة ع امة ،ل يمكن أن تكون ش املة بطبيعة الح ال ،سنفحص اتجشش اهين ،همشش ا الن اركية كأسلوب حي اة )) Lifestyle anarchismوالوتونومية أو أن اركية الستقللية الذاتية ، Autonomismوهمش ا التج اه ان اللذان ص ار لهم ا أهمية في السشنوات الخيشرة ويمثلن قطشبين متن اقضشين فشي داخشل الحركشة الن اركيشة .كمش ا سأضيف ملحوظة عششن "أن اركيششة البرن امششج" ثششم أسششتكمل بشش التعليق علششى بعششض القضش اي ا التكتيكيششة الرئيسششية الششتي يميششل دا مس ائل العمششل المب اشششر والمششش اركة فششي النتخ ابشش ات واتخشش اذ القششرارات الم اركسيون والن اركيون للختلف عليه ا ،تحدي ً ديمقراطًي ا. الاناركية كأسلوب ظحياة Lifestyle anarchism
أقصد ب الن اركية كأسلوب حي اة أيديولوجي ا ع ائمة – أي ل تقوم على عقيدة محددة – ُتعظم أو ُتمجد الحيشش اة داخششل النظشش ام ق ا لمب ادئ الن اركية أو مح اولة الحي اة هكذا .وع ادة م ا يتمثل هشذا فشي البتعش اد عشن الوظش ائف بشأجر والحيش اة الرأسم الي وف ً بطريقة أو أخرى كجم اعة في أم اكن خ الية بوضع اليد ،حيث ل ُتطبق القواعد "الع ادية" والبن اء الهرمششي للنظشش ام .هششذا مشش ا ة فمن الدقششة أن ُيطلق عليه أحي ا ًن ا الحي اة "خ ارج" النظ ام ولكن بم ا أنه لم يعد للنظ ام الرأسم الي "منطقة خ ارجية" حقيق ً نصف هذا النمط من العيش ب الحي اة في جيوب أو سراديب داخل النظ ام كم ا عبر عنه ا جون هولوواي .John Holloway و توجد هذه الجيوب ع ادة في من اطق سكنية منخفضة اليج ار في أو س اط المدن كحي ه اكني في لنششدن أو كرويتسششبيرج في برلين ولكن أحي اًن ا تق ام هذه المجتمع ات الصغيرة في من اطق ريفية .وقد ُتص احب هذا النشوع مشن الن اركيشة مجموعشة من النشطة الثق افية والفنية – بم ا فيه ا فن "الك ابشش اريه" والبهلششوان وفنششون السششيرك الخششرى ،الفششن المرئششي المع اصششر، مستحدثة. والموسيقى إلخ – و أنم اط غذائية معينة ،وعب ادات وثنية وأشك ال لروح اني ات ُ تستبعد الن اركية كأسلوب حي اة ،بحكم طبيعته ا ،أي خ ً ط أو سي اسششة أو إسششتراتيجية أو فلسششفة سي اسششية مشششتركة ،إل أن أحي ا ًن ا تنخرط هذه الجم اعة أو عن اصر في داخله ا في عمل جم اعي ومظ اهرات وحملت وم ا ش ابه بم ا فيه ا مواجهش ات مشع الدولة. دا مفصل عن الن اركية كأسلوب حي اة نق Murray Bookchin بوكشين موراي المخضرم المريكي والن اشط الك اتب قدم ً xiii من منظور الن اركية الجتم اعية ) )social anarchismالكثر قرًب ا للشتراكية .ويسوق بوكشين فششي كتشش ابه ب التفصششيل صة الذين يحملشون قن اعش ات ل منطقيششة ومع اديششة للعلشم، الحجج ضد مختلف نظري ات ومنظري الن اركية كأسلوب حي اة خ ا ً ف ا إي اه ا ب البرجوازية الضيقة التي توفر "الم ان اللذيذ" لمتبعيه ا .ول داعي لتكرار كل حجششج ويستنكر الظ اهرة بأكمله ا واص ً بوشكين في هذا المق ام لنه من المنظور الم اركسي هن اك نقطتين في منتهى البس اطة والوضوح توجه كنقد لهذا النششوع من الن اركية. النقطة الولى ،أن نظرية الن اركية كأسلوب حي اة ل تقدم إستراتيجية أو رؤية لتغيير الع الم ،بل أنه ا ل تبذل أي جهششد جشش اد لمح اولة تقديم مثل هذه السششتراتيجية .ويكش اد ل ُيطششرح السشؤال عشن كيفيشة التغلشب علشى سششلطة رأس المش ال والدولششة الرأسم الية ،بدل من التهرب منه ا ،ن اهيك عن الج ابة عليه .وأكثر م ا يؤمل منه ا كمشش ا يبششدو هششو أن يجششذب أسششلوب الحيشش اة الن اركي الن اس أو غ البية منهم فيتبعونه ا في وقت آجل أو ع اجل. من غير الواضح إذا ك ان هن اك فعل من يؤمن بإمك انية نج اح هذا التج اه الن اركي في النتششش ار إل أنششه ل بششد وأن يقشش ال أن هذا السلوب ل يفضي إلى أي شيء .فب النسبة لقط اع كبير من الن اس -من الطبقة الح اكمة والطبقة المتوسششطة العليشش ا ق ا ككب ار المديرين والمسئولين في الدولة وغيرهم -ل يوجد أدنى احتم ال أنهششم سششيتأقلمون مششع المرتبطة به ا ارتب اط ا وثي ً دا هم من يسيطرون على الثروة والسلطة في هذا المجتمششع. أسلوب حي اة الن اركية أو إيديولوجيته ا ،وللسف هؤلء تحدي ً وعلى نحو مش ابه ،مع اختلف السب اب ،من غير المحتمل أن تتأقلم أغلبية الطبقة الع املششة مششع هششذا النمششط فششي الحيشش اة. فأغلب المنتمين للطبقة الع املة ل يحبون العمل المأجور – على اعتب ار إنه عمل منفر ومكروه ب النسبة لهم حتى وإن لم يصفوه هكذا ،إل أن البط الة بلء أكبر من العمل المأجور ب النسششبة للغلبيششة السشش احقة لنهشش ا تحكششم عليهششم وعلششى أسششرهم ب الفقر الب ائس وتشعرهم بعدم أهميتهم .والدليل على هذا أنه كلم ا سمح القتص اد الرأسم الي بفرص العمل نجد أن عششدد دا. الع اطلين يهبط إلى مستوي ات منخفضة ج ً ب الض افة إلى ذلك يجب القول أن حدس العم ال في محله من ن احية قوتهم السي اسششية ومششن ن احيششة المنظششور الجتمش اعي الع ام .فقوة الطبقة الع املة القتص ادية والسي اسية ل تكمن مجرد في أعدادهم ولكن ،وبشكل ح اسم ،في قششدرتهم علششى التنظيم في مج ال النت اج لضرب أرب اح مديريهم وفشي النه ايششة لتشششكيل مجشش الس عمش ال والسششيطرة علششى عمليششة النتش اج برمته ا .ومن ثم ،فمن شأن البط الة أن تضعف قوة العم ال كأفراد وكجم اعة. كم ا أن أسلوب الحي اة الن اركي ل يمكن تعميمه لنه يعتمد بألف طريقة وطريقة على نظ ام العم الة بأجر – فكل مجموعة ف ا أو محمول ً أو ح اسوًب ا أو سي ارة أو ح افلة أو قط اًرا أو دراجششة أو غشش از أو كهربشش اء أو سكنية أو جم اعة أن اركية تستخدم ه ات ً مي اه ج ارية أو أدوات الم ائدة أو غيره ا من الجهزة المصشنوعة الشتي ل حصشر لهش ا هشي مرتبطشة شش اءت أم أبشت ب العمليشة النت اجية الرأسم الية المع اصرة ،ف المنظومة الرأسم الية أصبحت الن معولمة بشدة ويمكن الستيلء عليه ا ولكن ل يمكن دا لعدد مهم ا ك ان كبيًرا أن يخت ار الخروج منه ا. أب ً وهذا يقود مب اشرة إلى نقطة النقد الرئيسية الث انية لن اركية أسلوب الحي اة وهي أن أسلوب الحي اة النشش اركي ل يمكششن أن دا من الفراد حتى وإن ك ان خي ا ًرا تفضله أقلية )من ب اب التصور عن مجتمششع مسششتقبلي( .إن يدوم طويل إل لعدد قليل ج ً منتج للرأسم الية وتم تشكيلهم اجتم اعًي ا تحششت مظلششة الن اركيون ،مثلهم مثل الشتراكيين وكل من في هذا المجتمع ،هم ُ الرأسم الية ويتعرضون ب استمرار لضغوط اقتص ادية واجتم اعية وأيديولوجية من الرأسم الية .وكلم ا كُبر النس ان ،وب الخص م ا ل بد لهذه الضغوط أن إذا ك ان لديه أطف ال )يتعرضون هم أي ً ض ا للضغوط الجتم اعية( تزداد هذه الضغوط ول تقل .وحت ً تضعف وتؤثر على التزام الفراد بداخل المجتمع الن اركي وعلى مب ادئ المجتمع ككششل .وهششذا سششيحدث خ اصششة فششي حشش ال انخراط أعض اء الجم اعة في أنشطة صغيرة للتوظيششف الششذاتي أو العمشش ال الري اديششة .ولششذلك فشش النموذج السشش ائد لسششلوب الحي اة الن اركي ينجح فقط كمرحلة مؤقتة في حي اة قلة تعيش على ه امش المجتمع الرأسم الي. أاناركية الستقللية الذاتية )الوتوانومية( Autonomism الوتونومية تي ار سي اسي ك ان له تأثير على الحركة الع المية المن اهضة للرأسم الية .وع ادة م ا يؤرخ لهذه الحركة بششدًءا مششن مظ اهرات سي اتل في الولي ات المتحدة ضد منظمة التج ارة الع المية في نوفمبر ،1999ووصل تششأثيره إلششى الششذروة فششي مظ اهرتي جنوة في يوليو 2001والمنتدى الجتم اعي الوروبي بفلورنس ا في سبتمبر .2002 ينظر البعض للوتونومية أحي ا ًن ا على أنه ا تي ار م اركسي وذلك لرجوع الجذور النظرية لمفكريهشش ا الس اسششيين ،وهمشش ا مشش اريو ترونتي Mario Trontiوتوني نيجري ،Toni Negriإلى الحزب الشيوعي اليط الي ) (PCIثم في مجموعة "قوة العم ال" Potere Operaioاليس ارية العصبوية في أواخر الستيني ات .إل أنه من ن احيششة نظريتهش ا ومم ارسششته ا الفعليششة فقشد كشش انت الوتونومية أقرب كثي ًرا للن اركية عنه ا للم اركسية "الكلسيكية" لم اركس أو إنجلز )أو لينين وتروتسكي ولوكسمبورج(.
تمحور اهتم ام الوتونومية في الستيني ات )وك انت تعرف بش"العم الوية" آنششذاك( فششي كفشش اح العمشش ال الصششن اعيين المن اضششلين على النت اج ،خ اصة في مص انع السي ارات في ششم ال إيط اليشش ا .كشش ان هشؤلء يختلفششون بشششدة عششن الصششلحيين البرلمشش انيين وتكونوا من الحزب الشيوعي اليط الي والقي ادات الت ابعة له فشي التحش ادات العم اليشة والرافضشة للصشراع السي اسشي بيشن الحزاب والتح ادات بشكل ع ام .وبلور ترونتي ونيجري م ا سمي بش"إستراتيجية الرفض" التي لم تحض علششى الضششراب ات ضش ا غير الرسمية فحسب ولكن كذلك على العم ال التخريبية والغي اب عن العمل ،وهى الفع ال الشتي كش ان ُيشرى فيهش ا رف ً "ذاتًي ا" من الطبقة الع املة للتع اون مع الرأسم الية من أجل إضع افه ا. وفيم ا بعد ،بعد قمع حركة العم ال اليط اليين في السبعيني ات وحلول أزمة ع امة في حركة اليس ار اليط الي الثوري ،حششول نيجري تركيزه من عم ال النت اج الصن اعيين إلى م ا أسم اه "الع امل الجتم اعي" مششع الششتركيز علششى العشش اطلين عششن العمششل وعن اصر "مهمشة" أخرى .ثم بعد سجنه من قبل الدولة اليط اليششة )بتهششم خ اطئششة بشش التورط مششع منظمششة اللويششة الحمششراء الره ابية( كتب ب الشتراك مع م ايكششل هشش اردت Michael Hardtكتشش ابين (Empire (2000و . (Multitude (2004 وحظي العملين على قدر ل بأس به من النج اح لفترة م ا وكشش ان لهمشش ا تششأثير واضششح علششى الششدوائر الراديك اليششة فششي أوروبش ا وأمريك ا الشم الية .وأريد أن أتفحص فكرتين لنيجري ،يش اركه فيهم ا العديد مششن الششذين يعتششبرون أنفسششهم اوتونششوميين أو أن اركيين ،يشوبهم ا أخط اء ف اضحة بل والدهى مششن ذلششك أعتبرهمشش ا فكرتيششن ضشش ارتين بشششدة لليسشش ار والحركششة المن اهضششة للرأسم الية بمعن اه ا الشمل. أول فكرة أن رفض العمل بأجر هو عمل ثوري .لقد انتقدت هذه الفكششرة مشن قبششل ب النسششبة لنظريششة الن اركيششة كأسششلوب حي اة ،إل أن نيجري والوتونوميين ،وب التحديد لنهم ك انوا في زمن س ابق نشط اء راديك اليين ،تطرفوا في دفع هذه الفكرة حتى بلغت حد الك ارثة .فهم لم يركزوا فحسب في إستراتيجيهم على الع اطلين بل رأوا أن من يعمششل بششأجر هششو شششخص متواطئ مع النظ ام الرأسم الي .يكتب نيجري في ذلك: تظل بعض مجموع ات العم ال وبعض الفئ ات من الطبقة الع املة مرتبطة بعنصر الجر ...أي أنهششم يحصششون علششى دخلهششم من ع ائد النت اج .وهم بذلك يسرقون وينتزعون القيمة الف ائضة للبروليت اري ا – ويش اركون في الخششداع الجتمشش اعي للعمشش ال ككل – على نفس طريقة الدارة .ل بد من مح اربة هذه المواقف – ومم ارس ات التح ادات العم الية التي ترع اه ا – بشش القوة إذا لزم المر .وسيحدث ،ولن تكون المرة الولى ،أن تدخل مسيرة للع اطلين على مصنع كبير لتحطم عجرفششة أصششح اب xiv الدخول. ولقد ق امت هذه الفكرة ،والتي طبقه ا بعض المن اضلين من الشب اب ،بمهمة تقسيم الطبقة الع املة ب الن ابة عن المشديرين. منتميششن للتحشش ادات العم اليششة كمشش ا وأدى ذلك في بعض الم اكن إلى وقوع مواجه ات جسدية مشش ا بيششن أنصشش اف الثششوريين وال ُ أحدث الوقيعة بين أصح اب الوظ ائف والع اطلين. وث انًي ا ،وانتق ال من فكرة "الع امل الجتم اعي" ،اقترح نيجري وه اردت مفهششوم "الجمششع" ) Multitudeعلششى نقيششض فكششرة دا ينطبق تقريًب ا على كل من ل ينتمي فعلًي ا للطبقة الح اكمة ويشبه مصطلح الطبقة الع املة( .و”الجمع” مصطلح ع ائم ج ً "الشعب" القديم .ويبدو هذا للوهلة الولى مقبششول إذ أن الشششتراكيين والنشش اركيين علششى حششد السششواء ط المشش ا إاسششتخدموا مصطلح "الشعب" بتعثر .غير أن الكثير من علم اء الجتم اع البرجوازيين )وبعششض الشششتراكيين( يعملششون بتعريششف أضششيق أكثر مم ا يجب للطبقة الع املة إذ أنهم يحصرونه ا في العم ال اليدويين فقط ،بدل من اعتب ار كل من يتعيش من عمله في عداد الطبقة الع املة ،و ُمبعدين بذلك أصح اب الي اق ات البيض اء )العم ال الشذهنيين( مششن صششفوف الطبقششة ،ومصششورين بكششل ذلك الطبقة الع املة في صورة طبقة في طريقه ا للنقراض في المجتمع المع اصر. ومع ذلك ففكرة "الجمع" مغلوطة بشكل ق اتل .فم ا يغيب عنه ا ،بل م ا تشوش عليه فعلًي ا ،حقيقة أنششه يوجششد بيششن ضششح اي ا دا الطبقة الع املة الممية ،والتي لديه ا مقدرة فريدة تستطيع الرأسم الية الع المية غير المعدودين طبقة خ اصة ،وهي تحدي ً من خلله ا أن تتحدى النظ ام وتتغلب عليه .وتحديد الطبقة الع املة على هذا النحو هو حكم استراتيجي وليس أخلقي .هو م ا علششى اعتقشش اد أن العمشش ال "أفضششل" مششن غيرهششم مششن النشش اس ،أو تصششور أن جميششع العمشش ال لششديهم وعششي تحديد ليس ق ائ ً اشتراكي ،أو بن اًءا على حنين روم انسي لم اضي الحركششة العم اليششة ،ولكنششه تحديششد يسششتنتج مششن وضششع العمشش ال القتصشش ادي كمصدر رئيسي لرب اح الرأسم اليين وارتب اطهم بمن ابع النت اج الرئيسية في المجتمع وتركزهم العششددي اله ائششل فششي أمشش اكن العمل والمدن الكبيرة. ولقد ظهرت مركزية الطبقة الع املششة مششرة أخششرى فششي الثششورة المصششرية فششي عشش ام .2011فرغششم مظشش اهرات الجمشش اهير المصرية ب المليين واحتلله ا المي ادين والشوارع واستبس اله ا ضد الشرطة استمر مب ارك ب التمسك ب السلطة .ولكن عنششدم ا انضم للمظ اهرات موجة ه ائلة من الضراب ات العم الية من 9إلى 11فبراير ُدفع الجنرالت الوفي اء لمب ارك لتخشش اذ قششرار التضحية ب الدكت اتور إنق اذ ًا ً للنظ ام. شكلت الطبقة الع املة منذ ولدته ا من رحم الثورة الصن اعية نقطة انطلق والس اس الجتمشش اعي والمرتكششز السششتراتيجي لفضل عن اصر اليس ار ،سواء ك انوا اشتراكيين أو أن اركيين أو تروتسكيين أو نق ابيين .وب انزوائهشش ا عششن هششذه الركيششزة ،تهيششئ الوتونومية الس احة للتيه الستراتيجي والوقوع في العديد من الخط اء التكتيكية. وينطبق الشيء ذاته على فكرة "البريك اري ات" Precariatأو "غير المستقرون" التي بلوره ا مؤخًرا المفكر القتصشش ادي ق ا لست اندنج فأن "الغيششر مسششتقرون" هششم "طبقششة جديششدة وخطيششرة" ويضششعه ا فششي ج اي ست اندنج . Guy Standingووف ً المق ابل مع "البروليت اري ا – الطبقة الع املة الصن اعية التي بنيت عليه ا الشتراكية الديمقراطية للقرن العشرين": تتكون هذه "الطبقة" من مختلف الن اس الغير مستقرة في طبيعة حي اته ا ،من الذين يعيشون حي اة مبعششثرة ،يتنشش اقلون مشش ا بين وظ ائف غير دائمة ،دون الحصول على أى خبرات وظيفية متج انسة؛ وتشمل هذه "الطبقة" مليين الشب اب المتعلم وال ُمحبط الذي ل يعجبه م ا يراه ،ومليين النس اء المستغلت في أعم ال قهرية ،وأعداد متزايششدة مششن الموصششومين مششدى xv الحي اة بسوابق جن ائية ،والمليين الذين يصنفون "بأصح اب عجز" ،والعم الة المه اجرة بمئ ات المليين حول الع الم. ويزعم ست اندنج )مُخطئ ًشش ا( أن الثششورة المصششرية والنتف اضشش ات الح اصششلة مششؤخًرا فششي أسششب اني ا واليونشش ان كلهشش ا تمششت بقيشش ادة البريك اري ات ،إل أنه ل يدافع عن قضيتهم بقدر م ا يستخدمهم كمجرد سلح تهديد ليط الب الدولششة ب الصششلح وتششوفير دخششل أس اسي لكل الن اس .ورغم أن ست اندنج نفسه ينتمي سي اسي ا ليس ار الشتراكية الديمقراطية ،إل أن هذا لم يمنششع العديششد من الن اركيين والوتونوميين أن يتبنوا مصطلحه الطن ان وأن يستخدموه.
والخطأ الس اسي في هذه النظرية يكمن في أن من ُيطلق عليهم البريك اري ات هم في الحقيقة مجرد جششزء مششن الطبقششة الع املة بل ويمثلون نسبة القليشة فيهش ا ) %25مشن السشك ان( وليسشوا طبقشة منفصشلة مضش ادة للبروليت اريش ا ،كمش ا أنهشم ل يشكلون ب التأكيد بديل له ا كأداة التغيير الجتم اعي أو الثورة .فمن ن احية ،يتج اهل تعريف ست اندنج الضيق للبروليت اري ا على صة في أنه ا تضم فقط العم ال الصن اعيين حقيقة أن حتى حي اة نسبة كبيرة من العم ال تمتلئ بعدم الستقرار الشديد خ ا ً فترات الركود وانتش ار البط الة .ومن ن احية أخرى ،ف الطبقة الع املة ل تقتصر فقط على العم الة الصن اعية أو اليدوية لكنه ا تشمل كذلك العم ال ذوى الي اق ات البيض اء .إن الطبقة الع املة تشمل كل من يتعيش من عمله مق ابششل أجششر سششواء كشش انوا عم ال حديد وصلب أم مدرسين ،أو عم ال إنش اءات أو مششبرمجين كومششبيوتر ،أو عمشش ال فششي متشش اجر أو ممرضشش ات أو حششتى أطب اء حكوميين. وب النتيجششة ،فمح اولششة اعتبشش ار مشش ا يسششمى ب البريك اريشش ات أو غيششر المسششتقرين بششأنهم الق اعششدة السششتراتيجية لحركششة التغييششر الجتم اعي هو بمث ابة شق لصفوف الطبقة الع املة ،واقتص ار للحركة على أقلية بداخل الطبقة الع املة والمجتمع وفصششله ا عن الغلبية المنظمة في الطبقة التي تمتلك القوة القتص ادية والقدرة الكبر على ضششرب الرأسشم الية فشي مقتششل وذلشك بوقف عملية النت اج .فلقد وصف م اركس البروليت اري ا بأنه ا "الحركة الواعية بنفسه ا ،الحركة المستقلة للغلبيششة السشش احقة والتي تعمل لص الح هذه الغلبية" – وهن ا تكمن قدرته ا على النتص ار .أم ا وضع الحركة في أيدي أقليششة فهششي مششرة أخششرى وصفة للفشل. ض ا في كت ابهم ا المبراطورية Empireأن الدولة فقدت أهميته ا كبشؤرة للقشوة الرأسشم الية .فقشد وق ال نيجري وه اردت أي ً أنتجت العولمة م ا أسموه ب الش"المسطح الن اعم" للقوة الرأسششم الية الخ الصششة حيششث فقششد الصششراع المبريشش الي بيششن الششدول القومية الهمية .لم تكن هذه المقولشة موفقشة مشن حيشث التشوقيت ،إذ جش اءت قبشل الحش ادي عششر مشن سشبتمبر 2001 مب اشرة وم ا تله من غزو الولي ات المتحدة لفغ انست ان والعراق ،إل أنه يجششب التأكيششد علششى أنهشش ا كشش انت خ اطئششة فششي كششل الحوال .على أبسط المستوي ات ل يمكن لشرك ات موبيل للنفط أو جنششرال موتششورز للسششي ارات )وغيرهشش ا مششن الشششرك ات العملقة( أن تت اجر ول ليوم دون مس اندة من دوله ا القومية وجيوشه ا المسلحة – وإل نهبه ا الفقششراء .أمشش ا علششى مسششتوى القتص اد الدولي فأن أكثر من %90من أضخم 200شركة ع المية يوجد لهم مقر وطني محدد وروابط وثيقة مع أجهزة دولة قومية بعينه ا .وكم ا يقول الشع ار "ل يمكششن أن توجششد شششركة مكدون الششدز )للهمبششوجر( دون وجششود شششركة م اكدون الششد دوجلس )لصن اعة السلح(". إن خطأ التقليل من أهمية الدولة تض اعف عنششدم ا خطششى جششون هشش الوواي خطششوة إضشش افية فششي كتشش ابه "غيششر العشش الم بششدون الحصول على السلطة Change the World Without Taking Powerوالذي نشر في ع ام .2002ففي حين رأى نيجري أن أهمية الدولة تتض اءل في عصر المبري الية الح الي ،اعتبر هولوواي أن التركيز على الدولة هششو الخطششأ الصششلي والمستمر للحركة الشتراكية بأكمله ا منذ بدايته ا .ففكرة الستحواذ على سششلطة الدولششة الششتي يسششعى إليهش ا الصششلحيون والثوريون والشتراكيون الديمقراطيون والبلشفة والشيوعيون والتروتسكيون على حششد سششواء خطششأ فششي حششد ذاتهشش ا لن جه از الدولة بطبيعته سلطوي وقمعي و"الستحواذ" عليه لن يفضى سوى إلى تكرار القمع الششتي قشش امت الثششورة لتقضششي عليه .وين ادي هولوواي بد ًل من التركيز على الستحواذ على سلطة الدولة بإستراتيجية تعتمد على إق امششة قواعششد سششلطة "مستقلة" عن الدولششة ،كمشش ا فعششل ثششوار الزاب اتيسششت ا Zapatistaفششي وليششة شششي اب اس Chiapasب المكسششيك فششي أبشش ان انتف اضتهم الشهيرة في 1994ضد قمع الدولة المركزية للسك ان الصليين. قد يكون لهذا الطرح وج اهته كنقد لمم ارس ات أحزاب العم ال الصلحية وغيرهم مششن الشششتراكيين الششديمقراطيين الششذين يلهثون دو ًم ا من أجل التحكم في جه از الدولة البرجوازي ،ولكن يغيب عنه نقطة جوهرية أصر عليه ا م اركس بعد كومونة ب اريس في 1871وطوره ا لينين في كت اب "الدولة والثورة" ع ام – 1917وهي أن الطبقة الع املة ل تستطيع ببس اطة أن "تستحوذ" على جه از الدولة البرجوازية وتطويعه لمص الحه ا ،إنم ا عليه ا أن تحطششم الجهشش از القششديم وتقيششم دولششة مششن نششوع جديد. ولكن كإستراتيجية بديلة للتغيير ،يفتقشر طشرح هش الوواي )إق امششة قواعششد سشلطة مسششتقلة( للعمليششة .ب الفعشل كش ان لتمشرد م ا واس ًع ا في لحظة ت اريخية محددة ك انت فيهش ا المق اومشة علشى المسششتوى الشدولي فشي ح الششة سشكون الزاب اتيست ا أثًرا مله ً نسبى وك ان ق ادة الع الم يهنئون بعضهم البعض في نشوة انتصشش ارهم بعششد سششقوط الشششيوعية فششي بدايششة التسششعين ات مششن القرن الم اضي .لكن الزاب اتيست ا لم يفلحوا في تغيير المكسيك ،ن اهيك عن تغيير الع الم .وب الضشش افة إلششى ذلششك فمشش ا كشش ان ب المك ان عمله في أدغ ال شي اب اس ل يصلح تنفيذه في مدن س اوب اولوأو بوينس أيريس أو الق اهرة أو أي مك ان في الع الم الرأسم الي المتطور .ف الن لم يعد يوجد مك ان خشش ارج نطشش اق ذراع الدولششة ولششم يعششد هنشش اك بقعششة يمكششن أن تحشش افظ علششى دا للسلطة الرأسم الية .فمن الممكن أن نح اول أن نتج اهل الدولة ولكن هذا ل يعنششي استقلليته ا للبد إذا ك انت تمثل تهدي ً أن الدولة ستتج اهلن ا. يقدم جون هولوواي منظوره لعدم الح اجة للستيلء على السلطة بمزيد من البلغة الثورية الش اعرية عششن رفششض إعشش ادة خلق الرأسم الية بعملن ا والحتف ال ب التصدع ات داخشل النظش ام ،إل أن الحقيقشة هشي أن هشذه السشتراتيجية تعتشبر إصشلحية وليست ثورية ،بل وتوفر غط اًءا راديك ال ًي ا لكل أنواع المنظم ات غير الحكومية ومجموع ات الضششغط والحملت الجتم اعيششة التي تود قطًع ا تف ادي المواجهة مع الدولة إم ا لن الدولة تموله ا أو لنه ا ل تستهدف الط احة ب الرأسم الية على الطلق. أاناركية البرانامج Platform anarchism إن أن اركية البرن امج ظ اهرة محدودة ولكنه ا مثيرة للهتمشش ام .ولقششد اسششتوحى أسششمه ا وأفك ارهشش ا مششن "البرن امششج التنظيمششي للشيوعيين التحرريين" 16الذي كتبه في ع ام 1926نستور م اخنو وبيوتر أرشينوف Piotr Arshinovوأنشش اركيين روس آخرين من مجموعة ) Dielo Troudaقضية العم ال( في المنفى في ب اريس؛ ولن اركية البرن امج أهمية مع اصرة لتأثيره ا على عدد من المجموع ات الن اركية الصغيرة اليوم بم ا فيه ا حركة تض امن العم ال في أيرلندا والتح اد الشرقي-الشششم الي للشيوعيين الن اركيين في شم ال أمريك ا. كم ا يمثل البرن امج التنظيمي نت اج خبرة مؤلفيه في الثورة الروسية وهو شديد التأثر بهشش ا .وعليششه ُيرجششع البرن امششج أسششب اب ضعف الن اركية قبل كل شيء إلى غي اب مب ادئ مترابطة خ اصة ب التنظيم السي اسي:
الن اركية ليست فكرة طوب اوية جميلة ،ول هي فكشرة فلسششفية مجشردة؛ إنهشش ا حركششة اجتم اعيششة للجمش اهير الع املششة .ولهششذا السبب عليه ا أن تجمع قواه ا في منظمة واحدة وتقوم ب التحريض المستمر حسب م ا يمليه الواقع واسششتراتيجية الصششراع الطبقي. تعوزن ا بشدة منظمة تقوم ،بعدم ا ُتجمشع غ البيشة القشوى المشش اركة فشي الحركشة الن اركيشة ،بتأسشيس خ ً طش ا سي اسشًي ا ع اًمش ا وتكتيكًي ا في الن اركية يصلح ليكون دليل ً للحركة بأكمله ا. والسلوب الوحيد الذي يأتي بحل لمشكلة التنظيم الع ام ،في نظرن ا ،أن يتم حشد المن اضلين الن اركيين الن اشطين لوضع س ا لبرن امج متن اسق بم ا يتسم به من كم ال أو نقص ان )التشششديد س ا لمواقف محددة :نظرًي ا وتكتيكًي ا وتنظيمًي ا ،أي أس ا ً أس ا ً في الصل(. إنه ا سطور مدهشة حين تخرج مششن أفششواه النش اركيين ،فمش ا هششي "منظمششة واحششدة" ذات "خششط سي اسششي عش ام وتكششتيكي" ق ا لتصورات لينين؟ و"برن امج متسق" بن اًءا على "مواقف محددة" غير حزب بل وحزب وف ً والكثر منه ا دهشة م ا يقوله البرن امج ،وب التفصيل ،في جزء بعنوان "الدف اع عن الثورة": مهدِِدة لمتي ازات الطبق ات غير الع املة في المجتمع بل ولكي انهشش ا ذاتششه ،سششتدفع هششذه الطبقشش ات ل إن الثورة الجتم اعية ،ال ُ َمح الة إلى مق اومة ي ائسة ستأخذ شكل حرب أهلية شرسة... وكم ا أظهرت التجربة الروسية فحرب أهلية كهذه لن تدوم مجرد بضعة أشهر ولكن عدة سنوات .مهمشش ا كشش انت خطششوات العم ال الولى مليئة ب البهجة في بداية الثورة ستتمكن الطبقشش ات الح اكمششة مششن المق اومششة لفششترة طويلششة وبقششدرة ف ائقششة. لسنوات طويلة سيشنون الهجم ات على الثششورة لمح اولششة إعشش ادة السششلطة والمتيشش ازات الششتي ضشش اعت منهششم .سيتصششدون للعم ال المنتصرين ب الجيوش العظيمة والتقني ات والستراتيجي ات العسكرية والم ال ... لذا يتوجب على العم ال ،حف اظ ً ا ً على مك اسب الثورة ،تكوين منظم ات للدف اع عن الثورة حتى يواجهوا الهجم ات الرجعيششة بقوة قت الية ض اربة تتن اسب مع حجم المهمة... ...كح ال كل الحروب ،ل يمكن للعم ال شن حرب أهليششة بنجشش اح إل مشع تطششبيق المبششدأين الس اسششيين للعمششل العسششكري: م ا للثورة سششتأتي عنششدم ا تهجششم البرجوازيششة علششى الثششورة وحدة خطة العملي ات ووحدة القي ادة الع امة .اللحظة الكثر حس ً بقوة منظمة .إنه ا لحظة ح اسمة تفرض على العم ال تبني هذه المب ادئ للستراتيجية العسكرية. ض ا إستراتيجية الثورة المض ادة ،فعلششى قششوات ومن ثم ،فب النظر إلى الضروري ات التي تفرضه ا الستراتيجية العسكرية وأي ً الثورة المسلحة أن تعتمد ب الت الي على جيش ثوري ع ام بقي ادة مشتركة وخطة عملي ات... دا لنه من المدهش قراءة هذه السطور من أقلم معلنة لن اركيتهشش ا. لقد عرضت هذا القتب اس المطول من البرن امج تحدي ً فه ا هم يعترفون بأس اس حجة الحزب كم ا واعترفوا كذلك ،من واقع تجربتهششم فششي الثششورة الروسششية أي مششن واقششع ثششورة حقيقية ،بأس اس الحجة الم اركسية الداعمة لضرورة بن اء دولة عم ال للدف اع عن الثورة. المؤلفون )وتلميذهم المع اصرين( ينكشرون هششذا التطشش ابق ،ب الضششبط كمش ا ينكشرون أن "المنظمششة الواحششدة" ذات "برن امشج متسق" هي حزب ،إذ أنهم ،كم ا يقولون ،رافضون "للمب ادئ" الخ اصة "ب الدولة" و"السلطة" .ولكن ل ف ائششدة مششن النكشش ار. دا "هي اكششل مششن الرجشش ال المسششلحين" .فسششواء أعجبنشش ا المششر أم ل ،فششإن فأس اس الدولة ،كم ا أصر إنجلز ولينين ،هي تحدي ً ضشش ا وجششود قششدًرا مششن السششلطة علششى أي يعني كم ا دولة، تكوين يعني موحدة" تكوين جيش من العم ال الثوريون "ذو قي ادة ً أرض الواقع .ولن ُيجدي التلعب ب الكلم ات للتح ايل على هذه الحقيقة وهذا التط ابق مهم ا ك ان. يستطيع الم اركسي إلى حد بعيد أن يقول للرف اق الن اركيين أصششح اب تششوجه البرن امششج أنكششم أدركتششم أشششي اًء مهمششة – عششن ضرورة وجود منظمة واحدة على أس اس برن امج متسق ،وضرورة التع امل مع الثورة المض ادة العنيفششة والحششرب الهليششة، إلخ .إل أن هذا ببس اطة ل يمكن أن يندرج تحت الط ار النشش اركي .الفضششل كششثيًرا أن يتششم البنشش اء عليششه مششن خلل إعطشش اءه س ا نظرًي ا ج ا ًدا بواسطة الم ادية الت اريخية لم اركس وإدخ اله في النظرية الم اركسية عن الدولة والحزب ،وكلهم ا أكثر أس ا ً ق ا ،وم ا هو أهم ،أكثر ديمقراطية ،مم ا قد يدرك العديد من الن اركيين. تطو ًرا وأكثر عم ً الفعل المباتشر Direct Action من القض اي ا التي كثي ًرا م ا أختلف حوله ا الم اركسيون والن اركيون على امتداد الحركة هو اللجوء لستخدام تكتيك "للفعششل المب اشر" .وإعطش اء تعريشف محشدد "للعمشل المب اششر" ليشس بش المر السشهل لن المصشطلح يسشتخدم لنطش اق واسشع مشن التكتيك ات ولكنه بششكل عش ام يششير إلشى الحتج اجش ات أو أعمش ال المق اومشة الشتي تخشرق القش انون الرأسشم الي أو تتحشداه ك العتص ام ات في الش ارع وتعطيل الطرق الرئيسية واحتلل المب اني وكسر النوافذ وغيره ا من العتششداءات علششى الملك الخ اصة .وقد ُيستخدم العنف في الفعل المب اشر وقد يكون فعل مب اشر سلمى .من الواضح أن أشششك ال الفعششل المب اشششر ُيمكن استخدامه ا وك انت ًمستخدمة من قبل العديد من القوى السي اسية والجتم اعية المختلفة من حركة الحقوق المدنية للسود في الولي ات المتحدة في الستين ات إلى المتظ اهرين المن اهضين للرأسم الية في جنوه في إيط الي ا في 2002إلى طلبة لندن .والعم ال المضربين والذين يحتلون أو يح اصششرون مواقششع العمششل يقومششون نوعًشش ا مشش ا ب اسششتخدام تكتيششك الفعششل المب اشر .واليمين المتطرف والف اشيون أيض ا قد ينخرطون في الفعل المب اشر كم ا يحدث عندم ا تستهدف "عصبة الدف اع النجليزي" الف اشية الجوامع على سبيل المث ال. فكيف لهذه القضية أن تشق بين الم اركسيين والنشش اركيين؟ المششر ب التأكيششد ل يتلخششص فششي أن النشش اركيين يؤيششدون الفعششل المب اشر وأن الم اركسيين يع ارضونه – على العكس فقد تعددت المن اسب ات التي أيشد فيهش ا الم اركسششيون الفعششل المب اشششر مستبعدة أشك ال أخرى من العمل وق اموا به .إل أن هن اك فرق .ف الن اركية تميل إلى الهوس ب الفعل المب اشر وتتمسك به ً وتميل للنتق اص من الشك ال الخرى للحتج اج .ويص احب هذا ميل لعلء شأن استخدام طرق الث ارة والمخ اطرة والشج اعة التي تشد النظ ار في العمل المب اشر فوق متطلب ات إشراك الجم اهير في النض ال وحشده ا .أم ا الم اركسيون، وعلى العكس ،يرون في استخدام العمل المب اشر تكتي ً ك ا ُيلجأ إليه فقط عنششدم ا يخششدم الهششدف الس اسششي وهششو رفششع ثقششة جم اهير الطبقة الع املة ووعيه ا ونض اليته ا.
ل يمكن طب ًع ا أن تكون هن اك ق اعدة مطلقة في إست خدام تكتيك الفعل المب اشر ف الحكم يكون حسششب الظششروف علششى الرض وكلن ا نخطئ أحي ا ًن ا .إل أن رأيي بشكل ع ام أن النهج الم اركسي للعمل الجم اهيري يظل هو النهج الصحيح .فيوجد في العلء من دور العمل المب اشر لقلي ات صغيرة سوء تقدير لمدى بطش وقوة النظ ام وجه از الدولششة الت ابعششة لششه .مثل، أثبتت فكرة المجموعة اليط الية توتي بي انكي ) Tute Bianchiالوفرول البيض( أنه ب المك ان التغلب على الشششرطة أو حتى تحجيمه ا بتطوير تكتيك ات خ اصة لحرب الشوارع )برداء ُمبطن ،إلخ( أنه ا وهم ت ام عند تجربته ا في جنوه في .2002 ض ا أسلحة ن ارية وجيش ف الدولة ل تملك مجرد جه از شرطة بهراواته وخيله وكلبه وغ ازه المسيل للدموع ،ولكنه ا تملك أي ً بمدفعية ودب اب ات .والطريقة الوحيدة لمواجهة آمنة مع الشرطة في الصدام ات في الش ارع تكششون بشش التفوق علششى عششدده ا كم ا حدث في الثورة المصرية مؤخًرا ،والطريق الوحيد لهزيمة الدولة الرأسم الية ككل هي مواجهة ملييششن العمشش ال لهشش ا حتى تنكسر من الداخل. ويكون للمظ اهرات المليونية ،حتى إذا ك انت سلمية تم اًم ا وحتى إن لم تنجح في إحداث تغييًرا في سي اسة الحكومة ،دور مهم في الحركة .فب النسبة للكثير من العم ال تكون هذه المظ اهرات هششي أول تعريششف لهششم ب السي اسششة وأول تجربششة فششي العمل الجم اعي ،وقد يكون له ا تأثير قوي في التثوير .كم ا تعطي هذه التعبئة النشش اس شششعور بقشوتهم كجم اعششة متجش اوزين العزلة والتفتيت الذي يح اول النظ ام أن يفرضه .فل بد أن تكون هن اك أشك ال للعمل يستطيع أن يش ارك فيه ن اس م ازال مهتزة ،نحو المش اركة في الحركششة .كمشش ا أن للمظشش اهرات الكششبيرة وعيهم يتطور ويخطون أولى خطواتهم ،التي قد تكون ُ أثر دع ائي مهم ،على المستوى الدولي والمستوى القومي على حد سواء .فمثل عندم ا تظ اهر عششدة ملييششن فششي الغششرب ضد الحرب على العراق في ،2003-2002و رغم أنهم لم يمنعوا حدوثه ا ،أرسلوا برس الة مهمة إلى الشرق الوسط بأن جم اهير الن اس الع ادية في الغرب غير مؤيدة للعدوان المبريشش الي لحكومشش اتهم .وهششذه المظشش اهرات سشش اعدت اليسشش ار فششي مششة ،وخلقششت أسشش اس الشرق الوسط على المج ادلة ضد أطروح ات السلميين والتي ارات الره ابية المع اديششة للغربييششن ع ا ً ه ام للتض امن الممي المستقبلي. س ا .وقششد تنفصششل وعلى النقيض ،قد يؤدي الهوس ب الفعل المب اشر إلى الفصل بين القلية المتحمسة والغلبية القل حم ا ً الولى عن الخيرة وتتوهم بأن العم ال الدرامية لمجموعة صغيرة من داخل الحركة هي فقط التي تحدث التشأثير .وهشذا النوع من الخلط قد يدمر الحركة .ويجب هن ا التأكيد على إن الثورة عملية تحشرر ذاتشي لملييشن مشن الطبقشة الع املشة ول يوجد له ا اختص ارات .ولهذه السب اب يجب أن يكون لحشد جم اهير الطبقة الع املة الولوية في كل الوق ات. المشاركة في الانتخابات ً يرفض كل الن اركيون تقري ًب ا المش اركة في النتخ اب ات الني ابية والنتخ اب ات الرسششمية الخششرى ،ويعتبرونهشش ا نششش اط ا سي اسشًي ا مسيطرون على المجتمع الرأسم الي بغض مزيفة – فرأس الم ال والثري اء يظلون هم ال ُ برجوازًي ا ب امتي از وعملية ف اسدة و ُ النظر عن من يفوز في النتخ اب ات – ولذا ف الن اركيون ينظرون للمش اركة فششي النتخ ابش ات علششى أنهش ا بمث ابششة "العششتراف" ة إمك انية ب الدولة الرأسم الية البغيضة .وتش اطر الم اركسية الن اركية نفس انتق اداته ا ب النسبة للديمقراطية البرجوازية ،ن افي ً أن تقود سكة البرلمشش ان إلششى الشششتراكية أو التغييششر الثششوري .وتسششتهدف الم اركسششية إزاحششة ثوريششة للبرلمشش ان الششبرجوازي واستبداله بمج الس عم الية ،ولكنه ا ،مع ذلك ،تؤيد المش اركة في النتخ اب ات الني ابية حسب الظرف. وبم ا أنه يجب أن يكون الثوار منخرطين طوال الوقت في النض ال لتوعية الطبقة الع املششة ضششد تششأثير العلم الرأسششم الي والحزاب السي اسية الرأسم الية والحزاب الصلحية ،لذلك فإن النتخ اب ات البرجوازية هي أرضية ه امششة يجششب أن تخشش اض عليه ا هذه المعركة .ورغم أن النتخ اب ات البرجوازية ليست على الطلق هي الرضية الهم في النض ال من أجل مح اربششة التأثير اليديولوجي الرأسم الي – حيث أن مع ارك النق اب ات العم الية والضراب ات مثل أهم بكششثير – إل أنششه ل يجششب تج اهششل النتخ اب ات .قد ل يخدع النظ ام البرلم اني العن اصر المتقدمة بين العم ال ولكنه من المؤكد أن مليين العم ال ينخدعون في النتخ اب ات حتى من فيهم يدعي أنه متشكك في جدواه ا .وهذا يعنى أنه في أوق ات النتخ اب ات ينصب اهتم ام الن اس علششى مرششحين فشي النتخ ابش ات تكشون لشديهم فرصشة مهمشة لتوصشيل الفكش ار السي اسة أكثر من الوق ات الع اديشة ومشن ثشم ف ال ُ الشتراكية لجمهور عريض من العم ال والفقراء. وإذا تشم انتخش اب مرششحين مشن الششتراكيين الثشوريين إلشى مجش الس محليشة أو برلم انش ات قوميشة تشزداد فرصشة الدع ايشة الشتراكية الفع الة بشكل كبير – ليس فقط الدع اية عن طريق المنشششورات والخطششب )داخششل الغششرف وخ ارجهشش ا( ولكششن ض ا عمل ًي ا عن طريق دعم النواب الشتراكيين للضششراب ات والششذه اب إلششى خطششوط العمشش ال المضششربين والمششش اركة فششي أي ً مكَلمششة البرلم انيششة مششن مصششطنعة لل َ الحتللت والعتص ام ات والضراب ات ،وتعلم كيششف يتششم فضششح وتفنيششد الديمقراطيششة ال ُ الداخل .ول يمكن ،كم ا قلن ا ،أن نغير البرلم ان ليصبح كي ان يعمل من أجل الطبقة الع املة والشششعب ،إل أن مششن الممكششن للثوريين أن يعمل بداخله كمدافع عن مص الح الشعب أم ام الشعب. سيقول البعض ،أن اركيين وغيرهم من الن اس الذين سئموا الكشش اذيب والنفشش اق والرشششوة البغيضششة للسي اسشش ات البرجوازيششة اليومية )وهذا ح ال كل بلد رأسم الي( ،أن لحظة دخول الثوري الص ادق إلى النظشش ام البرلمشش اني الف اسششد ل منشش اص مششن أن ض ا .وطب ًع ا يوجد خطر حقيقي لحدوث ذلك ،كم ا قد يحدث مع بعض الفراد الذين ُينتخبون لمن اصب رسششمية ُتفسده هو أي ً في النق اب ات العم الية ،لن النظ ام الرأسم الي يم ارس ضغوط كبيرة على الن اس ليتوافقششوا ويتواءمششوا معششه .ف البرجوازيششة تمتلك عقود من الخبرة في إفس اد ممثلي الطبقة الع املة .ولذلك فعلى الحركة الشتراكية الثوريششة أن تتخششذ احتي اط اتهشش ا مرشحيه ا يظلون على وعي وحصشش انة حتى ل يتم التخلي عنه ا وعن مب ادئه ا أثن اء العمل داخل البرلم ان ،وأن تتأكد من أن ُ ضد الضغوط التي سيتعرضون له ا ،وأن ترسي آلي ات لمح اسبة النواب الثوريين أم ام القواعد الجم اهيرية .وأهم شيء أن تتأكد الحركة الشتراكية الثورية والحزب من أن يظل مركز ارتك ازه ا وتركيزه ا الس اسي على النششش اط السي اسششي خشش ارج البرلم ان ،في الصراع الطبقي في مواقع العمل والج امع ات والحي اء.
مع اتخ اذ هذه الحتي اط ات ،ل يعد من وراء الخي ال أن تجد الحركة الثورية الكششوادر ذات العششزم السي اسششي لخدمششة الثششورة والطبقة الع املة في القلعة البرلم انية للنظ ام الرأسم الي ذاته .وب الفعل قد أثبت الت اريخ أن هذا المر ممكن .ونجششد مثشش اًل بشش ارزا علششى ذلششك فششي شششخص كشش ارل ليبكنشششت ،Karl Liebknechtرفيششق الكفشش اح لششروزا لوكسششمبورج فششي الحششزب الديمقراطي الجتم اعي اللم اني ،قد أن ُتخب في الرايشست اج )البرلم ان( اللم اني وع ارض فيه الحششرب الع الميششة الولششى، ولعب دوًرا قي ادًي ا وأستشهد في الثورة اللم انية في .1919ونجد مث اًل أخر في برنشش اديت ديفلششن Bernadette Devlin الن ائبة المنتخبة في البرلم ان النجليزي في 1969-74عن منطقة ميد ألستر Mid-Ulsterالتي اعتقلت لمش اركته ا فششي مع ارك حركة فري ديري Free Derryفي أيرلندا الشم الية ضد الضطه اد البريط اني للقلية الك اثوليكيششة والششتي ل َ َ كمششت وزير حكومة المح افظين ريجين الد مودلينج Reginald Maudlingفششي بيششت العمششوم بعشد مجششزرة الحششد الششدامي عش ام .1970وهن اك شخصي ات عديدة أقل شهرة لعبت دوًرا ثوري ا يخدم الحركة الشتراكية من خلل البرلم ان. ومشكلة الموقف الن اركي في عدم الترشح للنتخ اب ات هو إخلُءه هذه الس احة السي اسششية بأكملهش ا للبرجوازيششة وحلف اؤهش ا الوفي اء في الطبقة الع املة والحشزاب الصشلحية .وهشم بهشذه الطريقشة يسش اعدون الصشلحيين الشذين يغشدرون ب الطبقشة متحكمين فششي وعششي الطبقششة الع املة في أي مواجهة ح اسمة والذين ينشرون الفك ار البرجوازية يومًي ا بين الن اس ليظلوا ُ الع املة .والسوأ أنه عندم ا يشعر العم ال بخيبة أمل من جراء خي انشش ات حكومشش ات مششن النمششط الصششلحي لهششم ،كمشش ا سششبق وحدث مراًرا وتكراًرا ،يصبح هن اك خطر كبير ،في حش ال غيش اب بشديل يسش اري ،أن تتجششه النش اس فشي النتخ ابش ات للحشزاب اليمينية والف اشية .ومن تجربة هتلر في الثلثين ات من القرن الم اضي حتى صعود أسهم الحزاب الف اشية في اوروب ا فششي العقود الخيرة ،أظهر الف اشيون إج ادتهم للجمع بين مم ارسة السي اسة البرلم انية مع السي اسة خ ارج البرلم ان .ول يمكششن لليس ار الثوري أن يغسل يداه من النتخ اب ات ويترك لهم هذا المج ال لنشر سمومهم بدون تديم بديل ثورى. اتخاذ القرارات في الحركة لتنظيم أي إضراب أو حملة أو مظ اهرة أو اجتم اع بشكل ن اجح يجب اتخ اذ قرارات م ا ،فهذا أمر ل مفر منه .يكون نطشش اق بعض هذه القرارات ضيق وط ابعه ا تنفيذي إلى حد بعيد – مشن ُقبيشل تحديشد موعشد اجتمش اع فشي السش اعة 7أو 8مسش اًء؟ ولكن كثيًرا م ا يتعلق المر بقضية مبدئية – هل تعتبر هذه الحملة داعمة لحقششوق القليشش ات أم ل؟ وأحي اًنش ا يبششدو مثششل هششذا السؤال تنظيمي بسيط ،إل أنه يمكن أن يترتب عليه تداعي ات سي اسية وإستراتيجية أوسع .فمثًل ،قد يششدور النقشش اش عششن مس ار وتكتيك ات مظ اهرةً م ا ،إم ا أن تظل سلمية تم اًمشش ا أم تخشش اطر ب النتهشش اء بمواجهشش ات مششع الشششرطة .وأثنشش اء تنظيششم أي ُمؤتمر يجب اتخ اذ قرارات خ اصة بجدول العم ال والمتحدثين ،إلخ ،فكيف يتم اتخ اذ القرارات اله امة؟ هن اك أسلوب ُيتبع بإفراط في الحرك ات الراديك الية وهو أن تكون الكلمة الُعلي ا في كل شيء لشخص صشش احب "ك اريزمشش ا" متبع تقليدًي ا في الطبقة الع املشة والحركشة الششتراكية أو هيبة .هذا ل يجب أن يقبله الم اركسي ول الن اركي .ف السلوب ال ُ هو النتخ اب الديمقراطي ،فهو يسمح بطريقة أو أخرى بتفويض قدر م ا مششن السششلطة للششش"قيشش ادات" وللشش"مسششئولين" مششع التمسك ب المبدأ الس اسي أن القرار للغلبية .وفي السنوات الخيرة م ال العديد من الن اركيين والوتونوميين إلى أن تتم عملية اتخ اذ القرارات عن طريق التوافق – فل يعتبر قراًرا س ار ًي ا على الجميع سوى م ا أتفق عليه كششل المششش اركين فششي الحملة )أي الح اضرين في الغرفة في ذلك الوقت ب التحديد( .فأي من هذين السلوبين هو الفضل؟ ل شك أن اتخ اذ القرار ب التوافق بين المش اركين هو السلوب المثل – في ح ال توافق الراء .أو قد يكون الفضل عندم ا يتوفر قدًرا ك اف ًي ا من التف اق في الرأي ليتم التوافق في زمن معقششول .ولكششن تقششع الك ارثششة عنششدم ا ل يوجششد توافششق علششى موضوع ه ام وتبدو المور كأنه ل يمكن أن يتم التوصل إليه .ولقد حدثت مواقف من هذا القبيل وستكرر مرة بعد أخششرى في أي حركة حية .ويصبح عدم الوصول إلى توافق في لحظ ات معينة ك ارثة لنه بدون حسم القرارات فنحن ل نستطيع ق ا؛ أو قد ُيتخذ القرار ولكن بعششد إنهشش اك تنظيم مظ اهرة دون تحديد مك ان التجمع وتوقيته أو مؤتمر دون حجز الق اعة مسب ً ج انب للج انب الخر بنق اش ات ل نه ائية )وهذا يعطي ميزة كبيرة لغير الملتزمين بمواعيد عمل فششي الصششب اح التشش الي( .كمشش ا أن أسلوب"التوافق" يسمح لقلية صغيرة متصلبة الرأي فششي صششد وإحبشش اط أغلبيششة كششبيرة فتفشششل حملششة أو مظشش اهرة أو فع الية م ا. ض ا له عيوبه .فقد يتم تزويره ا أو التأثير عليهش ا بطريقشة غيشر نزيهشة ،كمش ا قشد يتشم واتخ اذ القرارات عن طريق النتخ اب أي ً تج اهل القرارات عند التنفيذ .ومع ذلك ،ف النتخ اب الديمقراطي يظل من ألس اليب الس اسية في حركة الطبقة الع املششة. وسأعطى مث الين للتوضيح :المث ال الول افتراضي إل أنه يحدث يومًي ا في حي اة الحركة العم الية. خمسم ائة ع امل من موقع عمل "أ" مضربين عن العمل ومطلبهم زيش ادة فشي الجشر بنسشبة .%10وبعشد أسشبوع يعشرض أصح اب العمل زي ادة % 5وتنصح النق ابة العم ال بقبول العرض على أس اس أن هذا أفضششل مشش ا يمكششن التوصششل إليششه فششي اللحظة الراهنة .فينقسم العم ال :من بين الش 500يقبل حوالي 100العشرض بل تشردد ،ولكشن يظشل تقريًبش ا 100آخريشن مصرين أن يستمروا في النض ال ُمعتقدين أن الحصول على المزيد ممكن .فكيف ُتحسم القضية حيث ل يتشوافر أي أمششل ُ في التوصل إلى "التوافق" بين القطبين المتمسكين بموقفهم؟ إذا تصرف كششل واحششد حسششب رغبتششه سششيتفتت الضششراب سيفضشل أصشح اب العمشل القشتراع ب البريشد حشتى ُيشدلي العمش ال وستحل الهزيمة .كل! يجب هنش ا اللجشوء إلشى التصشويتُ . بأصواتهم من من ازلهم كأفراد معزولين .أم ا نحن )الراديك اليين والششتراكيين والثششوريين ،إلششخ( سششنق اتل مششن أجششل إجشراء مششن لششم التصويت في اجتم اع جم اهيري عمومي بعد النق اش العلني حتى يت اح لج انبي الخلف فرصة إقنشش اع الشش ِ 300 مشن َ حججهم. يحسموا موقفهم بعد ب ُ الحتك ام إلى التصويت الديمقراطي تقليد يجب أن نن اضل من أجله والدف اع عنه في الحركة العم الية وكششل حركششة .يجششب أن يعت اد العم ال )والثوريون( على عملية التصويت – ويقبلوا ب النتيجة في ح الة الهزيمة .وطبًع ا ،فششإن بعششض النتخ ابشش ات ل ُيمكن قبوله ا ول يجب أن تقبل – فكل ق اعدة له ا استثن اءاته ا – ولكن بشكل ع ام ل يمكن الحف اظ على وحدة أي نق ابة أو إضراب أو احتلل لمواقع أو حملة أو حزب أو تطويره إل إذ تقبل النش اس إمك انيشة الخسش ارة فشي التصشويت الشديمقراطي دون النفص ال أو الستق الة.
والمث ال الث اني هو ح ادثة وقعت ب الفعل وله ا أهمية ت اريخية ب الغة – ثورة أكتوبر .1917في س اع ات الصب اح الب اكر من 25 أكتوبر بدأ الحرس الحمر بقي ادة اللجنة الثورية العسكرية لسوفييت بتروجراد )ورئيسه ا ليون تروتسششكي( فششي السششتيلء ح ا أصدرت منشئ ات الس اسية في المدينة .ولم ُتق ابل هذه النتف اضة الثورية أي مق اومة تقريًب ا .وفي الع اشرة صب ا ً على ال ُ اللجنة الثورية البي ان الت الي: عزلت .وانتقلت سلطة الدولة إلى يد اللجنة العسششكرية الثوريشة ،الت ابعششة لهيئششة سشوفييت بشتروجراد إن الحكومة المؤقتة ُ لنواب العم ال والجنود ،والمسئولة عن قي ادة بروليت اري ا بتروجراد وح اميته ا العسكرية. مؤقتة البرجوازية القديمة م ا زالششت مشششلولة فششي داخششل القصششر الشششتوي .وفششي هششذه في هذا التوقيت ك انت الحكومة ال ُ الثن اء ،في اليوم نفسه والمدينة نفسه ا ،ك ان اجتم اع سوفيت ات عموم روسي ا في ح الة انعق اد في معهد سمولني ويحضره ُموفدين من مج الس العم ال والجنود من جميع أنح اء روسي ا .فقد ك ان شع ار النتف اضة الششتي ق ادهشش ا تروتسششكى هششو "كششل السلطة للسوفيت ات" .فم ا هو الموقف المتوقع أن يتخذه المؤتمر المنعقد تج اه هذه النتف اضششة؟ كيششف سششيتم البششت فششي م ا – ففي الق اعة تواجد مع ارضون عت اة للنتف اضششة والششذين كشش ان سششيغ ادرون فششي التششو المر الع اجل؟ التوافق مستبعد تم ا ً واللحظة للنضم ام للثورة المض ادة ،كم ا ك ان يتواجد ن اس أمث ال الرفيق م ارتوف من الحزب المنشششفي مشن الشذين كش انوا يسعون ليج اد حل وسط .ك ان من الواضح أنه يجب إجراء تصويت – وب الفعل تم إجراء سلسلة من التصويت. وقد أعطى تروتسكي في كت ابه الرائع "ت اريخ الثورة الروسية" بعض الرق ام: إن الحص اءات في هذا المؤتمر المنعقد أثن اء القي ام ب النتف اضة لم تكن ُمستوف اة ب المرة .فششي لحظششة الفتتشش اح كشش ان عششدد الموفدين 650وج اءت الصوات 390صوًت ا من نصيب البلشفة...أم ا المن اشفة والمجموعة القومية الت ابعة لهم فلم يتعدى عددهم إل 80عضوا – ونصفهم تقريًب ا "يس اريين" .كم ا مثل اليس اريين %60مششن بيششن ) 159أو 190فششي تقريششر أخر للقوائم( من الثوريين الجتمش اعيين .وب الضشش افة إلشى ذلششك ،اسششتمر اليميششن فشي الششذوب ان سشريًع ا أثنش اء هششذه الجلسششة للمؤتمر. قش ا لعشدة قشوائم...وتشم اتخش اذ تصشويًت ا اسشتطلعًي ا بيشن وبنه اية الجلسة ك ان العدد الجم الي للمنشدوبين قشد وصشل 900وف ً دا لنقششل كششل السششلطة إلششى المندوبين الح اضرين .وكشف هششذا التصششويت أن 505مششن منششدوبي السششوفيت ات صششوتوا تأييش ً السوفيت ات ،و 86أيدوا حكومة "للقوى الديمقراطية" ،و 55أيششدوا حكومششة ائتلف ،و 21صششوتوا لحكومششة ائتلف ولكششن xvi بدون حزب الك اديت الليبرالي. إذا كن ا سنهزم الرأسم الية الدولية فيجب أن تكون هن اك العديد من هذه المؤتمرات لمج الس العمشش ال أو هيئشش ات مششش ابهة والعديد من عملي ات التصويت هذه .وهششذا هششو السششبب الثشش اني لهميششة العن ايششة بمم ارسششة التصششويت الششديمقراطي بششداخل الحركة ،بج انب مط الب الصراع الطبقي النية. كل هذه الختلفش ات بيششن الم اركسششية والن اركيشة حشول قضش اي ا أسشلوب الحيش اة والوتونوميششة والبرن امششج والفعشل المب اششر خششص والنتخ اب ات والتصويت له ا أصل واحد :هي ن ابعة من حقيقششة أن الم اركسششية الحقيقيششة ط المشش ا كش انت واضششحة فيمشش ا ي ُ متمثل في ثورة عم الية على المستوى الع المي ،وأنه ا تح اول دائم ا أن ُتقيم وتفكر في كل السششئلة السششتراتيجية هدفه ا ال ُ مشش ا والتكتيكية من هذا المنطلق .وعلى العكس ،فط الم ا افتقرت الن اركية لمثل هذا الوضوح ،وب التشش الي فأنهشش ا تششأرجحت دو ً من مك ان لمك ان ،أحي اًن ا ُمنق ادة وراء احتي اج ات الطبقة الع املة وأحي اًن ا وراء مجموع ات اجتم اعية أخششرى وأحي ان ًشش ا مدفوعششة بعواطف أنص اره ا. – 5الطريق إلى المام مثل السشش امية وكششل ال كل رغم تفتقر فهي تنتصر"؛ أن تستطيع ل "الن اركية واحدة: جملة في الكتيب قد ُتلخص حجة هذا ُ ُبطولته ا لستراتيجية ج ادة لسق اط الرأسم الية وتحقيق ُمثله ا .إل أنن ا في أحوج م ا نكون لستراتيجية تقودنشش ا نحششو النصششر، فمستقبل النس انية بأكمله مرهون بذلك. فوضع الع الم الح الي ل يمكن السكوت عليه – حيث تتمركز في أيدي 358ملي اردير ثروة تس اوي م ا َيحتكم عليه النصششف سفلي من سك ان الع الم .ويع اني ملي ار نسمة من البشرية من الجوع في حين ُتنفق 500،1ملي ار دولر أمريكششي علششى ال ُ السلح كل ع ام ،ومع تحميل ف اتورة الزمة القتص ادية للمصرفيين على الع املين والفقراء في الولي ات المتحدة واليون ان والبرتغ ال وأسب اني ا وفرنس ا وبريط اني ا وأيرلندا وأيسلندا والبقية ،ومع الحروب والتعذيب والعنصرية والقمع والستبداد في كل الجوانب – ولكن إذا استمرت الرأسم الية كم ا هي سيزداد الوضع سوًءا. ل يبدو أن الزمة الرأسم الية التي بدأت في ع ام 2008ستهدأ .ب العكس ،بعد ظهور مؤشرات تعشش افي طفيفششة – ضششخمه ا العلم كثيًرا – ب ات من الواضح أنه ا ع ادت لتتدهور مرة أخرى .وه ا هي منطقة اليششورو ألوروبيششة تترنششح مششن ك ارثششة إلششى أخرى ومن حزمة إنق اذ م الي إلى أخرى ،في حين أن أيرلندا واليون ان ثم إيط الي ا وأسب اني ا تقف على ح افة النهي ار والعجز عن تسديد الديون .ويجبن أوب ام ا والس اسة المريكيون في مواجهة الدين المريكي الذي يقششترب مششن 14تريليششون دولر أمريكي .أم ا الصين التي اعتبرت أكبر قصة نج اح في العصر الحديث والتي ك ان من المأمول أن تنقذ القتصشش اد العشش المي ض ا في التب اطؤ ويخنقه ا التضخم .وفي الوقت نفسه ،وعلى الج انب الخر من النظش ام ،يشواجه عششرة فقد بدأ اقتص اده ا أي ً مليون إنس ان المج اعة في القرن الفريقي. وحتى إذا نحين ا ج ان ًب ا العواقب المستمرة للزمة القتص ادية ،والتي تشمل صعود القوى الف اشية فششي الكششثير مششن البلششدان الوروبية واحتم ال اندلع حروب إمبري الية أكثر تدميًرا ,فسنجد أن هن اك ثمة قنبلة موقوتة وهي الك ارثة البيئية .وإذا تركن ا التغير المن اخي يستمر – والحتم ال ضعيف أن توقفه الرأسم الية الششتي يششدفعه ا المن افسششة واللهششث وراء الربششح– فشش التوابع المفزعة المحتملة ب النسبة للنس انية قد تجعل كل م ا رأين اه في الم اضي من ويلت ت افًه ا ب المق ارنة. سنشهد وقوع فيض ان ات ك التي حدثت في نيواورلينز وب اكست ان وبنجلديش ولكن على نط اق أكبر بكثير؛ جف اف ومج اع ات ك التي ش اهدن اه ا في دارفور ومنطقة الس احل الفريقي وإثيوبي ا والقرن الفريقي ولكن على نط اق أوسع بكثير؛ وحششروب ُتشن من أجل الموارد )الم اء بد ل ً من النفط( ولكن على نط اق أوسشع بكششثير ،ولجئششون مشن منشش اطق كششل هششذه الكششوارث وعلى نط اق أوسع بكثير .وإذا أردن ا أن نعرف م ا سيكون رد الفعل الششذي سششتتخذه الرأسششم الية علششى كششل هششذه الحششداث فعلين ا أن ُنلقي مجرد نظرة على رد فعل الف اضح لغنى بلد رأسم الي في العشش الم وهششو الوليشش ات المتحششدة علششى ع اصششفة ك اترين ا في نيواورلينز في .2005
ف السؤال عن م اهية الستراتيجية التي لديه ا فرصة حقيقية أن تنتصر له أهمية ُقصوى مع الوضع في العتبشش ار أن ل أحششدا ل يستطيع تقديم ضم ان ات .وأول م ا يجب أن تفعله مثل تلك الستراتيجية هو أن تحدد القششوة الجتم اعيششة الحقيقيششة الششتي تمتلك القدرة على تغيير الع الم .فبدون هذا ل تكون أفضل التكتيك ات وأنبل الهداف وأكششثر الخطششط جشرأة إل مشن قبيشل من فششي تحديششد هششذه القششوة الجعجعة والتمني ات الطيبة .وأكبر نقطة قوة للم اركسية وأعظم إنج ازات م اركس النظرية تك ُ وهي الطبقة الع املة الع المية. قصد م اركس ب الطبقة الع املة من يتعيشون من بيع قوة عملهم ممن ُيوظفهم وَيستغلهم الرأسم الي .مشش ا جعششل مشش اركس مع ان اِته ا ولكن مخشزون ُقوِتهش ا .صشحيح أن مع انش اة الطبقشة يؤسس منظوره السي اسي على الطبقة الع املة لم يكن مقدار ُ الع املة والستغلل الذي تتعرض له يثير الشمئزاز كم ا يعطي للعم ال الدافع والمصلحة في تحدي النظشش ام ،ولكششن العبيششد والفلحين تعرضوا للمع ان اة والستغلل للف السنين .ولكن م ا يميز الطبقششة الع املششة هششو)أ( قوتهشش ا الششتي تمكنهشش ا مششن أن تهزم الرأسم الية فعل و)ب( قدرته ا على خلق مجتمع جديد. إن الطبقة الع املة هي البن الفريد للرأسشم الية؛ إ فكلمش ا توسشعت الرأسشم الية كششذلك كب ُششرت الطبقششة الع املشة .تسششتطيع الرأسم الية أن تهزم الطبقة الع املة في معركة تلو الخرىُ ،تفض إضراب اته ا وُتحطم اتح اداتهشش ا وُتقلششص حري اتهشش ا ولكنهشش ا ل م ا م ا يعود العم ال للنض ال مرة أخرى. تستطيع أن تستغني عنه ا لتحقيق الربح ،فلذا دائ ً مع الرأسم الية العم ال في مواقع عمل كبيرة وتربطهم في صن اع ات قومية وعبر+دولية وتركزهم في مششدن ش اسششعة. ُتج َ وهذا م ا يعطى العم ال قوة سي اسية ك امنة رهيبة .فبشدون عملهشم ل يسشير ل القطش ارات ول اللوريش ات ول الشش احن ات؛ ول ُيستخرج الفحم أو الحديد أو النفط من الرض؛ ول ُتطبع الوراق ول ُتبث محط ات التلفشش از ول يفتششح مصششرف أو مدرسششة. وحتى القوات المسلحة للدولة تعتمد على الع املين في صفوفه ا. لقد خلقت الرأسم الية ،بخلقه ا للطبقة الع املة ،أقوى طبقة مقهورة في الت اريخ. إن صراع الطبقة الع املة بطبيعته صراع جم اعي .من أصغر حملة محلية إلى أكبر إضراب في شركة عملقة أو إضششراب ع ام ضد الحكومة ينظمه العم ال يجب أن يقومششوا بششه كجم اعششة .وقششد تكششون صششفة الجم اعيششة هششذه مصششدر إحبشش اط للفششرد المن اضل أو الثوري ،إذ أن العم ال في مك ان مش ا ل يمكشن لهششم فعششل أي ششيء إل إذا كش انت أغلبيشة منهشم علششى اسششتعداد للتحرك م ًع ا .ولكن هذه المعضلة ب التحديد هي التي تحول الطبقششة الع املششة إلششى طبقششة اشششتراكية .فل يمكششن للعمشش ال أن يتق اسموا أدوات النت اج بشكل فردى )كم ا يقسم الفلحون الرض( ،ولكنهم مضطرين أن يحولوهش ا إلشى ملكيشة للمجتمشع من أجل تحقيق تحررهم. منتجششة فششي المجتمششع دون أن تكششون ال شة ش الطبق السلطة، على تستحوذ عندم ا الع املة، الطبقة ستظل وب الض افة إلى ذلك ُ هن اك طبقة أسفل منه ا تستغله ا أو تعيش على حس ابه ا .وبم ا أنه ا تعيش ممركزة في كبرى الصن اع ات والمدن التي تمثششل عصب القوة القتص ادية والسي اسية فسيكون لديه ا المقدرة لمنع ظهور أي طبقة جديدة من فوقه ا؛ سيكون فشي إمك انهشش ا أن ُتنتج وأن تحكم في آن واحد وبذلك تؤسس لمجتمع بل طبق ات حقيقي .ويعنى هذا إن الطبقة الع املة وهي تحرر ذاته ا تحرر النس انية معه ا. إن الدور الثوري للطبقة الع املة هو جوهر الم اركسية .لم يرفض الك اديميين والن اقدين ،بم ا فيهششم الششذين يتعشش اطفون مششع م ا م ا يصيحون أن "الطبقة الع املة الم اركسية ،طر ً م ا هذا الطرح ب التحديد .فنحن نجدهم دائ ً ح ا م اركسًي ا مثلم ا رفضوا تم ا ً قد تغيرت" .فعل ،فقد تغيرت الطبقة الع املة من ن احية طبيعششة الوظشش ائف والملبششس والجششر والجنسششية والثق افششة .ولكششن الظروف الس اسية لوجوده ا تظل كم ا هي :فهي م ازالت وليدة الرأسم الية ،تتع ايش من بيع قششوة عملهشش ا ويتششم اسششتغلله ا وُتك افح جم اعًي ا – في حين أنه ا نمت من ن احية حجمه ا وقوته ا الك امنة بشكل رهيب .ففي أي ام م اركس كشش انت البروليت اريشش ا ُمنحصرة في أوروب ا الغربية ،أم ا اليوم فتنتشر وتن اضل في الق ارات الخمس من س اوب اولو فشي البرازيششل إلشى سششول فشي كوري ا الجنوبية ومن ك انتون في الصين إلى الق اهرة .وهن ا يكمن أمل النس انية. مرة قد أظهرت أن الطبقة الع املة تستطيع أن تن اضل ،ولكن لتنتصر مطلششوب تنظيششم إل أن الخبرة الت اريخية الطويلة وال ُ دا كل الشي اء التي تنكرهشش ا الن اركيششة وقي ادة وهذا يعنى أول بن اء حزب ثوري .بعب ارة أخرى ،إن الطبقة الع املة تحت اج تحدي ً بكل أشك اله ا .وم ا أكثر المن اسب ات والم اكن التي ث ارت الطبقة الع املة فيه ا ضششد الرأسششم الية :فششي بشش اريس فششي 1848و 1871و 1936و 1968؛ وألم اني ا في 1923-1919؛ وإيط الي ا فشي 1920-1919؛ والصششين فششي 1927-1925؛ وأسششب اني ا فششي 1936؛ والمجشر فششي 1956ضششد رأسشم الية الدولششة السششت الينية؛ وبوليفيش ا فششي 1952؛ وتشششيلي فششي 1973-1970؛ هزمت وس الت الدم اء .وحتى الن ،لم يحرز لج انبن ا والبرتغ ال في ،1974إلخ .ولكن ،في كل مرة إم ا انحرفت الثورة أو ُ دا حقيقًي ا – ولو مؤقًت ا – هو الثورة الروسية ع ام - 1917حتى اغت الته ا السششت الينية -وكشش ان الع امششل الفشش ارق إل انتص ارا واح ً فيه ا وجود حزب ثوري له جذور حقيقية وسط الطبقة الع املة. وحزب كهذا ل يمكن أن ينشأ بين يوم وليلة .مرة أخرى أظهرت الخبرة أنششه يكشش اد يكششون مششن شششبه المسششتحيل أن ُينشششأ الحزب الثوري في خضم الزمة الثورية وأنه من الفضل أن ُينتهى من عن اء إنش اءه قبل قي ام الثورة .ول بد لشه أن يجمشع هذا الحزب أفضل عن اصر الكف اح في الطبقة الع املة من كل مواقع العمل وكل الحي اء ،بشكل مستقل عششن الصششلحيين وبيروقراطيي النق اب ات العم الية .علي الحزب أن ُيسلح نفسه ب القدرة علشى توحيشد بقيششة الطبقششة فشي الصشراع؛ عليششه أن يتعلم كيف يتقدم وكيف يتقهقر ،وكيف يعمل مع ن اس خشش ارج صششفوفه وأحي ان ًشش ا مششع الصششلحيين )وبشش الطبع مششع النشش اركيين( ومتى يضرب ب الضربة الق اضية .يجب أن يتعلم الحزب دروس الت اريخ ويتدرب على تطبيقه ا اليوم. ة أخرى ،يأتي دور الم اركسية ،كنقد للرأسم الية وكذلك كرؤية للمستقبل الشششتراكي ،ف الم اركسششية هششي نظريششة وهن ا ،مر ً ومنهج لتعميم الخبرة الت اريخية للصراع الطبقشي .ولشذا فش الطريق إلشى المش ام ،لمشن يريشد أن يغيشر العش الم ،بنش اء الحركشة العم الية وتنمية مق اومة العم ال و ،أثن اء خوض هذه العملية ،بن اء حزب اشتراكي ثوري على أس اس م اركسي.
ءات مقترحة شتراكية الطوب اوية والعلمية – فردريك إنجلز راث الم اركسي الحقيقي – جون مولينيو
ن :الستراتيجية والتكتيك – تونى كليف – ترجمة أشرف عمر
المراجع
i F Engels, “On Authority”, 1872, http://www.marxists.org/archive/marx/works/1872/10/authority.htm ii مسألة العلقة بين اللينينية والست الينية له ا كم ا هو واضح أهمية كبيرة في النق اش الدائر بين الم اركسية والن اركية أم ا للطلع على الشه ادات الم اركسية الع امة ف انظر. وأعود له ا في من اقشة الن اركية في الثورة الروسية: Chris Harman, How the Revolution was Lost (1967), http://www.marxists.org/archive/harman/1967/xx/revlost.htm Tony Cliff, State Capitalism in Russia, http://www.marxists.org/archive/cliff/works/1955/statecap/index.htm iii http:www.lsr-projekt.de/poly/enee.html#all iv http://www.marxists.org/archive/marx/works/1877/antiduhring/ch25.htm v(M Bakunin, The Programme of the International Brotherhood, 1869) vi Letter to S Nechayev, p34 http://quod.lib.umich.edu/l/labadie/2916979.0001.001? rgn=main;view=fulltext vii International Working Men’s Association viii Hal Draper, Karl Marx’s Theory of Revolution, Vol. III: The “Dictatorship of the Proletariat”, New York, 1986, p95 ix George Woodcock, Anarchism: A History of Libertarian Ideas and Movements (London 1975) ( 396) x 397 ص،المرجع الس ابق xi Tony Cliff, Lenin, Vol. 3, Revolution Besieged, London 1987 xii CNT: Confederación Nacional del Trabajo xiii Social Anarchism or Lifestyle Anarchism: An Unbridgeable Chasm, AK Press 1995 xiv Red Notes, eds., Working Class Autonomy and the Crisis, London 1979, p110 xv (http://www.policy-network.net/articles/4004/-The-Precariat-%E2%80%93-The-newdangerous-class) xvi L. Trotsky, The History of the Russian Revolution, London 1977, pp 1146-7